مشاهدة النسخة كاملة : التغييير
الزاهد الورع
03-11-2005, 11:12 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أيها الأخوة اني جديد بينكم أود التعارف بكم بغية تبادل الاراء و النصاءح و بما ان المناسبة توجب التهنيْة
فعيدكم مبارك و كل عام و انتم بخير
و الان لندخل في الموضوع
لقد اختلفت اراء الناس في مفهوم منهجية التغييير و كيفية تطبيقها في واقعهم المعاش و ذلك حسب مراتب منازل التطبيق و اساليب الوصول الى الغايات .
و شعارنا هو قول الله تعالى
ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
nice devil
04-11-2005, 09:44 AM
انا اعتبر التغير نقطه جذريه والصراحه هي في عدة مراحل واعتقد ان اصعبها المراحل الاولى
حيث تعتبر خروج من عاده كنت تمارسها الى غيرها
بس لا ننسى شي مهم جدا (( ان من شروط التغيير))(( مقاومة التغير))
والله اعلم
الزاهد الورع
04-11-2005, 09:54 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اذا كانت الاية الكريمة شعار المسلم في التغيير فكيف اذن يفهم قول الله تعالىان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
لقد فسر الطبري هذه الاية بايجاز فقال رحمه الله
ان الله تعالى لا يغير ما بقوم من الكروب حتى يغيروا ما بانفسهم من الذنوب
من خلال النص و تفسيره يتضح لنا ان التغيير تغيييران :
-تغيير يبدأ بالفرد حتى يشمل المجتمع بمكوناته
-تغيير وضع من الاوضاع و حالة من الحالات و معضلة من المعضلات.
و سنشرع باذن الله في تفصيل التغيير الذي يبدأ بالفرد ليعم المجتمع.
الزاهد الورع
04-11-2005, 10:08 AM
انا اعتبر التغير نقطه جذريه والصراحه هي في عدة مراحل واعتقد ان اصعبها المراحل الاولى
حيث تعتبر خروج من عاده كنت تمارسها الى غيرها
بس لا ننسى شي مهم جدا (( ان من شروط التغيير))(( مقاومة التغير))
والله اعلم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته اخي
شكرا جزيلا على مداخلتك و اني ارجو منك بعض التفصيل واني أتفق معك على ان المرحلة الأولى هي الاصعب لان من اعتاد و انف و ضعية ما. لا يغامر بمكتسبات ما يملك رجاء نيل غايات ربما قد لا تتحقق الا في الخيال او في الاحلام لمن اقتدى بذا القول:
نم و لا تستيقظ و ما فاز الا النوام
ان نقطة الانطلاق تعتبر اساسا للنتايْج فمن اسسس بنيانه على اصل ثابث نال مراده و من بناه على الاماني انهار بنيانه عليه و لو بعد حين....
الزاهد الورع
04-11-2005, 01:18 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته تفصيل التغيير الذي يبدأ بالفرد ليعم المجتمع.
--عندما نتكلم عن التغيير فانا نرمز الى الايجابي منه .اذ نهدف الاصلاح و نبغي الانتقال من حالة بوْس الى حالة نعيم تستقر السعادة في ضمير الافراد و المجتمعات.
-اننا عندما نتحدث عن التغيير بالمفهوم الاسلامي .اننا لا نتكلم الا على غاية و احدة و هي الاصلاح .
و لذا فان مضامين الرسالة التي جاء بها أنبياء الله و رسله عبر القرون السالفة تحمل للعالمين هذه الدعوة النبيلة .
-ان دعوة المرسلين تعتبر رمز الاصلاح فهي تدعو عباد الله أن يلتفوا حول كلمة سواء تخرجهم من ظلمات الجهل الى نور التوحيد و من عبادةالعباد الى عبادة الله و من جور ما يعبد من دون الله الواحد الى عدل الله المعبود في ملكوته.
-ان من لا يقر بالأصل لا يدعى الى الفرع هذا هو منهج المرسلين في الاصلاح ان تبدا في اصلاح المعتقد الذي نعتبره اصلا قبل ان تأمر بأركانه فهي ليست الا فروع لأصل المعتقد وقد بين نبينا محمد صلى الله عليه و سلم لنا هذا المنهج بوصيته لمعاذ بن جبل رضي الله عنه لما بعثه الى اليمن ققال له
يا معاذ انك ستقدم على قوم اهل كتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه كتاب الله تعالى..الحديث.:
قاعدة الأصل قبل الفرع لابد ان تفهم بمعنى تقديم الأولويات حسب اهميتها فانه لا يجوز لك مثلا ان تضرب ولدك بمجرد أنه قد أخطأ في مسألة ما كنت قد علمته اياها مسبقا
فكل مشكلة لابد ان تحيطها من كل زوايا ابعادها فتنظر في اصلها و اعلم انك اذا عرفت السبب بطل العجب -
الزاهد الورع
04-11-2005, 09:00 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته تفصيل التغيير الذي يبدأ بالفرد ليعم المجتمع.
ان دعوة المرسلين العباد الى توحيد الله اصل الاصلاح فان من غفل عن الله بعبادة الاوثان التي صنعها بيده في الباكرة ليتخذها الاها بالمساء لا يمكن ان يقر بالبراهين الفطرية التي تدعونا الى التفكر في ملكوت الله و النظر فيها لاستنباط ما سخر الله لنا في بطن الارض او في جو السماء ولذا نجد الملأ من عبدة الأوثان يصدون عن سبيل الله بالسخرية و الاستهزاء اذ لم يجدوا في قاموس الحكمة ما يعينهم في الدفاع عن ضلالاتهم .
ان الله اكرم المرسلين بعد النبوة بأن أيدهم بالمعجزات كدليل على أن ما جاءوا به انما هو من عند الله وان من جحد الحق بعد ان جاءه انما هو في ضلال مبين .و تتضح هذه المعاني عندما نتلوا كتاب ربنا فنقرأ القصص القرأني في سيير المرسلين و تلك المناظرات التي يحاور فيها المصطفون الطغاة باسلوب رايْع خالي من العنف ذاك الاسلوب الذي يعتمد على الحجة و البرهان بدل الجهل و السفه و يعتمد على الليونة و الحكمة قبل العنف و الطيش .
ان الله ارسل رسله و امرهم ان يجادلوا اهل الاهواء بالحكمة و الموعظة الحسنة و ارسلهم معلمين الناس الخير غير معنفين و لو بالكلمة التي يتصدر الشر غالبا منها .
لو تأملنا قليلا نتايْج كلمة بسيطة لوجدنا
ان الله اخرج ابليس اللعين من الجنة و ابعده من رحمته
ان اول ذنب عصي الله به في الارض كان سببه قسم قابيل الذي نفذ في أخيه هابيل
أن مفتاح النكاح يكون بكلمة
....
ان مفتاح الجنة -شهادة ان لا الاه الا الله و ان محمدا رسول الله
لهذا ينبغي ان لا يتكلم المرء الا لسبب و من كان يوْمن بالله فليقل خيرا او ليصمت و ليعلم ان الكلمة اسيرة في فيه ما لم يحدث بها فان تفوه بها صار اسيرها محاسب على ما تحمله من معاني .
الزاهد الورع
05-11-2005, 07:37 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته تفصيل التغيير الذي يبدأ بالفرد ليعم المجتمع.
ان غاية دعوة التوحيد ان يلتف الناس حول معتقد واحد يضبط جميع أمرهم .
لو نزع الله الغل من صدور العباد لرايتهم متالفون متحابون بلا مشاكل لكن ما يسري في القلوب من الضغايْن و العدوات يجعل الانسان يجحد الحق فتجد الكافر يشميْز عند استماعه لكلمة الحق .
ان نوحا عليه السلام دعى قومه لعبادة الله وحده و ترك الاصنام وامرهم ان يستبدلوا الاهة مخلوقة بالاه خالق رازق فكانوا يجعلون اصابعهم في اذانهم و يستغشون ثيابهم و يصرون على اتخاذ الالهة التي صنعوها باْيديهم و كل هذا يرفقه استكبار الشرك بالله في استهزاءهم و سخريتهم بالنبي المرسل و من تبعه من الموْمنين.
لماذا يصر هوْلاء على عبادة الأوثان من دون الله!
للسوْال اجو بة كثيرة منها=
-أن الملاْ من القوم يدافع على مصالحه بل سيادته على السذج.
-الأتباع يدفعهم الملأ الى المعاندة بدعوى الدفاع عن دين الاباء و الاجداد.
-ارادة الله في ابتلاء اهل الحق باهل الباطل .
كيف يمكن ان تقنع بايْع الخمر بأن الله قد حرم شرب الخمر و بيع الخمر ان من يبيع الخمر عندما يسمع منك مثل هذا القول يفهم منك انك تأمره بأن يودع رزقه و ان يهدم دكانه فلهذا سوف يكذبك و يكذب قولك و ان كان من عند الله .
وهذا ما كان يفعل الاسياد -الملاْ-من المشركين كلما جاءهم نبي ياْمرهم بترك ما يعبدون من الاأوثان الى عبادة الله .كيف يتركون عبادة الاهة جعلتهم يستضعفون الناس و ياكلون اموالهم بغير حق الى عبادة الاه يسويهم بهم و لا يترك لهم مجالا لاسترقاق العباد فلذلك كان الملاْ يصدون عن سبيل الله بكل ما أوتوا من و سيلة عساهم ينالون ما يبتغون لكن ما انفقوا كان حسرة عليهم و ما بنواامالاهم عليه من المكر و الخديعة اتاه الله من اصله فخر عليهم السقف من فوقهم و تحقق مراد الله و نصر دينه و اعز عباده و اعلى كلمته رغم انوفهم .
أبو حفص الشريف
05-11-2005, 11:36 PM
بارك الله فيك
الزاهد الورع
06-11-2005, 01:31 AM
بارك الله فيك
اخي جزاك الله خيرا على دعائك و اني ارجو من الاخوة ان يعينوني على هذا الامر بالمحاورة و بارك الله فيكم
الزاهد الورع
06-11-2005, 01:33 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته تفصيل التغيير الذي يبدأ بالفرد ليعم المجتمع.
لم يجد المشركون سبيلا لمواجهة الحق فأمروا أتباعهم بعدم الانصات لما يتلى عليهم من البينات لأنهم أيقنوا أنه من عند الله و أن من أنصف نفسه ولم يتبع هواه سوف يفارقهم و يدخل في دين الله لأن الحجة معه و لله الحجة البالغة
ان فرعون قوم موسى أصل مبدأ التضليل يوم أن قال لبني اسرائيل أن موسى عليه السلام جاء بدين جديد يريد أن يغير به دين الاجداد و يظهر في الأرض الفساد فهل يجوز للمسلم أن يقتدي بفرعون في مقولته التي تقول: ان المصلحون من عباد الله اتوا بدين جديد .
لقد اجاب النبي صلى الله عليه و سلم على هذا بقوله: جاء الاسلام غريبا فسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء.
ان تعلق المشركين بدين الاباء انما هو تلبيس الملاء عليهم لكي لا يستفيقوا من غفلتهم و اعراضهم عن الحق .ان من يعتز بامجاد أجداده و عشيرته لا يمكن ان يصغي للحق اذ جاءه اذا بين له الغير أنك تسب حسبه و نسبه و اسلام حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه اكبر دليل على ذلك لقد هداه الله للاسلام غيرة على ابن اخيه
وهذا عمه الذي أحبه و كفله يحرم من رضوان الله بسبب جاهلية الاعتزاز بغير الله فان ابا طالب حرمه جليس السوء بكلمته المنتنة "أترغب عن ملة عبد المطلب"من الفوز بالجنان ساعة الاحتضار بين يدي رسول الله.
قالوا بل نتبع ما الفينا عليه اباءنا او لو كان اباءهم لا يعقلون شيئا و لا يهتدون
الزاهد الورع
06-11-2005, 03:31 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته تفصيل التغيير الذي يبدأ بالفرد ليعم المجتمع.
قالوا بل نتبع ما الفينا عليه اباءنا او لو كان اباءهم لا يعقلون شيئا و لا يهتدون
هذه الوصية الموتوارثة بين المشركين في الفخر بلا حسب دليل كل ضال في رد الحق في كل زمان و مكان .
ان اهل البدع و الضلالات يستدلون بها لدفع البيان فهم يتهمون المتمسكين بدين الله الحنيف باختراع دين جديد ما عرفه اسلافهم و لا جاءت به انبياء الله افتراء عليه ليضلوا عن سبيل بلا عنم و لا هدى و لا كتاب منير .
و يريد هوْلاء التدجيل على عباد الله فلا احد ينكر عليهم زيف ما يعتقدون و ما يأمرون .هكذا لا أحد ينتقد مخطاء و يتبع العوام فردا من البشر يأتمرون بأمره و ينتهون عن ما نهى عنه و كأنه الذي يستحق هذه العبادة من دون الله.
ان الضابط الشرعي الذي يوْمن به أهل التوحيد يلزمهم الوقوف عند حمى الله و حمى الله محارمه و عليه فانهم لن يطيعوا احدا في معصية الله خالق البشر و هذا هو الفرق بين أهل التوحيد و أهل الضلال
فٍان أهل التوحيد لا يقدمون بين يدي الله و رسوله و يرجعون اليهما في كل امورهم بكل اخلاص أما أهل الضلال فيتبعون اهواءهم و ما تمليه عليهم شياطين الانس و الجن و ان خالفوا فيه ما فطرهم الله عليه.
ان المكلفين مأمورون بتمييز الامور الى الصالح منها و الفاسد فمن ادرك غاية الأمر في تحقيق التمييز عرف بالعاقل الحكيم الذي لا يقبل ان يكون ببغاء يردد بحماقة ما يسمع من الكلام دون اي وزن.
لهذا وجب على المرء ان لا يكون امعة في الناس يأتي الولاءم من غير دعوة الناس له بالحضور.
ان الامعة من يقول انا مع الناس افعل ما يفعلون فان هم اصابوا مرادهم نلته معهم و ان جانبوا الصواب لم اكن المخطيء الوحيد .
الزاهد الورع
11-11-2005, 04:55 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته تفصيل التغيير الذي يبدأ بالفرد ليعم المجتمع.
ان الامعة من يقول انا مع الناس افعل ما يفعلون فان هم اصابوا مرادهم نلته معهم و ان جانبوا الصواب لم اكن المخطيء الوحيد .
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم = لا يكونن احدكم امعة يقول انا مع الناس ان احسنوا احسنت و ان اساءوا اسئت .
و لو نظرنا حال امتنا اليوم لوجدنا هذا التعبير الذي نهانا عنه نبينا صلى الله عليه و سلم ينطبق عليها فهي قطيع ماشية تلهث وراء المعاش و لا تبالي اين ينتهي بها المسير .
وقبل ان نتابع هذه النقطة نعود الى ما اشرنا اليه سابقا في مسألة رجوع المسلم الى الله و الرسول في الاحكام التي وصمنا البعض بها و نعتز بلقب الرجعية فهو شهادتهم للمسلم الصالح في الدنيا قبل الاخرة .
هذه الكلمة -الرجعية-التي يطلقها العوام على الملتزمين بشرع الله كلمة حق يراد بها باطل
الا تقراءون كتاب الله اذ يقول فيه =====>الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله و انا اليه راجعون
فالمسلم صابر محتسب راض بما قدر الله له من الابتلاء يتلقى الالم عند الصدمة الاولى بالتسليم لله الواحد الديان لا يرفع صوتا بالنوح و لا يلطم خدا و لا ينهار لكن تدمع عينه و لا يقول الا كلمة الاسترجاع التي ترضي الله عز و جل و عندما يرضى الله عن عبده يزيل ذلك الالم من قلبه و يطمئن قلب عبده بذكره فيزدادون ايمانا كلما ازداد البلاء لفضلهم عند ربهم ......
هذا معنى الرجوع الى الله عند المصيبة اما الرجوع الى الله في الاحكام فذاك امر بين لا اشكال معه لان الله امرنا بقوله
يا أيها الذين امنوا اطيعوا الله و اطيعوا الرسول و اولي الامر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله و الرسول ان كنتم توْمنون بالله و اليوم الاخر ذلك خير و احسن تاويلا
فالمسلم التقي النقي لا يخرج في حياته عن ضابط الحلال و الحرام الذي جاء به نبي الله محمد صلى الله عليه و سلم يرجع الى معجم المعلومات الربانية كلما اشكل عليه امر من الامور ليجد في كتاب الله و سنة مصطفاه ما يهديه للتي هي اقوم .
و ياتي في النهاية الرجوع الى الله بكل اطمئنان قلبي عندما ينادي الجبار جل جلاله النفس المطمئنة بالرجوع الى ربها و بارئها لتنتهي الرحلة الى الدار الاخرة لتاخذ جائزتها بكل تشريف و يقال لها عنذئذ
هنيئا لكم بما اسلفتم في الايام الخالية
rajaab
12-11-2005, 03:16 PM
http://www.sawtalummah.com/sawtalummah4/bk22-minhaj_fey_tagheyr.pdf
الزاهد الورع
13-11-2005, 10:24 PM
http://www.sawtalummah.com/sawtalummah4/bk22-minhaj_fey_tagheyr.pdf
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ايتها الاخت الكريمة جزاك الله خيرا على احسانك
لقد تاْخرت عليك في الرد لاني ما كنت اشتطيع ان أقراء مضمون هذا الوصل حتى حصلت على ACROBAT .
جزاك الله خيرا
الزاهد الورع
15-11-2005, 10:16 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته تفصيل التغيير الذي يبدأ بالفرد ليعم المجتمع.
ان الامة الاسلامية بحاجة الى الرجوع الى ما كانت عليه من العز و الكرامة تحت لواء التوحيد.
ان التاريخ مدرسة و من لم يعلمه التاريخ فهو جاهل و التاريخ يعلمنا ان العرب في الجاهلية كانوا مجرد قبائل متفرقة يغير بعضها على بعض و كان الشجاع فيهم مجرد صعلوك عند الفرس و الروم .
ربما يعيد التاريخ نفسه لكن الله اعزنا بالاسلام و مهما ابتغينا العزة في غيره اذلنا الله .
ان هذه الكلمة نطق بها من جعل الله الحق على لسانه فهي سنة من سنن الله في التغيير و دعاء مستجاب دعا به الفاروق عمر رضي الله عنه في يوم مبارك اعز الله فيه المسلمين عند مشارف بيت المقدس.
في و قت زمني قصير غير الله بدعوته خريطة الجزيرة العربية و دام للمسلمين ذلك الفضل حتى عادوا الى عادتهم القديمة فأعيدت اليهم بضاعتهم غير منقوصة.
و العودة الى الكرامة تستلزم من اهل الايمان الصبر على المكاره و التحلي بمكارم الاخلاق التي بعث النبي صلى الله عليه و سلم لاتمامها فلا يمكن الوصول الى العلا بدونها و ان الرفق في الامر خير من العنف.
نعم ان نبينا عليه الصلاة و السلام أمر باديء ذي بدء بالعفو و أمر اصحابه الكرام رضي الله عنهم بالكف و الزم المسلمين عدم اثارة الفتن لأن صلاحهم في السلم كما ان عافية البدن في السلامة من المرض.
الزاهد الورع
17-11-2005, 01:42 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته تفصيل التغيير الذي يبدأ بالفرد ليعم المجتمع.
ايها الاخوة الكرام ان السعيد من وعظ بغيره و ان القصص القراني ثم قراتنا للتاريخ تعيننا على فهم ما ينطوي على كثير من الناس.
لقد راى اناس ان التخلص من بعض الانظمة كان القضاء على زعمائها و نسي القوم ان النظام لا يقف على شخص بمفرده و اذا اردنا ان نعرف ان ما ذهب اليه هوْلاء صواب ام خطاْ فلابد من الرجوع الى الخلافة الراشدة و رجالاتها فلقد اغتيل خيارنا وهم في طاعة الله .
ان حقد اعداء الله على دين الله الحنيف ألجاءهم الى أعمال دنيئة وهي اغتيال الصالحين من عباد الله الابرار أمثال الفاروق عمر رضي الله عنه الذي قتله ابو لوْلوْة المجوسي الحقير و هو قائم يصلي في المحراب .
ان الله اراد لعمر رضي الله عنه الشهادة في سبيل كما تمناها و رجاها من اعماق قلبه فقد كان كثير الدعاء و طالما كان يردد هذا الدعاء
اللهم اني اسألك شهادة في سبيلك و موتا في بلد نبيك
انه يوم بكى فيه الاسلام بكاء شديدا لفراق رجله البطل الهمام و لقد تنب اْبه نبينا عليه الصلاة و السلام عندما خاطب عمرا رضي الله عنه بقوله
ليبكين الاسلام لموتك يا عمر
كيف لا نبكي على مصرع عمر رضي الله عنه الذي اعز الله به الاسلام ايام ابي جهل فلقد كان المهاجر الذي خرج من مكة الى المدينة على مراْى و مسمع من قريش و لم تأخذه في الله لومة لائم
لكني لا استطيع في كلام اختصره ان اتحدث عن الملهم المحدث العبقري رمز العدالة في ديننا الحنيف بعد الله ثم معلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلا تكثروا الكلام بذكر عمر فانكم اذا ذكرتم عمر ذكرتم العدل و اذا ذكرتم العدل ذكرتم الله تعالى.
الزاهد الورع
18-11-2005, 01:13 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته تفصيل التغيير الذي يبدأ بالفرد ليعم المجتمع.
ايها الاخوة الكرام اني اختصر الكلام عن عمر رضي الله عنه بجوامع الكلم التي خصها به رسول الله صلى الله عليه و سلم و اذكر ما يلي
عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب )) سنن الترمذي .
عن عائشه رضي الله عنها , عن النبي صلى الله عليه وسلم, قال : (( في الامم محدثون فإن يكن في امتي فعمر )) سنن الترمذي ومسلم .
عن طلحة بن عبيد الله قال : (( ما كان عمر بأولنا إسلاما ولا أقدمنا هجرة ولكنه أزهدنا في الدنيا و أرغبنا في الاخره )) خرجه الفضائلي .
عن انس بن مالك قال : قال النبي علييه الصلاة والسلام : (( أشد أمتي في أمر الله عمر )) سنن الترمذي .
عن أبي هريره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه )) سنن الترمذي .
ومن خصائص عمر رضي الله عنه
-هو أول من سمي بأمير المؤمنين.
-هو أول من اتخذ التاريخ الهجري .
-هو أول من جمع الناس على قيام رمضان.
-هو أول من دون الدواوين في الدولة الإسلامية...........
و اعوذ الى يوم الأربعاء لأربع ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة اليوم الاسود في تاريخ الاسلام يوم طعنه الملعون أبو لؤلؤة المجوسي وهو يصلي بالناس صلاة الصبح .
ان فضل عمر علينا استشهاده في الصلاة و اي صلاة هي انها صلاة الصبح التي يجئها المتقون و ينام عنها المنافقون و ان الله سوف يبعث الناس على ما ماتوا عليه فتأمل معي ايها الاخ الكريم وقوف عمر رضي الله عنه غدا بين يدي الله و قد فارق الدنيا على طاعة الله ليستقبل الاخرة بطاعة الله و يتلقى الجائزة .
و عمر رضي الله عنه اول من يأخد كتابه بيمينه ....................
اللهم اني احب عمرا فاشهد
ان الاسى ينتابني عندما اقف على مصرع الراشدين الثلاث لكن مشيئة الله نافذة و لقد اختار الله لهم الدار الاخرة و هذا الذي يجعلني لا اقنط من رحمة الله تعالى .
و نحن نعلم انه لا ينفع حذر عن قدر و لو اتخذ الصحابة الكرام رضوان الله عليهم الاحتياطات ما نفع ذلك
امام ارادة الله تعالى و الدليل ان عمار بن ياسر رضي الله عنه عاش مع الموت منذ ان اخبره الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله = تقتلك الفئة الباغية .و بعد سنين تحقق في عمار رضي الله عنه مراد الله الذي طلبه منذ ان اسلم هو و ابويه انها الشهادة في سبيل الله....
ان الملعون المجوسي بعدما اجهز على عمر بخنجره المسموم قد و دع الحياة منذ ان خطط لهذا الفعل الدميم و سن سنة قبيحة لمن بعده من الجبناء .
لقد سن هذا الملعون سنة الانتحار المنظم و جزاءه عند الله العذاب الاليم و ان الله تعالى حرم قتل نفوس الاخرين بغير حق فكيف بمن يقتل نفسه متعمدا
و لا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما و من يفعل ذلك عدوانا و ظلما فسوف نصليه نارا و كان ذلك على الله يسيرا
ان الله امرنا بالصبر على البلاء ايا كان نوعه لان البلاء مهما طال فانه يزول و لذا امرنا بعدم القنوط من رحمته فكم من فتنة اتت على الناس فكشفها الله بارادته
ان دعوة الامام احمد رحمه الله على المامون اراحت الناس من بلاءه و خلفته صريعا فوق الفراش فهل من معتبر ................
و ان الله ليملي للظالم حتى اذا اخذه .اخذه اخذ عزيز مقتدر و ان الليل مهما طال فلبد من طلوع الفجر
و لقد بشرنا نبينا عليه الصلاة و السلام بما يرفع الحرج فلا ينبغي القنوط.
ان عمر رضي الله عنه يعتز و يفخر بالموت بعد سوْال بسيط
من القاتل يا معشر المسلمين هل القاتل مسلم
نعم ان هذا السوْال ذو ابعاد ...
هل يدون التاريخ ان قاتل عمر من المسلمين و قد اعزهم الله بعمر
هل ظلم عمر احدا من رعيته ليتمنى منيته
هل صار المسلمون كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض و قد نهى الرسول صلى الله عليه و سلم منه
تساوْلات عديدة لا يريد عمر ان يودع الحياة بدون معرفة شخضية القاتل الملعون
لماذا يتناحر العرب فيما بينهم
هل ياكل الانسان لحمه و دمه
اليس تصارع الاهل كفاية للعدو
ايها الاخوة الكرام ان الموْمن التقي النقي لما عرف ان قاتله مجوسي أذعن لله بالرضى و قال كلمة العز في وداع الحياة =
الحمد لله لم يجعل منيتي بيد رجل يدعي الإسلام
يغيظك ان تحسن الى اهلك في الوقت الذي يسيوْون اليك الم يقل رسول الله صلى الله عليه و سلم جوابا لمن امره بقتل المنافقين
لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه
فالعالمين ماذا يقولون عنا اليوم = المسلمون يقتل بعضهم البعض
و من اشار على مسلم بحديدة تلعنه الملائكة حتى ينزع
ان الكلام يطول لكن عمر رضي الله عنه اختصر الامر و رجى لقاء الله بطلبه عائشة رضي الله عنها
ان لا تحرمه جوار رسول الله صلى عليه و سلم في البقعة المباركة
و بعد ايام ثلاث يودع الفاروق عمر رضي الله عنه الحياة الى الحياة و ما اسعده و قد عمر ثلاث وستين سنة ، ثم دفن يوم الأحد صباح هلال المحرم سنة أربع وعشرين، بجوار قبري النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر رضي الله عنه.
------------------------------------------------------------------------------------------------------
الزاهد الورع
18-11-2005, 07:03 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته تفصيل التغيير الذي يبدأ بالفرد ليعم المجتمع.
ٍان الفتنة التي أدت الى مصرع عثمان رضي الله عنه أقبلت من مصر و الكوفة
و لست أفهم الذين يخوضون في عثمان رضي الله عنه بغير حق
ألا يستحون من الرجل الذي تستحي الملائكة منه
و كل ما في الامر أنهم لا ينقمون على عثمان رضي الله عنه سوء معاملة أو انعدام عدالة
ان الراعي يختار البطانة الصالحة التي يطمئن اليه ظميره و ليس للرعية ان تنال من الولاة بغير حق اذا ما انصفوا العباد في معاشهم .
المشكلة عند اهل الكوفة هي أصل الولاة من بني امية أقرباء ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه .و قد رأوا ان الحكم صار الى بني أمية بعد عزل عثمان رضي الله عنه لعدد من الصحابة الكرام
اما اهل مصر فقد أوقد فيهم اليهودي الاصل الفتنة .
ذلك الخبيث عبد الله بن سبأ خبيث النية .خبيث العمل .خبيث الكسب .خبيث المأوى
و صدق المغفلون ما قال و نسوا ما ذكروا به:
يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأفتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين .
يا أيها الذين أمنوا اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا....................
كيف يثق المسلم بكافر لا يرقب في موْمن ٍألا و ذمة يبتغي رضانا بالفم و ما يكتم في خفايا جوهره حقد و عداوة و بغضاء لا حد لها و الله من ورائهم محيط
لقد جهر هذا الخبيث بكلمة ظاهرها امرا بالمعروف و نهيا عن المنكر و باطنها افسادا في ارض الله و محاربة لله و رسوله و المسلمون .
و من هنا بدأ تخطيط أعداء الله في استعمال المسلمين في محاربة بعضهم البعض .
الزاهد الورع
19-11-2005, 01:15 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته تفصيل التغيير الذي يبدأ بالفرد ليعم المجتمع.
و من هنا بدأ تخطيط أعداء الله في استعمال المسلمين في محاربة بعضهم البعض .
لسوف اعود الى هذه النقطة بٍاذن الله لاحقا بما تستحق من التوضيح
و ابقى مع الكرام البررة اصحاب رسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام و قد تنازعوا في الأمر .
أما عن تولية ألأقرباء فقد ناقش الامام علي رضي الله عنه الخليفة عثمان رضي الله عنه في هذا الأمر و رد عليه عثمان رضي الله عنه بما لا يترك لأحد مجالا للناقاش و الخوض في هذا بل ان عثمان رضي الله عنه استحلف الامام علي في ذلك و أقر علي رضي الله عنه أمر عثمان في فعله .
قال الواقدي فيما رواه عن عبد الله بن محمد عن أبيه قال : لما كانت سنة أربع و ثلاثين أكثر الناس بالمقابلة على عثمان بن عفان و نالوا منه أقبح ما نيل من أحد .فكلم الناس علي بن أبي طالب أن يدخل على عثمان .فدخل عليه فقال له:
ٍا الناس ورائي و قد كلموني فيك .و والله ما ادري ما أقول لك . و ما أ‘رف شيئا تجهله .و لا أدلك على أمر لا تعرفه .ٍانك تعلم ما نعلم .ما سبقناك ٍالى شيء فنخبرك عنه .و لا خلونا بشيء فنبلغكه .و ما خصصنا بأمور خفى عنك ٍادراكها .و قد رأيت رسول الله و سمعت و صحبت رسول الله صلى الله عليه و سلم و نلت صهره .و ما ٍابن ابي قحافة بأولى بعمل الحق منك .و لا ابن الخطاب بأولى بشيء من الخير منك .و ٍانك أقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم رحما .و لقد نلت من صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم ينالا و لا سبقاك ٍالى شيء .فالله الله في نفسك .فٍأنك و الله ما تبصر من عمى .و لا تعلم من جهل .و ٍان الطريق لواضح بين .و ٍان أعلام الدين لقائمة .
تعلم يا عثمان :أن أفضل عباد الله عند الله ٍامام عادل.هدى و هدى .فأقام سنة معلومة.و أمات بدعة معلومة .فوالله ٍان كلا لبين .و ٍان السنن لقائمة لها أعلام .و ٍان البدع لقائمة لها أعلام .و ٍان شر الناس عند الله ٍامام جائر ضل و أضل به فأمات سنة معلومة و أحيا بدعة متروكة .و ٍاني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
يوْتى يوم القيامة بالٍامام الجائر و ليس معه نصير و لا عاذر فيلقى في جهنم فيدور فيها كما تدور الرحا ثم يرتطم في غمرة جهنم .
و ٍاني أحذرك الله و أحذرك سطوته و نقمته .فٍان عذابه أليم شديد.و أحذر أن تكون ٍامام هذه الأمة المقتول فٍانه كان يقال يقتل في هذه الأمة ٍمام فيفتح عليها القتل و القتال الى يوم القيامة و تلبس أمورها عليها .و يتركون شيعا لا يبصرون الحق من الباطل .يموجون فيها موجا .و يمرحون فيها مرحا.
فقال عثمان رضي الله عنه :
قد و الله علمت لتقولن الذي قلت .أما و الله لو كنت مكاني ما عنفتك و لا أسلمتك .و لا عبت عليك.و لا جئت منكرا.ٍني و صلت رحما.و سددت خلة.و اويت ضائعا.ووليت شبيها بمن كان عمر يولي .
أنشدك الله يا علي هل تعلم أن المغيرة بن شعبة ليس هناك
قال علي رضي الله عنه :
نعم
قال :
فتعلم أن عمر ولاه
قال
نعم
قال
فلم تلوموني أن وليت ابن عامر في رحمه و قرابته
فقال علي رضي الله عنه
سأخبرك ٍان عمر كان كلما ولى أميرا فٍانما يطأ على صماخيه -خرق الأذن-و أنه ٍان بلغه حرف جاء به .ثم بلغ به أقصى الغاية في العقوبة و أنت لا تفعل ضعفت و رفقت على أقربائك.
فقال عثمان رضي الله عنه:
هم أقرباوْك أيضا .
فقال علي رضي الله عنه :
لعمري ٍان رحمهم مني لقريبة . ولكن الفضل في غيرهم
قال عثمان رضي الله عنه :
هل تعلم أن عمر ولى معاوية خلافته كلها.فقد وليته.
فقال علي رضي الله عنه :
أنشدك الله هل تعلم أن معاوية كان أخوف من عمر من يرفأ غلام عمر منه .
قال عثمان رضي الله عنه:
نعم
فقال علي رضي الله عنه :
فٍان معاوية يقطع الامور دونك و أنت تعلمها و يقول للناس : هذا أمر عثمان .فليبلغك فلا تنكر و لا تغير على معاوية .
*********
ثم خرج علي من عنده و خرخ عثمان رضي الله عنه على ٍاثره .فصعد المنبر
فوعظ و حذر و أنذر و تهدد و توعد و أبرق و أرعد.فكان في ما قال :
ألا فقد و الله عبتم علي بما أقررتم به لٍابن الخطاب لكنه وطئكم برجله .و ضربكم بيده و قمعكم بلسانه .فدنتم له على ما احببتم أو كرهتم .و لنت لكم و أوطأت لكم كتفي .و كففت يدي و لساني عنكم .فاجترأتم علي .أما والله لأنا أعز نفرا وأقرب ناصرا و أكثر عددا و أقمن .ٍٍان قلت :
هلم ٍالي ٍالي
ولقد أعددت لكم أقرانكم و أفضلت عليكم فضولا و كشرت عن نابي .فأخرجتم مني خلقا لم أكن أحسنه .و منطقا لم أنطق به .فكفوا ألسنتكم و طعنكم و عيبكم على ولايتكم فٍاني قد كففت عنكم من لو كان هو الذي يليكم لرضيتم منه بدون منطقي هذا .ألا فما تفقدون من حقكم !فو الله ما قصرت في بلوغ ما كان يبلغ من كان قبلي .
ثم أعتذر عن ما كان يعطي أقرباه بأنه من فضل ماله.
فقام مروان بن الحكم فقال :
ٍان شيئتم و الله حكمنا بيننا و بينكم السيف .نحن و الله و أنتم كما قال الشاعر :
فرشنا أعراضنا فنبت بكم.................... مغارسكم تبنون في دمن الثرى
فقال عثمان رضي الله عنه:
أسكت لا سكت .دعني و أصحابي ما منطقك في هذا .ألم أتقدم ٍاليك أن لا تنطق
فسكت مروان و نزل عثمان رضي الله عنه
الزاهد الورع
24-11-2005, 11:04 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته تفصيل التغيير الذي يبدأ بالفرد ليعم المجتمع.
لقد تبين من كلام عثمان رضي الله عنه صواب ما فعل و خطأ من أثار الفتنة و من جملة أصحابها عبد الله بن سبأ اليهودي الأصل الذي أسس مبدأ الشيعة في الغلو في أل بيت رسول الله صلى الله عليه و سلم.
و لقد أظهر الاسلام للناس ،مخادعة و صدا عن سبيل الله و ارصادا لمن حارب الله و رسوله، و كتم ما بداخله من حقد و عداوة و بغضاء لدين الله و اهله القائمين على حدوده و عمل على هدم الاسلام من داخله كالداء الذي يصرع الانسان من اعماق جسده، لكن دهاءه لم يقتصر على هذا الخبث فحسب بل انه زين لضعاف الايمان و العقول باطلا ليستعين بهم للقيام بمهمته و النيل من خليفة المسلمين و زرع الشقاق و النفاق و الفتنة بين أهل التوحيد.
ٍان جملة ما أدعاه عبد الله بن سبأ قامت عليه الشيعة الرافضة للسنة النبوية ، ٍادعاءا منها أنه دين رسول الله صلى عليه و سلم و محبة لأهل بيت رسول الله عليهم السلام .
و مضمون كلامه انه كان يقول للرجل : أليس قد ثبت أن عيسى ابن مريم سيعود ٍالى هذه الدنيا؟
فيقول الرجل: نعم ! .فيقول له فرسول الله صلى عليه و سلم أفضل منه فما تنكر أن يعود ٍالى هذه الدنيا ، و هو أشرف من عيسى عليه السلام .ثم يقول : و قد كان أوصى ٍالى علي بن أبي طالب ، فمحمد خاتم الأنبياء ، و علي خاتم الأوصياء ، ثم يقول : فهو أحق بالأمرة من عثمان ،و عثمان معتد في ولايته ماليس له ، فأنكروا عليه و أظهروا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.
و كلامه هذا نفس ما تقوله الشيعة الرافضة لسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ٍان منهم من يظن أن المهدي حي يجول في ارض حتى يأذن الله له بالظهور و يتشبتون بولاية علي رضي الله و ينكرون خلافة الصديق و الفاروق و ذي النورين رضي الله عنهم بل ان منهم من يسبهم و يخرجهم من الملة زعما منه انهم حرموا عليا حقه في امامة المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم بل ان منهم من غلا و تنطع و قال مقالة اليهود في جبريل عليه السلام و ادعى انه أخطا الملك المقرب في صاحب الرسالة فبدل أن يوْديها عليا أعطاها محمدا-عليه الصلاة و السلام تعالى الله على ما يقولون علوا كبيرا.-.
و من كلام عبد الله بن سبأ اليهودي كلام التقية فكل محرم حلال بالتقية و كل معاملة معهم توجب الحذر فمن يتعا مل مع الناس بمبدأ التقية كمثل الريح دائمة الانتقال و نسأل الله الثبات و دوام العون و العافية .
الزاهد الورع
26-11-2005, 08:08 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته تفصيل التغيير الذي يبدأ بالفرد ليعم المجتمع.
بعد جولة أولى فاشلة أعاد البغاة الكرة للنيل من أمير المومنين عثمان بن عفان رضي الله عنه و قد تكاتبوا في ما بينهم لذلك .و خرجوا في شهر شوال سنة خمس و ثلاثين فيما يظهرون للناس حجاجا لبيت الله الحرام فقدمت فرقة من مصر و أخرى من البصرة و الكوفة و كل واحدة منهن قد اتخذت لها مرشحا للولاية والمرشحون الثلاث من العشرة المبشرين بالجنة : علي بن أبي طالب على أهل مصر و الزبير بن العوام على أهل الكوفة و طلحة على أهل البصرة .
و لقد أتى القوم عليا رضي الله عنه و هو في معسكره متقلدا السيف مستعد لمحاربتهم تحت إمرة عثمان رضي الله عنهما فأجابهم بقوله :
لقد علم الصالحون أن جيش ذي المروة و ذي خشب ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه و سلم فارجعوا لا صبحكم الله .
و كذلك فعل بهم الزبير و طلحة رضي الله عنهما ، فانصرفوا خائبين حتى سول لهم الشيطان و زين لهم سوء مكرهم فباغتوا أهل المدينة بعد أيام قلائل و أحاطوا بدار الخليفة عثمان رضي الله عنه و قالوا للناس : من كف يده فهو أمن ، فكف الناس أيديهم و لزموا بيوتهم .
حتى خطب عثمان رضي الله عنه خطبته الأخيرة التي قال فيها:
يا هولاء الغرباء ! الله الله.إن أهل المدينة ليعلمون أنكم ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه و سلم، فامحوا الخطأ بالصواب، فٍان الله لا يمحو السيئ إلا بالحسن.
و عندها ثارة فتنة حصب عثمان رضي الله عنه فشج رأسه و صرع مغشيا عليه فوق منبر رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الجمعة ثم احتمل و أدخل داره و حصر بعد ذلك شهرا بكامله على إحدى الروايتين و انقطع عن بعض الصلوات حتى ضيق عليه فصار لا يخرج بالكلية و طلب منه البغاة احد أمرين :
إما أن يعزل نفسه , إما أن يسلم إليهم مروان بن الحكم .
الزاهد الورع
27-11-2005, 12:48 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته تفصيل التغيير الذي يبدأ بالفرد ليعم المجتمع.
إن خليفة المسلمين عثمان رضي الله عنه لم يستسلم للبغاة في ما طلبوا لهذه الأسباب:
القاعدة التي نستنتج من أمر عثمان رضي الله عنه:
لا يجوز لولي أمر المسلمين أن يعزل نفسه تحت ضغط البغاة مهما كلف الثمن.
لقد سأل هولاء البغاة عثمان رضي الله عنه خلع نفسه و يعني ذلك أن يترك المسلمين يعدو بعضهم على بعض و يتناحرون في ما بينهم و يولي السفهاء من الناس من يختارون فيقع الهرج –القتل القتل-و يفسد الأمر .
إن عثمان رضي الله عنه كان منيعا في أهله و بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم و لو تركهم لمنعوه إلا انه رضي الله عنه منعهم بقوله:
أقسم على من لي عليه حق أن يكف يده و أن ينطلق إلى منزله.وقال لرقيقه : من أغمد سيفه فهو حر .
إن عثمان رضي الله عنه عمل بمقتضى قول رسول الله صلى الله عليه و سلم:
إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل و المقتول في النار
و ما أراد رضي الله عنه أن يكون أول من يبدأ بهذه المصيبة التي أنهكت امتنا الإسلامية و أراد الله تعالى أن يبين لأهل التوحيد الذين لا يريدون علوا في الأرض و لا فسادا المنهج الصحيح في مثل هذه الأحداث:
فالقتال لو حصل بين المسلمين لكان لمصالح دنيوية و للدفاع عن شخص أمير المومنين عثمان رضي الله من جهة أهل الحق و لكن عثمان رضي الله عنه يعلم وزن الشهادتين عند الله تعالى، و سنقف في حينه على حب رسول الله صلى الله عليه و سلم اسامة بن زيد رضي الله عنه ، فهو احد رواة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه الحبيب المصطفى :
لا يحل دم أمريء مسلم إلا بإحدى ثلاث رجل كفر بعد إسلامه، أو زنى بعد إحصانه، أو قتل نفسا بغير حق.
و لهذا امتنع رضي الله عنه من قتالهم و من تسليم مروان بن الحكم لأنه خشي عليه أن يقتلوه فيكون سببا في قتل امرئ مسلم و ما اجتمع أناس على قتل رجل مسلم إلا أكبهم الله في النار ....
الزاهد الورع
29-11-2005, 11:11 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته تفصيل التغيير الذي يبدأ بالفرد ليعم المجتمع.
إن أمير المومنين عثمان رضي الله عنه قدوة أهل التوحيد في كف اليد عن حمل السلاح على أهل الإيمان ، و ينبغي لكل موحد أن لا يرفع سيفه على من قال أشهد أن لا ٍاله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله موديا حقها الذي أوجبه الله .
إن عثمان رضي الله عنه امتنع عن قتال البغاة بأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها الذي رواه الإمام أحمد رحمه الله:
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: أدعو لي بعض أصحابي، قلت أبو بكر؟ قال : لا ، قلت عمر ؟ قال : لا ، قلت : ابن عمك علي ؟ ٌ، قال: لا، قلت: عثمان ؟ قال: نعم !فلما جاء قال : تنحى فجعل يساره و لون عثمان يتغير، فلما كان يوم الدار و حصر فيها، قلنا يا أمير المومنين ألا تقاتل؟ ، قال : لا ! إن رسول الله صلى الله عليه و سلم عهد إلي عهدا و إني صابر نفسي عليه.
و هذا العهد أشار إليه أمير المومنين عثمان رضي الله عنه في كتابه الذي أرسله النعمان بن بشير رضي الله عنه إلى أم المومنين عائشة رضي الله عنها جاء فيه قول رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الله لعله يقمصك قميصا ، فٍان أرادك أحد على خلعه فلا تخلعه ،ثلاث مرات .
زد على ذلك أن أمير المومنين عثمان رضي الله عنه رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم في المنام يدعوه للإفطار معه في جنة الرضوان و قتل رضي الله عنه و بين يديه كتاب الله كان يتلوه ساعة الفجر.
قال أبو موسى الأشعري كلاما شبيها بكلام أمين سر رسول الله صلى الله عليه و سلم حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وهو : لو كان قتل عثمان هدى لاحتلبت به الأمة لبنا و لكنه كان ضلالا فاحتلبت به الأمة دما
و تلك دعوته التي استجابها الله تعالى : فوالله لئن قتلتموني لا تحابون بعدي، و لا تصلون بعدي جميعا، و لا تقاتلون بعدي جميعا عدوا أبدا.
الزاهد الورع
30-11-2005, 09:18 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته تفصيل التغيير الذي يبدأ بالفرد ليعم المجتمع.
ٍان عثمان رضي الله عنه قدوة اهل التوحيد في زمن الفتن التي تحدث بين اهل الايمان من وقع السلاح فلقد عمل رضي الله عنه بموجب الاية الكريمة التي قص الله لنا فيها من انباء من سبق و ذكر فيها خير الاخوين الذي امتنع من قتال اخيه ٍاذ قال هابيل لأخيه قابيل :
ٍاني أريد أن تبوء بٍاثمي و ٍاثمك فتكون من أصحاب النار و ذلك جزاء الظالمين
قال كعب بن مالك رضي الله عنه :
فكف يديه ثم أغلق بابه ............. و أيقن أن الله ليس بغافل
و قال لأهل الدار لا تقتلوهم .....عفا الله عنه كل امرىء لم يقاتل
فكيف رأيت الله صب عليهم ...... العداوة و البغضاء بعد التواصل
و كيف رأيت الخير أدبر بعده........ عن الناس ٍادبار النعام الجوافل
بعض الاحاديث عن فضل عثمان رضي الله عنه:
عن أبي موسى الاشعري رضي الله عنه قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في حائط ، فأمرني بحفظ الباب ، فجاء رجل يستأذن فقلت : من هذا؟ قال: أبوبكر، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم،: ائذن له و بشره بالجنة ، ثم جاء عمر فقال : ائذن له و بشره بالجنة، ثم جاء عثمان فقال : ائذن له و بشره بالجنة على بلوى تصيبه ، فدخل و هو يقول : اللهم صبرا و في رواية الله المستعان.
و جاء في البخاري من حديث سعيد عن قتادة ..قال : صعد النبي صلى الله عليه و سلم أحدا و معه أبوبكر و عمر و عثمان ، فرجف فقال : اسكن أحد-أظنه ضرب برجله-فليس عليك ٍالا نبي و صديق و شهيدان
و عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ألا نستحي ممن تستحي منه الملائكة عثمان بن عفان
و فضائله لا تعد وقد قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما :
كنا نعد رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه متوافرون أبو بكر و عمر و عثمان ثم نسكت.
الزاهد الورع
01-12-2005, 10:05 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته تفصيل التغيير الذي يبدأ بالفرد ليعم المجتمع.
لقد استشهد أمير المومنين عثمان رضي الله عنه بعد حصار دام اربعين يوما و كان قتله رضي الله عنه يوم الجمعة لثماني عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس و ثلاثين للهجرة .
كيف يدعي هولاء المفسدون من الخوارج أنهم دعاة تحكيم شرع الله و قد قتلوا صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم، ثم سعوا في الارض فسادا و نهبوا بيته و مالوا بعده على بيت مال المسلمين فأخذوا ما وجد فيه ، فأي أمربالمعروف ,و أي نهي عن المنكر أتوا لٍاقامته و كذبوا و صدق الله ٍاذ يقول
ٍانما جزاء الذين يحاربون الله و رسوله و يسعون في الارض فسادا ان يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم و أرجلهم من خلاف ذلك لهم خزي في الدنيا و لهم في الأخرة عذاب عظيم
لقد اتى هولاء خيلاء يراءون الناس و ما كانوا يذكرون ٍاسم الله ٍالا للصد عنه ، لقد جمعهم الشيطان على امر خبيث و فرقهم الله بعد ذنبهم نادمين و لقد دعى عليهم خال رسول الله صلى الله عليه و سلم بدعوة من دعواته التي لا ترد فٍانه لما بلغ سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه مقتل عثمان رضي الله عنه استغفر له و ترحم عليه و تلا قوله تعالى:
قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا .الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا
ثم قال سعد : اللهم أندمهم ثم خذهم .
و قد أقسم بعض السلف ٍانه ما مات أحد من قتلت عثمان ٍالا مقتولا .
لقد قتل عثمان رضي الله عنه لكن الاسلام باق لم يتغيير لأنه محفوظ بعناية الله خالق البشر .
نعم ٍان بين أيدينا عمل خبيث لم يأتي بأي خير و السعيد من وعظ بغيره:
ٍان العمل الجبان ألذي قدمه ذلك المجوسي الملعون في قتل عمر رضي الله عنه و ٍان كان عملا فرديا فٍان نتيجته لم تختلف عن العمل المنظم الذي قام به الخوارج في استهداف شخص عثمان رضي الله عنه فالنتيجة واحدة:
استشهاد أمير و بيعة أخر لأن الأمة واعية و مدركة لكيد العدو و أمر العامة لا يقبل عمل البغاة و نظام الدولة كان مواليا لله و رسوله فأنى لهم أن ينالوا من عزته .
الزاهد الورع
06-12-2005, 11:35 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته تفصيل التغيير الذي يبدأ بالفرد ليعم المجتمع.
ٍان مقتل عثمان رضي الله عنه يطرح تساؤلا في الاجابة عنه نتائج هامة
كيف يترك أمير المومنين للبغاة و أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم في المدينة متوافرون
أن الاجابة عن السؤال لا تستلزم الكثير اذا سلمنا ببعض الامور و منها:
1-ٍان الفاعل الرئيس الذي منع الصحابة الكرام من حمل السلاح على البغاة الذين هموا بقتل ٍامام المسلمين طاعة و لي امرهم في ما أمر:
لقد أشرت في الجمل السابقة الى كلام أمير المومنين عثمان رضي الله عنه الذي خاطب القوم و أعلن عن منعته و عدته و عدده التي تفوق عدة الخوارج و أنه لو شاء لأغمد الفتنة بالسيف لكنه رضي الله عنه منع الصحابة رضي الله عنهم من حمل السلاح و الزمهم الابتعاد عن مظاهر العنف و اثارة الفتنة و ٍان كان في الامر هلاكه .
ٍان على الرعية أن تطيع ولاة أمرها من أهل التوحيد في غير معصية الله و كلنا يحفظ حديث المصطفى عليه الصلاة و السلام : لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق بمعنى لا ينبغي لأحد أن يطيع أخر في أمر غايته معصية الله تعالى ، و قد بين الله تعالى في محكم التنزيل أن طاعة أولي الأمر لابد أن تقيد بالكتاب و السنة و مفاد هذا قوله تعالى :
فان تنازعتم في شئ فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر
و اذا صح أمر ولاة الامر و لم يوجد فيه ٍاثم ظاهر وجب على الرعية الانقياد لما أمروا فقد ألزمهم ربهم طاعتهم لقوله تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ
و لقول رسوله عليه الصلاة و السلام :
من أطاعني فقد أطاع الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن عصى أميري فقد عصاني
و قد اختلفت اقوال العلماء في تفسير أولي الامر لكن المراد بهم : العلماء و الامراء فلا يصلح الامر الابهما معا و لهذا قال الطبري رحمه الله :
فإذ كان معلومًا أنه لا طاعة واجبة لأحد غير الله أو رسوله أو إمام عادل، وكان الله قد أمر بقوله: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " بطاعة ذَوِي أمرنا = كان معلومًا أن الذين أمرَ بطاعتهم تعالى ذكره من ذوي أمرنا، هم الأئمة ومن ولَّوْه المسلمين، دون غيرهم من الناس، وإن كان فرضًا القبول من كل من أمر بترك معصية الله ودعا إلى طاعة الله، وأنه لا طاعة تجب لأحد فيما أمر ونهى فيما لم تقم حجة وجوبه، إلا للأئمة الذين ألزم الله عباده طاعتهم فيما أمروا به رعيتهم مما هو مصلحة لعامة الرعيّة، فإن على من أمروه بذلك طاعتهم، وكذلك في كل ما لم يكن لله معصية
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
خيار ائمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم. وشرار ائمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم.. قلنا: يا رسول اللّه افلا ننابذهم عند ذلك؟ قال: لا. مااقاموا فيكم الصلاة.. الا من ولي عليه وال فرآه ياتي شيئا من معصية اللّه.. فليكره ما ياتي من معصية اللّه ولا ينزعن يدا من طاعته
رواه مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم:
على المرء المسلم السمع والطاعة فيما احب وكره..منراى من اميره شيئا فليصبر، فانه من فارق الجماعة قيد شبر فمات فميتته جاهلية.. وفي رواية: فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه
رواه البخاري ومسلم .
والأحاديث في هذا الباب كثيرة .
ٍان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم كانوا يقدرون اوامر القادة و يبيتغون بذلك مرضاة الله و الدار الاخرة ....
الزاهد الورع
11-12-2005, 04:15 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يرجى الاستماع لهذه الخطبة القيمة و أسأل الله أن يحفظ بلاد مصر من الفتنة
خطبة يوم الجمعة ليوم08 ذو القعدة 1426هجرية الموافق09 ديسمبر 2005 ميلادي
اسم المسجد: مسجد التوحيد -المنصورة-مصر العربية
الخطيب :الشيخ محمد حسان
الموضوع:
منهج التغيير :
و لقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الارض يرثها عبادي الصالحون
شهادة حق
كيف اقام رسول الله صلى الله عليه و سلم دولة الاسلام
منهج الانبياء في التغيير
لاتيئسوا فالٍاسلام قادم
مدة الخطبة :1ساعة 18 دقيقة
الرابط: http://216.39.222.157/2005/12/tawheed0901.rm (http://216.39.222.157/2005/12/tawheed0901.rm)
الزاهد الورع
12-12-2005, 10:19 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته تفصيل التغيير الذي يبدأ بالفرد ليعم المجتمع.
ٍان مقتل عثمان رضي الله عنه يطرح تساؤلا في الاجابة عنه نتائج هامة
ٍان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم كانوا يقدرون اوامر القادة و يبيتغون بذلك مرضاة الله و الدار الاخرة ...
ٍان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسلموا عثمان رضي الله عنه لكن عثمان رضي الله عنه أسلم أمره لله و منع الصحابة من المحاجفة عنه و تدل على ذلك جراحات عبد الله بن الزبير و الحسن بن علي و مروان بن الحكم و مقتل زياد بن نعيم الفهري و المغيرة بن الأخنس بن شريق و نيار بن عبد الله الأسلمي و أخرون في معركة وقعت بينهم يوم الدار قبل أن يمنعهم عثمان عن القتال.
لقد أصاب الأمة أمر جلل بمقتل عثمان رضي الله عنه و كل مسلم سليم القلب ينكر هذا الحدث الذي أصاب أمة الٍاسلام و قد تبرأ كبار الصحابة رضوان الله عليهم من دم عثمان لما بلغهم الخبر :
قال أمين سر رسول الله-صلى الله عليه و سلم- حذيفة بن اليمان رضي الله عنه:
اللهم ٍان كان قتل عثمان بن عفان خيرا فليس لي فيه نصيب ،و ٍان كان قتله شرا فأنا منه بريء ، و الله لئن كان قتله خيرا ليحلبنه لبنا ، و ٍان كان قتله شرا ليمتص به دما .
قال الٍامام علي رضي الله عنه:
تبا لهم أخر الدهر . و في رواية : خيبة لهم
وقال رضي الله عنه :
اللهم ٍاني أبرأ ٍاليك من دم عثمان .
اللهم ٍاني لم أرض و لم أماليء.
و الله ما قتلت و لا أمرت و لكني غلبت .
ٍان شاء الناس حلفت لهم عند مقام ٍابراهيم بالله ما قتلت عثمان و لا أمرت بقتله ، و لقد نهيتهم فعصوني
قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :
قتل مظلوما لعن الله قتلته
الزاهد الورع
14-12-2005, 11:07 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته تفصيل التغيير الذي يبدأ بالفرد ليعم المجتمع.
ٍان مقتل عثمان رضي الله عنه يطرح تساؤلا في الاجابة عنه نتائج هامة
ايها الاخ الكريم ٍان من حق الٍانسان على أخيه الٍانسان ٍاذا مات أن يدفنه عملا بقول الله تعالى : فأماته فأقبره ، و ٍان من حق المسلم على المسلمين ٍاذا مات أن يدفنوه بعد صلاة الجنازة عليه في مقابر المسلمين ، لكن عثمان رضي الله عنه رغم فضله في الٍاسلام حرمه الخوارج هذه الحقوق بل ذهبوا بعيدا فقد منعوا الصحابة من الصلاة عليه و لم يصل عليه ألا نفر قليل و هم :
---حكيم بن حزام، حويطب بن عبد العزى ، أبو الجهم بن حذيفة، نيار بن مكرم الأسلمي ، جبير بن مطعم ، زيد بن ثابت و كعب بن مالك و طلحة و الزبير و علي بن أبي طالب و جماعة من اصحابه رضي الله عنهم .
و قد أختلفت الروايات عن الصلاة هل صلى الصحابة على عثمان صلاة الجنازة أم لا ؟
و اختلفت عن الذي أدى الصلاة عليه؟
و اختلفت عن الذين حملوا النعش الكريم؟
ٍانها الطامة الكبرى التي دخلت على المسلمين و فاجأتهم في مهد دولة الٍاسلام الخالدة فقد ورد أن الخوارج منعوا الصحابة من الصلاة على عثمان رضي الله عنه و ذكر أن أبو الجهم بن حذيفة اجابهم : ادفنوه فقد صلى الله عليه و ملائكته و صدق و الله فالشهيد لا يصلى عليه .
ٍان الخوارج الملعونين حرموا الرجل من أن يدفن في البقيع و أرادوا رجمه و دفنه في مقبرة اليهود بدير سلع و نسوا أنه من أوائل الذين استجابوا لله و رسوله و أعلنوها بين مشركي قريش أنه لا اله الا الله محمد رسول الله ، فما يفعلون بلا اله الا الله يوم القيامة ،و ما يفعلون بالنفس البريئة الطاهرة التي أزهقت بغير حق ، و ما يفعلون بقتل المؤمن التقي النقي الذي تستحي منه الملائكة غدا بين يدي الله .
ٍانه التأسي : لا يحزنك دمع الناس على ظالم لنفسه في الحين الذي لا يأبهون بالصالحين من عباد الله و اعلم أن حمزة لا بواكي له .
الزاهد الورع
18-12-2005, 11:22 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته تفصيل التغيير الذي يبدأ بالفرد ليعم المجتمع.
ٍان مقتل عثمان رضي الله عنه يطرح تساؤلا في الاجابة عنه نتائج هامة
إن حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم عن دمعت العين التي لم تجزع لمقتل أسد الله و أسد رسوله حمزة بن عبد المطلب لم ينطق به رسول الله صلى الله عليه و سلم هكذا إنما أراد عليه الصلاة و السلام أن يتأسى الصالحون من عباد الله به عند الجنائز إذا قست القلوب و تنكرت لأهل الحق
إن القصاص حياة أولي الألباب و مقتل عثمان رضي الله عنه أوجب الحد على قاتليه و على هذا قام الخلاف بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
لقد قام أهل المدينة بمبايعة علي رضي الله عنه و أرادوا منه إقامة الحد على قتلة عثمان رضي الله عنه و الفتنة لا تزال قائمة و الخوارج ذو مدد و أعوان و جيوش المسلمين خارج مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم.
أما معاوية رضي الله عنه فقد استقر له الأمر في الشام منذ زمن بعيد و ازداد لما جاءه النعمان بن بشير رضي الله عنه بقميص عثمان رضي الله عنه مضمخ بدمه الطاهر و معه أصابع زوجه نائلة بنت الفرافصة رضي الله عنها التي قطعها احد الخوارج لما دخلوا على عثمان رضي الله عنه الدار و هي تمنعهم من قتله رضي الله عنه
إن جو الفتنة أدى إلى تباين في الآراء بين رأي علي رضي الله عنه الذي يطلب مهلة من الوقت ليستتب الأمر و يستقر الأمن و بين رأي معاوية رضي الله عنه الذي أراد تعجيل العقوبة على البغاة ،
فالهدف و احد
لكن الكيف يختلف
و النتيجة معروفة
الزاهد الورع
24-12-2005, 01:03 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته تفصيل التغيير الذي يبدأ بالفرد ليعم المجتمع.
ٍان مقتل عثمان رضي الله عنه يطرح تساؤلا في الاجابة عنه نتائج هامة
ان مقتل عثمان رضي الله عنه أوجب على الصحابة رضوان الله عليهم اخماد الفتنة بمبايعة امام عادل يجمع الله لهم به الكلمة و يلتفون حوله لرفع كلمة الله و احقاق الحق.
و قبل أن اتمم ،لك أخي الكريم أن تقرا ما كتبه شيخ الاسلام في و جوب اتخاذ الإمارة:
يجب أن يعرف أن ولاية الناس من أعظم واجبات الدين بل لا قيام للدين إلا بها، فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض، ولا بد لهم عند الاجتماع من رأس، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم:
{إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم} ، رواه أبو داود،
من حديث أبي سعيد وأبي هريرة. وروى الإمام أحمد في المسند عن عبد الله بن عمرو، أن النبي قال: {لا يحل لثلاثة يكونون بفلاة من الأرض إلا أمروا عليهم أحدهم} فأوجب صلى الله عليه وسلم تأمير الواحد في الاجتماع القليل العارض في السفر، تنبيها على سائر أنواع الاجتماع، ولأن الله - تعالى - أوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يتم ذلك إلا بقوة وإمارة.
وكذلك سائر ما أوجبه من الجهاد والعدل وإقامة الحج والجمع والأعياد ونصر المظلوم، وإقامة الحدود لا تتم إلا بالقوة والإمارة ولهذا روي:
{أن السلطان ظل الله في الأرض}
ويقال:
" ستون سنة من إمام جائر
أصلح من ليلة بلا سلطان ".
والتجربة تبين ذلك؛ ولهذا كان السلف كالفضيل بن عياض وأحمد بن حنبل وغيرهما يقولون:
" لو كان لنا دعوة مجابة لدعونا بها للسلطان "
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
{إن الله ليرضى لكم ثلاثة: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم} ، رواه مسلم.
وقال: {ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين، فإن دعوتهم تحيط بهم من ورائهم}. رواه أهل السنن.
وفي الصحيح عنه أنه قال:
{الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة. قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم}.
فالواجب اتخاذ الإمارة دينا وقربة يتقرب بها إلى الله، فإن التقرب إليه فيها، بطاعته وطاعة رسوله من أفضل القربات، وإنما يفسد فيها حال أكثر الناس لابتغاء الرياسة أو المال بها. وقد روى كعب بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
{ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال أو الشرف لدينه}
قال الترمذي حديث حسن صحيح فأخبر أن حرص المرء على المال والرياسة، يفسد دينه، مثل أو أكثر من إرسال الذئبين الجائعين لزريبة الغنم. وقد أخبر الله - تعالى - عن الذي يؤتى كتابه بشماله، أنه يقول: {ما أغنى عني ماليه، هلك عني سلطانيه}.
وغاية مريد الرياسة أن يكون كفرعون، وجامع المال أن يكون كقارون وقد بين الله - تعالى - في كتابه حال فرعون وقارون، فقال تعالى:
{أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وآثارا في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق}
وقال تعالى: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين}.
فإن الناس أربعة أقسام:
القسم الأول: يريدون العلو على الناس، والفساد في الأرض هو معصية الله، وهؤلاء الملوك والرؤساء المفسدون، كفرعون وحزبه، وهؤلاء هم شر الخلق قال الله تعالى:
{إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين}.
وروى مسلم في صحيحه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر، ولا يدخل النار من في قلبه ذرة من إيمان. فقال رجل: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني أحب أن يكون ثوبي حسنا ونعلي حسنا. أفمن الكبر ذاك؟ قال: لا، إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس}
فبطر الحق، دفعه وجحده، وغمط الناس، احتقارهم وازدراؤهم وهذا حال من يريد العلو والفساد.
والقسم الثاني: الذين يريدون الفساد، بلا علو، كالسراق المجرمين من سملة الناس.
والقسم الثالث: يريد العلو بلا فساد، كالذين عندهم دين، يريدون أن يعلوا به على غيرهم من الناس.
القسم الرابع: فهم أهل الجنة الذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا، مع أنهم قد يكونون أعلى من غيرهم كما قال الله تعالى:
{ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}
وقال تعالى:
{فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم}
وقال:
{ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين}
. فكم ممن يريد العلو ولا يزيده ذلك إلا سفولا، وكم ممن جعل من الأعلين وهو لا يريد العلو ولا الفساد، وذلك لأن إرادة العلو على الخلق ظلم، لأن الناس من جنس واحد، فإرادة الإنسان أن يكون هو الأعلى ونظيره تحته، ظلم، ومع أنه ظلم، فالناس يبغضون من يكون كذلك ويعادونه، لأن العادل منهم لا يحب أن يكون مقهورا لنظيره، وغير العادل منهم يؤثر أن يكون هو القاهر، ثم إنه مع هذا لا بد له - في العقل والدين من أن يكون بعضهم فوق بعض كما قدمناه، كما أن الجسد لا يصلح إلا برأس.
قال تعالى:
{وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما آتاكم}.
وقال تعالى:
{نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا}
فجاءت الشريعة بصرف السلطان والمال في سبيل الله، فإذا كان المقصود بالسلطان والمال هو التقرب إلى الله وإنفاق ذلك في سبيله، كان ذلك صلاح الدين والدنيا. وإن انفرد السلطان عن الدين، أو الدين عن السلطان فسدت أحوال الناس، وإنما يمتاز أهل طاعة الله عن أهل معصيته، بالنية والعمل الصالح، كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم:
{إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم، وإنما ينظر إلى قلوبكم وإلى أعمالكم}.
ولما غلب على كثير من ولاة الأمور إرادة المال والشرف، صاروا بمعزل عن حقيقة الإيمان وكمال الدين، ثم منهم من غلب الدين، وأعرض عما لا يتم الدين إلا به من ذلك، ومنهم من رأى حاجته إلى ذلك، فأخذه معرضا عن الدين، لاعتقاده أنه مناف لذلك، وصار الدين عنده في محل الرحمة والذل، لا في محل العلو والعز، وكذلك لما غلب على كثير من أهل الديانتين العجز عن تكميل الدين، والجزع لما قد يصيبهم في إقامته من البلاء، استضعف طريقتهم واستذلها من رأى أنه لا تقوم مصلحته ومصلحة غيره بها. وهاتان السبيلان الفاسدتان - سبيل من انتسب إلى الدين، ولم يكمله بما يحتاج إليه من السلطان والجهاد والمال، وسبيل من أقبل على السلطان والمال والحرب، ولم يقصد بذلك إقامة الدين هما سبيل المغضوب عليهم والضالين، الأولى للضالين النصارى، والثانية للمغضوب عليهم اليهود وإنما الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، هي سبيل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسبيل خلفائه وأصحابه، ومن سلك سبيلهم، وهم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه، وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا، ذلك الفوز العظيم.
فالواجب على المسلم أن يجتهد في ذلك بحسب وسعه، فمن ولي ولاية يقصد بها طاعة الله، وإقامة ما يمكنه من دينه، ومصالح المسلمين، وأقام فيها ما يمكنه من ترك المحرمات، لم يؤاخذ بما يعجز عنه، فإن تولية الأبرار خير للأمة من تولية الفجار. ومن كان عاجزا عن إقامة الدين بالسلطان والجهاد، ففعل ما يقدر عليه، من النصيحة بقلبه، والدعاء للأمة، ومحبة الخير، وفعل ما يقدر عليه من الخير، لم يكلف ما يعجز عنه، فإن قوام الدين الكتاب الهادي، والحديث الناصر كما ذكره الله - تعالى - فعلى كل أحد الاجتهاد في إيثار القرآن والحديث لله ولطلب ما عنده مستعينا بالله في ذلك، ثم الدنيا تخدم الدين، كما قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: " يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة مر بنصيبك من الدنيا، فانتظمها انتظاما، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا فاتك نصيبك من الآخرة، وأنت من الدنيا على خطر.
ودليل ذلك ما رواه الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
{من أصبح والآخرة أكبر همه جمع له شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن أصبح والدنيا أكبر همه فرق الله عليه ضيعته، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له}
. وأصل ذلك في - قوله تعالى:
{وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين}.
فنسأل الله العظيم أن يوفقنا وسائر إخواننا المسلمين، لما يحبه ويرضاه من القول والعمل، فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا دائما إلى يوم الدين
لحمل الكتاب :
http://www.saaid.net/book/2/427.zip
الزاهد الورع
26-12-2005, 10:51 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته تفصيل التغيير الذي يبدأ بالفرد ليعم المجتمع.
ٍان مقتل عثمان رضي الله عنه يطرح تساؤلا في الاجابة عنه نتائج هامة
ان الله تعالى ذكر الفتنة فقال انها اكبر من القتل و في اية اخرى قال انها اشد من القتل و لهذا امر المسلم بالابتعاد عنها بل ان المصطفى عليه الصلاة و السلام قال : الفتنة نائمة و لعن الله من ايقظها .
و لهذا قيل بان حالة المجتمع في ظل امام جائر خير من ليلة بلا امام لأن مستشرفي الفتن يقبلون عليها بالاثم و العدوان على عباد الله وذلك بالنهب و السلب الذي يؤدي غالبا الى سفك الدماء و لهذا نرى ان اصحاب نبينا عليه الصلاة و السلام اعتزلوا الفتنة و كفوا ايديهم و السنتهم و كانوا يفضلون الصلاة وراء السفاك من الاقبال على الفتن و هذا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يسأل عن صلاته خلف الحجاج بن يوسف الثقفي فقال رضي الله عنه :
اذا دعونا الى الصلاة اجبناهم و اذا دعونا الى الشيطان تركناهم
و مذهبنا اهل السنة و الجماعة ما ذكره ابو جعفر احمد بن محمد الطحاوي رحمه الله في كتابه العقيدة الطحاوية :
ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا ، وإن جاروا ، ولا ندعوا عليهم ، ولا ننزع يداً من طاعتهم ، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة ، ما لم يأمروا بمعصية ، وندعو لهم بالصلاح والمعافاة ) .
قال ابن ابي العز في شرحها :
ش : قال تعالى :
يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم
. وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال :
من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن يطع الأمير فقد أطاعني ، ومن يعص الأمير فقد عصاني
. وعن أبي ذر رضي الله عنه . قال :
إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان عبداً حبشياً مجدع الأطراف . وعند البخاري : ولو لحبشي كأن رأسه زبيبة .
وفي الصحيحين أيضاً : على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره ، إلا أن يؤمر بمعصية ، [فإن أمر بمعصية] فلا سمع ولا طاعة .
وعن حذيفة بن اليمان قال : كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر ، مخافة أن يدركني ، فقلت : يا رسول الله ، إنا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال : نعم ، فقلت : هل بعد ذلك الشر من خير؟ قال : نعم ، وفيه دخن ، قال : قلت : ومادخنه ؟ قال : قوم يسنون بغير سنتي ، ويهدون بغير هدي ، تعرف منهم وتنكر ، فقلت : هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال : نعم : دعاة على أبواب جهنم . من أجابهم إليها قذفوه فيها فقلت : يا رسول الله ، صفهم لنا ؟ قال : نعم ، قوم من جلدتنا ، يتكلمون بألستنا ، قلت : يا رسول الله ، فما ترى إذا أدركني ذلك ؟ قال : تلزم جماعة المسلمين ، وإمامهم فقلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال : فاعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض على أصل شجرة ، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك . وعن ابن عباس رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر ، فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات ، فميتته جاهلية . وفي رواية : فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه . وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما . وعن عوف بن مالك رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ، وتصلون عليهم ويصلون عليكم ، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم ، وتلعنونهم ويلعنونكم ، فقلنا : يا رسول الله ، أفلا ننابذهم بالسيف عند ذلك ؟ قال : لا ، ما أقاموا فيكم الصلاة ألا من ولي عليه وال ، فرآه يأتي شيئاً من معصية الله ، [فليكره ما يأتي من معصية الله] ، ولا ينزعن يداً من طاعته .
فقد دل الكتاب والسنة على وجوب طاعة أولي الأمر ، ما لم يأمروا بمعصية ، فتأمل قوله تعالى :
أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم
- كيف قال : وأطيعوا الرسول ، ولم يقل : وأطيعوا أولي الأمر منكم ؟ لأن أولي الأمر لا يفردون بالطاعة ، بل يطاعون فيما هو طاعة لله ورسوله . وأعاد الفعل مع الرسول لأن من يطع الرسول فقد أطاع الله ، فإن الرسول لا يأمر بغير طاعة الله ، بل هو معصوم في ذلك ، وأما ولي الأمر فقد يأمر بغير طاعة الله ، فلا يطاع إلا فيما هو طاعة لله ورسوله .
وأما لزوم طاعتهم وإن جاروا ، فلأنه يترتب على الخروج من طاعتهم من المفاسد أضعاف ما يحصل من جورهم ، بل في الصبرعلى جورهم تكفير السيئات ومضاعفة الأجور ،
فإن الله تعالى ما سلطهم علينا إلا لفساد أعمالنا ، والجزاء من جنس العمل ، فعلينا الإجتهاد في الإستغفار والتوبة وإصلاح العمل . قال تعالى :
وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير
. وقال تعالى :
أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم
وقال تعالى :
ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك
. وقال تعالى :
وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون
. فإذا أراد الرعية أن يتخلصوا من ظلم الأمير الظالم ، فليتركوا الظلم .
وعن مالك بن دينار : أنه جاء في بعض كتب الله : أنا الله مالك الملك ، قلوب الملوك بيدي ، فمن أطاعني جعلتهم عليه رحمة ، ومن عصاني جعلتهم عليه نقمة ، فلا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك ، لكن توبوا أعطفهم عليكم .
قوله : ( ونتبع السنة والجماعة ، ونجتنب الشذوذ والخلاف والفرقة ) .
ش : السنة : طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم ، والجماعة : جماعة المسلمين ، وهم الصحابة والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين . فاتباعهم هدى ، وخلافهم ضلال . قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم :
قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم .
وقال :
ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً
. وقال تعالى :
قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ، فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين .
وقال تعالى :
وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ، ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ، ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون .
وقال تعالى :
ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم .
وقال تعالى :
إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون .
وثبت في السنن الحديث الذي صححه الترمذي ، عن العرباض بن سارية ، قال : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ، ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب ، فقال قائل : يا رسول الله ، كأن هذه موعظة مودع ؟ فماذا تعهد إلينا ؟ فقال : أوصيكم بالسمع والطاعة، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها ، [وعضوا عليها] بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة . وقال صلى الله عليه وسلم : إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة ، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة ، يعني الأهواء ، كلها في النار إلا واحدة ، وهي الجماعة . وفي رواية : قالوا : من هي يا رسول الله ؟ قال ؟ ما أنا عليه وأصحابي فبين صلى الله عليه وسلم أن عامة المختلفين هالكون من الجانبين ، إلا أهل السنة والجماعة .
وما أحسن قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، حيث قال :
من كان منكم مستناً فليستن بمن قد مات ،
فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ،
أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ،
كانوا أفضل هذه الأمة ، أبرها قلوباً ،
وأعمقها علماً وأقلها تكلفاً ،
قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه ،
فاعرفوا لهم فضلهم ،
واتبعوهم في آثارهم ،
وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم ،
فإنهم كانوا على الهدى المستقيم .
وسيأتي لهذا المعنى زيادة بيان إن شاء الله تعالى ، عند قول الشيخ : ونرى الجماعة حقاً وصواباً ، والفرقة زيغاً وعذاباً .
لحمل الكتاب:
شرح ااطحاوية لابن ابي العز:http://www.saaid.net/book/1/359.zip
شرح الطحاوية لسفر الحوالي:http://saaid.net/Warathah/safar/sf20.zip
التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية لصالح الفوزان:http://www.saaid.net/book/87.zip
الزاهد الورع
30-12-2005, 01:42 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته تفصيل التغيير الذي يبدأ بالفرد ليعم المجتمع.
قبل ان اواصل اخي الكريم اقرأ معي ما كتبه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
.::. واجب المسلمين أمام مصيبة العالم الإسلامي .::.
نعلم يا شيخنا في هذه الأيام أن الإسلام محارب في جميع الأرض، وبعدم اهتمام من الحكومات فماذا علينا نحن في هذا الأمر ؟، وهل نأثم بجلوسنا بعدم عمل أي شيء ؟
المجيب الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله.
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده و رسوله. {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا و أنتم مسلمون}. {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام، إن الله كان عليكم رقيباً}. {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله، وقولوا قولاً سديداً، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً}.
أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها، و كل محدثة بدعة، وكل بدعه ضلالة، وكل ضلالة في النار.
السؤال كأنه من حيث ظاهره وألفاظه ،أقل مما يقصد لافظه؛ حيث يقول: نقعد، ولا نعمل أي شيء ! فهو يعني في أي شيء ـ ليس أي شيء مطلقاً ـ وإنما يعني شيئاً معيناً. لأنه لا أحدٌ إطلاقاً يقول: بأن المسلم عليه أن يعيش كما تعيش الأنعام لا يعمل أي شيء ـ لأنه خُلق لشيء عظيم جداً؛ وهو عبادة الله وحده لا شريك له. ولذلك فلا يتبادر إلى ذهن أحد من مثل هذا السؤال أنه يقصد ألا يعمل أي شيء، وإنما يقصد ألا يعمل شيئاً يناسب هذا الواقع الذي أحاط بالمسلمين من كل جانب ،هذا هو الظاهر من مقصود السائل و ليس بملفوظ السائل.
وعلى ذلك نجيب: إن وضع المسلمين اليوم لا يختلف كثيراً و لا قليلاً عما كان عليه وضع الدعوة الإسلامية في عهدها الأول، وأعني به العهد المكي. أقول لا يختلف وضع الدعوة الإسلامية اليوم لا في قليل و لا في كثير عمّا كانت عليه الدعوة الإسلامية في عهدها الأول، ألا وهو العهد المكي، وكلنا يعلم أن القائم على الدعوة يومئذ ،هو نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم. أعني بهذه الكلمة أن الدعوة كانت محاربة؛ من القوم الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أنفسهم، كما في القرآن الكريم ،ثم لما بدأت الدعوة تنتشر، وتتسع دائرتها بين القبائل العربية حتى أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالهجرة من مكة إلى المدينة –طبعاً نحن الآن نأتي برؤوس أقلام لأن التاريخ الإسلامي الأول والسيرة النبوية الأولى معروفة عند كثير من الحاضرين –لأنني أقصد – بهذا الإيجاز و الاختصار -، الوصول إلى المقصود من الإجابة على ذلك السؤال.
ولذلك فإنني أقول: بعد أن هاجر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتبعه بعض أصحابه إلى المدينة، وبدأ عليه الصلاة والسلام يضع النواة لإقامة الدولة المسلمة – هناك في المدينة المنورة - بدأت أيضاً عداوةُ جديدة بين هذه الدعوة الجديدة –أيضاً في المدينة - حيث اقتربت الدعوة من عقر دار النصارى وهي سورية يومئذِ؛ - التي كان فيها هرقل ملك الروم -،فصار هناك عداء جديد للدعوة ليس فقط من العرب في الجزيرة العربية؛ بل ومن النصارى أيضاً في شمال الجزيرة العربية –أي في سورية – ثم أيضاً ظهر عدوُ آخر ألا وهو فارس، فصارت الدعوة الإسلامية محاربة من كل الجهات؛ من المشركين في الجزيرة العربية، ومن النصارى و اليهود في بعض أطرافها، ثم من قبل فارس؛ التي كان العداء بينها و بين النصارى شديداً كما هو معلوم من قولة تبارك و تعالى: {ألم غلبت الروم، في أدنى الأرض، وهم من بعد غلبهم سيغلبون، في بضع سنين } [1]. الشاهد هنا: لا نستغربنَّ وضع الدعوة الإسلامية الآن، من حيث إنها تُحارب من كل جانب. فمن هذه الحيثية كانت الدعوة الإسلامية في منطلقها الأول أيضاً كذاك محاربة من كل الجهات. وحينئذٍ يأتي السؤال والجواب.
ما هو العمل ؟ ماذا عمل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه الذين كان عددهم يومئذٍ قليلاََ بالنسبة لعدد المسلمين اليوم – حيث صار عدداََ كثيراََ وكثيراََ جداََ ؟
هنا يبدأ الجواب: هل حارب المسلمون العرب المعادين لهم –أي قومهم –في أول الدعوة ؟ هل حارب المسلمون النصارى في أول الأمر ؟ هل حاربوا فارس في أول الأمر ؟
الجواب : لا، لا كل ذلك الجواب لا.
إذاََ ماذا فعل المسلمون ؟
نحن الآن يجب أن نفعل ما فعل المسلمون الأولون تماماََ. لأن ما يصيبنا هو الذي أصابهم، وما عالجوا به مصيبتهم هو الذي يجب علينا أن نعالج به مصيبتنا، وأظن أن هذه المقدمة توحي للحاضرين جميعاً بالجواب إشارةً وستتأيد هذه الإشارة بصريح العبارة.
فأقول: يبدو من هذا التسلسل التاريخي و المنطقي في آنِ واحدِ أن الله عز وجل إنما نصر المؤمنين الأولين؛ الذين كان عددهم قليلاً جداً بالنسبة للكافرين والمشركين جميعاً من كل مذاهبهم ومللهم، إنما نصرهم الله تبارك وتعالى بإيمانهم.
إذاً ما كان العلاج أو الدواء يومئذٍ لذلك العداء الشديد الذي كان يحيط بالدعوة هو نفس الدواء ونفس العلاج الذي ينبغي على المسلمين اليوم أن يتعاطوه؛ لتحقيق ثمرة هذه المعالجة كما تحققت ثمرة تلك المعالجة الأولى، والأمر كما يقال: التاريخ يعيد نفسه؛ بل خير من هذا القول أن نقول إن الله عز وجل في عباده وفي كونه الذي خلقه ونظّمه وأحسن تنظيمه له في ذلك كله- سنن لا تتغير ولا تتبدل
( سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلاً )
هذه السنن لابد للمسلم أن يلاحظها، وأن يرعاها حق رعايتها. وبخاصةٍ ما كان فيها من السنن الشرعية. هنالك سنن شرعية وهنالك سنن كونية. وقد يقال اليوم- في العصر الحاضر- سنن طبيعية، هذه السنن الكونية الطبيعية يشترك في معرفتها المسلم و الكافر، و الصالح والطالح بمعنى؛ ما الذي يقوّم حياة الإنسان البدنية ؟ الطعام والشراب والهواء النقي و نحو ذلك. فإذا الإنسان لم يأكل ،لم يشرب، لم يتنفس الهواء النقي، فمعنى ذلك أنه عرَّض نفسه للموت موتاً مادياً. هل يمكن أن يعيش إذا ما خرج عن اتخاذه هذه السنن الكونية ؟
الجواب لا: (سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا ) هذا -كما قلت آنفاً -يعرفه معرفة تجريبية كل إنسان؛ لا فرق بين المسلم و الكافر والصالح والطالح. لكن الذي يهمنا الآن أن نعرف أن هناك سنناً شرعية يجب أن نعلم أن هناك سنناً شرعية، من اتخذها وصل الى أهدافها و جنى منها ثمراتها، ومن لم يتخذها فسوف لن يصل إلى الغايات التى وُضعت تلك السنن الشرعية لها؛ تماماً - كما قلنا - بالنسبة للسنن الكونية إذا تبنَّاها الإنسان و طبقها، و صل إلى أهدافها.
كذلك السنن الشرعية إذا أخذها المسلم؛ تحققت الغاية التي وضع الله تلك السنن من أجلها – من أجل تحقيقها – و إلا فلا. أظن هذا الكلام مفهوم و لكن يحتاج إلى شئٍ من التوضيح، وهنا بيت القصيد وهنا يبدأ الجواب عن ذاك السؤال الهام. كلنا يقرأ آية من آيات الله عز وجل بل إن هذه الآية قد يُزيّن بها صدور بعض المجالس أو جدر بعض البيوت وهي قوله تعالى
{إن تنصروا الله ينصركم } [2]
-لافتات - توضح وتكتب بخط ذهبي جميل رُقعي أو فارسي 000إلى آخره، وتوضع على الجدار، مع الأسف الشديد هذه الآية أصبحت الجدر مزينة بها، أما قلوب المسلمين فهي خاوية على روشها، لا نكاد نشعر ما هو الهدف الذي ترمي إليه هذه الآية
{إن تنصروا الله ينصركم}
ولذلك أصبح وضع العالم الإسلامي اليوم في بلبلة وقلقلة لا يكاد يجد لها مخرجاً، مع أن المخرج مذكور في كثير من الآيات، وهذه الآية من تلك الآيات، إذا ما ذكّرنا المسلمين بهذه الآية فأظن أن الأمر لا يحتاج إلى كبير شرح وبيان وإنما هو فقط التذكير و { الذكرى تنفع المؤمنين}.
كلنا يعلم –إن شاء الله – أن قوله تبارك وتعالى {إن تنصروا الله} شرطٌ، جوابه {ينصرْكم} إن تأكل إن تشرب إن إن... الجواب تحيا، إن لم تأكل إن لم تشرب، ماذا؟ تموت ؟.
كذلك تماماً المعنى في الآية {إن تنصروا الله ينصركم} المفهوم - وكما يقول الأصوليون - : مفهوم المخالفة، إن لم تنصروا الله لم ينصركم؛ هذا هو واقع المسلمين اليوم.
توضيح هذه الآية جاءت في السنة في عديد من النصوص الشرعية، وبخاصةٍ منها الأحاديث النبوية. {إن تنصروا الله} معلوم بداهة أن الله لا يعني أن ننصره على عدوه بجيوشنا وأساطيلنا وقواتنا المادية؛ لا ! إن الله عز وجل غالب على أمره، فهو ليس بحاجة إلى أن ينصره أحد نصراً مادياً – هذا أمر معروف بدهياً – لذلك كان معنى {إن تنصروا الله} أي إن تتبعوا أحكام الله، فذلك نصركم لله تبارك وتعالى.
والآن هل المسلمون قد قاموا بهذا الشرط ؟ قد قاموا بهذا الواجب –أولاً ؟ ثم هو شرط لتحقيق نصر الله للمسلمين – ثانياً -؟
الجواب: عند كل واحدٍ منكم، ما قام المسلمون بنصر الله عز وجل. وأريد أن أذكر هنا كلمةً؛ أيضاً من باب التذكير وليس من باب التعليم، على الأقل بالنسبة لبعض الحاضرين. إن عامة المسلمين اليوم قد انصرفوا عن معرفتهم، أو عن تعرفهم على دينهم ،- عن تعلمهم لأحكام دينهم -، فأكثرهم لا يعلمون الإسلام، وكثيرٌ أو الأكثرون منهم، إذا ما عرفوا من الإسلام شيئاً، عرفوه ليس إسلاماً حقيقياً؛ عرفوه إسلاماً منحرفاً عمّا كان عليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه. لذلك فنصر الله الموعود به من نصر الله يقوم على معرفة الإسلام أولاً معرفةً صحيحة، كما جاء في القرآن والسنة، ثم على العمل به – ثانياً -، وإلا كانت المعرفة وبالاً على صاحبها، كما قال تعالى:
{يا أيها الذين أمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون}
[3]. إذاً نحن بحاجة إلى تعلم الإسلام ،وإلى العمل بالإسلام.
فالذي أريد أن أذكّر به - كما قلت آنفاً - هو أن عادة جماهير المسلمين اليوم أن يصبّوا اللوم كل اللوم بسبب ما ران على المسلمين قاطبةً من ذلٍ وهوان على الحكام، أن يصبوا اللوم كل اللوم على حكامهم الذين لا ينتصرون لدينهم، وهم - مع الأسف - كذلك؛ لا ينتصرون لدينهم، لا ينتصرون للمسلمين الُمَذلّين من كبار الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم،
هكذا العُرفُ القائم اليوم بين المسلمين ! صب اللوم كل اللوم على الحكام، ومع ذلك ! أن المحكومين كأنهم لا يشملهم اللوم الذي يوجهونه إلى الحاكمين ! والحقيقة أن هذا اللوم ينصب على جميع الأمة حكّامًا، و محكومين.
و ليس هذا فقط بل هناك طائفة من أولئك اللائمين للحكام المسلمين بسبب عدم قيامهم بتطبيق أحكام دينهم، و هم محقون في هذا اللوم ،ولكن! قد خالفوا قولة تعالى {إن تنصروا الله}. أعني نفس المسلمين اللائمين للحاكمين حينما يخصونهم باللوم قد خالفوا أحكام الإسلام؛ حينما يسلكون سبيل تغيير هذا الوضع المحزن المحيط بالمسلمين بالطريقة التى تخالف طريقة الرسول صلى الله عليه و على آله و سلم. حيث إنهم يعلنون تكفير حكام المسلمين- هذا أولاً - ! ثم يعلنون وجوب الخروج عليهم -!
ثانياً - ! فتقع هنا فتنة عمياء صماء بكماء بيد المسلمين أنفسهم؛ حيث ينشق المسلمون بعضهم على بعض فمنهم هؤلاء الذين أشرت إليهم الذين يظنون أن تغيير هذا الوضع الذليل المصيب للمسلمين إنما تغييره بالخروج على الحاكمين، ثم لا يقف الأمر عند هذه المشكلة، وإنما تتسع وتتسع حتى يصبح الخلاف بين هؤلاء المسلمين أنفسهم ! ويصبح الحاكم في معزلٍ عن هذا الخلاف.
بدأ الخلاف من غلوّ بعض الإسلاميين في معالجة هذا الواقع الأليم أنه لابد من محاربة الحكام المسلمين لإصلاح الوضع !، وإذا بالأمر ينقلب إلى أن هؤلاء المسلمين يتخاصمون مع المسلمين الآخرين الذين يرون أن معالجة الواقع الأليم ليس هو بالخروج على الحاكمين، وإن كان كثيرون منهم يستحقون الخروج عليهم ! بسبب أنهم لا يحكمون بما أنزل الله؛ ولكن هل يكون العلاج –كما يزعم هؤلاء الناس – هل يكون إزالة الذي أصاب المسلمين من الكفار أن نبدأ بمحاكمة الحاكمين في بلاد الإسلام من المسلمين ؟– ولو أن بعضهم نعتبرهم مسلمين جغرافيين كما يقال في العصر الحاضر – هنا نحن نقول: أوردها سعدٌ وسعدٌ مشتملْ ما هكذا يا سعدُ تُورَد ُالإبلْ.
مما لا شك فيه أن موقف أعداء الإسلام أصآلةً وهم اليهود والنصارى والملاحدة من خارج بلاد الإسلام؛ هم أشد بلا شك ضرراً من بعض هؤلاء الحكام الذين لا يتجاوبون مع رغبات المسلمين أن يحكموهم بما أنزل الله فماذا يستطيع هؤلاء المسلمون ؟ وأعني طرفاً أو جانباً منهم وهم الذين يعلنون وجوب محاربة الحاكمين من المسلمين، ماذا يستطيع أن يفعل هؤلاء لو كان الخروج على الحكام واجباً قبل البدء بإصلاح نفوسنا نحن ؟!.
كما هو العلاج الذي بدأ به الرسول عليه السلام، إن هؤلاء لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً إطلاقاً؛ والواقع أكبر دليل على ذلك، مع أن العلاج الذي يتبعونه –وهو أن يبدؤوا بمحاربة الحكام المسلمين! –لا يثمر الثمرة المرجوة لأن العلة - كما قلت آنفاً - ليست في الحاكمين فقط؛ بل و في المحكومين أيضاً، فعليهم جميعاً أن يصلحوا أنفسهم و الإصلاح هذا له بحث آخر قد تكلمنا عليه مراراً و تكراراً و قد نتكلم قريباً إن شاء الله عنه. المهم الآن المسلمون كلهم متفقون على أن و ضعهم أمر لا يحسدون عليه و لا يغبطون عليه ؛بل هو من الذل و الهوان بحيث لا يعرفه الإسلام، فمن أين نبدأ ؟ هل يكون البدأ بمحاربة الحاكمين المسلمين ؟! أو يكون البدأ بمحاربة الكفار أجمعين من كل البلاد ؟! أم يكون البدأ بمحاربة النفس الأمارة بالسوء ؟ من هنا يجب البدأ، ذلك لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله و سلم إنما بدأ بإصلاح نفوس أفراد المسلمين المدعوّين في أول دعوة الإسلام – كما ذكرنا في أول هذا الكلام- بدأت الدعوة في مكة ثم انتقلت إلى المدينة ثم بدأت المناوشة بين الكفار و المسلمين، ثم بين المسلمين و الروم، ثم بين المسلمين و فارس.. و هكذا - !
كما قلنا آنفاً - التاريخ يعيد نفسه0فالآن المسلمون عليهم أن ينصروا الله لمعالجة هذا الواقع الأليم، وليس بأن يُعالجوا جانباً لا يثمر الثمرة المرجوة فيها، لو استطاعوا القيام بها ! ما هو هذا الجانب ؟ محاربة الحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله ! هذا أولاً – كما قلت آنفاً لابد من وقفة قصيرة – غير مستطاع اليوم، أن يُحارب الحكام؛ وذلك لأن هؤلاء الحكام لو كانوا كفاراً كاليهود والنصارى؛ فهل المسلمون اليوم يستطيعون محاربة اليهود والنصارى ؟
الجواب: لا، الأمر تماماً كما كان المسلمون الأولون في العهد المكي، كانوا مستضعفين، أذلاء، محاربين، معذبين، مُقَتَّلِين لماذا ؟! لأنهم كانوا ضعفاء لا حول لهم ولا قوة، إلا إيمانهم الذي حلّ في صدورهم، بسبب إتباعهم لدعوة نبيهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ هذا الإتباع مع الصبر على الأذى هو الذي أثمر الثمرة المرجوة؛ التي نحن ننشدها اليوم، فما هو السبيل للوصول إلى هذه الثمرة ؟ نفس السبيل الذي سلكه الرسول عليه الصلاة والسلام مع أصحابه الكرام، إذاً اليوم لا يستطيع المسلمون محاربة الكفار على اختلاف ضلالاتهم، فماذا عليهم ؟ عليهم أن يُؤمنوا بالله ورسوله حقاً، ولكن المسلمين اليوم كما قال رب العالمين {ولكن أكثرهم لا يعلمون}.
المسلمون اليوم اسماً وليسوا مسلمين حقاً ! أظنكم تشعرون معي بالمقصود من هذا النفي.
ولكني أذكركم بقوله تعالى: {قد أفلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون، والذين هم عن اللغو معرضون، والذين هم للزكاة فاعلون، والذين هم لفروجهم حافظون، إلا علي أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين، فمن ابتغى وراء ذلك فأولائك هم العادون} [4] أي الباغون الظالمون. فإذا أخذنا هذه الخصال فقط، ولم نتعد هذه الآيات المتضمنة لهذه الخصال إلى آيات أخرى؛ التي فيها ذكر لبعض الصفات والخصال التي لم تُذكر في هذه الآيات، وهي كلها تدور حول العمل بالإسلام. فمن تحققت فيه هذه الصفات المذكورة في هذه الآيات المتلوه آنفاً وفي آيات أخرى؛ أولئك هم الذين قال الله عز وجل في حقهم {أولئك هم المؤمنون حقا} [5].
يتابع ...
الزاهد الورع
30-12-2005, 01:46 PM
فهل نحن مؤمنون حقاً ؟!
الجواب: لا، إذاً يا إخواننا لا تضطربوا!
فنحن المصلين اليوم؛ - هذه الخصلة - {قد أفلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون} هل نحن خاشعون في صلاتنا ؟ أنا ما أتكلم عن فرد، اثنين، خمسة، عشرة، مائة، مائتين، ألف، ألفين.
لا. أتكلم [6] عن المسلمين على الأقل الذين يتساءلون، ما هو الحل لما أصاب المسلمين ؟ لا أعني أولئك المسلمين اللاهين الفاسقين الذين لا تهمهم آخرتهم، وإنما تهمهم شهواتهم و بطونهم لا. أنا أتكلم عن المسلمين المصلين.
فهل هؤلاء المصلون قد اتصفوا بهذه الصفات المذكورة في أول سورة المؤمنين ؟ الجواب: كجماعة، كأمة : لا.
إذاً: ترجو النجاةَ ولم تسلكْ مسالِكَها إن السفينةَ لا تجري على اليبسِ
فلابد من اتخاذ الأسباب؛ التي هي من تمام السنن الشرعية بعد السنن الكونية؛ حتى يرفع ربنا عز وجل هذا الذل الذي ران علينا جميعاً.
أنا ذكرت هذه الأوصاف من صفات المؤمنين المذكورة في أول هذه السورة، لكن هناك في الأحاديث النبوية التي نذكّر بها إخواننا دائماً، ما يُذكّر بحـال المسلمين اليوم؛ وأنهم لو تذكروا هذا الحديث كان من العار عليهم أن يتساءلوا لماذا أصابنا هذا الذل ؟! لأنهم قد غفلوا عن مخالفتهم لشريعة الله،
من تلك الأحاديث قوله عليه الصلاة و السلام: "إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله؛ سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم " [7]. هذا الحديث تكلمت عليه كثيراً وكثيراً جداً وبمناسبات عديدة. وإنما أنا أقف فقط عند قوله "إذا تبايعتم بالعينة".العينة : نوع من الأعمال الربوية؛ - ولا أريد أيضاً أن أدخل فيها بالذات -. فهل منكم من يجهل تعامل المسلمين بأنواع من الربا، وهذه البنوك الربوية قائمة على ساق وقدم في كل بلاد الإسلام ومعترف فيها بكل الأنظمة القائمة في بلاد الإسلام. وأعود لأقول ليس فقط من الحكام؛ بل و من المحكومين لأن هؤلاء المحكومين هم الذين يتعاملون مع هذه البنوك و هم الذين إذا نُوقشوا، و قيل لهم: أنتم تعلمون أن الربا حرام و أن الأمر كما قال عليه السلام: "درهم ربا يأكله الرجل أشد عند الله عز وجل من ستٍ وثلاثين زنية " [8] لماذا يا أخي تتعامل بالربا ؟! "بيقلك شو بدّنا نساوي – بدنا نعيش" [9] !!، إذاً العلاقة ما لها علاقة بالحكام لها علاقة بالحكام والمحكومين. المحكومون هم في حقيقة أمرهم يليق بهم مثل هؤلاء الحكام، وكما يق!
ولون "دود الخل منّه وفيه - دود الخل منّه وفيه" [10]. هؤلاء الحكام ما نزلوا علينا من المريخ !! وإنما نبعوا منّا وفينا فإذا أردنا صلاح أوضاعنا فلا يكون ذلك بأن نعلن الحرب الشعواء على حكّامنا وأن ننسى أنفسنا؛ والمشكلة منّا وفينا؛ حيث المشكلة القائمة في العالم الإسلامي.
لذلك نحن ننصح المسلمين أن يعودوا الى دينهم. وأن يطبقوا ما عرفوه من دينهم {ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله} [11]. كل المشاكل القائمة اليوم والتي يتحمس بعض الشباب ويقول ما العمل ؟! سواءٌ قلنا ما هو بجانبنا من المصيبة التي حلت بالعالم الإسلامي والعالم العربي ! وهي احتلال اليهود لفلسطين، أو قلنا محاربة الصليبين للمسلمين بإرتيريا وفي الصومال، في البوسنة والهرسك في في... إلى آخر البلاد المعروفة اليوم. هذه المشاكل كلها لا يمكن أن تعالج بالعاطفة وإنما تعالج بالعلم والعمل. {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون } [12]، {وقل اعملوا} الآن نقف عند هذه النقطة. العمل للإسلام اليوم في الساحة الإسلامية، له صور كثيرة وكثيرة جداً، وفي جماعات وأحزاب متعددة، والحقيقة أن هذه الأحزاب من مشكلة العالم الإسلامي التي تكّبر المشكلة أكثر مما يراها بعضهم. بعضهم يرى أن،المشكلة احتلال اليهود لفلسطين – أن المشكلة ما ذكرناه آنفاً، محاربة الكفار لكثير من البلاد الإسلامية وأهلها –
لا....!
نحن نقول: المشكلة أكبر وهي تفرق المسلمين. المسلمون أنفسهم متفرقون شيعاً وأحزاباً خلاف قول الله تبارك وتعالى: {ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزبٍ بما لديهم فرحون} [13]. الآن الجماعات الإسلامية مختلفون في طريقة معالجة المشكلة التي يشكو منها كل الجماعات الإسلامية، وهي الذل الذي ران على المسلمين، وكيف السبيل إلى الخلاص منه ؟
هناك طرق:
الطريقة الأولى: هي الطريقة المثلى التي لا ثاني لها، وهي التي ندعو إليها دائماً وأبداً. وهي فهم الإسلام فهماً صحيحاً وتطبيقهُ وتربية المسلمين على هذا الإسلام المصفّى، تلك هي سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ كما ذكرنا ونذكر أبداً. فرسول الله بدأ بأصحابه أن هداهم إلى الإيمان بالله ورسوله- أن علمهم بأحكام الإسلام-، وكانوا يشكون إليه ما يصيبهم من ظلم المشركين وتعذيبهم إياهم، كان يأمرهم بالصبر، يأمرهم بالصبر ! وأن هذه سنة الله في خلقه أن يُحارب الحق بالباطل وأن يُحارب المؤمنون [14] بالمشركين وهكذا، فالطريقة الأولى لمعالجة هذا الأمر الواقع هي العلم النافع والعمل الصالح. هناك حركات ودعوات أخرى، كلها تلتقي على خلاف الطريقة الأولى والمثلى والتي لا ثاني لها وهي اتركوا الإسلام الآن جانباً ! من حيث وجوب فهمه ! ومن حيث وجوب العمل به ! الأمر الأن أهم من هذا الأمر ! وهو أن نجتمع وأن نتوحد على محاربة الكفار !! سبحان الله، كيف يمكن محاربة الكفار بدون سلاح ؟! كل إنسان عنده ذرّة عقل أنه إذا لم يكن لديه سلاح مادي فهو لا يستطيع أن يحارب عدوه المسلّح، ليس بسلاح مادي بل بأسلحةِ مادية !. ف!
إذا أراد أن يحارب عدوه - هذا -المسلح وهو غير مسلح ماذا يقال له ؟ حاربه دون أن تتسلح ؟! أم تسلح ثم حاربه ؟
لا خلاف في هذه المسآله أن الجواب: تسلح ثم حارب، هذا من الناحية المادية، لكن من الناحية المعنوية الأمر أهم بكثير من هذا، إذا أردنا أن نحارب الكفار؛ فسوف لا يمكننا أن نحارب الكفار بأن ندع الإسلام جانباً؛ لأن هذا خلاف ما أمر الله عز وجل ورسوله المؤمنين في مثل آيات كثيرة منها قوله تعالى {والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} [15]. {إن الإنسان لفي خسر}. نحن بلا شك الآن في خسر. لماذا ؟! لأننا لم نأخذ بما ذكر الله عز وجل من الاستثناء حين قال: {إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}. نحن الآن نقول آمنا بالله ورسوله، ولكن ! حينما ندعو المسلمين المتحزبين المتجمعين المتكتلين على خلاف دعوة الحق – الرجوع إلى الكتاب والسنة – يقولون هذا ندعه الآن جانباً! الأمر أهم !. هو محاربة الكفار !، فنقول: بسلاح أم بدون سلاح ؟ !. لابد من سلا حين، السلاح الأول: السلاح المعنوي، وهم يقولون الآن دعوا هذا السلاح المعنوي جانباً ! وخذوا بالسلاح المادي ! ثمّ، لا سلاح مادي !! لأن هذا غير مستطاع بالنسبة للأوضاع التي نُح!
كم بها الآن؛ ليس فقط من الكفار المحيطين بنا من كل جانب؛ بل ومن بعض الحكام الذين يحكموننا ! فنحن لا نستطيع اليوم رغم أنوفنا أن نأخذ بالاستعداد بالسلاح المادي – هذا لا نستطيعه –. فنقول : نريد نحارب بالسلاح المادي ! وهذا لا سبيل إليه، والسلاح المعنوي الذي هو بأيدينا – {فاعلم أنه لا إله إلا الله} [16] – العلم ثم العمل في حدود ما نستطيع، هذا نقول بكل بساطة متناهية دعوا هذا جانباً ! هذا مستطاع ونؤمر بتركه جانباً ! وذلك غير مستطاع. فنقول : يجب أن نحارب !! وبماذا نحارب ؟! خسرنا السلاحين معاً؛ السلاح المعنوي العلمي نقول نؤجله ! لأنه ليس هذا وقته وزمانه !! السلاح المادي لا نستطيعه فبقينا خراباً يباباً ضعفاء في السلاحين المعنوي والمادي. إذا رجعنا إلى العهد الأول الأنور؛ وهو عهد الرسول عليه السلام الأول، هل كان عنده سلاح مادي ؟ الجواب، لا بماذا إذاً كان مفتاح النصر ؟ آلسلاح المادي أم السلاح المعنوي ؟ لاشك أنه السلاح المعنوي، وبه بدأت الدعوة في مثل تلك الآية {فاعلم أنه لا إله إلا الله} إذاً العلم- قبل كل شئ – إذاً بالإسلام قبل كل شئ ثم تطبيق هذا الإسلام في حدود ما نستطيع. نستطيع أن نعرف !
العقيدة الإسلامية - الصحيحة طبعاً – نستطيع أن نعرف العبادات الإسلامية، نستطيع أن نعرف الأحكام الإسلامية، نستطيع أن نعرف السلوك الإسلامي ، هذه الأشياء كلها مع أنها مستطاعة فجماهير المسلمين بأحزابهم وتكتلاتهم هم معرضون عنها؛ ثم نرفع أصواتنا عاليةً نريد الجهاد ! أين الجهاد ؟! مادام السلاح الأول مفقود والسلاح الثاني غير موجود بأيدينا ؟!!
نحن لو وجدنا اليوم جماعة من المسلمين متكتلين حقاً على الإسلام الصحيح وطبقوه تطبيقاً صحيحاً، لكن لا سلاح مادي عندهم؛ هؤلاء يأتيهم أمره تعالى في الآية المعروفة: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوةً، ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم} [17] لو كان عندنا السلاح الأول المعنوي؛ فنحن مخاطبون بهذا الإعداد المادي. فهل نحارب إذا لم يكن عندنا إعداد مادي ؟! الجواب : لا.لأننا لم نحقق هذه الآية التي تأمرنا بالإعداد المادي؛ فما بالنا، كيف نستطيع أن نحارب ونحن مفلسون من السلاحين المعنوي والمادي ؟ !. المادي الآن لا نستطيعه، المعنوي نستطيعه؛ إذاً {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها } [18]. {فاتقوا لله ما استطعتم} [19] فالذي نستطيعه الآن هو العلم النافع والعمل الصالح.
لعلي أطلت في هذا الجواب أكثر من اللازم، لكني أنا ألخص الآن فأقول:
ليست مشكلة المسلمين في فلسطين فقط - يا إخواننا-، لأنه مع الأسف الشديد من جملة الانحراف التي تصيب المسلمين اليوم؛ أنهم يخالفون علمهم عملاً ! حينما نتكلم عن الإسلام وعن الوطن الإسلامي، نقول: كل البلاد الإسلامية هي وطن لكل مسلم؛ ما في فرق بين عربي وعجمي، ما في فرق بين حجازي وأردني ومصري ....و إلى آخره، لكن هذه الفروق العملية موجودة، هذه الفروق عمليه موجودة ! ليس فقط سياسياً؛ هذا غير مستغرب أبداً، لكن موجودة حتى عند الإسلاميين !
مثلاً تجد بعض الدعاة الإسلاميين يهتمون بفلسطين؛ ثم لا يهمهم ما يصيب المسلمين الآخرين في البلاد الأخرى.
مثلاً: حينما كانت الحرب قائمة بين المسلمين الأفغان وبين السوفييت وأذنابهم من الشيوعيين، لماذا ؟!
لأن هؤلاء مثلاً ليسوا سوريين ! مصرين ! أو ما شابه ذلك. إذاً المشكلة الآن ليست محصورة في فلسطين فقط؛ بل تعدت إلى بلاد إسلامية كثيرة فكيف نعالج هذه المشكلة العامة ؟ بالقوتين المعنوية والمادية، بماذا نبدأ ؟
نبدأ قبل كل شيء بالأهم فالأهم وبخاصة إذا كان الأهم ميسوراً؛ وهو السلاح المعنوي – فهم الإسلام فهماً صحيحاً وتطبيقه تطبيقاً صحيحاً ثم السلاح المادي إذا كان ميسوراً. اليوم - مع الأسف الشديد –؛ الذي وقع في أفغانستان.... الأسلحة التي حارب المسلمون – الأسلحة المادية – التي حارب المسلمون بها الشيوعيين هل كانت أسلحة إسلامية ؟ الجواب: لا.
كانت أسلحة غربية، إذا نحن الآن من ناحية السلاح المادي مستعبدون؛ لو أردنا أن نحارب وكنا أقوياء من حيث القوة المعنوية، إذا أردنا أن نحارب بالسلاح المادي فنحن بحاجة إلى أن نستورد هذا السلاح؛ إما بالثمن وإما بالمنحة أو شيء مقابل شيء ! كما تعلمون السياسة الغربية اليوم على حدّ المثل العامّي: "حكّلّي لحكّلّك"! يعني أي دوله الآن حتى بالثمن لا تبيعك السلاح إلا مقابل تنازلات. تتنازل أنت أيها الشعب المسلم مقابل السلاح الذي تدفع ثمنه أيضاً فإذاً يا إخواننا الأمر ليس كما نتصور عبارة عن حماسات وحرارات الشباب وثورات كرغوة الصابون تثور ثم تخور في أرضها لا أثر لها إطلاقاً !. أخيراً أٌقول {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله..} إلى آخر الآية.
لكن أكرر أن العمل لا ينفع إلا إذا كان مقروناً بالعلم النافع؛ والعلم النافع إنما هو قال الله قال رسول الله كما قال إبن القيم رحمه الله:
العلم قال الله قال رسولـــــهُ*** قال الصحابةُ ليس بالتمويــــهِ
ما العلمُ نصبَكَ للخلاف سفاهــةً*** بين الرسولِ وبين قولِ سفيــــهِ
كلا ولا جحد الصفات ونفيــها*** حذرا من التعطيل التشويـــــهِ
مصيبة العالم الإسلامي مصيبة أخطر – وقد يستنكر بعضكم هذا الذي أقوله !-مصيبة العالم الإسلامي اليوم أخطر من احتلال اليهود لفلسطين ! مصيبة العالم الإسلامي اليوم أنهم ضلـوا سواء السبيل. أنهم ما عرفوا الإسلام الذي به تتحقق سعادة الدنيا والآخرة معاً. وإذا عاش المسلمون في بعض الظروف أذلاء مضطهدين من الكفار والمشركين وقتّلوا وصلّبوا ثم ماتوا فلا شك أنهم ماتوا سعداء ولو عاشوا في الدنيا أذلاء مضطهدين. أما من عاش عزيزاً في الدنيا وهو بعيد عن فهم الإسلام كما أراد الله عز وجل ورسوله فهو سيموت شقياً وإن عاش سعيداً في الظاهر.
إذاً بارك الله فيكم: العلاج هو فرّوا الى الله ! العلاج فرّوا الى الله ! فرّوا الى الله تعني أفهموا ما قال الله وقال رسول الله واعملوا بما قال الله وما قال رسول الله. وبهذا أنهي هذا الجواب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.
الرابط:
http://saaid.net/ahdath/25.htm
جميع حقوق برمجة vBulletin محفوظة ©2025 ,لدى مؤسسة Jelsoft المحدودة.
جميع المواضيع و المشاركات المطروحة من الاعضاء لا تعبر بالضرورة عن رأي أصحاب شبكة المنتدى .