المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زادك الى بيت الله الحرام



الزاهد الورع
13-11-2005, 07:54 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اخوتي الكرام

ان الخليل عليه السلام امره الله تعالى بدعوة الناس الى حج بيت الله الحرام بعد ما انتهى من بناءها مع ولده اسماعيل عليه السلام .

و اذن في الناس بالحج


و فرض الله على القادرين منا تلبية دعوته

و لله على الناس حج البيت لمن استطاع اليه سبيلا و من كفر فان الله غني عن العالمين


و بما ان كل سفر يتطلب زادا فان الله امرنا ان نتحلى بهذا


و تزودوا فان خير الزاد التقوى


و ان مشقة السفر تتطلب بعض الصبر و لذا امر بقوله


الحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث و لا فسوق و لا جدال في الحج


فلماذا ياْتي الحجاج الى بيت الله جاهلين احكام المناسك يلبون الدعوة من غير زاد .

اريد ان نتكلم عن استعداد المسلم كيف يكون اذا ما سهل الله الامر
و كيف يتحلى هنالك عند المشعر الحرام
و كيف و كيف.............................................

الزاهد الورع
15-11-2005, 11:04 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اخوتي الكرام



معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج

الملتقى العلمي الخامس لأبحاث الحج

( دراسات منطقة الجمرات )دور التوعية في منع الزحام

أولويات التنفيذ رجاء يحيى أحمد الشريف



جامعة الملك عبد العزيز









ملخص الدراسة

الحج حدث إسلامي عالمي. وأي تطوير في خدماته سوف ينعكس أثره الايجابي على كافة المسلمين في جميع أنحاء العالم. والزحام في المشاعر المقدسة من أخطر المشاكل وأكثرها تكراراً, وخاصة أثناء رمي الجمرات الذي هو أكثر مناسك الحج تكراراً وأشدها خطورة, مما يجعل وادي منى أثناء موسم الحج أكثر بقعة على الأرض ازدحاماً.

ولقد وصلت نتائج الزحام في بعض السنوات إلى درجة الكارثة حيث توفي في موقع الحادث مئات الحجاج, وقد أجريت العديد من الدراسات والأبحاث والندوات لمناقشة هذه المشكلة والخروج بحلول فاعلة للقضاء عليها, لأن الاعتراف بالمشكلة بداية الطريق لحلها, بدلا من الاستسلام لها واعتبارها قضاء وقدر.

لكن رغم تطوير جسر الجمرات من الناحية الإنشائية عدة مرات, وفتوى العلماء بجواز تمديد زمن الرمي, وإمكانية التوكيل لمن لا يستطيع, وتوزيع الحجاج إلى مجموعات لأداء الرمي (نظام التفويج), إلا أن مشكلة الزحام أثناء الرمي ما زالت مستمرة, ومتوقع لها الازدياد طردياً مع ازدياد عدد الحجاج مستقبلا.

ومن الحلول التي طرحت مؤخراً ويرى البعض أنها الحل الأمثل لمشكلة الزحام هو (توعية الحجاج من بلادهم), ومن خلال استعراض الإجراءات التي اتخذت لتطبيق هذا الحل, اتضح أن وزارة الحج كلفت إحدى الشركات المتخصصة بإعداد برنامج متكامل لتوعية الحجاج من بلادهم. وقد انتهت الشركة من مرحلة الإعداد, وشرعت في مرحلة التنفيذ.

وهذه الدراسة اتبعت المنهج الوصفي التحليلي, واعتمدت على الدراسات والإحصائيات السابقة في جمع المعلومات.

بهدف تحديد الدول التي ينبغي أن تعطى الأولوية عند تنفيذ برامج التوعية, وتم تحليل حوادث الزحام التي وقعت في عامي (1423هـ ,1424هـ), وتحديد أكثر الجنسيات تضرراً في تلك الحوادث, واتضح أن معظمها يتركز في الدول الإسلامية غير العربية الواقعة في قارة آسيا, وفي بعض الدول العربية في قارة أفريقيا.

وقد انتهت الدراسة إلى بعض المقترحات, ومن أهمها إعطاء الأولوية في تنفيذ برامج التوعية للدول التي يتعرض العديد من حجاجها للموت والإصابة في حوادث الزحام, وكذلك جعل عملية التوعية مستمرة, تستهدف توعية الأجيال القادمة في سن مبكرة, والتركيز على الجانب العملي التطبيقي في التوعية بدلاً من التوعية النظرية, كما أوصت الدراسة بأن تكون عملية التوعية إلزامية لجميع الدول, وبضرورة أن تشمل برامج التوعية حجاج الداخل والعاملين بالحج, إضافة إلى توصيات أخرى.


مقدمة

الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام, شرعه الله تعالى على المسلم المستطيع مرة واحدة في العمر, ويؤدى في مكان وزمان محددين, وهو مستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها بإذنه تعالى.

ونظراً لازدياد عدد المسلمين حول العالم , والصحوة الإسلامية, وسهولة المواصلات إلى بلاد الحرمين الشريفين, فان أعداد الحجاج تتزايد سنويا, مع ثبات المساحة الجغرافية الشرعية للمشاعر المقدسة, وبالتالي فان إدارة وتنظيم الحج أصبحت تمثل تحدياً لجميع المسئولين بالمملكة العربية السعودية.

بالرغم من الإنجازات التي تمت بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة, والحلول الإدارية والتنظيمية التي طبقت, إلا أن الاستفادة منها والاستخدام الأمثل لها مرتبط بدرجة وعي المستخدم ( الحاج ) حيث أن حسن استخدام الحاج للتجهيزات المعدة من قبل الحكومة السعودية سوف يساهم في تسهيل وتيسير أداء فريضة الحج.

وحرصاً من حكومة المملكة العربية السعودية على توفير الأمن والسلامة لحجاج بيت الله, وأيمانا منها بأهمية البحث العلمي في عملية التنمية والتطوير وإيجاد الحلول المناسبة, فإنها دوماً توجه العلماء والباحثين لبذل المزيد من الجهد لإيجاد الحلول الفاعلة لجميع المشاكل التي تواجه إدارة الحج.

ومن الحلول التي طرحت مؤخراً توعية الحجاج من بلادهم, ويرى العديد من الخبراء والمتخصصين أنها من أهم الحلول في معالجة مشكلة الزحام أثناء رمي الجمرات.

وتحاول الباحثة في هذه الورقة إلقاء الضوء على موضوع توعية الحجاج من بلادهم, وتحديد الدول التي ينبغي أن تعطى الأولوية عند تنفيذ برامج التوعية.

لذا تم تقسيم الورقة إلى أربعة فصول. الفصل الأول التعريف بالدراسة, والفصل الثاني يتناول أسباب الزحام والآثار المترتبة عليه وكذلك الحلول التي اتخذتها الدولة لمعالجة المشكلة, وخصص الفصل الثالث لتحليل البيانات, والفصل الرابع يشتمل على النتائج والتوصيات.


الباحثة



30/11/1424هـ











الرابط

http://www.minshawi.com/other/r.shareef.htm

الزاهد الورع
17-11-2005, 12:23 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اخوتي الكرام
لابد لمن اراد تلبية دعوة الله من اخلاص النية فلا يكون كمهاجر ام قيس




عن امير المؤمنين ابي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:سمعتُ رسول الله يقولُ: ( انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امراة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه) صحيح اخرجه البخاري ومسلم.

رواه إماما المحدثين أبوعبدالله محمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن المغيره بن بردذبه البخاري وأبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحهما اللذين هما أصح الكتب المصنفة.

الشرح:- هذا الحديث أصل عظيم في أعمال القلوب لان النيات من اعمال القلوب.. قال العلماء:وهذا الحديث نصف العبادات لانه ميزان الاعمال الباطنة وحديث عائشة-رضي الله عنها- (من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد) صحيح اخرجه البخاري ومسلم.. وفي لفظ (من عمل عملاً ليس عليه امرنا فهو رد) اخرجه مسلم في الاقضية والبخاري تعليقاً.. نصف الدين لانه ميزان الاعمال الظاهرة فيستفاد من قول النبي صلى الله عليه وسلم"انما الاعمال بالنيات" انه ما من عمل الا وله نيه لان كل إنسان عاقل مختار لا يمكن ان يعمل عملاً بلا نيه حتى قال بعض العلماء"لو كلفنا الله عملاً بلا نيه لكان من تكليف ما لا يطاق" ويتفرع على هذه الفائدة: الرد على الموسوسين الذين يعملون الاعمال عدة مرات ثم يقول لهم الشيطان إنكم لم تنووا فاننا نقول لهم:لا لايمكن أبداً ان تعملوا عملاً إلا بنيه فخففوا على انفسكم ودعوا هذه الوساوس.

ومن فوائد هذا الحديث ان الانسان يؤجر او يؤزر او يحرم بحسب نيته لقول النبي صلى الله عليه وسلم "فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله".

ويستفاد من هذا الحديث ايضا ان الاعمال بحسب ما تكون وسيلة له فقد يكون الشيء المباح في الاصل يكون طاعة اذا نوى به الانسان خيراً مثل ان ينوي بالاكل والشرب التقوى على طاعة الله ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم "تسحروا فإن في السحور بركة" اخرجه البخاري ومسلم.

ومن فؤائد هذا الحديث انه ينبغي للمعلم ان يضرب الامثال التي يتبين بها الحكم وقد رضرب النبي صلى الله عليه وسلم لهذا مثلاً بالهجرة وهي الانتقال من بلد الشرك الى بلد الاسلام وبين ان الهجرة وهي عمل واحد تكون لانسان أجراً وتكون لانسان حرماناً فالمهاجر الذي يهاجر الى الله ورسوله هذا يؤجر ويصل الى مراده ولمهاجر لدنيا يصيبها او امراة يتزوجها يحرم من هذا الاجر وهذا الحديث يدخل في باب العبادات وفي باب المعاملات وفي باب الانكحة وفي كل ابواب الفقه.



شرح:فضيلة الشيخ العلامة/ محمد بن صالح العثيمين "رحمه الله"

الزاهد الورع
18-11-2005, 10:07 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اخوتي الكرام
لكن قبل ان نوضح احكام الحج فلابد للمسلم ان يستيقن من وجوب الحج عليه اذا ملك الزاد و الراحلة
و نرجع الى كتاب الله و سنة نبيه عليه الصلاة و السلام لتوضيح المسالة مع تفسير بن كثير رحمه الله تعالى للاية الكريمة

إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97)

يُخْبر تعالى أن أول بيت وُضع للناس، أي: لعموم الناس، لعبادتهم ونُسُكهم، يَطُوفون به ويُصلُّون إليه ويَعتكِفُون عنده ( لَلَّذِي بِبَكَّةَ ) يعني: الكعبة التي بناها إبراهيم الخليل [عليه السلام] الذي يَزْعم كل من طائفتي النصارى واليهود أنهم على دينه ومنهجِه، ولا يَحجُّون إلى البيت الذي بناه عن أمر الله له في ذلك ونادى الناس إلى حجه. ولهذا قال: ( مُبَارَكًا ) أي وُضع مباركا ( وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ )
وقد قال الإمام أحمد: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم التَّيْميّ، عن أبيه، عن أبي ذَر، رضي الله عنه، قال قلتُ: يا رسولَ الله، أيُّ مَسجِد وُضِع في الأرض أوَّلُ؟ قال: "الْمسْجِدُ الْحَرَامُ". قلت: ثم أَيُّ؟ قال: "الْمسجِدُ الأقْصَى". قلت: كم بينهما؟ قال: "أرْبَعُونَ سَنَةً". قلتُ: ثم أَيُّ؟ قال: ثُم حَيْثُ أدْرَكْت الصَلاةَ فَصَلِّ، فَكُلُّهَا مَسْجِدٌ".
وأخرجه البخاري، ومسلم، من حديث الأعمش، به .
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا الحسن بن محمد بن الصَّبَّاحِ، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا شَرِيك عن مُجالد، عن الشَّعْبيّ عن علِيّ في قوله تعالى: ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا ) قال: كانت البيوت قبلة، ولكنه كان أول بيت وضع لعبادة الله [تعالى] .
[قال] وحدثنا أبي، حدثنا الحسن بن الربيع، حدثنا أبو الأحْوَص، عن سِماك، عن خالد < 2-78 > ابن عَرْعَرة قال: قام رجل إلى عَليّ فقال: ألا تُحَدِّثني عن البيت: أهو أولُ بيت وُضِع في الأرض؟ قال لا ولكنه أول بيت وضع فيه البركة مقام إبراهيم، ومن دخله كان آمنا. وذكر تمام الخبر في كيفية بناء إبراهيم البيت، وقد ذكرنا ذلك مُستَقصًى في سورة البقرة فأغْنَى عن إعادته .
وزعم السُّدِّي أنه أولُ بيت وضع على وجه الأرض مطلقا. والصحيحُ قولُ علِيّ [رضي الله عنه] فأما الحديث الذي رواه البيهقي في بناء الكعبة في كتابه دلائل النبوة، من طريق ابن لَهِيعة، عن يَزيد بن أبي حَبيب، عن أبي الخير، عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا: "بَعَثَ اللهُ جِبْرِيلَ إلَى آدَمَ وحَوَّاءَ، فَأمَرَهُمَا بِبِنَاءِ الْكَعْبَةِ، فَبَنَاهُ آدَمُ، ثُمَّ أمَرَ بِالطَّوَافِ بِهِ، وَقِيلَ لَهُ: أنْتَ أوَّلُ النَّاسِ، وهَذَا أوَّلُ بَيْتٍ وُضِعَ للنَّاسِ" فإنَّهُ كَمَا تَرَى مِنْ مُفْرَدَاتِ ابْنِ لَهِيعة، وهو ضعيف. والأشْبَهُ، والله أعلمُ، أن يكون هذا مَوْقُوفا على عبد الله بن عَمْرو. ويكون من الزاملتين اللتين أصابهما يوم الْيَرْمُوك، من كلام أهل الكتاب.
وقوله تعالى: ( لَلَّذِي بِبَكَّةَ ) بَكَّة: من أسماء مكة على المشهور، قيل سُمِّيت بذلك لأنها تَبُكّ أعناق الظلمة والجبابرة، بمعنى: يُبَكون بها ويخضعون عندها. وقيل: لأن الناس يَتَبَاكّون فيها، أي: يزدحمون.
قال قتادة: إن الله بَكَّ به الناس جميعا، فيصلي النساء أمام الرجال، ولا يفعل ذلك ببلد غيرها.
وكذا روي عن مجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير، وعَمْرو بن شُعَيب، ومُقاتل بن حَيَّان.
وذكر حَمّاد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس قال: مَكَّة من الفجّ إلى التنعيم، وبكّة من البيت إلى البطحاء.
وقال شعبة، عن المغيرة، عن إبراهيم: بَكَّة: البيت والمسجد. وكذا قال الزهري.
وقال عكرمة في رواية، وميمون بن مِهْران: البيت وما حوله بكة، وما وراء ذلك مكة.
وقال أبو صالح، وإبراهيم النّخَعي، وعطية [العَوْفي] ومقاتل بن حيان: بكة موضع البيت، وما سوى ذلك مكة.
وقد ذكروا لمكة أسماء كثيرة: مكة، وبكة، والبيت العتيق، والبيت الحرام، والبلد الأمين، والمأمون، وأُمَّ رُحْم، وأم القُّرَى، وصلاح، والعرْش على وزن بدر، والقادس؛ لأنها تطهر من الذنوب، والمقدسة، والناسّة: بالنون، وبالباء أيضا، والحاطمة، والنسَّاسة والرأس، وكُوثى، والبلدة، والبَنِيَّة، والكعبة.
< 2-79 >
وقوله: ( فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ ) أي: دلالات ظاهرة أنه من بناء إبراهيم، وأن الله تعالى عَظَّمه وشرفه.
ثم قال تعالى: ( مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ) يعني: الذي لَمَّا ارتفع البناء استعان به على رفع القواعد منه والجدران، حيث كان يقف عليه ويناوله ولده إسماعيل، وقد كان ملتصقا بجدار البيت، حتى أخّره عُمَر بن الخطاب، رضي الله عنه، في إمارته إلى ناحية الشرق بحيث يتمكن الطُّوَّاف، ولا يُشَوِّشون على المصلين عنده بعد الطواف؛ لأن الله تعالى قد أمرنا بالصلاة عنده حيث قال: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى [البقرة:125] وقد قدمنا الأحاديث في ذلك، فأغْنَى عن إعادته هاهنا، ولله الحمد والمنة.
وقال العَوْفي عن ابن عباس في قوله: ( فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ) أي: فمنهُنَّ مقام إبراهيم والمَشْعَر.
وقال مجاهد: أثرُ قدميه في المقام آية بينة. وكذا روي عن عُمر بن عبد العزيز، والحسن، وقتادة، والسُّدِّي، ومُقَاتِل بن حَيّان، وغيرهم.
وقال أبو طالب في قصيدته:

ومَـوْطئ إبـراهيم فـي الصخر رَطْبةٌ

عــلى قدميـه حافيًـا غـير نـاعلِ


وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد وعَمْرو الأوْدِي قالا حدثنا وَكِيع، حدثنا سفيان، عن ابن جُرَيج، عن عطاء، عن ابن عباس في قوله: ( مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ ) قال: الحَرَم كله مقام إبراهيم. ولفظ عمرو: الحَجَر كله مقام إبراهيم.
وروي عن سعيد بن جبير أنه قال: الحج مقام إبراهيم. هكذا رأيت في النسخة، ولعله الحَجَر كله مقام إبراهيم، وقد صرح بذلك مجاهد.
وقوله: ( وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ) يعني: حَرَمُ مكة إذا دخله الخائف يأمنُ من كل سوء، وكذلك كان الأمر في حال الجاهلية، كما قال الحسن البصري وغيره: كان الرجل يَقْتُل فيَضَع في عُنُقِه صوفَة ويدخل الحرم فيلقاه ابن المقتول فلا يُهَيِّجْهُ حتى يخرج.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشَجّ، حدثنا أبو يحيى التَّيْمِيّ، عن عطاء، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس في قوله: ( وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ) قال: من عاذ بالبيت أعاذه البيت، ولكن لا يؤوى ولا يُطْعَم ولا يُسقى، فإذا خرج أُخذ بذنبه.
وقال الله تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ [العنكبوت:67] وقال تعالى: فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ [قريش:3 ، 4] وحتى إنه من جملة تحريمها حُرْمة اصطياد صيدها وتنفيره عن أوكاره، وحُرْمة قطع شجرها وقَلْع < 2-80 > حَشيشها، كما ثبتت الأحاديث والآثار في ذلك عن جماعة من الصحابة مرفوعا وموقوفًا.
ففي الصحيحين، واللفظ لمسلم، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فتح مكة: "لا هِجْرَةَ وَلَكِنْ جِهَادٌ ونية، وإذَا استَنْفَرْتُمْ فَانْفِرُوا"، وقال يوم الفتح فتح مكة: "إنَّ هَذَا الْبَلَدَ حَرَّمَهُ اللهُ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ والأرْضَ، فَهُوَ حَرَامٌ بِحرمَةِ الله إلى يوم القيامة، وإنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي، ولم يحل لي إلا في ساعة من نهار، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، لا يُعْضَد شَوْكُهُ، ولا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، ولا يَلْتَقطْ لُقَطتَه إلا من عَرَّفها، ولا يُخْتَلى خَلاها فقال العباس: يا رسول الله، إلا الإذْخَرَ، فإنه لقَيْنهم ولبُيوتهم، فقال: "إلا الإذْخَر" .
ولهما عن أبي هريرة، مثله أو نحوه ولهما واللفظ لمسلم أيضًا عَن أبي شُرَيح العَدوي أنه قال لعَمْرو بن سعيد، وهو يبعث البعوث إلى مكةَ: ائذَنْ لي أيها الأمير أن أُحدِّثك قَولا قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم الغَدَ من يوم الفتح سَمعَتْه أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي حين تكلم به، إنه حَمد الله وأثنى عليه ثم قال: "إنَّ مَكِّةَ حَرَّمَهَا اللهُ ولَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ، فَلا يَحِلُّ لامرئ يُؤْمِنُ باللهِ والْيَوْمِ الآخر أنْ يَسْفِكَ بِهَا دَمًا، ولا يَعْضد بِهَا شَجَرةً، فَإنْ أحَد تَرخَّصَ بِقِتَالِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيهَا فَقُولُوا له: إنَّ اللهَ أذِنَ لِرَسُولِهِ وَلَمْ يَأْذَنْ لَكُمْ، وإنَّمَا أذِنَ لِي فِيهَا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، وَقَدْ عَادَتْ حُرْمَتُهَا الْيَوْمَ كَحُرْمَتِهَا بِالأمْسِ فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهدُ الغائِبَ" فقيل لأبي شُرَيح: ما قال لك عَمْرو؟ قال: أنا أعلم بذلك منك يا أبا شريح، إن الحَرَم لا يُعيذ عاصيا ولا فَارا بِدَمٍ ولا فارا بخَزْيَة .
وعن جابر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يَحِلُّ لأحَدِكُمْ أنْ يَحْمِلَ بِمَكَّةَ السِّلاحَ" رواه مسلم.
وعن عبد الله بن عَدِيّ بن الحمراء الزهري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، وهو واقف بالحَزْوَرَة في سوق مكة: "واللهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أرْضِ اللهِ، وأحَبُّ أرْضِ اللهِ إلَى اللهِ، ولَوْلا أنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ".
رواه الإمام أحمد، وهذا لفظه، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة. وقال الترمذي: حسن صحيح وكذا صَحَّح من حديث ابن عباس نحوه وروى أحمد عن أبي هريرة، نحوه .
< 2-81 >
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا بِشْر بن آدم ابن بنت أزهر السمان حدثنا أبو عاصم، عن زُرَيق بن مسلم الأعمى مولى بني مخزوم، حدثني زياد بن أبي عياش، عن يحيى بن جَعْدَةَ بن هُبَيْرَة، في قوله تعالى: ( وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ) قال: آمنا من النار.
وفي معنى هذا القول الحديثُ الذي رواه البيهقي: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عَبْدان، أخبرنا أحمد بن عبيد، حدثنا محمد بن سليمان الواسطي، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا ابن المُؤَمَّل، عن ابن مُحَيْصِن، عن عطاء، عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ دَخَلَ الْبَيْتَ دَخَلَ فِي حَسَنةٍ وَخَرَجَ مِنْ سَيِّئَةٍ، وَخَرَجَ مَغْفُورًا له": ثم قال: تفرد به عبد الله بن المؤمل، وليس بقوي .
وقوله: ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا ) هذه آية وُجُوب الحج عند الجمهور. وقيل: بل هي قوله: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ [البقرة:196] والأول أظهر.
وقد وَرَدَت الأحاديثُ المتعددة بأنه أحدُ أركان الإسلام ودعائمه وقواعده، وأجمع المسلمون على ذلك إجماعا ضروريا، وإنما يجب على المكلَّف في العُمْر مَرّة واحدة بالنص والإجماع.
قال الإمام أحمد: حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا الربيع بن مسلم القُرَشيّ، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " أيُّهَا النَّاسُ ، قَدْ فُرِضَ عَلَيْكُمْ الْحَجُّ فَحُجُّوا". فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت، حتى قالها ثلاثًا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَوْ قُلْتُ : نَعَمْ، لَوَجَبَتْ ، وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ ". ثم قال: "ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ ، وإذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ ، وإذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ". ورواه مسلم، عن زُهَير بن حرب، عن يزيد بن هارون، به نحوه .
وقد روى سُفْيان بن حسين، وسليمان بن كثير، وعبد الجليل بن حُمَيد، ومحمد بن أبي حفصة، عن الزهري، عن أبي سنَان الدؤلي -واسمه يزيد بن أمية-عن ابن عباس قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يَأيُّهَا النَّاسُ، إنَّ اللهَ كَتَبَ عَلَيْكُم الحَجَّ". فقام الأقرع بن حابس فقال: يا رسول الله، أفي كل عام؟ قال: "لَوْ قُلْتُهَا، لَوَجَبَتْ، ولَوْ وَجَبَتْ لَمْ تَعْمَلُوا بِهَا، وَلَمْ تَسْتَطِيعُوا أنْ تَعْمَلُوا بِهَا؛ الحَجُّ مَرَّةً، فَمَنْ زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ".
رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجة، والحاكم من حديث الزهري، به. ورواه شريك، عن سِمَاك، عن عِكرمة، عن ابن عباس، بنحوه. وروي من حديث أسامة بن زيد .
< 2-82 >
[و] قال الإمام أحمد: حدثنا منصور بن وَرْدَان، عن علي بن عبد الأعلى، عن أبيه، عن أبي البَخْتَرِيّ، عن علِيّ قال: لما نزلت: ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا ) قالوا: يا رسول الله، في كل عام؟ فسكت، قالوا: يا رسول الله، في كل عام؟ قال: "لا ولَوْ قُلْتُ: نَعَمْ، لَوَجَبَتْ". فأنزل الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ [المائدة:101].
وكذا رواه الترمذي، وابن ماجة، والحاكم، من حديث منصور بن وَرْدان، به: ثم قال الترمذي: حسن غريب. وفيما قال نظر؛ لأن البخاري قال: لم يسمع أبو البَخْتَرِيّ من عليّ .
وقال ابن ماجة: حدثنا محمد بن عبد الله بن نُمَيْر، حدثنا محمد بن أبي عُبَيدة، عن أبيه، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس بن مالك قال: قالوا: يا رسول الله، الحج في كل عام؟ قال: "لَوْ قُلْتُ: نعم، لوجَبَتْ، وَلَوْ وَجَبَتْ لَمْ تَقُومُوا بِهَا، ولَوْ لَمْ تَقُومُوا بِهَا لَعُذِّبتُمْ" .
وفي الصحيحين من حديث ابن جُرَيْج، عن عطاء، عن جابر، عن سُراقة بن مالك قال: يا رسول الله، مُتْعَتنا هذه لعامنا هذا أم للأبد؟ قال: "لا بَلْ لِلأبَدِ". وفي رواية: "بل لأبَد أبَدٍ" .
وفي مسند الإمام أحمد، وسنن أبي داود، من حديث واقد بن أبي واقد الليثي، عن أبيه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنسائه في حجته: "هَذِه ثُمَّ ظُهُورَ الحُصْر" يعني: ثم الزَمْنَ ظُهور الحصر، ولا تخرجن من البيوت.
وأما الاستطاعة فأقسام: تارة يكون الشخص مستطيعا بنفسه، وتارة بغيره، كما هو مقرر في كتب الأحكام.
قال أبو عيسى الترمذي: حدثنا عَبْدُ بن حميد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا إبراهيم بن يزيد قال: سمعت محمَّد بن عَبَّاد بن جعفر يحدث عن ابن عمر قال: قام رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: مَن الحاجّ يا رسول الله؟ قال: "الشَّعثُ التَّفِل" فقام آخر فقال: أيّ الحج أفضل يا رسول الله؟ قال: "العَجُّ والثَّجُّ"، فقام آخر فقال: ما السبيل يا رسول الله ؟ قال: "الزَّادُ والرَّاحِلَة".
< 2-83 >
وهكذا رواه ابن ماجة من حديث إبراهيم بن يزيد وهو الخُوزي. قال الترمذي: ولا نعرفه إلا من حديثه، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه. كذا قال هاهنا. وقال في كتاب الحَجّ: هذا حديث حسن .
[و] لا يشك أن هذا الإسناد رجاله كلهم ثقات سوى الخوزي هذا، وقد تكلموا فيه من أجل هذا الحديث.
لكن قد تابعه غيره، فقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله العامري، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي، عن محمد بن عباد بن جعفر قال: جلست إلى عبد الله بن عمر قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: ما السبيل؟ قال: "الزَّادُ والرِّحْلَة". وكذا رواه ابن مَرْدُويَه من رواية محمد بن عبد الله بن عُبَيد بن عمير، به.
ثم قال ابن أبي حاتم: وقد روي عن ابن عباس، وأنس، والحسن، ومجاهد، وعطاء، وسعيد بن جبير، والربيع بن أنس، وقتادة -نحو ذلك .
وقد روي هذا الحديث من طُرُق أخَر من حديث أنس، وعبد الله بن عباس، وابن مسعود، وعائشة كُلها مرفوعة، ولكن في أسانيدها مقال كما هو مقرر في كتاب الأحكام، والله أعلم.
وقد اعتنى الحافظ أبو بكر بن مَرْدُويه بجمع طرق هذا الحديث. ورواه الحاكم من حديث قَتَادَة عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عن أنس؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن قول الله : ( مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا ) فقيل ما السبيل ؟ قال: "الزَّاد والرَّاحِلَة". ثم قال: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه .
وقال ابن جرير: حدثني يعقوب، حدثنا ابن عُلَيَّة، عن يُونس، عن الحسن قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا ) قالوا: يا رسول الله، ما السبيل؟ قال: "الزَّادُ والرَّاحِلَةُ " .
ورواه وَكِيع في تفسيره، عن سفيان، عن يونس، به.
وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا الثوري، عن إسماعيل -وهو أبو إسرائيل الملائي-عن فُضَيْل -يعني ابن عمرو-عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَعَجَّلُوا < 2-84 > إلى الحَجِّ -يعني الفريضة-فإنَّ أحَدَكُمْ لا يَدْرِي مَا يَعْرضُ لَهُ " .
وقال أحمد أيضًا: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الحسن بن عمرو الفُقَيْمي، عن مِهْرَان بن أبي صفوان عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أرَادَ الحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ".
ورواه أبو داود، عن مسدد، عن أبي معاوية الضرير، به .
وقد روى ابن جُبَير، عن ابن عباس في قوله: ( مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا ) قال: من مَلَك ثلاثمائة دِرْهم فقد استطاع إليه سبيلا.
وعن عِكْرمة مولاه أنه قال: السبيل الصِّحَّة.
وروى وَكِيعُ بن الجَرّاح، عن أبي جَنَاب -يعني الكلبي-عن الضحاك بن مُزاحِم، عن ابن عباس قال: ( مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا ) قال: الزاد والبعير.
وقوله: ( وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ) قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد: أي ومن جَحَد فريضة الحج فقد كفر، والله غني عنه .
وقال سَعيد بن منصور، عن سفيان، عن ابن أبي نَجِيح، عن عِكْرِمة قال: لما نزلت: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ قالت اليهود: فنحن مسلمون. قال الله، عز وجل فاخْصَمْهُمْ فَحَجَّهُمْ -يعني فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللهَ فَرَضَ عَلَى الْمسلمِينَ حَجَّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاع إِلَيْه سَبِيلا" فقالوا: لم يكتب علينا، وأبَوْا أن يحجوا. قال الله: ( وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ) .
وروى ابن أبي نَجيح، عن مجاهد، نَحْوَه.
وقال أبو بكر بن مردويه: حدثنا عبد الله بن جعفر، أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود، أخبرنا مسلم بن إبراهيم وشَاذ بن فياض قالا أخبرنا هلال أبو هاشم الخُراساني، أخبرنا أبو إسحاق الهمداني، عن الحارث، عن علي، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ مَلَكَ زَادًا وَرَاحِلَةً وَلَمْ يَحُجَّ بَيْتَ اللهِ، فَلا يَضُرُّهُ مَاتَ يَهُودِيّا أوْ نَصْرانِيّا، ذَلِكَ بِأنَّ اللهَ قَالَ: ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ) .
ورواه ابن جرير من حديث مسلم بن إبراهيم، به.
وهكذا رواه ابنُ أبي حاتم عن أبي زُرْعة الرازي: حدثنا هلال بن فياض، حدثنا هلال أبو هاشم < 2-85 > الخراساني، فذكره بإسناده مثله. ورواه الترمذي عن محمد بن يحيى القُطَعي، عن مسلم بن إبراهيم، عن هلال بن عبد الله مولى رَبيعة بن عَمْرو بن مسلم الباهلي، به، وقال: [هذا] حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وفي إسناده مقال، وهلال مجهول، والحارث يضعف في الحديث .
وقال البخاري: هلال هذا منكر الحديث. وقال ابن عَدِيّ: هذا الحديث ليس بمحفوظ.
وقد روى أبو بكر الإسماعيلي الحافظ من حديث [أبي] عمرو الأوزاعي، حدثني إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، حدثني عبد الرحمن بن غَنْم أنه سمع عمر بن الخطاب يقول: من أطاق الحج فلم يحج، فسواء عليه يهوديا مات أو نصرانيا.
وهذا إسناد صحيح إلى عمر رضي الله عنه، وروى سَعيد بن منصور في سننه عن الحسن البصري قال: قال عمر بن الخطاب: لقد هممت أن أبعث رجالا إلى هذه الأمصار فينظروا كل من كان له جَدةٌ فلم يحج، فيضربوا عليهم الجِزْية، ما هم بمسلمين. ما هم بمسلمين .

الزاهد الورع
25-11-2005, 10:11 PM
احاديث الترغيب في حج بيت الله الحرام :

دون تعليق

- عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :


( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه )
رواه البخاري

-قال عمرو ابن العاص : ( لما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أبسط يدك فلأبايعك ، فبسط فقبضت يدي فقال : مالك يا عمرو ؟ قلت : أشترط ، قال تشترط ماذا ؟ قلت : أن يغفر لي ، قال :

أما علمت أن الإسلام يهدم ما قبله وأن الهجرة تهدم ما قبلها ، وأن الحج يهدم ما كان قبله )
رواه مسلم .

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة )
متفق عليه

عن هريرة سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( أي العمل أفضل ؟ قال إيمان بالله ورسوله قيل ثم ماذا ؟ قال الجهاد في سبيل الله قيل ثم ماذا ؟ قال حج مبرور ) متفق

عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ( يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد ؟ فقال:

لكِنَّ أفضل الجهاد حج مبرور )
رواه البخاري

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة ) رواه أحمد

عن بريدة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

( النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف )
رواه أحمد بإسناد حسن

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( ثلاثة في ضمان الله عز وجل رجل خرج إلى مسجد من مساجد الله ورجل خرج غازيا في سبيل الله تعالى ورجل خرج حاجاً )
رواه أبو نعيم


عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الذي وقصته راحلته :

( اغسلوه بماء وسدر ، وكفنوه بثوبيه ولا تخمروا رأسه ولا تحنطوه ، فإنه يبعث يوم القيامة ملبياً )
.رواه البخاري

عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله ، دعاهم فأجابوه ، وسألوه فأعطاهم )
رواه ابن ماجة .

الزاهد الورع
04-12-2005, 11:15 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


• ومن شــروط الـحــج الـمـبــــرور :


1- أن لا يكون في حجـه رفـث ( وهـو الجماع ) ولا فسوق :

لقول الله جل وعلا : { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ } .


2- أن يكون المال حلالاً :
فإن الحج بالمال الحرام كالربوي والمكتسب عن طريق بيع المحرمات من دخان ونحوه فإن هذا المال وبال على صاحبه ، وهو من أسباب منع قبول الحج ، كما إنه أيضاً من أسباب منع إجابة الدعاء ومنع القطر من السماء ، وفي صحيح الإمام مسلم من حديث ابن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحديث وفيه : « ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب ، يا رب ، ومطعمه حرام ، وملبسه حرام ، ومشربه حرام، وغذي بالحرام ، فأنى يستجاب له » .
وفي الحديث دليل أيضاً على أن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان كما هو قول أهل السنة قاطبة .
وفيه دليـل على أن الأعمــال من أسبــاب دخــول الجنـــان فقد قــال تعـالى : { جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)} .
665- وعن عـائشـة رضي الله عنهـا قـالت : يا رسول الله ، على النساء جهاد ؟ .
قال : « نعم ، عليهن جهاد لا قتال فيه : الحج والعمرة » .
هذا الخبر رواه الإمام أحـمد في مسنده وابن ماجه في سننه من حديث محمد بن فضيل عـن حبيب ابن أبي عمرة عن عائشة بنت أبي طلحة عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها .
وقال البخاري رحمه الله في صحيحه حدثنا عبدالرحمن بن المبارك قال أخبرنا خالد بن عبدالله الواسطى عن حبيب بن أبي عمرة عن عائشة بنت أبي طلحة عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنهـا قـالت : قـلت للنبي : نـرى الـجهـاد أفضل العمل ، أفــلا نجاهد ؟ قال : « لا لكن أفضل الجهاد حج مبرور » .
- وعــن أنس رضي الله عنه قــال : قيــل : يا رســول الله ، ما السبيل ؟ .
قال : « الزاد والراحلة » .
هذا الحديث رواه الحاكم والدارقطني من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك به .
وقد صححــه الحاكم ، ولكن أعله الإمام ابن عبد الهادي رحـمه الله ، وقال : رفعه وهم ، والصحيح أنه عن قتادة عن الحسن البصري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً ، وهذا هو المحفوظ عند أئمة الحديث وعلماء الجرح والتعديل .
وللحديث شاهد من حديث ابن عمر عند الترمذي ولكن في إسناده إبراهيم بن يزيد الخوزي ، وقد اتفق العلماء على تضعيفه وأجمعوا على أنه متروك الحديث .
وللحديث شواهد من حديث ابن عباس ، وعائشة ، وعبد الله بن عمر ، وابن مسعود ، ولا يصح منها شيء . ولا يخلو كل طريق من متروك أو ضعيف جداً ومن ثم اختلف العلماء رحـمهم الله في تفسير السبيل في قوله تعالى : { وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً } ، فقال جمهور العلماء : السبيل "الزاد والراحلة" فإذا اجتمعا معاً وجب على المسلم الحج ، وهذا قول الإمام أحـمد وأبي حنيفة وجماعة من أهل العلم .
وذهب الإمام مالك رحـمه الله أن هذا على قدر طاقة الناس فقد يجد المرء زاداً وراحلة ولا يقدر على الحج ، ذكر هذا القرطبي رحـمه الله في تفسيره ، عن مالك .
وذهب بعض أهل العلم إلى أن السبيل الزاد و الراحلة و القدرة ، لأن المسلم قد يجد سبيلاً للزاد والراحلة ولكـنه لا يقدر على الركوب ، فحينئذٍ لا يجب عليه الحج كما في قصة الخثعمية . والحديث في الصحيحين .
وتزيد الـمرأة على هذه الأمور الثلاثة أمراً رابعاً وهو وجود المحرم ، فإذا لم تجد الـمرأة محرماً فلا يجب عليها الحج إلى يوم القيامة ، وكذلك لو منعها زوجها فلا يجب عليها الحج حينئذٍ عند جماعة من المحققين ، وقال بعض أهل العلم : لا تطيع زوجها وتحج مع أحد محارمها ، ولو ترتب على ذلك طلاقها ، ولو قيد هذا القول فيما إذا كان الزوج يمنعها من الحج مطلقاً ، أما إذا منعها الزوج من الحج في هذا العام مثلاً فيجب عليها طاعته لأن الحج لا يجب على الفور عند جماعة من المحققين ، فقد فرض الحج في السنة التاسعة ولم يحج النبي صلى الله عليه وسلم إلا في السنة العاشرة فدل هذا أن الحج على التراخي ، وهذه المسألة فيها خلاف بين أهل العلم رحـمهم الله .
والصحيح في تفسير السبيل : أن هذا يختلف باختلاف الناس كما قال الإمام مالك ممن وجد زاداً وراحلة وعنده قوت لأبنائه حتى يرجع وكان قادراً على الحج فيجب عليه الحج حينئذٍ وليس المراد بوجود الراحلة أن تكون مُلكاً له ، إنما المراد تيسير ركوبها والذهاب عليها قيد هذا بعض أهل العلم إذا لم يكن فيها مِنَّـة ، أمّـا إذا كان فيها مِنَّـة فلا يجب عليه الحج


باختصار من كتاب
شرح بلوغ المرام من أدلة
الأحكام
كتاب الحج
إملاء
الشيخ سليمان بن ناصر العلوان
الرابط
http://saaid.net/Warathah/Al-Alwan/6.zip

الزاهد الورع
22-01-2006, 07:09 PM
http://alhibr.jeeran.com/SALAM6.gif


ايها الاخوة الكرام

لقد حصلت على دليل الحاج والمعتمر الذي يوضح كيفية اداء المناسك



و اضعه بين ايديكم في الرابط التالي:



http://alhibr.jeeran.com/istimaaa.gif (http://www.ryadussalihin.org/viewfiles/Hajj.rm)