المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خواطر و نثر النقاش السابع : أقــــلامٌ تهدم ولا تبني



Exodia
11-07-2006, 12:30 PM
السلام عليكم ورحمة الله

لا يخفى على أحد ما يمر به قسم النثر والخواطر وقسم الشعر من حالة نستطيع أن نقول أنها منتشرة في أغلب المنتديات ، ألا وهي المبالغة في المدح والاطراء والابتعاد عن النقد الهادف .
ولأننا مسلمين وددت أن نسلك ما تعلمناه من أساليب رائعه في طريقة الوصول إلى القلوب بأساليب صحيحه وسليمه كالمدح الصادق البعيد عن المجاملة والمبالغة الغير حقيقيه ، وذلك بتقدير الكاتب وشكره فيما كتب وبإظهار المحاسن في كتابته وإبرازها وتشجيع غيره على المضي بنفس الأسلوب , وليس بالمبالغة في المدح والاطراء والتفنن في طريقة المدح ، أو تسخير الأقلام فقط للمدح المبالغ فيه وأجزم أن بعض من يستخدموا هذا الطريق لم يقرأ الموضوع بل اقتبس اسم كاتب/ه الخاطرة أو كاتب/ه الشعر وبدأ في البحث عن أجمل العبارات ( أنت من عالمٍ آخر أنت رائع واسمك في سماء الشعر يتلألأ ............ ) ، وبعد ذلك يأتي صاحب الموضوع ليرد على جميع الأعضاء وعندما يصل للعضو الذي مدحه نجد أن نرده تغير قليلاً ( بل أنت من ألجمت قلمي ، وأنت وأنت وأنت ...... ) ..
أريد أن أوضح أن المدح ليس مذموماً لو أعطي لصاحب الموضوع حقه دون مبالغه وإطراء زائف ، لأن هذه الطريقه تجعل وللأسف الكاتب يصل إلى مرحلة ٍ من الكبر وإلى مرحلة ٍ لا ينجز فيها إلا لسماع هذه العبارات وإلى حسد ٍ وغِيره ، وكذلك من يمدح الكاتب بهذه الطريقه الزائده عن المعقول يغرس فيه نفسه الكذب والافساد لضميره وقد تكون أهدافه شخصيه لا تمت لكتابة الكاتب بشيء ...
ولعلي أذكر أحد السلف عندما مُدح فاحمر وجهه ونفض يده في وجه السائل وقال مغضباً : أءله مع الله؟! أي لا يستحق التعظيم والتقديس إلا الله ...

أنتظر ارائكم

أطيب الأمنيات

Sander
11-07-2006, 12:57 PM
السلام عليكم

موضوع يستحق النقاش فعلا ً ..

لا بأس من مجاملة لكن المبالغة فيها غير محبذه ابدا ً ...
تعجبني الصراحة لا الوقاحة ،

صديقك من يخبرك بأخطاءك لتغيرها و ليس من يخدعك بكلمات المديح ليجعل منك ذلك المغرور المخدوع بالكلم المزيف ،،

برأيي كل شخص و هدفه من وراء إضافة التعليق /
البعض فعلا ً يهدف لمساعدتك و الإرتقاء بأسلوبك ، هذا النوع يكتب بصراحة و واقعية ، يفيدك بملاحظاته بحق ،
على العكس البعض يكتفي بالبحث عن تشبيهات و عبارات معسولة لا غاية منها سوى "التملق" .. أو ربما كسب علاقة لمنفعة شخصية...<؟>

صحيح أقلام تهدم و لا تبي ... اما غافلة أو ماكرة و احيانا ً متكاسلة ..

أشكرك على طرحك ، سلمت يداك

رابعة العدوية
12-07-2006, 01:13 AM
السلام عليكم
الاخ اكسوديا
فعلا موضوع يستحق المناقشة
برأي ان هذه الموجة لديها سببان
الاول
ان البعض لا يتحمل النقد مهما كان صغيرا لكتابة يعتقد انها خالية من الاخطاء سواء الاملائية او القواعدية فيرد على النقد بعبارات قاسية او ربما يترك المنتدى بكامله لمجرد ان احدهم نقدة
والحل بسيط جدا
اما ان يتعود مثل هذا الشخص على الانتقاد فيتقبل النقد واما ان يتوفر بكل منتدى شخص يقوم بهذه الوظيفة اي النقد بحيث يعرف رواد المنتدى ان هناك من يقوم بتوجيه كتاباتهم الوجه الصحيحة ونحو المنحى الاصح
وعلى الرغم من ان هذا الناقد قد يخطء ولكن كما هو معروف ان غربلة الاثر الادبي لا تخلو من النقص ما دام المعيار الذاتي مرجعها
اما السبب الثاني فهو نتاج للعلة الاولى
فان من الناس من لا يستطيع تحمل ان يتم الرد على نقدة بكلمة قد تكون جارحة فيلجىء الى المدح حتى لو كان متملقا لينأى بنفسة ان يكون موضع اخد ورد !
طبعا هذا رأي الشخصي
وارى ان اي انسان ينتقدني هو فقط من اجاد قراءتي فعلا !
اشكرك اخي على الموضوع
وتحياتي

جِهَاد و كَفَى
12-07-2006, 09:32 AM
سلامٌ عليكم ..

أخي الفاضل .. بالفعل نقطة تستحق الوقوف لديها طويلًا

كما قالت رابعة بالفعل البعض لا يقبل النقد و كما حدث مثلًا مع عبدالرحمن شكري الذي جعله النقد يتوقف عن الكتابة ..

لكننا بذات الوقت لا ندعوا إلا هذا النقد الجارح فللنقد آداب ..

و سأحاول اليوم الاقتباس من بعض الكتب النقدية و عسى عن يكون ذلك منهجًا لنا في ردودنا و نقدنا للآخرين

فيض تحية

رابعة العدوية
13-07-2006, 03:47 AM
السلام عليكم !
اليوم وانا اتأمل اكتشفت اني في ردي اغفلت سببا من الاسباب
الا وهو
ان ليس لدى الجميع قدرة على النقد
ولكن المديح ملكة طبيعية بالانسان تفرضه عليه القيود الاجتماعية فهو مضطر دوما الى ان يجامل ويمدح حتى اصبح سلوكه هذا نمطا عما له يصعب تغيره
النقد ايها السادة ملكة تحتاج الى بناء وتدريب وتذوق للاثر الادبي وهي ملكة تكتسب بالمران
تحيتي للجميع

جِهَاد و كَفَى
13-07-2006, 11:56 AM
فيما كنت أقرأ ..

قرأت قصة مشرفة بخصوص النقد

أحتكم مرة امرئ القيس و غريمه الشاعر علقمة بن عبدة إلى زوجة امرئ القيس عن أيهما أوصف للفرس فقضت السيدة لعلقمة معللة بذلك تعليلًا رائعًا..
فقالت لزوجها : علقمة أشعر منك ، قال : كيف ذلك؟
قالت لأنك قلت:

فللسوط ألهوب و للساق درة × و للزجر منه وقع أخرج مهذب

فجهدت فرسك بسوطك في زجرك ، و مريته فأتبعته بساقك ..

أما علقمة فقال :

فعفى على آثارهن بحاصب × و غيبة شؤبوب من السد ملهب
فأدركهن ثانيًا من عنانه × يمر كمر الرائح المتلحب

فوصف الفرس بأنه أدرك الطريدة ثانيًا من عنانه لم يضربه سوط و لم يتعبه

________

حين يكون النقد حتى على أقرب الناس:biggthump

Exodia
13-07-2006, 01:01 PM
السلام عليكم


وعليكم السلام



موضوع يستحق النقاش فعلا ً ..


لا بأس من مجاملة لكن المبالغة فيها غير محبذه ابدا ً ...




تعجبني الصراحة لا الوقاحة ،




المبالغه في المدح تصدم بعض الكتاب المتميزين الذين يبحثوا عن أهدافاً لمواضيعهم لا أهداف شخصيه لهم ...




صديقك من يخبرك بأخطاءك لتغيرها و ليس من يخدعك بكلمات المديح ليجعل منك ذلك المغرور المخدوع بالكلم المزيف ،،


صدقت أخي ....
فالصديق من صدقك وساعدك على تجاوز هفواتك وأخطائك ...




برأيي كل شخص و هدفه من وراء إضافة التعليق /
البعض فعلا ً يهدف لمساعدتك و الإرتقاء بأسلوبك ، هذا النوع يكتب بصراحة و واقعية ، يفيدك بملاحظاته بحق ،
على العكس البعض يكتفي بالبحث عن تشبيهات و عبارات معسولة لا غاية منها سوى "التملق" .. أو ربما كسب علاقة لمنفعة شخصية...<؟>


نتمنى أن يكون الأغلب من الأعضاء هم من يردوا ليفيدوا وليستفيدوا ..



صحيح أقلام تهدم و لا تبي ... اما غافلة أو ماكرة و احيانا ً متكاسلة ..

أشكرك على طرحك ، سلمت يداك


العفو أخي Sander وشكراً لمشاركتك الرائعه معنا

Exodia
13-07-2006, 01:22 PM
السلام عليكم

وعليكم السلام



الاخ اكسوديا
فعلا موضوع يستحق المناقشة
برأي ان هذه الموجة لديها سببان
الاول
ان البعض لا يتحمل النقد مهما كان صغيرا لكتابة يعتقد انها خالية من الاخطاء سواء الاملائية او القواعدية فيرد على النقد بعبارات قاسية او ربما يترك المنتدى بكامله لمجرد ان احدهم نقدة
والحل بسيط جدا
اما ان يتعود مثل هذا الشخص على الانتقاد فيتقبل النقد واما ان يتوفر بكل منتدى شخص يقوم بهذه الوظيفة اي النقد بحيث يعرف رواد المنتدى ان هناك من يقوم بتوجيه كتاباتهم الوجه الصحيحة ونحو المنحى الاصح
وعلى الرغم من ان هذا الناقد قد يخطء ولكن كما هو معروف ان غربلة الاثر الادبي لا تخلو من النقص ما دام المعيار الذاتي مرجعها
اما السبب الثاني فهو نتاج للعلة الاولى
فان من الناس من لا يستطيع تحمل ان يتم الرد على نقدة بكلمة قد تكون جارحة فيلجىء الى المدح حتى لو كان متملقا لينأى بنفسة ان يكون موضع اخد ورد !
طبعا هذا رأي الشخصي
وارى ان اي انسان ينتقدني هو فقط من اجاد قراءتي فعلا !
اشكرك اخي على الموضوع
وتحياتي

من لا يتقبل النقد قد يحمل في قلبه شيء من الكبر ، فمن منا لا يخطاً ومن منا يصيب دوماً !!!!
ومن أراد الرقي لقلمه والتوجه للأفضل فعليه البحث عن من ينتقد كتاباته ويوجهه للأفضل لا أن يتجنب ذلك ...
ذكرتي نقطه مهمه أختي رابعه العدويه أشكرك عليها ....
شكراً لك ولحضورك ...

سلمتي

Exodia
15-07-2006, 11:58 AM
سلامٌ عليكم ..



وعليكم السلام



أخي الفاضل .. بالفعل نقطة تستحق الوقوف لديها طويلًا

كما قالت رابعة بالفعل البعض لا يقبل النقد و كما حدث مثلًا مع عبدالرحمن شكري الذي جعله النقد يتوقف عن الكتابة ..

لكننا بذات الوقت لا ندعوا إلا هذا النقد الجارح فللنقد آداب ..

و سأحاول اليوم الاقتباس من بعض الكتب النقدية و عسى عن يكون ذلك منهجًا لنا في ردودنا و نقدنا للآخرين


فيض تحية


بالتأكيد أن النقد الجارح لن يفيد بل يجلب المضرة والإحباط ، وكم رأينا من هذه الأقلام الجارحه وفي الغالب لها اهدافها الخارجه عن البحث عن تطوير الكاتب أو تحفيزه ...

شكارً لمشاركتك أختي جهاد ..

أطيب الأمنيات

Exodia
15-07-2006, 12:06 PM
السلام عليكم !

وعليكم السلام



اليوم وانا اتأمل اكتشفت اني في ردي اغفلت سببا من الاسباب
الا وهو
ان ليس لدى الجميع قدرة على النقد
ولكن المديح ملكة طبيعية بالانسان تفرضه عليه القيود الاجتماعية فهو مضطر دوما الى ان يجامل ويمدح حتى اصبح سلوكه هذا نمطا عما له يصعب تغيره
النقد ايها السادة ملكة تحتاج الى بناء وتدريب وتذوق للاثر الادبي وهي ملكة تكتسب بالمران
تحيتي للجميع

نعم أختي ، ولو أخذنا بالأسهل هل يكون الانتقاد أم المدح ؟
فسنرى المدح أسهل للنفس وأسرع ...
ولهذا نرى أن عدد المنتقدين قليلٌ جداً مقارنةً بمن يتخذون المدح طريقاً لهم ...

شكراً لإضافتك أختي رابعة العدوية

أرق التحايا

Exodia
15-07-2006, 12:09 PM
فيما كنت أقرأ ..


قرأت قصة مشرفة بخصوص النقد

أحتكم مرة امرئ القيس و غريمه الشاعر علقمة بن عبدة إلى زوجة امرئ القيس عن أيهما أوصف للفرس فقضت السيدة لعلقمة معللة بذلك تعليلًا رائعًا..
فقالت لزوجها : علقمة أشعر منك ، قال : كيف ذلك؟
قالت لأنك قلت:

فللسوط ألهوب و للساق درة × و للزجر منه وقع أخرج مهذب

فجهدت فرسك بسوطك في زجرك ، و مريته فأتبعته بساقك ..

أما علقمة فقال :

فعفى على آثارهن بحاصب × و غيبة شؤبوب من السد ملهب
فأدركهن ثانيًا من عنانه × يمر كمر الرائح المتلحب

فوصف الفرس بأنه أدرك الطريدة ثانيًا من عنانه لم يضربه سوط و لم يتعبه

________

حين يكون النقد حتى على أقرب الناس:biggthump



رائعه :biggthump

سأبحث عن قصص ٍ أخرى عن النقد وإن وجدت إن شاء الله سأضيفها هنا ...

شكراً لك أختي جهاد على الإضافه ...

أطيب الأمنيات

رابعة العدوية
15-07-2006, 11:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا للجميع
بصراحة اعرف القصة التي اوردتها جهاد وكفى
لكن ترددت في اضافة المزيد
لان هذه القصة هي مثال للعفوية في نقد الشعر عند الجاهليين حيث كان النقد يقوم على ذوق الشاعر وعلى اذواق المستمعيت
ومثال ذلك ان النابغة الذبياني نظم ذات يوم قصيدة مطلعها
من ال مية رائح ,,,,
وقد جعل قافية بيته مكسورة
ولكن في منتصف القصيدة تقريبا ورد البيت التالي

زعم البوارح ان رحلتنا غدا وبذاك خبرنا الغراب الاسودُ
مغيرا حركة الدال من الكسرة الى الضمة وهو ما يعرف بالاقواء
فدس الناس قينه تغني وتمد صوتها بنهاية كل بيت فتنبه وغير البيت الى
زعم البوراح ان رحلتنا غدا وبذاك تنعاب الغراب الاسودِ
وهكذا عاد البيت واستقام
والامثلة على ذلك كثير
وبامكاني ايرادها لكم لكن اود الاستفسار اولا هل سيدور النقاش على هذا النوع من النقد ام على النقد المنهجي كنقد العصر الاموي والعباسي ومدارس النقد المختلفة ؟
تحيتي وارجو الاجابة

احلامو ادوماتو
16-07-2006, 08:31 AM
اممممممممممم

كبداية بيزنطية للمشاركتي :silly: الابداع لا يقيد!

برأيي المتواضع لا يمكنني النقد الجاد، لكن أستطيع إعطاء رأيي الصريح دون مواربة لكن الخوف من فهم طرف الكاتبـ\ـة إنه هجوم أو تزلف !

فلذلك أفضل المشاركة في المواضيع التي تعجبني؛ أو المواضيع التي أود أوضح فيها نقطة معينة لدى الكاتب للقراء ..

وأضرب عن المشاركة أحياناً خوفاً من عدم إعطاء الموضوع حقه!

أحب أن أعتبر مشاركتي في موضوع ما للقارئ الموضوع لا لكاتبه؛ لأني من الذين يقرؤون المواضيع ولا يغفلون الردود حقها ويغيظني حقيقة رؤية ردود من نوع "شكراً" و "يعطيك العافية" فهي ردود لم تقدم لي شيئاً كقارئ !

لذلك أحرص على الاقتباس؛ توضيحاً لمن بعدي لا أكثر وتوضيحاً لأكثر ما اجتذبني أو لفكرة جذبتني ، إلقاء الضوء على بعض النقاط المهمة "بنظري" ولن تتعدى رأيي الخاص بطبيعة الحال..

لا نغفل التشجيع حقه؛ فهناك من يكتبون أشياء سيئة لكن معاونتهم وتشجيعهم للكتابة وتوضيح بعض الأشياء هنا وهناك أو حثهم على القراءة لأشخاص ما لكن الخوف من إتهامات إدعاء الوصاية أو الأفضلية مخيف حقيقة ..

هذا ما وددت قوله وشكرا ^^

دمتم جميعاً ^^

جِهَاد و كَفَى
17-07-2006, 10:00 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا للجميع
بصراحة اعرف القصة التي اوردتها جهاد وكفى
لكن ترددت في اضافة المزيد
لان هذه القصة هي مثال للعفوية في نقد الشعر عند الجاهليين حيث كان النقد يقوم على ذوق الشاعر وعلى اذواق المستمعيت
ومثال ذلك ان النابغة الذبياني نظم ذات يوم قصيدة مطلعها
من ال مية رائح ,,,,
وقد جعل قافية بيته مكسورة
ولكن في منتصف القصيدة تقريبا ورد البيت التالي


زعم البوارح ان رحلتنا غدا وبذاك خبرنا الغراب الاسودُ

مغيرا حركة الدال من الكسرة الى الضمة وهو ما يعرف بالاقواء
فدس الناس قينه تغني وتمد صوتها بنهاية كل بيت فتنبه وغير البيت الى
زعم البوراح ان رحلتنا غدا وبذاك تنعاب الغراب الاسودِ
وهكذا عاد البيت واستقام
والامثلة على ذلك كثير
وبامكاني ايرادها لكم لكن اود الاستفسار اولا هل سيدور النقاش على هذا النوع من النقد ام على النقد المنهجي كنقد العصر الاموي والعباسي ومدارس النقد المختلفة ؟

تحيتي وارجو الاجابة




سيدتي في غالبه هو عن حالة النقد بصفة عامة و التركيز سيكون على النقد الحديث لأنه أحدث تطوير للنقد

فيض تحية

جِهَاد و كَفَى
17-07-2006, 10:33 AM
سلامٌ عليكم ..

حاولت أن أجمع ما استطعت لمباديء النقد ..

و في البداية أنوه أن النقد للأعمال الأدبية النثرية يقترب كثيرًا من الشعرية .. و ذلك لأن النثر الأدبي هو تطور للشعر نفسه و هناك البعض ممن يجعلونه كالقصائد ..

في مقاييس النقد العربي القديم جعله مقسمًا لهذه الأنواع :

1- مقاييس شعرية تقليدية كما نقد الآمدي أبا تمام بأنه لم يصف المرأة بما درج عليه الشعراء السابقون من ضمور الخصر و روي الأطراف ..

2- مقاييس لغوية و يراد بها عدم الدقة في استعمال اللغة أو الخروج عن نهج الماضين في صوغ العبارات .. كما نقدوا أبا تمام قوله (( لا أنت أنت و لا الديار ديار)) بحجة أن هذا القول من قول العوام و عبوا قوله أيضًا
قد كنت معمورًا بأحسن ساكن × ثاو بأحسن دمنة ورسوم
لأن الديار لا تصبح رسومًا و ساكنها ثاو فيها

3- مقاييس بيانية و تتصل بالاستعارات و التشبيهات التي تكون الصور و تبني الخيال المؤلف و مقياس الجودة فيه و القرب و عدم الإغراب و صدق الدلالة و في ذلك عابوا على أبي تمام قوله
لا تسقني ماء الملام فإنني × صبّ قد استعذبت ماء بكائي
لجعله الملام ماء
و أيضًا في قوله
بليت بلى الأطلال إن لم أقف بها × وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمه
وذلك لأنه أراد المبالغة في الوقوف فبالغ في تقصيره

4- مقاييس إنسانية و هي التي ينتزعها النقاد من طبائع النفوس فيقبلون من أقوال الشعراء ما يلائمها و يرفضون ما ينافيها و لذلك عابوا على أبي تمام قوله
دعا شوقه يا ناصر الشوق دعوة × فلباه طل الدمع يجري ووابله
إذ أن الدمع لا يقوي الشوق بل يشفي منه ..

5- مقاييس عقلية و مردها الثقافة العامة و التجارب العامة و اليومية فعابوا على أبي تمام قوله
تعجب أن ترى جسمي نحيفًا × كأن المجد يدرك بالصراع
فالصراع ليس من النحالة و الجسامة في شيء و لو أنه قال كأن المجد يدرك بالجسامة لأصاب ..

..

أترككم مع هذا الآن و بعدها أنتقل للمذهب النقدي الأوروبي بتصنيفاته الزمنية و الاتجاهية

رابعة العدوية
17-07-2006, 09:48 PM
عزيزتي جهاد وكفى مشكورة للمعلومات !
لكن لدي تعليق عليها !

اولا :

بليت بلى الأطلال إن لم أقف بها &#215; وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمه

يرى بعض النقاد وخصوصا العباسيين ان هذا البيت يعد من الصور الخاصة والمعاني الخاصه والتي لا يجيد الاتيان بها الا الشاعر وذلك بعض طول تفكر وتدبر واعمال فكر للحصول عليه !


مقاييس إنسانية و هي التي ينتزعها النقاد من طبائع النفوس فيقبلون من أقوال الشعراء ما يلائمها و يرفضون ما ينافيها
المقاييس الانسانية ولو اني لم ارها ترد معي خلال دراستي للنقد العربي للقدماء لكن اود ان اذكر المقاييس الانسانية كما فصلها ميخائيل نعيمة في كتابه الغربال يقول
"والمقاييس التي يجب ان يحدد بها النقد يجب ان تكون مقاييس خالده لا تتغير باختلاف الزمان والمكان الا وهي الحاجات الانسانية فهي حاجات ثابته لا تختلف باختلاف العصور والبشر وقد قسمها الى
1-حاجتنا الى الحقيقة وما من شيء نهتدي به سوى حقيقة ما في انفسنا وما حولنا من حقائق الكون
2-حاجتنا الى الجميل في كل شيء ففي النفس عطش لا ينطفىء للجمال ونحن وان اختلفت مقاييسنا في اعتبار ما هو جميل وما هو قبيح فان في العالم ما لا يختلف فيه اثنان على جماله
3-حاجتنا الى الموسيقى ففي النفس ميل عجيب للاصوات تأنس لخريرالماء وفحيح الاوراق وغناء العصفور وتترفع عن كل قبيح من الصوت !
4-حاجتنا الى التعبير عن كل ما ينتابنا من مشاعر من حب والم وكره ولذة وما يتراوح بين اعلاها وادناها !


مقاييس لغوية و يراد بها عدم الدقة في استعمال اللغة أو الخروج عن نهج الماضين في صوغ العبارات
فيشترطون على الشاعر صحة المعنى واستقامته وعدم خروجة عن المعنى الصحيح
فانت ان نظرت في قول بشار بن برد
ربابةة ربة البيت تصب الخل في الزيت
لها عشر دجاجات وديك حسن الصوت
وجدته معنى سخيفا لا يقبلة العقل !


و في البداية أنوه أن النقد للأعمال الأدبية النثرية يقترب كثيرًا من الشعرية .. و ذلك لأن النثر الأدبي هو تطور للشعر نفسه و هناك البعض ممن يجعلونه كالقصائد ..


اختلف معاك في هذه النقطة !
خصوصا اننا هنا نتحدث عن النثر القديم حيث تم اهمال كل ما يتعلق بالنثر لصالح الشعر فمثلا لا تجدين من يتكلم عن السرقة النثرية بينما تجدين النقاد يولون الاهتمام للسرقات الشعرية !
تحياتي اختي هذا ما استطعت ان اتذكرة فاعذروني جميعا ! على خيانه ذاكرتي ولي بالتاكيد عودة!
واعذروني اكثر على ضعف العبارات في بعض الاحيان!
تحياتي

Classic Evil
21-07-2006, 02:08 PM
أخي الكريم إكسوديا :
أرى أن المدح ليس له داع, وأننا محتاجون حقيقة للنقد البناء, فبالنقد يتبين للكاتب صحيح مكتوبه من سقيمه, وأين أخطأ كي لا يكرر هذا الخطأ, و يجب على من ينشر ما يكتب, أن يفكر أول ما يفكر فيه هو البحث عن النقد, فإذا كان همه إرضاء هذا ونيل استحسان هذه, فهذه معززات تتلاشى مثل السراب, وتنقشع انقشاع الضباب, و السعيد من وُعِظ بغيره.

Exodia
22-07-2006, 08:42 AM
أخي الكريم إكسوديا :
أرى أن المدح ليس له داع, وأننا محتاجون حقيقة للنقد البناء, فبالنقد يتبين للكاتب صحيح مكتوبه من سقيمه, وأين أخطأ كي لا يكرر هذا الخطأ, و يجب على من ينشر ما يكتب, أن يفكر أول ما يفكر فيه هو البحث عن النقد, فإذا كان همه إرضاء هذا ونيل استحسان هذه, فهذه معززات تتلاشى مثل السراب, وتنقشع انقشاع الضباب, و السعيد من وُعِظ بغيره.

أهلاً بك أخي evilneverdie

أرى أن المدح ليس خطأً لو أعطى لصاحبه على قدر جهده وتعبه ودون مبالغه ، فالثناء ليس مذموماً كما ذكرت في أول رد ٍ

أريد أن أوضح أن المدح ليس مذموماً لو أعطي لصاحب الموضوع حقه دون مبالغه وإطراء زائف

فلا يمكن أن نغفل جهد الكاتب ، ولن نغفل أيضاً النقد البناء ، فكلاهما ( النقد والثناء الحسن ) مكملان لبعضهما لنصل إلى الهدف المرجو ..

أطيب الأمنيات

جِهَاد و كَفَى
24-07-2006, 04:55 PM
في البداية .. اعتذاراتي الحارة للتأخر لكني أعود ..

منهج النقد الأوروبي بالتأكيد يتعدد و البداية كانت مع الاتجاه الكلاسيكي في النقد

و قد استخلص النقاد الكلاسكيون مجموعة من القيم و التقاليد و المقاييس والأطر و الأنواع الفنية من واقع الأدبين الرائدين اليوناني و الروماني ..

مشكلة النقد الكلاسيكي هنا أنه مكبل بقيود صارمة سلبت الأدب تفجرات الإبداع و الابتكار فلم يكن الناقد ينقد القطعة الأدبية بقيمتها الذاتية بل بما تمليه القوانين لنقدها فكان ذلك يلغي شخصية الناقد و يعطل مقدرته النقدية الخاصة ..

و أيضًا من عيوبه أنه غالى في تمجيد التقاليد النقدية الرومانية و اليونانية .. فنجد أحدهم يقول " إن قوانين القديم - و قد استكشفت و لم تنشأ إنشاء- لهي الطبيعة تفسها و لكنها الطبيعة يحدها النظام و يضبطها المنهج و القيد فإن الطبيعة - شأنها شأن الحرية- يحدها و تضبطها قوانين قد رسمتها هي بنفسها لنفسها و إذن فيجب أن نقدر قوانين القدماء حق قدرها فإن تقليد الطبيعة ليس إلا أن نقلدهم "

بالمناسبة ظاهرة متفشية عندنا في القسم :boggled: فبدل النقد الخاص المنتهج بذاتية سنجد التقليد في النقد الردودي واحد لا يتعدى جانب التشجيع ..

بإمكاننا أن نلخص أساسيات النقد الكلاسيكي بذلك :

1- استيحاء القديم من الأدبين اليوناني و الروماني و الاستجابة لتقاليد و تقنيات هذه الآداب شكلًا و مضمونًا ..

2- الصدور عن عقلانية حكيمة و القصد إلى الاعتدال و الوضوح و تناول الحقائق العامة -و ليس عوالم الذوات المفردة- و قد نشأ عن ذلك أن الأدب الكلاسيكي أصبح أدبًا موضوعيًا ..

3- المبالغة في الاهتمام بالصنعة و تجويد الصياغة و ترسيخ دعائم الأسلوب أي الخضوع الكامل لقواعد اللغة و أصولها بلا تمرد و لا خروج

4- الإكباب على رصد الواقع المادي و الحياتي المعاش دون تطلع إلى آفاق الروح

5- الإغراق في اللجوء برحائب المدينة بكل ما في المدينة من قيود و مواضعات و الابتعاد عن الطبيعة المليئة بالأسرار و الانطلاقات

6- الجري على قاعدة فصل الأجناس الأدبية عن بعضها البعض و تحديد كل جنس عن الآخر


..

إلى هنا انتهى النقد الكلاسيكي ..

و عسى أن استطيع إدراج الرومانسي الآن و البرناسي

Exodia
25-07-2006, 10:27 AM
السلام عليكم

أعتذر كثيراً عن تأخري للتواجد هنا ...

وأحببت أن أشارككم بما وجدته اليوم ...

النقد الأدبي و مذاهبه

تعريف:

يعرف النقد الأدبي على أنه دراسة للأعمال الأدبية و الفنية، تحليلها و مقارنتها بأعمال أخرى مشابه لها، وإخضاعها لمعايير القوة والضعف، الجمال والقبح و من ثم الحكم على قيمتها و درجتها .

فالنقد إذن هو:- تقييم للنصوص الأدبية والأعمال الفنية و تقدير قيمتها بنفسها و درجتها مقارنة مع غيرها.

لمحة تاريخية:

تاريخ النقد موغل في القدم، ترجع باكورتها الى العهد اليوناني، فقد كان تقييم الآثار قائما على الأذواق الفطرية، لعدم وجود أسس نقدية ثابتة يبني عليها النقاد أحكامهم، و كان تدوين الإلياذة والأوديسة أوّل البذور لأيجاد هيكل للنقد والدراسة.
ثم في عهد متقدم من تطور الشعر التمثيلي في أثينا قفز النقد قفزته النوعية الأولى، حيث شكل موضوع الشعر التمثيلي في نقد الحياة أداة أتاحت للنقاد تناول اللآداب والفنون بنظرة أشمل وأعمق. ثم تميزت في القرن الخامس والسادس ق.م. حركة فلسفية أعلنت ثورة الشك على الأفكار المتوارثة من الوثنية، فبدأ الفلاسفة بتفنيد الفكر السابق و احتدم الجدل فيما بينها،، وظهرت حركة التجديد في الأدب و خاصة أدب المآسي. و ألفت قصص تهدم المذاهب السابقة و تنقدها، واشتهرت منها قصة الضفادع لارستوفان سنة 406 ق.م. و تشبه الى حد ما رسالة الغفران لأبي العلاء المعري. ثم أزدهر عند اليونانيين النقد الفلسفي الذي اعتمدت عليه آداب اليونان والرومان وانتقل للأدب العربي القديم والأوروبي الحديث.

النقد عند العرب:

كان للنقد عند العرب حظا وافراً في ملاحظات الشعراء التي اعتمدت على الفطرة السليمة والذوق المتطور، و ازدهر في الأسواق الأدبية كسوق عكاظ، فتناولوا نقد اللفظ والمعنى المبني على انفعال وانسياب العاطفة، دون وجود مبادئ و معايير محددة. ثم تطور النقد في عهد جرير والأخطل و الفرزدق و شعراء الغزل من البادية والحضر كجميل بثينة و كثير عزة و نصيب وابن أبي ربيعة. و بالأضافة الى فنونهم ظهر نقد نحوي قاده النحاة من علماء البصرة و الكوفة، اعتمد على تحليل العلاقة بين النحو واللغة والعروض. و في القرن الرابع بلغت حركة الشعر ذروتها و بلغ النقد القديم تطوراً عظيما في غايته و شموليته و عمقه، و تميز بخلوه من الآراء الفلسفية. و ذلك لارتقائه وتفرده بطائفة النقاد الأدباء و تطور الذوق عندهم الى درجة رفيعة، فكان نقدهم عميقا واسع الأفق، امتاز بتحليل مختلف الظواهر الأدبية و الحكم عليها بإعادتها الى جذورها. وفي هذه الحقبة اشتهرت مؤلفات نقدية قيمة، منها:
أخبار ابي تمام للأصولي، و الموازنة بين الطائيين للآمدي، و الوساطة بين المتنبي و خصومه القاضي الجرجاني، و العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده لأبن رشيق القيرواني، والمثل السائر في أدب الكاتب والشاعر لأبن الأثير.

النقد الأدبي في العصر الحديث:


يتبع: النقد الأدبي المعاصرو مذاهبه:

النقد الأدبي المعاصر

تميز النقد الأدبي المعاصر بتعدد قضاياه و سعة مداه، و كان له اتجاهات عدّة، نذكر منها أربعة كما يلي:

أولاً: الاتجاه الفني

يركز الاتجاه الفني في النقد الأدبي على تحليل النص من حيث تركيبته الفنية، و باقي العناصر كالتاريخية و النفسية تخدم الغرض الرئيس كعوامل مساعدة فقط.
يعدّ الأتجاه الفني ركيزة لا يمكن للاتجاهات الأخرى الاستغناء عنه، و لا يكون لدراسة الأدب معنى إذا افتقر للتقييم الفني، و تتحول الدراسة بانعدامه إلى وثيقة ربما يطغى عليها الصفة الاجتماعية أو النفسية أو اللغوية أو الفكرية؛ و لهذا كان لهذا الاتجاه أهمية كبرى في إضفاء الصبغة الفنية المؤسسة على النص موضوع الدراسة.
و يؤخذ على الاتجاه الفني، تركيزه على العوامل الجمالية الفنية، مما يحرف الدراسة عن تقييم المضمون؛ فنرى بعض النقاد يرفعون من قدر النص و يكون فيه الكثير من الإجحاف على القيم الاجتماعية والدينية والمبادئ والأعراف، و دعواهم أنه يقيم الجانب الفنّي فقط، فيكون أداة لنشر السلبية. و ممن اعتدوا بالجانب الفنّي عباس محمود العقاد و زكي مبارك و يحيى حقي و غيرهم.

وهناك العديد من المظاهر التي تتعلق بنقد الأدب العربي، و تنحصر أغلبها في نقد لفظي أو معنوي أو موضوعي، ويطوي النقد اللفظي ما يتعلق باللغوي والنحوي والعروضي و البلاغي.
و من المعنوي ما يتعلق بإبتكار المعاني وتعميقها و توليدها وتوليفها بالخيال، في لوحة فنية، تبين العاطفة صادقة هي أم مصطنعة
أما الموضوعي فمجالاته لا حصر لها تليق بكل مقام و مقال.
و في عصرنا الراهن، تتميز درجتين للنقد:

أولاً: الدرجة السريعة
موضوعها النصوص الأدبية التي تنتشر في الصحف والمجلات، و تمتاز بأنها وصفية تعتمد على ملاحظات سريعة، طبقاً لروح العصر،( و أضيف إليها المشاركات الجادة فيما ينشر في المنتديات الأدبية) ، تعين القارئ في معرفة ما هو جاد من الكتب أو الآثار الأدبية الأخرى.

ثانياً: الدرجة المتأنية
و هي أعمق من الأولى، و أبقى إذا امتازت بالجدية بهدف الرقي و نشر المفيد بين القراء، و تعتمد على التحليل العميق و الثقافة الواسعة، والتفكير السديد والمقارنة الشاملة، و تنتج خلاصة واضحة للأعمال الأدبية، و يكمل ما ينصها و يفتح مجالات أخرى للبحث والتحليل المتعلق بالموضوع ذاته.

شروط الناقد
بني النقد الأدبي على أعمدة و أسس علمية، و أطلق عليها اصطلاحا، الشروط التي يجب أن تتوفر في الناقد:

1- الذكاء والخبرة: و هي قاعدة عريضة، تشمل إلمام الناقد بمعرفة أدبية شاملة للنص الفني، ثم بما يتعلق به من فنون وموضوعات أخرى. فالنقد لا تحكم قضاياه إلا إذا حكم الناقد مقاييسه الخاصة، واستعان بالمقارنة بمقاييس الفنون الأخرى، و يجب أن يكون الناقد ملماً بعصر الأديب و مستواه و سيرته.

2-المشاركة الوجدانية و تسمى بالتعاطف: فالناقد يجب أن يكون لديه القدرة على النفاذ إلى عقلية الأديب و عاطفته، و يتم تطبيق تبادل المواقف أي أن الناقد يضع نفسه في زاوية الأديب ويتقمس مواقفهم نحو التجارب التي تجود بها قرائحهم والفنون التي يبدعونها، ليرى بعينه و بصيرته ما رأته أعينهم، و يسمع بأذنه موسيقاهم و شجونهم، كي يدرك ما تاقت أرواحم للوصول إليه. فيتحرر من جسده و يتقمس ذات الأديب شخصيته ليحيا بيئته و يندمج بأعماله.
و هذه من أصعب المشاركات، فيجب على الناقد أن يتجرد من ميوله و ذوقه، و ينقطع عن الأدباء الآخرين، بتحييد المشاعر السلبية والإيجابية. و يتحرر من المبادئ والقيم المتعلقة بالآداب الأخرى، و يحول دون أن تؤثر في نقده.

و ينطوي بهذا المبدأ أيضاً التحرر من القومية والجنسية والحزبية و ما شابه ذلك من العوامل و الأهواء التي تشوه حقيقة النص قيد البحث.

3-الذاتية أو الفردية: و هي العودة الى النفس و التحرر من جاذبية الأديب نحو فضاء الذات. وهنا يقدّم الناقد ذوقه الخاص و مقاييسة الذاتية كأدوات حكم، فيقدم إضافة للمشاركة العاطفية السابقة، طعمه فيما تذوق من فنون، فلا يصرفه ذلك عن سلامة الرأي والعدل في الحكم. وهو مزيج من الذوق الذاتي والخبرة الشاملة أو من المواهب الشخصية التي تعكس الآثار الأدبية في قالب محدد ثم تتذوقها و تحكم عليها. وهنا تضفي الذاتية للناقد التميز والابتكار و الطرافة و قوة اليقين .

رابعة العدوية
25-07-2006, 10:34 AM
جهاد وكفى
يعطيكي العافية عزيزتي مجهود رائع ! واليك ردي !
يبدو ان النقد الكلاسيكي الذي تكلمت عنه هو ذاته الاتجاه الكلاسيكي الذي ساد في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين لدى الشعراء العرب بتأثرهم بالاداب الاغريقية واليونانية القديمة في الشعر وظل كتاب ارسطو طاليس المرجع الاساسي في كتابه المسرحية الشعرية لديهم !

ومعلومة خاصة جدا :هي لفظة كلاسيكي (كاتب كلاسيكي )
اول من استخدم هذه اللفظة كاتب من القرن الثاني الميلادي حيث استخدم هذه اللفظة كاتب كلاسيكي في مقابل الكاتب الشعبي اي ان الكاتب الكلاسيكي هو الذي يكتب للنخبة من المثقفين والاغنياء والارستقراطين ! وطبعا سرعان ما انتشر هذا الوصف ليشمل كل عمل يتم تدريسة في المعاهد والجامعات لثبوت قيمته الفنية !

والان اعلق على ما كتبته واردة الى المذهب الكلاسيكي العربي


1- استيحاء القديم من الأدبين اليوناني و الروماني و الاستجابة لتقاليد و تقنيات هذه الآداب شكلًا و مضمونًا ..



كما ذكرت سيدتي ظل كتاب ارسطو طاليس المرجع الاساسي في كتابة المسرحية هذا الى جانب عدم الخروج عن تقاليد القصيدة العربية بمعنى التزام وحدة القافية والوزن في سائر القصيدة حيث لا نرى اي محاولة من المحاولات للتجديد العروضي مثلا كما نرى لدى اتباع جماعه الرومانسية(الرومانتيكية) او لدى اتباع المذهب الرمزي بالشعر !


- الصدور عن عقلانية حكيمة و القصد إلى الاعتدال و الوضوح و تناول الحقائق العامة -و ليس عوالم الذوات المفردة- و قد نشأ عن ذلك أن الأدب الكلاسيكي أصبح أدبًا موضوعيًا ..
4- الإكباب على رصد الواقع المادي و الحياتي المعاش دون تطلع إلى آفاق الروح


من المعروف ان الكلاسيكية تنفر من الاحتكام الى القلب والعاطفة وتمجد العقل قالعقل هو الحاكم وليس القلب او العاطفة ونشا من ذلك ان الكلاسيكين ينفرون من الحديث عن العواطف او المغامرات الذاتية والتجارب ويميلون الى الكتابة عن القضايا التي تهم الناس والمجتمع !



3- المبالغة في الاهتمام بالصنعة و تجويد الصياغة و ترسيخ دعائم الأسلوب أي الخضوع الكامل لقواعد اللغة و أصولها بلا تمرد و لا خروج



طبعا من السهل ملاحظة هذا في قصائد شوقي مثلا ! لدرجة جعلت جماعة الديوان ترى في شعرة شعر مقوقع ولا معنى للشعر فيه فهم لا يريدون الاعتراف بشعر شوقي لان شعره كما يرون لا يصدر عن عاطفته واراءوه ووجدانه وانما هو تقليد اعمى ونسخ لما كان قبلة من الاساليب الشعرية !


- الإغراق في اللجوء برحائب المدينة بكل ما في المدينة من قيود و مواضعات و الابتعاد عن الطبيعة المليئة بالأسرار و الانطلاقات


نتج عن عدم لجوء الكلاسيكين الى القلب والعاطفة الابتعاد عن المدنية وحين جاءت الرومانسية كرد فعل للكلاسيكية اقامت ما يعرف باسم النزوع الى الطبيعه اي ان الشاعر يخلع على الطبيعة مشاعرة وعواطفة بحيث لا تبدو الطبيعة محايدة للشاعر بل تشاركه في عواطفه واحكامة !
ونفرت الرومانسية من المدنية وما فيها من بهرجات كاذبة وعلاقات اجتماعية فاسدة !


6- الجري على قاعدة فصل الأجناس الأدبية عن بعضها البعض و تحديد كل جنس عن الآخر




يهتم الكلاسيكون بالادب الموضوعي اي بالقصة القصيرة وبالشعر وبالمسرحية !
قام الكلاسيكون بتقسيم المسرحية الى ثلاث وحدات
وحدة الزمان
وحدة المكان
وحدة الاحداث
طبعا هذا التقسيم لم يرضي معارضيهم الذين سخروا من وحدات الكلاسيكين وفهمهم الخاطىء لوحدات لا يطبقونها اصلا !

جهاد وكفى اتمنى ان تكون اضافتي افادت الجميع بالنسبة للنقد العربي !
تحيتي لك ووعد قريب بالعودة مع الرومنسيون والواقعيون والرمزيون !ونبذه مختصرة عن جماعه الديوان وطه حسين وميخائيل نعيمة ومناهجهم النقدية
تحيتي للجميع !

رابعة العدوية
25-07-2006, 10:49 AM
النقد عند العرب:

كان للنقد عند العرب حظا وافراً في ملاحظات الشعراء التي اعتمدت على الفطرة السليمة والذوق المتطور، و ازدهر في الأسواق الأدبية كسوق عكاظ، فتناولوا نقد اللفظ والمعنى المبني على انفعال وانسياب العاطفة، دون وجود مبادئ و معايير محددة. ثم تطور النقد في عهد جرير والأخطل و الفرزدق و شعراء الغزل من البادية والحضر كجميل بثينة و كثير عزة و نصيب وابن أبي ربيعة. و بالأضافة الى فنونهم ظهر نقد نحوي قاده النحاة من علماء البصرة و الكوفة، اعتمد على تحليل العلاقة بين النحو واللغة والعروض. و في القرن الرابع بلغت حركة الشعر ذروتها و بلغ النقد القديم تطوراً عظيما في غايته و شموليته و عمقه، و تميز بخلوه من الآراء الفلسفية. و ذلك لارتقائه وتفرده بطائفة النقاد الأدباء و تطور الذوق عندهم الى درجة رفيعة، فكان نقدهم عميقا واسع الأفق، امتاز بتحليل مختلف الظواهر الأدبية و الحكم عليها بإعادتها الى جذورها. وفي هذه الحقبة اشتهرت مؤلفات نقدية قيمة، منها:
أخبار ابي تمام للأصولي، و الموازنة بين الطائيين للآمدي، و الوساطة بين المتنبي و خصومه القاضي الجرجاني، و العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده لأبن رشيق القيرواني، والمثل السائر في أدب الكاتب والشاعر لأبن الأثير.



اضافة بسيطة اخي اكسوديا وهي ان النقد العربي تطور من نقد لا منهجي لدى الجاهلين الى نقد منهجي له اصولةة وقواعدة بالعصر العباسي
وبتقدم الزمن
تأثر النقد العربي بالنقد الاجنبي في مذاهبة وتقسيماته مثلا ظهر المذهب الكلاسيكي على غرار المذهب الكلاسيكي الاوروبي وهكذا وهذا دعاالى ظهور مدرستين نقديتين
المدرسة الاولى
دعت الى العودة الى الاداب القديمة والنهل منها لانها هي ما يقينا من الانجراف وراء الاداب الغربية
واما المدرسة الثانية فرأت ان علينا الاطلاع على الاداب والنقد الغربي وذلك لتكوين نقد عربي جديد يختلف في قضاياه واصولة عن النقد العربي القديم

وهنا نجد ان النقاد انفسهم تأثروا بالنقاد الاجانب
مثلا طه حسين
تأثر بسانت بيف ورونتيؤر وكبار النقاد والادباء الغربيين اثناء دراسته في جامعه السوربرون في فرنسا
يقول طه حسين
"اني مدين بحياتي العقلية لهذين الشخصين (يقصد استاذه سيد علي المرصفي والمستشرق الايطالي كارلو نالينو)
الاول علمني كيف اقرأ النص العربي القديم وكيف افهمه والثاني علمني كيف اتمثله في نفسي واحاول محاكاته وكيف بالنهاية اكتبه ادبا يقرأوه الناس فيجدون فيه شيئا ذا بال "
هذا مثال عن طه حسين الذي يصنف في مدارس النقد العربي مدرسة مستقلة لوحدة هو وميخائيل نعيمة
ونرى كذلك ميخائيل نعيمة والذي استقى رؤية واضحة وخاصه للادب من خلال قراءاته وخاصة الاجنبية منها في روسيا !
يبقى ان نشير ان الادب لا يعبه ان يأخذ من غيره سواء بالنقد او بطريقة معالجة الموضوع
فالطرح المتميز هو الذي يعطي الادب نكهته المتميزة على الرغم من اصوله !
طبعا هذه الرؤية الحديثة وان رجعنا الى رؤية الجاحظ لوجد انه اعتبر ان الادب هو شيء مقصور على العرب لوحدهم وان اداب الامم الاخرى هي اداب مصنوعه على عكس الادب العربي المتميز بالسهولة والارتجال !
تحيتي لك اخي !

جِهَاد و كَفَى
26-07-2006, 11:56 AM
في البداية ..

أشكر لأخي الفاضل إكسوديا تلك المقالة التي لخصت الكثير مما يدور حوله النقاش ..

كما أشكر الرائعة رابعة تعليقاتها التي تستدرك لنا الهفوات و تقيم لنا عماد مكتملة أطرافه .. و بالمناسبة رابعة أظن أن في كلاسكيتنا العربية التزام منا بقديمنا نحن فلم يكن فيها تأثر باليونانية أو الإغريقية بل إن الرومانسية العربية هي من كان فيها هذا التأثر .. ما رأيك ؟

و دعونا نستكمل ..

الاتجاة الرومانسي في النقد ..

كحركة نقدية كانت الرومانسية النقدية ببساطة هي الثورة على التقاليد و الأصول و الخصائص المقدسة و استلهام الواقع الأدبي و ليس الموروث الأدبي..

بإمكاننا تلخيصها على أنها صرخة الاحتجاج في وجه الكلاسيكية

و بإمكاننا تلخصيص مبادئها كالآتي ..

1-( كل عصور الأدب يجب أن تدرس و كلها تفيد الناقد و إنه لجهل سخيف أن تجهل العصور الوسطى)

2- لا يمكن أن يتخذ من عصر من عصور الأدب مباديء و قواعد تفرض على عصر آخر فلكل قوانينه الخاصة

3-القواعد يجب أن لا تكثر و تزداد دونما حاجة ماسة إلى تكثيرها و يجب أن يجتهد في أن يكون أكبر عدد ممكن منها مستمدًا من أعمال القديريين من الشعراء و الكتاب بمعنى ألا تكون القواعد مفروضة على الأعمال

4- ليست الوحدة في حد ذاتها قالبًا جامدًا لا يتبدل بل إنها تتغير بتغير النوع نفسة و أحيانًا بتغير أوضاع النوع .

5- النوع يجب أن لا يكون جامدًا لا يتطور إنما يجب أن يسمح بتطرق ضروب التغيرات الثانوية من خلاله ..

6- الأدب يجب أن يحكم عليه بالنظر إلى ذاته و ملابساته فلا يراعي في نقده إلا هو نفسه فإذا وجدت فيه ثمار فإن وجود هذه الثمار يلغي ما قد يوجد من أشواك

7- غاية الأدب التي يرمي إليها هي اللذة العاطفية وروحه هي الخيال و جسمه هو الأسلوب

8- لكل إنسان أن يحب ما تميل إليه نفسه و ميوله هي حقائق يجب أن تراعى في نقده

9-ليس شيئًا مطلقًا يتوقف على الموضوع الذي يختاره الأديب إنما يتوقف على معالجة الأديب لهذا الموضوع أجاد في معالجته أم لم يجد ؟

10- ليس ضروريًا أن يكون الشاعر الجيد أو الكاتب رجلًا جيد الخلق و إن كان يؤسف أن لا يكون كذلك و ليس الأدب عبدًا خاضعًا لقوانين الأخلاق و إن كان خاضعًا لقوانين معاملة الناس و مجانسة عادات المجتمع

11- العقل الجيد صفة جيدة حقًا و لكن ينبغي أن لا نبالغ في قيمته و ما لا يتفق مع العقل ليس ضروريًا أن يكون شيئًا رديئًا

12- غاية الفنون مشتركة متبادلة فالشعر يستخدم الصوت كما تستخدمه الموسيقى و اللون كما تستخدم الرسم بل قد يستخدمها أكثر مما يستخدمهما الرسم و الموسيقى

13- الشرط الأول الواجب تحققه في الناقد أن يكون قادرا على تلقي الإحساسات و الشرط الثاني أن يكون قادرًا على التعبير عن هذه الانفعالات و نقلها للغير

14- ليس يمكن أن يوجد جمال قبيح فالجمال نفسه يبرز و يجمل

:blackeye: تعبت ..

أكمل قريبًا


فيض تحية

رابعة العدوية
27-07-2006, 02:52 AM
أعود قريبا يختلف عن دراساتي لذا لنا عودة !

رابعة العدوية
27-07-2006, 08:22 PM
كما أشكر الرائعة رابعة تعليقاتها التي تستدرك لنا الهفوات و تقيم لنا عماد مكتملة أطرافه


جهاد وكفى الشكر لك عزيزتي فانت من فتحت النقاش!وانا اعلق فقط لا اكثر !!



و بالمناسبة رابعة أظن أن في كلاسكيتنا العربية التزام منا بقديمنا نحن فلم يكن فيها تأثر باليونانية أو الإغريقية بل إن الرومانسية العربية هي من كان فيها هذا التأثر .. ما رأيك ؟


صحيح عزيزتي جهاد وكفى مئة بالمئة !
ولكي اثبت صحة مقولتك اورد دراسة لقصيدة من احدى قصائد الادب الكلاسيكي وهي قصيدة للشاعر احمد شوقي وهو احد كبار شعراء الكلاسيكية وبصراحة لا استطيع ان اذكر اسم القصيدة بالتحديد للاسف
يقول :
اختلاف الليل والنهار ينسي اذكرا لي الصبا وايام انسي
وسلا مصر هل سلا القلب عنا او اسا الزمان جرحة المؤسي

بنيت هذه القصيدة على وزن قصيدة البحتري التي مطلعها
صنت نفسي عن كل ما يدنس نفسي وترفعت عن سنا كل جبس !

كما ترون جميعا التزام كل من الشاعرين ببحور الشعر ذاتها والموسيقى ذاتها اي ان احمد شوقي قد عارض البحتري في هذه القصيدة

ولو طبقنا ما درسناه عن الكلاسيكية على هذه القصيدة لوجدنا ما يلي

أولا:

المبالغة في الاهتمام بالصنعة و تجويد الصياغة و ترسيخ دعائم الأسلوب أي الخضوع الكامل لقواعد اللغة و أصولها بلا تمرد و لا خروج



لو نظرنا الى البيت الاول من القصيدة لوجدنا الجناس الناقص في قولة ينسي وانسي
وفي البيت الثاني نجد الطباق بقوله سلا وسلا الاولى بمعنى اسألا والثانية بمعنى ابتعد
.................................................................................................... .......

ثانيا

1- استيحاء القديم من الأدبين اليوناني و الروماني و الاستجابة لتقاليد و تقنيات هذه الآداب شكلًا و مضمونًا ..
نجد ذلك واضحا في اتخاذ شوقي رفيقين يوجه اليهما الكلام وهي ظاهرة ظهرت وبدأت في شعر الاطلال مثلا في معلقة امرؤ القيس يستهل الشاعر القصيدة بقولة
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل

نجد ان امرؤ القيس يوجه حديثة الى شخصين متخيلين يحثهما على الوقوف والبكاء على طلل المحبوبة البعيدة وهي ظاهرة تكررت في شعر الاطلال وفي جميع المعلقات عدا معلقة زهير بن ابي سلما التي اختصر بها الرفيقين الى رفيق ووقف بلا بكاء على الطلل البالي!
ونحن ان رجعنا الى البعد النفسي لقصيدة شوقي والتي كتبها اثناء سني نفيه الى الاندلس نجد انه من الطبيعي ان يعود بطرائق شعره الى العصر الجاهلي ويستخدم الرفيقين ليحدثهما عن حنينة الى بلدة كما استخدم امرؤ القيس الرفيقين ليحدثنا عن حنينة الى المحبوبة الغائبة !

.................................................................................................... ..

ثالثا

الصدور عن عقلانية حكيمة و القصد إلى الاعتدال و الوضوح و تناول الحقائق العامة -و ليس عوالم الذوات المفردة- و قد نشأ عن ذلك أن الأدب الكلاسيكي أصبح أدبًا موضوعيًا ..
4- الإكباب على رصد الواقع المادي و الحياتي المعاش دون تطلع إلى آفاق الروح

من المعروف ان الكلاسيكية تنفر من الاحتكام الى القلب والعاطفة وتمجد العقل قالعقل هو الحاكم وليس القلب او العاطفة ونشا من ذلك ان الكلاسيكين ينفرون من الحديث عن العواطف او المغامرات الذاتية والتجارب ويميلون الى الكتابة عن القضايا التي تهم الناس والمجتمع !



نرى هذا واضحا بالموضوع الذي طرقة الشاعر فهو يتحدث عن بلادة وما اصابها اثناء الاحتلال وهذا واضح جدا بقولة

احرام على بلابلة الدوح حلال على الطير من كل جنس!

فهو يتحسر على كون بلادة اصبحت تحت الاحتلال وحرم على اهلها حرية التصرف والتنقل ونفي هو في حين يستغل المحتل كل شبر من بلادة بلا مقابل ! موضوع عام يخرج عن اطار الذاتية المعروفة والموجودة في شعر الرومانتيكيون والرمزيون

.......................................................................
رابعا


- الإغراق في اللجوء برحائب المدينة بكل ما في المدينة من قيود و مواضعات و الابتعاد عن الطبيعة المليئة بالأسرار و الانطلاقات

بعيدا عن هذه القصيدة لو رجعنا الى شعر شوقي لوجدنا انه يصف السيارة في احدى قصائدة وبأخرى يصف الطائرة وكل معالم المدنية الموجودة نالت لها حظ وصف لدية !

وهذا على غرار الشعراء الاندلسيون الذين وصفوا في موشاحتهم الى جانب الطبيعة التطور الحضاري الذي وصلت اليه الاندلس في ايام عزها !

...........................................................................................

خامسا

في معظم قصائد الكلاسيكين نجد فخامة الفاظ واحياء للفظ القديم بشكل مبالغ فيه لدرجة قد تعوق القارىء العادي احيانا من تلقي هذا الشعر !
وهذا يشبه ما نجده عند بعض الشعراء العباسيون الذين اغرقوا بالصنعه والتكلف فيها واختيار الالفاظ الى درجة جعلت من شعرهم ضبابيا وعلى اساليبهم مستغلقة الفهم الا بعد مشقة وهنا اضرب مثلا على احدى اغرب الاساليب التي درستها وهي ما يعرف بنوافر الاضداد وهي ظاهرة تشبة الطباق من حيث معنى الكلمة وضدة ولكن بأسلوب اكثر عمقا ومثال ذلك بيت ابو تمما التالي
هي البدر يغنيها توردوجهها الى كل من لاقت وان لم تتودد
فالشاعر هنا يطابق بين التودد وعدمه بأسلوب معقد بعض الشيء اذ يقول ان هذه المرأة التي يصفها لا تظهر التودد الى محدثها الا ان وجهها ببهائة وروائة هو الذي يظهر التودد الى الاخرين!


جهاد وكفى والقراء الكرام
هذا ما اسعفتني به الذاكرة الان !
ارجو ان تعذروني جميعا
تحيتي لكم
وعذرا مرة اخرى !

رابعة العدوية
27-07-2006, 08:30 PM
جهاد وكفى
انتظر ما تكمليه عن الرومنسية لارى ان كان يطابق ما لدي وساورد بأذن الله نصا لدراسة الموضوع وتطبيقة على الرومنسية
تحيتي !

جِهَاد و كَفَى
28-07-2006, 02:31 PM
رابعة مذهل :wow:

أكملي في النص الرومانسي ..

و ربما لو أوردتِ ما درسته .. لأن ذلك ما درسته أنا :boggled:

بالمناسبة انتهيت من الرومانسية .. قصدت أكمل الاتجاهات النقدية الباقية :blackeye:

سأحاول أن أكمل اليوم الواقعية و البرناسية ربما .. و بعدها الرمزية و شاكلتها

فيض تحية

رابعة العدوية
29-07-2006, 01:55 PM
رابعة مذهل :wow:

أكملي في النص الرومانسي ..

و ربما لو أوردتِ ما درسته .. لأن ذلك ما درسته أنا :boggled:

بالمناسبة انتهيت من الرومانسية .. قصدت أكمل الاتجاهات النقدية الباقية :blackeye:

سأحاول أن أكمل اليوم الواقعية و البرناسية ربما .. و بعدها الرمزية و شاكلتها

فيض تحية


شكرا عزيزتي جهاد وكفى

واضيف مما لدي !

وارجو ان يكون مفيدا
................................................................................................
اولا

نشوء الرومانسية

نشات الرومانسية في اواخر القرن التاسع عشر كرد فعل لطغيان الكلاسيكية على الادب وطغيان الاداب الاغريقية واليواننية وقوانينها على جميع الداب الموجودة مما دعا بعض الشعراء واكلتاب الى اعلان الثورة على هذه القيود

..........................................................................................

ثانيا

تسمية الرومانسية

اشتقت لفظة الرومانتيكية او الرومانسية من لفظة romance
وقد جاء اصل التسمية من خصوم الرومانتيكين بقصد الهجوم والتحقير

اذ ان الرومانسية هو ادب الخيال والمغامرات والخروج عن الواقع وهو الادب الذي شاع في اواخر القرون الوسطى في اروربا !

..........................................................................................

ثالثا

اهم مبادىء الرومانسية


تمجد الرومانسية العاطفة وتسفه العقل فالقلب هو الهادي هنا وليس العقل على عكس الكلاسيكية
ترى الرومانسية ان الالم هو مصدر فخر للانسان وعظمة له وتنفر من الابتعاد عن كل ما تعبر عنه العاطفة الانسانية من الم وحب وكره
تدعو الرومانسية الى الثورة على جميع القيود والاداب التي سادت نتيجة لطغيان الكلاسيكية
ترى الرومانسية ان القيود الاجتماعية هي قيود باطله وتدعو الى الثورة عليها وتسفه كل تقليد اجتماعي يلتزم به الكلاسيكين !
نتيجة لثورة الرومانسية على جميع قيود المدنية دعت الرومانسية الى اعتماد الطبيعه كعنصر اساسي بالشعر فنرى الشاعر يخلع عليها عواطفة بما يسمى بالمشاكرة الوجدانية بين الشاعر وبين الطبيعه
سخر الرومانسيون من فهم الكلاسيكين الخاطء للوحدات الثلاث ومن عدم تطبيقهم لهذه الوحدات بالمسرح ورأوا ان المسرحية يجب ان لا تلتزم بمثل هذه الوحدات
عارض الرومانسيين تقسيم المسرح الى مأساة وملهاة وذلك لان الحياة ليست فرحا خالصا ولا حزنا خالصا بل هي مزيح لكليهما وبالتالي يجب ان تكون المسريحة مزيج بين الحزن والفرح لانها صورة حية صادقة للحياة
يضحي الرومانتيكيون بالواجب في سبيل العاطفة ولا سيما عاطفة الحب التي يرون انها من انبل العواطف واجملها
كانت الرومانتيكية بمثابة مناخ عام شمل نواحي الحياة جميعها !
نتج عن اهتمام الرومانسيون بالم والعواطف والشكوى ان شكا الباحثون والدراسون من ان الرومانتيكيون افقرا المعجم الشعري بدورانهم حول حقول معينة كالحب والالم والشكوى ّ!القراء الكرام
اعذروني هذا ما اذكرة الان
والذي لا اتوقع ان اذكر غيرة !ّ
فاعذروني !

.........................................................................

الان الى النص الذي عانيت باستخرجه عبر الشبكة
وهو بعنوان عودة
للشاعرابراهيم ناجي


هذه الكعبةُ كنّا طائفيها
والمصلّين صباحاً ومساءَ
دار أحلامي وحبي لقيتنا
في جمود مثلما تلقى الجديد
رفرف القلبُ بجنبي كالذبيحْ
وأنا أهتف : ياقلب اتَّئِـدْ
لمَ عُدْنَا؟أولَمْ نَطو الغَرَامْ
وفَرَغْنَا مِن حنينٍ وألَم
أيها الوكر إذًا طارَ الأليفْ
لا يَرَى الآخرُ معنىً للسماءْ
والبلى ! أبصِرتُه رأيَ العيانْ
ويداه تنسجان العنكبوتْ
وطني أنتَ ولكني طريدْ
أبديُّ النفي في عالَمِ بؤسي !
والبلى ! أبصِرتُه رأيَ العيانْ
ويداه تنسجان العنكبوتْ
ركني الحانَي ومغنايَ الشفيقْ
وظلالُ الخلدِ للعاني الطليحْ
كلما أرسلتُ عيني تنظرُ
وثبَ الدمعُ إلى عيني وغامَا
فإذا عدتُ فللنجوى أعودْ
ثم أمضي بعدما أفرِغُ كأسي !
وأناخَ الليلُ فيه وجثَم
وجرَت أشباحُه في بهوهِ
صحتُ! يا ويحك تبدو في مكانْ
كل شىء فيه حيٌّ لا يموت !
وأنا أسمع أقدامَ الزمنْ
وخُطى الوحدةِ فوق الدرج
وأنا أسمع أقدامَ الزمنْ
وخُطى الوحدةِ فوق الدرج
ركني الحانَي ومغنايَ الشفيقْ
وظلالُ الخلدِ للعاني الطليحْ
موطنُ الحسنِ ثوى فيه السأمْ
وسرت أنفاسُه في جوَّهِ
علم اللهُ لقد طال الطريقْ
وأنا جئتك كيما أستريح
وعلى بابِك ألقي جَعبتي
كغريبٍ آبَ من وادي المحنْ
وأناخَ الليلُ فيه وجثَم
وجرَت أشباحُه في بهوهِ
افيك كف اللهُ عني غربتي
ورسا رحلي على أرضِ الوطن !
وطني أنتَ ولكني طريدْ
أبديُّ النفي في عالَمِ بؤسي !
فإذا عدتُ فللنجوى أعودْ
ثم أمضي بعدما أفرِغُ كأسي !
والبلى ! أبصِرتُه رأيَ العيانْ
ويداه تنسجان العنكبوتْ
صحتُ! يا ويحك تبدو في مكانْ
كل شىء فيه حيٌّ لا يموت !
كل شىء فيه من سرورٍ وحَزَنْ
والليالْي من بهيجٍ وشجى
وأنا أسمع أقدامَ الزمنْ
وخُطى الوحدةِ فوق الدرج
ركني الحانَي ومغنايَ الشفيقْ
وظلالُ الخلدِ للعاني الطليحْ
علم اللهُ لقد طال الطريقْ
وأنا جئتك كيما أستريح
وعلى بابِك ألقي جَعبتي
كغريبٍ آبَ من وادي المحنْ
افيك كف اللهُ عني غربتي
ورسا رحلي على أرضِ الوطن !
وطني أنتَ ولكني طريدْ
أبديُّ النفي في عالَمِ بؤسي !
فإذا عدتُ فللنجوى أعودْ
ثم أمضي بعدما أفرِغُ كأسي !





نبدا التطبيق

اولا رمز الكعبة !

في قول الشاعر

هذه الكعبةُ كنّا طائفيهاوالمصلّين صباحاً ومساءَ دار أحلامي وحبي لقيتنافي جمود مثلما تلقى الجديد

هو رمز شاع بعد ان قام ابو القاسم الشابي باعطاءة معنى جديدا يخرج عن المعنى الدني له وذلك في قصيدته صلوات في هيكل الحب

منكِ ترجو سَعَادَة ً لم تجدْهَافي حياة ِ الوَرَى وسحرِ الوجودِ فالإلهُ العظيمُ لا يَرْجُمُ العَبْدَإذا كانَ في جَلالِ السّجودِ

أنتِ قُدْسي، ومَعبدي، وصباحي،وربيعي، ونَشْوَتِي، وَخُلودي يا ابنة َ النُّور، إنّني أنا وَحْديمن رأى فيكِ رَوْعَة َ المَعْبُودِ


لاحظوا معي انت قدسي ومعبدي ! ومطلع قصيدتنا هذه الكعبه كنا طائفيها
ما جعل الموروث الديني العادي يتخد شكلا اخرا هو موروث المعبودة الحبيبة ! وهو المقصود من رمز الكعبه اي المحبوبة !
وقد كان هذا الخروج خروج يناسب ثورة الرومنسين الذي قولبوا الرموز القديمة بقوالب وصيغ اخرى جديدة !

...............................................................................................
الشيء التالي هو القصيدة ذاتها

لاحظوا معي ان الشاعر لم يلتزم بوحدة الوزن والقافية والتي هي احد ضرورات عمود الشعر العربي !

لاحظوا

رفرف القلبُ بجنبي كالذبيحْوأنا أهتف : ياقلب اتَّئِـدْ لمَ عُدْنَا؟أولَمْ نَطو الغَرَامْوفَرَغْنَا مِن حنينٍ وألَم

البيت الاول
اتئد
القافية الهمزة والدال
والثاني
الم
القافية لام وميم


القصيدة مقسمة الى مقاطع تختلف عن بعضها البعض بالوزن والقافية ولكنهابشكل عام تحقق وزن شعري موسيقي خفي على امتداد خطوط القصيدة !

....................................................................................................

وبالتدقيق جيدا بالقصيدة تلاحظن خلوها من الاساليب الشعرية من طباق وجناس وحسن تعليل وما الى ذلك ميزة موجودة بشعر الرومانتيكيين !

....................................................................................................

الفاظ القصيدة سهلة واضحة داله وتصب بقالب النفس والبحث عن الشكوى ونلاحظ فعلا ان الشعر كرر بعضها
مثلا
وطني أنتَ ولكني طريدْأبديُّ النفي في عالَمِ بؤسي !

وعلى بابِك ألقي جَعبتيكغريبٍ آبَ من وادي المحنْ

لا تجديد بالمعنى
ودوران حول معنى الغربة ! دون ان نجد اي معاني جديدة او صور جديدة بالقصيدة وانما تكرار واطناب لنفس المعنى !

....................................................................................................

توظيف معالم الطبيعة واضح بالقصيدة نراه يقول

أيها الوكر إذًا طارَ الأليفْلا يَرَى الآخرُ معنىً للسماءْ والبلى ! أبصِرتُه رأيَ العيانْويداه تنسجان العنكبوتْ

الاليف هو الحمام
والوكر يقصد به الوطن (او الحبيب )
يخلع الشاعر هنا شعورة على وكر الحمام
اي ان رحيل الحمام من وكره يجعل الاخر يتوه على وجهه !

وكذلك نجد البلى وقد صورة بخيوط العنكبوت

الى هنا !

هذا كل ما اامكل بصراحة

واعذروني للتقصير !

جِهَاد و كَفَى
30-07-2006, 12:50 PM
حاجة رابعة :bigeyes:

عقدتينا يا شيخة بهذا الكم الزاخر :bigeyes: .. استفدت كما لم استفد قبلًا .. أضيف الواقعية على شوق لتحليلك

و أبدأ مع الواقعية ..

ظهور الواقعية كحركة كان في القرن التاسع عشر على

(آخخخخخخخخخخخخخخخخخخخ الرد ناقص .. سأحاول أضيفه من جديد :boggled: )

رابعة العدوية
30-07-2006, 07:40 PM
حاجة رابعة :bigeyes:

عقدتينا يا شيخة بهذا الكم الزاخر :bigeyes: .. استفدت كما لم استفد قبلًا ..

جهاد وكفى ! :o

اشكر الله انك استفدت!

تخيلي ان ما كتبته كان مقررا بالثانوية العامة ولا زلت اذكره !

مع اني حلفت يمينا ان انسى كل ما درست ! :09:


أضيف الواقعية على شوق لتحليلك

و أبدأ مع الواقعية ..

ظهور الواقعية كحركة كان في القرن التاسع عشر على

ما ظهرت الواقعية عندي !

عموما النص الذي سأحلله هو من قصة رحلة صيف لمحمود تيمور واعتقد اني لن اورده هنا !

للاسف تخلصت من الكتاب احتفالا بانتهاء العام!:p

عموما ان وجدته ساورد النص !

لكن لا زلت احفظ التحليل ! :33:

جِهَاد و كَفَى
31-07-2006, 01:43 PM
أعتذر في البداية منكِ رابعة .. فلا ادري السبب الذي بتر الرد بهذه الطريقة ..

على كلٍّ سأحاول إعادته ..


ظهور الواقعية كحركة كان في القرن التاسع عشر بفعل تصاعد الحركة العلمية و تصنيع المجتمع الأوروبي مما دفع إلى الميل في اتجاه الواقع

لكن بإمكاننا أن نقول أنها لم تمح الرومانسية بل مشت في موازتها و زاحمتها الطريق ..

ببساطة الواقعية هي نقيض المثالية فهي التحام حميم بالواقع و نظرة ثرية إلى بواعثه و ظواهره جميعًا

و العالم من وجهة نظر الواقعية محكوم بالخسة و النذالة و الجبن ،يقول بلزاك زعيم الواقعية على لسان ( راستنباك) أحد أبطاله (( يجب أن تسقط بين الناس كقنبلة أو تتسلل بينهم كوباء أما الشرف فلا فائدة منه .. إن الناس ينحنون أمام قوة العبقرية و هم يكرهونها ))

المتابع للتطورات في القرن الثامن عشر سيلحظ أن روسو قد كان يمهد للرومانسية و المثالية و بخيرية الطبيعة البشرية .. و أيضًا سيلحظ أن فولتير بنزوعه العقلاني كان الممهد للواقعية بسخريته من الخيرية المزعومة في طبائع البشر


و إليكم التلخيص كما هي العادة ..

1- تلاحظ الواقعية الواقع ملاحظة شاملة و تعبر عن طواياه و زواياه بدقة متناهية و مع ذلك فهي لا تهمل الخيال و الخلق
تستلهم الواقعية مادتها من الواقع الشعبي و لكنها لا تهمل أيضًا استلهام القضايا ذات الطابع الميتافيزيقي أو التاريخي أو الجمالي حتى .. إذًا فيمكن القول أنها برغم أنها أثرت في الحركة الإبداعية بفنها الموضوعي إلا أنها لم تهمل الإبداع من خلال الأدب الذاتي

2-الواقعية النقدية مارست فعلها النقدي من منطلق الإيمان ببشريّة الواقع فهي متجهة عابسة متشائمة لا تؤمن بصدق المقولات المثالية و لا بمحاولات ادعاء الشرف ( هناك وجهات متباينة عديدة داخل إطار الواقعية الانتقادية نفسها :
(( انتقادية)) من حيث الموقف((واقعية)) من حيث الأسلوب
فمن نظرة التعالي الارستقراطية التي كان ((فيلدنج)) ينظر بها إلى البرجوازية النامية و هو عنصر لا ينقص ((بايرون)) أو ((استندال)) او ((بلزاك)) أيضًا إلى الاستنكار الكامل لمجتمع ما بعد الثورة (( استندال و فلوبير)) إلى الآمال و التخطيطات الإصلاحية لدى (( ديكنز)) و ((ابسن)) و ((تولستوي))..
كل هؤلاء لهم موقف إنتقادي إزاء المجتمع بحالته الراهنة لكن النظرة إليه تتفاوت بين الاحتقار و السخرية و الإصلاح و اليأس )

( إخوتي أجد الأسماء كثيرة و لا قدرة على الوقوف عندها :boggled: .. فمن يستوقفه اسم .. فليشر به و سوف أوضح مكانته الادبية )

3- الاتجاه النقدي للواقعية يتجه لاتجاهين اتجاه الشرح و التفسير لتراث الإنسانية الأدبي في الماضي و اتجاه التقويم للأدب الحاضر..

الاتجاه الأول يقصد فيه إلى تفسير الأدب بوصفه جزءًا من البيئة العليا للمذهب الفكري و لذلك يجب أن يدرس في علاقاته بالبنية الدنيا للمذهب الفكري فالأدب بوصفه جزء من المذهب الفكري تعبير عن رؤية الكاتب لما حوله من وجهة نظر تتصل بحقيقة من الحقائق و هذه الحقيقة ليست بطبيعتها فردية بل اجتماعية فطريقة التفكير لطبقة من الناس تفرض نفسها على أفراد هذه الطبقة من الكتاب فيشعرون بها و يعبرون عنها في أعمالهم الأدبية ..
و هنا يفسر العمل الأدبي بالمضمون و لا قيمة فيه لحياة الكاتب و القصد الأول منه وضع العمل الأدبي مكانه في البيئة الاجتماعية مع بيان العوامل الاقتصادية فيه ..

الاتجاه الثاني في تقويم الأدب و توجيهه يقوم في جوهره على أساس موضوعي لا نفسي فكل عمل أدبي يعد صحيحًا مشروعًا إذا صور جانبًا واقعيًا من الفترة التاريخية التي عاش الكاتب فيها و تزداد أهمية العمل الأدبي بقدر رسوخ أصوله في وعي العصر الذي كتب فيه و على قدر تصوير الكاتب لهذا الوعي تصويرًا فنيًا غنيًا في واقعيته ..

4- المعلوم في الأدب الواقعي أن للكاتب مطلق الحرية في أسلوبه و طريقة عرضه ..

انتهينا من الواقعية

جِهَاد و كَفَى
31-07-2006, 02:14 PM
و أيضًا البرناسية لأجل (( أخلص :blackeye: ))

تبدأ تسمية هذا الاتجاه نسبة إلى جبل بارناس الذي يقال بأن إلهة الشعر الإغريقية ( أو اليونانية أعذروا الذاكرة ) كان تأوي إليه و تسكنه

تزعم هذه الحركة ( لوكنت دي ليل ) الذي أطلقها غاضبة في وجه الرومانسيين .. فينما الرومانسية ذاتية محضة تجعل الفن وسيلة إلى البوح بآلام هذه الذاتية و آمالها تحرص البرناسية على أن تجسد الشعر فنًا موضوعيًا غايته ليس التعبير عن شيء بل غايته ذاته .. أي أنه غاية نفسه و ليس وسيلة لسواه فنجد القصيدة البرناسية مجموعة من الصور و عالمًا من الخيال و أبعادًا من الجمال التشكيلي على نسق شعري

بما أن الواقعية كانت قريبة للبرناسية في رفضها للرومانسية نجد الاختلاف أن الواقعية اختارت القصة و الرواية لعرض فكرتها بينما اختارت البرناسية الشعر

و أيضًا ملخص للاتجاه النقدي بهذا الاتجاه ..

1- المقياس الفني الذي تحاكم به الظاهرة الفنية في إطار المذهب البرناسي هو مسافة الاقتراب أو الابتعاد عن غاية كون الشعر غاية في ذاته بمعنى آخر كلما أقترب الشعر من كونه غاية لذاته و كونه موضوعيًا يصبح بوجهة نظر البرناسية شعرًا جدير بالخلود ..

2- دعت البرناسية إلى الوصف الموضوعي فهي تختار موضوعاتها من خارج نطاق الذات كمناظر الطبيعة و مآثر الحضارات السابقة و تعرض صورها عرضًا لا يختلط بمشاعر الشاعر، كي تعبر عن الصور تعبيرًا موضوعيًا بعيدًا عن أراء الشاعر و عواطفه و أفكاره ..

3-نلحظ في البرناسية أن تيوفيل جوتييه مال بالبرناسية عن توظيف الأساطير و إنطاق شخوصها إلى توصيف الشعر أي جعله وصفًا خالصًا فاستطاع أن يحقق الموضوعية التي أرادها من جهة و يعمق مبدأ الفن للفن من جهة أخرى

4- على آثر المباديء السابقة أثيرت جدالات بشأن الأخلاق و يحدد البرناسيون أن مبدأ الفن للفن ليس دعوة ضد الالتزام الأخلاقي لكنه لا يضع القضية الأخلاقية في ذاكرته أساسًا و هناك معايير روحية لا تخضع لمعايير الأخلاق
فمثلًا الحقائق الرياضية - هي نشاط روحي- لا توصف بالخير أو الشر و لكن توصف بالخطأ و الصواب فكذلك الفن كنشاط روحي لا يوصف بالخير أو الشر و لا حتى بالصواب أو الخطأ بل بالجما أو القبح ..
بمعنى أن الحقائق الجمالية لا تخضع لمنطق الخير و الشر الأخلاقيين و لا بمنطق الصواب و الخطأ الرياضيين و إنما لمنطق الجمال و القبح ..

5-يعالج البرناسيون قضية الالتزام الاجتماعي فيقولوا أنه فهم مغلوط أن يعني الالتزام الاجتماعي إغراق الفن في واقع البؤس الذي تعانيه الطبقات المطحونة فحسب دون التطلع إلى آفاق الجمال
لأن الواقع الجمالي نصف المعادلة الوجودية

انتهينا من البرناسية و عسى أن نقدر على الدخول في الرمزية

فيض تحية

moKatel
02-08-2006, 06:59 AM
بصراحة الموضوع رائع ، و تلخيص المذاهب أيضا رائع ، لكن المشكلة أنه تحت عنوان (أقلام تهدم ولا تبني) فلا تحرموا القراء مما في الموضوع من ثقافة أدبية عالية بسبب هذا الاسم ، وأرجو أن يقتطع يوضع تحت اسم آخر خصوصا التلخيصات وشروح المذاهب إلخ........

الأخت رابعة مدهشة حقا وأود أن أذكر بعض الملاحظات :

(الصدور عن عقلانية حكيمة و القصد إلى الاعتدال و الوضوح و تناول الحقائق العامة -و ليس عوالم الذوات المفردة- و قد نشأ عن ذلك أن الأدب الكلاسيكي أصبح أدبًا موضوعيًا ..
4- الإكباب على رصد الواقع المادي و الحياتي المعاش دون تطلع إلى آفاق الروح

من المعروف ان الكلاسيكية تنفر من الاحتكام الى القلب والعاطفة وتمجد العقل قالعقل هو الحاكم وليس القلب او العاطفة ونشا من ذلك ان الكلاسيكين ينفرون من الحديث عن العواطف او المغامرات الذاتية والتجارب ويميلون الى الكتابة عن القضايا التي تهم الناس والمجتمع ! )

حق كان ذلك ، لكن شوقي أيضا تحدث عن تجاربه الشخصية ، وعن حبه وعن بعض مغامراته ، وعن بعض نزواته (ولى الهلال فهاتها يا ساقي...القصيدة).....، وكذلك تناول القضايا التي تهم المجتمع والسياسة وغير ذلك ، لكن ما أذكره هو أن موضوعية شوقي (المثال هنا ) لا تلغي فرديته في بعض المواضع الأخرى

(نرى هذا واضحا بالموضوع الذي طرقة الشاعر فهو يتحدث عن بلادة وما اصابها اثناء الاحتلال وهذا واضح جدا بقولة

احرام على بلابلة الدوح حلال على الطير من كل جنس!

فهو يتحسر على كون بلادة اصبحت تحت الاحتلال وحرم على اهلها حرية التصرف والتنقل ونفي هو في حين يستغل المحتل كل شبر من بلادة بلا مقابل ! موضوع عام يخرج عن اطار الذاتية المعروفة والموجودة في شعر الرومانتيكيون والرمزيون )

وقضية الموضوعية والذاتية طويلة لكنها تصل إلى قمتها حين تندمج الموضوعية في الذاتية ، والعكس حين تصير قضية الفرد قضية الناس وقضية الناس أو ما يهمهم قضية فرد........أحيانا نجد التجارب الموضوعية باردة مثل بعض قصائد شوقي ، لكنها في أحيان أخر تكون في الذروة كما قلت ، وأذكر هنا أعم تجربة موضوعية وهي حب الرسول صلى الله عليه وسلم...تهمني وتهمك.....وتهم هذا وذاك.....لكن (كيف ترقى رقيك الأنبياء يا سماء ما طاولتها سماء) قصيدة تسري في روحها الموضوعية والذاتية في آن..........وعذرا للاختصار

(رابعا


اقتباس:
- الإغراق في اللجوء برحائب المدينة بكل ما في المدينة من قيود و مواضعات و الابتعاد عن الطبيعة المليئة بالأسرار و الانطلاقات


بعيدا عن هذه القصيدة لو رجعنا الى شعر شوقي لوجدنا انه يصف السيارة في احدى قصائدة وبأخرى يصف الطائرة وكل معالم المدنية الموجودة نالت لها حظ وصف لدية !

وهذا على غرار الشعراء الاندلسيون الذين وصفوا في موشاحتهم الى جانب الطبيعة التطور الحضاري الذي وصلت اليه الاندلس في ايام عزها ! )

أقول شوقي المثال والممثل للكلاسيكية العربية بوجه عام.....وصف هذه الأشياء في نبو ذوق....عنم لكن تحت تأثير نقد عنيف من العقاد والمازني في ذلك العهد...فهم من المرحوم شوقي خطأ.....وشوقي تناول الطبيعة بأسرارها...لديكم قصيدة (زحلة) فيها من الذاتية العاطفية (وإن كانت ضعيفة ويشوبها افتعال)..وفيها من وصف الطبيعة....وغير ذلك من القصائد وكذلك قصيدة (أنس الوجود)...فيها من الطبيعة....ويجب أن نفرق بين المذهب الأدبي في أوروبا، والمذهب الأدبي لدينا....المذهب الأدبي في أوروبا مذهب له قواعد معلومة ينشأ حركة تنظيرية تصاحبها الحركة الإبداعية مع تفاعل من الأدباء والصحافيين.....لكن لدينا وخصوصا في عهد شوقي....لم تكن الكلاسيكية العربية كما نعلمها الآن...كانت أمشاجا من القديم ....ومن ثقافة شوقي نفسه (راجعوا شاكرين كتاب المرحوم شوقي ضيف ( شوقي شاعر العصر الحديث)...ومما قرأ هنا وهناك....وكذلك الحال مع أي أديب عربي لا يجد بين يديه المدرسة التي يستطيع أن يختصر مبادئها في كيت وكيت وكيت....لذلك فالتطبيق على شوقي...يكون على حذر و روية لاختلاف الموازين...ولاختلاف ما نقوله الآن...عما كان يفعله شوقي قديما....

وختاما أحييكم جميعا على هذا الجهد الرائع.....أسأل لكم الدوام والتوفيق و أود أن أقول :

المذهب النظري شيء ، والأعمال الإبداعية شيء آخر.....لطبيعة العملية الإبداعية نفسها.....وكما يعلم كل من قاسى الكتابة...أن الكاتب أو الشاعر لا يضع أمامه ثلة مجتمعة من القواعد النظرية ويسعى إلى تطبيقها عمليا بالورقة والقلم....ولنسأل مثلا ما الذي يجعل فلان من الأدباء واقعيا ، وفلان رومانسيا ، أليس هو ذوقه الذي برز منه اختياره...والاختيار من الذوق....إذا فهذا الذوق مما يتشكل...من كتاب...أم من تجربة شاملة تضم الحياة والكتاب معا...أحيانا تكون من كتاب...لكن يعفي عليها الزمان....والأكثر أن تختلط الثقافة المشكلة للذوق بتجربة الحياة في شمولها...إذا فالذوق فردي...نعم....عندي الذوق فردي وذاتي إلى أقصى درجة....ولنبتعد الآن عن تأثير العقل الجمعي أو الاوعي الجماعي.....لكن الذوق الأدبي ذوق فردي في المقام الأول....وفردية الذوق تمهد أمامي ما أردت تبيانه...أنه لا انعزال في الوقع الكتابي بين الفردية وبين الموضوعية إلا من بعيد أي إلا من طبيعة المادة لا المتناولة لا في طبية الكاتب نفسه....مثل مجاعة عمت البلاد....موضوعية لأن الجميع يدركه...والجميع يأسى له...لكن تأثري أنا كاتبا بهذه المجاعة واختياري لأدائها نابع من صميم ذوقي الجمالي ومن صميم انفعالي الشخصي....فالتجارب الموضوعية قد تكون موضوعية الطبيعة...لكنها ذاتية الانفعال عند الكاتب...وأرجو أن أكون قد أوضحت ما أريد ......فأعود وأقول لا انعزال بين الموضوعية والفردية عند الكاتب ساعة الكتابة....لعمل الذوق في المقام الأول....اللهم إذا كان الكاتب منافقا واختياره غير نابع من نفسه وصدره...فالأمر هنا هين...منافق فاغسلوه....
وعسير أن تحد أديبا حقا في مذهب نظري واحد على الحقيقة لكن الدارسين يفعلون هذا للحصر والإيجاز وتحديد السمات عند التأريخ....وهذه من سوءات الدراسة النقدية الأكاديمية التي تلغي فردية الأدباء متغافلة من أجل التقسيم والتأريخ الذي لا بد أن يكون على قدر كبير من الموضوعية الصارمة....وخصوصا العملية التأريخية الأدبية.....
وأنا شخصيا من أنصار المذهب الفردي في الدراسة...وإن كنت لا أرفض التصنيف المذهبي....بلزاك أبو الواقعية...في كتاب لأنّا بلكيان اسمه (الرمزية دراسة تقويمية) ، تجدونه مرهصا أو أبا روحيا للحركة الرمزية في فرنسا.....وأيضا عن بلزاك...ألا نجد بين ملابساته الشخصية وبين كتاباته الواقعية...وشائج تصل النفس بالموضوعي بالذوقي الخاص...

ها رأي المتواضع فأرجو أ، تقبلوه...واعذروا تدخلي الواغل في الموضوع لكنه حقا شاقني.....وكما قلت أرجو أن ينقل إلى موضوع مستقل بعيدا عن هذا الاسم الذي حكم على الموضوع قبل قراءته وخصوصا قبل قراءة هذه الردود العلمية الرائعة......

أحييكم مرة أخرى....وإلى اللقاء:)

رابعة العدوية
03-08-2006, 12:57 AM
العزيزة جهاد وكفى !

كما ترين فقدت النص الذي اود التطبيق عليه !

وهو اوضح نص للواقعية !

سأحاول ان ابحث عنه مرة اخرى عسى ان اوفق ! وان لم افق الخص النص كما اذكره !

انتظر منك الرمزية فنصها موجود لدي !

اما البرانسية !

بصراحة !

الله اعلم بها ! :09:

لم اتعرف بها قبل اليوم ! !

يبدو اني سأعكف على دراستها لوحدي !

واخرج بشي جديد !

الف تحية عزيزتي لك !

وانتظر الرمزية على احر من الجمر !

بالمناسبة الرمزية هي اكثر المذاهب التي اميل اليها !

لنا عودة !

رابعة العدوية
03-08-2006, 08:13 PM
بصراحة الموضوع رائع ، و تلخيص المذاهب أيضا رائع ، لكن المشكلة أنه تحت عنوان (أقلام تهدم ولا تبني) فلا تحرموا القراء مما في الموضوع من ثقافة أدبية عالية بسبب هذا الاسم ، وأرجو أن يقتطع يوضع تحت اسم آخر خصوصا التلخيصات وشروح المذاهب إلخ........



بصراحة لاحظت ان لا احد شارك بالنقاش غير جهاد وكفى واكسوديا والاخ مقاتل وانا !

لن اعيب العنوان !

والذي يعيب العنوان ويحكم على النص قبل القراءة هو انسان ناقص البصر والبصيرة !

بالفعل الموضوع رائع جدا !

........................................................................


الأخت رابعة مدهشة حقا وأود أن أذكر بعض الملاحظات :


شكرا لك اخ مقاتل !

كل ما فعلته هو قولبة ما درست بقالب يفيد الجميع !

........................................................................



الصدور عن عقلانية حكيمة و القصد إلى الاعتدال و الوضوح و تناول الحقائق العامة -و ليس عوالم الذوات المفردة- و قد نشأ عن ذلك أن الأدب الكلاسيكي أصبح أدبًا موضوعيًا ..
4- الإكباب على رصد الواقع المادي و الحياتي المعاش دون تطلع إلى آفاق الروح

من المعروف ان الكلاسيكية تنفر من الاحتكام الى القلب والعاطفة وتمجد العقل قالعقل هو الحاكم وليس القلب او العاطفة ونشا من ذلك ان الكلاسيكين ينفرون من الحديث عن العواطف او المغامرات الذاتية والتجارب ويميلون الى الكتابة عن القضايا التي تهم الناس والمجتمع ! )

حق كان ذلك ، لكن شوقي أيضا تحدث عن تجاربه الشخصية ، وعن حبه وعن بعض مغامراته ، وعن بعض نزواته (ولى الهلال فهاتها يا ساقي...القصيدة).....، وكذلك تناول القضايا التي تهم المجتمع والسياسة وغير ذلك ، لكن ما أذكره هو أن موضوعية شوقي (المثال هنا ) لا تلغي فرديته في بعض المواضع الأخرى

(نرى هذا واضحا بالموضوع الذي طرقة الشاعر فهو يتحدث عن بلادة وما اصابها اثناء الاحتلال وهذا واضح جدا بقولة

احرام على بلابلة الدوح حلال على الطير من كل جنس!

فهو يتحسر على كون بلادة اصبحت تحت الاحتلال وحرم على اهلها حرية التصرف والتنقل ونفي هو في حين يستغل المحتل كل شبر من بلادة بلا مقابل ! موضوع عام يخرج عن اطار الذاتية المعروفة والموجودة في شعر الرومانتيكيون والرمزيون )

وقضية الموضوعية والذاتية طويلة لكنها تصل إلى قمتها حين تندمج الموضوعية في الذاتية ، والعكس حين تصير قضية الفرد قضية الناس وقضية الناس أو ما يهمهم قضية فرد........أحيانا نجد التجارب الموضوعية باردة مثل بعض قصائد شوقي ، لكنها في أحيان أخر تكون في الذروة كما قلت ، وأذكر هنا أعم تجربة موضوعية وهي حب الرسول صلى الله عليه وسلم...تهمني وتهمك.....وتهم هذا وذاك.....لكن (كيف ترقى رقيك الأنبياء يا سماء ما طاولتها سماء) قصيدة تسري في روحها الموضوعية والذاتية في آن..........وعذرا للاختصار

(رابعا


اقتباس:
- الإغراق في اللجوء برحائب المدينة بكل ما في المدينة من قيود و مواضعات و الابتعاد عن الطبيعة المليئة بالأسرار و الانطلاقات


بعيدا عن هذه القصيدة لو رجعنا الى شعر شوقي لوجدنا انه يصف السيارة في احدى قصائدة وبأخرى يصف الطائرة وكل معالم المدنية الموجودة نالت لها حظ وصف لدية !

وهذا على غرار الشعراء الاندلسيون الذين وصفوا في موشاحتهم الى جانب الطبيعة التطور الحضاري الذي وصلت اليه الاندلس في ايام عزها ! )

أقول شوقي المثال والممثل للكلاسيكية العربية بوجه عام.....وصف هذه الأشياء في نبو ذوق....عنم لكن تحت تأثير نقد عنيف من العقاد والمازني في ذلك العهد...فهم من المرحوم شوقي خطأ.....وشوقي تناول الطبيعة بأسرارها...لديكم قصيدة (زحلة) فيها من الذاتية العاطفية (وإن كانت ضعيفة ويشوبها افتعال)..وفيها من وصف الطبيعة....وغير ذلك من القصائد وكذلك قصيدة (أنس الوجود)...فيها من الطبيعة....ويجب أن نفرق بين المذهب الأدبي في أوروبا، والمذهب الأدبي لدينا....المذهب الأدبي في أوروبا مذهب له قواعد معلومة ينشأ حركة تنظيرية تصاحبها الحركة الإبداعية مع تفاعل من الأدباء والصحافيين.....لكن لدينا وخصوصا في عهد شوقي....لم تكن الكلاسيكية العربية كما نعلمها الآن...كانت أمشاجا من القديم ....ومن ثقافة شوقي نفسه (راجعوا شاكرين كتاب المرحوم شوقي ضيف ( شوقي شاعر العصر الحديث)...ومما قرأ هنا وهناك....وكذلك الحال مع أي أديب عربي لا يجد بين يديه المدرسة التي يستطيع أن يختصر مبادئها في كيت وكيت وكيت....لذلك فالتطبيق على شوقي...يكون على حذر و روية لاختلاف الموازين...ولاختلاف ما نقوله الآن...عما كان يفعله شوقي قديما....

وختاما أحييكم جميعا على هذا الجهد الرائع.....أسأل لكم الدوام والتوفيق و أود أن أقول :

المذهب النظري شيء ، والأعمال الإبداعية شيء آخر.....لطبيعة العملية الإبداعية نفسها.....وكما يعلم كل من قاسى الكتابة...أن الكاتب أو الشاعر لا يضع أمامه ثلة مجتمعة من القواعد النظرية ويسعى إلى تطبيقها عمليا بالورقة والقلم....ولنسأل مثلا ما الذي يجعل فلان من الأدباء واقعيا ، وفلان رومانسيا ، أليس هو ذوقه الذي برز منه اختياره...والاختيار من الذوق....إذا فهذا الذوق مما يتشكل...من كتاب...أم من تجربة شاملة تضم الحياة والكتاب معا...أحيانا تكون من كتاب...لكن يعفي عليها الزمان....والأكثر أن تختلط الثقافة المشكلة للذوق بتجربة الحياة في شمولها...إذا فالذوق فردي...نعم....عندي الذوق فردي وذاتي إلى أقصى درجة....ولنبتعد الآن عن تأثير العقل الجمعي أو الاوعي الجماعي.....لكن الذوق الأدبي ذوق فردي في المقام الأول....وفردية الذوق تمهد أمامي ما أردت تبيانه...أنه لا انعزال في الوقع الكتابي بين الفردية وبين الموضوعية إلا من بعيد أي إلا من طبيعة المادة لا المتناولة لا في طبية الكاتب نفسه....مثل مجاعة عمت البلاد....موضوعية لأن الجميع يدركه...والجميع يأسى له...لكن تأثري أنا كاتبا بهذه المجاعة واختياري لأدائها نابع من صميم ذوقي الجمالي ومن صميم انفعالي الشخصي....فالتجارب الموضوعية قد تكون موضوعية الطبيعة...لكنها ذاتية الانفعال عند الكاتب...وأرجو أن أكون قد أوضحت ما أريد ......فأعود وأقول لا انعزال بين الموضوعية والفردية عند الكاتب ساعة الكتابة....لعمل الذوق في المقام الأول....اللهم إذا كان الكاتب منافقا واختياره غير نابع من نفسه وصدره...فالأمر هنا هين...منافق فاغسلوه....
وعسير أن تحد أديبا حقا في مذهب نظري واحد على الحقيقة لكن الدارسين يفعلون هذا للحصر والإيجاز وتحديد السمات عند التأريخ....وهذه من سوءات الدراسة النقدية الأكاديمية التي تلغي فردية الأدباء متغافلة من أجل التقسيم والتأريخ الذي لا بد أن يكون على قدر كبير من الموضوعية الصارمة....وخصوصا العملية التأريخية الأدبية.....
وأنا شخصيا من أنصار المذهب الفردي في الدراسة...وإن كنت لا أرفض التصنيف المذهبي....بلزاك أبو الواقعية...في كتاب لأنّا بلكيان اسمه (الرمزية دراسة تقويمية) ، تجدونه مرهصا أو أبا روحيا للحركة الرمزية في فرنسا.....وأيضا عن بلزاك...ألا نجد بين ملابساته الشخصية وبين كتاباته الواقعية...وشائج تصل النفس بالموضوعي بالذوقي الخاص...

ها رأي المتواضع فأرجو أ، تقبلوه...واعذروا تدخلي الواغل في الموضوع لكنه حقا شاقني.....وكما قلت أرجو أن ينقل إلى موضوع مستقل بعيدا عن هذا الاسم الذي حكم على الموضوع قبل قراءته وخصوصا قبل قراءة هذه الردود العلمية الرائعة......

أحييكم مرة أخرى....وإلى اللقاء:)


هل لي ان اوضح القليل من النقاط !

بالنسبة لدراستي عن شوقي ؟! وقبل الرد على الاخ مقاتل !

بالنسبة لشوقي فانا لم ادرس اشعاره كلها ولا حتى ربعها لسبب بسيط جدا الا وهو اني لا احب طريقة نظمة للشعر !

ولذا كل ما اوردته من نقاط عنه في الشرح هو عبارة عن نقاط شخصية الدراسة بمعنى اني درستها بنفسي وطبقتها بنفسي !

واما اختياري لشوقي كنموذج للكلاسيكية !

ان الكتاب الدراسي الذي ادرس فيه اختاره كنموذج للكلاسيكية !

بالاضافة الى محاولتي شرح المذهب بأكثر النصوص وضوحا عليه !

ولذا فاني اعتذر ان بدر مني اي خطأ او خلل اثناء التطبيق!

عموما استميحك عذرا يلزمني وقت اضافي لتنظيم افكاري والرد على ملاحظاتك بخصوص شوقي!

الف تحية لوجودك!

رابعة العدوية !

جِهَاد و كَفَى
03-08-2006, 09:07 PM
بصراحة الموضوع رائع ، و تلخيص المذاهب أيضا رائع ، لكن المشكلة أنه تحت عنوان (أقلام تهدم ولا تبني) فلا تحرموا القراء مما في الموضوع من ثقافة أدبية عالية بسبب هذا الاسم ، وأرجو أن يقتطع يوضع تحت اسم آخر خصوصا التلخيصات وشروح المذاهب إلخ........


:) أهلًا سيدي معنا ..

بالنسبة لشأن العنوان فبداية النقاش كان عامًا مخصوص بالقسم و رسالة للأعضاء معنا و كما ترى العنوان كان أقرب ما يوصل ذاك المعنى ..

أما التطرق للمذاهب فقد جر إليه الحديث عن النقد و الرغبة في إيضاح الأمر على الأعضاء بصورة بحثية ..

:) أوافق رابعة أن المواضيع لا تؤخذ بعنواينها ( هذا إن أفترضنا جدلًا أن العنوان ربما يكون غير ملائم لكن بأي حال أشكر لك توضيحك و الذي أدري أه من باب الحرص




الأخت رابعة مدهشة حقا وأود أن أذكر بعض الملاحظات :

(الصدور عن عقلانية حكيمة و القصد إلى الاعتدال و الوضوح و تناول الحقائق العامة -و ليس عوالم الذوات المفردة- و قد نشأ عن ذلك أن الأدب الكلاسيكي أصبح أدبًا موضوعيًا ..
4- الإكباب على رصد الواقع المادي و الحياتي المعاش دون تطلع إلى آفاق الروح

من المعروف ان الكلاسيكية تنفر من الاحتكام الى القلب والعاطفة وتمجد العقل قالعقل هو الحاكم وليس القلب او العاطفة ونشا من ذلك ان الكلاسيكين ينفرون من الحديث عن العواطف او المغامرات الذاتية والتجارب ويميلون الى الكتابة عن القضايا التي تهم الناس والمجتمع ! )

حق كان ذلك ، لكن شوقي أيضا تحدث عن تجاربه الشخصية ، وعن حبه وعن بعض مغامراته ، وعن بعض نزواته (ولى الهلال فهاتها يا ساقي...القصيدة).....، وكذلك تناول القضايا التي تهم المجتمع والسياسة وغير ذلك ، لكن ما أذكره هو أن موضوعية شوقي (المثال هنا ) لا تلغي فرديته في بعض المواضع الأخرى

(نرى هذا واضحا بالموضوع الذي طرقة الشاعر فهو يتحدث عن بلادة وما اصابها اثناء الاحتلال وهذا واضح جدا بقولة

احرام على بلابلة الدوح حلال على الطير من كل جنس!

فهو يتحسر على كون بلادة اصبحت تحت الاحتلال وحرم على اهلها حرية التصرف والتنقل ونفي هو في حين يستغل المحتل كل شبر من بلادة بلا مقابل ! موضوع عام يخرج عن اطار الذاتية المعروفة والموجودة في شعر الرومانتيكيون والرمزيون )

(رابعا


اقتباس:
- الإغراق في اللجوء برحائب المدينة بكل ما في المدينة من قيود و مواضعات و الابتعاد عن الطبيعة المليئة بالأسرار و الانطلاقات


بعيدا عن هذه القصيدة لو رجعنا الى شعر شوقي لوجدنا انه يصف السيارة في احدى قصائدة وبأخرى يصف الطائرة وكل معالم المدنية الموجودة نالت لها حظ وصف لدية !

وهذا على غرار الشعراء الاندلسيون الذين وصفوا في موشاحتهم الى جانب الطبيعة التطور الحضاري الذي وصلت اليه الاندلس في ايام عزها ! )

أقول شوقي المثال والممثل للكلاسيكية العربية بوجه عام.....وصف هذه الأشياء في نبو ذوق....عنم لكن تحت تأثير نقد عنيف من العقاد والمازني في ذلك العهد...فهم من المرحوم شوقي خطأ.....وشوقي تناول الطبيعة بأسرارها...لديكم قصيدة (زحلة) فيها من الذاتية العاطفية (وإن كانت ضعيفة ويشوبها افتعال)..وفيها من وصف الطبيعة....وغير ذلك من القصائد وكذلك قصيدة (أنس الوجود)...فيها من الطبيعة....ويجب أن نفرق بين المذهب الأدبي في أوروبا، والمذهب الأدبي لدينا....المذهب الأدبي في أوروبا مذهب له قواعد معلومة ينشأ حركة تنظيرية تصاحبها الحركة الإبداعية مع تفاعل من الأدباء والصحافيين.....لكن لدينا وخصوصا في عهد شوقي....لم تكن الكلاسيكية العربية كما نعلمها الآن...كانت أمشاجا من القديم ....ومن ثقافة شوقي نفسه (راجعوا شاكرين كتاب المرحوم شوقي ضيف ( شوقي شاعر العصر الحديث)...ومما قرأ هنا وهناك....وكذلك الحال مع أي أديب عربي لا يجد بين يديه المدرسة التي يستطيع أن يختصر مبادئها في كيت وكيت وكيت....لذلك فالتطبيق على شوقي...يكون على حذر و روية لاختلاف الموازين...ولاختلاف ما نقوله الآن...عما كان يفعله شوقي قديما....



أتفق معك في هذا السياق ..ليس هناك من كاتب أو شاعر يمكن أن نطلق عليه كلاسيكي بالكامل أو رومانسي أو أيًا كان بالكامل ..

كما تعلم هيجو مثلًا و المصنفينه كرومانسي أدلى بدلوه مثلًا في البرناسية كذالك فيرلين أيضًا .. لكن التصنيف يأتي على أساس الطابع العام للكتابات ..

بمعنى أن القطعة الفلانية كان كلاسيكية و هذه رومانسية .. و على أساس مجموع الكتابات للأديب أو الشاعر يصنف الشاعر كتابع للاتجاه المشار له ..

لذا فشوقي صنف ككلاسيكي كأساس لأغلب إنتاجه و ليس الكل ..







وختاما أحييكم جميعا على هذا الجهد الرائع.....أسأل لكم الدوام والتوفيق و أود أن أقول :

المذهب النظري شيء ، والأعمال الإبداعية شيء آخر.....لطبيعة العملية الإبداعية نفسها.....وكما يعلم كل من قاسى الكتابة...أن الكاتب أو الشاعر لا يضع أمامه ثلة مجتمعة من القواعد النظرية ويسعى إلى تطبيقها عمليا بالورقة والقلم....ولنسأل مثلا ما الذي يجعل فلان من الأدباء واقعيا ، وفلان رومانسيا ، أليس هو ذوقه الذي برز منه اختياره...والاختيار من الذوق....إذا فهذا الذوق مما يتشكل...من كتاب...أم من تجربة شاملة تضم الحياة والكتاب معا...أحيانا تكون من كتاب...لكن يعفي عليها الزمان....والأكثر أن تختلط الثقافة المشكلة للذوق بتجربة الحياة في شمولها...إذا فالذوق فردي...نعم....عندي الذوق فردي وذاتي إلى أقصى درجة....ولنبتعد الآن عن تأثير العقل الجمعي أو الاوعي الجماعي.....لكن الذوق الأدبي ذوق فردي في المقام الأول....وفردية الذوق تمهد أمامي ما أردت تبيانه...أنه لا انعزال في الوقع الكتابي بين الفردية وبين الموضوعية إلا من بعيد أي إلا من طبيعة المادة لا المتناولة لا في طبية الكاتب نفسه....مثل مجاعة عمت البلاد....موضوعية لأن الجميع يدركه...والجميع يأسى له...لكن تأثري أنا كاتبا بهذه المجاعة واختياري لأدائها نابع من صميم ذوقي الجمالي ومن صميم انفعالي الشخصي....فالتجارب الموضوعية قد تكون موضوعية الطبيعة...لكنها ذاتية الانفعال عند الكاتب...وأرجو أن أكون قد أوضحت ما أريد ......فأعود وأقول لا انعزال بين الموضوعية والفردية عند الكاتب ساعة الكتابة....لعمل الذوق في المقام الأول....اللهم إذا كان الكاتب منافقا واختياره غير نابع من نفسه وصدره...فالأمر هنا هين...منافق فاغسلوه....
وعسير أن تحد أديبا حقا في مذهب نظري واحد على الحقيقة لكن الدارسين يفعلون هذا للحصر والإيجاز وتحديد السمات عند التأريخ....وهذه من سوءات الدراسة النقدية الأكاديمية التي تلغي فردية الأدباء متغافلة من أجل التقسيم والتأريخ الذي لا بد أن يكون على قدر كبير من الموضوعية الصارمة....وخصوصا العملية التأريخية الأدبية.....
وأنا شخصيا من أنصار المذهب الفردي في الدراسة...وإن كنت لا أرفض التصنيف المذهبي....بلزاك أبو الواقعية...في كتاب لأنّا بلكيان اسمه (الرمزية دراسة تقويمية) ، تجدونه مرهصا أو أبا روحيا للحركة الرمزية في فرنسا.....وأيضا عن بلزاك...ألا نجد بين ملابساته الشخصية وبين كتاباته الواقعية...وشائج تصل النفس بالموضوعي بالذوقي الخاص...

ها رأي المتواضع فأرجو أ، تقبلوه...واعذروا تدخلي الواغل في الموضوع لكنه حقا شاقني.....وكما قلت أرجو أن ينقل إلى موضوع مستقل بعيدا عن هذا الاسم الذي حكم على الموضوع قبل قراءته وخصوصا قبل قراءة هذه الردود العلمية الرائعة......

أحييكم مرة أخرى....وإلى اللقاء:)


أتفق و رأيك الأخير ..

لكن كما تعلم .. أن تستطلع ما وصل الأخرون له يفيد تجربتك الذاتية بالأخص

شكرًا سيدي ..

فيض تحية

جِهَاد و كَفَى
03-08-2006, 09:11 PM
العزيزة جهاد وكفى !

كما ترين فقدت النص الذي اود التطبيق عليه !

وهو اوضح نص للواقعية !

سأحاول ان ابحث عنه مرة اخرى عسى ان اوفق ! وان لم افق الخص النص كما اذكره !

انتظر منك الرمزية فنصها موجود لدي !

اما البرانسية !

بصراحة !

الله اعلم بها ! :09:

لم اتعرف بها قبل اليوم ! !

يبدو اني سأعكف على دراستها لوحدي !

واخرج بشي جديد !

الف تحية عزيزتي لك !

وانتظر الرمزية على احر من الجمر !

بالمناسبة الرمزية هي اكثر المذاهب التي اميل اليها !

لنا عودة !


همممممممممم .. حاولي مع نص واقعي آخر ..

أما بالنسبة للبرناسية فسأورد أنا نصًا ترجمته و تحليلي له ..

سأدرج الرمزية قريبًا

فيض تحية عزيزتي

Exodia
19-08-2006, 09:23 PM
السلام عليكم

كل الشكر والتقدير لكل من شارك هنا ....

انتهى النقاش وفي القريب لنا نقاش آخر ...

دمتم بود