عاشقة كيرا
12-12-2006, 05:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هاذي أول مشاركة لي بالمنتدى وهي قصة كتبتها من تأليفي
أرجوا أن تستمتعوا بها..............
((الأب الحقيقي))
كانت فكرة لقاء أبيها تلح في خاطرها بقوة , لقد أقترب عيد ميلادها السابع عشر , وهي تقريباً لا تعرف أباها
فقد إنفصل عن والدتها وهي في عامها الأول , لا تعرفه إلا من خلال صور يتيمة تحتفظ بها بعيداً عن زوج
أمها , الرجل الذي أحسن إليها , وأعدها إبنة له.
رسخت الفكرة وأختمرت , إلى أن جاء الوقت الذي أفصحت فيه عن مكونات قلبها ... كان ذلك في
ليلة باردة , وبينما والدتها مع زوجها تتسامر أمام شاشة التلفاز , قالت في تردد:
-أمي , أرجوكِ أعيريني إهتمامك برهة من الوقت , وأنت أيضاً يا أبي.
خفض والدها صوت التلفاز , ورمقها في حنان , وهتف:
-كلنا آذان صاغية يا حبيبتي.
شحب وجهها , وأرتجفت شفتيها من الخوف والتوتر , فعقدت والدتها حاجبيها قائلة في ضيق:
-ماذا يا (كاترينا) ؟
ربت الأب على كتف الأم في رفق , قائلاً في هدوء:
-أفصحي يا (كاترينا) , هل حدث مكروه لك في المدرسة؟
أومأت برأسها نفياً في بطء , وأطرقت برأسها , وتمتمت في حرج:
-بل هو أمر يتعلق بوالدي , أقصد أبي الحقيقي.
إلتقى حاجبا والدتها في صرامة , وحدجت إبنتها بنظرة نارية , وصرخت:
-من؟؟
قال الأب موجهاً حديثه للأم في حزم:
-هذا حقها يا (دورثي).
أجابته في إنفعال:
-عن أي حق تتكلم يا (نيل) , (كاترينا) الحمقاء تسأل عن الحقير الذي هجرني وهجرها
سته عشر عاماً , إنه....
قاطعها في صرامة وحدة مفاجئة:
-والدها الحقيقي ومن حقها لقاءه.
إتقدت عيناها شرراً , وتصاعدت انفاسها على نحو مقلق والكلمات تندفع كالطلقات النارية
من شفتيها:
-والدها زير نساء أصيل , لايشرفها رؤية وجهه الكريه , حمدلله على اننا نحيا بعيداً
عن نزقه وفجوره , إنه سافل , وضيع , منحط و...
هب الأب من الأريكة صائحاً في شدة::
-هذا يكفي يا (دورثي) , كل ما قلته لايغير من الواقع شيئاً , السيد (دوجلاس) والد (كاترينا)
ولا يجوز إهانته أمام إبنته.
تصببت (كاترينا) عرقاً وهي ترى والدها-زوج أمها- يتشاجر مع والدتها على هذا النحو القاسي , وتمنت
التدخل بينهما , لكن خوفها الغريزي من أمها , وقف حائلاً دون ذلك , فأكتفت بدور الكومبارس الصامت ,
والمناقشة الحادة مستمرة , حسمها أخيراً عبارة قوية , حماسية قالها الزوج في حزم , وهو يرمق
(كاترينا) في حنان قوي , وعاطفة مشبوبة:
-القرار لـ (كاترينا) فقط , وأنا أجبرها الأن على مقابلة أبيها.
شهقت الأم , وتمتمت بدموع عينيها:
-تجبرها... أنت...
أجابها في صرامة , برأس مرفوع في شموخ:
-نعم.. أنا.
وقفت (كاترينا) في بطء , ونظراتها المندهشة تتطل جلياً من خلف أهدابها الطويلة , نحو والدها ,
نظرات تحمل من الإمتنان , أضعاف ما تحمله من الحب , أدركت في هذه اللحظة , أي رجل هذا,
بل أي إنسان هو , ووجدت نفسها تندفع نحوه وتتعلق بعنقه في حبور , في حين إنسحبت الأم
باكية , مقهورة , وتوارث خلف باب غرفتها , تجر أذيال الهزيمة.
أجهشت (كاترينا) بالبكاء , وتركها والدها تسكب إنفعالاتها على صدره وهو يقول في
لهجة تحمل حنان الدنيا كلها:
-ليس هناك إنسان يحرم إبن من رؤية والده , حتى لو كان والده سفاحاً قاتلاً , الأبوة
إحساس رائع , لن أحرمك من تذوقه.
وضمها إلى صدره...
************************************
في اليوم التالي بدت والدة (كاترينا) عصبية للغاية , لاسيما عندما قالت لها (كاترينا)
"صباح الخير" فأنفجرت مشاعر والدتها المكبوتة منذ الليلة الماضية , وهي تصرخ في وجهها ,
وترمي أطباق الإفطار رمياً على المائدة:
-عن أي خير تتكلمين , وأنت تصيرين على رؤية ذلك الحيوان...
إرتجفت شفتي (كاترينا) , وتحفظت على وصف والدها بالحيوان , فحملت حقيبتها المدرسية وركضت خارج
المنزل...
وفي المدرسة لم تجد شخصاً تروي له ألامها سوى صاحب الإحساس الدافىء , والصدر الحنون
(جون مارتيل) , وجدته يقرأ كتاباً كعادته كل صباح في ركنه المفضل بعيداً عن الجميع ,
أسرعت إليه ودموع عينيها تسبقها , جثمت أمامه دون إستئذان , قائلة::
-(جون) أنا في حيرة من أمري.
دُهش (جون) من موقفها الباكي , فأزاح كتابه جانباً وسألها في قلق:
-ما الأمر؟؟
بكت وهي تشرح له ما حدث الليلة الماضية من نقاش حول ضرورة مقابلة أبيها , متجنبه
الحديث عن الشجار الذي إندلع بين أمها وزوجها , و(جون) يصغي إلى حديثها في إهتمام
وإشفاق , حتى إنتهت والدموع تبلل وجنتيها , وشهقاتها تندفع من صدرها آهات مؤلمة.
رسم (جون) على شفتيه إبتسامة العذبة , وأخرج منديلاً ورقياً مسح به دموعها وهو
يهمس في حنان ورفق:
-لماذا البكاء يا عزيزتي , أنت تتمنين رؤية والدك , وأمك محقة بعض الشيء في منعك
لماذا تخلى والدك عن أمك سنوات طويلة , لهذا تحسبك أسقطته من ذاكرتك , وحين جاهرت
بأمنيتك , صدمت أمك , لاسيما أن هذا الطلب جاء مفاجئاً لها , وليس مفاجئاً للسيد (نيل)
*******************************************
يتبـــع
هاذي أول مشاركة لي بالمنتدى وهي قصة كتبتها من تأليفي
أرجوا أن تستمتعوا بها..............
((الأب الحقيقي))
كانت فكرة لقاء أبيها تلح في خاطرها بقوة , لقد أقترب عيد ميلادها السابع عشر , وهي تقريباً لا تعرف أباها
فقد إنفصل عن والدتها وهي في عامها الأول , لا تعرفه إلا من خلال صور يتيمة تحتفظ بها بعيداً عن زوج
أمها , الرجل الذي أحسن إليها , وأعدها إبنة له.
رسخت الفكرة وأختمرت , إلى أن جاء الوقت الذي أفصحت فيه عن مكونات قلبها ... كان ذلك في
ليلة باردة , وبينما والدتها مع زوجها تتسامر أمام شاشة التلفاز , قالت في تردد:
-أمي , أرجوكِ أعيريني إهتمامك برهة من الوقت , وأنت أيضاً يا أبي.
خفض والدها صوت التلفاز , ورمقها في حنان , وهتف:
-كلنا آذان صاغية يا حبيبتي.
شحب وجهها , وأرتجفت شفتيها من الخوف والتوتر , فعقدت والدتها حاجبيها قائلة في ضيق:
-ماذا يا (كاترينا) ؟
ربت الأب على كتف الأم في رفق , قائلاً في هدوء:
-أفصحي يا (كاترينا) , هل حدث مكروه لك في المدرسة؟
أومأت برأسها نفياً في بطء , وأطرقت برأسها , وتمتمت في حرج:
-بل هو أمر يتعلق بوالدي , أقصد أبي الحقيقي.
إلتقى حاجبا والدتها في صرامة , وحدجت إبنتها بنظرة نارية , وصرخت:
-من؟؟
قال الأب موجهاً حديثه للأم في حزم:
-هذا حقها يا (دورثي).
أجابته في إنفعال:
-عن أي حق تتكلم يا (نيل) , (كاترينا) الحمقاء تسأل عن الحقير الذي هجرني وهجرها
سته عشر عاماً , إنه....
قاطعها في صرامة وحدة مفاجئة:
-والدها الحقيقي ومن حقها لقاءه.
إتقدت عيناها شرراً , وتصاعدت انفاسها على نحو مقلق والكلمات تندفع كالطلقات النارية
من شفتيها:
-والدها زير نساء أصيل , لايشرفها رؤية وجهه الكريه , حمدلله على اننا نحيا بعيداً
عن نزقه وفجوره , إنه سافل , وضيع , منحط و...
هب الأب من الأريكة صائحاً في شدة::
-هذا يكفي يا (دورثي) , كل ما قلته لايغير من الواقع شيئاً , السيد (دوجلاس) والد (كاترينا)
ولا يجوز إهانته أمام إبنته.
تصببت (كاترينا) عرقاً وهي ترى والدها-زوج أمها- يتشاجر مع والدتها على هذا النحو القاسي , وتمنت
التدخل بينهما , لكن خوفها الغريزي من أمها , وقف حائلاً دون ذلك , فأكتفت بدور الكومبارس الصامت ,
والمناقشة الحادة مستمرة , حسمها أخيراً عبارة قوية , حماسية قالها الزوج في حزم , وهو يرمق
(كاترينا) في حنان قوي , وعاطفة مشبوبة:
-القرار لـ (كاترينا) فقط , وأنا أجبرها الأن على مقابلة أبيها.
شهقت الأم , وتمتمت بدموع عينيها:
-تجبرها... أنت...
أجابها في صرامة , برأس مرفوع في شموخ:
-نعم.. أنا.
وقفت (كاترينا) في بطء , ونظراتها المندهشة تتطل جلياً من خلف أهدابها الطويلة , نحو والدها ,
نظرات تحمل من الإمتنان , أضعاف ما تحمله من الحب , أدركت في هذه اللحظة , أي رجل هذا,
بل أي إنسان هو , ووجدت نفسها تندفع نحوه وتتعلق بعنقه في حبور , في حين إنسحبت الأم
باكية , مقهورة , وتوارث خلف باب غرفتها , تجر أذيال الهزيمة.
أجهشت (كاترينا) بالبكاء , وتركها والدها تسكب إنفعالاتها على صدره وهو يقول في
لهجة تحمل حنان الدنيا كلها:
-ليس هناك إنسان يحرم إبن من رؤية والده , حتى لو كان والده سفاحاً قاتلاً , الأبوة
إحساس رائع , لن أحرمك من تذوقه.
وضمها إلى صدره...
************************************
في اليوم التالي بدت والدة (كاترينا) عصبية للغاية , لاسيما عندما قالت لها (كاترينا)
"صباح الخير" فأنفجرت مشاعر والدتها المكبوتة منذ الليلة الماضية , وهي تصرخ في وجهها ,
وترمي أطباق الإفطار رمياً على المائدة:
-عن أي خير تتكلمين , وأنت تصيرين على رؤية ذلك الحيوان...
إرتجفت شفتي (كاترينا) , وتحفظت على وصف والدها بالحيوان , فحملت حقيبتها المدرسية وركضت خارج
المنزل...
وفي المدرسة لم تجد شخصاً تروي له ألامها سوى صاحب الإحساس الدافىء , والصدر الحنون
(جون مارتيل) , وجدته يقرأ كتاباً كعادته كل صباح في ركنه المفضل بعيداً عن الجميع ,
أسرعت إليه ودموع عينيها تسبقها , جثمت أمامه دون إستئذان , قائلة::
-(جون) أنا في حيرة من أمري.
دُهش (جون) من موقفها الباكي , فأزاح كتابه جانباً وسألها في قلق:
-ما الأمر؟؟
بكت وهي تشرح له ما حدث الليلة الماضية من نقاش حول ضرورة مقابلة أبيها , متجنبه
الحديث عن الشجار الذي إندلع بين أمها وزوجها , و(جون) يصغي إلى حديثها في إهتمام
وإشفاق , حتى إنتهت والدموع تبلل وجنتيها , وشهقاتها تندفع من صدرها آهات مؤلمة.
رسم (جون) على شفتيه إبتسامة العذبة , وأخرج منديلاً ورقياً مسح به دموعها وهو
يهمس في حنان ورفق:
-لماذا البكاء يا عزيزتي , أنت تتمنين رؤية والدك , وأمك محقة بعض الشيء في منعك
لماذا تخلى والدك عن أمك سنوات طويلة , لهذا تحسبك أسقطته من ذاكرتك , وحين جاهرت
بأمنيتك , صدمت أمك , لاسيما أن هذا الطلب جاء مفاجئاً لها , وليس مفاجئاً للسيد (نيل)
*******************************************
يتبـــع