مشاهدة النسخة كاملة : أُمي لقد نجحت !
السلام عليكم :D
هذه القصه كتبتها العام الماضي ، وأتمنى انها تعجبكمـ ..
:- ..أُمي لقد نجحت..
:33:
هل تذكروني؟ كنت بجانبكم على أرضٍ عربيّة . أجلس على ترابٍ شامي. فوقي سماء غستوائية،أقاربي نماذجٌ منها بدويّة. أعتز بعروبتي ، أفطر خبزة وزيتونة فلسطينية..
أنا إبنكمـ وإبن إبنكمـ ... هل تعرفوني ؟ أحببتكمـ، فهل أحببتموني؟ سألتكمـ فلم تعطوني... رأيت الخير للغير منكمـ ..كريموننعم، تعطون نعم ، لكن الشاذ منكم وقعت سلطته عليّ أنا وأمي وأختي .
حكمته سبحانـه وتعالى ، لكن بعد الصبر تُفرج ، غادرت الارض ، صعدت للاعلى ، بتُّ مشتاقًا للغاليّة ، عشتُ آملا أن أرى والدي بعد مماته ، اراه في الاحلام ، إسألوا الهواء عن ماضيًّ البائس.
انا مالكـ العذاب ،أنا نشأت كالاموات..
كان يومًا كئيب حيث جاء أحد العمال ليخبرنا أن أبي قد توفيَّ ، كنت فيالرابعة من عمري ن العب وأختي الصغيرة ، كانت أمي تطبخ الطعام المفضل لابي والذي أصبح مفضل بالنسبة لي ، ذلك قبل وفاة أبي لأنه كان يقول لي أن هذا الطعام يجعلني قوي. وفي ذلك العمر كنت أصدق هذا الكلام.
دقَّ أحدهم باب البيت ، عندما فتحته ونظرت لوجه ذلك الرجل رأيت الدموع محقنة في عيونه ، لا يجرءُ على البكاء.
وطلب مني أن أنادي أمي ، ففعلت وعندما جاءت،
قال: أنت حرم سامر؟
قالت : لماذا؟ ماذا حدث له؟
قال:إنه..أعطاك عمره.
أمي كانت صبورة، فلم تولول ، بل جُمدت مكانها ،و..
لم تقل شيء . أزاحت الباببهدوء ومشت في الشارع .لم يعرف الرجل ما يجرين لكنه أسرع للحاق بها .أنا وأختي لم نتردد في اللحاق بهما ، ففعلنا .ولا ندري ما المعنى للمصطلح "اعطاك عمره"! كانت أمي ولأول مرة تمشي بسرعه، لا تنظر للجارات لتقول السلام او أي شيء.. كانت تركض ودموعها تتطاير..أختي وأنا بكينا لاننا نشعر بخطر..
من بعيد رايت شخصًا ممددًا على الارض، لم أجرؤُ على الاقتراب والامر الذي جعلني أستغرب أن أمي فعلت.إنحنت مخاطبة الرجل الملقي على الارض .وتغطيه قطعت قماش بيضاء ، سالت دمعة من عينيها ولكن لم تدعها تلامس جلده.. أردتُ ان اقترب لكن الرجال ذو الملابس الممتلئه بغبار الطحين ، كما والدي عندما يعود من المخبز ،منعوني وأختي..
مرّ الوقت من دون ان ادري به ن كنت اشعر بكل الغرابه .
في اليوم التالي نهضتُ من النوم ، خرجت لادخل الحمام وأغسل وجهي، وفوجئت بأن البيت يعج بنساء الحارة والاقارب ، و..
جاءت إبنة الجيران الكبيرة حملت أختي وأمسكت بيدي واخرجتنا الى بيتهم ، لاعبتنا والدموع على وجنتيها ، سألتها بتردد : اين امي وأبي؟
أجاغبتني :ا.. أبوك سافر وامك تجلس مع الجارات ..
جوابها غير مقنع!
مرت الايام ..وأنا لا أجري ما يدور حولي ، وكلما سألت احدهم لما أمي حزينهظ اين ابي ؟ لما الناس يزورونا كل يوم؟
كانوا يجيبونني ان ابي سافر وامي.. كانو يتهربون من ان يجيبوا ... بعد مرور اشهر اخبروني ان ابي مات وعلى امي ان تتزوج ،
أخيرًا عندما زوج أخوالي أمي لان العادات والتقاليد تتطلب ذلك ..
زوجوها رجل عنده معمل قماش . بعد ان تزوجها اراد تمويل معمله فأخذ كل ما تملك أمي ، وعشنا بألم.
وأمي لا تقول انها تتعذب ، نذهب للمدرسه ن وزوجها للمعمل ن وهي تغرق في دموعها.
لم يكن يوفر لنا كتبنا المدرسيه والقرطاسيات ، وطعام مقرف يطعمنا، وهو ياكل الذ واشهى الاطعمه في مطاعم اللدة الفاخرة .
كنا نفطر(بهادل) وغداءنا متكرر خبز يابس ليس كالذي كان ابي يحضره من المخبز، وطبيخ يحوي عل اللحوم...
كنا ننام مندون عشاء ، وفي فراشنا نسمع صرخه على امي وصوت الضرب..
كنا نعيش في مأساة وامي كانت تكتم كل ذلك فلا تخبر اخوالي ولا اي احد ، والغريب انها لم تعد تزور الجارات كالماضي.
بعد انهائي التعليم الابتدائي بتفوق، عارض عمي ان اكمل الى الثانوي.
حيث كنتذاهب للحمام ، فسمعته في في الصالون يقول لامي: صفاء، ابنك سيعمل معي بدلا من اكماله الثانوي..
صرت اعمل معه، كان يعاملني بقسوه.
لمع في فكري أن أغادر ، فكرت في هذا الموضوع طويلا ..لكن كيف اترك امي واختي تحت سلطة الذئب؟ الى اين اذهبظ وما سيحدث..؟
تنوهت الى ان عمي يخطط لشيئًا حيث ان رجل يأتي يوميًا عند عمي ومعه اشياء . عرت بأن شيئًا يحدث وظننت أنه الشيطان الذي يوسوس في أعماق نفسي كي اعرف ، كانت المضاضات تحاول الصمود امام الفضول حتى فاز الفضول على النفس الضعيفه .وكم تعوذت من الوسواس الخناس ، لكن الله عز وجل أراد لي أن أكشف الغموض .
عند غياب عمي من مكتبه ، دخلت بسلاسه وتفرست على الاوراق المكومّه.
لم أفهم اللغهخ فكانت مخربطة حروفها عربيّه وانكليزيّة . خطفتُ احدها ومشيت . بعد فتره غحتاج عمي اليها فقام بتحقيق معي ليعرف ما اذا اخذتها لكن انكرت ، بعد ذلك قال لي : تفضل الى عملك.
خرجت وخرج بعدي بدقيقتين وقال معلنًا للجميع : أنا فقدت غرض واللص الذيسرقه يعرف ما هذا الغرض إما ان يعيده بهدوء او استرده بطريقتي وستكون بشعة جدًا جدًا..
خفت أنا كثيرًا خصوصًا أنه يشك فيّ . فرغمًا عني اعدت الورقة من غير ان يعلم فكان مغادرًا الغرفه وربما رأني.
أيقنت ان لا محاله لي وعليّ تركهم ، اعود في المستقبل حين استطيع مواجهة عمي ..اقنعت نفسي بالرحيل.
نهضتُ صباح يوم دخلت كل حُجر المنزل ، ودعت كل ما فيه ، قبلت الجدران التي تحمل ايّامي المرّه . ذهبت الى أمي ضمتني اليها بحنانها الدافءغمرتني.هذا الصباح منذ ان قمت من فراشي شعرت بانني غريب عن نفسي ، اني لا اعرف ما اقول ، سمعت صوتي من دون خشونة ورأيت نفسي كالطفل :امي ،أمي ارجوك ..كيف ؟ ليت الزمان يعود حتى ارى والدي فقد اشتقت اليه، او يقف حتى ابقى بين ذراعيه ، او تمر الايام المرة ويأتي المستقبل خاي من الألآم ..
لم أصدق اني هذا أنا.
ذهبت الى اختي ودعتها هي ايضا ، ولم تكن كلتاهما تعرف ما يجول في خاطري .
حملت حقبتي ومشيت ، بيدا أن ذلك كان في الصباح لكني رايت أوابد الليل ، سافرت من قريتي لمدينه مجاورة.. هناك في تلك المدينه رحبَّ فيّ رجل ، عملت عنده في منجرته وكنت أقسِّم أجرتي الى ثلاثة اقسام ، فمنه كان يخصم أجر سكني عنده في إحدى غرف المنزل ، ومبلغ ضئيل للطعام ، والباقي أدخره..
الفصل الثاني :
أعترف بأن ابني مجاهد ذاق المر كما أنا واخته ايضًا ن لقد غادر من غير ان اعرف السبب وربما لان ..؟
بكيت على فراقه والحجارة تشهد ، انتظرت مجيئه ، صرت اشكو همي للهواء عساه يُهديني. وبعد ان تزوّجت ابنتي(ربي يُسعدهاواسرتها) شعرت بفراغ في حياتي .وزوجي اللعين قُبض علية لانه كان يتاجر بمخدرات .. كنت وحيده ن وجاراتي يخففن عني همي وحزني..
مرّوقت طويل وفراغ كان كله ، لا يوجد شيء ابنتي تزورني في فترات متباعده ولم أكن احب ان ازور الجارات هن كن يأتين من وقت لاخر.
أحد الايام جاء ساعي البريد ،ليعطيني رساله ، استلمتها ، جلستُ لاقراءه .
كان شكله الخارجي غريب لكن فتحته وحدسي يقول لي أنه من بُني:
مضى وقت ، اكملت تعليمي الثانوي ، منثم ذهبت لاحدى الجامعات درست وتخرجت مع شهادة دكتوراه في علم الفلك.
كنت اكثر الطلاب تفوق . فصارت الجامعات تطلبني لمحاضرات ، حتى نشرت الصحف والمجلات صوري كعالم في الفلك..
وأظن ان لو أمي رأت صورتي لما عرفتني ، فقد جال عليّ الزمن ولم أعد كما كنت ، الان احكي وفي ذاتي رجوله.
لمـ تغب صورة والدتي واختي عن بالي بتاتًا ، كان شوقي يزداد يومًا بعد يوم.
قررت ان اعود لقريتي ، ازور امي ولم احسب حساب عمي ، فإني قوي الان ، اريد ان احر امي واحل قيودها، ايقنت بعد تفكير ان تلك الاوراق كانت للاحتيال على الزبائن او ربما ليتاجر بشيء ممنوع ، تهريب ربما. لكن مؤكد من اجل المال.. ففكرت في ان احمل اكوام من الدولارات له كي لا يقوم بعمل الممنوع شرعيًا او قانونيًا .
لكن للاسف ، بعد ان حضرت نفسي لاسافر من اوروبا الى بلادي .ذهبت الى المطار ولم اجد جواز سفري فعدت الى بيتي كي آخذهُ ، ما إن فتحت الباب واذ بالهاتف يرن ، رفعت السمّاعه واذ باحدهم يقول لي ان رحله للقمر عليّ ان اقوم بها .وهناك سأمكث من شهر حتى ثلاثة شهور.فلم استطع ان افوِّت الفرصه ، واجلت سفري الى اشعارٍ اخر..
على القمر زاد الشوق بقلبي كثيرًا ، فوجدتني
اكتب رساله دموعي تناثرت على صفحاته:
22/5/2053
Moon To MOom
سلامُ ُ يا حنونه
انا ابن العذاب ، كنت. اشتقت لزوجكـ المتوفي -رحمه الله-،ولابنتكـ النديه .وبكل تواضع اُقبل راحتيكـ، وأطلبُ رضاك. سلمي على رائده .
أنا رائد ، ليس إسمي بل لاني اجول في الفضاء (لقبي).
اقلبي دعوتي وتعالي لتعيشي معي على كوكب : "كلٌ في سفينته الفضائيه ".
امي ، امي اشتقتُ لمناداتك يا عزيزه . اشتقت الى حِجرك الدافء .أمي لقد نجحت ،وصلت الى الفضاء حيث لم يتمكن غيري بالرغم من شقائي .
ارجوك طمنيني عن روحك الطاهرة.
تعالي للقمر يا قمر ..تعالي اسجدي للرحمن على هذا الكوكب حيث نصبت علم نجاحي..
لا تبعثي لي رسالة تخبريني عن موافقتك ، انا آتي بعد أقل من شهر .
إنتهت:itsme:
هــمـسـة
12-12-2007, 06:08 PM
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعبا طيب الأخلاق
قصة جميلة أخي الكريم
بانتظارجديدك
بدر محمود
12-12-2007, 06:41 PM
جميلة قصتك اخي kmr
بالتوفيق دائما
مع اطيب الامنيات
مشكورين على المرور ، يعني بصراحه مروركم دعم..:أفكر:
بس انا بنت هه :01:
جميع حقوق برمجة vBulletin محفوظة ©2025 ,لدى مؤسسة Jelsoft المحدودة.
جميع المواضيع و المشاركات المطروحة من الاعضاء لا تعبر بالضرورة عن رأي أصحاب شبكة المنتدى .