المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار عامة لقاء وحوار .....



Danger_Scorpion
20-01-2008, 06:29 PM
إسماعيل هنية: شاهد على الأحداث
- الحلقة الاولي
http://www.aqsatv.ps/new/pic/0egdpo.jpg

إسماعيل هنية يحادث الحارث الضاري أثناء تأديتهما لمناسك الحج


أجرى الحوار: إبراهيم الزعيم
ضيف الحوار: دولة رئيس الوزراء الأستاذ إسماعيل هنية


في هذه الحلقة يجري الحديث عن موقف جماعة الإخوان المسلمين من قضايا كثيرة على الساحة الفلسطينية والعربية، والبذور الأولى للعمل الأمني والجهادي لمواجهة الاحتلال الصهيوني، وتجربة الاعتقال الأولى. نترككم مع الحلقة الأولى. نود بداية أن تقدموا للسادة القراء نبذة عن سيرتكم الذاتية.. اسمي إسماعيل عبد السلام أحمد هنية، من مواليد مخيم الشاطئ في غزة 1963م، من مهاجري قرية الجورة، أنهيت دراستي في كلية التربية قسم اللغة العربية في الجامعة الإسلامية، قبل التحاقي بدرجة الماجستير لدراسة العلوم السياسية والإقليمية في جامعة القدس/ أبو ديس. كنت رئيساً لاتحاد الطلبة في الجامعة الإسلامية في عام 1985، وأمين اللجنة الرياضية، وكنت قد اعتقلت في الانتفاضة الأولى ثلاث مرات، المرة الأولى بتاريخ 24/7/87، والثانية في 15/1/88 والثالثة في 19/5/89، ثم أُبعدت إلى مرج الزهور، وحصيلة سنوات الاعتقال تقريباً أربع سنوات ونصف، بالإضافة للإبعاد سنة إلى لبنان في مرج الزهور، بعد ذلك عملت رئيساً لنادي الجمعية الإسلامية، وشاركت في كل الحوارات التي دارت بين حركة المقاومة الإسلامية حماس والسلطة، بعدما أنهيت عملي من الجامعة الإسلامية عملت كمدير لمكتب الشيخ المجاهد أحمد ياسين، بعد خروجه من السجن، ومكثت عنده خمس سنوات انتهت باستشهاده رحمه الله، وعُيّنت عضواً في مجلس الأمناء للجامعة الإسلامية في عام 2002. ما هو موقف الإخوان من معاهدة كامب ديفيد؟موقف الحركة هنا في فلسطين مثل موقف الحركة في كل مكان رأت بهذه الاتفاقية مخاطر قوية جداً على القضية الفلسطينية وعلى الواقع العربي والإسلامي بشكل عام، وأخطر ما في الاتفاقية هو اعتراف مصر أكبر دولة عربية بالكيان الصهيوني، وبالتالي إقصاؤها عن الصراع المباشر مع العدو الصهيوني، وهذا لا شك كان له أثر كبير على أبنائنا، وقد عبرت جموع الشعب الفلسطيني -في حينه وكنت يومها من أبناء الكتلة الإسلامية في معهد الأزهر في غزة وذلك سنة 1978-عن رفضها لهذه الاتفاقية، من خلال الخطب والندوات والمساجد والمدارس والمظاهرات.لكن هل كان للإخوان موقف واضح من هذه الاتفاقية؟أدبيات الحركة سجلت الرفض القاطع لكامب ديفيد، من خلال خطب المساجد والندوات واللقاءات. ما هو موقف الإخوان من برنامج النقاط العشر الذي تبنته منظمة التحرير الفلسطينية القاضي بإقامة دولة فلسطينية على أي شبر يتم تحريره من أرض فلسطين؟الحقيقة أن النقاط العشر نظرت إليها الحركة على أنها شكلت تراجعاً خطيراً على نهج منظمة التحرير الذي أعلن لحظة تأسيسها عن أن فلسطين كلها ملك للشعب والأمة، وأن الكفاح المسلح الطريق الوحيد لتحرير أرض فلسطين، وأنه لا اعتراف ولا صلح ولا تفاوض مع الاحتلال الصهيوني. النقاط العشر سجلت تراجعاً واضحاً، لذلك نظرت الحركة الإسلامية بخطورة لهذه النقاط وحذرت من التعاطي معها والانجرار وراءها. كيف نظر الإخوان لنتائج حرب 1973؟ وكيف فسروها؟ وكيف أثرت هذه الحرب على أوضاعهم في غزة؟لا شك أن الحرب كان لها نتائج معنوية وإيجابية على كل أبناء شعب فلسطين، كانت نتائجها المباشرة عسكرياً تؤشر بأن الدول العربية إذا قررت بشكل واضح تبني مقاومة هذا الاحتلال فستكون قادرة على إلحاق الهزيمة به، وهذا انعكس إيجابياً على أبناء الشعب الفلسطيني وعلى أبناء الحركة الإسلامية.من ضمن ما أثر على الساحة الفلسطينية في قطاع غزة الجانب اللبناني، كيف تصرف الإخوان إبان الاجتياح الصهيوني للبنان؟ وهل كان لها أي انعكاس على الأوضاع؟ وهل أدت إلى توترات سياسية في قطاع غزة؟لبنان تعرض لحرب في أكثر من محطة، دخلوا في السبعينيات ثم في الثمانينيات ثم الاجتياح الواسع في 1982، ثم الشريط الحدودي في 1989، ثم اجتياح لبنان، أذكر أن الحركة حينما مرت الذكرى الأولى لاجتياح لبنان بعد 1982 شاركت في كل المظاهرات العارمة التي خرجت في قطاع غزة، مشاركة قوية من قبل أبنائها وشبابها، وخاصة التنديد بمجزرة صبرا وشاتيلا، ولاشك أن خروج منظمة التحرير وكسر البنية العسكرية للمنظمة في لبنان كان له أثر بشكل أو بآخر على أن نبدأ في الداخل بتحريك شعبنا لمواجهة الاحتلال، فأخذت الحركة موقعها في المواجهة والإعداد، لذلك موضوع الاجتياح وكسر البنية العسكرية لمنظمة التحرير وضع الحركة أمام فكر سياسي وحوار داخلي، هذا الحوار الداخلي كان بموجه يجري الحديث عن كيفية إعداد شبابنا حتى ولو عن طريق مواجهات جماهيرية ومظاهرات ضد الاحتلال الصهيوني، في كوننا حركة لابد أن تحمي مشروع المقاومة للاحتلال، بعد اجتياح لبنان والمجازر في صبرا وشاتيلا، وكسر البنية العسكرية لمنظمة التحرير الفلسطينية والعمل على إخراجها من الساحة اللبنانية.هل شارك الإخوان في مظاهرات احتجاجية في الاعتداء على المسجد الأقصى في إبريل عام 1982 وهل كان دورهم قيادياً أم عادياً؟الحقيقة كان للحركة وأبنائها دور بارز خاصة الانطلاق من المساجد، حتى سُمّيت في ذلك الوقت ثورة المساجد، وأنا أذكر أنه كان لنا تجمع لكل إخواننا في المسجد الشمالي (غزة -مسجد الشهيد أحمد ياسين حالياً) وصلينا الجمعة في المسجد، و قررنا الخروج بمسيرة حاشدة من المسجد، وحصل أن دبابات الاحتلال الصهيونية قد حاصرت المسجد من قبل الصلاة، وما أن انتهت الصلاة حتى بدأت الدبابات بإطلاق نار كثيف في الهواء وإطلاق الرصاص المطاطي على المصلين، مما دفعنا للخروج من المسجد، وأذكر أن شاباً أُصيب برصاص مطاط وفقد إحدى عينيه. ثورة المساجد لم تُسمّ بهذا الاسم إلاّ لأن أبناءنا وإخواننا كان لهم دور بارز ضد الاحتلال الصهيوني، وتحركت حافلات تقل أبناء الجامعة الإسلامية للرباط في المسجد الأقصى المبارك.كيف اتخذ قرار المشاركة في هذه الإضرابات أو هذه الثورة التي سُميت ثورة المساجد؟موضوع ثورة المساجد لها علاقة بالمسجد الأقصى، وقد جاءت رداً على اقتحام أحد الصهاينة باحة المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين، وهذا أثّر في تفعيل العداء للمحتل، ولذلك كان توجه الإخوة بأن يكون لهم دور فاعل في المظاهرات والاحتجاجات والتعبير عن السخط الشعبي الفلسطيني ضد ما قام به المتطرف الصهيوني في باحة المسجد الأقصى.تعرّض العراق لضربتين من قبل (إسرائيل) في الثمانينيات، كيف قيم الإخوان ضرب المفاعل النووي العراقي؟أولاً رأينا في ذلك عدة نقاط، الأولى أن العدو الصهيوني لا يروق له أن تمتلك أي دولة عربية أو إسلامية أي سلاح يشكل خطراً عليه، ونحن اعتقدنا ومازلنا نعتقد أن ضرب المفاعل النووي العراقي هو قرار أمريكي نُفّذ من خلال الذراع الصهيوني، النقطة الثانية اعتبرنا أن العدو الصهيوني يريد أن يكرس الهيمنة، بمعنى إذا لم تتحقق (إسرائيل) الكبرى فـ (إسرائيل) العظمى، صاحبة ذراع يمكن أن يصل إلى العراق أو إلى أي مكان، لذلك كانت هناك خطورة بالغة باتجاه ردة الفعل الإجرامي الذي قام به العدو الصهيوني، وعبرنا عن رفضنا وإدانتنا لهذا العدوان، ولذلك وقفنا إلى جانب العراق في هذه المحنة، وكان ضرب العراق واجتياح لبنان نتيجة حتمية لإخراج مصر من معادلة الصراع من خلال كامب ديفيد.ما هو موقف الإخوان من معاهدة كامب ديفيد بشكل عام ومن الحكم الذاتي بشكل خاص؟ وهل دار حوار ونقاش داخل الحركة حول موضوع الحكم الذاتي؟اتفاقية كامب ديفيد مرفوضة جملة وتفصيلاً من قبل الحركة؛ لأنها تقوم على أساس باطل بموجبه تم الاعتراف بالكيان الصهيوني، واختزال الأرض الفلسطينية في حدود الضفة الغربية وقطاع غزة، ولذلك التعاطي مع هذه الاتفاقية بما فيه الحكم الذاتي كان مرفوضاً من قبل الحركة؛ لأن الحكم الذاتي يعني أن هناك أقلية عرقية تعيش في ظل الدولة (إسرائيل) والشعب الفلسطيني أقلية عرقية يقبل بالعيش في ظلال هذه الدولة. الحركة الإسلامية رفضت كامب ديفيد ومشتقات كامب ديفيد، بما في ذلك الحديث عن الحكم الذاتي في الضفة الغربية وقطاع غزة. في فترة الثمانينيات كانت بداية تشكيل أجهزة حركة الإخوان في قطاع غزة، ما الأجهزة التي كانت تتبع التنظيم في تلك الفترة؟ ومن هم رموز الحركة في تلك المرحلة؟لم يكن عندنا أجهزة كثيرة كما في الوقت الحالي؛ لأن اتساع الحركة استوجب أن يكون لديها أجهزة ودوائر ولجان متعددة، في بداية العمل كانت الأجهزة محدودة، كان جهاز الأمن والدعوة، وجهاز "مجاهدو فلسطين" (مجد) هو نواة العمل العسكري، وكان هناك لجنة سياسية وإعلامية. وكان من أهم الشخصيات بالنسبة لجهاز (مجد) أخونا يحيى السنوار وروحي مشتهى، وخالد الهندي وكنت مسؤولاً في جهاز الأمن عن مساحة جغرافية من القطاع، عملنا في عام 1984 حتى 1987، وعندما اعتقلت عدت للعمل به، واعتقلت في عام 1989 لعلاقتي بجهاز (مجد). كيف وقع الاختيار على هذه النخبة سواء في الأجهزة الدعوية أو الأمنية أو السياسية؟الاختيار يأتي من قبل قيادة الجهاز لمن يعتقدون أنه صالح للعمل في هذا الجهاز، يتم ربطه بهذا الجهاز، ويبدأ عمله من خلال هذا الاتصال. من هم الإخوان الذين اعتقلتهم سلطات الاحتلال في هذه الفترة؟ ولماذا؟ وما أثر ذلك على الحركة؟أبرز الاعتقالات كانت في عام 1984؛ إذ تم اعتقال الشيخ أحمد ياسين، والدكتور إبراهيم المقادمة، ود. محمد شهاب، والشيخ صابر عودة، والشيخ صلاح شحادة، وأبو بلال أبو نار، والشيخ عبد الرحمن تمراز، والشيخ عرب مهرة. الاعتقالات أثرت إيجابياً؛ لأننا بدأنا نشعر أن الحركة دخلت مرحلة مهمة في المواجهة مع الاحتلال.في هذه الفترة نود أن تحدثنا عن التربية في تلك المرحلة?عناصر القوة كما حددها الإمام حسن البنا ثلاثة: قوة العقيدة والإيمان، وقوة الترابط، وقوة الساعد والسلاح، وكنا نرى في المرحلة السابقة بأنه لابد من بناء جيل إيماني قرآني، من أجل تحمل كل تبعات الطريق، فكانت التربية من أولى الأولويات في الدعوة حينذاك. ما هي أفضل السبل لمقاومة الاحتلال في ذلك الوقت؟إعداد الجيل وتربيته، وبناء الشخصية المسلمة الواعية القادرة على تحمل التبعات، بعد ذلك بدأت الحركة الجماهيرية في 1983، وانطلقت ثورة المساجد والمظاهرات الشعبية في 1985و 1986، وكانت قوات الاحتلال تقوم بفرض الحصار على الجامعة الإسلامية، فكانت المساجد توجه نداءات للناس من أجل أن يتوجهوا للجامعة الإسلامية لكسر الحصار المفروض عليها، كلها كانت حركة جماهيرية في بداية المواجهة مع الاحتلال الصهيوني.كيف تم جمع السلاح ولاسيما اتخاذ قرار البدء بمواجهة الاحتلال؟حاولنا التعرف على بعض تجار السلاح، وشراء بعض الأسلحة وتم تخزينه حتى ضربة عام 1984 واعتقال الشيخ ومصادرة السلاح. لماذا أُخِذ القرار ببدء الإعداد العسكري عام 1982؟ليس في عام 1982، وإنما في عام 1980، وكان النقاش جدياً لموضوع العمل العسكري، وقد كان لبعض الإخوة القياديين هنا رأي، وتوصلوا لاتفاق، فلنبدأ الإعداد للعمل العسكري، ولكن لا يبدأ التنفيذ، وذلك كله في نقاشات قيادية في العام 1980. نرجو أن تحدثنا عن عمليات التدريب والتنظيم وشراء الأسلحة؟لم يكن لي علاقة بهذه المجموعة، ولكنها كانت مع الشيخ، وهي التي أشرفت على الموضوع. هناك العديد من الإخوة في المستوى القيادي لم يكونوا مطلعين ولا يعرفون بهذا الأمر، كان الأمر محصوراً بالشيخ والمجموعة التي عملت معه.كيف بدأت مرحلة الإعداد في عام 1982، 1984؟تعرّفوا على بعض تجار السلاح، جرت بينهم اتصالات، وقد كلفوا البعض بشراء الأسلحة وتخزينها في مناطق عدة من قطاع غزة. هل كان لاعتقال الشيخ أحمد ياسين والشيخ صلاح شحادة في عام 1984 أثر في دفع العمل العسكري للأمام أم تأخيره؟ الاعتقال جعل الشيخ أحمد ياسين على قرب من التنظيمات في السجن، وصار لنا إخوة وقيادات داخل السجن، وهذه المرة الأولى التي يدخل فيها الإخوان السجون الصهيونية، والتقى ببعض أبناء الجماعة الإسلامية الذين كانوا ينتمون لتنظيمات فلسطينية داخل السجون ثم خرجوا من التنظيمات، وشكلوا الجماعة الإسلامية من أمثال الشيخ محمد أبو طير وخضر الرنتيسي وغيرهم. بالنسبة للتجربة الاعتقالية للشيخ أحمد ياسين والشيخ صلاح شحادة، هل كان لهذه التجربة أثر على تشجيع العمل العسكري في قطاع غزة؟لاشك أن اعتقال المجموعة العسكرية بقيادة الشيخ في عام 1984 كان لها أثر إيجابي في أوساط الحركة؛ إذ أصبح معلوماً للجميع أن الحركة تهتم بجانب الإعداد والاستعداد لبدء مرحلة المقاومة ضد العدو الصهيوني، من جانب آخر غياب مجموعة القيادة استوجب أن تبرز قيادات وتتقدم إلى الصف الأول لتأخذ مكان الشيخ والقيادة، وهذا أدى إلى تفعيل دور القيادة وتوسيعها داخل الحركة في ذلك الوقت.متى تم تشكيل ما يُعرف بمجموعة (مجد)، ولماذا تم اختيار هذه التسمية؟كان هذا قبل الانتفاضة بشهور، أي في عام 1987، وأُصدرت مجموعة من البيانات في حينه، وقد كانت بمثابة الجناح الأمني للحركة الإسلامية، وكانت البيانات توقع بـ "الإخوان المسلمين" وبعنوان "المرابطين على أرض الإسراء" وبعنوان "الكفاح الإسلامي"، وكذلك بحركة المقاومة الإسلامية، ولكن دون اسم "حماس". كيف اتُّخذ القرار بتأسيس الجهاز العسكري؟لقد تم تشكيل ما يُسمّى بجهاز "المجاهدون الفلسطينيون"، وكان بمثابة نواة الجهاز العسكري، والمؤسسة القيادية للحركة اتخذت قراراً ببدء العمل، بحيث يكون هناك مسؤول عسكري مباشر عنها، وهو الشيخ صلاح شحادة. ما الهدف من تأسيس هذه المجموعة؟البدء في مقاومة الاحتلال. طبعاً نفّذوا العديد من العمليات قبل الانتفاضة، منها عمليات إطلاق النار، وإلقاء قنابل يدوية على بعض حواجز ومواقع عسكرية ومراكز شرطة للاحتلال، وبعد الانتفاضة قامت بعمليات كبيرة. انطلق في ذلك الوقت ما يُعرف بمجموعة (101) ما هي قصة هذه المجموعة؟(101) هم المجاهدون الفلسطينيون. أما عن اختيار الاسم فقد قرأت في التاريخ الفلسطيني أن هناك مجموعة مجاهدة كانت تطلق على نفسها (101)، وربما تكون التسمية تيمناً بها. من الذي وقف على رأس هذه المجموعة؟الشيخ صلاح شحادة. ما هي الإنجازات التي حققتها المجموعة للحركة؟أهم شيء عملية خطف الجنود عام 1989؛ لأن هذه المجموعة نفذت خطف الجنديين الإسرائيليين إيلان سعدون وسبورتس، بالإشراف المباشر من الشيخ صلاح شحادة. متى بدأ عمل الوحدة 101؟منذ عام 1987. ما العلاقة بين المجموعة (101) وجهاز "المجاهدون الفلسطينيون"؟ذات المجموعة، هذه منبثقة عن المجاهدين الفلسطينيين وربما أُسند لها مهمات خاصة.تلقى الجهاز العسكري لحركة "حماس" ضربة في عام 1984، كيف بدأت هذه الضربة؟إحدى القنوات التي كانت تزود المجاهدين بالسلاح كان بها خلل. ماذا حصل أثناء التحقيق للإخوة ولاسيما أنها أول تجربة يخوضها الإخوان في قطاع غزة؟بالتأكيد كانت التجربة قاسية ومؤلمة وتعرض الإخوة لضغوط هائلة، حدثت اعتقالات في صفوف الإخوة، لكننا سجلنا موقفاً ثابتاً وعظيماً. الأخ الدكتور إبراهيم المقادمة تعرض لتحقيق قاسٍ جداً جداً، ومع ذلك ثبت في التحقيق، كان غرض الدكتور إبراهيم الذي لم يدلِ بأي معلومات خاصة أيام الاعتقال الأول أن يتيح الفرصة للدكتور أحمد الملح مغادرة القطاع، لذلك تحمل كثيراً جداً، وتمكن الدكتور أحمد الملح من الخروج من القطاع، ولم يتم اعتقاله والحمد لله. ما هي الأحكام التي صدرت في حق الإخوان آنذاك؟الشيخ حُكم عليه (13) عاماً، الدكتور إبراهيم ثماني سنوات ونصف، والأخ عبد الرحمن تمراز (12) سنة، الأخ محمد شهاب (10) أعوام، الشيخ صلاح شحادة عامين ونصف، الأخ صابر أبو عودة عامين، الأخ بيان أبو نار عامين تقريباً، الشيخ عرب مهرة سبع سنوات، هذه متوسط الأحكام. أعلى حكم الشيخ أحمد ياسين، ومعظم الإخوة قضوا مدة الحكم ما عدا الشيخ أحمد ياسين الذي خرج في صفقة تبادل الأسرى التي نفذتها الجبهة الشعبية (القيادة العامة أحمد جبريل) في عام 1985 بعد عام واحد من اعتقاله. هل كان هناك علاقة متبادلة مع أحمد جبريل بناءً عليها تم التوجه إلى الإفراج عن شيخ الحركة أحمد ياسين؟ داخل السجون كان المجاهد حافظ الدلقموني وهو عضو اللجنة العليا التي تفاوض الاحتلال الإسرائيلي والصليب الأحمر، وهو من الجماعة الإسلامية ومعتمد من القيادي أحمد جبريل وهو الذي وضع اسم الشيخ على القائمة. والأخ أحمد جبريل رحّب بذلك لظروف الشيخ أحمد ياسين الصحية.بعد عملية الإفراج عن الشيخ، هل عاد إلى مزاولة العمل العسكري مرة أخرى؟نعم بالتأكيد قبل الانتفاضة، فقد تم استئناف العمل، وخاصة بعدما تم الإفراج عن الشيخ صلاح شحادة بعد عامين ونصف من اعتقاله، إذ تم من جديد إعادة حيوية العمل. قبيل بدء الانتفاضة قام الاحتلال بمجموعة من الاستفزازات للناس، كيف خططت الحركة لمقاومة هذه الاستفزازات؟على أكثر من صعيد، على الصعيد الإعلامي وُزعت بيانات أدانت ممارسات الاحتلال وتحرض الناس على رفض الأوامر التي تصدر عن الاحتلال، والتصدي للممارسات السيئة التي كان يتعرض لها الناس خاصة في ميدان فلسطين، وقد كنا في الجامعة ننظم من آن لآخر مهرجانات طلابية وشعبية لرفض الممارسات الصهيونية.

Danger_Scorpion
20-01-2008, 06:31 PM
إسماعيل هنية شاهد على الأحداث-الحلقة الثانية
http://www.aqsatv.ps/new/pic/hannya01[1].jpg

إسماعيل هنية برفقة الشيخ أحمد ياسين
أجرى الحوار: إبراهيم الزعيم
ضيف الحوار:
دولة رئيس الوزراء الأستاذ إسماعيل هنية

تجربة الاعتقال مؤلمة لكننا سجلنا موقفا ثابتاً وعظيماً، رداً على الحادثة... قررنا المواجهة فاندلعت شرارة الانتفاضة. ليس لنا علاقة بحزب الله .. ولكن العدو مشترك، حركة "حماس" هي الذراع الجهادي للإخوان المسلمين في فلسطين. بعد خروج المقاومة من لبنان وقعت أحداث مأساوية وهي صبرا وشاتيلا في 17/9/1982 ما موقف الإخوان من انكشاف المخيمات بعد خروج المقاومة من لبنان؟موقفنا موقف شعبنا الغاضب والثائر على هذه المجزرة والمندد لها، وشاركنا في كل المسيرات التي خرجت منددة مستنكرة وغاضبة على مجزرة صبرا وشاتيلا، وأذكر أن هناك في الجامعة الإسلامية نُظّم ما يشبه المؤتمر الطلابي تنديداً بهذه المجزرة، وكذلك في جامعات الضفة الغربية، وإخواننا جميعا قد شاركوا في هذه المهرجانات. كنا جزءاً من حركة الشارع الغاضب المندد بهذه المجزرة الوحشية التي تعرض لها شعبنا الفلسطيني في لبنان. ما هو الموقف من القيادة الفلسطينية التي كان خروجها سبباً في انكشاف هذه المخيمات؟كان لنا تحفظات كثيرة على مواقف القيادة الفلسطينية، بما في ذلك الخروج من الجنوب ولبنان وترك اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات كان بمثابة خطأ إستراتيجي، كل ما حدث بعد ذلك كان واضحاً أنه تحضير للمفاوضات مع الاحتلال الصهيوني، والتخلي عن الكفاح المسلح والتخلي حتى عن حماية اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان تحديداً. بعد عملية الخروج أيضاً في 1983 تحديداً تم انشقاق حركة فتح في مايو من نفس العام، ما موقف حركة الإخوان من هذا الانشقاق؟كنا دائماً مع وحدة شعبنا ووحدة المقاومة، ما نريده هو أن تبقى الساحة الفلسطينية موحدة وتبقى فصائلها موحدة حتى لو كان هناك خلافات في داخل التنظيم، وكل مشكلة داخل الفصائل يُفترض أن تحل داخلياً، ونرفض الانشقاقات التي بالتأكيد كان لها أثر سلبي على شعبنا الفلسطيني وبالذات في الخارج. قامت السودان عام 1985بنقل يهود الفلاشا من جنوب السودان إلى (إسرائيل)، ما موقف الحركة من ذلك؟رفضت الحركة ذلك، واعتبرت فيه سابقة خطيرة أن تتحرك دولة عربية لكي تشكل جسراً للقدوم اليهودي إلى فلسطين. أمريكا وجهت ضربة عسكرية لليبيا في 12/4/1986، ما هو موقف الحركة من الهجوم الأمريكي؟أمريكا صعدت باتجاه سيئ ضد الدول العربية، فقد اقتحمت سماء ليبيا هذه الأجواء العربية وضربت بالطائرات، واعتبرنا هذا قمة الطغيان الأمريكي اتجاه دولة عربية مسلمة ونددنا واستنكرنا كل هذه الأحداث، وهي ضربة جاءت في سياق تركيع ليبيا وتشديد الحصار وفرض العقوبات. لعبت الجامعات دوراً هاماً وبارزاً في التمهيد لإيجاد أجواء مناسبة للانتفاضة، ومن بين هذه الأحداث ما قامت به جامعة بيرزيت في 1986 والتي استشهد فيها جواد أبو سلمية وصائب أبو ذهب لماذا كانت هذه التظاهرات؟كان احتجاج الطلبة على الممارسات العدوانية في الجامعة؛ فقد وضعوا الحواجز أمام قوات الاحتلال؛ إذ كانوا يقتحمون الجامعة من آن لآخر، تفجرت هذه الأحداث، وكانت هناك مواجهة بين الطلبة وجنود الاحتلال، سقط الشهيدان في حينه، والكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية قامت أولاً بتعليق الدراسة، وثانياً تسيير مسيرة داخل الجامعة، وحصلت هناك مواجهات بين طلبة الجامعة وجنود الاحتلال، وعلى إثرها حوصرت الجامعة. وتخليداً لذكرى الشهيدين أقامت الكتلة الإسلامية أول مظلة في الجامعة الإسلامية وأطلقت عليها اسم الشهيدين جواد أبو سلمية وصائب ذهب، وطبعاً توالت بعد ذلك الأحداث والمواجهات والحصارات. والمساجد تنادي بالناس لأن يتوجهوا للجامعة لكسر الحصار، وهذا كان بمثابة تحريك للناس وكأن الله يهيئ لبدء انتفاضة استمرت سبع سنوات. ما الموقف من استشهاد أربعة في الشجاعية من الجهاد الإسلامي في 6/10/87؟تفجر الوضع في قطاع غزة على إثر استشهاد المجاهدين الأربعة -رحمهم الله-، ونحن شاركنا في تفجير الأوضاع ومواجهة الاحتلال وفي تشييع الجنائز. الحركة قامت بواجبها تجاه هذه الأحداث. هل كانت عملية الاستشهاد بداية ومهدت الطريق للانتفاضة؟لاشك في ذلك، الأحداث التي شهدتها الساحة عام 1986و 1987 قبل الانتفاضة حصار الجامعة والاستشهاد، وأيضاً مقتل الطالبة انتصار العطار من دير البلح، كل ذلك كان له أثر على حركة الشارع والغضب الجماهيري العارم، ولاشك أن حالة الاغتيال أثرت في الشارع الفلسطيني بشكل مباشر. في أول عملية اختراق من نوعها للأجواء الفلسطينية في 29/11/1987، وما يُسمى بعملية الطائرة الشرعية، ما هو موقف الحركة من نجاح العملية؟ نظرنا بإعجاب لهذه العملية والإبداع في المقاومة، حقيقة جاءت في حينها كالبلسم؛ لأنه لم يكن هناك مقاومة إطلاقاً في الجنوب اللبناني، وكانت المقاومة داخل فلسطين ضعيفة، وهناك حركة جماهير تتفاعل وجاءت عملية الطائرة لتعطي اندفاعاً أكبر للجماهير. رُوي آنذاك أنه كان مع قائد الطائرة مصحفاً، هل كان لهذا البعد أثره في العملية؟كان المشرف عليها حافظ الديقموني، كان أحد قيادات الجماعة الإسلامية، وهذه كانت مؤشرات لصحوة المقاومة الإسلامية. استيقظ سكان قطاع غزة في 7/12/1987 على نبأ مفجع، تمثل في استشهاد أربعة عمال، على اثر اصطدام مقطورة بالباص الذي كانوا يستقلونه بشكل متعمد، كيف تلقى قطاع غزة والحركة الإسلامية هذه الحادثة؟هذا خبر مفجع على الناس، ولا يخطئ من يقول أنه هو الذي فجر الانتفاضة التي استمرت سنوات، والحقيقة أن الحركة على صعيد القيادة العامة وصعيد القيادة الطلابية رأت أنه لابد من مواجهات مفتوحة مع الاحتلال الصهيوني، رداً على حادثة المقطورة، وأذكر أن إخواننا في الحركة قرروا بأنه آن الأوان ليخوض أبناء الحركة المواجهة مع الاحتلال الصهيوني، وبلغنا أيضاً قيادة الكتلة الإسلامية في الجامعة غداً ستكون مواجهات مفتوحة بينا وبين الأعداء، وعلى الجميع أن يستعد لذلك، إلاّ أن الحاكم العسكري الصهيوني في ذلك الوقت ونظراً للأحداث التي كانت تمر بها الجامعة اتخذ قراراً بإغلاق الجامعة لمدة أربعة أيام، وعلى ضوئه قررنا أن ننقل هذه التعليمات لشبابنا كلاً في منطقته، بحيث ما تم من اتفاق عليه داخل الجامعة يُنقل لكل في منطقته الحقيقية، وقالوا نريد من منطقة أن تبدأ بذلك، لم تكن المسألة سهلة أن تفجر أول منطقة المظاهرات مع الاحتلال، بعد منطقة جباليا التي هي منطقة الحدث، خرج إخواننا في خانيونس وعلى رأسهم الإخوة يحيى السنوار ويحيى موسى ود. عبد العزيز الرنتيسي من المساجد من منطقة خانيونس، ووقعت مواجهات مفتوحة أدت إلى انتقال الانتفاضة رويداً رويداً إلى باقي مناطق القطاع، وطبعاً أنا أذكر من القضايا التي صارت على صعيد منطقة الشاطئ بغزة -على سبيل المثال- تنفيذ ما اتفقنا عليه، وطلبنا مع أبناء الكتلة صبيحة اليوم الثاني للحادث، أن ينتشروا في المخيم قبل صلاة الفجر، ويضعوا الحواجز ويمنعوا حركة السيارات، ويمنعوا خروج العمال إلى (إسرائيل)، ولأول مرة يرتدي شبابنا اللثام، ويخرجوا في مجموعات، وظل هذا الحال إلى شروق الشمس، وخرج الناس لمتابعة ما يجري. كانت هذه بداية اندلاع الانتفاضة في الشاطئ. منذ بدء الانتفاضة وحتى عام 1991، من هي قيادة التنظيم في القطاع؟الذين أخذوا قرار تأسيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" هم: الشيخ أحمد ياسين، والأستاذ عبد الفتاح دخان، والأستاذ محمد شمعة، والدكتور عبد العزيز الرتنيسي، والشيخ صلاح شحادة، والمهندس عيسى النشار، ود. إبراهيم اليازوري. ما شكل التنظيم في تلك الفترة؟هرمي، قيادة لها أجهزة وأفرع وأذرع في كل المناطق. ما هي طبيعة العلاقة بين التنظيم في الداخل والخارج؟علاقة تنسيق من ناحية، وعلاقة تمثيل من ناحية. من كان همزة الوصل بين التنظيم في الداخل والخارج؟دائماً الشيخ، بصفته هو حلقة الوصل وهو نقطة التواصل. هل كان هناك مع بداية الانتفاضة أجهزة تتبع للحركة؟كل الأجهزة؛ الجهاز العسكري والأمني وجهاز الدعوة، اللجنة السياسية والإعلامية، الأشبال، حتى ظهر في فترة من فترات الانتفاضة من سموا أشبال "حماس". ما طبيعة العقبات التي واجهت التنظيم في تلك المرحلة؟في بداية الانتفاضة كنت رهن الاعتقال، اعتقلت في 24/12/1987 في سجن أنصار، أمضيت حوالي (12) يوم، تم الإفراج عني تقريباً في 8/1، اعتقلت في 15/1/1988 مع أخينا الدكتور عبد العزيز الرنتيسي ويحيى السنوار والأخ زياد أبو زيد والأخ يحيى موسى، تم الإفراج عني في 15/7، أمضيت فترة بسيطة، ثم تم الاعتقال الثالث بتاريخ 19/5/1989، أمضيت أشهراً ثم تم إبعادي إلى مرج الزهور لمدة سنة من 17/12/1991 حتى 17/12/1992. ما سبب الاعتقال الأول؟متعلق بالنشاط الطلابي، كنت رئيس مجلس الطلاب وأحد مسؤولي الكتلة الإسلامية في بداية الانتفاضة، في حركة الملثمين كنت في الشاطئ مسؤول الشباب، بالتأكيد هو ملف موجود عند المخابرات، تم الاعتقال على هذا الأساس في حينه وجرى معنا تحقيق. هل تم الاعتراف بالاعتقال الأول؟إطلاقاً لا. لماذا اختارت الحركة العمل تحت اسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"؟أولاً حركة لأنها تيار واسع، ومقاومة لأنها مقاومة الاحتلال، وإسلامية لأنها تستند في رؤيتها إلى الإسلام، فالاسم بحد ذاته أنها حركة جهاد. لماذا لم تعمل تحت اسم الإخوان المسلمين؟لصعوبة هذا الوضع في حينه، وفي ذلك الوقت تنظيم الإخوان لم يكن بذاك الوضوح والبروز، حركة الإخوان حركة شاملة وأوسع ولها مجالات متعددة، الجهاد أحد مجالات العمل في الإخوان، الذي حمل ذراع الجهاد هو حركة "حماس" التي هي جزء من حركة الإخوان التي فيها تربية ودعوة وجهاد ومؤسسات. أول ما انطلقت حركة المقاومة الإسلامية لم تعنون باسم "حماس"، ولكن باسم حركة المقاومة الإسلامية، اختصاراتها على الجدران كانت ح.م.أ.س، من الذي جمع هذه الأحرف لتخرج إلى النور كلمة "حماس"؟أول بروز لهذا الاسم في شهر 3/1983، كنا في الاعتقال قبل هذا التاريخ بشهرين، وعلمت لاحقا أن المهندس حسن القيق هو من اختار هذا الاسم -رحمه الله-. لماذا اعتبرت حماس أن انطلاقتها في 14/12/1987 مع أن منشورين صدرا باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في شهري 10-11/1987؟ قبل ذلك نشرت بيانات بهذا الاسم، ولكنها كانت تتناول قضايا أمنية، وتتحدث عن فلسفة مواجهة أساليب الإسقاط، لكن هذه المرة الأولى تتحدث "حماس" عن الانتفاضة، وأطلقت اسم الانتفاضة في هذا البيان. ما هو الفرق بين الإخوان المسلمين و"حماس"؟لا يوجد فرق، حركة "حماس" هي الذراع الجهادي للإخوان المسلمين في فلسطين، الإخوان هي الأم وقيادة الإخوان هم قيادة "حماس"، وكما ما يقولون كل إخواني حمساوي، وليس كل حمساوي إخواني. من هي القيادات في الخارج؟الأستاذ خالد مشعل والدكتور موسى أبو مرزوق والمهندس إبراهيم غوشة والمهندس عماد العلمي والمهندس محمد نزال والأخ سامي أبو خاطر والأخ عزت الرشق، هؤلاء أعضاء المكتب السياسي لحركة "حماس"، والأخ عزت الرشق. ما هي العلاقة بين حركة "حماس" وجناحها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام؟كتائب القسام جزء من حركة "حماس"، لكن فرضت الظروف الأمنية أن يكون فصل بين السياسيين والعسكريين، وهذا منذ فترة عشر سنوات تقريباً، لكن السياسي والعسكري كله ملتزم بتنفيذ السياسات العامة للحركة. لماذا تم اختيار اسم كتائب عز الدين القسام للجناح العسكري لحماس؟بتقديري قد يكون لسببين، السبب الأول: الشيخ عز الدين القسام قاد كفاحاً مسلحاً ضد الاحتلال الإسرائيلي، حتى استشهد ولذلك أصبح رمزاً للمقاومة والشهادة، الشيء الثاني: أنه شيخ وعالم وخطيب، لذلك يعطي هذا الاسم البعد الإسلامي الأصيل لحركة "حماس" السبب الأول هو متعلق بأن الشيخ قاتل الإنجليز على أرض فلسطين وقاوم ورفض الاستسلام حتى استشهد مع عدد مع رفاقه في أحراش يعبد، والسبب الثاني فكري. نشأ في العمل العسكري ما يسمى بظاهرة المطاردين، هل تعلم أحداً من أعضائها على مستوى الشاطئ أو غزة؟في الشاطئ الإخوة أحمد انصيو ومرعي الضعيفي وسعد العرابيد، وخارج المنطقة الإخوة محمد الضيف ومحمد السنوار وكمال خليفة، وعبد الفتاح السطري الذي خرج في 1996 مع مجموعة من الحركة. كانت هناك فعاليات للحركة في الانتفاضة، نريد أن تحدثنا عنها؟ أولها الكتابة على الجدران؟ الكتابة على الجدران هي صوت الشعب، صوت "حماس" للشعب، وكانت تتميز كتابة "حماس" بميزتين، الميزة الأولى: جمال الخط، والميزة الثانية: وحدة الشعار، الدائرة الإعلامية توزع الشعارات من خلال جهاز الأحداث على كل العاملين في هذا المجال، فتجد الشعار موحداً في كل مكان. الإضرابات والاعتصامات؟الإضرابات تصدر عن القيادة العليا للحركة باختيار الإضراب أو الاعتصام أو الاحتجاج على موقف معين وكان إخواننا ينفذون هذا. استخدام الحجارة ووسائل الانتفاضة غير المسلحة؟جزء من حركة الشارع بالإمكانيات المتواضعة والمتوفرة، وشكل الحجر رمز الانتفاضة الشعبية ووسيلة التمرد مع المحتل. وماذا عن قمع العملاء؟هذا توجه عند جهاز (مجد) لذلك نفذ إخواننا قتل أربعة عملاء، منهم عميلان خطيران جداً، أحدهما في غزة والآخر في خانيونس قبل الانتفاضة. مساعدة أسر الجرحى والأسرى والشهداء؟ هذا من فضل الله، كانت الحركة تساهم في الرعاية المادية والمعنوية لهذه الأسر. خطف وقتل صهاينة؟أول ما قامت به "حماس"، ومن أعظم ما قامت به هو خطف ساسبورتس وإيلان سعدون، مجموعة (101) المجاهدون محمد نصار ومحمد شراتحة ومحمود المبحوح بقيادة الشيخ صلاح شحادة. ما علاقة حماس بحزب الله لبنان؟ لا توجد بينا وبينهم أي علاقة تنظيمية، لكن عدونا مشترك وخيارنا مشترك. ما علاقة حماس بالإخوان المسلمين في كل من الأردن ومصر؟ لا توجد علاقة تنظيمية مع الإخوان في مصر والأردن، لكن إخواننا في مصر والأردن هم محل تقدير واحترام، وقد تربينا على منهجهم وعلى كتبهم ودراساتهم. هل حدث بين "حماس" والعراق تقارب إبان حرب الخليج وما شكله؟ كان لنا موقف أعلناه كنا ضد الاحتلال العراقي لدولة الكويت العربية المسلمة؛ لأن منطق الاحتلال كان مرفوضاً والخلاف في الساحة العربية بالنسبة لنا يضر بقضية شعبنا وبمقاومتنا للاحتلال الصهيوني، لكن حينما قدم التحالف الغربي ضد العراق كنا نقف بجانب الشعب العراقي في مواجهة هذا التحالف الأمريكي الصليبي، لذلك لم يكن في ذلك الوقت تقاربات بيننا وبين النظام العراقي. عندما دخلتم الانتفاضة، ما الهدف الذي كنتم تريدون تحقيقه؟ بعد فترة من اندلاع الانتفاضة ناقشت اللجنة السياسية هذا الموضوع، ورفعت توصية إلى الحركة أن الهدف من الانتفاضة دحر الاحتلال من الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس. هل كانت "حماس" مقتنعة بضرورة العمل الجماهيري الشعبي في الانتفاضة؟ طبعاً العمل الشعبي هو المعين الذي يمد المقاومة وزخم المقاومة بالعناصر والأفراد، وكل ما اتسعت دائرة العمل الجماهيري والشعبي في أي مواجهة مع الاحتلال يكون هذا أنجح للمقاومة وأكثر إيلاماً، الاحتلال لم يكن يواجه خلايا مسلحة بقدر ما يواجه شعباً بأكمله، لذلك كانت المظاهرات والنداءات في المساجد تركز على مشاركة الشعب الفلسطيني بأوسع نطاق. أيهم أنجح العمل الجماهيري الشعبي أم العمل العسكري ضد الاحتلال؟ لا يوجد عمل عسكري بمعزل عن العمل الجماهيري. المقاومة المسلحة تحتاج إلى حاضنة لتحميها، والحاضنة هي الجماهير، وكلما التفت الجماهير والشعب حول خيار المقاومة كان ذلك أكثر فائدة وأنجح، لذلك الخطان متوازيان: العمل العسكري والعمل الجماهيري.

Danger_Scorpion
20-01-2008, 06:35 PM
إسماعيل هنية: شاهد على الأحداث- الحلقة الثالثة


http://www.aqsatv.ps/new/pic/h01[1].jpg
اسماعيل هنية محييًا أنصاره
أجرى الحوار: إبراهيم الزعيم


ضيف الحوار: دولة رئيس الوزراء الأستاذ إسماعيل هنية



وصلنا بكم إلى الحلقة الأخيرة من هذا الحوار الشيق مع الأستاذ إسماعيل عبد السلام هنية -رئيس الوزراء الفلسطيني-


في هذه الحلقة نتعرف على موقف الحركة من حلول التسوية التي تمت بين الاحتلال الصهيوني ومنظمة التحرير الفلسطينية، والواقع الفلسطيني قبيل قدوم السلطة الفلسطينية، وموقف "حماس" من مؤتمر مدريد، وأخيراً نتجول مع رئيس الوزراء في الزمن الماضي؛ إذ يحدثنا عن الإبعاد إلى مرج الزهور، ويوميات المبعدين آنذاك.



هل كانت حماس تتوقع في بداية الانتفاضة أن تنتهي الانتفاضة إلى حل لصالح منظمة التحرير الفلسطينية؟


كنا نقول إن هذه الانتفاضة لابد أن تنتهي إلى شيء سياسي، نحن نريد تحقيق هدف سياسي، ولكن ليس بالذي حصل، هذا اختزال للانتفاضة ولأهدافها، كنا نقول نحن نريد الانتفاضة أن تستمر حتى تحقق الحرية لشعبنا وتدحر الاحتلال، وكان بإمكاننا أن نفعل ذلك؛ لأن رابين كان يقول "أريد أن استيقظ يوماً من الأيام وأرى غزة قد ابتلعها البحر"، وبيرس عرض على الكثير من الشخصيات الفلسطينية أن يأخذوا غزة ويبحثوا في قصة الضفة الغربية، لكن للأسف الشديد أوسلو قطع الطريق على مشروع التحرير، وقطع الطريق على إقامة الدولة الفلسطينية حتى في حدود 67. كنا نتوقع أن تنتهي الانتفاضة بإنجاز سياسي، ولكن لم نتوقع أن تنتهي بحل أوسلو الذي قضى على حلم الشعب الفلسطيني، فقد أنهت الانتفاضة وتنازلت عن 80% من أرض فلسطين، واعترفت بـ (إسرائيل)، ولم يحصل الشعب الفلسطيني مقابل هذا الأمر على أي شيء.



هل كان هناك تفكير بإمكانية مشاركة "حماس" بهذه المفاوضات ولو بطريقة غير مباشرة؟


لا. موضوع المفاوضات لم يكن وارداً مع الإسرائيليين في حينه، وجهة التفاوض كانت المنظمة أو السلطة الفلسطينية، حتى الشيخ في موضوع الهدنة عام 1988 لم يكن يفكر أن يكون هو طرف في المفاوضات.



ما موقف حماس من مبادرة السلام الفلسطينية عام 1988 التي صدرت في الجزائر؟


في حينه آلمنا الاعتراف بـ قرار (242)، والاعتراف بـ (إسرائيل)، واعتبار السلام خياراً من الخيارات الرئيسة للعمل السياسي الفلسطيني، ورأينا هذا تتويجاً للتنازلات الفلسطينية. الحقيقة نحن ضد ذلك، حتى بعض إخواننا صرح بالقول برفض قيام دولة فلسطينية، من منطلق أنها لا تملك مقومات الدولة، وحينها الناس هاجت عليه، أذكر الدكتور عاطف عدوان حينما سألوه عن الدولة الفلسطينية التي تحدثوا عنها في الجزائر هل تملك مقومات، هو قال: لا توجد مقومات لدولة فلسطينية، ولا يمكن أن نتكلم عن دولة فلسطينية في ذلك الوقت، وجرت حملة على تصريحات الدكتور عاطف في حينه، عموماً هذا يدلل على أن الحركة لم تكن إطلاقاً مع الفكرة ومبادرة السلام في الجزائر.



خلال الانتفاضة طُرح دخول حركة "حماس" في منظمة التحرير الفلسطينية، طَرْح من كان هذا؟


طُرح الموضوع في الحوارات التي جرت بين الحركة وقيادة "فتح" المنظمة، سواء التي كانت في تونس أو في السودان، موضوع المنظمة كممثل شرعي فلسطيني محل نقاش وبحث، فطُرحت قضية المنظمة على بساط البحث، والحركة في حينها قدمت تصوراً، وطبعاً قيادة "فتح" والمنظمة رفضت تصور الحركة لمشاركتها في المنظمة. التصور قائم على إعادة ترتيب وضع المنظمة سياسياً وإدارياً. انتشرت خلال الانتفاضة حلول عدة. هل كانت "حماس" تميز بين حل سياسي وآخر على أساس أن أحدها أفضل من الآخر؟ للأسف الحلول كلها سيئة؛ لأنها تقوم على أساس الاعتراف بالاحتلال، وعلى أساس فلسطين فقط هي الضفة الغربية وقطاع غزة، لذلك كانت كل الحلول السياسية بالنسبة لحماس غير مقبولة.



انتشرت خلال الانتفاضة حلول عدة. هل كانت "حماس" تميز بين حل سياسي وآخر على أساس أن أحدها أفضل من الآخر؟


للأسف الحلول كلها سيئة؛ لأنها تقوم على أساس الاعتراف بالاحتلال، وعلى أساس فلسطين فقط هي الضفة الغربية وقطاع غزة، لذلك كانت كل الحلول السياسية بالنسبة لحماس غير مقبولة.



أعرب الشيخ أحمد ياسين عن إمكانية التعاطي مع هدنة، هل كان الطرح يمثل ليونة من "حماس" أم هذا نابع من تفكير إستراتيجي؟


هو نابع من ثلاث حاجات، الحاجة الأولى: تُسمّى مرحلية التحرير، بأن حركة "حماس" لا تمانع من تحرير أي شبر من أرض فلسطين وتكون السيادة الكاملة عليه، شريطة أن نستكمل مشروع التحرير، وتلتزم "حماس" بهذه الهدنة لا بالاعتراف، الاعتبار الثاني: هو اعتبار حركة "حماس" أن الانتفاضة لن تحرر كل أرض فلسطين فلابد أن نجعل لهذه الانتفاضة هدفاً سياسياً، الهدنة مقابل 67م هدف سياسي للانتفاضة، الاعتبار الثالث: العالم الذي يعتبر حركة "حماس" حركة للقتل والتدمير، وليس عندها رؤية سياسية ولا مشروع سياسي، كنا نطرح هذا الموضوع حتى نقول للعالم إن لدينا رؤية سياسية وتصوراً سياسياً، لمن يريد الاستقرار في المنطقة.



المواقف السياسية لحماس تتسم يوماً بعد يوم بجدية في القرار، هل هناك لجان سياسية متخصصة للعمل السياسي في الحركة؟


هناك لجنة سياسية موجودة قبل الانتفاضة، حركة حماس لديها خبرة تزيد على (20) عاماً في الجانب السياسي، ومن قبله في حركة الإخوان المسلمين، الحركة تملك رؤية سياسية، ولا شك أن وجود المكتب السياسي لحركة "حماس" وبحكم علاقته الواسعة وبحكم سعة إطلاعه وبحكم تشابك تواجده في الساحات العربية أكسب الحركة المزيد من الخبرة والاطلاع، والمزيد من الأوراق. ثم الكم الهائل من القيادات والكفاءات في الضفة والقطاع والسجون يمنح الحركة زخماً وقدرة فائقة على التعامل مع المستجدات السياسية.



ما هي شروطكم للمشاركة في منظمة التحرير؟


الشرط الأول: موضوع ميثاق منظمة التحرير والبعد الإسلامي للقضية. الشرط الثاني: قلنا لهم نريد انتخابات في الداخل والخارج، قالوا إجراؤها ليس سهلاً، وبخاصة في ظل الاحتلال، قلنا لهم التمثيل لحركة "حماس" دعونا نأخذ من واقع التمثيل للكتلة الإسلامية في الجامعات والمعاهد، وقدرنا حوالي من 40 إلى 45% نسبة تواجد الكتلة الإسلامية في جامعات الضفة وقطاع غزة، وكذلك نسبة الكتلة في النقابات الأطباء والمهندسين والمحامين. النقطة الثالثة: إن هذه المنظمة يُفترض ألاّ تعترف بـ (إسرائيل)، ولا تتنازل عن أي شبر من أرض فلسطين، هذه الشروط كلها لم تقبلها قيادة المنظمة؛ لأن المنظمة في ذلك الوقت كانت ذاهبة لبرنامج آخر مختلف، ذاهبة لاتفاق.



ما موقف حماس من اغتيال بعض قادة المنظمة مثل خليل الوزير وصلاح خلف وهايل عبد المجيد؟


أكدنا على استنكارنا لهذه الجرائم. الحقيقة الاغتيالات كانت تأتي في أوقات حساسة، (أبو جهاد) خليل الوزير في بداية الانتفاضة، وصلاح خلف وأبو الهول عشية حرب الخليج ضد العراق، بعض الناس كانوا يعتقدون أن هناك مساهمة من بعض الفلسطينيين في عملية الاغتيال وتسهيلها للموساد الإسرائيلي.



ننتقل الآن من مرحلة 1991 حتى 1994 قبيل قدوم السلطة الفلسطينية، على مستوى البناء الداخلي لحركة "حماس"، ألم يحدث تغيير على مستوى القيادة؟


في عام 1988 حدثت اعتقالات فظهرت قيادة، وفي 1989 اعتُقلت كل القيادة فظهرت قيادة بعد 1989 حتى 1991 جرت اعتقالات، فجاءت قيادة جديدة بعد ذلك، وتوالت المستويات القيادية.



ما أهم العقبات والصعوبات التي واجهت الحركة آنذاك؟


الإبعاد مرحلة صعبة. (400) من رموزها ومن شبابها يوضعون في لبنان، والحركة تفقد كل الكادر السياسي والقيادي والمرجعيات الدينية. الاعتقالات والإبعادات هي الظروف الصعبة التي واجهتها الحركة من آن لآخر.



كيف تغلبت الحركة على هذه العقبات؟


الحمد لله، الحركة قبل الانتفاضة أوجدت بنية صلبة، وكلما وقعت اعتقالات لقيادات كان يظهر قيادات أخرى تقود العمل الإسلامي.



قبيل قدوم السلطة تم تأسيس اتحاد للمؤسسات الإسلامية. من صاحب هذه الفكرة؟ ومن كان على رأسها؟


موضوع فكرة الاتحاد جاء من الحركة، وبالتنسيق مع إخواننا في الخارج، فشكلوا اتحاد المؤسسات الإسلامية، وشكلوا رابطة مساجد القطاع. كلها من باب تعزيز العمل داخل الحركة.



في تلك الفترة انعقد مؤتمر مدريد، ما موقف "حماس" من هذا المؤتمر؟


أعلنّا رفضنا القاطع لهذا المؤتمر، وأعلنا الإضراب الشامل في القطاع. الحركة كانت ترى هذه انتكاسة فلسطينية وعربية.



"حماس" كانت تحرص على إبقاء جذوة الانتفاضة، وأوسلو كانت تريد عكس ذلك، كيف خططتم من أجل الإبقاء على هذه الجذوة؟


القرار كان الاستمرار في مقاومة الاحتلال، وفي نفس الوقت لا نريد صراعاً فلسطينياً داخلياً، واصلت المقاومة حتى تم توجيه ضربة مؤلمة للحركة عام 1996، وارتكبت أجهزة أمن السلطة فظاعات، مع ذلك ظل هناك من آن لآخر روح المقاومة عند الأخوة، ونذكر اغتيال القادة عادل وعماد عوض الله ومحي الدين الشريف، وعلى الرغم مما لحق الحركة من أذى شديد لم تغادرها روح المقاومة والتجديد لخلاياها الفاعلة، حتى قيض الله سبحانه وتعالى انطلاقة انتفاضة الأقصى المباركة، وخروج الشيخ من الاعتقال.



ما هو السبب الرئيس لعملية الإبعاد إلى مرج الزهور؟


خطف الإخوة في كتائب القسام الجندي الصهيوني نسيم توليدانيوا، وعلى إثر ذلك اتخذ إسحاق رابين قراراً بإبعاد هذه النخبة من الضفة والقطاع إلى الجنوب اللبناني. في الأيام الأولى لم يكن معروفاً مدة الإبعاد، لكن بعد ذلك أعلنوا أن الإبعاد لمدة عامين، خطف الجندي وتصاعد المقاومة السبب المباشر وراء الإبعاد.



لماذا كان اعتقالك ثم إبعادك إلى مرج الزهور؟


والله هم أبعدوا شرائح عديدة، طبعاً أنا كنت معتقلاً إدارياً عندهم في 1988، ثم اعتقلت ثلاث سنوات.



كيف تم إبلاغك بقرار الإبعاد؟


اعتقلونا من المنزل إلى سجن أنصار (2) في غزة، ثم أخذونا في ذات الليلة في حافلات مقيدي العيون والأقدام والأيدي وسارت الحافلات ساعات طويلة، ولم نكن نعرف إلى أين نحن ذاهبون، هل للنقب؟ أم إلى سيناء؟ كان الكل يتحسس ويحاول أن يسأل، ووقفنا على الحدود الفلسطينية اللبنانية نحو (17) ساعة في منطقة تسمى الحولة ونحن على هذا الحال، المحكمة العسكرية الإسرائيلية وافقت على قرار الإبعاد، بعدها فكوا قيودنا وأبلغونا بالخبر وأعطونا (ساندويتشات) ومبلغ خمسين دولاراً لكل واحد، وقالوا لنا أنتم في منطقة الجنوب اللبناني.



كيف كانت طريقة المعاملة معكم منذ لحظة تجميعكم حتى وصولكم للحدود اللبنانية؟


معاملة سيئة جداً، أخذونا من البيت بالضرب والصراخ وتعصيب العيون والأيدي، نُقلنا عبر الحافلات بطريقة تعسفية، واستمررنا (36) ساعة على هذا الحال، بعض الأخوة تم نقلهم من النقب إلى مرج الزهور عن طريق الهيلكوبتر، ربطوهم بجنزير وكانوا معصوبي الأعين.



عندما توجهتم للحدود اللبنانية كيف تم استقبالكم؟


وصلنا لقرية مرج الزهور، وهناك كان أول موقع عسكري لجيش الدولة اللبناني، الجيش اللبناني أوقف جميع الشاحنات وأنزل بعض الأخوة وتحدث معهم، وأبلغوهم قرار الحكومة اللبنانية بعدم السماح بالدخول في الأراضي اللبنانية، وعليهم العودة، وهذا تمشى مع قرارنا في الحركة، جلسنا عند معبر زمريا الذي انطلقنا منه، فأخذت الدبابات الإسرائيلية تطلق النار بكثافة على الجبال المحيطة بالمبعدين، حملة إرهابية من أجل إرغامهم على العودة مشياً على الأقدام وكثافة إطلاق النار بما فيها المدفعية، بدأ الإخوة يبتعدون عن منطقة زمرية، على بعد (7) كيلو مترات تقريباً من منطقة الشريط الحدودي، جلسنا وجاءت وسائل الإعلام صورت المؤتمر الصحفي الذي عُقد في حينه، كان القرار لن نغادر منطقة مرج الزهور، وسنبقى في هذا المكان حتى نعود إلى فلسطين.



في البداية ماذا لو سمحت القوات اللبنانية بدخول شاحنات المبعدين إلى داخل لبنان؟


لو فتحت القوات اللبنانية الحواجز ودخلنا بالتأكيد كانت ستذوب قضية المبعدين وسوف يتفرقون في المجتمع اللبناني.



لماذا بقيتم في منطقة مخيم مرج الزهور ولم تندمجوا في المجتمع اللبناني؟


المنطقة بين زمرية التي تسيطر عليها قوات لحد والقوات الإسرائيلية وبين منطقة مرج الزهور التي يسيطر علها الجيش اللبناني لم يكن يتواجد فيها أي إنسان لبناني؛ لأنه سيطلق عليه النار مباشرة، هذه منطقة مسرح عمليات بين المقاومة وقوات الاحتلال وقوات لحد، مكثنا حتى نعود، ولو لم نجلس في المخيم لما تحققت العودة.



من أول من استقبلكم من الوفود والشخصيات؟


أول من زارنا الشيخ الدكتور فتحي يكن الأمين العام للجماعة الإسلامية مع وفد من الإخوة، وهو أول من وصل كوفد رسمي.



أول يوم أو يومين من أيام مرج الزهور، كيف تغلبتم على الحياة الصعبة؟


الحياة صعبة، الثلوج تملأ المكان، البرد قارس، والأرض طينية، الملابس التي نرتديها خفيفة، فأحضر الصليب الأحمر بعض الخيم لم تتسع لكل المبعدين، الصليب استكمل عدد الخيم ونحن بدأنا نبحث عن الحطب، الناس المحيطون بنا سواء من الدروز أو الشيعة أحضروا لنا طعاماً، وكذلك الصليب الأحمر.



كم كان عدد المبعدين من الضفة وغزة؟ وهل كانوا جميعاً من حركة حماس؟


عدد المبعدين كلهم (417) مبعداً، وكان نحو (40) منهم من الجهاد الإسلامي من الضفة الغربية وقطاع غزة، وحوالي (370) من "حماس"، حوالي (120) من غزة و(220) من الضفة الغربية.



صدرت ردود فعل عربية ورسمية وشعبية كيف كانت هذه الردود بالنسبة لكم؟


هذه الردود شكلت دعماً للمبعدين، موقف الشعب العربي والفلسطيني والمقاومة وتكثيف عملياتها؛ لأنه في اليوم التالي الذي أعلن فيه عن الإبعاد سقط (6) من خان يونس في مواجهات بين قوات الاحتلال وجماهيرنا، أهم بعد سياسي للمعبدين قرار مجلس الأمن (779) الذي نص على عودة المبعدين إلى أراضيهم فوراً.



كيف استفدتم من هذه الردود؟


استفدنا أننا تمسكنا بحقنا بالعودة، لأنه عندنا قرار مجلس أمن وكل الوفود الرسمية والشعبية التي كانت تأتي تؤكد على موقف المعبدين وتدعمهم وتثمن هذا الموقف، حتى الجاليات الإسلامية كانت تأتي من دول أمريكا اللاتينية ومن دول أوروبا كانوا يقيمون المهرجانات والمؤتمرات الداعمة لقضية المبعدين وهذا أثر بنا معنوياً.



لابد أنه وُجدت بعض اللوائح والأنظمة التي تحكم حياة المبعدين وآليات اتخاذ القرار، ما هي المجالس أو المؤسسات الشورية التي وُجدت في مرج الزهور؟


هو مجلس الشورى الأعلى الذي كان يُعتبر القيادة العامة لمخيم مرج الزهور، الإخوة حرصوا على بقائه طيلة الفترة؛ لأنهم كانوا حريصين على أن يشاركوا أكبر عدد من إخواننا في صنع القرار لحساسية الموضوع؛ فهذه قضية عودة ووطن، أضف إلى ذلك مستوى المبعدين كله مستوى قيادي، فكان لابد من هيكلية تضمن مشاركة أوسع من الإخوة القياديين المتواجدين في المكان في صناعة القرار و صناعة اللوائح. الحقيقة كل لجنة تضع لذاتها لائحة تنظم عملها، اللجنة الصحية والإعلامية، ثم بعد ذلك وضعنا اللائحة لتنظيم العلاقة بينا وبين الإخوة في حركة الجهاد الإسلامي.



نود أن تحدثنا عن يوميات مرج الزهور... تصف لنا النشاط من الصباح إلى المساء؟


اليوميات زاخرة، أولاً صلاة الفجر، كان لنا مسجد نصلي به صلاة الفجر جماعة، وكنا نقرأ المأثورات، بعد ذلك من أراد أن يقرأ من القرآن قرأ، ومن أراد أن يعود للخيمة يعود، بعد ذلك يستيقظ الإخوة ويتناولون طعام الإفطار، بعد ذلك الكل يتعاون في الخيمة، كان أخونا الفاضل محمد شمعة (أبو حسن) هو يصنع الطعام وكل شيء جزاه الله عنا كل خير، ونسأل الله سبحانه أن يجعل ذلك في ميزان حسناته يوم يلقي الله عز وجل، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم، كان طباخاً ماهراً، بعد ذلك الإخوة يترقبون المؤتمر الصحفي الذي ينظمه الإعلامي الرسمي أخونا عبد العزيز الرنتيسي، يقدم موقف المعبدين بشكل يومي أمام وسائل الإعلام، ثم بعد ذلك إذا جاءت وفود نستقبلها ونستمع لها، ثم تزور الخيم، ثم بعد ذلك يتناول الإخوة الغداء، طبعاً عندنا مخزن رئيس ترد إليه المواد التموينية ويُنادى على الإخوة المبعدين كلما أتى شيء كل منطقة لتستلم حصتها. كان أمير الساحة أخونا الأسير الشيخ حسن يوسف فرج الله كربه.






عن موقع الاسلام اليوم