Danger_Scorpion
20-01-2008, 06:29 PM
إسماعيل هنية: شاهد على الأحداث
- الحلقة الاولي
http://www.aqsatv.ps/new/pic/0egdpo.jpg
إسماعيل هنية يحادث الحارث الضاري أثناء تأديتهما لمناسك الحج
أجرى الحوار: إبراهيم الزعيم
ضيف الحوار: دولة رئيس الوزراء الأستاذ إسماعيل هنية
في هذه الحلقة يجري الحديث عن موقف جماعة الإخوان المسلمين من قضايا كثيرة على الساحة الفلسطينية والعربية، والبذور الأولى للعمل الأمني والجهادي لمواجهة الاحتلال الصهيوني، وتجربة الاعتقال الأولى. نترككم مع الحلقة الأولى. نود بداية أن تقدموا للسادة القراء نبذة عن سيرتكم الذاتية.. اسمي إسماعيل عبد السلام أحمد هنية، من مواليد مخيم الشاطئ في غزة 1963م، من مهاجري قرية الجورة، أنهيت دراستي في كلية التربية قسم اللغة العربية في الجامعة الإسلامية، قبل التحاقي بدرجة الماجستير لدراسة العلوم السياسية والإقليمية في جامعة القدس/ أبو ديس. كنت رئيساً لاتحاد الطلبة في الجامعة الإسلامية في عام 1985، وأمين اللجنة الرياضية، وكنت قد اعتقلت في الانتفاضة الأولى ثلاث مرات، المرة الأولى بتاريخ 24/7/87، والثانية في 15/1/88 والثالثة في 19/5/89، ثم أُبعدت إلى مرج الزهور، وحصيلة سنوات الاعتقال تقريباً أربع سنوات ونصف، بالإضافة للإبعاد سنة إلى لبنان في مرج الزهور، بعد ذلك عملت رئيساً لنادي الجمعية الإسلامية، وشاركت في كل الحوارات التي دارت بين حركة المقاومة الإسلامية حماس والسلطة، بعدما أنهيت عملي من الجامعة الإسلامية عملت كمدير لمكتب الشيخ المجاهد أحمد ياسين، بعد خروجه من السجن، ومكثت عنده خمس سنوات انتهت باستشهاده رحمه الله، وعُيّنت عضواً في مجلس الأمناء للجامعة الإسلامية في عام 2002. ما هو موقف الإخوان من معاهدة كامب ديفيد؟موقف الحركة هنا في فلسطين مثل موقف الحركة في كل مكان رأت بهذه الاتفاقية مخاطر قوية جداً على القضية الفلسطينية وعلى الواقع العربي والإسلامي بشكل عام، وأخطر ما في الاتفاقية هو اعتراف مصر أكبر دولة عربية بالكيان الصهيوني، وبالتالي إقصاؤها عن الصراع المباشر مع العدو الصهيوني، وهذا لا شك كان له أثر كبير على أبنائنا، وقد عبرت جموع الشعب الفلسطيني -في حينه وكنت يومها من أبناء الكتلة الإسلامية في معهد الأزهر في غزة وذلك سنة 1978-عن رفضها لهذه الاتفاقية، من خلال الخطب والندوات والمساجد والمدارس والمظاهرات.لكن هل كان للإخوان موقف واضح من هذه الاتفاقية؟أدبيات الحركة سجلت الرفض القاطع لكامب ديفيد، من خلال خطب المساجد والندوات واللقاءات. ما هو موقف الإخوان من برنامج النقاط العشر الذي تبنته منظمة التحرير الفلسطينية القاضي بإقامة دولة فلسطينية على أي شبر يتم تحريره من أرض فلسطين؟الحقيقة أن النقاط العشر نظرت إليها الحركة على أنها شكلت تراجعاً خطيراً على نهج منظمة التحرير الذي أعلن لحظة تأسيسها عن أن فلسطين كلها ملك للشعب والأمة، وأن الكفاح المسلح الطريق الوحيد لتحرير أرض فلسطين، وأنه لا اعتراف ولا صلح ولا تفاوض مع الاحتلال الصهيوني. النقاط العشر سجلت تراجعاً واضحاً، لذلك نظرت الحركة الإسلامية بخطورة لهذه النقاط وحذرت من التعاطي معها والانجرار وراءها. كيف نظر الإخوان لنتائج حرب 1973؟ وكيف فسروها؟ وكيف أثرت هذه الحرب على أوضاعهم في غزة؟لا شك أن الحرب كان لها نتائج معنوية وإيجابية على كل أبناء شعب فلسطين، كانت نتائجها المباشرة عسكرياً تؤشر بأن الدول العربية إذا قررت بشكل واضح تبني مقاومة هذا الاحتلال فستكون قادرة على إلحاق الهزيمة به، وهذا انعكس إيجابياً على أبناء الشعب الفلسطيني وعلى أبناء الحركة الإسلامية.من ضمن ما أثر على الساحة الفلسطينية في قطاع غزة الجانب اللبناني، كيف تصرف الإخوان إبان الاجتياح الصهيوني للبنان؟ وهل كان لها أي انعكاس على الأوضاع؟ وهل أدت إلى توترات سياسية في قطاع غزة؟لبنان تعرض لحرب في أكثر من محطة، دخلوا في السبعينيات ثم في الثمانينيات ثم الاجتياح الواسع في 1982، ثم الشريط الحدودي في 1989، ثم اجتياح لبنان، أذكر أن الحركة حينما مرت الذكرى الأولى لاجتياح لبنان بعد 1982 شاركت في كل المظاهرات العارمة التي خرجت في قطاع غزة، مشاركة قوية من قبل أبنائها وشبابها، وخاصة التنديد بمجزرة صبرا وشاتيلا، ولاشك أن خروج منظمة التحرير وكسر البنية العسكرية للمنظمة في لبنان كان له أثر بشكل أو بآخر على أن نبدأ في الداخل بتحريك شعبنا لمواجهة الاحتلال، فأخذت الحركة موقعها في المواجهة والإعداد، لذلك موضوع الاجتياح وكسر البنية العسكرية لمنظمة التحرير وضع الحركة أمام فكر سياسي وحوار داخلي، هذا الحوار الداخلي كان بموجه يجري الحديث عن كيفية إعداد شبابنا حتى ولو عن طريق مواجهات جماهيرية ومظاهرات ضد الاحتلال الصهيوني، في كوننا حركة لابد أن تحمي مشروع المقاومة للاحتلال، بعد اجتياح لبنان والمجازر في صبرا وشاتيلا، وكسر البنية العسكرية لمنظمة التحرير الفلسطينية والعمل على إخراجها من الساحة اللبنانية.هل شارك الإخوان في مظاهرات احتجاجية في الاعتداء على المسجد الأقصى في إبريل عام 1982 وهل كان دورهم قيادياً أم عادياً؟الحقيقة كان للحركة وأبنائها دور بارز خاصة الانطلاق من المساجد، حتى سُمّيت في ذلك الوقت ثورة المساجد، وأنا أذكر أنه كان لنا تجمع لكل إخواننا في المسجد الشمالي (غزة -مسجد الشهيد أحمد ياسين حالياً) وصلينا الجمعة في المسجد، و قررنا الخروج بمسيرة حاشدة من المسجد، وحصل أن دبابات الاحتلال الصهيونية قد حاصرت المسجد من قبل الصلاة، وما أن انتهت الصلاة حتى بدأت الدبابات بإطلاق نار كثيف في الهواء وإطلاق الرصاص المطاطي على المصلين، مما دفعنا للخروج من المسجد، وأذكر أن شاباً أُصيب برصاص مطاط وفقد إحدى عينيه. ثورة المساجد لم تُسمّ بهذا الاسم إلاّ لأن أبناءنا وإخواننا كان لهم دور بارز ضد الاحتلال الصهيوني، وتحركت حافلات تقل أبناء الجامعة الإسلامية للرباط في المسجد الأقصى المبارك.كيف اتخذ قرار المشاركة في هذه الإضرابات أو هذه الثورة التي سُميت ثورة المساجد؟موضوع ثورة المساجد لها علاقة بالمسجد الأقصى، وقد جاءت رداً على اقتحام أحد الصهاينة باحة المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين، وهذا أثّر في تفعيل العداء للمحتل، ولذلك كان توجه الإخوة بأن يكون لهم دور فاعل في المظاهرات والاحتجاجات والتعبير عن السخط الشعبي الفلسطيني ضد ما قام به المتطرف الصهيوني في باحة المسجد الأقصى.تعرّض العراق لضربتين من قبل (إسرائيل) في الثمانينيات، كيف قيم الإخوان ضرب المفاعل النووي العراقي؟أولاً رأينا في ذلك عدة نقاط، الأولى أن العدو الصهيوني لا يروق له أن تمتلك أي دولة عربية أو إسلامية أي سلاح يشكل خطراً عليه، ونحن اعتقدنا ومازلنا نعتقد أن ضرب المفاعل النووي العراقي هو قرار أمريكي نُفّذ من خلال الذراع الصهيوني، النقطة الثانية اعتبرنا أن العدو الصهيوني يريد أن يكرس الهيمنة، بمعنى إذا لم تتحقق (إسرائيل) الكبرى فـ (إسرائيل) العظمى، صاحبة ذراع يمكن أن يصل إلى العراق أو إلى أي مكان، لذلك كانت هناك خطورة بالغة باتجاه ردة الفعل الإجرامي الذي قام به العدو الصهيوني، وعبرنا عن رفضنا وإدانتنا لهذا العدوان، ولذلك وقفنا إلى جانب العراق في هذه المحنة، وكان ضرب العراق واجتياح لبنان نتيجة حتمية لإخراج مصر من معادلة الصراع من خلال كامب ديفيد.ما هو موقف الإخوان من معاهدة كامب ديفيد بشكل عام ومن الحكم الذاتي بشكل خاص؟ وهل دار حوار ونقاش داخل الحركة حول موضوع الحكم الذاتي؟اتفاقية كامب ديفيد مرفوضة جملة وتفصيلاً من قبل الحركة؛ لأنها تقوم على أساس باطل بموجبه تم الاعتراف بالكيان الصهيوني، واختزال الأرض الفلسطينية في حدود الضفة الغربية وقطاع غزة، ولذلك التعاطي مع هذه الاتفاقية بما فيه الحكم الذاتي كان مرفوضاً من قبل الحركة؛ لأن الحكم الذاتي يعني أن هناك أقلية عرقية تعيش في ظل الدولة (إسرائيل) والشعب الفلسطيني أقلية عرقية يقبل بالعيش في ظلال هذه الدولة. الحركة الإسلامية رفضت كامب ديفيد ومشتقات كامب ديفيد، بما في ذلك الحديث عن الحكم الذاتي في الضفة الغربية وقطاع غزة. في فترة الثمانينيات كانت بداية تشكيل أجهزة حركة الإخوان في قطاع غزة، ما الأجهزة التي كانت تتبع التنظيم في تلك الفترة؟ ومن هم رموز الحركة في تلك المرحلة؟لم يكن عندنا أجهزة كثيرة كما في الوقت الحالي؛ لأن اتساع الحركة استوجب أن يكون لديها أجهزة ودوائر ولجان متعددة، في بداية العمل كانت الأجهزة محدودة، كان جهاز الأمن والدعوة، وجهاز "مجاهدو فلسطين" (مجد) هو نواة العمل العسكري، وكان هناك لجنة سياسية وإعلامية. وكان من أهم الشخصيات بالنسبة لجهاز (مجد) أخونا يحيى السنوار وروحي مشتهى، وخالد الهندي وكنت مسؤولاً في جهاز الأمن عن مساحة جغرافية من القطاع، عملنا في عام 1984 حتى 1987، وعندما اعتقلت عدت للعمل به، واعتقلت في عام 1989 لعلاقتي بجهاز (مجد). كيف وقع الاختيار على هذه النخبة سواء في الأجهزة الدعوية أو الأمنية أو السياسية؟الاختيار يأتي من قبل قيادة الجهاز لمن يعتقدون أنه صالح للعمل في هذا الجهاز، يتم ربطه بهذا الجهاز، ويبدأ عمله من خلال هذا الاتصال. من هم الإخوان الذين اعتقلتهم سلطات الاحتلال في هذه الفترة؟ ولماذا؟ وما أثر ذلك على الحركة؟أبرز الاعتقالات كانت في عام 1984؛ إذ تم اعتقال الشيخ أحمد ياسين، والدكتور إبراهيم المقادمة، ود. محمد شهاب، والشيخ صابر عودة، والشيخ صلاح شحادة، وأبو بلال أبو نار، والشيخ عبد الرحمن تمراز، والشيخ عرب مهرة. الاعتقالات أثرت إيجابياً؛ لأننا بدأنا نشعر أن الحركة دخلت مرحلة مهمة في المواجهة مع الاحتلال.في هذه الفترة نود أن تحدثنا عن التربية في تلك المرحلة?عناصر القوة كما حددها الإمام حسن البنا ثلاثة: قوة العقيدة والإيمان، وقوة الترابط، وقوة الساعد والسلاح، وكنا نرى في المرحلة السابقة بأنه لابد من بناء جيل إيماني قرآني، من أجل تحمل كل تبعات الطريق، فكانت التربية من أولى الأولويات في الدعوة حينذاك. ما هي أفضل السبل لمقاومة الاحتلال في ذلك الوقت؟إعداد الجيل وتربيته، وبناء الشخصية المسلمة الواعية القادرة على تحمل التبعات، بعد ذلك بدأت الحركة الجماهيرية في 1983، وانطلقت ثورة المساجد والمظاهرات الشعبية في 1985و 1986، وكانت قوات الاحتلال تقوم بفرض الحصار على الجامعة الإسلامية، فكانت المساجد توجه نداءات للناس من أجل أن يتوجهوا للجامعة الإسلامية لكسر الحصار المفروض عليها، كلها كانت حركة جماهيرية في بداية المواجهة مع الاحتلال الصهيوني.كيف تم جمع السلاح ولاسيما اتخاذ قرار البدء بمواجهة الاحتلال؟حاولنا التعرف على بعض تجار السلاح، وشراء بعض الأسلحة وتم تخزينه حتى ضربة عام 1984 واعتقال الشيخ ومصادرة السلاح. لماذا أُخِذ القرار ببدء الإعداد العسكري عام 1982؟ليس في عام 1982، وإنما في عام 1980، وكان النقاش جدياً لموضوع العمل العسكري، وقد كان لبعض الإخوة القياديين هنا رأي، وتوصلوا لاتفاق، فلنبدأ الإعداد للعمل العسكري، ولكن لا يبدأ التنفيذ، وذلك كله في نقاشات قيادية في العام 1980. نرجو أن تحدثنا عن عمليات التدريب والتنظيم وشراء الأسلحة؟لم يكن لي علاقة بهذه المجموعة، ولكنها كانت مع الشيخ، وهي التي أشرفت على الموضوع. هناك العديد من الإخوة في المستوى القيادي لم يكونوا مطلعين ولا يعرفون بهذا الأمر، كان الأمر محصوراً بالشيخ والمجموعة التي عملت معه.كيف بدأت مرحلة الإعداد في عام 1982، 1984؟تعرّفوا على بعض تجار السلاح، جرت بينهم اتصالات، وقد كلفوا البعض بشراء الأسلحة وتخزينها في مناطق عدة من قطاع غزة. هل كان لاعتقال الشيخ أحمد ياسين والشيخ صلاح شحادة في عام 1984 أثر في دفع العمل العسكري للأمام أم تأخيره؟ الاعتقال جعل الشيخ أحمد ياسين على قرب من التنظيمات في السجن، وصار لنا إخوة وقيادات داخل السجن، وهذه المرة الأولى التي يدخل فيها الإخوان السجون الصهيونية، والتقى ببعض أبناء الجماعة الإسلامية الذين كانوا ينتمون لتنظيمات فلسطينية داخل السجون ثم خرجوا من التنظيمات، وشكلوا الجماعة الإسلامية من أمثال الشيخ محمد أبو طير وخضر الرنتيسي وغيرهم. بالنسبة للتجربة الاعتقالية للشيخ أحمد ياسين والشيخ صلاح شحادة، هل كان لهذه التجربة أثر على تشجيع العمل العسكري في قطاع غزة؟لاشك أن اعتقال المجموعة العسكرية بقيادة الشيخ في عام 1984 كان لها أثر إيجابي في أوساط الحركة؛ إذ أصبح معلوماً للجميع أن الحركة تهتم بجانب الإعداد والاستعداد لبدء مرحلة المقاومة ضد العدو الصهيوني، من جانب آخر غياب مجموعة القيادة استوجب أن تبرز قيادات وتتقدم إلى الصف الأول لتأخذ مكان الشيخ والقيادة، وهذا أدى إلى تفعيل دور القيادة وتوسيعها داخل الحركة في ذلك الوقت.متى تم تشكيل ما يُعرف بمجموعة (مجد)، ولماذا تم اختيار هذه التسمية؟كان هذا قبل الانتفاضة بشهور، أي في عام 1987، وأُصدرت مجموعة من البيانات في حينه، وقد كانت بمثابة الجناح الأمني للحركة الإسلامية، وكانت البيانات توقع بـ "الإخوان المسلمين" وبعنوان "المرابطين على أرض الإسراء" وبعنوان "الكفاح الإسلامي"، وكذلك بحركة المقاومة الإسلامية، ولكن دون اسم "حماس". كيف اتُّخذ القرار بتأسيس الجهاز العسكري؟لقد تم تشكيل ما يُسمّى بجهاز "المجاهدون الفلسطينيون"، وكان بمثابة نواة الجهاز العسكري، والمؤسسة القيادية للحركة اتخذت قراراً ببدء العمل، بحيث يكون هناك مسؤول عسكري مباشر عنها، وهو الشيخ صلاح شحادة. ما الهدف من تأسيس هذه المجموعة؟البدء في مقاومة الاحتلال. طبعاً نفّذوا العديد من العمليات قبل الانتفاضة، منها عمليات إطلاق النار، وإلقاء قنابل يدوية على بعض حواجز ومواقع عسكرية ومراكز شرطة للاحتلال، وبعد الانتفاضة قامت بعمليات كبيرة. انطلق في ذلك الوقت ما يُعرف بمجموعة (101) ما هي قصة هذه المجموعة؟(101) هم المجاهدون الفلسطينيون. أما عن اختيار الاسم فقد قرأت في التاريخ الفلسطيني أن هناك مجموعة مجاهدة كانت تطلق على نفسها (101)، وربما تكون التسمية تيمناً بها. من الذي وقف على رأس هذه المجموعة؟الشيخ صلاح شحادة. ما هي الإنجازات التي حققتها المجموعة للحركة؟أهم شيء عملية خطف الجنود عام 1989؛ لأن هذه المجموعة نفذت خطف الجنديين الإسرائيليين إيلان سعدون وسبورتس، بالإشراف المباشر من الشيخ صلاح شحادة. متى بدأ عمل الوحدة 101؟منذ عام 1987. ما العلاقة بين المجموعة (101) وجهاز "المجاهدون الفلسطينيون"؟ذات المجموعة، هذه منبثقة عن المجاهدين الفلسطينيين وربما أُسند لها مهمات خاصة.تلقى الجهاز العسكري لحركة "حماس" ضربة في عام 1984، كيف بدأت هذه الضربة؟إحدى القنوات التي كانت تزود المجاهدين بالسلاح كان بها خلل. ماذا حصل أثناء التحقيق للإخوة ولاسيما أنها أول تجربة يخوضها الإخوان في قطاع غزة؟بالتأكيد كانت التجربة قاسية ومؤلمة وتعرض الإخوة لضغوط هائلة، حدثت اعتقالات في صفوف الإخوة، لكننا سجلنا موقفاً ثابتاً وعظيماً. الأخ الدكتور إبراهيم المقادمة تعرض لتحقيق قاسٍ جداً جداً، ومع ذلك ثبت في التحقيق، كان غرض الدكتور إبراهيم الذي لم يدلِ بأي معلومات خاصة أيام الاعتقال الأول أن يتيح الفرصة للدكتور أحمد الملح مغادرة القطاع، لذلك تحمل كثيراً جداً، وتمكن الدكتور أحمد الملح من الخروج من القطاع، ولم يتم اعتقاله والحمد لله. ما هي الأحكام التي صدرت في حق الإخوان آنذاك؟الشيخ حُكم عليه (13) عاماً، الدكتور إبراهيم ثماني سنوات ونصف، والأخ عبد الرحمن تمراز (12) سنة، الأخ محمد شهاب (10) أعوام، الشيخ صلاح شحادة عامين ونصف، الأخ صابر أبو عودة عامين، الأخ بيان أبو نار عامين تقريباً، الشيخ عرب مهرة سبع سنوات، هذه متوسط الأحكام. أعلى حكم الشيخ أحمد ياسين، ومعظم الإخوة قضوا مدة الحكم ما عدا الشيخ أحمد ياسين الذي خرج في صفقة تبادل الأسرى التي نفذتها الجبهة الشعبية (القيادة العامة أحمد جبريل) في عام 1985 بعد عام واحد من اعتقاله. هل كان هناك علاقة متبادلة مع أحمد جبريل بناءً عليها تم التوجه إلى الإفراج عن شيخ الحركة أحمد ياسين؟ داخل السجون كان المجاهد حافظ الدلقموني وهو عضو اللجنة العليا التي تفاوض الاحتلال الإسرائيلي والصليب الأحمر، وهو من الجماعة الإسلامية ومعتمد من القيادي أحمد جبريل وهو الذي وضع اسم الشيخ على القائمة. والأخ أحمد جبريل رحّب بذلك لظروف الشيخ أحمد ياسين الصحية.بعد عملية الإفراج عن الشيخ، هل عاد إلى مزاولة العمل العسكري مرة أخرى؟نعم بالتأكيد قبل الانتفاضة، فقد تم استئناف العمل، وخاصة بعدما تم الإفراج عن الشيخ صلاح شحادة بعد عامين ونصف من اعتقاله، إذ تم من جديد إعادة حيوية العمل. قبيل بدء الانتفاضة قام الاحتلال بمجموعة من الاستفزازات للناس، كيف خططت الحركة لمقاومة هذه الاستفزازات؟على أكثر من صعيد، على الصعيد الإعلامي وُزعت بيانات أدانت ممارسات الاحتلال وتحرض الناس على رفض الأوامر التي تصدر عن الاحتلال، والتصدي للممارسات السيئة التي كان يتعرض لها الناس خاصة في ميدان فلسطين، وقد كنا في الجامعة ننظم من آن لآخر مهرجانات طلابية وشعبية لرفض الممارسات الصهيونية.
- الحلقة الاولي
http://www.aqsatv.ps/new/pic/0egdpo.jpg
إسماعيل هنية يحادث الحارث الضاري أثناء تأديتهما لمناسك الحج
أجرى الحوار: إبراهيم الزعيم
ضيف الحوار: دولة رئيس الوزراء الأستاذ إسماعيل هنية
في هذه الحلقة يجري الحديث عن موقف جماعة الإخوان المسلمين من قضايا كثيرة على الساحة الفلسطينية والعربية، والبذور الأولى للعمل الأمني والجهادي لمواجهة الاحتلال الصهيوني، وتجربة الاعتقال الأولى. نترككم مع الحلقة الأولى. نود بداية أن تقدموا للسادة القراء نبذة عن سيرتكم الذاتية.. اسمي إسماعيل عبد السلام أحمد هنية، من مواليد مخيم الشاطئ في غزة 1963م، من مهاجري قرية الجورة، أنهيت دراستي في كلية التربية قسم اللغة العربية في الجامعة الإسلامية، قبل التحاقي بدرجة الماجستير لدراسة العلوم السياسية والإقليمية في جامعة القدس/ أبو ديس. كنت رئيساً لاتحاد الطلبة في الجامعة الإسلامية في عام 1985، وأمين اللجنة الرياضية، وكنت قد اعتقلت في الانتفاضة الأولى ثلاث مرات، المرة الأولى بتاريخ 24/7/87، والثانية في 15/1/88 والثالثة في 19/5/89، ثم أُبعدت إلى مرج الزهور، وحصيلة سنوات الاعتقال تقريباً أربع سنوات ونصف، بالإضافة للإبعاد سنة إلى لبنان في مرج الزهور، بعد ذلك عملت رئيساً لنادي الجمعية الإسلامية، وشاركت في كل الحوارات التي دارت بين حركة المقاومة الإسلامية حماس والسلطة، بعدما أنهيت عملي من الجامعة الإسلامية عملت كمدير لمكتب الشيخ المجاهد أحمد ياسين، بعد خروجه من السجن، ومكثت عنده خمس سنوات انتهت باستشهاده رحمه الله، وعُيّنت عضواً في مجلس الأمناء للجامعة الإسلامية في عام 2002. ما هو موقف الإخوان من معاهدة كامب ديفيد؟موقف الحركة هنا في فلسطين مثل موقف الحركة في كل مكان رأت بهذه الاتفاقية مخاطر قوية جداً على القضية الفلسطينية وعلى الواقع العربي والإسلامي بشكل عام، وأخطر ما في الاتفاقية هو اعتراف مصر أكبر دولة عربية بالكيان الصهيوني، وبالتالي إقصاؤها عن الصراع المباشر مع العدو الصهيوني، وهذا لا شك كان له أثر كبير على أبنائنا، وقد عبرت جموع الشعب الفلسطيني -في حينه وكنت يومها من أبناء الكتلة الإسلامية في معهد الأزهر في غزة وذلك سنة 1978-عن رفضها لهذه الاتفاقية، من خلال الخطب والندوات والمساجد والمدارس والمظاهرات.لكن هل كان للإخوان موقف واضح من هذه الاتفاقية؟أدبيات الحركة سجلت الرفض القاطع لكامب ديفيد، من خلال خطب المساجد والندوات واللقاءات. ما هو موقف الإخوان من برنامج النقاط العشر الذي تبنته منظمة التحرير الفلسطينية القاضي بإقامة دولة فلسطينية على أي شبر يتم تحريره من أرض فلسطين؟الحقيقة أن النقاط العشر نظرت إليها الحركة على أنها شكلت تراجعاً خطيراً على نهج منظمة التحرير الذي أعلن لحظة تأسيسها عن أن فلسطين كلها ملك للشعب والأمة، وأن الكفاح المسلح الطريق الوحيد لتحرير أرض فلسطين، وأنه لا اعتراف ولا صلح ولا تفاوض مع الاحتلال الصهيوني. النقاط العشر سجلت تراجعاً واضحاً، لذلك نظرت الحركة الإسلامية بخطورة لهذه النقاط وحذرت من التعاطي معها والانجرار وراءها. كيف نظر الإخوان لنتائج حرب 1973؟ وكيف فسروها؟ وكيف أثرت هذه الحرب على أوضاعهم في غزة؟لا شك أن الحرب كان لها نتائج معنوية وإيجابية على كل أبناء شعب فلسطين، كانت نتائجها المباشرة عسكرياً تؤشر بأن الدول العربية إذا قررت بشكل واضح تبني مقاومة هذا الاحتلال فستكون قادرة على إلحاق الهزيمة به، وهذا انعكس إيجابياً على أبناء الشعب الفلسطيني وعلى أبناء الحركة الإسلامية.من ضمن ما أثر على الساحة الفلسطينية في قطاع غزة الجانب اللبناني، كيف تصرف الإخوان إبان الاجتياح الصهيوني للبنان؟ وهل كان لها أي انعكاس على الأوضاع؟ وهل أدت إلى توترات سياسية في قطاع غزة؟لبنان تعرض لحرب في أكثر من محطة، دخلوا في السبعينيات ثم في الثمانينيات ثم الاجتياح الواسع في 1982، ثم الشريط الحدودي في 1989، ثم اجتياح لبنان، أذكر أن الحركة حينما مرت الذكرى الأولى لاجتياح لبنان بعد 1982 شاركت في كل المظاهرات العارمة التي خرجت في قطاع غزة، مشاركة قوية من قبل أبنائها وشبابها، وخاصة التنديد بمجزرة صبرا وشاتيلا، ولاشك أن خروج منظمة التحرير وكسر البنية العسكرية للمنظمة في لبنان كان له أثر بشكل أو بآخر على أن نبدأ في الداخل بتحريك شعبنا لمواجهة الاحتلال، فأخذت الحركة موقعها في المواجهة والإعداد، لذلك موضوع الاجتياح وكسر البنية العسكرية لمنظمة التحرير وضع الحركة أمام فكر سياسي وحوار داخلي، هذا الحوار الداخلي كان بموجه يجري الحديث عن كيفية إعداد شبابنا حتى ولو عن طريق مواجهات جماهيرية ومظاهرات ضد الاحتلال الصهيوني، في كوننا حركة لابد أن تحمي مشروع المقاومة للاحتلال، بعد اجتياح لبنان والمجازر في صبرا وشاتيلا، وكسر البنية العسكرية لمنظمة التحرير الفلسطينية والعمل على إخراجها من الساحة اللبنانية.هل شارك الإخوان في مظاهرات احتجاجية في الاعتداء على المسجد الأقصى في إبريل عام 1982 وهل كان دورهم قيادياً أم عادياً؟الحقيقة كان للحركة وأبنائها دور بارز خاصة الانطلاق من المساجد، حتى سُمّيت في ذلك الوقت ثورة المساجد، وأنا أذكر أنه كان لنا تجمع لكل إخواننا في المسجد الشمالي (غزة -مسجد الشهيد أحمد ياسين حالياً) وصلينا الجمعة في المسجد، و قررنا الخروج بمسيرة حاشدة من المسجد، وحصل أن دبابات الاحتلال الصهيونية قد حاصرت المسجد من قبل الصلاة، وما أن انتهت الصلاة حتى بدأت الدبابات بإطلاق نار كثيف في الهواء وإطلاق الرصاص المطاطي على المصلين، مما دفعنا للخروج من المسجد، وأذكر أن شاباً أُصيب برصاص مطاط وفقد إحدى عينيه. ثورة المساجد لم تُسمّ بهذا الاسم إلاّ لأن أبناءنا وإخواننا كان لهم دور بارز ضد الاحتلال الصهيوني، وتحركت حافلات تقل أبناء الجامعة الإسلامية للرباط في المسجد الأقصى المبارك.كيف اتخذ قرار المشاركة في هذه الإضرابات أو هذه الثورة التي سُميت ثورة المساجد؟موضوع ثورة المساجد لها علاقة بالمسجد الأقصى، وقد جاءت رداً على اقتحام أحد الصهاينة باحة المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين، وهذا أثّر في تفعيل العداء للمحتل، ولذلك كان توجه الإخوة بأن يكون لهم دور فاعل في المظاهرات والاحتجاجات والتعبير عن السخط الشعبي الفلسطيني ضد ما قام به المتطرف الصهيوني في باحة المسجد الأقصى.تعرّض العراق لضربتين من قبل (إسرائيل) في الثمانينيات، كيف قيم الإخوان ضرب المفاعل النووي العراقي؟أولاً رأينا في ذلك عدة نقاط، الأولى أن العدو الصهيوني لا يروق له أن تمتلك أي دولة عربية أو إسلامية أي سلاح يشكل خطراً عليه، ونحن اعتقدنا ومازلنا نعتقد أن ضرب المفاعل النووي العراقي هو قرار أمريكي نُفّذ من خلال الذراع الصهيوني، النقطة الثانية اعتبرنا أن العدو الصهيوني يريد أن يكرس الهيمنة، بمعنى إذا لم تتحقق (إسرائيل) الكبرى فـ (إسرائيل) العظمى، صاحبة ذراع يمكن أن يصل إلى العراق أو إلى أي مكان، لذلك كانت هناك خطورة بالغة باتجاه ردة الفعل الإجرامي الذي قام به العدو الصهيوني، وعبرنا عن رفضنا وإدانتنا لهذا العدوان، ولذلك وقفنا إلى جانب العراق في هذه المحنة، وكان ضرب العراق واجتياح لبنان نتيجة حتمية لإخراج مصر من معادلة الصراع من خلال كامب ديفيد.ما هو موقف الإخوان من معاهدة كامب ديفيد بشكل عام ومن الحكم الذاتي بشكل خاص؟ وهل دار حوار ونقاش داخل الحركة حول موضوع الحكم الذاتي؟اتفاقية كامب ديفيد مرفوضة جملة وتفصيلاً من قبل الحركة؛ لأنها تقوم على أساس باطل بموجبه تم الاعتراف بالكيان الصهيوني، واختزال الأرض الفلسطينية في حدود الضفة الغربية وقطاع غزة، ولذلك التعاطي مع هذه الاتفاقية بما فيه الحكم الذاتي كان مرفوضاً من قبل الحركة؛ لأن الحكم الذاتي يعني أن هناك أقلية عرقية تعيش في ظل الدولة (إسرائيل) والشعب الفلسطيني أقلية عرقية يقبل بالعيش في ظلال هذه الدولة. الحركة الإسلامية رفضت كامب ديفيد ومشتقات كامب ديفيد، بما في ذلك الحديث عن الحكم الذاتي في الضفة الغربية وقطاع غزة. في فترة الثمانينيات كانت بداية تشكيل أجهزة حركة الإخوان في قطاع غزة، ما الأجهزة التي كانت تتبع التنظيم في تلك الفترة؟ ومن هم رموز الحركة في تلك المرحلة؟لم يكن عندنا أجهزة كثيرة كما في الوقت الحالي؛ لأن اتساع الحركة استوجب أن يكون لديها أجهزة ودوائر ولجان متعددة، في بداية العمل كانت الأجهزة محدودة، كان جهاز الأمن والدعوة، وجهاز "مجاهدو فلسطين" (مجد) هو نواة العمل العسكري، وكان هناك لجنة سياسية وإعلامية. وكان من أهم الشخصيات بالنسبة لجهاز (مجد) أخونا يحيى السنوار وروحي مشتهى، وخالد الهندي وكنت مسؤولاً في جهاز الأمن عن مساحة جغرافية من القطاع، عملنا في عام 1984 حتى 1987، وعندما اعتقلت عدت للعمل به، واعتقلت في عام 1989 لعلاقتي بجهاز (مجد). كيف وقع الاختيار على هذه النخبة سواء في الأجهزة الدعوية أو الأمنية أو السياسية؟الاختيار يأتي من قبل قيادة الجهاز لمن يعتقدون أنه صالح للعمل في هذا الجهاز، يتم ربطه بهذا الجهاز، ويبدأ عمله من خلال هذا الاتصال. من هم الإخوان الذين اعتقلتهم سلطات الاحتلال في هذه الفترة؟ ولماذا؟ وما أثر ذلك على الحركة؟أبرز الاعتقالات كانت في عام 1984؛ إذ تم اعتقال الشيخ أحمد ياسين، والدكتور إبراهيم المقادمة، ود. محمد شهاب، والشيخ صابر عودة، والشيخ صلاح شحادة، وأبو بلال أبو نار، والشيخ عبد الرحمن تمراز، والشيخ عرب مهرة. الاعتقالات أثرت إيجابياً؛ لأننا بدأنا نشعر أن الحركة دخلت مرحلة مهمة في المواجهة مع الاحتلال.في هذه الفترة نود أن تحدثنا عن التربية في تلك المرحلة?عناصر القوة كما حددها الإمام حسن البنا ثلاثة: قوة العقيدة والإيمان، وقوة الترابط، وقوة الساعد والسلاح، وكنا نرى في المرحلة السابقة بأنه لابد من بناء جيل إيماني قرآني، من أجل تحمل كل تبعات الطريق، فكانت التربية من أولى الأولويات في الدعوة حينذاك. ما هي أفضل السبل لمقاومة الاحتلال في ذلك الوقت؟إعداد الجيل وتربيته، وبناء الشخصية المسلمة الواعية القادرة على تحمل التبعات، بعد ذلك بدأت الحركة الجماهيرية في 1983، وانطلقت ثورة المساجد والمظاهرات الشعبية في 1985و 1986، وكانت قوات الاحتلال تقوم بفرض الحصار على الجامعة الإسلامية، فكانت المساجد توجه نداءات للناس من أجل أن يتوجهوا للجامعة الإسلامية لكسر الحصار المفروض عليها، كلها كانت حركة جماهيرية في بداية المواجهة مع الاحتلال الصهيوني.كيف تم جمع السلاح ولاسيما اتخاذ قرار البدء بمواجهة الاحتلال؟حاولنا التعرف على بعض تجار السلاح، وشراء بعض الأسلحة وتم تخزينه حتى ضربة عام 1984 واعتقال الشيخ ومصادرة السلاح. لماذا أُخِذ القرار ببدء الإعداد العسكري عام 1982؟ليس في عام 1982، وإنما في عام 1980، وكان النقاش جدياً لموضوع العمل العسكري، وقد كان لبعض الإخوة القياديين هنا رأي، وتوصلوا لاتفاق، فلنبدأ الإعداد للعمل العسكري، ولكن لا يبدأ التنفيذ، وذلك كله في نقاشات قيادية في العام 1980. نرجو أن تحدثنا عن عمليات التدريب والتنظيم وشراء الأسلحة؟لم يكن لي علاقة بهذه المجموعة، ولكنها كانت مع الشيخ، وهي التي أشرفت على الموضوع. هناك العديد من الإخوة في المستوى القيادي لم يكونوا مطلعين ولا يعرفون بهذا الأمر، كان الأمر محصوراً بالشيخ والمجموعة التي عملت معه.كيف بدأت مرحلة الإعداد في عام 1982، 1984؟تعرّفوا على بعض تجار السلاح، جرت بينهم اتصالات، وقد كلفوا البعض بشراء الأسلحة وتخزينها في مناطق عدة من قطاع غزة. هل كان لاعتقال الشيخ أحمد ياسين والشيخ صلاح شحادة في عام 1984 أثر في دفع العمل العسكري للأمام أم تأخيره؟ الاعتقال جعل الشيخ أحمد ياسين على قرب من التنظيمات في السجن، وصار لنا إخوة وقيادات داخل السجن، وهذه المرة الأولى التي يدخل فيها الإخوان السجون الصهيونية، والتقى ببعض أبناء الجماعة الإسلامية الذين كانوا ينتمون لتنظيمات فلسطينية داخل السجون ثم خرجوا من التنظيمات، وشكلوا الجماعة الإسلامية من أمثال الشيخ محمد أبو طير وخضر الرنتيسي وغيرهم. بالنسبة للتجربة الاعتقالية للشيخ أحمد ياسين والشيخ صلاح شحادة، هل كان لهذه التجربة أثر على تشجيع العمل العسكري في قطاع غزة؟لاشك أن اعتقال المجموعة العسكرية بقيادة الشيخ في عام 1984 كان لها أثر إيجابي في أوساط الحركة؛ إذ أصبح معلوماً للجميع أن الحركة تهتم بجانب الإعداد والاستعداد لبدء مرحلة المقاومة ضد العدو الصهيوني، من جانب آخر غياب مجموعة القيادة استوجب أن تبرز قيادات وتتقدم إلى الصف الأول لتأخذ مكان الشيخ والقيادة، وهذا أدى إلى تفعيل دور القيادة وتوسيعها داخل الحركة في ذلك الوقت.متى تم تشكيل ما يُعرف بمجموعة (مجد)، ولماذا تم اختيار هذه التسمية؟كان هذا قبل الانتفاضة بشهور، أي في عام 1987، وأُصدرت مجموعة من البيانات في حينه، وقد كانت بمثابة الجناح الأمني للحركة الإسلامية، وكانت البيانات توقع بـ "الإخوان المسلمين" وبعنوان "المرابطين على أرض الإسراء" وبعنوان "الكفاح الإسلامي"، وكذلك بحركة المقاومة الإسلامية، ولكن دون اسم "حماس". كيف اتُّخذ القرار بتأسيس الجهاز العسكري؟لقد تم تشكيل ما يُسمّى بجهاز "المجاهدون الفلسطينيون"، وكان بمثابة نواة الجهاز العسكري، والمؤسسة القيادية للحركة اتخذت قراراً ببدء العمل، بحيث يكون هناك مسؤول عسكري مباشر عنها، وهو الشيخ صلاح شحادة. ما الهدف من تأسيس هذه المجموعة؟البدء في مقاومة الاحتلال. طبعاً نفّذوا العديد من العمليات قبل الانتفاضة، منها عمليات إطلاق النار، وإلقاء قنابل يدوية على بعض حواجز ومواقع عسكرية ومراكز شرطة للاحتلال، وبعد الانتفاضة قامت بعمليات كبيرة. انطلق في ذلك الوقت ما يُعرف بمجموعة (101) ما هي قصة هذه المجموعة؟(101) هم المجاهدون الفلسطينيون. أما عن اختيار الاسم فقد قرأت في التاريخ الفلسطيني أن هناك مجموعة مجاهدة كانت تطلق على نفسها (101)، وربما تكون التسمية تيمناً بها. من الذي وقف على رأس هذه المجموعة؟الشيخ صلاح شحادة. ما هي الإنجازات التي حققتها المجموعة للحركة؟أهم شيء عملية خطف الجنود عام 1989؛ لأن هذه المجموعة نفذت خطف الجنديين الإسرائيليين إيلان سعدون وسبورتس، بالإشراف المباشر من الشيخ صلاح شحادة. متى بدأ عمل الوحدة 101؟منذ عام 1987. ما العلاقة بين المجموعة (101) وجهاز "المجاهدون الفلسطينيون"؟ذات المجموعة، هذه منبثقة عن المجاهدين الفلسطينيين وربما أُسند لها مهمات خاصة.تلقى الجهاز العسكري لحركة "حماس" ضربة في عام 1984، كيف بدأت هذه الضربة؟إحدى القنوات التي كانت تزود المجاهدين بالسلاح كان بها خلل. ماذا حصل أثناء التحقيق للإخوة ولاسيما أنها أول تجربة يخوضها الإخوان في قطاع غزة؟بالتأكيد كانت التجربة قاسية ومؤلمة وتعرض الإخوة لضغوط هائلة، حدثت اعتقالات في صفوف الإخوة، لكننا سجلنا موقفاً ثابتاً وعظيماً. الأخ الدكتور إبراهيم المقادمة تعرض لتحقيق قاسٍ جداً جداً، ومع ذلك ثبت في التحقيق، كان غرض الدكتور إبراهيم الذي لم يدلِ بأي معلومات خاصة أيام الاعتقال الأول أن يتيح الفرصة للدكتور أحمد الملح مغادرة القطاع، لذلك تحمل كثيراً جداً، وتمكن الدكتور أحمد الملح من الخروج من القطاع، ولم يتم اعتقاله والحمد لله. ما هي الأحكام التي صدرت في حق الإخوان آنذاك؟الشيخ حُكم عليه (13) عاماً، الدكتور إبراهيم ثماني سنوات ونصف، والأخ عبد الرحمن تمراز (12) سنة، الأخ محمد شهاب (10) أعوام، الشيخ صلاح شحادة عامين ونصف، الأخ صابر أبو عودة عامين، الأخ بيان أبو نار عامين تقريباً، الشيخ عرب مهرة سبع سنوات، هذه متوسط الأحكام. أعلى حكم الشيخ أحمد ياسين، ومعظم الإخوة قضوا مدة الحكم ما عدا الشيخ أحمد ياسين الذي خرج في صفقة تبادل الأسرى التي نفذتها الجبهة الشعبية (القيادة العامة أحمد جبريل) في عام 1985 بعد عام واحد من اعتقاله. هل كان هناك علاقة متبادلة مع أحمد جبريل بناءً عليها تم التوجه إلى الإفراج عن شيخ الحركة أحمد ياسين؟ داخل السجون كان المجاهد حافظ الدلقموني وهو عضو اللجنة العليا التي تفاوض الاحتلال الإسرائيلي والصليب الأحمر، وهو من الجماعة الإسلامية ومعتمد من القيادي أحمد جبريل وهو الذي وضع اسم الشيخ على القائمة. والأخ أحمد جبريل رحّب بذلك لظروف الشيخ أحمد ياسين الصحية.بعد عملية الإفراج عن الشيخ، هل عاد إلى مزاولة العمل العسكري مرة أخرى؟نعم بالتأكيد قبل الانتفاضة، فقد تم استئناف العمل، وخاصة بعدما تم الإفراج عن الشيخ صلاح شحادة بعد عامين ونصف من اعتقاله، إذ تم من جديد إعادة حيوية العمل. قبيل بدء الانتفاضة قام الاحتلال بمجموعة من الاستفزازات للناس، كيف خططت الحركة لمقاومة هذه الاستفزازات؟على أكثر من صعيد، على الصعيد الإعلامي وُزعت بيانات أدانت ممارسات الاحتلال وتحرض الناس على رفض الأوامر التي تصدر عن الاحتلال، والتصدي للممارسات السيئة التي كان يتعرض لها الناس خاصة في ميدان فلسطين، وقد كنا في الجامعة ننظم من آن لآخر مهرجانات طلابية وشعبية لرفض الممارسات الصهيونية.