محمد السيوطيM.S
21-06-2008, 02:19 AM
http://www.freewebtown.com/re_sword/competition/comp_welcome/0148.gif
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:)
يا هلااااااااااااااااااااااااااا بالجميـــــــــــــــــــــــــــــع:biggthump....اخيراً الأجازة و اخيراً العودة إلى منتدانا الغالي بعد عام دراسي "يقطع النفس" و "مش باين له آخر":boggled:... ويش الواحد يقول بعد غياب 9 أشهر عن المنتدى:33:؟ أولاً طبعاً سلامات لكل الأعضاء و ألف مبروك لكل من تم ترقيته أو حصل على وسام:D... و ألف مبروك للديك الذي أصبح فارساً و سلامي له:bigok:....
ثانياً هناك التغيير الذي حل بالمنتدى و هو كما واضح ليس في الشكل الظاهري فقط.... هناك أشياء جديدة كثيرة أجد بصراحة صعوبة في فهمها الفهم الكامل : "الشكر" و "الأوسمة" و "الصور و المعارض" و "المجموعات الاجتماعية" إلخ... فيا ليت لو تكرم واحد و دلني عليها الله لا يسيئكم:dot:.....
و...... كفاية كده و ندخل في الموضوع حتى لا أوجع دماغكم بهذه الخواطر:09:... ماذا كنا نقول؟ آه "الحب"... الموضوع ببساطة و كما قلت فأنه و بسبب الدراسة فلا أجد و قت كاف للأسف للمشاركة في منتدانا الغالي، لكن هذا لا يمنع من بعض التصفح السريع حيث و جدت موضوع كتبه عبد الرحمن يتكلم عن الحب -في منتدى الأسرة على ما اذكر- فاعجبني الموضوع و قررت المشاركة فيه.... و بالفعل فبعد قراءة أغلب المشاركات بالموضوع و أوجه النظر المعروضة جلست ليوم أو اثنين افكر في موضوع الحب و اكتب على الورق كل ما اعرفه عنه للمشاركة في الموضوع.... لكن للأسف تعذر على الوقت بعدها لنقل ما كتبته على الورق إلى الكمبيوتر و لم اعرف حتى ما حدث في الموضوع بعد ذلك... لذلك فعندما حلت الأجازة قلت لماذا لا انهي ما بدأته و أضع ما كتبته في المنتدى؟ بعبارة أخرى فإن هذا الموضوع الذي ستقرأه الآن- إذا كنت تنوي ذلك:p- قد أعد منذ فترة و كان من المخطط له أن يكون كمشاركة في موضوع آخر و أنا اكتفيت الآن بمجرد نقله على الحاسب ثم وضعه في المنتدى.. لذلك ستلاحظ التركيز على نقاط بعينها حيث كان بعضها وجهات نظر تم طرحها في الموضوع الأصلي...
حسناً... اعتقد أننا يمكننا البدأ الآن:)....
موضوع الحب عليه الكثير جداً من الاختلاف: هذا يقول الحب موجود و هذا يقول الحب غير موجود ، هذا يقول الحب حرام و هذا يقول الحب حلال ، هذا يقول حب عفيف و هذا يقول لا يوجد حب عفيف و اعتقد أن جزء كثير من هذا الخلاف يرجع أصلاً لاختلاف نظرة الناس إلى مفهوم الحب نفسه لذلك أنا أريد أن أبدأ من البداية جداااً من أول معنى كلمة حب.
الحب
ما هو الحب ؟ الحب هو إدراك حسي فريد قد كرم الله به سائر الكائنات الحية عن الأشياء الجامدة و هو يعني انجذاب الكائن الحي لشيء معين معنوياً كان أو مادياً
و بالتالي فالحب عاطفة معنوية لكنها قد تتجه إلى شيء معنوي أو مادي
1-هل الحب موجود؟
طبعاً موجود... فأنت تحب والديك و تحب أخوتك و تحب رائحة الأزهار ، ربما تحب الملوخية و لا تحب البامية – أنا لا أمزح هنا- مثلاً تحب أن تكون الأول على مدرستك غيرك يحب أن يكون رئيس اتحاد الطلاب و هكذا....
2-هل الحب صواب أم خطأ ، حلام أم حرام ؟
الحب في أصله نعمة قد كرم الله بها الإنسان و ذلك لهدف عظيم و هو أن يتصل الإنسان بخالقه من خلال حبه إليه....
و الحب في ذاته لا يخضع لمبدأ التحريم أو التحليل لأنه شيء خارج عن إرادة الإنسان ، مثال بسيط جداً الإنسان لا يستطيع أن يمنع نفسه من الشعور بالجوع و بالتالي فليس من المنطقي أن نقول أن الشعور بالجوع حرام أو حلال / صواب أو خطأ.....
3- و هنا يجب أن نفرق بين الحب في ناحية، و بين التفكير و الفعل في ناحية أخرى
فالحب طبقاً لتعريفه هو مجرد الانجذاب لشيء معين و لا يخضع للتصويب أو التجريم لأنه خارج إرادة الإنسان
أما التفكير و الفعل فهما شيئان خاضعان لإرادة الإنسان و بالتالي فهما خاضعان للتحريم و التحليل...
مثلاً: أنت قد تحب أن يكون مال فلان لك و لحظة الحب هذه أنت لا تستطيع التحكم فيها لأنك شعرت بها تلقائياً و بالتالي فلا لوم عليك ، أما إذا استمررت بالتفكير في كيفية الاستيلاء على ماله و ربما حاولت سرقته فهنا تكون قد وقعت تحت طائلة التحريم...
4- هل الإنسان يفعل ما يحب؟
الإنسان لا يشترط أن يفعل ما يحب , فأنت مثلاً قد تشعر بنعاس – تحب أن تنام –لكنك لا تفعل لأنك تحتاج إلى أن تنهي عملك أولاً أو تنهي واجبك , و ربما كنت كارهاً لهذا العمل أو الواجب...
و نأتي لمثال آخر : فأنت قد تحب أن تنظر إلى المحرمات لكنك لا تفعل لأنك تريد أن تتقي ربك و تتجنب السيئات...
و هنا نلاحظ شيئاً مهماً خاصاً بالإنسان المسلم و هو أنه لا يفعل ما يحب و إنما يفعل ما أمر به الله تبارك و تعالى و يفعل ما أراده منه الله عز وجل لأنه ببساطة شديدة هدفه الوصول إلى الجنة حيث هناك سيفعل ما يحب....
لكن هناك شيئاً جميلاً في ذلك , و هو أن الإنسان المسلم الذي بدأ بترك المحرمات – التي قد يكون يحبها – و الاتجاه إلى الصلاة و قراءة القرآن و العبادات – رغم أنه قد يشعر بنوع من الإجبار في باديء الأمر – سيجد نفسه في نهاية محباً للصلاة و الصوم و قراءة القرآن و عمل الصالحات و سيجد لذة نفسه في أداء الصالحات و ترك المفسدات حيث سيصل بذلك في النهاية إلى الحب الأعظم و الأسمى و هو حب الله....
من النقطتين السابقتين 3 و 4 :
1- قد تتساءل إذا كان الحب هو مجرد الانجذاب لشيء معين و لا يتضمن ذلك التفكير في الشيء أو فعل أي فعل يتعلق بذلك ، فلماذا إذاً كل هذا الاهتمام بالحب ؟ لماذا كل هذا الكلام و كل هذا الاختلاف عليه؟
الحب هو مجرد انجذاب نعم ، قد تتصرف و قد لا تتصرف بناءاً عليه لكن في الإنسان ضعيف الإرادة و العزيمة نجد أنه كثيراً جداً ما يتصرف تبعاً لما يحب كان هذا صواب أم خطأ ، حرام أو حلال....
2- شيء أخير قبل أن ندخل في موضوعنا الرئيسي: هنالك زهرة نادرة في الحديقة , هذه الزهرة ذات جمال باهر و رائحة عطرة خلابة ، و أتى لك رجل يريد أن يقطفها و أنت رفضت قطف الزهرة فبذلك ستذبل و تموت .. لكنه قال لك أنا لا أريد أن أقطفها لسحرها و جمالها , أنا أريد أن أقطفها لأنها من فصيلة نادرة...
في هذه الحالة , هل ستعطيه الزهرة ؟
أريدك أن تتذكر هذا المثال جيداً لأننا سنحتاجه بعد قليل...
----------------
حب الرجل و المرأة
إذا كنا قد فهمنا النقاط السابقة جيداً فسنجد هذه المسألة هي مجرد تطبيق لما سبق، و لن نواجه إلتباس بإذن الله...
التعريف الخاطيء لحب الرجل و المرأه:
عندما يأتي لك صديق و يقول لك فلان يحب فلانة تقول له كيف عرفت ذلك فيجيبك قائلاً لأن فلان دائماً ما يتحدث عن فلانة و هو يتصل بها و يكلمها لساعات و احياناً يخرج معها.
هل لاحظت ذلك؟ صديقك خلط الحب كعاطفة مع التفكير و الفعل و أطلق على هذا المجموع اسم الحب , بينما في الحقيقة قد يكون فلان هذا لا يحب فلانة أبداً لكنه يحاول أن ينافقها ليتزوج بها و يستولى على مالها أو هو يفعل ذلك لمجرد أنه لا يجد شيئاً آخر يفعله، بينما الحب كما قلنا أكثر من مرة هو مجرد انجذاب لا إرادي فد تتصرف بناءاً عليه أو لا.
هل الحب الرجل للمرأه و حب المرأه للرجل موجود ؟
هذا الرجل يحب أن ينظر إلى هذه المرأه.. هذه المرأه تحب أن تتحدث إلى هذا الرجل... هذان الزوجان يحبان بعضهما... هذا الفتى يحب التفكير في ابنه عمه... هذه الفتاة تحب في فلان ثقافته...
كما هو ملاحظ كل ما سبق هو حب، و كل ماسبق هو بين الرجل و المرأه.. إذا فكل ما سبق هو حب ما بين الرجل و المرأه...
الحب العفيف و الحب الغير عفيف:
إذا كنا اتفقنا على أن الحب هو شعور خارج عن إرادة الإنسان من الصعب جداً - بل من المستحيل- إخضاعه لمبدأ التحريم و التحليل أو الصواب و الخطأ فهل من المنطقي أن نخضعه لمبدأ التعفيف أو التدنيس؟ هل من المنطقي أن نقول جوع هذا عفيف بينما جوع هذا دنيء؛ عطش هذا الرجل صواب بينما عطش فلان خطأ؟ اعتقد أن المنطق يرفض ذلك.
إذاً ما هو الخاضع للتحريم و التحليل، ما هو الشيء الذي قد يكون عفيف أو غير عفيف؟ اعتقد أنك تعرف الإجابة: التفكير و العمل.
و إذا كنت غير مقتنع كفاية دعنا نصيغها بطريقة أخرى :
أنت قاضياً في المحكمة... هناك رجل تهجم على أحد البيوت و استولى على مالها، تم القبض على هذا الرجل و قدم أمامك للمحاكمة.. أنت تعرف تماماً- مع أن هذا مستحيل عملياً- أن هذا الرجل لم يحب فعل ذلك عندما سرق- أي أحب الامتناع عن السرقة- لكنه فعل ذلك لأسباب أخرى.. فحتى لو أردت أن تطلق على هذا الحب- حب الامتناع عن السرقة- حب عفيف، فهل تحكم لهذا الرجل بالبراءة؟
هناك رجل آخر أنت تعرف تماماً أنه يحب السرقة حباً جماً لكنه لم يسرق في حياته و لو شيئاً بسيطاً، فهل تحكم عليه بالسجن؟ اعتقد أن إجابتك في كلتا الحالتين ستكون بكلا...
الآن دعنا نعيد صياغة هذا الكلام على حب الرجل للمرأه :
جاءك صديقك و قال لك فلان1 يحب فلانة1 لأنها مثقفة و ذكية....
فلان2 يحب فلانة2 لأنها جميلة و ذات وجه حسن...
ثم سكت صديقك... أيهما حبه عفيف و أيهما حبه غير عفيف؟ في الواقع لا فرق تقريباً بين الحبين و لا يهمنا حنى أن نحكم على كلتا الحالتين حتى الآن و سأخبرك كيف:
أكمل صديقك قائلاً: " فلان1 يتبادل الحديث مع فلانة1 و يحادثها دائماً على المسنجر و احياناً يقابلها، لكن فلان2 يمنع نفسه من التفكير في فلانة2 و لا يتبادل معها الحديث إلا للضرورة..."
و هنا كلنا نستطيع القول أن تفكير فلان2 و فعله عفيفين بينما تفكير فلان1 و فعله غير عفيفين...
هل تذكر الرجل الذي أراد قطف الزهرة لأنها من فصيلة نادرة؟ هل تسمح له بقطفها لمجرد أن حبه للزهرة ينبع من منظور علمي و ليس من منظور سطحي؟
هل رأيت الآن الحلقة التي كنا ندور فيها منذ البداية؟
فالحب مهما كان شكله أو هيئته أو نوعه لا يبرر أبداً التفكير و العمل الذي يليه و لايبرر أبداً التصرف المبني عليه...
و يمكننا أن نرى الآن الخطأ الجسيم و الفخ الذي وقع فيه الكثير من الشباب الصالح و المتدين:
1- فالشاب يبدأ بالتحدث مع الفتاة و يتحاور معها على الماسنجر و يقول لك أنه لايحبها لأنها جميلة و إنما لأنها ذات ثقافة و ذكاء نادرين.. فالشاب هنا شعر بحب ناحية الفتاة- و هو شيء لا نستطيع الحكم عليه بالعفة أو غير العفة لأنه انجذاب غير إرادي- ثم تبع ذلك بالتفكير في الفتاة- و هو تفكير غير عفيف- ثم انتهى به الأمر بفعل غير عفيف و هو محادثة الفتاة و محاورتها لساعات...
2- و من يقول لك أنها ابنه عمه لذلك فيمكنه محادثتها فقل له أصلاً ما الحكم بيننا في العفة و غير العفة؟ بالطبع هو حكم الإسلام الذي قال لنا أن ابنة عمك تلك هي امرأه أجنبية بالنسبة لك و لا يحق لك التعامل معها إلا في نطاق الضرورة و التي غالباً ما تتمثل في أمرين: الدين و العلم... لذلك فأنت تجرؤ أن تقول لك أنه يستغل صلة القرابة بينهما في أخذ ما لا حق له به....
التفكير و الفعل العفيفان بين الرجل و المرأه:
عندما تشعر بميل أو حب نحو فتاة لأي سبب من الأسباب فإن تفكيرك و فعلك العفيفين ناحيتها يتمثلان في حالتين:
1- إما أن الظروف مهيئة بينكما للزواج، و بالتالي فيجب أن يتلخص تفكيرك فيما إذا كانت صالحة لك كزوجة؟ هل هي صالحة كأم لأولادك؟ هل ستساعدك في التقرب إلى الله؟ و يكون فعلك العفيف بالسؤال عنها و عن أخلاقها و السؤال عن والدها و هكذا....
2- أو الظروف غير مهيئة للزواج، ساعتها يكون تفكيرك العفيف نحوها يتلخص في ألا تحاول التفكير فيها و فعلك العفيف يتلخص في ألا تحاول التقرب منها لأسباب واهية و يمكنك الاستعانة على ذلك بالعبادات..و نفس الأمر ينطبق على المرأه فلا تحاولي التقرب من رجل لأسباب واهية و استعيني على ذلك بالعبادات...
أما بالنسبة للزوج و زوجته فيمكنك التفكير في زوجتك كيف تشاء.. يمكنك التفكير في جمالها و محاسنها و ذكاءها و ثقافتها كيفما تريد.. و كذلك الحال بالنسبة للزوجة و بالطبع فما ينطبق على التفكير ينطبق على الفعل...
و إذا أصر أحد على تعريف الحب بأنه يتضمن أيضاً التفكير و الفعل فنحن نستطيع أن نقول له أن هذا التفكير العفيف و هذا الفعل العفيف اللذان نتحدث عنهما يمثلان الحب العفيف بين الرجل و المرأه...
و أحب أن اختم كل هذا بتذكرتك - و تذكرة نفسي أولاً- بأن هدفنا الأسمى في النهاية هو التقرب و الوصول إلى الله... هدفنا هو دخول الجنة و رؤية وجه الله عز و جل في الآخرة... لذلك فعلينا عدم التفكير في الحب لأنفسنا في الدنيا و إنما التفكير فيه بأن يكون في ميزان حسناتنا في الآخرة سواء كان ذلك باستثماره إن كان صالحاً أو باقتلاع جذوره إن كان فاسداً...
هذا و الله أعلم
ملحوظة: ما دام عنوان الموضوع هو "فِكر" فهذا يعني أنه يحمل وجه نظر العبد لله الخاصة فقط حول الموضوع و التي بالطبع قد تصيب و قد تخطيء، لذلك فلا يوجد ما يمنع أن تشاركنا بفكرك الخاص حول الموضوع إذا كنت تراه من وجه نظر مختلفة جزاك الله خيراً...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:)
يا هلااااااااااااااااااااااااااا بالجميـــــــــــــــــــــــــــــع:biggthump....اخيراً الأجازة و اخيراً العودة إلى منتدانا الغالي بعد عام دراسي "يقطع النفس" و "مش باين له آخر":boggled:... ويش الواحد يقول بعد غياب 9 أشهر عن المنتدى:33:؟ أولاً طبعاً سلامات لكل الأعضاء و ألف مبروك لكل من تم ترقيته أو حصل على وسام:D... و ألف مبروك للديك الذي أصبح فارساً و سلامي له:bigok:....
ثانياً هناك التغيير الذي حل بالمنتدى و هو كما واضح ليس في الشكل الظاهري فقط.... هناك أشياء جديدة كثيرة أجد بصراحة صعوبة في فهمها الفهم الكامل : "الشكر" و "الأوسمة" و "الصور و المعارض" و "المجموعات الاجتماعية" إلخ... فيا ليت لو تكرم واحد و دلني عليها الله لا يسيئكم:dot:.....
و...... كفاية كده و ندخل في الموضوع حتى لا أوجع دماغكم بهذه الخواطر:09:... ماذا كنا نقول؟ آه "الحب"... الموضوع ببساطة و كما قلت فأنه و بسبب الدراسة فلا أجد و قت كاف للأسف للمشاركة في منتدانا الغالي، لكن هذا لا يمنع من بعض التصفح السريع حيث و جدت موضوع كتبه عبد الرحمن يتكلم عن الحب -في منتدى الأسرة على ما اذكر- فاعجبني الموضوع و قررت المشاركة فيه.... و بالفعل فبعد قراءة أغلب المشاركات بالموضوع و أوجه النظر المعروضة جلست ليوم أو اثنين افكر في موضوع الحب و اكتب على الورق كل ما اعرفه عنه للمشاركة في الموضوع.... لكن للأسف تعذر على الوقت بعدها لنقل ما كتبته على الورق إلى الكمبيوتر و لم اعرف حتى ما حدث في الموضوع بعد ذلك... لذلك فعندما حلت الأجازة قلت لماذا لا انهي ما بدأته و أضع ما كتبته في المنتدى؟ بعبارة أخرى فإن هذا الموضوع الذي ستقرأه الآن- إذا كنت تنوي ذلك:p- قد أعد منذ فترة و كان من المخطط له أن يكون كمشاركة في موضوع آخر و أنا اكتفيت الآن بمجرد نقله على الحاسب ثم وضعه في المنتدى.. لذلك ستلاحظ التركيز على نقاط بعينها حيث كان بعضها وجهات نظر تم طرحها في الموضوع الأصلي...
حسناً... اعتقد أننا يمكننا البدأ الآن:)....
موضوع الحب عليه الكثير جداً من الاختلاف: هذا يقول الحب موجود و هذا يقول الحب غير موجود ، هذا يقول الحب حرام و هذا يقول الحب حلال ، هذا يقول حب عفيف و هذا يقول لا يوجد حب عفيف و اعتقد أن جزء كثير من هذا الخلاف يرجع أصلاً لاختلاف نظرة الناس إلى مفهوم الحب نفسه لذلك أنا أريد أن أبدأ من البداية جداااً من أول معنى كلمة حب.
الحب
ما هو الحب ؟ الحب هو إدراك حسي فريد قد كرم الله به سائر الكائنات الحية عن الأشياء الجامدة و هو يعني انجذاب الكائن الحي لشيء معين معنوياً كان أو مادياً
و بالتالي فالحب عاطفة معنوية لكنها قد تتجه إلى شيء معنوي أو مادي
1-هل الحب موجود؟
طبعاً موجود... فأنت تحب والديك و تحب أخوتك و تحب رائحة الأزهار ، ربما تحب الملوخية و لا تحب البامية – أنا لا أمزح هنا- مثلاً تحب أن تكون الأول على مدرستك غيرك يحب أن يكون رئيس اتحاد الطلاب و هكذا....
2-هل الحب صواب أم خطأ ، حلام أم حرام ؟
الحب في أصله نعمة قد كرم الله بها الإنسان و ذلك لهدف عظيم و هو أن يتصل الإنسان بخالقه من خلال حبه إليه....
و الحب في ذاته لا يخضع لمبدأ التحريم أو التحليل لأنه شيء خارج عن إرادة الإنسان ، مثال بسيط جداً الإنسان لا يستطيع أن يمنع نفسه من الشعور بالجوع و بالتالي فليس من المنطقي أن نقول أن الشعور بالجوع حرام أو حلال / صواب أو خطأ.....
3- و هنا يجب أن نفرق بين الحب في ناحية، و بين التفكير و الفعل في ناحية أخرى
فالحب طبقاً لتعريفه هو مجرد الانجذاب لشيء معين و لا يخضع للتصويب أو التجريم لأنه خارج إرادة الإنسان
أما التفكير و الفعل فهما شيئان خاضعان لإرادة الإنسان و بالتالي فهما خاضعان للتحريم و التحليل...
مثلاً: أنت قد تحب أن يكون مال فلان لك و لحظة الحب هذه أنت لا تستطيع التحكم فيها لأنك شعرت بها تلقائياً و بالتالي فلا لوم عليك ، أما إذا استمررت بالتفكير في كيفية الاستيلاء على ماله و ربما حاولت سرقته فهنا تكون قد وقعت تحت طائلة التحريم...
4- هل الإنسان يفعل ما يحب؟
الإنسان لا يشترط أن يفعل ما يحب , فأنت مثلاً قد تشعر بنعاس – تحب أن تنام –لكنك لا تفعل لأنك تحتاج إلى أن تنهي عملك أولاً أو تنهي واجبك , و ربما كنت كارهاً لهذا العمل أو الواجب...
و نأتي لمثال آخر : فأنت قد تحب أن تنظر إلى المحرمات لكنك لا تفعل لأنك تريد أن تتقي ربك و تتجنب السيئات...
و هنا نلاحظ شيئاً مهماً خاصاً بالإنسان المسلم و هو أنه لا يفعل ما يحب و إنما يفعل ما أمر به الله تبارك و تعالى و يفعل ما أراده منه الله عز وجل لأنه ببساطة شديدة هدفه الوصول إلى الجنة حيث هناك سيفعل ما يحب....
لكن هناك شيئاً جميلاً في ذلك , و هو أن الإنسان المسلم الذي بدأ بترك المحرمات – التي قد يكون يحبها – و الاتجاه إلى الصلاة و قراءة القرآن و العبادات – رغم أنه قد يشعر بنوع من الإجبار في باديء الأمر – سيجد نفسه في نهاية محباً للصلاة و الصوم و قراءة القرآن و عمل الصالحات و سيجد لذة نفسه في أداء الصالحات و ترك المفسدات حيث سيصل بذلك في النهاية إلى الحب الأعظم و الأسمى و هو حب الله....
من النقطتين السابقتين 3 و 4 :
1- قد تتساءل إذا كان الحب هو مجرد الانجذاب لشيء معين و لا يتضمن ذلك التفكير في الشيء أو فعل أي فعل يتعلق بذلك ، فلماذا إذاً كل هذا الاهتمام بالحب ؟ لماذا كل هذا الكلام و كل هذا الاختلاف عليه؟
الحب هو مجرد انجذاب نعم ، قد تتصرف و قد لا تتصرف بناءاً عليه لكن في الإنسان ضعيف الإرادة و العزيمة نجد أنه كثيراً جداً ما يتصرف تبعاً لما يحب كان هذا صواب أم خطأ ، حرام أو حلال....
2- شيء أخير قبل أن ندخل في موضوعنا الرئيسي: هنالك زهرة نادرة في الحديقة , هذه الزهرة ذات جمال باهر و رائحة عطرة خلابة ، و أتى لك رجل يريد أن يقطفها و أنت رفضت قطف الزهرة فبذلك ستذبل و تموت .. لكنه قال لك أنا لا أريد أن أقطفها لسحرها و جمالها , أنا أريد أن أقطفها لأنها من فصيلة نادرة...
في هذه الحالة , هل ستعطيه الزهرة ؟
أريدك أن تتذكر هذا المثال جيداً لأننا سنحتاجه بعد قليل...
----------------
حب الرجل و المرأة
إذا كنا قد فهمنا النقاط السابقة جيداً فسنجد هذه المسألة هي مجرد تطبيق لما سبق، و لن نواجه إلتباس بإذن الله...
التعريف الخاطيء لحب الرجل و المرأه:
عندما يأتي لك صديق و يقول لك فلان يحب فلانة تقول له كيف عرفت ذلك فيجيبك قائلاً لأن فلان دائماً ما يتحدث عن فلانة و هو يتصل بها و يكلمها لساعات و احياناً يخرج معها.
هل لاحظت ذلك؟ صديقك خلط الحب كعاطفة مع التفكير و الفعل و أطلق على هذا المجموع اسم الحب , بينما في الحقيقة قد يكون فلان هذا لا يحب فلانة أبداً لكنه يحاول أن ينافقها ليتزوج بها و يستولى على مالها أو هو يفعل ذلك لمجرد أنه لا يجد شيئاً آخر يفعله، بينما الحب كما قلنا أكثر من مرة هو مجرد انجذاب لا إرادي فد تتصرف بناءاً عليه أو لا.
هل الحب الرجل للمرأه و حب المرأه للرجل موجود ؟
هذا الرجل يحب أن ينظر إلى هذه المرأه.. هذه المرأه تحب أن تتحدث إلى هذا الرجل... هذان الزوجان يحبان بعضهما... هذا الفتى يحب التفكير في ابنه عمه... هذه الفتاة تحب في فلان ثقافته...
كما هو ملاحظ كل ما سبق هو حب، و كل ماسبق هو بين الرجل و المرأه.. إذا فكل ما سبق هو حب ما بين الرجل و المرأه...
الحب العفيف و الحب الغير عفيف:
إذا كنا اتفقنا على أن الحب هو شعور خارج عن إرادة الإنسان من الصعب جداً - بل من المستحيل- إخضاعه لمبدأ التحريم و التحليل أو الصواب و الخطأ فهل من المنطقي أن نخضعه لمبدأ التعفيف أو التدنيس؟ هل من المنطقي أن نقول جوع هذا عفيف بينما جوع هذا دنيء؛ عطش هذا الرجل صواب بينما عطش فلان خطأ؟ اعتقد أن المنطق يرفض ذلك.
إذاً ما هو الخاضع للتحريم و التحليل، ما هو الشيء الذي قد يكون عفيف أو غير عفيف؟ اعتقد أنك تعرف الإجابة: التفكير و العمل.
و إذا كنت غير مقتنع كفاية دعنا نصيغها بطريقة أخرى :
أنت قاضياً في المحكمة... هناك رجل تهجم على أحد البيوت و استولى على مالها، تم القبض على هذا الرجل و قدم أمامك للمحاكمة.. أنت تعرف تماماً- مع أن هذا مستحيل عملياً- أن هذا الرجل لم يحب فعل ذلك عندما سرق- أي أحب الامتناع عن السرقة- لكنه فعل ذلك لأسباب أخرى.. فحتى لو أردت أن تطلق على هذا الحب- حب الامتناع عن السرقة- حب عفيف، فهل تحكم لهذا الرجل بالبراءة؟
هناك رجل آخر أنت تعرف تماماً أنه يحب السرقة حباً جماً لكنه لم يسرق في حياته و لو شيئاً بسيطاً، فهل تحكم عليه بالسجن؟ اعتقد أن إجابتك في كلتا الحالتين ستكون بكلا...
الآن دعنا نعيد صياغة هذا الكلام على حب الرجل للمرأه :
جاءك صديقك و قال لك فلان1 يحب فلانة1 لأنها مثقفة و ذكية....
فلان2 يحب فلانة2 لأنها جميلة و ذات وجه حسن...
ثم سكت صديقك... أيهما حبه عفيف و أيهما حبه غير عفيف؟ في الواقع لا فرق تقريباً بين الحبين و لا يهمنا حنى أن نحكم على كلتا الحالتين حتى الآن و سأخبرك كيف:
أكمل صديقك قائلاً: " فلان1 يتبادل الحديث مع فلانة1 و يحادثها دائماً على المسنجر و احياناً يقابلها، لكن فلان2 يمنع نفسه من التفكير في فلانة2 و لا يتبادل معها الحديث إلا للضرورة..."
و هنا كلنا نستطيع القول أن تفكير فلان2 و فعله عفيفين بينما تفكير فلان1 و فعله غير عفيفين...
هل تذكر الرجل الذي أراد قطف الزهرة لأنها من فصيلة نادرة؟ هل تسمح له بقطفها لمجرد أن حبه للزهرة ينبع من منظور علمي و ليس من منظور سطحي؟
هل رأيت الآن الحلقة التي كنا ندور فيها منذ البداية؟
فالحب مهما كان شكله أو هيئته أو نوعه لا يبرر أبداً التفكير و العمل الذي يليه و لايبرر أبداً التصرف المبني عليه...
و يمكننا أن نرى الآن الخطأ الجسيم و الفخ الذي وقع فيه الكثير من الشباب الصالح و المتدين:
1- فالشاب يبدأ بالتحدث مع الفتاة و يتحاور معها على الماسنجر و يقول لك أنه لايحبها لأنها جميلة و إنما لأنها ذات ثقافة و ذكاء نادرين.. فالشاب هنا شعر بحب ناحية الفتاة- و هو شيء لا نستطيع الحكم عليه بالعفة أو غير العفة لأنه انجذاب غير إرادي- ثم تبع ذلك بالتفكير في الفتاة- و هو تفكير غير عفيف- ثم انتهى به الأمر بفعل غير عفيف و هو محادثة الفتاة و محاورتها لساعات...
2- و من يقول لك أنها ابنه عمه لذلك فيمكنه محادثتها فقل له أصلاً ما الحكم بيننا في العفة و غير العفة؟ بالطبع هو حكم الإسلام الذي قال لنا أن ابنة عمك تلك هي امرأه أجنبية بالنسبة لك و لا يحق لك التعامل معها إلا في نطاق الضرورة و التي غالباً ما تتمثل في أمرين: الدين و العلم... لذلك فأنت تجرؤ أن تقول لك أنه يستغل صلة القرابة بينهما في أخذ ما لا حق له به....
التفكير و الفعل العفيفان بين الرجل و المرأه:
عندما تشعر بميل أو حب نحو فتاة لأي سبب من الأسباب فإن تفكيرك و فعلك العفيفين ناحيتها يتمثلان في حالتين:
1- إما أن الظروف مهيئة بينكما للزواج، و بالتالي فيجب أن يتلخص تفكيرك فيما إذا كانت صالحة لك كزوجة؟ هل هي صالحة كأم لأولادك؟ هل ستساعدك في التقرب إلى الله؟ و يكون فعلك العفيف بالسؤال عنها و عن أخلاقها و السؤال عن والدها و هكذا....
2- أو الظروف غير مهيئة للزواج، ساعتها يكون تفكيرك العفيف نحوها يتلخص في ألا تحاول التفكير فيها و فعلك العفيف يتلخص في ألا تحاول التقرب منها لأسباب واهية و يمكنك الاستعانة على ذلك بالعبادات..و نفس الأمر ينطبق على المرأه فلا تحاولي التقرب من رجل لأسباب واهية و استعيني على ذلك بالعبادات...
أما بالنسبة للزوج و زوجته فيمكنك التفكير في زوجتك كيف تشاء.. يمكنك التفكير في جمالها و محاسنها و ذكاءها و ثقافتها كيفما تريد.. و كذلك الحال بالنسبة للزوجة و بالطبع فما ينطبق على التفكير ينطبق على الفعل...
و إذا أصر أحد على تعريف الحب بأنه يتضمن أيضاً التفكير و الفعل فنحن نستطيع أن نقول له أن هذا التفكير العفيف و هذا الفعل العفيف اللذان نتحدث عنهما يمثلان الحب العفيف بين الرجل و المرأه...
و أحب أن اختم كل هذا بتذكرتك - و تذكرة نفسي أولاً- بأن هدفنا الأسمى في النهاية هو التقرب و الوصول إلى الله... هدفنا هو دخول الجنة و رؤية وجه الله عز و جل في الآخرة... لذلك فعلينا عدم التفكير في الحب لأنفسنا في الدنيا و إنما التفكير فيه بأن يكون في ميزان حسناتنا في الآخرة سواء كان ذلك باستثماره إن كان صالحاً أو باقتلاع جذوره إن كان فاسداً...
هذا و الله أعلم
ملحوظة: ما دام عنوان الموضوع هو "فِكر" فهذا يعني أنه يحمل وجه نظر العبد لله الخاصة فقط حول الموضوع و التي بالطبع قد تصيب و قد تخطيء، لذلك فلا يوجد ما يمنع أن تشاركنا بفكرك الخاص حول الموضوع إذا كنت تراه من وجه نظر مختلفة جزاك الله خيراً...