المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وَ تَـبـْقـى دَوْلَــةَ الإِسْـــلامِ شــامِـخَــةٌ



Josif008
13-08-2008, 12:36 PM
مجمــوعة الأنصــار البريديــــة
تقدم




وَتَبْقى دَوْلَةَ الإِسْلامِ شامِخَةٌ




بقلم / أسد الجهاد2 – حفظه الله






الحَمدُ للهِ خالِقُ كُل شَيء ، لا مَعبُود بِحَق سِواه ، الواحدُ الأحدُ الفَردُ الصّمدُ ، الحَمدُ للهِ حَمداً كَثيراً طَيباً مُباركاً فيه ، الحَمدُ للهِ القائل في مُحكَم التنزيل :





" وَمِنَ النّاسِ مَن يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ ، فَإِن أَصابَهُ خَيْرٌ اطمَأنَّ بِهِ ، وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ ، خَسِرَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ ، ذلِكَ هُوَ الخُسْرانُ المُبِينُ . يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَضُرُّهُ وَما لا يَنْفَعُهُ ، ذلِك هُوَ الضَّلالُ البَعِيدُ . يَدْعُوا لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَفْعِهِ ، لبأس المَوْلى وَلَبِئْسَ العَشِيرُ . إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِها الأَنْهارُ ، إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ . مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَن لَنْ يَنصُرَهُ اللهُ فِي الدُنْيا وَالآخِرَةِ ، فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلى السَّماءِ ، ثُمَّ ليَقْطَعْ ، فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ . ".






والصّلاةُ والسّلامُ عَلى سَيّدنا مُحَمّد بن عّبد الله خَيرِ الأنبِياءِ وَالرّسُل وَسَيدهم وسَيّد النَاسِ أَجمَعين ، القائل: " وَددتُ أُنّي لَقَيِتُ إِخْوانِي ، فقال أصحاب النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – أوَلَيْسَ نحن إخوانك ؟ قال: بَلْ أَنْتُم أَصْحابِي وَلكِن إِخْوانِي الذينَ آمَنُوا بِي وَلَم يَرَوْنِي ".






وَعَلى آلِهِ وَصَحبِهِ أَجمَعِين، وَمَن تَبِعَهُم بِإحسانٍ إِلى يَومِ الدِّين ..




أما بعد ،



[ لقد سقطت أدعياء الجهاد من الفصائل ( التجارية ) المقاومة واحدةً تلو الأخرى، بدءً من ما يسمى " الجيش الإسلامي " ثم اجتماع بعض الفصائل الأخرى معه وموالاتها له في ما يسمى " جبهة الجهاد والإصلاح " و " المجلس السياسي للمقاومة "، الذين سقطوا معه في شراكه، ثم حينما خسروا ولم يربحوا من تآمراتهم على الجهاد بدؤوا بالانفضاض من تجمعهم، وأخرجوا البيانات التي تفضحهم بأنفسهم.
وفي الساحة أيضاً " جبهة الجهاد والتغيير " وهي عبارة عن تجمع آخر لبعض الفصائل المقاومة، أعلنت عن منهجها وبرنامجها وهو أقرب إلى الوطنية منه إلى تحكيم شرع الله عز وجل، وهناك جبهة أخرى وهي " جبهة الجهاد والتحرير " وهذه لا تكاد تذكر – ومنهجها فاسد - وتأثيرها بسيط ولعل هناك من يدّخرها لوقت ما !
وبقيت جماعة أنصار الإسلام، أهل الفضل والسبق، أهل المدد والسند، نصرهم الله ووفقهم لما يحب ويرضى.
وقد أخرجت بيان " سفر الحقيقة " فكشفت أموراً عديدة وأحرقت أوراقاً لأدعياء الجهاد، وخرج بعده جيش المجاهدين ببيان آخر فضحه وكل من في جبهته - بأسلوبه المتناقض وحججه الواهية - بكتاب " تمايزوا " ثم بيان الهيئة الشرعية التافهة للشخصين والذين زادوا من فضائح أنفسهم ..
وإنني أرى أنه بعد احتراق ورقة الصحوات – أو الورقة الأولى قبل أن تدخل الثانية في الخدمة – وخروج بيان أنصار الإسلام نصرهم الله وبيان جيش المجاهدين والهيئة التافهة، أن مرحلة من مراحل الجهاد قد انتهت بتمايز المجاهدين عن غيرهم أمام الناس في داخل العراق وخارجه، وإني أعتبرها إعلان عن مرحلة جديدة في مسيرة الجهاد في العراق وقد بدأت الآن.



انتهت مرحلة من المراحل في الحرب الصهيوصليبية العالمية ضد المسلمين في العراق، بعد أن حدث تمحيص متعب للمسيرة الجهادية فيه، أرهقت المجاهدين واختلطت فيه التيارات الجهادية بالوطنية بالخائنة، ووقف المتأمّل للوضع العراقي مندهشاً، وأصبح الحليم حيراناً وسط تلك الأمواج المتلاطمة من الإرهاصات والتي كان لابد منها – حسب رأيي - حتى نخلُص إلى النخبة الصادقة التي سوف ينصرها الله عز وجل .



ومن بين كل تلك الإرهاصات بقيت دولة الإسلام شامخة، " دولة العراق الإسلامية " التي أعلنت أنها دولة قائمة على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، تحكُم بشرعهما لا بديل لها عنه، ولهذا السبب وقف العالم كله – إلا من رحم الله - ضدها، ضد دينها، ضد منهجها منهج التوحيد الذي ارتضته لنفسها وهو منهج الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ..



والآن ستبدأ المرحلة الجديدة والتي ليست كسابقتها، بل مرحلة – بعد سقوط الأدعياء – أكثر نشاطاً وأعظم جهاداً بعون الله عز وجل .. ]




بعث الله الأنبياء كلهم إلى مناطق شتى وعلى مدى أزمنة مختلفة عبر التاريخ ليُعبد الله وحده ، بعثهم بالدين والمنهج الشامل للحياة كلها ليأخذوا به، ولذلك حدثت المواجهات والصدامات بين كل دعوة دينية لتوحيد الله وبين الوضع العام الذي أُرسلت لتصحيحه وإعادة صياغته من جديد وفق ما يناسب الطبيعة البشرية التي جبلنا الله - سبحانه وتعالى - عليها وهو أعلم بها وما يصلح لها منا ..



فخرج طرفان في البشرية ، طرف الأنبياء وأتباعهم وطرف مصادم له يأبى دعوة الأنبياء ويدفعها ..
وليس ثمة تعايش أو تهادن بين الطرفين ، وليس هناك ما يجمعهما ويذيبهما في بعض !!
إنه صراع بين متضادين ! بين الحق والباطل ! بين النور والظلام ! بين الإيمان والكفر ..



إن مجابهة الانحراف والباطل لن تكون بكلمات تقال ولا بدين تقتصر مفرداته على الصلاة والصيام والصدقات، لن تكون إلا بتشريع مفصل ودعوة شاملة ودين يتولى معالجة كل شيء من نواحي الحياة ..



لقد كان دين الله – الفرد الصمد - منذ هبوط سيدنا آدم - عليه السلام - وحتى مبعث سيد الأنبياء والرسل محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - طريقاً للخلاص مما يعانيه الناس، وهو الحل الذي يُحَررهم من مآسيهم بشتى أنواعها، وهو الذي يصيغ العالم ليكون سعيداً جديراً بكرامة الإنسان الذي كرَمه الله تبارك وتعالى بخلقه بيديه، وليس بمعنى آخر على الإطلاق ، يقول ربي سبحانه : " وَقُلْنا اهْبِطُوا بَعْضُكُم لِبَعْضٍ عَدُو ، وَلَكُم فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إلى حِين . فَتَلَقّى آدَمُ مِن رَبِّه كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوابُ الرًّحِيم . قُلْنا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعا فَإِما يَأْتِيَنَّكُم مِنِّي هُدىٌ فَمَن تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِم وَلا هُم يَحْزَنُون . وَالذينَ كَفَرُوا وَكَذَّبوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النّارِ هُم فِيها خالِدُون "



طريق واحد فقط هو طريق الأنبياء والرسل لحياة سعيدة مخلّصة مما يعانيه الناس، يقول ربي سبحانه : " وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُل فَتَفَرّق عَن سَبِيلِه "، فهو اختار طريق واحد حاسم واضح ( صراطي ) ونسبَه إلى نفسه سبحانه، الصراط الذي يقود إلى الله جل وعلا لأنه من شرعه، والطريق الآخر ( السبل ) التي تفرق الناس عن سبيل الله وهي عديدة، لأنها من صُنع الناس ، فإن كان الطريق الأول يقود إلى التحرر والكرامة والخلاص ، فإن الطريق الثاني – المتعدد – يقود – يقيناً – إلى العبودية والامتهان والشقاء ، ولنا في التاريخ تأكيد وعبرة ..




كانت هناك – كما هو حالنا اليوم - قيود الجاهلية وأغلال تُقيد الناس وحرياتهم وعبوديتهم .. فجاءت رسالة الإسلام لتضع عنا هذه القيود ، يقول ربي سبحانه : " الذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيّ الأُمّي الذي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدّهُم فِي التَوْراةِ وَالإنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُم عَن المُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُم الطَّيَِباتِ وَيُحّرِّمُ عَلَيْهِم الخَبائِث، وَيَضَع عَنْهُم إِصْرَهُم وَالأَغْلالِ التِي كانَت عَلَيْهِم "..



وهذه القيود على مر الأزمنة ، لا يضعها عنا إلا ما وجّهنا ربنا إليه بإتباعنا النبي الأمي الذي أحل لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث ووضع عنا إصرنا والأغلال التي علينا إن تمسكنا بهديه وعملنا به ..



هذا هو الطريق الذي ارتضته دولة العراق الإسلامية لتأخذ به وتعمل به، طريق الخير والسعادة في الدنيا والآخرة ..



يتبع...

Josif008
13-08-2008, 12:39 PM
:: إِنّها السُّـنَن يا دَوْلَةَ الإسْلام ::





يا دولة الإسلام .. ما جاء أحدٌ بمثل ما جِئتِ به إلا عُودي !!



ربما يتفكّر البعض فيقول ما دامت دولة العراق الإسلامية على الحق، فلماذا كل هذا التضييق الذي يحصل لها وتداعي الأعداء عليها من كل حدب وصوب ؟!



يقول رسولنا الكريم – صلى الله عليه وآله وسلم - : " أشَدُّ الناسِ بلاءً الأنبياء، ثُم الأمثَل فَالأمثَل، يُبتَلى الرجُلُ على حَسَبِ دِينِه، فإن كانَ في دينِه صَلباً اشتد بَلاؤه، وإن كان في دينِه رِقّة ابتُلِي على قدر دينِه، فَما يَبرَحُ البَلاءُ بالعبدِ حتى يَترُكَه يَمشِي على الأرضِ وَما عَليهِ خَطِيئَة "..



إن أشد الناس بلاءً هم الأنبياء، يقول ربي سبحانه: " أُولئِكَ الذِينَ هَدى اللهُ ، فَبِهُداهُم اقْتَدِه "، ثم الأمثل فالأمثل ، فلا تبتئسوا ، فمع شدة صلابة دينكم يكون شدة ابتلائكم وهذه من المُبشّرات بإذن الله ..



إنها السُّنن، فلما أوحي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال له ورقة بن نوفل " ما جاءَ أحدٌ بِمِثلِ ما جِئتَ بِهِ إلا عُودِي " !!



نعم إنها دعوة الأنبياء ، وهي قاعدةٌ وسُنةٌ ماضية ، أنه ما جاء نبي من الأنبياء ودعا إلى الله إلا عُودي وحُورب وأُوذي؛ فمنهم من قُتِل، ومنهم من طُرِد، أو عُذِّب أو حُبِس ..



ولهذا يقول الله تبارك وتعالى لرسوله عليه وعلى آله الصلاة والسلام: " ما يُقالُ لَكَ إِلا ما قَدْ قِيلَ لِلرَُسُلِ مِن قَبْلِكَ " !!
فليس في الأمر جديد !!
إجراء سنة الله الماضية فيمن جاء بالدعوة لتوحيد الله في جميع شؤون الحياة، كما قال تعالى: " سُنَّةَ اللهِ التِي قَدْ خَلَتْ مِنْْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِاللهِ تَبْدِيلاً "، وعلى سبيل المثال لا الحصر، قد أوذي وشُتم كثيراً سيدنا نوح عليه السلام كما قال تعالى: " وَكُلّما مَرَّ عَلَيهِ مَلأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ "، وشتم أصحابه كما قال تعالى على لسان الكافرين: "وَما نَرَاكَ اتّبَعَكَ إِلا الذِينَ هُم أَراذِلُنا بادِيَ الرّأيِ وَما نَرى لَكُم عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُم كاذِبين "، وكما قال تعالى عن قوم لوط: " فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ".
سبحان الله !!
يُطالبون بطردهم من ديارهم لأنهم أناس يتطهّرون !!
نعم هذه دعوة الأنبياء وهؤلاء هم أعداؤهم وصدهم عن سبيل الله، وكأن الأعداء يتفقون فيما بينهم وعلى مر العصور على نفس الأذية والمعاداة لأهل الحق !!



وكذلك كل رسول قد شُتم ووُصف بالجنون وعُودي، كما قال تعالى: " كَذلِكَ ما أَتى الذِينَ مِن قَبْلِهِم مِنْ رَسُولٍ إِلا قالُوا ساحِرٌ أَو مَجْنُونٌ "، وتأتي بعدها مباشرة: " أَتَواصَوْا بِهِ " !!
يعني هل كتب قوم نوح وثيقة وقالوا: يا عاد إن بُعث إليكم رسول يقول لكم اعبدوا الله فقولوا له كما قلنا ؟!
وهل كتبت عاد إلى ثمود إذا جاءكم وبُعث فيكم رجل ودعاكم إلى مثل ما دعانا إليه هود فقولوا له كما قلنا ؟!
أبداً لم يتواصوا به، إنما هي سنة واحدة، الطغيان واحد، والإعراض واحد، والرد واحد، لأنه كما قال تعالى: " ما يُقالُ لَكَ إِلا ما قَدْ قِيلَ لِلرَُسُلِ مِن قَبْلِكَ " ..
أيضاً قد شُتم عيسى عليه السلام وطُعن في عرض أمه الشريفة، ورسولنا أكثر من أوذي في سبيل الله لدعوته إلى التوحيد ..



ثم أمضى الله هذه السنة في أصحاب النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، ورضي عنهم أجمعين، بل وفي العلماء من بعدهم، فلا نزال نرى من يطعن في أحمد بن حنبل وابن تيمية، وحمود العقلا وغيرهم ..
إذاً: ما دام الأمر كذلك فكل من حمل على عاتقه نشر دين الله جل جلاله فلا بد أن يُعادى ..



" فما جاء أحد بمثل ما جئت به إلا عودي "..



ولو تداعت عليكم يا دولة الإسلام الأمم كلها ولو أثخنوا فيكم الجراح ولو مسّكم القرح فاصبروا واثبتوا على دينكم لا تُبدّلوه ولا تُغيّروه ولو هلكتم جميعكم دون هذا الدين فإنه النصر لكم، فمِنَ الأنبياء من جُرح ومنهم من أُسر سنين ومنهم من قُتل وقُدمت رأسه لبغي !!
أنبياء كرماء أعزاء عند الله ، ولكنها السنن ..
ولو اجتمع أهل الأرض كلهم ضدكم فلا تتركوا هذا الأمر واصبروا فإن الله ناصركم ما نصرتموه، يقول ربي جل جلاله : " كَم مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَت فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ ، وَاللهُ مَعَ الصّابِرِين " ..





وكفى بالأذية والعداوة بأنها من سنن الأنبياء شرف لك يا دولة الإسلام ويا جنودها ..





اصبروا على الأذية والبهتان والسباب ، اصبروا واثبتوا أمام الظالمين والمفترين ولكم في قدوتكم وحبيبكم سيد الأنبياء أسوة حسنة – فداه أبي وأمي ونفسي وكل الأقربين - فمما قيل له: ألم يجد الله غيرك رسولاً يرسله ؟؟!!
[SIZE=3]ويقول آخر: لو رأيتك متعلقاً بأستار الكعبة ما صدقتك !!!
فيَصبر ويحتسب حتى يُظهر الله دينه وينصره على الكافرين والظالمين والمنافقين..


ألا يكفيكم قول ربي جل جلاله : " إِنَّ اللهَ يُدافِعُ عَن الذِينَ آمَنُوا " ..
يا الله ما أرحمك بنا وما أكرمك ..
يقول ابن كثير : " إن الله يدفع عن الذين توكلوا عليه وأنابوا إليه شر الأشرار وكيد الفجّار، ويحفظهم ويكلؤهم وينصرهم ، كما قال تعالى: " أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ " " ..
ويقول الشيخ السعدي: " هذا إخبار ووعد وبشارة من الله للذين آمنوا أن الله يدفع عنهم كل مكروه، ويدفع عنهم بسبب إيمانهم كل شر من شرور الكفار وشرور وسوسة الشيطان وشرور أنفسهم وسيئات أعمالهم، ويحمل عنهم عند نزول المكاره ما لا يتحملون، فيخفف عنهم غاية التخفيف كل بحسب إيمانه له من هذه المدافعة والفضيلة بحسب إيمانه، فمُسْتثقل ومُسْتَكثر .. "


فمهما تمسّكتم بدين الله وثبتّم عليه ازداد تأييد الله لكم ونصرته لكم، فلابد من التمسك بدين الله وتحكيم شريعته والتوكل عليه والصبر على ذلك، والتزوّد بزاد التقوى، فإن المَعُونَة على قَدر المَئُونَة ..


يقول سيدي عمر ابن الخطاب – رضي الله عنه -: " وَجَدْنا خَير عَيشنا بِالصَّبر "..
ويقول ابن القيم: " والإيمان نصفان، نصف صبر ونصف شكر، قال غير واحد من السلف الصبر نصف الإيمان، وقال عبد الله بن مسعود: الإيمان نصفان نصف صبر ونصف شكر، ولهذا جمع الله بين الصبر والشكر في قوله " إِنَّ فِي ذلِكَ لآياتٍ لِكُلِّ صَبّارٍ شَكُورٍ " ".
وقال أيضاً: " أكمل الخلق أصبرهم، ولم يتخلف أحد كماله الممكن، إلا من ضَعُف صبره "..
وقال إبراهيم التيمي: " ما من عبد وهبه الله صبراً على الأذى، وصبراً على البلاء، وصبراً على المصائب، إلا وقد أوتي فضلا ما أوتيه أحد بعد الإيمان بالله " ..


فاصبروا واثبتوا يا مجاهدي دولة الإسلام فإنكم على الحق !!
اصبروا على الأذية من العدو الخارجي والداخلي بصحواته وجبهاته وشرطته ومنافقيه، فإنكم طليعة الأمة المسلمة وأملها ..


وتيقنّوا بأن الله جل جلاله لن يخذلكم ما دمتم متمسكين بدينه وبحبله المتين ، وما دمتم تحققون شرط النصرة فإن الله ناصركم ولا شك ، " وَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ " ، يقول ربي عز وجل : " إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُركُم ، وَيُثَبِّت أَقْدامَكُم " ..
فما دمتم تنصرون الله عز وجل فقد حققتم الشرط والله ناصركم " وَكانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً " ..


يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : " إنما تُنال الإمامة في الدين بالصبر واليقين " ..
فالصبر دأب الحكماء وديدن الأنبياء ، وعدم الشكوى لغير الله منهج الأتقياء ..


اصبروا وبيّنوا حسب ما يحتاجه الحال خطر أولئك القوم وجيوشهم وجبهاتهم وصحواتهم بشرط أن يتم ذلك بصورة لا إغراق فيها ولا تضخيم ، ولكم في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عظيم أسوة، فقد كان يُعرِض عن سفاهات قومه وسبابهم المقذع واشتغل بالأهم وبتبليغ ما أُنزل إليه من ربه ..


وثِقوا أن الله جل في علاه لن يحرمكم ساعة فرح تغسل شحوب الحزن وركام الألم وتُنفس الكرب..





[RIGHT]ما بين غَمضَة عينٍ وانتباهتها **** يُغيّر اللهُ من حالٍ إلى حالِِ





فإنما النصر يأتي بعد الشدة والكرب، يقول النبي الكريم - صلى الله عليه وآله وسلم -: " وَاعلَم أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبر ، وَأنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْب ، وَأَنَ مَعَ العُسْرِ يُسْراً " ..



يقول رب العزة والجبروت : " يا أَيُّها الذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُم تُفْلِحُون " ..
ويقول جل جلاله : " سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍٍ يُسْراً " ..






وأكثروا من الاستغفار، فإنه تُفتَح – بسببه - أبواباً كنا نظنها لا تفتح..
استغفروا حتى يزيدكم الله ويزيد دولتكم قوة، يقول الرب سبحانه: " وَيا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُم ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلُ السَّماءَ عَلَيْكُم مِدْراراً وَيَزِدْكُم قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُم " ..
أكثروا من الاستغفار لتتنزل عليكم الرحمات لأشخاصكم ودولتكم " لَولا تَسْتَغْفِرُونَ اللهَ لَعَلَّكُم تُرْحَمُون " ..
أكثروا من الاستغفار فإنه سبب لمغفرة الذنوب ونزول الأمطار والخيرات والإمداد بالأموال والبنين ودخول الجنّات " فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُم إِنَّهُ كانَ غَفّاراً . يُرْسِل السّماءَ عَلَيْكُم مِدْراراً . وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَكُم جَنّاتٍ وَيَجْعَل لَكُم أَنْهاراً "..
أكثروا من الاستغفار فإنه يدفع البلاء عنكم ، فإن من كان سبباً لدفع العذاب هو خير خلق الله محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووجوده بين أصحابه وقومه إكراماً له، أما وقد مات فإنه قد بقي لنا السبب الآخر وهو الاستغفار ، يقول ربي جل جلاله: " وَما كانَ اللهُ لِيُعَذّبَهُم وَأَنْتَ فِيهِم ، وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُم وَهُم يَسْتَغْفِرُون "، ويقول حبيبكم وقدوتكم صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف: ".. ربِّ ألَم تَعِدني ألا تُعَذَّبهم وأنا فيهم ؟ ألم تَعِدني أن لا تُعذّبهم وهم يستغفرون ؟ " ..
قال ابن عباس رضي الله عنهما: " إن الله جعل في هذه الأمة أمانين، لا يزالون معصومين مجارين من قوارع العذاب ما داما بين أظهرهم، فأمان قبضه الله إليه – أي النبي -، وأمان بَقِي فيكم – أي الاستغفار - "، ثم تلا الآية السابقة.



واعلموا بأن النصر آتٍ لا محالة، فالزموا الاستغفار إلى أن يأتيكم النصر وما بعد النصر أيضاً، يقول ربي سبحانه: " إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ . وَرَأَيْتَ النّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً . فَسَبِّح بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرهُ . إِنَّهُ كانَ تَوّاباً . " ..



ويقول الرسول الكريم – صلى الله عليه وآله وسلم -: " من لزِم الاستغفار جعل الله له من كل ضيقٍ مخرجاً ومن كل همٍ فرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب " ..



وإياكم يا قادة وجنود دولة الإسلام أن تتركوا هذا الأمر ولو هلكتم دونه، يقول ربي سبحانه: " وَِإن تَتَوَلَّوا يَسْتَبْدِل قَوْماً غَيْرَكُم ، ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُم " ..



ويا أبا عمر البغدادي، إياك وأن تحيد عن دين الله أو تُهادن فيه، واعلم أنك إن فعلتَ قوّمناك بسيوفنا وبنادقنا !!






وأبشركم بقول ربي جل في علاه " وَلَن يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ " ، حيث وعد وقال وقوله الحق : " وَلإن شَكَرْتُم لأزِيدَنَّكُم " ..

Josif008
13-08-2008, 12:41 PM
ضَوابِط فِي نُصْرَةِ دَوْلَة العِراق الإسْلامِية وَسَط الاتِهامات ::




بعد أن تم الإعلان عن قيام " دولة العراق الإسلامية " أدامها الله عزيزة شامخة، وعلِم الناس أنها تريد تحكيم شريعة النبي محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – وتسعى إلى ذلك ولا بديل لها عنه، خَرجَت الاتهامات والافتراءات مما لم تكن قد خرجت قبل الإعلان عن " دولة إسلامية ".


إن دولة إسلامية قائمة على هدي الأنبياء والمرسلين لتوحيد الله وعبادته وحده، وتلتزم بدينه للحياة كلها، لابد أن تواجه بالطرف الآخر الذي يأبى تصحيح الوضع العام وإعادة صياغته كما يرتضيه لنا ربنا الواحد الأحد ..


فأساس هذه الافتراءات – كما يظهر لي- بسبب الإعلان عن دولة إسلامية حقيقية تريد أن تحكم بالشريعة النبوية المطهّرة، وكانت هذه الاتهامات بطريقة منظمة وشرسة من داخل العراق وخارجه لإسقاط دولة الإسلام وقتلها في مهدها، ولقد صدّق هذه الاتهامات الكثير من السذّج والمغفّلين ..



فقامت جهات متعددة باتهام دولة الإسلام اتهامات شنيعة باطلة ليس لها أي أساس من الصحة، بل هي عبارة عن بهتان يفترونه عليهم، والحق يُقال بأن الأخوة في دولة الإسلام يُصيبون ويُخطئون، ولكن هناك من يبحث عن الفتنة ليضخمها بين المؤمنين وقد تم تضخيمها كثيراً، وبعض الاتهامات قد هوّلوا موضوعها فجعلوها كالطوام الموبقات بعد " تطعيمها " بالكذبات والشائعات المغرضة ..


وقد تولّى كِبر هذه الهجمة على دولة الإسلام أمريكا وحلفاؤها من الطواغيت في الدول المجاورة للعراق، فبدؤوا بتشويههم بما ليس فيهم، وشاركتهم أيضاً بعض الفصائل – التجارية - المقاومة داخل العراق، بالإضافة إلى الأحزاب والمنظمات والجماعات الدينية وغيرها من داخل العراق وخارجها، وشارك فيها أيضاً بعض المشايخ والدعاة، ولم أقِف على أحد من العلماء – حتى الآن - ممن خاض في تشويههم والطعن فيهم وأحمد الله على ذلك، إنما كان من بعض المشايخ والدعاة وطلبة العلم، بعضهم ممن نُحسن الظن بهم ولكنهم أخطئوا حيث لم يلتزموا بالضوابط الشرعية التي سأبينها بعد قليل واستندوا إلى ما يَكرَهُه الله عز وجل من " قِيلَ وَقالَ " ولم يتفكّروا بمآلات أفعالهم وأقوالهم، وبعضهم ممن انحرف وبان انحراف منهجه وسار في غيّه لا يلوي على شيء وأخذته العزة بالإثم، وبعضهم ممن لا يُلتفت إليه – بالنسبة لي - ..


وكان علينا أن نكون حذرين يقظين متأنين في أقوالنا وأفعالنا ومواقفنا للرد على الاتهامات التي توجه لدولة الإسلام وقادتها وجنودها، فما بين مندفع مغالي يدّعي العصمة – وإن لم يشعر - للدولة الإسلامية، وما بين متسرّع غير متثبّت لا يراعي مآلات مواقفه وما يترتب عليها من مفاسد وهم الأخطر والأكثر انتشاراً، أدت أفعالهم إلى ضرب المشروع الجهادي أو تأخيره، نقف نحن موقفاً وسطياً بلا إفراط ولا تفريط، وفق الضوابط الشرعية في التعامل مع أخطاء المجاهدين والاتهامات ضدهم ..



أما الضوابط الشرعية لنصرة أهل الحق ممن عُرف منهجهم وسيعيهم بصدق – كما نحسبهم – لتحكيم شريعة رب العالمين، في وسط الاتهامات سواء كانت شائعات وافتراءات أو حتى لو كان لها أساس ثم زِيد فيها فجُعلت من الموبقات أو حتى لو كانت أخطاء حقيقية، فعندنا ضوابط للوقوف عليها ودروس كثيرة مستمدة من الكتاب والسنة، سأضرب بعض الأمثلة للمنهج الشرعي لتلقيها والتصرف حيالها ودفعها، وسأبسط لذلك ثلاثة أمثلة:


1 – ضع نفسك في موضع مؤثر في قرارات الدولة الإسلامية، فهل كنت لتفعل أنت ما سمعتَ به من إشاعة مُهلكة أو اتهام شنيع أو أخطاء عظام مزعومة !!
فهل كنتَ أنت فاعل لمثلها ؟! فإن استنكرتها ودفعتها عن نفسك، فادفعها عمّن ثبت عندنا دينه وورعه وتقواه مِن قادتهم الذين ماتوا أو قُتلوا ولم يبدّلوا، ومِن أحيائهم كذلك كما نحسبهم ولا نزكّي على الله أحداً ..


وأنا أقول: من ثبت جهاده بيقين لا يخرج منه بشَكّ، إلا بيقين أوضح من الشمس !!


لقد خرجت فِرْية كبيرة تداولت بين الألسن في المدينة ! حدثت بسببها مآسي ما زال العالم الإسلامي يعاني من بعض آثارها ! روّجها منافق ووقف الناس محتارون منها ! ماذا يفعلون ! ماذا يقولون ! كيف يتصرّفون ! احتار فيها الجميع حتى أكابر القوم ! بدأت بإشاعة ليس لها أصلٌ حتى ! فما أسهل الافتراء والكذب ونشر الإشاعات وما أتعس من يصدقها أو يتناقلها ! حدثٌ ما إن نرجع إليه ونتذكّره إلا وتتحشرج أنفاسنا وتعتصر قلوبنا ونصاب بالغصة في حلوقنا وتدمع أعيننا من شدة الفرية وعِظمها وعِظم من افتُري عليه ! فجاء الوحي بالقرآن يُعلّمهم كيف يتعاملون معها ومع أمثالها ونزل الوحي يبرّئ ( أمّنا ) الكريمة الطاهرة العفيفة ! أم المؤمنين جميعهم ! الصديقة ! بنت الصديق ! عليها السلام ورضي الله عنها وعن أبيها صاحب رسول الله ثاني اثنين ! ( حبيبة ) رسولنا - صلى الله عليه وآله وسلم – وزوجته في الدنيا والجنة..


يقول الله العظيم الجليل: " لَوْلا إِذ سَمِعتُموهُ ظنّ المُؤمِنونَ والمُؤمِناتُ بأنفُسِهِم خَيراً وقالُوا هذا إفكٌ مُبينٌ "..


لا إله إلا الله ..هنا التوجيه العظيم للجميع ، فالإفك والفرية كانت في حق أمّنا.. وربنا يُعلّمنا أن نظن ( بأنفسنا ) نحن خيراً !!!
لم يقل - جل جلاله - لولا إذا سمعتموه ظننتم ( فيها ) خيراً !! بل قال : " ظَنَّ المُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِم خَيْراً " .. !! ثم أتبع هذا التوجيه مباشرة: " وِقالُوا هذا أِفْكٌ مُبِينٌ " أي كان عليهم أن لا يسكتوا بعد أن يظنوا بأنفسهم الخير بل يدفعوا التهمة عن أمهم وعن حبيبهم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم – والتي افتُري فيها عليهم ويردوها بقول شديد " وَقالُوا هذا إِفْكٌ مُبِينٌ ".


نعم .. فإن صدّقتَ هذه الفرية فأنت لا تظن في ( نفسك ) أنت خيراً ! إذ كيف لها أن تفعل ذلك حاشاها الطاهرة العفيفة، بل اتهم نفسك يا من تظن هذا الظن الكاذب ولا تتهمها، والتهمة أصلاً في حقيقتها موجهة لشخص نبينا الكريم – صلى الله عليه وآله وسلم – والتي تم ترويجها باجتماع عصبة من اليهود ورأس المنافقين وتناقلها مَن وقع فيها مِن المؤمنين !!


كيف تتكلمون في مثل هذا الأمر !! ألا تعرفون مآلات أقوالكم وأفعالكم وفتاواكم !! يقول ربي سبحانه : " وَتَحْسَبُونَه هَيّناً !! وَهُوَ عِندَ اللهِ عَظيم . يَعِظُكُم اللهُ أن تَعُودوا لِمِثلِه أبَداً إن كُنتُم مُؤمِنين .. !! " ، فهذا هو التوجيه الرباني لمثل الإشاعات الضخمة المُهلكة والتي مآلاتها تؤدّي إلى طوام إن تم تصديقها أو تناقلها ..


فكان لزاماً أن يستبعدوا سقوط أنفسهم في مثل هذه الواقعة، وامرأة نبيهم الطاهرة وأخوهم الصحابي المجاهد هما من أنفسهم، فظن الخير بهما أوْلى مما لا يليق بزوج رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – وصاحبه الذي لم يُعلَم عنه إلا خيراً ..


وكذلك فعل سيدي أبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري وامرأته رضي الله عنهما، فأول ما سمع الفرية رجع إلى نفسه واستفتى قلبه فاستبعد أن يقع ما نُسِب إلى سيدتنا عائشة رضي الله عنها، وما نُسب إلى رجل من المسلمين من معصية لله وخيانة لرسوله، وارتكاس في حمأة الفاحشة لمجرد شبهة لا تقف للمناقشة فضلاً عن تصديقها أو تناقلها ..
ونزلت آية في أبي أيوب وامرأته تقرر حسن صنيعهم في الحدث، حينما قالت أم أيوب لأبي أيوب إذ قال أهل الإفك ما قالوا: " ألا تسمع ما يقول الناس في عائشة ؟ قال: بلى وذلك الكذب، أكُنتِ أنتِ فاعلة ذلك يا أم أيوب؟ قالت: لا والله، قال: فعائشة والله خير منك وأطيب، إنّ هذا كذبٌ وإفكٌ باطل ".






الله أكبر ..






الله أكبر ..






لا إله إلا الله ..




قال القرطبي رحمه الله في تفسير الآية: " المعنى أنه كان ينبغي أن يقيس فضلاء المؤمنين والمؤمنات الأمر على أنفسهم، فإن كان ذلك يَبعُد فيهم فذلك في عائشة وصفوان أبعد ".
وقال أيضاً: " وقال بأنفسهم لأن أهل الإسلام كلهم بمنزلة نفس واحدة، لأنهم أهل ملة واحدة ".
أي كيف تتهم نفسك ! فأهل الإسلام كلهم بمنزلة النفس الواحدة ..


وليس فقط أن يستبعدوا الفعل عنهم، ويظنوا بإخوانهم خيراً فقط، بل عليهم مع استبعادهم وإنكارهم أن يُكذّبوه ويُنكروه !!
كما قال سيدي أبو أيوب الأنصاري " هذا الكذب " وذكرها معرفة بأل التعريف أي إن هذا هو الكذب بعينه ولم يجعله يدور في خلده ويدخل عليه الشيطان الرجيم من مداخله، ثم دفع التهمة عن نفسه وعن زوجته واستنكر وقوعهما بمثله، ثم قال بعده: " إنّ هذا كذبٌ وإفكٌ وباطل ".
هذا هو التوجيه الرباني فيما يخص الإشاعات التي تصل إلى أذهان الناس من قبيح فعل أو مُنكر عِشرة في جهاد إخوانهم كما بينه القرآن الكريم والسنة النبوية المطهّرة ..


فأول ما سمعنا باتهامات الخصوم وكذبهم قسنا الفعل على أنفسنا، هل لو كنا مكانهم سنقاتل مع الأمريكان ضد المؤمنين ونسير برفقة الهمرات الأمريكية !! أو نوالي جيش الدجّال وندخل معه لقتال أهل السنة !! أو سنجبر الناس على البيعة ونقاتلهم دونها !! أو ننبش قبور المؤمنين ونخرج جثثهم ونمثّل بها – في حين أنهم تورّعوا حتى من الاستفادة من جثث الأمريكان - !! لا والله لا نفعل ذلك ! وليس هذا من ديننا بشيء ، وجنود دولة الإسلام لأتقى وأزكى وخير منا وأطيب ، فكيف يفعلونه وكيف نصدّقه أو نتناقله !!


" سُبحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظيم " ..
نعم فلو كنتُ مكانهم في موضع مؤثر في قرارات الدولة هل كنت سأقر أو أسمح بذلك !! كلا والله لا أفعله، فكيف لي أن أُصدق أن أولئك الأطهار الأخيار يفعلونه !! ثم أخرج على الفضائيات وأنقل وأفتري هذه التهم الموبقات، أو أُخرج البيانات في البهتان وأتباكى عند العلماء بها !! أو أسمح للمنتديات والشبكات في الانترنت بنشر هذه الأكاذيب !! أو أفتح المجالس أو أعمل المحاضرات والندوات للترويج لها !! وكل ذلك بسبب افتراءات لا أقبلها على نفسي أن أفعلها وأظن في نفسي خيراً وأنزّهها عنه ، ثم أتقبّل أن مجاهدي دولة الإسلام يفعلونها وينتهجونها !! إن هذا الفعل لهو من نقص الإيمان وقلة الورع، وإلا كيف أنزّه نفسي عنه وأتهم غيري به ! يقول ربي سبحانه في سياق الآيات المُحكمات: " يَعِظُكم الله أن تعودوا لمثلِهِ أبَداً إن كنتُم مُؤمنين " !!


وما دمتُ أظن بنفسي خيراً فعلي أن أظن بإخواني ممن عرفنا منهجهم ودينهم وتضحياتهم وجهادهم وسعيهم للمّ الشمل والتوحد وتحكيم الشريعة الإسلامية خيراً ..
قال النحاس : "معنى بأنفسهم بإخوانهم ، فأوجب الله على المسلمين إذا سمعوا رجلاً يقذف أحداً ويذكره بقبيح لا يعرفونه به أن ينكروا عليه ويُكذّبوه " .

نعم .. ( إخواننا ولا نعلم عنهم إلا خيراً ) ، قد نعلم بعض أعيانهم من القادة المعروفين وغير المعروفين للناس ، وإنهم والله لمِن التُـقات الثِـقات ولا أزكّي على الله أحداً ، وقد علمنا منهجهم في بياناتهم وخطابات قادتهم ، وبَلَغَتنا تزكية قادة وأعلام الأمة لهم ، ويشهد لهم الجميع إثخانهم في أعداء الله الأمريكان ومن والاهم ، فلا نظن بهم إلا خيراً ..

أما من خاض في البهتان يحسب نفسه ملمّاً بما يحصل وفناناً في الاستطلاع فقد صار بفعله وخوضه سبباً في هدر دمائهم - ثم تكبّر على الحق ولم يرجع إليه - أو من شارك أو نقل أو تكلم وصدّق فكلهم بلا استثناء قد توعّدهم ربي بأنه لن يُفلتهم، يقول الرب سبحانه فيمن تكلم في الإفك:" لِكُلَِّ امرِئٍٍ مِنْهُم ما اكتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ !! وَالذِي تَوَلّى كِبْرَه مِنْهُم لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ " ..

لقد تكلمتم في الدولة وقد تساقط الأدعياء بأنفسهم و ظهر الآن صدقها لكل من كان متردداً من قبل، ولكل من كان له قلب، بتدبير الله وحده، وبمكره بأعداء الدين المتاجرين به، وظهرت صحة فعلنا بنصرتها بالضوابط الشرعية، فبقيت دولة الإسلام ( شامخة ) لتنصر الله جل جلاله وتنصر نبيه الكريم – صلى الله عليه وآله وسلم – بتحكيم شريعته..
لقد خُضتم فيها ببهتان تفترونه وتنقلونه " وظَنَنْتُم ظَنّ السَوْءِ وكُنتُم قَوْماً بُوراً " ..

يقول ربي سبحانه: " وَلََوْلا إِِذْ سَمِعتُمُوه قُلتُم ما يَكونُ لَنا أَنْ نَتَكَلّمَ بِهذا ، سُبْحانَكَ ، هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ " !! ..
إن لم يسعكم أن تدفعوا هذه التهم وتشاركوا في الإفك، أمَا وَسِعكم السكوت أيتها الفصائل المقاومة والأحزاب والجماعات والتنظيمات والمشايخ، إن لم تكونوا تريدون نصرتهم فهلاّ أمسكتم ألسنتكم عن الخوض فيهم، ليس مطلوباً منكم شيء سوى الامتناع عن ضرب الدولة الإسلامية التي تريد تحكيم شريعة سيدنا محمد – صلى الله عليه وآله وسلم -، أما وسعكم على أقل تقدير أن تقولوا " ما يَكُونُ لَنا أَن نَتَكلّم بِهذا " ! أما وسعكم الامتناع عن مساندة أولئك المشكوك فيهم – والذين فضحهم الله - ورمي التهم على دولة الإسلام ..





وعيـــن الرضـــا عن كــل عيـــب كلـيلــةٍ ***** ولكـــن عيــن السخـط تبدي المســاويــا





إنكم بأفعالكم أعنتم على قتالهم والإثخان فيهم وأسر الكثير منهم وجرح الكثير ..
فاحفظوا ألسنتكم يا مشايخ ويا كتّاب ويا إعلاميين ويا فصائل مقاومة ! وفي الحديث الشريف: " وهل يُكَبّ الناسُ فِي النّارِ عَلى وُجُوهِهِم أَو عَلى مَناخِِرِهِم إلا حَصائِد أَلسِنَتِهِم " ..


يقول الله تبارك وتعالى: " إِذ تلقّوْنَهُ بِألسِنَتِكُم، وتَقولُونَ بِأفواهِكُم ما لَيسَ لَكُم بِه عِلمٌ ، وتَحْسَبونَه هَيّناً ، وهُو عِندَ اللهِ عَظِيم " .. فكيف لهم أن يتلقّونه بألسنتهم ؟؟ والتلقّي في الأصل يكون بالآذان !!
لو كانوا تلقّوه بآذانهم ثم تفكّروا فيه بتروٍّ وامتلأت به رؤوسهم وتدبّرته قلوبهم لأنكروه ولما نقلوه هكذا !! فكان وصف القرآن البليغ وكأنهم تلقّوه بألسنتهم وقذفوه مباشرة من ألسنتهم !! وفي هذا الفعل المُنكر صورة من الاستهتار والخفة وقلة التحرّج ..وتناول أعظم الأمور وأخطرها بلا مبالاة ولا اهتمام ..
ويصف القرآن أيضاً أنهم يقولون بأفواههم !! وليس بألسنتهم بعد أن تتدبره عقولهم أو قلوبهم أو وعيهم ..


ويذكر الإمام القرطبي عند هذه الآية قوله : " ولأجل هذا قال العلماء: إن الآية أصل في أن درجة الإيمان التي حازها الإنسان، ومنزلة الصلاح التي حلها المؤمن، ولُبْسة العفاف التي يستتر بها المسلم لا يزيلها عنه خبر محتمل وإن شاع، إذا كان أصله فاسداً أو مجهولاً " .


لذا فإن الواجب على المسلم إذا سمع إشاعة أو خطأ منسوباً لأخيه أن يقيس الأمر على نفسه أولاً، وهذا من باب حسن الظن بالمسلم فكيف بالمجاهد الذي خرج من أهله وبلده نصرة للمسلمين، فكيف بدولة إسلامية تداعت عليها الأمم لوأدها قبل تمكّنها، فإذا كان المُتلقّي للفِرية يزكي نفسه ويظن أنها تترفع عن الوقوع في الخطأ فإن حسن الظن بأخوته يُلزمه أن يكون الأمر تجاههم كذلك، وإلا فقد يقع المسلم من حيث لا يشعر في آفة العُجب بالنفس والاحتقار للغير - كما وجدنا من بعضهم - وهذه من الآفات العظام التي حذّر منها أطباء القلوب، وتوافرت النصوص الشرعية في التنفير منها.


ولكن ليس الإشكال في هذا بقدر الإشكال في أن هناك فريق من المؤمنين يرضون أن يستمعوا لمثل هذه الإشاعات، هذا فضلا عن فريق من أصحاب القلوب المريضة التي تحب البحث ونشر مثل هذه الأمور، وقد بيّن الله ذلك بقوله تعالى: " وَفِيكُم سَمّاعُونَ لَهُم " أي للمنافقين المغرضين، وهذا هو الداء الكبير، وهو أن يرضى فريق من الناس الاستماع إلى مثل هذه الشائعات، وإلى كلام المنافقين والمغرضين.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله – :" فأَخبَرَ أن المنافقين لو خرجوا في جيش المسلمين ما زادوهم إلا خبالا، ولكانوا يسعون بينهم مسرعين، يطلبون لهم الفتنة، وفي المؤمنين من يقبل منهم ويستجيب لهم: إما لظن مخطئ، أو لنوع من الهوى، أو لمجموعهما.." .


ومع ذلك كله يقول ربي سبحانه في سياق الآيات السابقة لأمر عظيم يرشدنا إليه حيث يقول: " لا تَحْسَبُوهُ شَراً لَكُم !! بَل هُو خَيرٌ لَكُم " !! ..
أي والله إن وراء ما حصل خير لنا ولدولة الإسلام، علِمنا ذلك أو لم نعلمه، ومقاييسنا ليست دنيوية صرفة، بل دينية أخروية ولا ننسى نصيبنا منها من الدنيا .. وليس المقام لبسط الخير العظيم الذي حزناه وحازته دولة الإسلام من هذه الأحداث ..


أما من زلّت قدمه فيما حصل، فليبادر بالتوبة، فإن ربي هو أرحم الراحمين سبحانه وتعالى، فيقول في سياق الآيات: " يَعِظُكُم اللهُ أَن تَعُودوا لِمِثلِهِ أَبداً إن كُنتُم مُؤمِنين . ويُبَيّنُ اللهُ لَكُم الآيات ، واللهُ عَليمٌ حَكِيم " ..

Josif008
13-08-2008, 12:42 PM
2 – لو حدث من بعض الجنود خطأ أو حتى من أحد القادة، فإن ثبت عليهم الخطأ باجتهادهم، فإن الخطأ من طبيعة البشر وهم في وضع حرب تكالبت عليهم الأمم – وكما يُطلق في بعض المصلحات كأنهم يعملون بقانون الطوارئ – وحربهم لا تسمح بتأخير اتخاذ القرارات، ولا يُقارن وضعهم بما يسمّى بقوانين الطوارئ بل أشد وأحلك، فهل تُهّول أخطاؤهم إن حدثت ويُترك أعداؤهم والمتاجرين الأدعياء ويُسكت عنهم ! أو هل تُقارن أخطاؤهم بإجرام أعدائهم، وهل تُذكر عيوبهم وتُوجه السهام ضدهم وتُترك أخطاء عدوهم الأكبر والأعظم الأمريكي ومن حالفه ويُسلم من السهام – التي انتكست علينا - !!


لقد خرج ثمانية من المجاهدين في سَريّة لإحدى المهمات التي وكّلهم بها قائدهم، وفي الطريق تأخر اثنان منهم لأحد الأسباب، وأكمل باقي الستة مسيرتهم لمهمتهم، وكان قائدهم هو سيدي عبد الله بن جحش رضي الله عنه، ثم مرت قافلة لقريش وظنّوا أنهم في اليوم الأخير من جمادى الآخر، وقد دخل اليوم الأول من شهر الله المحرم " رجب " ولم يعلموا بذلك، فاجتهدت السرية وقتلت عمرو بن الحضرمي وأَسَرَت اثنان وفَرّ الرابع وغَنمت العير، فعادوا بما لديهم من غنيمة وأسرى، فبدأت قريش بتشويه المجاهدين في دولة الإسلام الأولى بل كل المسلمين فيها بل قائدهم حيث قالوا: قد استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام !! وسفكوا فيه الدم !! وأخذوا فيه الأموال !! وأسروا فيه الرجال !! ..
فلما قدِم المجاهدون إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال لهم: " ما أمرتُكم بقتالٍ فِي الشَّهْرِ الحَرامِ " !! فوقف العير والأسيرين وأبى أن يأخذ من ذلك شيئاً، فسُقط في أيدي المجاهدين، وظنّوا أنهم قد هَلَكوا !! وعنّفهم إخوانهم من المسلمين فيما صنعوا !!


فماذا كان الضابط الشرعي في مثل هذا الخطأ أو ما شابهه من اجتهاد، حينما أخطأ المجاهدون، وعاتبهم رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلّم - ولم يَقبل فعلهم، وعيّرهم به الكفار والمنافقون ؟؟


لقد جاء التوجيه الرباني من فوق سبع سماوات يُعلمنا ويُوجهنا ويُربّينا بمنهجٍ حسنٍ شامل، فحين تأتي الاتهامات من العدو الصائل أو من الصحوات المرتدة أو الجبهات والفصائل – التجارية - المؤسِسة للجبهات المرتدة أو الجبهات المختلطة بالوطنية المنتنة أو الأحزاب الواضعة أيديها بأيدي المحتل أو بعض المشايخ والدعاة، اتهامات ربما يكون فعلاً لها أصل في الحدوث، فيتهمون دولة الإسلام ( لينتقصوا ) منها ثم تكون ( مآلات ) أفعالهم وأقوالهم طوام على المجاهدين، من استحلال لدمائهم وأموالهم وأعراضهم، يأتي التوجيه الرباني ليحسم هذه المسألة وأمثالها.
فأنزل الله تعالى قرآن يُتلى إلى قيام الساعة، يقول رب العالمين فيه: " يَسْألونَك عَن الشّهرِ الحَرامِ قتالٍ فِيه ؟ قُل قِتالٌ فِيه كَبيرٌ " .


نعم، إن فعلهم خطأ كبير لا يُقرّون عليه .. ولكن .. !! عند إكمال الآية نجد التوجيه بمقارنة وذكر أفعال العدو وإجرامه في حق المؤمنين: " وصَدٌّ عَن سَبيلِ اللهِ ! وكُفرٌ بِه ! والمَسجِدِ الحَرامِ وإخْراجُ أهلِه مِنهُ أكبَرُ عِند اللهِ !! والفِتنَةُ أَكبَرُ مِنَ القَتل !! ولا يَزالونَ يُقاتِلونَكُم حتى يَردّوكُم عَن دينِكُم إن استَطاعُوا.. " ..


الله أكبر ..
إن ثبت أنهم فعلاً أخطئوا فهل نترك كل أخطاء وطوام خصومهم ونتعلق بخطأ إخواننا الذين اجتهدوا فأخطئوا !!
يَرمون دولة العراق الإسلامية بالتشدد والتكفير والغلو واستحلال الدماء المعصومة وباقي تهمهم التي أساسها أصلاً باطل بنوا عليه أحكامهم الجائرة وهي أصلاً تنطبق على خصومها باستحلالهم لدمائهم وقتالهم لهم ووقوفهم مع العدو وغيرها من موبقاتهم، ولا عجب من بث افتراءاتهم، فهم يريدون تحكيم الشرع في كل أمور حياتهم، ونتيجة طبيعية أن تتكالب عليهم الأمم ضد دعوة الأنبياء والمرسلين لتوحيد الله في كل شؤون الحياة بمنهج شامل كامل، وماذا ننتظر من أعدائهم ممن وقف مع المحتل ليصفوهم به إن لم يصفوهم بهكذا أوصاف !!


فالله جل جلاله قد أرشدنا وعلّمنا أن نقطع الطريق على الكفرة والمنافقين من توظيف الحدث لصالحهم، والتنفير من المسلمين والمجاهدين، وأرشدنا إلى نصرة أهل الحق .. فبعدما ذكر أن القتال في الشهر الحرام كبيرة أتبعه في الآية نفسها بالتشنيع على الكفار وما يقومون به من العدوان والصد عن سبيل الله مما هو في جُرمه وشناعته أكبر وأشد من خطأ المجاهدين، بما يقوم به الكفار من صد الناس عن سبيل الله وكفرهم بالله وإخراج المسلمين من المسجد الحرام – والمحافظات العراقية الواحدة تلو الأخرى الآن – والشرك بالله أكبر عند الله من القتل الذي قام به المجاهدون في الشهر الحرام وعيّروهم به !! وجعلوه سبباً للانتقاص منهم والتحريض ضدهم وصدهم عن سبيل الله ..


يقول الشيخ السعدي – رحمه الله –: " ولمّا كانت هذه الآية نازلة بسبب ما حصل لسرية عبد الله بن جحش وقتلهم عمرو بن الحضرمي وأخذهم أموالهم وكان ذلك – على ما قيل – في شهر رجب، عيّرهم المشركون بالقتال في الأشهر الحُرُم ! وكانوا في تعييرهم ظالمين، إذ فيهم من القبائح ما بعضه أعظم مما عيّروا به المسلمين، قال تعالى في بيان ما فيهم: " وصدٌّ عن سبيل الله " أي: صد المشركين من يريد الإيمان بالله وبرسوله وفتنتُهم مَن آمن به، وسعيُهم في ردهم عن دينهم، وكفرُهم الحاصل في الشهر الحرام والبلد الحرام !! الذي هو بمجرده كافٍ في الشر ! فكيف وقد كان - أي فعل المشركين – في شهر حرام وبلد حرام !! .
" وإخراج أهله " أي: أهل المسجد الحرام وهم النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وأصحابه لأنهم أحقّ به من المشركين... فهذه الأمور كل واحد منها " أكبَر مِن القَتل " في الشهر الحرام ! فكيف وقد اجتمعت فيهم – أي في المشركين - ، فعُلم أنهم فَسَقة ظَلَمة في تعييرهم المؤمنين ، ثم أخبر – تعالى – أنهم لن يزالوا يقاتلوا المؤمنين وليس غرضهم في أموالهم وقتلهم إنما غرضهم أن يرجعوهم عن دينهم ويكونوا كفاراً بعد إيمانهم ، حتى يكونوا من أصحاب السعير .. ".


وسيراً على هذه الضابط وهذا المنهج، فقد سُمّي قتال ( المشركين المحاربين ) في الشهر الحرام كبيراً، فكيف بمن يقتل ( مسلماً مجاهداً ) من دولة الإسلام !! أو يبرر لقتله – بما لا يوجب قلته أصلاً - بأن يبهته بقوله أنه من أهل الغلو أو التكفير والجهل !! ولأدنى شبهة ترِد إليه !!!


إن ما حدث من اتهامات من شتى الجهات في بداية الأمر ثم تطور الأمر إلى محاربة الفصائل التجارية المقاومة مع الصحوات مع الشرطة المرتدة لدولة الإسلام وجنودها لهي - بدون أدنى شك - من أهم عوامل تأخر وتعثّر المشروع الجهادي ( في هذه المرحلة ) - حسب ما أراه -، هذه الاتهامات وترويجها كانت سبباً في استمرار لمآسي مسلمي العراق، ومن جهة أخرى يصب ما فعله أولئك المجرمون الحمقى في مصلحة الكافر المعتدي والمنافق المتربص، حيث يفرحون بها ويوظفونها لهم أحسن توظيف في حربهم على الإسلام والمسلمين في العراق وغير العراق ..


أما أن يُفرد مجاهدو دولة العراق الإسلامية بالنقد والرمي بالتهم بالغلو والاستعلاء وحب الرئاسة والجهل واستحلال الدماء المعصومة وغيرها بسبب شبهات وكذبات وهوى وظنون ! ويُترك الكفار المعتدون والمنافقون الخائنون والأدعياء لا يُذكر مكرهم وفضائحهم وعدوانهم وإجرامهم وصدهم عن سبيل الله !!! فهذا الظلم بعينه ! فهو من جانب : منهج جائر متعدّي ينظر بعين واحدة !! ومن جانب آخر: يُسهل الطريق على الكفرة الغزاة والمنافقين معهم في الشماتة بالمجاهدين وحملة راية الدين، ثم ضربهم والتنكيل بهم، والله المستعان على ما يصفون..



يقول سيد قطب – رحمه الله – تعليقاً على الآية السابقة والتي تنطبق على ما نلاقيه في دولة الإسلام وخصومها وأعدائها من الذين وقفوا مع المحتل ضدها من أحزاب وفصائل تجارية مقاومة وشرطة ومن الذين أفتوا ضدها بغباء وحمق فضلّوا وأضلّوا، فسُفِكت دماء المجاهدين الأطهار في دولة الإسلام وانتهكت أعراضهم وأصيبوا بالجراحات العظيمة بسببهم، فيقول – سيد قطب - واصفاً قول الكفار والمنافقين لسَرية سيدي عبد الله بن جحش رضي الله عنه والتي في القصة الآنفة وما رموهم فيها من نقائص:
" لقد كانت كلمات حق يُراد بها باطل، مُجرد ستار يحتمون خلفه لتشويه موقف الجماعة المسلمة، وإظهارها بمظهر المُعتدي، وهم المعتدون ابتداءً !! وهم الذين انتهكوا حرمة الشهر الحرام .. هؤلاء قومٌ طغاةٌ بغاةٌ معتدون ! لا يقيمون للمقدسات وزناً ولا يَتحَرّجون أمام الحُرُمات ، ويدوسون كل ما تواضع المجتمع على احترامه من خلقٍ ودين ، يقِفون دون الحق فيصدون الناس عنه ويفتِنون المؤمنين ويؤذونهم أشد الإيذاء ! ويُخرجونهم من البلد الحرام ! الذي يأمن فيه كل حي حتى الهوام .. ثم بعد ذلك كله يتسترون وراء الشهر الحرام ! ويقيمون الدنيا ويقعدونها باسم المحرمات والمقدسات !! ويرفعون أصواتهم: أنظروا ها هو ذا محمد ومن معه ينتهكون حرمة الشهر الحرام !! .. " ..

إن مجاهدي دولة الإسلام ليسوا معصومين، يُصيبون ويُخطئون، كما قال تعالى عن فعل مجاهدي سرية سيدي عبد الله بن جحش - رضي الله عنه - " قُل قِتالٌ فِيهِ كَبيرٌ "، ولكن الخطأ الأكبر أن يُهدر جهادهم وبلاؤهم وابتلاؤهم في سبيل الله وتنكيلهم في أعداء الله، وتُهوّل أخطاؤهم التي حتى إلى الآن لم تَثبُت أصلاً !! بل الذي ثبت أن مروجي هذه التهم هم أوْلى بها من غيرهم وقد فضَحوا أنفسهم بأنفسهم كما حدث مع جيش المجاهدين وحماس العراق والجيش الإسلامي العميل وغيرهم من فصائل تجارية مقاومة وجبهات التغييرات الوطنية التي أعلنت أنها تريد الحكم بالقوانين الوضعية أي الحكم بغير ما أنزل الله !!!

إن المنهج الرباني والضابط الشرعي يعلمنا أن نقِف دائماً مع فريق المؤمنين، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: " والمؤمن عليه أن يعادي في الله ويوالي في الله، فإن كان هناك مؤمن فعليه أن يواليه وإن ظَلَمَه، فإن الظلم لا يَقطع الموالاة الإيمانية " ..

بل يرشدنا ربنا إلى أكثر من هذا الفعل للتعامل به مع المجاهدين الصادقين كما في القصة السابقة وفي سياق الآيات وكما قال المفسرون بأن الله سبحانه وتعالى قد ( طيّب ) قلوب أولئك المجاهدين المخطئين في سَريّة سيدي عبد الله بن جحش رضي الله عنه في الآية التي بعد الآيات السابقة بقوله تعالى: " إنّ الذينَ آمَنوا وهاجَرُوا وجاهَدوا في سَبِيلِ اللهِ أولئِك يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللهِ واللهُ غفورٌ رَحِيم " .. وهكذا يكون التعامل مع الخطأ إن وقع من المجاهدين الصادقين الساعين لتحكيم شريعة سيد الأولين والآخرين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، بحيث يُنكر عليهم خطؤهم – إن ثبت – ولا يُقرّون عليه ، وفي الوقت نفسه لا يُنسى لهم جهادهم وتضحياتهم وبلاؤهم الحسن وهجرتهم لأهليهم وأوطانهم لنصرة الدين ..

وبهذا يُقطع الطريق على الكفار والمنافقين من أن تتم فرحتهم بأخطاء المجاهدين التي ثبت منها والتي لم يثبت وبُهتوا بها، بأن تُذكر فضائح الكفار ومعاونيهم وصدهم عن سبيل الله وعندئذ لا يستطيعون استغلال الحدث في صالحهم ضد المسلمين..
وفي الوقت نفسه يُمدح المجاهدون - بعد الإنكار عليهم أخطائهم - بذكر مناقبهم ونصرتهم والوقوف بجانبهم والذي له بالغ الأثر في جهادهم وقتالهم لأعداء الله، بل وأكثر من ذلك جاء التوجيه الرباني يعلّمنا أن ( نُطيّب ) قلوب المجاهدين أيضاً – الذين شُتِموا وافتُري عليهم - بعد أن نبين لهم خطأهم، لكي لا تبقى شريعتنا - ومن يذب عنها - وحيدةً بل تبقى نقيةً صافيةً ( كما كانت سابقاً ) – في خير القرون - ليحافظ عليها المجاهدون ( الصادقون ) في دولة الإسلام من الأهواء والانحرافات ..




وإذا الـحـبيــب أتى بـذنــبٍ واحــدٍ ***** جــاءت محاســنه بألـف شـفيـــعٍ




والحمد لله على كل حال ..


3 – إن ثبت الخطأ على بعض الجنود أو حتى بعض القادة وإن عظُم خطؤهم، " فكل ابن آدم خطّاء "، فلا يُنقِص ذلك من قدر الدولة كلها ومنهجها وجهاد أفرادها وتضحياتهم واستشهادهم، بل يُنكَر على المخطئ خطؤه وإن عظُم، ولا يكون خطؤه سبباً في بُغضه أو معاداته أو التحريض عليه والتشهير به بل تبقى منزلته وتبقى نصرته ..


بل يكون إنكارنا بضوابط شرعية وتبقى نصرتنا لهم من غير خذلان لهم فضلاً عن معاونة أعداء الله عليهم ..


قام سيدي المجاهد أسامة بن زيد رضي الله عنهما وهو في قتال وجهاد بقتل المشرك الذي نطق بالشهادة، بحُجّة أنه قالها متعوّذاً من القتل ! فعاتبه النبي الكريم – صلى الله عليه وآله وسلم – عتاباً شديداً جداً، ومع ذلك .. بقي هو ( حبُّ ) رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - !!
وبقيت مكانته عند الرسول لم تتغير ! بل حتى أنه أمّره قُبيل وفاته على الجيش المعروف بجيش " أسامة " وأمر ووصّى بإنفاذ جيشه، بل وجعل معه تحت إمرته سيدي أبو بكر الصديق وسيدي عمر بن الخطاب رضي الله عنهما !!
ولم يُعاديه أو يُبغضه أو يشهّر به ويُحرّض عليه، حاشاه عليه وعلى آله الصلاة والسلام ..


فهذا هو الضابط الشرعي عندنا في التعامل مع أخطاء المجاهدين الصادقين وإن عظُم خطؤهم، فتبقى مكانتهم ويُعالج الخطأ ويُبين ويُعطى كل ذي حقٍ حقه..


وقد قام القائد المجاهد سيدي خالد بن الوليد رضي الله عنه بقتل من أظهر الإسلام من بني جذيمة حينما فهم كلامهم خطأً ! فغضب الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – من فعله بل تبرأ من فعله أمام الله عز وجل ! ولكنه ومع ذلك لم يتبرأ منه، بل لقد أبقاه في قيادة الجيش والعمليات الجهادية المتتالية ، بل بقي في قيادة الجيش إلى عهد سيدي أبو بكر الصديق ثم في عهد سيدي عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ..


فمع عظيم خطئه إلا أنه لا يُلغي مكانته ولا جهاده، فكيف بمن شهّر وحرّض وأظهر العداء بسبب أخطاء ومآخذ على دولة كاملة، دولة الإسلام والمسلمين !!


لقد آن الأوان – بعد سقوط الأدعياء من تجّار الحروب من فصائل تجارية مقاومة ومشايخ وافتضاح أمرهم – أن لا تأخذنا في الله لومة لائم فيهم ، فقد أظهروا لدولة العراق الإسلامية العداء وشهّروا بها وافتروا عليها وطالبوا بحلّها وأعانوا العدو على إضعافها، وكانوا سبباً في استباحة دماء مجاهديها وأعراضهم وأعراض المسلمين !! فحسبنا الله عليهم ونعم الوكيل .. حسبنا الله عليهم ونعم الوكيل ..


يقول الشيخ بن جبرين في أمثالهم الذين أفسدوا ذات البين بين المؤمنين والتي هي الحالقة، وصرفوا الجماهير المسلمة عن إخوانهم في دولة لإسلام وافتروا عليهم:






" أقِلّوا عليهم لا أبا لأبيكمو ***** من اللّوم أو سُدّوا المكان الذي سَدُّوا






متى سددتم ما سدوه؟! متى عملتم مثل أعمالهم؟! متى نفعتم مثل نفعهم؟! متى أثّرتم مثل تأثيرهم؟!
ويحكم ألا تكفون سوءكم، وشركم، وضرركم عن إخوانكم الذين يعتقدون مثل ما تعتقدون، ويدعون إلى الخير، ويدعون إلى الله تعالى؟!




أنتم كالذين قال فيهم أحد العلماء:






متى كنتمو أهلاً لكل فضيلة ***** متى كنتمو حرباً لمن حاد أو كفر





متى دستمو رأس العدو بفيلق ***** وقنبلة أو مدفع يقطع الأثر





تعيبون أشياخاً كراماً أعزةً ***** جهابذةً، نور البصيرة والبصر





فهم بركاتٌ للبلاد وأهلها ***** بهم يدفع اللهُ البلايا عن البشر "




أين هم من هدي القرآن العظيم وهدي الأنبياء والمرسلين وسيد الخلق محمد الأمين – صلى الله عليه وآله وسلّم -، أين هم من الضوابط الشرعية وأين تلك الفصائل التجارية المقاومة التي تدّعي إتباعها للشرع وهي ترى من يسعى لتحكيم الشرع فتحاربه ولا تلتزم بدين ولا خلق، فحسبنا الله عليهم ونعم الوكيل ..


يكفي أن من افترى وشهّر وعادى دولة الإسلام أن الله جل في علاه قد فضحه وأسقطه من أعين العقلاء ! ولم يبقَ – حسب ما أرى – أي ممن حارب الدولة الإسلامية سواء حزب أو فصيل تجاري مقاوم أو جماعة أو هيئة أو منظمة أو شيخ إلا وقد سقط وصغر شأنه .. والعاقبة دائماً وأبداً للمتقين ..




" إِنَّ اللهَ يُدافِعُ عَن الذِينَ آمَنُوا " ..

" وَكَفى بِاللهِ وَلِياً وَكَفى بِاللِه نَصِيراً " ..

لقد سقطوا في شرّ أعمالهم ولسنا شامتين فيهم والعياذ بالله، ولكنها ( السُنن ) ..

فهذا نهج الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، يعادونهم أشد العداء حتى وصف الله تعالى ما يلاقونه بقوله: " حَتّى إِذا اسْتَيْئَسَ الرُسُل ! وظَنّوا أنّهُم قَد كُذِبُوا ! جاءَهُم نَصْرُنا، فنُجّيَ مَن نَشاء، ولا يُرَدُّ بَأسُنا عَن القَومِ المُجرِمِين " ..
حتى يصل الأنبياء إلى مرحلية " استَيْئَسَ " وهي من صيغ المبالغة من هول ما يصادمهم به أعداؤهم، ولكن بعدها يأتي النصر المؤزر فيُنجّي الله من يشاء ويصُبّ بأسه على القوم المجرمين الذين يَصدون عن دعوة الأنبياء لتوحيد الله جل جلاله ولتحكيم شرعه في الحياة كلها ..

والحمد لله ثم الحمد لله ..





:: أيّهما الأحَقُّ بِالأمْن ؟؟ دَوْلَة العِراق الإسْلامِية أَم خُصُومها !! ::





كل الشعوب والأمم والدول وفي كل الأزمنة تسعى لتحقيق الأمن عندها، وإن العالم بقيادة أمريكا أصبح اليوم أقل أمناً، والحزب الديمقراطي الذي يزعم في برنامجه حفظ الأمن أكثر غيره والذي سيأخذ تركه مُهلكة من سابِقه المهزوم، سيحلم بعدها بالأمن أكثر مما يحلمون به الآن ..
ووالله لنجعلنّهم أتعس شعوب الأرض وأكثرها فقداً للأمن بعون العزيز الجبّار !!


إن العالم الغربي بقيادة أمريكا في حربنا كان يعيش في رفاهية وسعة وبحبوحة من التقدم المادي، وقمة التطور في شتى مجالات الحياة، لكنه اليوم يعيش في الحضيض بفقد الأمن، ويعيش حالة من الخوف والرعب والقلق ويسيطر ذلك على جميع نواحي الحياة عندهم ..
فلم تحقق لهم الرفاهية الأمن، فالأمن لا يأتي من غير الإيمان وهما متلازمان ..


يقول الحق تبارك وتعالى: " وَلَو أَنَّ أَهْلّ القُرى آمَنُوا واتَّقَوا لَفَتَحْنا عَلَيْهِم بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأرْضِ وَلكِن كَذّبُوا فَأَخَذْناهُم بِما كانُوا يَكْسِبُون " ، ويقول أيضاً: " وَأَلَّو اسْتَقامُوا عَلى الطَّرِيقةِ لأَسْقيْناهُم ماءً غَدَقاً " ، فلا أمن ولا رخاء ولا سعادة ولا طمأنينة إلا بالإيمان بالله وحده وتحكيم شرعه ..
ويقول الحق تبارك وتعالى يصف أسباب إرسال الخوف على الأمم " وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانَت آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأتِيها رِزْقُها رَغَداً مِن كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَت بِأَنْعُم اللهِ فَأَذاقَها اللهُ لِباسَ الخَوْفِ وَالجُوعِ بِما كانُوا يَصْنَعُون " ..


لقد تداعت الأمم على دولة العراق الإسلامية كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، الدول عظمى، الاستخبارات العالمية، المنظمات الدولية ومراكز البحوث، أجهزة الإعلام العالمية كلها - باستثناء أهل الخير والصلاح في شبكات الإنترنت الجهادية -، أحدث الطائرات الحربية، الأقمار الصناعية، صواريخ قنابل دبابات، دول الجوار، الصحوات والجيش والشرطة، مشايخ وفصائل تجارية مقاومة، وغيرها الكثير الكثير رموها بقوس واحدة وحسبنا الله ونعم الوكيل ..


بمقاييس الدنيا الدنية الصرفة لا يمكن أن تصمد هذه الدولة الإسلامية ولا أسبوع واحد أمام كل أولئك المجرمين، وليس لها أي أمن ولا أمان !!



ولكنها باقية !!


يقول ربي تبارك وتعالى: " الذِينَ قَالَ لَهُم الناسُ إنّ النّاسَ قَد جَمَعُوا لَكُم فَاخشَوهُم !! فَزادَهُم إيماناً وَقالُوا حَسْبُنا اللهُ ونِعمَ الوَكِيل " ..
نعم .. زادهم إيماناً ولم يزدهم خوفاً ولا هلعاً ..
إن العلاقة بين الأمن والإيمان جاءت واضحة جلية في كتاب الله عز وجل خالق كل شيء، وفي سنة رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم معلّم البشرية جمعاء ..


فبداية طمأنينة القلب لن يحصل عليها أعداء الله بل يحصل عليها الذين آمنوا وحدهم ولو استعان الأدعياء – التجّار - بكل من يستطيعونه فلن يحقق لهم ذلك، يقول ربي سبحانه: " الذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكرِ اللهِ ، أَلا بِذِكرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوب " ..


ويحصل انشراح الصدر وزوال الضيق لمن أسلم وجهه لله وحده لا وطنية ولا قومية ولا حزبية بل إسلامية " أَفَمَن شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِن رَبِّهِ "، أما الطرف الآخر المحارب لدعوة الأنبياء والرسل " فَوَيْلٌ لِلقاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِن ذِكرِ اللهِ ، أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ " ..


ويُنزل الله جل جلاله السكينة على قلوبهم فيزول القلق ويزدادوا إيماناً وعبادة لله وابتعاداً عن المعاصي " هُوَ الذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ المُؤمِنِينَ لِيَزدادوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِم " ..


فينعموا بالأمن والطمأنينة، فإن ثبتت دولتهم وحكموا بما أنزل الله وحده من غير إي قوانين وضعية فهنالك الأمن الذي لن يوجد عند غيرهم في الأرض كلها بإذن الله العزيز الحكيم ..
يقول الحق تبارك وتعالى: " الذِينَ آمَنُوا وَلَم يَلْبِسُوا إِيمانَهُم بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُم الأَمْنُ وَهُم مُهْتَدُون " ..


فماذا يخيفنا من أعدائنا الحقراء الأذلاء !! أهو الاعتقال والسجن والتعذيب والتحقيق !! خسئوا وخابوا بل يزيدنا قوة وثباتاً على الدين ما دمنا ننصر دين الله ابتغاء مرضاته ..
أم يخيفنا القتل والتشريد والمطاردة !! وما أحلى الأذية في سبيل نصرة دين الله جل جلاله ..


فنحن في أمن لن يحصل عليه الأمريكان وحلفاؤهم ومن يسير في مشروعهم ..
فمن أحق بالأمن هل دولة الإسلام أم خصومها ؟!!
يقول ربي سبحانه: " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " ..
فهذه الحياة التي يشعر بها قادة وجنود دولة العراق الإسلامية وسيشعر بها – بإذن الله - كل من هو تحت سلطانها أدام الله عزها ..


أما أعداء دولة الإسلام من الأمريكان ومن والاهم وسار في ركبهم فهم أبعد الناس عن الأمن والطمأنينة والسكينة، يقول ربي سبحانه: " وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا "، ويقول: " وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ " ..


أما الصحوات والفصائل التجارية المقاومة ومن أفتى لهم فهم بعيدون عن الراحة والطمأنينة أيضاً، ففرق بين من يبتغي رضا الله وبين من يريد أن يرضي أطراف متعددة !!
يقول الرسول الكريم – صلى الله عليه وآله وسلم -: " مَن التَمَسَ رِضا الله بِسَخَطِ الناسِ ، رَضِي اللهُ عَنه ،وأَرضى عَنه النّاس، وَمَن التَمَس رِضا النّاس ِبِسَخَطِِ الله ، سَخِطَ اللهُ عَليهِ ، وَأسْخَطَ عَلَيْهِ النّاس " ..
فمن يرضى الله عنه لا يشعر بالخوف ولا بفقدان الأمن ..



وإني - أنا العبد الفقير إلى الله المُعتز بدينه - أُشهِد الله وأُشهِد حملة عَرشِه وملائكته وجميع خلقه إني راضٍ عن دولة العراق الإسلامية وقادتها وجنودها وجهادها ..

فدولة الإسلام أحق بالأمن من خصومها أعداء الله تبارك وتعالى، أما وقد قامت الحرب بين الفسطاطين، فنحن قد ازددنا امانا وعدونا ازداد رعباً وخوفاً وعدم طمأنينة !!

وأضرب مثالاً على الفرق بيننا وبينهم، فبعد أحداث الثلاثاء الرائع المبارك بضرب أمريكا بأربع طائرات، عاشت أمريكا إلى يومنا هذا في رعب وخوف وهلع لم تنتهي ولن ينتهي بإذن الله، ولمن يعرف من يعمل في مجال الطيران أن يسأله ما الذي تغيّر في الإجراءات منذ تلك الأحداث المباركة فسيجد عجباً عجاباً !!

وفي مثالنا هنا تشير إحدى الدراسات الأمريكية – والتي يخفون الكثير من الحقيقة فيها كعادة المنهزمين في الكذب – لحساب " الجمعية الأمريكية للطب النفسي " إلى أن ما بين ستة جنود من بين كل عشرة ذهبوا للعراق وأفغانستان يعانون من " ضغوط نفسية مؤلمة "، وهؤلاء الذين ذهبوا للعلاج – بحسب الدراسة – وأن معظم من يعاني من تلك الضغوط يحاول إخفاؤها وبعضهم لم يذهب للعلاج خوفاً من الفضيحة فلم يصنّف ضمن الستة من بين كل عشرة علوج حمقى منهزمون حاولوا محاربتكم يا دولة الإسلام ..

يقول الله سبحانه وتعالى: " سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ " ..
ويقول أيضاً: " وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ، فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا " ..

فمهما حاربوكم فانتم في أمن وهم في رعب وخوف ووجل، يقول النبي – صلى الله عليه وآله وسلم -: "أُعطِيتُ خَمساً لَم يُعطَها أَحدٌ قَبلِي ، نُصِرتُ بِالرُّعب مَسِيرةَ شَهرٍ ، وَجُعِلَت الأرضُ لِي مَسْجِداً وَطَهُوراً .. " ،،
قال بعض شُرّاح الحديث بأن هذا ليس خاصاً بالنبي وحده بل له ولأمته، حيث قال في الحديث " وجُعِلت الأرض لي مسجداً " وهذا الحُكم له ولأمته، وعليه فما قبله مثله أي " نُصِرت بالرّعب " أي له ولأمته إنما كانت الخصوصية بأنه لم يُعطها أحد من الأمم قبله ..
وقد ورد الحديث عند الدارمي بلفظ " ويرعب مِنّا عَدونا مَسِيرَةَ شَهر " ..
وقال السندي في حاشيته على سنن النسائي: " وقد بقي أثر هذه الخاصة في خلفاء أمته ماداموا على حاله " ..
وهذا ما نراه ونلمسه في أعداء دولة الإسلام ..

فاحكموا بشرع الله عز وجل وحده لا شريك له، يقول ربي سبحانه: " الذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُم بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُم الأَمْنُ وَهُم مُهْتَدُون " .. حين نزلت هذه الآية شقّ على الصحابة ما فيها فقالوا " وأيّنا لم يظلِم نفسه " !!
وهم أفضل الناس بعد الأنبياء والرسل وقد خافوا إلا يكون لهم هذا الأمن !! أينا لم يعصِ الله ! أينا لم يرتكب خطيئةً أو ذنباً ! ولكن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – طمأنهم بقوله: " لَيْسَ ذلِك ! وَإِنَّما هُوَ كَما قالَ العَبْدُ الصالِح " يا بُنَيّ لا تُشْرِك باللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلمٌ عَظِيمٌ " .. " ..
فمن ترك الشرك ولم يخلط توحيده به فله الأمن في الدنيا والآخرة ..

وأقول لكل خصوم دولة الإسلام من أمريكا وحلفائها والفصائل التجارية المقاومة التي تسهّل عليها مهمتها والصحوات المرتدة وكل من يقف في وجهها ، ما قال ربي جل في علاه: " فَأَيُّ الفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمنِ إِن كُنْتُم تَعْلَمُون !! الذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُم بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُم الأَمْنُ وَهُم مُهْتَدُون "
إنكم لا تفقدون العزة التي نشعر بها، فالإنسان لا يفقد أبداً شيئاً لم يحصل عليه ..

ويا دولة الإسلام وجنودها .. اثبتوا على دين الله ولا تُداهنوا فيه ولا تتنازلوا عنه، عضوا عليه بالنواجذ، وعلامات تأيد الله عز وجل لكم عديدة، بسبب نصرتكم له ولدينه ولنبيه، وإن عدوّكم لم نعلم أنه يخشى من شيء كخشيته منكم " لأنْتُم أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِنَ اللهِ " ، وهم لا يشتكون ويخافون إلا منكم أنتم دون غيركم من الفصائل، وهذا تأييد من الله عز وجل وعلامة لكم أيها المؤمنون المجاهدون لكي لا تكلّوا أو تملّوا أو تهنوا أو تحزنوا، يقول الرب سبحانه : " إِذْ يُوحِى رَبُّكَ إِلى المَلائِكَةِ أَنِّى مَعَكُم فَثَبِّتُوا الذينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ ‏الذِينَ كَفَرُواالرُّعْبَ " ، وقد ألقى في قلوب أعدائكم الرعب منكم ، وأيدكم بتأييد من عنده ..

ربما لا تستسيغ عقول الغرب وطواغيت الشرق وبعض المغرر بهم والمتفيقهين بأن ثلّة مؤمنة قد أنشأت دولة إسلامية تستطيع أن تقود العراق وتحكمه، وأنا أقول بل تستطيع هذه الدولة في بضع سنين بإذن الله أن تقود العالم الإسلامي كله، وذلك بتمسّكها بمنهج رباني على هدي نبوي شريف، يجعل القائمين عليها أكفّاء لهذه المهمة وأكثر منها، وتفكّروا معي .. هل يُمكن لطفل غلام أن يقود جملاً ؟! إلا إن كان الغلام يحمل من الوعي ما يفقده الجمل !! .




:: كَـلِــمَةٌ أَخِـيرَةٌ ::





ماذا يفعل الإنسان الحُر الذي تتحشرج فيه الأنفاس الأخيرة بالأغلال التي عليه من جاهلية معاصرة تقيّده وهو يرى بزوغ فجر على الأفق بإقامة دولة للإسلام ..
عادت له حياته بمجرد سماعه بها وبرجالاتها الذين باعوا أنفسهم لقيامها لتحرير الناس بتوحيد الله وعبادته وحده وتحكيم ما ارتضاه للناس مما شرعَهُ لهم ومما هو أعلم بما يصلح لهم ..
ماذا يفعل وهو يرى من يعيد له أنفاسه وحياته وقد تآمر عليه القريب الذي يتجهمنا والعدو الذي تملّك أمرنا ..
ماذا يفعل هذا الإنسان وهو يفزع لخلو الساحة من المخلصين إلا من قلة قليلة قابضــــــة على الجمر..
ماذا يفعل وهو يرى أدعياء الجهاد وهم يتآمرون على هذا الأمل الذي يكاد يعيد له الحياة..
إنه لا يملك إلا أن يستجمع قواه ليقف وقفة شامخة ويصرخ متفائلاً باستعادة حياته قائلاً: إن دولة الإسلام باقيــــــــة..



فإلى إخواني المؤمنين الكرام خصوم دولة العراق الإسلامية مِن مَن زلّت قدمه في ( بعض ) الخصومة أو تناقل بعض الافتراءات والإشاعات أو سمح بها وأشرف عليها ولم ينكرها وشكك في إخوانه أقول:
لقد علِم الناس صدق منهج دولة الإسلام، وعلِموا أن قادتها وجنودها هم أكثر من افتُري عليهم وعُودوا، وشارك في الافتراءات عليهم جهات عديدة جداً، وقد سقط الكثير من أدعياء الجهاد المتاجرين به وبدؤوا يفضحون أنفسهم بأنفسهم، " وَلا يَحِيقُ المَكْرُ السَّيئ إِلا بِأَهلِه "، ولقد تمايزت الصفوف جيداً " لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَن حَيَّ عَن بَيِّنَة "، فأقول لكم كلمة وجيزة جداً، أذكركم بقول ربي الرحيم الودود: " يا أَيُّها الذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً . عَسى رَبُّكُم أَن يُكَفِّرَ عَنْكُم سَيِّئاتِكُم وَيُدْخِلَكُم جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِها الأَنْهارُ . يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالذِينَ آمَنُوا مَعَه، نُورُهُم يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِم وَبِأَيْمانِهِم .. " ، أسأل الله تعالى بمنة وجوده وكرمه أن يجعلنا ممن لا يخزيهم ويجعلنا مع ( النبي ) - صلى الله عليه وآله وسلم - والذين آمنوا معه، و أن لا يحرمنا النور معهم ..


تدبّروا قليلاً بالظلم الذي وقع على إخوانكم في دولة الإسلام، أتعلمون الضيق والكرب والبلاء الذي أصيبوا به ! أتعلمون مقدار الهم والغم الذي عاشوه !
أتعلمون الدماء الزكية التي أُريقت ظلماً وعُدواناً والأعراض التي انتُهِكت !
أقول لكم جميعاً: استغفروا الله وتوبوا إليه .. واعلموا بأن صدورنا مفتوحة لكم .. ونحن في شوق إليكم يعلم الله، فنحن منكم وأنتم منا، ومن منا لا يُخطئ ، والأمر لم يتجاوز قنطرته ..
وضَعُوا نصب أعينكم قول ربي سبحانه: " وَِإن تَتَوَلَّوا يَسْتَبْدِل قَوْماً غَيْرَكُم ، ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُم " ..



وإلى إخواني وأحبابي قادة وجنود دولة العراق الإسلامية الشامخة ومناصريها ومحبيها أقول:


اثبتوا فإنكم على الحق .. اثبتوا فإنكم على الحق .. اثبتوا فإنكم على الحق المبين ..


وإياكم ثم إياكم ثم إياكم أن تبدّلوا أو تغيّروا هذا الدين أو تداهنوا فيه، تمسّكوا بحبل الله المتين وكونوا أرحم المسلمين بالمسلمين، وأشدهم على الكفار والمنافقين ..


تمسّكوا بشريعة النبي الكريم سيدنا وحبيبنا محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – وعضّوا عليها بالنواجذ، فلا خيار عندكم سواها، ولا تحكّموا غيرها أو تشركوها بما هو دونها، فهي تعلو ولا يُعلى عليها أبداً ..


وكلها أياماً معدودات .. ثم نلقى الأحبة .. محمداً وآله وصحبه ..


لقد وعدنا النبي الكريم – صلى الله عليه وآله وسلم - بلقياه عند الحوض فقال:" أَلا إِنَّ مَوْعِدَكُم حَوْضِي، عَرضُهُ وَطُولُهُ واحِدٌ وهُوَ كَما بَين أَيلَة ومَكّة، وهو مَسِيرة شَهر فيه مثل النُجوم أبارِيق، شَرابُه أشدُّ بياضاً مِن الفِضة، مَن شَرِب منه مَشْرَباَ لَم يَظْمَأ بَعْدَهُ أبداً ".


ولقد اشتاق إلينا أفضل الخلق وأكملهم وهو أشرف الأنبياء والمرسلين .. نعم لقد اشتاق إلينا وإلى رؤيتنا .. فقال قُبَيل وفاته:" وَددتُ أُنّي لَقَيِتُ إِخْوانِي .. " ..
فهل نستحق كل هذا الشرف العظيم .. يشتاق إلينا ويعِدنا للقياه عند الحوض .. ويصفنا بإخوانه ..


ألم يهدينا الله به .. ألم ينقذنا الله به .. ألم يرحمنا الله به .. ألم يكرمنا الله به ..
فداه أبي وأمي ونفسي وكل الأقربين ..
ولتثكلنا أمهاتنا إن لم ننصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ..


فيا إخواني وأحبابي، أُحذركم وأحذر نفسي – الظالمة المذنبة المقصرة - من أن نُخالف أمر نبينا وحبيبنا وقرة أعيننا صلى الله عليه وآله وسلم، أو أن نُبدّل دينه وشرعه، أو أن نُسوّد وجهه !!!
أو نُحكّم غير شريعة الله عز وجل فيما نملك .. فإن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم - قد قال: " أَلا وَإنّي فَرطُكم عَلى الحَوْضِ أَنظُرُكُم، وإني مُكاثِرٌ بِكُم الأُمَم ، فَلا تُسَوِّدُوا وَجْهِي !! أَلا وَقَد رَأَيْتُمُونِي وَسَمِعْتُم مِنِّي، وَسَتُسأَلُونَ عَنِّي، فَمَن كَذَبَ عَليَّ فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النّارِ، أَلا وَإِنِي مُسْتَنقِذٌ رِجالاً أََو إِنَاثا وَمُسْتَنقذ مِنِّي آخَرُون فَأقُولُ: يا رَبِّ أَصْحابِي ! فَيُقالُ: إِنَّكَ لا تَدْرِي ما أَحْدَثُوا بَعْدَك " ..
ثم يقول لمن أَحدَثَ بعده أو غيّر أو بدّل: " سُحْقَاً سُحْقَاً لِمَن بَدّلَ بَعْدِي " ..


فإياكم أن تبدّلوا أو تتنازلوا عما أنتم فيه من الحقّ، واجعلوا نصب أعينكم رضا الله عز وجل وحده لا شريك له، فإن رضي عنكم فلا يسخط عليكم .. وذلك هو فوز الدنيا والآخرة .. ذلك هو الفوز المُبين ..






أقول ما قرأتُم وأستغفر الله لي ولقادة وجنود دولة العز الشامخة " دولة العراق الإسلامية " ولشيخنا أبي عمر البغدادي.. ولوالديَّ وللمؤمنين والمؤمنات ..


كتبه / أسد الجهاد2
رأس حربة المجاهدين


الاثنين 11 / شعبان / 1429 هـ
الموافق 11 / آب-أغسطس 200

Josif008
13-08-2008, 12:44 PM
2 – لو حدث من بعض الجنود خطأ أو حتى من أحد القادة، فإن ثبت عليهم الخطأ باجتهادهم، فإن الخطأ من طبيعة البشر وهم في وضع حرب تكالبت عليهم الأمم – وكما يُطلق في بعض المصلحات كأنهم يعملون بقانون الطوارئ – وحربهم لا تسمح بتأخير اتخاذ القرارات، ولا يُقارن وضعهم بما يسمّى بقوانين الطوارئ بل أشد وأحلك، فهل تُهّول أخطاؤهم إن حدثت ويُترك أعداؤهم والمتاجرين الأدعياء ويُسكت عنهم ! أو هل تُقارن أخطاؤهم بإجرام أعدائهم، وهل تُذكر عيوبهم وتُوجه السهام ضدهم وتُترك أخطاء عدوهم الأكبر والأعظم الأمريكي ومن حالفه ويُسلم من السهام – التي انتكست علينا - !!



لقد خرج ثمانية من المجاهدين في سَريّة لإحدى المهمات التي وكّلهم بها قائدهم، وفي الطريق تأخر اثنان منهم لأحد الأسباب، وأكمل باقي الستة مسيرتهم لمهمتهم، وكان قائدهم هو سيدي عبد الله بن جحش رضي الله عنه، ثم مرت قافلة لقريش وظنّوا أنهم في اليوم الأخير من جمادى الآخر، وقد دخل اليوم الأول من شهر الله المحرم " رجب " ولم يعلموا بذلك، فاجتهدت السرية وقتلت عمرو بن الحضرمي وأَسَرَت اثنان وفَرّ الرابع وغَنمت العير، فعادوا بما لديهم من غنيمة وأسرى، فبدأت قريش بتشويه المجاهدين في دولة الإسلام الأولى بل كل المسلمين فيها بل قائدهم حيث قالوا: قد استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام !! وسفكوا فيه الدم !! وأخذوا فيه الأموال !! وأسروا فيه الرجال !! ..
فلما قدِم المجاهدون إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال لهم: " ما أمرتُكم بقتالٍ فِي الشَّهْرِ الحَرامِ " !! فوقف العير والأسيرين وأبى أن يأخذ من ذلك شيئاً، فسُقط في أيدي المجاهدين، وظنّوا أنهم قد هَلَكوا !! وعنّفهم إخوانهم من المسلمين فيما صنعوا !!



فماذا كان الضابط الشرعي في مثل هذا الخطأ أو ما شابهه من اجتهاد، حينما أخطأ المجاهدون، وعاتبهم رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلّم - ولم يَقبل فعلهم، وعيّرهم به الكفار والمنافقون ؟؟



لقد جاء التوجيه الرباني من فوق سبع سماوات يُعلمنا ويُوجهنا ويُربّينا بمنهجٍ حسنٍ شامل، فحين تأتي الاتهامات من العدو الصائل أو من الصحوات المرتدة أو الجبهات والفصائل – التجارية - المؤسِسة للجبهات المرتدة أو الجبهات المختلطة بالوطنية المنتنة أو الأحزاب الواضعة أيديها بأيدي المحتل أو بعض المشايخ والدعاة، اتهامات ربما يكون فعلاً لها أصل في الحدوث، فيتهمون دولة الإسلام ( لينتقصوا ) منها ثم تكون ( مآلات ) أفعالهم وأقوالهم طوام على المجاهدين، من استحلال لدمائهم وأموالهم وأعراضهم، يأتي التوجيه الرباني ليحسم هذه المسألة وأمثالها.
فأنزل الله تعالى قرآن يُتلى إلى قيام الساعة، يقول رب العالمين فيه: " يَسْألونَك عَن الشّهرِ الحَرامِ قتالٍ فِيه ؟ قُل قِتالٌ فِيه كَبيرٌ " .



نعم، إن فعلهم خطأ كبير لا يُقرّون عليه .. ولكن .. !! عند إكمال الآية نجد التوجيه بمقارنة وذكر أفعال العدو وإجرامه في حق المؤمنين: " وصَدٌّ عَن سَبيلِ اللهِ ! وكُفرٌ بِه ! والمَسجِدِ الحَرامِ وإخْراجُ أهلِه مِنهُ أكبَرُ عِند اللهِ !! والفِتنَةُ أَكبَرُ مِنَ القَتل !! ولا يَزالونَ يُقاتِلونَكُم حتى يَردّوكُم عَن دينِكُم إن استَطاعُوا.. " ..



الله أكبر ..
إن ثبت أنهم فعلاً أخطئوا فهل نترك كل أخطاء وطوام خصومهم ونتعلق بخطأ إخواننا الذين اجتهدوا فأخطئوا !!
يَرمون دولة العراق الإسلامية بالتشدد والتكفير والغلو واستحلال الدماء المعصومة وباقي تهمهم التي أساسها أصلاً باطل بنوا عليه أحكامهم الجائرة وهي أصلاً تنطبق على خصومها باستحلالهم لدمائهم وقتالهم لهم ووقوفهم مع العدو وغيرها من موبقاتهم، ولا عجب من بث افتراءاتهم، فهم يريدون تحكيم الشرع في كل أمور حياتهم، ونتيجة طبيعية أن تتكالب عليهم الأمم ضد دعوة الأنبياء والمرسلين لتوحيد الله في كل شؤون الحياة بمنهج شامل كامل، وماذا ننتظر من أعدائهم ممن وقف مع المحتل ليصفوهم به إن لم يصفوهم بهكذا أوصاف !!



فالله جل جلاله قد أرشدنا وعلّمنا أن نقطع الطريق على الكفرة والمنافقين من توظيف الحدث لصالحهم، والتنفير من المسلمين والمجاهدين، وأرشدنا إلى نصرة أهل الحق .. فبعدما ذكر أن القتال في الشهر الحرام كبيرة أتبعه في الآية نفسها بالتشنيع على الكفار وما يقومون به من العدوان والصد عن سبيل الله مما هو في جُرمه وشناعته أكبر وأشد من خطأ المجاهدين، بما يقوم به الكفار من صد الناس عن سبيل الله وكفرهم بالله وإخراج المسلمين من المسجد الحرام – والمحافظات العراقية الواحدة تلو الأخرى الآن – والشرك بالله أكبر عند الله من القتل الذي قام به المجاهدون في الشهر الحرام وعيّروهم به !! وجعلوه سبباً للانتقاص منهم والتحريض ضدهم وصدهم عن سبيل الله ..



يقول الشيخ السعدي – رحمه الله –: " ولمّا كانت هذه الآية نازلة بسبب ما حصل لسرية عبد الله بن جحش وقتلهم عمرو بن الحضرمي وأخذهم أموالهم وكان ذلك – على ما قيل – في شهر رجب، عيّرهم المشركون بالقتال في الأشهر الحُرُم ! وكانوا في تعييرهم ظالمين، إذ فيهم من القبائح ما بعضه أعظم مما عيّروا به المسلمين، قال تعالى في بيان ما فيهم: " وصدٌّ عن سبيل الله " أي: صد المشركين من يريد الإيمان بالله وبرسوله وفتنتُهم مَن آمن به، وسعيُهم في ردهم عن دينهم، وكفرُهم الحاصل في الشهر الحرام والبلد الحرام !! الذي هو بمجرده كافٍ في الشر ! فكيف وقد كان - أي فعل المشركين – في شهر حرام وبلد حرام !! .
" وإخراج أهله " أي: أهل المسجد الحرام وهم النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وأصحابه لأنهم أحقّ به من المشركين... فهذه الأمور كل واحد منها " أكبَر مِن القَتل " في الشهر الحرام ! فكيف وقد اجتمعت فيهم – أي في المشركين - ، فعُلم أنهم فَسَقة ظَلَمة في تعييرهم المؤمنين ، ثم أخبر – تعالى – أنهم لن يزالوا يقاتلوا المؤمنين وليس غرضهم في أموالهم وقتلهم إنما غرضهم أن يرجعوهم عن دينهم ويكونوا كفاراً بعد إيمانهم ، حتى يكونوا من أصحاب السعير .. ".



وسيراً على هذه الضابط وهذا المنهج، فقد سُمّي قتال ( المشركين المحاربين ) في الشهر الحرام كبيراً، فكيف بمن يقتل ( مسلماً مجاهداً ) من دولة الإسلام !! أو يبرر لقتله – بما لا يوجب قلته أصلاً - بأن يبهته بقوله أنه من أهل الغلو أو التكفير والجهل !! ولأدنى شبهة ترِد إليه !!!



إن ما حدث من اتهامات من شتى الجهات في بداية الأمر ثم تطور الأمر إلى محاربة الفصائل التجارية المقاومة مع الصحوات مع الشرطة المرتدة لدولة الإسلام وجنودها لهي - بدون أدنى شك - من أهم عوامل تأخر وتعثّر المشروع الجهادي ( في هذه المرحلة ) - حسب ما أراه -، هذه الاتهامات وترويجها كانت سبباً في استمرار لمآسي مسلمي العراق، ومن جهة أخرى يصب ما فعله أولئك المجرمون الحمقى في مصلحة الكافر المعتدي والمنافق المتربص، حيث يفرحون بها ويوظفونها لهم أحسن توظيف في حربهم على الإسلام والمسلمين في العراق وغير العراق ..



أما أن يُفرد مجاهدو دولة العراق الإسلامية بالنقد والرمي بالتهم بالغلو والاستعلاء وحب الرئاسة والجهل واستحلال الدماء المعصومة وغيرها بسبب شبهات وكذبات وهوى وظنون ! ويُترك الكفار المعتدون والمنافقون الخائنون والأدعياء لا يُذكر مكرهم وفضائحهم وعدوانهم وإجرامهم وصدهم عن سبيل الله !!! فهذا الظلم بعينه ! فهو من جانب : منهج جائر متعدّي ينظر بعين واحدة !! ومن جانب آخر: يُسهل الطريق على الكفرة الغزاة والمنافقين معهم في الشماتة بالمجاهدين وحملة راية الدين، ثم ضربهم والتنكيل بهم، والله المستعان على ما يصفون..



يقول سيد قطب – رحمه الله – تعليقاً على الآية السابقة والتي تنطبق على ما نلاقيه في دولة الإسلام وخصومها وأعدائها من الذين وقفوا مع المحتل ضدها من أحزاب وفصائل تجارية مقاومة وشرطة ومن الذين أفتوا ضدها بغباء وحمق فضلّوا وأضلّوا، فسُفِكت دماء المجاهدين الأطهار في دولة الإسلام وانتهكت أعراضهم وأصيبوا بالجراحات العظيمة بسببهم، فيقول – سيد قطب - واصفاً قول الكفار والمنافقين لسَرية سيدي عبد الله بن جحش رضي الله عنه والتي في القصة الآنفة وما رموهم فيها من نقائص:
" لقد كانت كلمات حق يُراد بها باطل، مُجرد ستار يحتمون خلفه لتشويه موقف الجماعة المسلمة، وإظهارها بمظهر المُعتدي، وهم المعتدون ابتداءً !! وهم الذين انتهكوا حرمة الشهر الحرام .. هؤلاء قومٌ طغاةٌ بغاةٌ معتدون ! لا يقيمون للمقدسات وزناً ولا يَتحَرّجون أمام الحُرُمات ، ويدوسون كل ما تواضع المجتمع على احترامه من خلقٍ ودين ، يقِفون دون الحق فيصدون الناس عنه ويفتِنون المؤمنين ويؤذونهم أشد الإيذاء ! ويُخرجونهم من البلد الحرام ! الذي يأمن فيه كل حي حتى الهوام .. ثم بعد ذلك كله يتسترون وراء الشهر الحرام ! ويقيمون الدنيا ويقعدونها باسم المحرمات والمقدسات !! ويرفعون أصواتهم: أنظروا ها هو ذا محمد ومن معه ينتهكون حرمة الشهر الحرام !! .. " ..

إن مجاهدي دولة الإسلام ليسوا معصومين، يُصيبون ويُخطئون، كما قال تعالى عن فعل مجاهدي سرية سيدي عبد الله بن جحش - رضي الله عنه - " قُل قِتالٌ فِيهِ كَبيرٌ "، ولكن الخطأ الأكبر أن يُهدر جهادهم وبلاؤهم وابتلاؤهم في سبيل الله وتنكيلهم في أعداء الله، وتُهوّل أخطاؤهم التي حتى إلى الآن لم تَثبُت أصلاً !! بل الذي ثبت أن مروجي هذه التهم هم أوْلى بها من غيرهم وقد فضَحوا أنفسهم بأنفسهم كما حدث مع جيش المجاهدين وحماس العراق والجيش الإسلامي العميل وغيرهم من فصائل تجارية مقاومة وجبهات التغييرات الوطنية التي أعلنت أنها تريد الحكم بالقوانين الوضعية أي الحكم بغير ما أنزل الله !!!

إن المنهج الرباني والضابط الشرعي يعلمنا أن نقِف دائماً مع فريق المؤمنين، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: " والمؤمن عليه أن يعادي في الله ويوالي في الله، فإن كان هناك مؤمن فعليه أن يواليه وإن ظَلَمَه، فإن الظلم لا يَقطع الموالاة الإيمانية " ..

بل يرشدنا ربنا إلى أكثر من هذا الفعل للتعامل به مع المجاهدين الصادقين كما في القصة السابقة وفي سياق الآيات وكما قال المفسرون بأن الله سبحانه وتعالى قد ( طيّب ) قلوب أولئك المجاهدين المخطئين في سَريّة سيدي عبد الله بن جحش رضي الله عنه في الآية التي بعد الآيات السابقة بقوله تعالى: " إنّ الذينَ آمَنوا وهاجَرُوا وجاهَدوا في سَبِيلِ اللهِ أولئِك يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللهِ واللهُ غفورٌ رَحِيم " .. وهكذا يكون التعامل مع الخطأ إن وقع من المجاهدين الصادقين الساعين لتحكيم شريعة سيد الأولين والآخرين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، بحيث يُنكر عليهم خطؤهم – إن ثبت – ولا يُقرّون عليه ، وفي الوقت نفسه لا يُنسى لهم جهادهم وتضحياتهم وبلاؤهم الحسن وهجرتهم لأهليهم وأوطانهم لنصرة الدين ..

وبهذا يُقطع الطريق على الكفار والمنافقين من أن تتم فرحتهم بأخطاء المجاهدين التي ثبت منها والتي لم يثبت وبُهتوا بها، بأن تُذكر فضائح الكفار ومعاونيهم وصدهم عن سبيل الله وعندئذ لا يستطيعون استغلال الحدث في صالحهم ضد المسلمين..
وفي الوقت نفسه يُمدح المجاهدون - بعد الإنكار عليهم أخطائهم - بذكر مناقبهم ونصرتهم والوقوف بجانبهم والذي له بالغ الأثر في جهادهم وقتالهم لأعداء الله، بل وأكثر من ذلك جاء التوجيه الرباني يعلّمنا أن ( نُطيّب ) قلوب المجاهدين أيضاً – الذين شُتِموا وافتُري عليهم - بعد أن نبين لهم خطأهم، لكي لا تبقى شريعتنا - ومن يذب عنها - وحيدةً بل تبقى نقيةً صافيةً ( كما كانت سابقاً ) – في خير القرون - ليحافظ عليها المجاهدون ( الصادقون ) في دولة الإسلام من الأهواء والانحرافات ..




وإذا الـحـبيــب أتى بـذنــبٍ واحــدٍ ***** جــاءت محاســنه بألـف شـفيـــعٍ




والحمد لله على كل حال ..



3 – إن ثبت الخطأ على بعض الجنود أو حتى بعض القادة وإن عظُم خطؤهم، " فكل ابن آدم خطّاء "، فلا يُنقِص ذلك من قدر الدولة كلها ومنهجها وجهاد أفرادها وتضحياتهم واستشهادهم، بل يُنكَر على المخطئ خطؤه وإن عظُم، ولا يكون خطؤه سبباً في بُغضه أو معاداته أو التحريض عليه والتشهير به بل تبقى منزلته وتبقى نصرته ..



بل يكون إنكارنا بضوابط شرعية وتبقى نصرتنا لهم من غير خذلان لهم فضلاً عن معاونة أعداء الله عليهم ..



قام سيدي المجاهد أسامة بن زيد رضي الله عنهما وهو في قتال وجهاد بقتل المشرك الذي نطق بالشهادة، بحُجّة أنه قالها متعوّذاً من القتل ! فعاتبه النبي الكريم – صلى الله عليه وآله وسلم – عتاباً شديداً جداً، ومع ذلك .. بقي هو ( حبُّ ) رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - !!
وبقيت مكانته عند الرسول لم تتغير ! بل حتى أنه أمّره قُبيل وفاته على الجيش المعروف بجيش " أسامة " وأمر ووصّى بإنفاذ جيشه، بل وجعل معه تحت إمرته سيدي أبو بكر الصديق وسيدي عمر بن الخطاب رضي الله عنهما !!
ولم يُعاديه أو يُبغضه أو يشهّر به ويُحرّض عليه، حاشاه عليه وعلى آله الصلاة والسلام ..



فهذا هو الضابط الشرعي عندنا في التعامل مع أخطاء المجاهدين الصادقين وإن عظُم خطؤهم، فتبقى مكانتهم ويُعالج الخطأ ويُبين ويُعطى كل ذي حقٍ حقه..



وقد قام القائد المجاهد سيدي خالد بن الوليد رضي الله عنه بقتل من أظهر الإسلام من بني جذيمة حينما فهم كلامهم خطأً ! فغضب الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – من فعله بل تبرأ من فعله أمام الله عز وجل ! ولكنه ومع ذلك لم يتبرأ منه، بل لقد أبقاه في قيادة الجيش والعمليات الجهادية المتتالية ، بل بقي في قيادة الجيش إلى عهد سيدي أبو بكر الصديق ثم في عهد سيدي عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ..



فمع عظيم خطئه إلا أنه لا يُلغي مكانته ولا جهاده، فكيف بمن شهّر وحرّض وأظهر العداء بسبب أخطاء ومآخذ على دولة كاملة، دولة الإسلام والمسلمين !!



لقد آن الأوان – بعد سقوط الأدعياء من تجّار الحروب من فصائل تجارية مقاومة ومشايخ وافتضاح أمرهم – أن لا تأخذنا في الله لومة لائم فيهم ، فقد أظهروا لدولة العراق الإسلامية العداء وشهّروا بها وافتروا عليها وطالبوا بحلّها وأعانوا العدو على إضعافها، وكانوا سبباً في استباحة دماء مجاهديها وأعراضهم وأعراض المسلمين !! فحسبنا الله عليهم ونعم الوكيل .. حسبنا الله عليهم ونعم الوكيل ..



يقول الشيخ بن جبرين في أمثالهم الذين أفسدوا ذات البين بين المؤمنين والتي هي الحالقة، وصرفوا الجماهير المسلمة عن إخوانهم في دولة لإسلام وافتروا عليهم:






" أقِلّوا عليهم لا أبا لأبيكمو ***** من اللّوم أو سُدّوا المكان الذي سَدُّوا






متى سددتم ما سدوه؟! متى عملتم مثل أعمالهم؟! متى نفعتم مثل نفعهم؟! متى أثّرتم مثل تأثيرهم؟!
ويحكم ألا تكفون سوءكم، وشركم، وضرركم عن إخوانكم الذين يعتقدون مثل ما تعتقدون، ويدعون إلى الخير، ويدعون إلى الله تعالى؟!





أنتم كالذين قال فيهم أحد العلماء:






متى كنتمو أهلاً لكل فضيلة ***** متى كنتمو حرباً لمن حاد أو كفر






متى دستمو رأس العدو بفيلق ***** وقنبلة أو مدفع يقطع الأثر






تعيبون أشياخاً كراماً أعزةً ***** جهابذةً، نور البصيرة والبصر






فهم بركاتٌ للبلاد وأهلها ***** بهم يدفع اللهُ البلايا عن البشر "




أين هم من هدي القرآن العظيم وهدي الأنبياء والمرسلين وسيد الخلق محمد الأمين – صلى الله عليه وآله وسلّم -، أين هم من الضوابط الشرعية وأين تلك الفصائل التجارية المقاومة التي تدّعي إتباعها للشرع وهي ترى من يسعى لتحكيم الشرع فتحاربه ولا تلتزم بدين ولا خلق، فحسبنا الله عليهم ونعم الوكيل ..



يكفي أن من افترى وشهّر وعادى دولة الإسلام أن الله جل في علاه قد فضحه وأسقطه من أعين العقلاء ! ولم يبقَ – حسب ما أرى – أي ممن حارب الدولة الإسلامية سواء حزب أو فصيل تجاري مقاوم أو جماعة أو هيئة أو منظمة أو شيخ إلا وقد سقط وصغر شأنه .. والعاقبة دائماً وأبداً للمتقين ..




" إِنَّ اللهَ يُدافِعُ عَن الذِينَ آمَنُوا " ..

" وَكَفى بِاللهِ وَلِياً وَكَفى بِاللِه نَصِيراً " ..

لقد سقطوا في شرّ أعمالهم ولسنا شامتين فيهم والعياذ بالله، ولكنها ( السُنن ) ..

فهذا نهج الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، يعادونهم أشد العداء حتى وصف الله تعالى ما يلاقونه بقوله: " حَتّى إِذا اسْتَيْئَسَ الرُسُل ! وظَنّوا أنّهُم قَد كُذِبُوا ! جاءَهُم نَصْرُنا، فنُجّيَ مَن نَشاء، ولا يُرَدُّ بَأسُنا عَن القَومِ المُجرِمِين " ..
حتى يصل الأنبياء إلى مرحلية " استَيْئَسَ " وهي من صيغ المبالغة من هول ما يصادمهم به أعداؤهم، ولكن بعدها يأتي النصر المؤزر فيُنجّي الله من يشاء ويصُبّ بأسه على القوم المجرمين الذين يَصدون عن دعوة الأنبياء لتوحيد الله جل جلاله ولتحكيم شرعه في الحياة كلها ..

والحمد لله ثم الحمد لله ..





:: أيّهما الأحَقُّ بِالأمْن ؟؟ دَوْلَة العِراق الإسْلامِية أَم خُصُومها !! ::





كل الشعوب والأمم والدول وفي كل الأزمنة تسعى لتحقيق الأمن عندها، وإن العالم بقيادة أمريكا أصبح اليوم أقل أمناً، والحزب الديمقراطي الذي يزعم في برنامجه حفظ الأمن أكثر غيره والذي سيأخذ تركه مُهلكة من سابِقه المهزوم، سيحلم بعدها بالأمن أكثر مما يحلمون به الآن ..
ووالله لنجعلنّهم أتعس شعوب الأرض وأكثرها فقداً للأمن بعون العزيز الجبّار !!



إن العالم الغربي بقيادة أمريكا في حربنا كان يعيش في رفاهية وسعة وبحبوحة من التقدم المادي، وقمة التطور في شتى مجالات الحياة، لكنه اليوم يعيش في الحضيض بفقد الأمن، ويعيش حالة من الخوف والرعب والقلق ويسيطر ذلك على جميع نواحي الحياة عندهم ..
فلم تحقق لهم الرفاهية الأمن، فالأمن لا يأتي من غير الإيمان وهما متلازمان ..



يقول الحق تبارك وتعالى: " وَلَو أَنَّ أَهْلّ القُرى آمَنُوا واتَّقَوا لَفَتَحْنا عَلَيْهِم بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأرْضِ وَلكِن كَذّبُوا فَأَخَذْناهُم بِما كانُوا يَكْسِبُون " ، ويقول أيضاً: " وَأَلَّو اسْتَقامُوا عَلى الطَّرِيقةِ لأَسْقيْناهُم ماءً غَدَقاً " ، فلا أمن ولا رخاء ولا سعادة ولا طمأنينة إلا بالإيمان بالله وحده وتحكيم شرعه ..
ويقول الحق تبارك وتعالى يصف أسباب إرسال الخوف على الأمم " وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانَت آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأتِيها رِزْقُها رَغَداً مِن كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَت بِأَنْعُم اللهِ فَأَذاقَها اللهُ لِباسَ الخَوْفِ وَالجُوعِ بِما كانُوا يَصْنَعُون " ..



لقد تداعت الأمم على دولة العراق الإسلامية كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، الدول عظمى، الاستخبارات العالمية، المنظمات الدولية ومراكز البحوث، أجهزة الإعلام العالمية كلها - باستثناء أهل الخير والصلاح في شبكات الإنترنت الجهادية -، أحدث الطائرات الحربية، الأقمار الصناعية، صواريخ قنابل دبابات، دول الجوار، الصحوات والجيش والشرطة، مشايخ وفصائل تجارية مقاومة، وغيرها الكثير الكثير رموها بقوس واحدة وحسبنا الله ونعم الوكيل ..



بمقاييس الدنيا الدنية الصرفة لا يمكن أن تصمد هذه الدولة الإسلامية ولا أسبوع واحد أمام كل أولئك المجرمين، وليس لها أي أمن ولا أمان !!




ولكنها باقية !!



يقول ربي تبارك وتعالى: " الذِينَ قَالَ لَهُم الناسُ إنّ النّاسَ قَد جَمَعُوا لَكُم فَاخشَوهُم !! فَزادَهُم إيماناً وَقالُوا حَسْبُنا اللهُ ونِعمَ الوَكِيل " ..
نعم .. زادهم إيماناً ولم يزدهم خوفاً ولا هلعاً ..
إن العلاقة بين الأمن والإيمان جاءت واضحة جلية في كتاب الله عز وجل خالق كل شيء، وفي سنة رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم معلّم البشرية جمعاء ..



فبداية طمأنينة القلب لن يحصل عليها أعداء الله بل يحصل عليها الذين آمنوا وحدهم ولو استعان الأدعياء – التجّار - بكل من يستطيعونه فلن يحقق لهم ذلك، يقول ربي سبحانه: " الذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكرِ اللهِ ، أَلا بِذِكرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوب " ..



ويحصل انشراح الصدر وزوال الضيق لمن أسلم وجهه لله وحده لا وطنية ولا قومية ولا حزبية بل إسلامية " أَفَمَن شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِن رَبِّهِ "، أما الطرف الآخر المحارب لدعوة الأنبياء والرسل " فَوَيْلٌ لِلقاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِن ذِكرِ اللهِ ، أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ " ..



ويُنزل الله جل جلاله السكينة على قلوبهم فيزول القلق ويزدادوا إيماناً وعبادة لله وابتعاداً عن المعاصي " هُوَ الذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ المُؤمِنِينَ لِيَزدادوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِم " ..



فينعموا بالأمن والطمأنينة، فإن ثبتت دولتهم وحكموا بما أنزل الله وحده من غير إي قوانين وضعية فهنالك الأمن الذي لن يوجد عند غيرهم في الأرض كلها بإذن الله العزيز الحكيم ..
يقول الحق تبارك وتعالى: " الذِينَ آمَنُوا وَلَم يَلْبِسُوا إِيمانَهُم بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُم الأَمْنُ وَهُم مُهْتَدُون " ..



فماذا يخيفنا من أعدائنا الحقراء الأذلاء !! أهو الاعتقال والسجن والتعذيب والتحقيق !! خسئوا وخابوا بل يزيدنا قوة وثباتاً على الدين ما دمنا ننصر دين الله ابتغاء مرضاته ..
أم يخيفنا القتل والتشريد والمطاردة !! وما أحلى الأذية في سبيل نصرة دين الله جل جلاله ..



فنحن في أمن لن يحصل عليه الأمريكان وحلفاؤهم ومن يسير في مشروعهم ..
فمن أحق بالأمن هل دولة الإسلام أم خصومها ؟!!
يقول ربي سبحانه: " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " ..
فهذه الحياة التي يشعر بها قادة وجنود دولة العراق الإسلامية وسيشعر بها – بإذن الله - كل من هو تحت سلطانها أدام الله عزها ..



أما أعداء دولة الإسلام من الأمريكان ومن والاهم وسار في ركبهم فهم أبعد الناس عن الأمن والطمأنينة والسكينة، يقول ربي سبحانه: " وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا "، ويقول: " وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ " ..



أما الصحوات والفصائل التجارية المقاومة ومن أفتى لهم فهم بعيدون عن الراحة والطمأنينة أيضاً، ففرق بين من يبتغي رضا الله وبين من يريد أن يرضي أطراف متعددة !!
يقول الرسول الكريم – صلى الله عليه وآله وسلم -: " مَن التَمَسَ رِضا الله بِسَخَطِ الناسِ ، رَضِي اللهُ عَنه ،وأَرضى عَنه النّاس، وَمَن التَمَس رِضا النّاس ِبِسَخَطِِ الله ، سَخِطَ اللهُ عَليهِ ، وَأسْخَطَ عَلَيْهِ النّاس " ..
فمن يرضى الله عنه لا يشعر بالخوف ولا بفقدان الأمن ..



وإني - أنا العبد الفقير إلى الله المُعتز بدينه - أُشهِد الله وأُشهِد حملة عَرشِه وملائكته وجميع خلقه إني راضٍ عن دولة العراق الإسلامية وقادتها وجنودها وجهادها ..

فدولة الإسلام أحق بالأمن من خصومها أعداء الله تبارك وتعالى، أما وقد قامت الحرب بين الفسطاطين، فنحن قد ازددنا امانا وعدونا ازداد رعباً وخوفاً وعدم طمأنينة !!

وأضرب مثالاً على الفرق بيننا وبينهم، فبعد أحداث الثلاثاء الرائع المبارك بضرب أمريكا بأربع طائرات، عاشت أمريكا إلى يومنا هذا في رعب وخوف وهلع لم تنتهي ولن ينتهي بإذن الله، ولمن يعرف من يعمل في مجال الطيران أن يسأله ما الذي تغيّر في الإجراءات منذ تلك الأحداث المباركة فسيجد عجباً عجاباً !!

وفي مثالنا هنا تشير إحدى الدراسات الأمريكية – والتي يخفون الكثير من الحقيقة فيها كعادة المنهزمين في الكذب – لحساب " الجمعية الأمريكية للطب النفسي " إلى أن ما بين ستة جنود من بين كل عشرة ذهبوا للعراق وأفغانستان يعانون من " ضغوط نفسية مؤلمة "، وهؤلاء الذين ذهبوا للعلاج – بحسب الدراسة – وأن معظم من يعاني من تلك الضغوط يحاول إخفاؤها وبعضهم لم يذهب للعلاج خوفاً من الفضيحة فلم يصنّف ضمن الستة من بين كل عشرة علوج حمقى منهزمون حاولوا محاربتكم يا دولة الإسلام ..

يقول الله سبحانه وتعالى: " سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ " ..
ويقول أيضاً: " وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ، فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا " ..

فمهما حاربوكم فانتم في أمن وهم في رعب وخوف ووجل، يقول النبي – صلى الله عليه وآله وسلم -: "أُعطِيتُ خَمساً لَم يُعطَها أَحدٌ قَبلِي ، نُصِرتُ بِالرُّعب مَسِيرةَ شَهرٍ ، وَجُعِلَت الأرضُ لِي مَسْجِداً وَطَهُوراً .. " ،،
قال بعض شُرّاح الحديث بأن هذا ليس خاصاً بالنبي وحده بل له ولأمته، حيث قال في الحديث " وجُعِلت الأرض لي مسجداً " وهذا الحُكم له ولأمته، وعليه فما قبله مثله أي " نُصِرت بالرّعب " أي له ولأمته إنما كانت الخصوصية بأنه لم يُعطها أحد من الأمم قبله ..
وقد ورد الحديث عند الدارمي بلفظ " ويرعب مِنّا عَدونا مَسِيرَةَ شَهر " ..
وقال السندي في حاشيته على سنن النسائي: " وقد بقي أثر هذه الخاصة في خلفاء أمته ماداموا على حاله " ..
وهذا ما نراه ونلمسه في أعداء دولة الإسلام ..

فاحكموا بشرع الله عز وجل وحده لا شريك له، يقول ربي سبحانه: " الذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُم بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُم الأَمْنُ وَهُم مُهْتَدُون " .. حين نزلت هذه الآية شقّ على الصحابة ما فيها فقالوا " وأيّنا لم يظلِم نفسه " !!
وهم أفضل الناس بعد الأنبياء والرسل وقد خافوا إلا يكون لهم هذا الأمن !! أينا لم يعصِ الله ! أينا لم يرتكب خطيئةً أو ذنباً ! ولكن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – طمأنهم بقوله: " لَيْسَ ذلِك ! وَإِنَّما هُوَ كَما قالَ العَبْدُ الصالِح " يا بُنَيّ لا تُشْرِك باللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلمٌ عَظِيمٌ " .. " ..
فمن ترك الشرك ولم يخلط توحيده به فله الأمن في الدنيا والآخرة ..

وأقول لكل خصوم دولة الإسلام من أمريكا وحلفائها والفصائل التجارية المقاومة التي تسهّل عليها مهمتها والصحوات المرتدة وكل من يقف في وجهها ، ما قال ربي جل في علاه: " فَأَيُّ الفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمنِ إِن كُنْتُم تَعْلَمُون !! الذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُم بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُم الأَمْنُ وَهُم مُهْتَدُون "
إنكم لا تفقدون العزة التي نشعر بها، فالإنسان لا يفقد أبداً شيئاً لم يحصل عليه ..

ويا دولة الإسلام وجنودها .. اثبتوا على دين الله ولا تُداهنوا فيه ولا تتنازلوا عنه، عضوا عليه بالنواجذ، وعلامات تأيد الله عز وجل لكم عديدة، بسبب نصرتكم له ولدينه ولنبيه، وإن عدوّكم لم نعلم أنه يخشى من شيء كخشيته منكم " لأنْتُم أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِنَ اللهِ " ، وهم لا يشتكون ويخافون إلا منكم أنتم دون غيركم من الفصائل، وهذا تأييد من الله عز وجل وعلامة لكم أيها المؤمنون المجاهدون لكي لا تكلّوا أو تملّوا أو تهنوا أو تحزنوا، يقول الرب سبحانه : " إِذْ يُوحِى رَبُّكَ إِلى المَلائِكَةِ أَنِّى مَعَكُم فَثَبِّتُوا الذينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ ‏الذِينَ كَفَرُواالرُّعْبَ " ، وقد ألقى في قلوب أعدائكم الرعب منكم ، وأيدكم بتأييد من عنده ..

ربما لا تستسيغ عقول الغرب وطواغيت الشرق وبعض المغرر بهم والمتفيقهين بأن ثلّة مؤمنة قد أنشأت دولة إسلامية تستطيع أن تقود العراق وتحكمه، وأنا أقول بل تستطيع هذه الدولة في بضع سنين بإذن الله أن تقود العالم الإسلامي كله، وذلك بتمسّكها بمنهج رباني على هدي نبوي شريف، يجعل القائمين عليها أكفّاء لهذه المهمة وأكثر منها، وتفكّروا معي .. هل يُمكن لطفل غلام أن يقود جملاً ؟! إلا إن كان الغلام يحمل من الوعي ما يفقده الجمل !! .




:: كَـلِــمَةٌ أَخِـيرَةٌ ::





ماذا يفعل الإنسان الحُر الذي تتحشرج فيه الأنفاس الأخيرة بالأغلال التي عليه من جاهلية معاصرة تقيّده وهو يرى بزوغ فجر على الأفق بإقامة دولة للإسلام ..
عادت له حياته بمجرد سماعه بها وبرجالاتها الذين باعوا أنفسهم لقيامها لتحرير الناس بتوحيد الله وعبادته وحده وتحكيم ما ارتضاه للناس مما شرعَهُ لهم ومما هو أعلم بما يصلح لهم ..
ماذا يفعل وهو يرى من يعيد له أنفاسه وحياته وقد تآمر عليه القريب الذي يتجهمنا والعدو الذي تملّك أمرنا ..
ماذا يفعل هذا الإنسان وهو يفزع لخلو الساحة من المخلصين إلا من قلة قليلة قابضــــــة على الجمر..
ماذا يفعل وهو يرى أدعياء الجهاد وهم يتآمرون على هذا الأمل الذي يكاد يعيد له الحياة..
إنه لا يملك إلا أن يستجمع قواه ليقف وقفة شامخة ويصرخ متفائلاً باستعادة حياته قائلاً: إن دولة الإسلام باقيــــــــة..




فإلى إخواني المؤمنين الكرام خصوم دولة العراق الإسلامية مِن مَن زلّت قدمه في ( بعض ) الخصومة أو تناقل بعض الافتراءات والإشاعات أو سمح بها وأشرف عليها ولم ينكرها وشكك في إخوانه أقول:
لقد علِم الناس صدق منهج دولة الإسلام، وعلِموا أن قادتها وجنودها هم أكثر من افتُري عليهم وعُودوا، وشارك في الافتراءات عليهم جهات عديدة جداً، وقد سقط الكثير من أدعياء الجهاد المتاجرين به وبدؤوا يفضحون أنفسهم بأنفسهم، " وَلا يَحِيقُ المَكْرُ السَّيئ إِلا بِأَهلِه "، ولقد تمايزت الصفوف جيداً " لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَن حَيَّ عَن بَيِّنَة "، فأقول لكم كلمة وجيزة جداً، أذكركم بقول ربي الرحيم الودود: " يا أَيُّها الذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً . عَسى رَبُّكُم أَن يُكَفِّرَ عَنْكُم سَيِّئاتِكُم وَيُدْخِلَكُم جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِها الأَنْهارُ . يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالذِينَ آمَنُوا مَعَه، نُورُهُم يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِم وَبِأَيْمانِهِم .. " ، أسأل الله تعالى بمنة وجوده وكرمه أن يجعلنا ممن لا يخزيهم ويجعلنا مع ( النبي ) - صلى الله عليه وآله وسلم - والذين آمنوا معه، و أن لا يحرمنا النور معهم ..



تدبّروا قليلاً بالظلم الذي وقع على إخوانكم في دولة الإسلام، أتعلمون الضيق والكرب والبلاء الذي أصيبوا به ! أتعلمون مقدار الهم والغم الذي عاشوه !
أتعلمون الدماء الزكية التي أُريقت ظلماً وعُدواناً والأعراض التي انتُهِكت !
أقول لكم جميعاً: استغفروا الله وتوبوا إليه .. واعلموا بأن صدورنا مفتوحة لكم .. ونحن في شوق إليكم يعلم الله، فنحن منكم وأنتم منا، ومن منا لا يُخطئ ، والأمر لم يتجاوز قنطرته ..
وضَعُوا نصب أعينكم قول ربي سبحانه: " وَِإن تَتَوَلَّوا يَسْتَبْدِل قَوْماً غَيْرَكُم ، ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُم " ..




وإلى إخواني وأحبابي قادة وجنود دولة العراق الإسلامية الشامخة ومناصريها ومحبيها أقول:



اثبتوا فإنكم على الحق .. اثبتوا فإنكم على الحق .. اثبتوا فإنكم على الحق المبين ..



وإياكم ثم إياكم ثم إياكم أن تبدّلوا أو تغيّروا هذا الدين أو تداهنوا فيه، تمسّكوا بحبل الله المتين وكونوا أرحم المسلمين بالمسلمين، وأشدهم على الكفار والمنافقين ..



تمسّكوا بشريعة النبي الكريم سيدنا وحبيبنا محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – وعضّوا عليها بالنواجذ، فلا خيار عندكم سواها، ولا تحكّموا غيرها أو تشركوها بما هو دونها، فهي تعلو ولا يُعلى عليها أبداً ..



وكلها أياماً معدودات .. ثم نلقى الأحبة .. محمداً وآله وصحبه ..



لقد وعدنا النبي الكريم – صلى الله عليه وآله وسلم - بلقياه عند الحوض فقال:" أَلا إِنَّ مَوْعِدَكُم حَوْضِي، عَرضُهُ وَطُولُهُ واحِدٌ وهُوَ كَما بَين أَيلَة ومَكّة، وهو مَسِيرة شَهر فيه مثل النُجوم أبارِيق، شَرابُه أشدُّ بياضاً مِن الفِضة، مَن شَرِب منه مَشْرَباَ لَم يَظْمَأ بَعْدَهُ أبداً ".



ولقد اشتاق إلينا أفضل الخلق وأكملهم وهو أشرف الأنبياء والمرسلين .. نعم لقد اشتاق إلينا وإلى رؤيتنا .. فقال قُبَيل وفاته:" وَددتُ أُنّي لَقَيِتُ إِخْوانِي .. " ..
فهل نستحق كل هذا الشرف العظيم .. يشتاق إلينا ويعِدنا للقياه عند الحوض .. ويصفنا بإخوانه ..



ألم يهدينا الله به .. ألم ينقذنا الله به .. ألم يرحمنا الله به .. ألم يكرمنا الله به ..
فداه أبي وأمي ونفسي وكل الأقربين ..
ولتثكلنا أمهاتنا إن لم ننصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ..



فيا إخواني وأحبابي، أُحذركم وأحذر نفسي – الظالمة المذنبة المقصرة - من أن نُخالف أمر نبينا وحبيبنا وقرة أعيننا صلى الله عليه وآله وسلم، أو أن نُبدّل دينه وشرعه، أو أن نُسوّد وجهه !!!
أو نُحكّم غير شريعة الله عز وجل فيما نملك .. فإن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم - قد قال: " أَلا وَإنّي فَرطُكم عَلى الحَوْضِ أَنظُرُكُم، وإني مُكاثِرٌ بِكُم الأُمَم ، فَلا تُسَوِّدُوا وَجْهِي !! أَلا وَقَد رَأَيْتُمُونِي وَسَمِعْتُم مِنِّي، وَسَتُسأَلُونَ عَنِّي، فَمَن كَذَبَ عَليَّ فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النّارِ، أَلا وَإِنِي مُسْتَنقِذٌ رِجالاً أََو إِنَاثا وَمُسْتَنقذ مِنِّي آخَرُون فَأقُولُ: يا رَبِّ أَصْحابِي ! فَيُقالُ: إِنَّكَ لا تَدْرِي ما أَحْدَثُوا بَعْدَك " ..
ثم يقول لمن أَحدَثَ بعده أو غيّر أو بدّل: " سُحْقَاً سُحْقَاً لِمَن بَدّلَ بَعْدِي " ..



فإياكم أن تبدّلوا أو تتنازلوا عما أنتم فيه من الحقّ، واجعلوا نصب أعينكم رضا الله عز وجل وحده لا شريك له، فإن رضي عنكم فلا يسخط عليكم .. وذلك هو فوز الدنيا والآخرة .. ذلك هو الفوز المُبين ..






أقول ما قرأتُم وأستغفر الله لي ولقادة وجنود دولة العز الشامخة " دولة العراق الإسلامية " ولشيخنا أبي عمر البغدادي.. ولوالديَّ وللمؤمنين والمؤمنات ..



كتبه / أسد الجهاد2
رأس حربة المجاهدين



الاثنين 11 / شعبان / 1429 هـ
الموافق 11 / آب-أغسطس 200

moneeeb
13-08-2008, 05:17 PM
السلام عليكم...

والله لم نجد من شلتكم غير الثرثرة, و يا كثرتها فى كل مكان..
هذا بسبب الفراغ التى انتم فيه, تذبحون اهل السنة و كل من عارضكم ثم تعودون و تثرثرون و تكتبون المقالات ...اى فكر هذا
اى ايمان, تقول انكم تخطئون و تصيبون, و الله نفسى يوم واحد اشوف اصابة و واحدة لعلنا نحسبها لكم....

اهل العراق من السنة كرهوكم لما انتم فيه من قتل و سلب و نهب و غيرة من فساد يستحى لسان اى مسلم بوصفة.... و كل اهل السنة ضدكم غير السذج من اطفالنا يقفون معكم
هذا مثال من كلامكم: " وقد تولّى كِبر هذه الهجمة على دولة الإسلام أمريكا وحلفاؤها من الطواغيت في الدول المجاورة للعراق، "

يعنى كل الدول العربية طواغيت, ربما هذا يعتبر حديث مؤدب لاول مرة.....عادة نرى شتم و سب...

ربما كان هناك سب و شتم فلم اقراء كل المقالات...


اى دولة تتحدث عنها تعيش فى الخفاء و اصحابها مبرقعيين مثل النساء و هم كذلك نساء يستخدمون الاطفال و النساء فى عمليات الانتحار و قاداتها قاعدون يكفرون و يرهبون...

و الحمد لله ان الله لم و لن ينصركم لانكم قوم ظالمين....انتم دولة فقط بالكلام و لن تطول لكم طائلة ما دمتم فى تكفيركم و انتحاركم هذا...


على الاقل حاربو الامريكان يا جبناء. حاربو اسيادكم... و لا خلاص انتهت المسرحية و تم قبض الثمن !!!!

و الاخرة بيننا يحكم فيكم ربى عز و جل بما كنتم تفترون


الله يهيكم و يهدى جميع المسلمين