wissal2
13-09-2008, 08:09 AM
رحلة الايمان من التقليد الى البرهان/ الحلقة (1)
د. فخري مشكور
في ليلة شتائية قارصة البرد كان عماد جالساً يشاهد التلفزيون عندما جاء والده متأخراً ليخبره بأنه يريد ان يفتح معه حديثاً جدياً.
ذهبا معاً الى الغرفة الهادئة المجاورة ليجري بينهما الحديث التالي:
- اتعلم يا ولدي لماذا طلبت الجلوس معك في هذه الليلة؟
- لا يا والدي, ولكني أأنس بحديثك أو بالحديث معك.
- لقد كنت منذ مرة اعد لهذا اللقاء بل لسلسة لقاءات, هذا اولها.
- منذ متى؟
- منذ بلوغك سن الرشد قبل عام تقريباً... لقد كنت مشغولاً باعداد برنامج خاص لك.
- وأي برنامج هذا؟ وما علاقة الامر بالبلوغ؟
- البلوغ هو الحد الفاصل يا ولدي بين الطفولة والرجولة, بين اللعب والجد, بين الحرية المطلقة والتكليف الذي هو المسؤولية. وبرنامجي هو الدخول معك في سلسلة أحاديث حول الدين, حول العقيدة, حول الايمان حول الحياة والانسان والمجتمع والكون, وأشياء أخرى كثيرة, لابد من أن تكون عنها نظرة صائبة, وتحدد منها موقفاً عقلياً أولاً, ثم موقفاً عملياً يتناسب مع المرحلة, التي دخلت فيها وهي مرحلة البلوغ والتكليف, أو سن الرشد.
- شكراً يا والدي على هذه الثقة التي تمنحها لي.
- هذه الثقة يا ولدي هي قبل ذلك ثقة الله بك, فلو لم يجدك أهلاً للتكليف لما كلفك. ان التكليف هو تكريم, فالله تعالى قد كرمك اذ كلفك, الا ترى ان الله تعالى لم يكلف غير الانسان من مخلوقاته؟
- فعلاً يا والدي, كلامك هذا جعلني اشعر بالفخر, ةزاد من حبي لله تعالى. لأنه كلفني. أرجوا أن أكون عبداً صالحاً يحب الله ويطيعه.
- أحسنت يا ولدي! فالعبد الصالح يحب الله ويطيعه. والحب والطاعة أمران متلازمان. والشاعر يقول: "ان المحب لمن يحب مطيع".
- يبدو لي يا ابي ان الذين يعصون الله انما يفعلون ذلك, لأن قلوبهم خاوية من حبه سبحانه.
- بالضبط, بل ان بعض ضعاف الايمان لا يستشعرون حب الله. وان ادوا واجباتهم الدينية فأنهم يؤدونها بدون رغبة, واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى.
- لقد قرأت أمس في القرأن:
"ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله"
- وماذا تستوحي من هذه الاية؟
- استوحي منها ان بين المؤمن وربه حباً متبادلا.
- والحب يدعو للطاعة, وتحمل المشاق من أجل الحبيب أليس كذلك؟
- لقد أعجبني الدعاء الذي قرأته أمي البارحة في الصحيفة السجادية, وأنا الان احاول أن أحفظه.
- أي دعاء يا ولدي؟
- الدعاء الذي جاء فيه: (أسألك حبك وحب من يحبك, وحب كل عمل يوصلني الى قربك, وأن تكون أحب الي مما سواك, وأن تجعل حبي اياك قائداً الى رضوانك, وشوقي اليك ذائداً عن عصيانك).
- هذا الدعاء ايضاً يلقي ضوءاً على العلاقة بين الحب والطاعة.
- ولكن يا أبي, كيف يمكن أن نوجد حب الله في قلوبنا؟
- الجواب بسيط.. بمعرفته, اذا عرفت الله حق معرفته, أحببته حباً جما.
- فالخطوة الاولى اذن هي نعرفة الله.
- (أول الدين معرفته) كما في نهج البلاغة.
- معلافة الله اول الدين, ومعلافة الله مقدمة لحبه, اذن معرفة الله مقدمة للدين ومقدمة لحبه. هذه معادلة رياضية يا والدي أو ما يشبه المعادلة الرياضية.
- كيف؟
- في الرياضيات توجد عملية الاستعاضة في التعامل مع المعادلات.
- نعم, نعم ذكرتني بالاستعاضة.
عندما نطبقها هنا نقول:
المعرفة = الدين
المعرفة = الحب
بالاستعاضة يصبح الدين هو الحب أليس كذلك يا أبي؟
- وهذا عين الذي قاله الامام الصادق.
- وماذا قال؟!
- قال (وهو الدين الا الحب)؟ والحب اجمل شيء في الدنيا يا ولدي!
- الله اكبر... لقد أصبحت يا أبي تتحدث بلغة الشباب.
- لغة المراهقين.. أليس كذلك؟
- لقد ترددت خجلا – يا أبي – أن أقول لك ذلك.
- نعم, تحدثت معك بلغة المراهقين, فقد أمرنا رسول الله أن نكلم الناس على قدر عقولهم, والله تعالى أرسل كل رسول بلسان قومه, فلماذا لا أتحدث مع المراهقين بلغتهم؟
- فعلا يا ابي, فما لم يسمع الانسان حديثاً بلغته, فأنه لا يفهمه ولا يتفاعل معه. لقد أهداني أحد المعلمين كتاباً دينياً, عانيت اشد المعاناة في قراءته, ثم تركته, لأنه كان يتحدث بلغة شيوخ عاشوا عصراً سابقاً, لا علاقة له بما نعيشه نحن اليوم.
- وهذا هو السبب في اعراض بعض الشباب عن الدين, لانهم لا يجدون من يعرض لهم الدين باللغة التي يفهومنها. ففي عصرنا هذا, عصر الكمبيوتر والانترنت, لا يمكن لأن نقدم الاسلام من خلال الطبعات الحجرية للكتب الكلامية.
- ما أجمل حديثك يا أبي! لقد ازددت حباً لك, وازددت حباً وشكراً لله الذي اعطاني هكذا اب.
- وأنا ازددت حباً لله الذي اعطاني هكذا ولد.
- الحمد لله.
- له الحمد والشكر
- لقد ابتعدنا يا ابي عن الموضوع.
- بل قد وصلنا الى صلب الموضوع. وصلنا الى الحب, فحبي لك, وحبي لله هو الذي دفعني للحديث معك حول الدين والحياة والله والانسان والدنيا والاخرة.. أريد ان اقوم معك بمراجعة شاملة لكل الافكار المتعلقة بالدين, وذلك بعد بلوغك سن الرشد.
- ولكنك يا أبي علمتنا فيما مضى من السنين جل أمور ديننا, وشرحت لنا الكثير من مسائل العقيدة, وبينت لنا أصول الدين وفروعه, ورسمت لنا طريق الهداية. فهل ترى في ايماني نقصاً؟ أم في سلوكي اعوجاجاً؟
- المسألة ليست مسألة نقص في الايمان, أو اعوجاج في السلوك يا ولدي... انها شيء اخر مختلف تماماً, وخطير جداً واني اريدك ان تهيء نفسك, وتجمع شجاعتك, لتطلع عليه من دون أن تصاب بصدمة.
- خيراً يا ابي, ما هو هذا الامر الخطير الذي ينبغي أن اعرفه بعد بلوغي سن الرشد؟!
- أردت يا ولدي أن أقول لك: ان كل الذي تعلمته مني حول الدين كان خطأ.
- ماذا تقول؟َ!
- كما قلت لك, كل ما سمعته مني حول الدين كان خطأ في خطأ.
- أبي... ماذا... ماذا تقول؟َ! أي جانب من الدين؟ خطأ؟ الأحكام؟ العقيدة؟ الأخلاق؟! أرجوك... أفصح يا ابي.
- أقصد ان اساس الدين.. العقيدة, الايمان بالله, الاخرة, الانبياء والرسل... كل ما تعلمته في شؤون العقيدة كان خطأ.
- استغفر الله يا ابي.. ماذا دهاك؟ عفواً يا ابي عفواً اذا اسأت الادب. كيف يكون الايمان بالله واليوم الاخر والكتب والرسل خطأ؟ انني لا اصدق ما أسمع.
- سأجيبك عن سؤالك غداً.
- أرجوك يا ابي افصح عن قصدك, لقد ألقيت بذرة الشك في عقلي, فكيف تتركني هكذا؟ كيف سأصلي اذن وأنا في شك؟
- ومن طلب منك أن تصلي؟
- ألست أنت الذي طلبت مني أن أقيم الصلاة وأصبر عليها؟
- ان صلاتك هذه باطلة؟
- باطلة؟! سبحان الله.. اذن هل أترك الصلاة؟
- ذلك لك ان شئت صليت, وان شئت تركت الصلاة.
- عجيب... انني أكاد أجن, ابي يأمرني بترك الصلاة.. أبي الذي علمني الصلاة يأمرني بتركها!
- لم امرك بتركها يا ولدي, قلت لك: ذلك لك ان شئت صليت وان شئت تركت.
- وهذا ايضاً أمر عجيب.. ألم تعلمنا أن الصلاة عمود الدين, وأن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة هو الصلاة, وأن الله تعالى يقول: (وأقم الصلاة لذكري؟)
- قلت لك: ان كل ما تعلمته مني قبل البلوغ كان خطأ.
- حرام عليك هذا الكلام يا أبي!
- وما معنى حرام؟
- معنى حرام؟! معناه أن ذلك لا يرضي الله.
- الله!؟ ومن هو الله؟
- يا الهي.. سأجن. سأجن.!!
- لا تجن.. ولماذا تجن؟ سألتك سؤلاً أجب عنه أو قل: لا اعرف.
- انك تسألني: ومن هو الله؟
- وما العيب في هذا السؤال؟
- أرجوك يا والدي.. ما الذي حصل؟ أصحيح أنك أنت الذي تتحدث بهذا الحديث؟ أنت أبي تقول هذا الكلام؟.
- نعم, أنا أبوك أقول هذا الكلام. وان لم أقله فلست بأبيك.
- يا الهي: ماذا جرى يا أبي؟!
- غداً سنكمل الحديث, قم لتنام, أستودعك الله, تصبح على خير.
*التكملة في الحلقة القادمة
د. فخري مشكور
في ليلة شتائية قارصة البرد كان عماد جالساً يشاهد التلفزيون عندما جاء والده متأخراً ليخبره بأنه يريد ان يفتح معه حديثاً جدياً.
ذهبا معاً الى الغرفة الهادئة المجاورة ليجري بينهما الحديث التالي:
- اتعلم يا ولدي لماذا طلبت الجلوس معك في هذه الليلة؟
- لا يا والدي, ولكني أأنس بحديثك أو بالحديث معك.
- لقد كنت منذ مرة اعد لهذا اللقاء بل لسلسة لقاءات, هذا اولها.
- منذ متى؟
- منذ بلوغك سن الرشد قبل عام تقريباً... لقد كنت مشغولاً باعداد برنامج خاص لك.
- وأي برنامج هذا؟ وما علاقة الامر بالبلوغ؟
- البلوغ هو الحد الفاصل يا ولدي بين الطفولة والرجولة, بين اللعب والجد, بين الحرية المطلقة والتكليف الذي هو المسؤولية. وبرنامجي هو الدخول معك في سلسلة أحاديث حول الدين, حول العقيدة, حول الايمان حول الحياة والانسان والمجتمع والكون, وأشياء أخرى كثيرة, لابد من أن تكون عنها نظرة صائبة, وتحدد منها موقفاً عقلياً أولاً, ثم موقفاً عملياً يتناسب مع المرحلة, التي دخلت فيها وهي مرحلة البلوغ والتكليف, أو سن الرشد.
- شكراً يا والدي على هذه الثقة التي تمنحها لي.
- هذه الثقة يا ولدي هي قبل ذلك ثقة الله بك, فلو لم يجدك أهلاً للتكليف لما كلفك. ان التكليف هو تكريم, فالله تعالى قد كرمك اذ كلفك, الا ترى ان الله تعالى لم يكلف غير الانسان من مخلوقاته؟
- فعلاً يا والدي, كلامك هذا جعلني اشعر بالفخر, ةزاد من حبي لله تعالى. لأنه كلفني. أرجوا أن أكون عبداً صالحاً يحب الله ويطيعه.
- أحسنت يا ولدي! فالعبد الصالح يحب الله ويطيعه. والحب والطاعة أمران متلازمان. والشاعر يقول: "ان المحب لمن يحب مطيع".
- يبدو لي يا ابي ان الذين يعصون الله انما يفعلون ذلك, لأن قلوبهم خاوية من حبه سبحانه.
- بالضبط, بل ان بعض ضعاف الايمان لا يستشعرون حب الله. وان ادوا واجباتهم الدينية فأنهم يؤدونها بدون رغبة, واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى.
- لقد قرأت أمس في القرأن:
"ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله"
- وماذا تستوحي من هذه الاية؟
- استوحي منها ان بين المؤمن وربه حباً متبادلا.
- والحب يدعو للطاعة, وتحمل المشاق من أجل الحبيب أليس كذلك؟
- لقد أعجبني الدعاء الذي قرأته أمي البارحة في الصحيفة السجادية, وأنا الان احاول أن أحفظه.
- أي دعاء يا ولدي؟
- الدعاء الذي جاء فيه: (أسألك حبك وحب من يحبك, وحب كل عمل يوصلني الى قربك, وأن تكون أحب الي مما سواك, وأن تجعل حبي اياك قائداً الى رضوانك, وشوقي اليك ذائداً عن عصيانك).
- هذا الدعاء ايضاً يلقي ضوءاً على العلاقة بين الحب والطاعة.
- ولكن يا أبي, كيف يمكن أن نوجد حب الله في قلوبنا؟
- الجواب بسيط.. بمعرفته, اذا عرفت الله حق معرفته, أحببته حباً جما.
- فالخطوة الاولى اذن هي نعرفة الله.
- (أول الدين معرفته) كما في نهج البلاغة.
- معلافة الله اول الدين, ومعلافة الله مقدمة لحبه, اذن معرفة الله مقدمة للدين ومقدمة لحبه. هذه معادلة رياضية يا والدي أو ما يشبه المعادلة الرياضية.
- كيف؟
- في الرياضيات توجد عملية الاستعاضة في التعامل مع المعادلات.
- نعم, نعم ذكرتني بالاستعاضة.
عندما نطبقها هنا نقول:
المعرفة = الدين
المعرفة = الحب
بالاستعاضة يصبح الدين هو الحب أليس كذلك يا أبي؟
- وهذا عين الذي قاله الامام الصادق.
- وماذا قال؟!
- قال (وهو الدين الا الحب)؟ والحب اجمل شيء في الدنيا يا ولدي!
- الله اكبر... لقد أصبحت يا أبي تتحدث بلغة الشباب.
- لغة المراهقين.. أليس كذلك؟
- لقد ترددت خجلا – يا أبي – أن أقول لك ذلك.
- نعم, تحدثت معك بلغة المراهقين, فقد أمرنا رسول الله أن نكلم الناس على قدر عقولهم, والله تعالى أرسل كل رسول بلسان قومه, فلماذا لا أتحدث مع المراهقين بلغتهم؟
- فعلا يا ابي, فما لم يسمع الانسان حديثاً بلغته, فأنه لا يفهمه ولا يتفاعل معه. لقد أهداني أحد المعلمين كتاباً دينياً, عانيت اشد المعاناة في قراءته, ثم تركته, لأنه كان يتحدث بلغة شيوخ عاشوا عصراً سابقاً, لا علاقة له بما نعيشه نحن اليوم.
- وهذا هو السبب في اعراض بعض الشباب عن الدين, لانهم لا يجدون من يعرض لهم الدين باللغة التي يفهومنها. ففي عصرنا هذا, عصر الكمبيوتر والانترنت, لا يمكن لأن نقدم الاسلام من خلال الطبعات الحجرية للكتب الكلامية.
- ما أجمل حديثك يا أبي! لقد ازددت حباً لك, وازددت حباً وشكراً لله الذي اعطاني هكذا اب.
- وأنا ازددت حباً لله الذي اعطاني هكذا ولد.
- الحمد لله.
- له الحمد والشكر
- لقد ابتعدنا يا ابي عن الموضوع.
- بل قد وصلنا الى صلب الموضوع. وصلنا الى الحب, فحبي لك, وحبي لله هو الذي دفعني للحديث معك حول الدين والحياة والله والانسان والدنيا والاخرة.. أريد ان اقوم معك بمراجعة شاملة لكل الافكار المتعلقة بالدين, وذلك بعد بلوغك سن الرشد.
- ولكنك يا أبي علمتنا فيما مضى من السنين جل أمور ديننا, وشرحت لنا الكثير من مسائل العقيدة, وبينت لنا أصول الدين وفروعه, ورسمت لنا طريق الهداية. فهل ترى في ايماني نقصاً؟ أم في سلوكي اعوجاجاً؟
- المسألة ليست مسألة نقص في الايمان, أو اعوجاج في السلوك يا ولدي... انها شيء اخر مختلف تماماً, وخطير جداً واني اريدك ان تهيء نفسك, وتجمع شجاعتك, لتطلع عليه من دون أن تصاب بصدمة.
- خيراً يا ابي, ما هو هذا الامر الخطير الذي ينبغي أن اعرفه بعد بلوغي سن الرشد؟!
- أردت يا ولدي أن أقول لك: ان كل الذي تعلمته مني حول الدين كان خطأ.
- ماذا تقول؟َ!
- كما قلت لك, كل ما سمعته مني حول الدين كان خطأ في خطأ.
- أبي... ماذا... ماذا تقول؟َ! أي جانب من الدين؟ خطأ؟ الأحكام؟ العقيدة؟ الأخلاق؟! أرجوك... أفصح يا ابي.
- أقصد ان اساس الدين.. العقيدة, الايمان بالله, الاخرة, الانبياء والرسل... كل ما تعلمته في شؤون العقيدة كان خطأ.
- استغفر الله يا ابي.. ماذا دهاك؟ عفواً يا ابي عفواً اذا اسأت الادب. كيف يكون الايمان بالله واليوم الاخر والكتب والرسل خطأ؟ انني لا اصدق ما أسمع.
- سأجيبك عن سؤالك غداً.
- أرجوك يا ابي افصح عن قصدك, لقد ألقيت بذرة الشك في عقلي, فكيف تتركني هكذا؟ كيف سأصلي اذن وأنا في شك؟
- ومن طلب منك أن تصلي؟
- ألست أنت الذي طلبت مني أن أقيم الصلاة وأصبر عليها؟
- ان صلاتك هذه باطلة؟
- باطلة؟! سبحان الله.. اذن هل أترك الصلاة؟
- ذلك لك ان شئت صليت, وان شئت تركت الصلاة.
- عجيب... انني أكاد أجن, ابي يأمرني بترك الصلاة.. أبي الذي علمني الصلاة يأمرني بتركها!
- لم امرك بتركها يا ولدي, قلت لك: ذلك لك ان شئت صليت وان شئت تركت.
- وهذا ايضاً أمر عجيب.. ألم تعلمنا أن الصلاة عمود الدين, وأن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة هو الصلاة, وأن الله تعالى يقول: (وأقم الصلاة لذكري؟)
- قلت لك: ان كل ما تعلمته مني قبل البلوغ كان خطأ.
- حرام عليك هذا الكلام يا أبي!
- وما معنى حرام؟
- معنى حرام؟! معناه أن ذلك لا يرضي الله.
- الله!؟ ومن هو الله؟
- يا الهي.. سأجن. سأجن.!!
- لا تجن.. ولماذا تجن؟ سألتك سؤلاً أجب عنه أو قل: لا اعرف.
- انك تسألني: ومن هو الله؟
- وما العيب في هذا السؤال؟
- أرجوك يا والدي.. ما الذي حصل؟ أصحيح أنك أنت الذي تتحدث بهذا الحديث؟ أنت أبي تقول هذا الكلام؟.
- نعم, أنا أبوك أقول هذا الكلام. وان لم أقله فلست بأبيك.
- يا الهي: ماذا جرى يا أبي؟!
- غداً سنكمل الحديث, قم لتنام, أستودعك الله, تصبح على خير.
*التكملة في الحلقة القادمة