المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من يبـــــداُ بالســـــــــــــلام؟



jannati
31-10-2008, 01:44 AM
من يبدأ بالسلام ؟


سنة لم يرعها كثير من الناس ، حتى أوشكت على الاندثار . وكان الأجدر بالمسلمين المحافظة عليها تعظيماً للسنة وإحياءً لها .


وإذا كان البعض يعجب باليهود الغربيين ، لما يرى من تقيدهم بما وضعه أربابهم من أنظمة اجتماعية ، وغيرها فإن المسلمين قد ضبطوا بآدابٍ اجتماعية وغيرها ، وهي أتم وأكمل علي وجه ، مما سواها ، إلا أن العيب فيمن تحملها إذ لم يعمل بها بل استنكف عنها ، ورغب إلي غيرها .

وما هذه السنة – سنة من يبدأ بالسلام – إلا دليل صدق وشاهد عدل علي ما يحظى به المسلمون من آدابٍ عالية ، في دقائق الأمور ، بَلْهَ جليلها .



وقد أخرج الترمذي ( 5/62 ) والبخاري في (( الأدب المفرد )) ( 2/460) من حديث فضالة بن عبيد أن رسول اللهr قال :

(( يسلم الفارس على الماشي . والماشي علي القائم .. )) الحديث ([1])

قال الحافظ وإذا حمل القائم علي المستقر كان أعم من أن يكون جالساً ، أو واقفاً ، أو متكئاً ، أو مضطجعاً . ا هـ ([2])



ويسلم القليل علي الكثير :
والحكمة في ذلك : أن للجماعة فضلاً مطرداً في الشرع ، فناسب أن يبدؤا بالسلام .

أو أن الجماعة لو ابتدؤا لخيف علي الواحد الزهو ، فاحتيط له ([3])



ويسلم الصغير علي الكبير:

والحكمة في ذلك مراعاة السن فإنها معتبرة في أمور كثيرة في الشرع .

وإذا عرف هذا الأدب النبوي ، وتبينت حكمه فإن هناك صوراً مشكلة ، أو قد تشكل ، أو لم ينص عليها هذا المقام:

منها : إذا تلاقي ماران : راكبان ، أو ماشيان ، فأيهما يبدأ بالسلام ؟

الصحيح : استواؤهما ، فمن بدأ فهو أفضل . لما روى البخاري في ((الأدب المفرد )) ( 2/458 ) عقيب حديث أبي هريرة (( يسلم الراكب علي الماشي ... )) عن أبي جريج قال : فأخبرني أبو الزبير أنه سمع جابراً يقول : (( المشاشيان إذا اجتمعا فأيهما بدأ بالسلام فهو أفضل ([4])



ومنها إذا تعارض الصغر المعنوي ، والحسي ، كأن يكون الأصغر أعلم مثلاً .

فالذي يظهر اعتبار السن ، لأنه الظاهر كما تقدم الحقيقة على المجاز ([5])

ومنها إذا التقي الكبير والصغير .

فإن كان أحدهما راكباً ، والآخر ماشياً : يبدأ الراكب .

وإن كانا راكبين ، أو ماشيين : بدأ الصغير . قاله ابن رشد ([6])

ومنها : إذا كان المشاة كثير ، والقعود قليلاً فيرجح جانب الماشي ، فيبدأ بالسلام .

وقال في (( الإقناع )): أما إذا وردوا علي قاعدٍ أو قعودٍ فإن الوارد يبدأ مطلقاً . ا هـ . ([7])



قال النووي في (( الأذكار )):

وهذا الأدب هو فيما إذا تلاقى الاثنان في طريق ، أما إذا ورد على قعود أو قاعدٍ فإن الوارد يبدأ بالسلام على كل حال ، سواء كان صغيراً أو كبيراً ، قليلاً أو كثيراً . ا هـ ([8])

وإذا خالف أحد هذا الأدب فسلم الماشي على الراكب ، والكبير علي الصغير ، والكثير على القليل : فلهم أجر إفشاء السلام إن شاء الله ، إلا أن العمل بهذا الحديث أولى طلباً للكمال ، وتحصيلاً للسنة .

قال النووي في (( شرح مسلم )) ([9]) :

وهذا الذي جاء به الحديث ... كله للاستحباب ، فلو عكسوا ، جاز وكان خلاف الأفضل . ا هـ .



قال ابن عبد القوي الحنبلي في منظومته :

وإن سلم المأمور بالرد منهم فقد حصل المسنون ، إذا هو مبتدي

وقد استشكل ابن مفلح هذا البيت ، في (( الآداب )) ([10])

وأجاب السفاريني في ((شرح المنظومة )) ([11]) بأن مراد الناظم : حصل المسنون في الابتداء فقط .

وعلى هذا فإنه لم يحز كمال السنة في البداءة بمن ذكر في الحديث ، فلا . والله أعلم .
[1] - قال الترمذي : حديث حسن صحيح . ا هـ .

[2] - الفتح ( 11/16 ) . .

[3] - المصدر السابق .

[4] - قال ابن حجر بسند صحيح . ا هـ .

[5] - الفتح ( 11/17 ) . .

[6] - الفتح ( 11/17 ) . .

[7] - وعنه السفاريني في غذاء الألباب ( 1/383 ) .

[8] - الأذكار ص 219 .

[9] - (14/141 ) وعنه ابن مفلح في الآداب الشرعية ( 1/418 ) .

[10] - غذاء الألباب (1/383 ) .

[11] - الفتح ( 11/17 ) . .


أحكام السلام

تأليف: الشيخ / عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم

أحْـــــمَـدْ
12-11-2008, 11:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


إنها بالفعل من السنن التي اندثرت في مجتمعاتنا المسلمة ، و أصبحَ من الغريب أن تلقي السلامَ على من لا تعرفُه ، و يتعجَّبُ الناسُ من ذلك

و نبينا الكريم - صلى الله عليه و سلم - الذي علمنا مكارمَ الأخلاق ، بيَّنَ لنا أداب السلام و فضائله

و ما أحوجنا أن نتبع ما جاءَ به - صلى الله عليه و سلم - كي نسدَ و نُفلحَ في الدنيا و الآخرة ، و لا نَحقِرُ من المعروفِ شيئا

جزاكِ اللهُ خيراً أختي الفاضلة الكريمة ، باركَ اللهُ فيكِ و غفرَ لكِ و رضيَ عنكِ


و السلامُ عليكم و رحمة الله و بركاته

jannati
13-11-2008, 11:21 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
واياك اخي احمد
اشكرك على مرورك الطيب..