أبو مسلم وليد برجاس
21-11-2008, 06:20 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
فتح البيت الأبيض .. كتائب الأهوال تسيرعلى الماء .. تصارع الأسود والأفيال ..
القادسية
http://www.imagegratis.com/hosting/uploads/a964900db8.jpg
إعداد الفقير إلى الله أبو مسلم وليد برجاس
صفحة من صفحات المجد , كتبت بحروف من نور، فى أرض الأمجاد والفتوح ؛
في العراق الحبيب، سُطرت أروع صفحات التاريخ , من البذل والفداء لهذا الدين العظيم.
فالقادسية (1)مايزال حديثها *** عبر تضيء بأطيب الألوان .
تحكى مفاخرنا وتذكر مجدنا *** فتجيبها حطين بالمنوال .
صفحات مجد في الخلود سطورها *** دان الرجال لها بغير جدال .
ما أحوجنا معشر المسلمين لمن يعيد بنا الثقة بعد أن لهثت الآمة وراء كل ناعق وتجرعت من الذل الهوان.
أنت تدرى أيها الحيران عنا*** كيف فوق الشمس أزمانا حللنا.
كنا جبالا فى الجبال وربما***سرنا على موج البحار بحارا.
إن أمتنا قد تمرض ولكنها لا تموت, تخبو شعلتها ولكنها لا تنطفىء .
مهلا حماةَ الضَيْمِ إنَّ لِلَيلِنا *** فجرًا سيطْوِي الضَيمُ في أطمارهِ.
كيف وقد قال الله :"كَتَبَ ٱللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِى إِنَّ ٱللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌ [المجادلة:21].
ومن زعم أن النصر لا يتحقق إلا بالمعجزات فقد كذب , بل بالعمل والبذل لهذا الدين والنصر لمن يستحقه
النصر لم ينزل على متخاذل *** والرزق لم يُبعث إلى متواكل.
اهدر بصوتك مجلجلا يصم الآذان.. لنا الفجر الآتى مثلما كان لنا الماضى الزاهر .
يا دجلة هل سجلت على *** شطيك مآثر عزتنا.
أمواجك تروى للدنيا *** وتعيد جوانب سيرتنا.
الكون يزول ولا تمحى*** فى الدهر صحائف سؤددنا.
القادسية أعظم المعارك فى التاريخ
1- القادسية حازت قصب السبق من البطولات التى لا مثيل لها وكانت أعظم أثرا في تاريخ الإنسانية من كل الغزوات في عصرنا الحالي ، وقد كشفت عن معدن (سعد بن أبى وقاص ) النفيس وفرط شجاعته وقد تحالفت الأمراض عليه ومنعته من الركوب بل الجلوس أيضا وأخذ يباشر القتال ويدير المعركة من قصره .
2- لم يلق المسلمون في جميع حروبهم مقاومة أعنف مما لقوا من الفرس في هذه المعركة - باستثناء بلاط الشهداء - ؛ فلقد صبروا صبرا عجيبا وغير معهود منهم ، وأظهروا قدرة قتالية فائقة وأجبروا العرب أن يقاتلوا في هذه المعركة أربعة أيام ..فقد المسلمون خلالها ربع قوتهم !!.
3- ليعرف العالم مآثر سلفنا الصالح و لتعد ثقة الشباب بمن حملوا هذا الدين إلينا وكم تعبوا في إرساء دعائم هذا الدين .
وليعلم أنا أمة لا نعرف لليأس مكانا ولا نفقد فى الله الرجاء.
لاتيأسوا أن تستردوا عزكم *** فلرب مغلوبٍ هوى ثم ارتقى.
وتجشموا للعز كل عظيمةٍ***إني رأيت العز صعبٍ المرتقى.
بشارة نبوية بفتح البيت الأبيض
إنها بشارة الرسول e:" عصبة من أمتي يفتحون البيت الأبيض ؛ بيت كسرى ". رواه مسلم وأحمد
فهلم هلم.. لنفتح تلك الصفحة المشرقة
كَرِّرْ عَليَّ حدِيثَهُم يَا حادِي*** فحدِيثُهُم يَجْلُو الفؤادَ الصَّادِي.
القائد الأعلى بطل القادسية
إنه سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه فاتح المدائن و مطفئ نار المجوسية إلى الأبد , أحد العشرة المبشرين بالجنة قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم " هذا خالي ، فليرني امرؤ خاله "..
هو أول من أراق دما في الإسلام بأبي وأمي كان له سلاحان رمح ودعاؤه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" اللهم استجب له إذا دعاك ".
و لما تجهز الفرس لقتال العرب قال عمر رضى الله عنه : " و الله لأضربن ملوك العجم بملوك العرب "
وأراد عمر أن يقود الجيش بنفسه و لكن أهل المشورة صرفوه.
فقال عمر : فأشيروا على برجل .. ثم قال عمر : وجدته ! قالوا : من ؟ قال :" الأسد عاديا في براثنه سعد بن مالك "خال المصطفى" .
وقفت لك الأبطال تصغي في الورى***ووقفت تخطب بالقنا الخطار .
و الخيل تسمع والكتائب صفقت***وترى الجماجم حرقت بالنار .
اجتمع مع سعد رضى الله عنه ثلاثون ألفا وودعه عمر رضى الله عنه و هو يوصيه بتقوى الله و الإكثار من قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .
ورمت الفرس بكل قوة فها هو القائد الأعلى للجيش الفارسي(رستم) يقود الحرب بنفسه ومعه خيرة قواد الفرس الجالينوس على المقدمة ، و الهرمزان على الميمنة و على الميسرة مهران بن بهرام وعلى الساقة البيرزان وكان الجيش مقداره ( 120 ) ألفا و يتبعها مثلها .
طليحة بن خويلد و شجاعة لا مثيل لها ف التاريخ
يبعثه سعد رضى الله عنه في دورية استكشافية ليأتيه برجل من الفرس فيخترق طليحة صفوف الجيش كالصاعقة و يقتل جماعة من الأبطال الذين يعد الواحد منهم بألف و يأسر أحدهم الذي أخبر عن قوام جيش الفرس أنه 120 ألفا و أسلم الرجل و قاتل مع سعد بعد أن رأى من بطولة طليحة ما لم يره في حياته .
رستم و رؤيا صادقة في المنام
قبل المعركة رأى رستم في منامه أن ملكين نزلا من السماء فختما على سلاح الفرس كله ودفعاه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعه الرسول إلى عمر بن الخطاب ..
ربعى بن عامر طود من الشموخ الإيمانىّ
قدم ربعي ـ رضي الله عنه ـ على فرس قصير ،عليه ثياب صفيقة ، يحمل رمحه، وقلبه ممتلىء بالإيمان والعزة ودخل على رستم والذى ما ترك طريقة فى الإغراء إلا فعلها أمام ربعىّ ، فزين له مجالسه بالنمارق ، وأظهر اللآلئ والياقوت والأحجار الكريمة ، ولم يزل ربعي ـ رضي الله عنه ـ راكبـًا فرسه حتى داست على الديباج والحرير ، ثم نزل عنها وربطها في قطع من الحرير مزقها ،
صرخوا فيه : ضع سلاحك ، فقال : إني لم آتيكم ، وإنما دعوتموني ، فإن تركتموني هكذا وإلا رجعت
فقال رستم : ائذنوا له ، فأقبل ـ رضي الله عنه ـ يتوكأ على رمحه فوق النمارق ، فخرق أكثرها ، فقال له رستم : ما الذي جاء بكم
قال ربعىّ : إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه ، فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه ، ومن أبى قاتلناه أبدًا حتى نفضي إلى موعود الله
فقال رستم وما موعود الله ؟ قال : الجنة لمن مات على قتال من أبى والظفر لمن بقى ، قال رستم : قد سمعت مقالتك ، فهل لكم أن تؤخروا هذا الأمر حتى ننظر فيه وتنظروا ؟ قال : نعم كم أحب إليكم ؟ يومـًا أو يومين ؟ ، قال : لا بل حتى نكاتب أهل رأينا ورؤساء قومنا ، فقال : ما سن لنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن نؤخر الأعداء عند اللقاء أكثر من ثلاث ، فانظر في أمرك وأمرهم واختر واحدة من ثلاث بعد الأجل
قال رستم : أسيدهم أنت ؟ ، قال : لا ، ولكن المسلمون كالجسد الواحد يجير أدناهم على أعلاهم
فاجتمع رستم برؤساء قومه فقال : هل رأيتم قط أعز وأرجح من كلام هذا الرجل ؟ فقالوا : معاذ الله أن تميل إلى شيء من هذا وتدع دينك إلى هذا الكلب ! ، أما ترى من ثيابه ؟
فقال : ويلكم لا تنظروا إلى الثياب ، وانظروا إلى الرأي والكلام والسيرة ، إن العرب يستخفون بالثياب والمأكل ، ويصونون الأحساب .
المغيرة بن شعبة
وبعث سعد رضى الله عنه وفدا من الصحابةمنهم المغيرة بن شعبة لدعوة رستم إلى الله قبل القتال
فقال له رستم : إنكم جيراننا و كنا نحسن إليكم ونكف الأذى عنكم فارجعوا إلى بلادكم ولا نمنعكم تجارتكم.
فقال المغيرة رضى الله عنه : إنما ليس طلبنا الدنيا ، وإنما همنا وطلبنا الآخرة وقد بعث الله إلينا رسولا قال : إنى قد سلطت هذه الطائفة على من لم يدن بدينى فانا منتقم بهم منهم و أجعل لهم الغلبة ماداموا مقتدين به وهو دين الحق لا يرغب عنه أحد إلا ذل ، ولا يعتصم به إلا عز فقال له رستم : فما هو ؟ قال : أما عموده الذى لا يصلح شىء منه إلا به فشهادة ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله و الإقرار بما جاء به من عند الله فقال : ما أحسن هذا !
قال:و أى شىء أيضا ؟ قال : إخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد . قال : وحسن أيضا وأى شىء أيضا ؟ قال : والناس بنو آدم منهم أخوة لأب و أم . قال وحسن أيضا
ثم قال رستم :أرأيت إن دخلنا فى دينكم أترجعون عن بلادنا ؟
قال : إى والله ثم لا نقرب بلادكم إلا لتجارة أو حاجة .
حمله على الكبر قومه
وخرج المغيرة وذاكر رستم رؤساء قومه فى الإسلام فصدوا و ندوا قبحهم الله وحملوه على الكبر
وفى اليوم الثالث دخل عليه المغيرة رضى الله عنه وقال كلاما حسنا جميلا فرد عليه رستم : إنما مثلكم فى دخولكم أرضنا كمثل الذباب رأى عسلا فلما سقط عليه غرق فجعل يطلب الخلاص فلا يجده ، ومثلكم كمثل ثعلب ضعيف دخل جحرا فى كرم فلما رآه صاحب الكرم ضعيفا رحمه فتركه فلما سمن أفسد الكرم فاستعان صاحب الكرم بالغلمان ليخرجوه فما خرج لسمنه فضربه حتى قتله فهكذا تخرجون من بلادنا
ثم أقسم بالشمس لأقتلنكم غدا فرد عليه المغيرة : ستعلم وهم بالانصراف فقال رستم : قد أمرت لكم بكسوة ولأميركم بألف دينار و كسوة و مركوب وتنصرفون عنا فقال المغيرة : بعد أن أوهنا ملككم وضعفنا عزكم فسنأخذ منكم الجزية عن يد و أنتم صاغرون وستصيرون لنا عبيدا على رغمكم !
فاستشاط رستم غضبا , وتهيأ الفريقان للنزال .
استهزاء الفرس بالمسلمين
ورأى الفرس أسلحة المسلمين فقالوا : لا يد لكم ولا قوة ولا سلاح ما جاء بكم ؟ ارجعوا ! فقالوا : ما نحن براجعين فأخذوا يضحكون من نبالنا و يقولون : دوك أى مغازل .
وبعث سعد رضى الله عنه طائفة من أصحابه إلى كسرى يدعونه إلى الله قبل الوقعة ، وخرج أهل البلد ينظرون إلى أشكالهم و أرديتهم و نعالهم وخيولهم الضعيفة و يتعجبون كيف لمثل هؤلاء أن يقهروا جيوش كسرى؟
ودخلوا على يزدجرد الذى استهزئ بهيئاتهم و كان قليل الأدب أحمق وقال لهم : ما الذى أقدمكم هذه البلاد ؟
إنى لا أعلم فى الأرض أمة كانت أشقى ولا أقل عددا ولا أسوأ ذات بين منكم .
فقام المغيرة بن شعبة وقال : إنك قد وصفتنا صفة لم تكن بها عالما أما جوعنا فكنا نأكل الخنافس والحيات و العقارب ونرى ذلك طعامنا و أما المنازل فهى ظهر الأرض ديننا أن يقتل بعضنا بعضا و يبغى بعضنا على بعض و إن كان أحدنا ليدفن ابنته حية كراهية أن تأكل من طعامه فبعث الله إلينا رجلا نعرف نسبه ومولده فدعانا فلم يحبه أحد ثم قذف الله فى قلوبنا تصديقه وقال : من تابعكم على هذا فله مالكم وعليه ما عليكم ومن أبى فأعرضوا عليه الجزية ومن أبى فقاتلوه .
فاختر إن شئت الجزية وأنت صاغر و إن شئت فالسيف أو تسلم فتنحى نفسك .
عاصم بن عمرو يحمل تراب الفرس على عاتقه
فقال يزد جرد : لولا أن الرسل لا تقتل لقتلتك ثم قال إئتونى بوقر من تراب فاحملوه على أشرف هؤلاء !! حتى يخرج من أبيات المدائن ارجعوا إلى صاحبكم فأعلموه أنى مرسل إليه رستم حتى يدفنه وجنده فى خندق القادسية ثم أورده بلادكم لينال منكم أشد مما نالكم من سابور(2)
ثم قال من أشرفكم ؟! فقال عاصم بن عمرو رضى الله عنه : أنا فحملنيه وخرج يحمله على عاتقه ويقول: بشروا الأمير بالظفر ؛ ظفرنا إن شاء الله ودخل على سعد قائلا : أبشر فو الله لقد أعطانا الله مقاليد ملكهم .
ودخل رستم على يزدجرد ، فحكى له فرحا فقال رستم : إنه ليس أحمق و ليس هو بأشرفهم و لكنهم والله ذهبوا بمفاتيح أرضنا !!!
و كان رستم منجما ثم أرسل رجلا وراءهم وقال : إن أدرك التراب فرده تداركنا أمرنا و إن ذهبوا به إلى أميرهم غلبونا على أمرنا و حصل الثانى و استاء الفرس من ملكهم و استحمقوه .
هذا معدن سعدبن أبى وقاص
و يأمر سعد رضى الله عنه بقراءة سورة الجهاد ( الأنفال ) فهشت القلوب وذرفت العيون ونادى منادى سعد فى الجيش : ألا إن الحسد لا يحل إلا على الجهاد فى سبيل الله فتحاسدوا و تغايروا على الجهاد .
وتتحالف الأمراض على سعد فيصاب بعرق النساء و بحبوب ودمامل منعته من الركوب بل والجلوس فاعتلى القصر و أكب من فوقه على وسادة فى صدره يشرف على الناس و أسفل منه فى الميدان ( خالد بن عرفطة ) يرمى إليه من أعلى بالرقاع فيها أمره و نهيه !!
فلك الله أيها الأسد فى براثنه يدير أشرس المعارك و هو منبطح على وجهه و باب داره مفتوح و أقل هجوم لفارس يسقطه فى أيديهم ، دمامله تنبح و تنزف وهو يكبر ويصيح " الزموا مواقفكم لا تحركوا شيئا حتى تصلوا الظهر فإنى مكبر ثلاث تكبيرات فإذا كانت الرابعة فاحملوا وقولوا لا حول ولا قوة إلا بالله .
خلَقَ اللهُ للخُطُوبِ رجالاً *** ورجالاً لقَصْعَةٍ وثَرِيدِ
الخنساء
تقذف بأولادها الأربعة فى معركة واحدة!!
هم أشطار كبدها ،ونياط قلبها ،خرجوا لمعركة القادسية فأوصتهم قائلة :
<FONT size=4>ياَبنِىّ،إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين والله الذى لاإله إلاهو،إنكم لبنو رجل ٍِواحدٍ،كما إنكم بنوامرأة واحدة،ماهجّنت حسبكم،وماغيّرت نسبكم، واعل<B><FONT color=#60751b>
فتح البيت الأبيض .. كتائب الأهوال تسيرعلى الماء .. تصارع الأسود والأفيال ..
القادسية
http://www.imagegratis.com/hosting/uploads/a964900db8.jpg
إعداد الفقير إلى الله أبو مسلم وليد برجاس
صفحة من صفحات المجد , كتبت بحروف من نور، فى أرض الأمجاد والفتوح ؛
في العراق الحبيب، سُطرت أروع صفحات التاريخ , من البذل والفداء لهذا الدين العظيم.
فالقادسية (1)مايزال حديثها *** عبر تضيء بأطيب الألوان .
تحكى مفاخرنا وتذكر مجدنا *** فتجيبها حطين بالمنوال .
صفحات مجد في الخلود سطورها *** دان الرجال لها بغير جدال .
ما أحوجنا معشر المسلمين لمن يعيد بنا الثقة بعد أن لهثت الآمة وراء كل ناعق وتجرعت من الذل الهوان.
أنت تدرى أيها الحيران عنا*** كيف فوق الشمس أزمانا حللنا.
كنا جبالا فى الجبال وربما***سرنا على موج البحار بحارا.
إن أمتنا قد تمرض ولكنها لا تموت, تخبو شعلتها ولكنها لا تنطفىء .
مهلا حماةَ الضَيْمِ إنَّ لِلَيلِنا *** فجرًا سيطْوِي الضَيمُ في أطمارهِ.
كيف وقد قال الله :"كَتَبَ ٱللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِى إِنَّ ٱللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌ [المجادلة:21].
ومن زعم أن النصر لا يتحقق إلا بالمعجزات فقد كذب , بل بالعمل والبذل لهذا الدين والنصر لمن يستحقه
النصر لم ينزل على متخاذل *** والرزق لم يُبعث إلى متواكل.
اهدر بصوتك مجلجلا يصم الآذان.. لنا الفجر الآتى مثلما كان لنا الماضى الزاهر .
يا دجلة هل سجلت على *** شطيك مآثر عزتنا.
أمواجك تروى للدنيا *** وتعيد جوانب سيرتنا.
الكون يزول ولا تمحى*** فى الدهر صحائف سؤددنا.
القادسية أعظم المعارك فى التاريخ
1- القادسية حازت قصب السبق من البطولات التى لا مثيل لها وكانت أعظم أثرا في تاريخ الإنسانية من كل الغزوات في عصرنا الحالي ، وقد كشفت عن معدن (سعد بن أبى وقاص ) النفيس وفرط شجاعته وقد تحالفت الأمراض عليه ومنعته من الركوب بل الجلوس أيضا وأخذ يباشر القتال ويدير المعركة من قصره .
2- لم يلق المسلمون في جميع حروبهم مقاومة أعنف مما لقوا من الفرس في هذه المعركة - باستثناء بلاط الشهداء - ؛ فلقد صبروا صبرا عجيبا وغير معهود منهم ، وأظهروا قدرة قتالية فائقة وأجبروا العرب أن يقاتلوا في هذه المعركة أربعة أيام ..فقد المسلمون خلالها ربع قوتهم !!.
3- ليعرف العالم مآثر سلفنا الصالح و لتعد ثقة الشباب بمن حملوا هذا الدين إلينا وكم تعبوا في إرساء دعائم هذا الدين .
وليعلم أنا أمة لا نعرف لليأس مكانا ولا نفقد فى الله الرجاء.
لاتيأسوا أن تستردوا عزكم *** فلرب مغلوبٍ هوى ثم ارتقى.
وتجشموا للعز كل عظيمةٍ***إني رأيت العز صعبٍ المرتقى.
بشارة نبوية بفتح البيت الأبيض
إنها بشارة الرسول e:" عصبة من أمتي يفتحون البيت الأبيض ؛ بيت كسرى ". رواه مسلم وأحمد
فهلم هلم.. لنفتح تلك الصفحة المشرقة
كَرِّرْ عَليَّ حدِيثَهُم يَا حادِي*** فحدِيثُهُم يَجْلُو الفؤادَ الصَّادِي.
القائد الأعلى بطل القادسية
إنه سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه فاتح المدائن و مطفئ نار المجوسية إلى الأبد , أحد العشرة المبشرين بالجنة قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم " هذا خالي ، فليرني امرؤ خاله "..
هو أول من أراق دما في الإسلام بأبي وأمي كان له سلاحان رمح ودعاؤه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" اللهم استجب له إذا دعاك ".
و لما تجهز الفرس لقتال العرب قال عمر رضى الله عنه : " و الله لأضربن ملوك العجم بملوك العرب "
وأراد عمر أن يقود الجيش بنفسه و لكن أهل المشورة صرفوه.
فقال عمر : فأشيروا على برجل .. ثم قال عمر : وجدته ! قالوا : من ؟ قال :" الأسد عاديا في براثنه سعد بن مالك "خال المصطفى" .
وقفت لك الأبطال تصغي في الورى***ووقفت تخطب بالقنا الخطار .
و الخيل تسمع والكتائب صفقت***وترى الجماجم حرقت بالنار .
اجتمع مع سعد رضى الله عنه ثلاثون ألفا وودعه عمر رضى الله عنه و هو يوصيه بتقوى الله و الإكثار من قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .
ورمت الفرس بكل قوة فها هو القائد الأعلى للجيش الفارسي(رستم) يقود الحرب بنفسه ومعه خيرة قواد الفرس الجالينوس على المقدمة ، و الهرمزان على الميمنة و على الميسرة مهران بن بهرام وعلى الساقة البيرزان وكان الجيش مقداره ( 120 ) ألفا و يتبعها مثلها .
طليحة بن خويلد و شجاعة لا مثيل لها ف التاريخ
يبعثه سعد رضى الله عنه في دورية استكشافية ليأتيه برجل من الفرس فيخترق طليحة صفوف الجيش كالصاعقة و يقتل جماعة من الأبطال الذين يعد الواحد منهم بألف و يأسر أحدهم الذي أخبر عن قوام جيش الفرس أنه 120 ألفا و أسلم الرجل و قاتل مع سعد بعد أن رأى من بطولة طليحة ما لم يره في حياته .
رستم و رؤيا صادقة في المنام
قبل المعركة رأى رستم في منامه أن ملكين نزلا من السماء فختما على سلاح الفرس كله ودفعاه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعه الرسول إلى عمر بن الخطاب ..
ربعى بن عامر طود من الشموخ الإيمانىّ
قدم ربعي ـ رضي الله عنه ـ على فرس قصير ،عليه ثياب صفيقة ، يحمل رمحه، وقلبه ممتلىء بالإيمان والعزة ودخل على رستم والذى ما ترك طريقة فى الإغراء إلا فعلها أمام ربعىّ ، فزين له مجالسه بالنمارق ، وأظهر اللآلئ والياقوت والأحجار الكريمة ، ولم يزل ربعي ـ رضي الله عنه ـ راكبـًا فرسه حتى داست على الديباج والحرير ، ثم نزل عنها وربطها في قطع من الحرير مزقها ،
صرخوا فيه : ضع سلاحك ، فقال : إني لم آتيكم ، وإنما دعوتموني ، فإن تركتموني هكذا وإلا رجعت
فقال رستم : ائذنوا له ، فأقبل ـ رضي الله عنه ـ يتوكأ على رمحه فوق النمارق ، فخرق أكثرها ، فقال له رستم : ما الذي جاء بكم
قال ربعىّ : إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه ، فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه ، ومن أبى قاتلناه أبدًا حتى نفضي إلى موعود الله
فقال رستم وما موعود الله ؟ قال : الجنة لمن مات على قتال من أبى والظفر لمن بقى ، قال رستم : قد سمعت مقالتك ، فهل لكم أن تؤخروا هذا الأمر حتى ننظر فيه وتنظروا ؟ قال : نعم كم أحب إليكم ؟ يومـًا أو يومين ؟ ، قال : لا بل حتى نكاتب أهل رأينا ورؤساء قومنا ، فقال : ما سن لنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن نؤخر الأعداء عند اللقاء أكثر من ثلاث ، فانظر في أمرك وأمرهم واختر واحدة من ثلاث بعد الأجل
قال رستم : أسيدهم أنت ؟ ، قال : لا ، ولكن المسلمون كالجسد الواحد يجير أدناهم على أعلاهم
فاجتمع رستم برؤساء قومه فقال : هل رأيتم قط أعز وأرجح من كلام هذا الرجل ؟ فقالوا : معاذ الله أن تميل إلى شيء من هذا وتدع دينك إلى هذا الكلب ! ، أما ترى من ثيابه ؟
فقال : ويلكم لا تنظروا إلى الثياب ، وانظروا إلى الرأي والكلام والسيرة ، إن العرب يستخفون بالثياب والمأكل ، ويصونون الأحساب .
المغيرة بن شعبة
وبعث سعد رضى الله عنه وفدا من الصحابةمنهم المغيرة بن شعبة لدعوة رستم إلى الله قبل القتال
فقال له رستم : إنكم جيراننا و كنا نحسن إليكم ونكف الأذى عنكم فارجعوا إلى بلادكم ولا نمنعكم تجارتكم.
فقال المغيرة رضى الله عنه : إنما ليس طلبنا الدنيا ، وإنما همنا وطلبنا الآخرة وقد بعث الله إلينا رسولا قال : إنى قد سلطت هذه الطائفة على من لم يدن بدينى فانا منتقم بهم منهم و أجعل لهم الغلبة ماداموا مقتدين به وهو دين الحق لا يرغب عنه أحد إلا ذل ، ولا يعتصم به إلا عز فقال له رستم : فما هو ؟ قال : أما عموده الذى لا يصلح شىء منه إلا به فشهادة ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله و الإقرار بما جاء به من عند الله فقال : ما أحسن هذا !
قال:و أى شىء أيضا ؟ قال : إخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد . قال : وحسن أيضا وأى شىء أيضا ؟ قال : والناس بنو آدم منهم أخوة لأب و أم . قال وحسن أيضا
ثم قال رستم :أرأيت إن دخلنا فى دينكم أترجعون عن بلادنا ؟
قال : إى والله ثم لا نقرب بلادكم إلا لتجارة أو حاجة .
حمله على الكبر قومه
وخرج المغيرة وذاكر رستم رؤساء قومه فى الإسلام فصدوا و ندوا قبحهم الله وحملوه على الكبر
وفى اليوم الثالث دخل عليه المغيرة رضى الله عنه وقال كلاما حسنا جميلا فرد عليه رستم : إنما مثلكم فى دخولكم أرضنا كمثل الذباب رأى عسلا فلما سقط عليه غرق فجعل يطلب الخلاص فلا يجده ، ومثلكم كمثل ثعلب ضعيف دخل جحرا فى كرم فلما رآه صاحب الكرم ضعيفا رحمه فتركه فلما سمن أفسد الكرم فاستعان صاحب الكرم بالغلمان ليخرجوه فما خرج لسمنه فضربه حتى قتله فهكذا تخرجون من بلادنا
ثم أقسم بالشمس لأقتلنكم غدا فرد عليه المغيرة : ستعلم وهم بالانصراف فقال رستم : قد أمرت لكم بكسوة ولأميركم بألف دينار و كسوة و مركوب وتنصرفون عنا فقال المغيرة : بعد أن أوهنا ملككم وضعفنا عزكم فسنأخذ منكم الجزية عن يد و أنتم صاغرون وستصيرون لنا عبيدا على رغمكم !
فاستشاط رستم غضبا , وتهيأ الفريقان للنزال .
استهزاء الفرس بالمسلمين
ورأى الفرس أسلحة المسلمين فقالوا : لا يد لكم ولا قوة ولا سلاح ما جاء بكم ؟ ارجعوا ! فقالوا : ما نحن براجعين فأخذوا يضحكون من نبالنا و يقولون : دوك أى مغازل .
وبعث سعد رضى الله عنه طائفة من أصحابه إلى كسرى يدعونه إلى الله قبل الوقعة ، وخرج أهل البلد ينظرون إلى أشكالهم و أرديتهم و نعالهم وخيولهم الضعيفة و يتعجبون كيف لمثل هؤلاء أن يقهروا جيوش كسرى؟
ودخلوا على يزدجرد الذى استهزئ بهيئاتهم و كان قليل الأدب أحمق وقال لهم : ما الذى أقدمكم هذه البلاد ؟
إنى لا أعلم فى الأرض أمة كانت أشقى ولا أقل عددا ولا أسوأ ذات بين منكم .
فقام المغيرة بن شعبة وقال : إنك قد وصفتنا صفة لم تكن بها عالما أما جوعنا فكنا نأكل الخنافس والحيات و العقارب ونرى ذلك طعامنا و أما المنازل فهى ظهر الأرض ديننا أن يقتل بعضنا بعضا و يبغى بعضنا على بعض و إن كان أحدنا ليدفن ابنته حية كراهية أن تأكل من طعامه فبعث الله إلينا رجلا نعرف نسبه ومولده فدعانا فلم يحبه أحد ثم قذف الله فى قلوبنا تصديقه وقال : من تابعكم على هذا فله مالكم وعليه ما عليكم ومن أبى فأعرضوا عليه الجزية ومن أبى فقاتلوه .
فاختر إن شئت الجزية وأنت صاغر و إن شئت فالسيف أو تسلم فتنحى نفسك .
عاصم بن عمرو يحمل تراب الفرس على عاتقه
فقال يزد جرد : لولا أن الرسل لا تقتل لقتلتك ثم قال إئتونى بوقر من تراب فاحملوه على أشرف هؤلاء !! حتى يخرج من أبيات المدائن ارجعوا إلى صاحبكم فأعلموه أنى مرسل إليه رستم حتى يدفنه وجنده فى خندق القادسية ثم أورده بلادكم لينال منكم أشد مما نالكم من سابور(2)
ثم قال من أشرفكم ؟! فقال عاصم بن عمرو رضى الله عنه : أنا فحملنيه وخرج يحمله على عاتقه ويقول: بشروا الأمير بالظفر ؛ ظفرنا إن شاء الله ودخل على سعد قائلا : أبشر فو الله لقد أعطانا الله مقاليد ملكهم .
ودخل رستم على يزدجرد ، فحكى له فرحا فقال رستم : إنه ليس أحمق و ليس هو بأشرفهم و لكنهم والله ذهبوا بمفاتيح أرضنا !!!
و كان رستم منجما ثم أرسل رجلا وراءهم وقال : إن أدرك التراب فرده تداركنا أمرنا و إن ذهبوا به إلى أميرهم غلبونا على أمرنا و حصل الثانى و استاء الفرس من ملكهم و استحمقوه .
هذا معدن سعدبن أبى وقاص
و يأمر سعد رضى الله عنه بقراءة سورة الجهاد ( الأنفال ) فهشت القلوب وذرفت العيون ونادى منادى سعد فى الجيش : ألا إن الحسد لا يحل إلا على الجهاد فى سبيل الله فتحاسدوا و تغايروا على الجهاد .
وتتحالف الأمراض على سعد فيصاب بعرق النساء و بحبوب ودمامل منعته من الركوب بل والجلوس فاعتلى القصر و أكب من فوقه على وسادة فى صدره يشرف على الناس و أسفل منه فى الميدان ( خالد بن عرفطة ) يرمى إليه من أعلى بالرقاع فيها أمره و نهيه !!
فلك الله أيها الأسد فى براثنه يدير أشرس المعارك و هو منبطح على وجهه و باب داره مفتوح و أقل هجوم لفارس يسقطه فى أيديهم ، دمامله تنبح و تنزف وهو يكبر ويصيح " الزموا مواقفكم لا تحركوا شيئا حتى تصلوا الظهر فإنى مكبر ثلاث تكبيرات فإذا كانت الرابعة فاحملوا وقولوا لا حول ولا قوة إلا بالله .
خلَقَ اللهُ للخُطُوبِ رجالاً *** ورجالاً لقَصْعَةٍ وثَرِيدِ
الخنساء
تقذف بأولادها الأربعة فى معركة واحدة!!
هم أشطار كبدها ،ونياط قلبها ،خرجوا لمعركة القادسية فأوصتهم قائلة :
<FONT size=4>ياَبنِىّ،إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين والله الذى لاإله إلاهو،إنكم لبنو رجل ٍِواحدٍ،كما إنكم بنوامرأة واحدة،ماهجّنت حسبكم،وماغيّرت نسبكم، واعل<B><FONT color=#60751b>