طه الزروق
23-12-2008, 11:51 PM
مادمتَ مصرا على أن يتلقى ابنك المحصون تعليمه الابتدائي بالمدارس العمومية، فلا بأس، فهذا من دواعي سرور الحكومة، أوَ ليست هي راعية الشعب، و أبناء الشعب و رزق الشعب، خاصة هذا الأخير، إذ أنك إذا تلاعبت قليلا بالحروف المركبة لكلمة شعب فإنك ستلمس الحقيقة القائلة: هذا الشعب البشع سيأكل العشب قريبا..
بعد انتظارك الطويل في الطابور حتى يحين دورك لاقتناء اللوازم الدراسية من مكتبة النجباء، و هذا الاسم فأل خير على ولدك النجيب، الطيب إن شاء الله، سيكون عليك بعد ترتيب الأغلفة المتعددة الألوان و الدفاتر المتعددة الأثمان أن تحصي البقشيش الذي مازلت تملكه، لتجد نفسك أصبحت فقيرا كعادتك أيها الفقير من أبناء الشعب، و طبعا أنت لن تبخل على ابنك بهذا البقشيش ليبتاع به منجرة حمراء أو خضراء.. لا يهم فكلاهما رمز للعلم الوطني، و سينجر بها قلمك الأسود الذي تقسم به أجرتك الشهرية بين متطلبات حياة رخيصة لا آمال فيها إلا قول الحمد لله..
و لكن لا تكتئب.. تذكر أن ابنك سيلج عالم النور و الثقافة، خاصة و قد أضيفت اللغة الأمازيغية إلى مقرره الدراسي، سيصير أمازيغيا عما قريب.. آه.. لا تسألني إن كان ابن وزير التعليم سيدرس مع ابنك، هل جننت ؟.. بل سيدري في كندا: علم إدارة الأموال.. إدارتها من جيوب العموم إلى جيوب الخصوص.. و سيصير كنديا و كذا ابنك أمازيغيا.. فافرح يا أخي.. ابنه لن يستطيع مشاهدة أخبار الزوال كاملة.. بل إنه لن يشاهد قناتنا الوطنية إطلاقا.. فطوبى لكما بهذه القناة الرائعة، الخلابة، المشوقة..
و حتى لا تُصدم سأعلمك أن الفصل الدراسي بالمدارس الحكومية مكتظ عن آخرة بأبناء الشعب.. مكتظ حتى الاختناق.. و لكن لا عيب في هذا، فالسعة في القلب.. و قد قيل: تزاحموا تراحموا.. تناقلوا..
و لن أخبرك عن المعلم أو أستاذ التعليم الأولي فهو ليس أفضل حالا منك.. خاصة إذا اطّلعت على برنامجه الأسبوعي لمصاريف العائلة.. سأخبرك به على أساس أنه نكتة.. حتى لا تقول لي "إنك تُبالغ".. فاسمع..
الثلاثاء: يوم القطاني.. الأربعاء: (ما شاط عن القطاني).. الإثنين و الخميس: صيام لوجه الله.. الجمعة: اعتكاف في مساجد الله.. السبت و الأحد: في زيارة الأقارب و الأحباب... مع احترامي للأساتذة، فهذا ما أخبرني به ابن أحدهم..
هذا هو حال إصلاح التعليم ببلادنا.. إلا أننا نفتخر بهؤلاء الفقراء الذين بلغوا قمم العلم و شوامخ المجتمع على الرغم مما عانوه من الحرمان و الاستضعاف.. و لكن، هل سيضطر الأجيال الحالية و القادمة إلى اجتياز نفس المراحل لا لشيء إلا لأنهم أبناء الشعب ؟..
بعد انتظارك الطويل في الطابور حتى يحين دورك لاقتناء اللوازم الدراسية من مكتبة النجباء، و هذا الاسم فأل خير على ولدك النجيب، الطيب إن شاء الله، سيكون عليك بعد ترتيب الأغلفة المتعددة الألوان و الدفاتر المتعددة الأثمان أن تحصي البقشيش الذي مازلت تملكه، لتجد نفسك أصبحت فقيرا كعادتك أيها الفقير من أبناء الشعب، و طبعا أنت لن تبخل على ابنك بهذا البقشيش ليبتاع به منجرة حمراء أو خضراء.. لا يهم فكلاهما رمز للعلم الوطني، و سينجر بها قلمك الأسود الذي تقسم به أجرتك الشهرية بين متطلبات حياة رخيصة لا آمال فيها إلا قول الحمد لله..
و لكن لا تكتئب.. تذكر أن ابنك سيلج عالم النور و الثقافة، خاصة و قد أضيفت اللغة الأمازيغية إلى مقرره الدراسي، سيصير أمازيغيا عما قريب.. آه.. لا تسألني إن كان ابن وزير التعليم سيدرس مع ابنك، هل جننت ؟.. بل سيدري في كندا: علم إدارة الأموال.. إدارتها من جيوب العموم إلى جيوب الخصوص.. و سيصير كنديا و كذا ابنك أمازيغيا.. فافرح يا أخي.. ابنه لن يستطيع مشاهدة أخبار الزوال كاملة.. بل إنه لن يشاهد قناتنا الوطنية إطلاقا.. فطوبى لكما بهذه القناة الرائعة، الخلابة، المشوقة..
و حتى لا تُصدم سأعلمك أن الفصل الدراسي بالمدارس الحكومية مكتظ عن آخرة بأبناء الشعب.. مكتظ حتى الاختناق.. و لكن لا عيب في هذا، فالسعة في القلب.. و قد قيل: تزاحموا تراحموا.. تناقلوا..
و لن أخبرك عن المعلم أو أستاذ التعليم الأولي فهو ليس أفضل حالا منك.. خاصة إذا اطّلعت على برنامجه الأسبوعي لمصاريف العائلة.. سأخبرك به على أساس أنه نكتة.. حتى لا تقول لي "إنك تُبالغ".. فاسمع..
الثلاثاء: يوم القطاني.. الأربعاء: (ما شاط عن القطاني).. الإثنين و الخميس: صيام لوجه الله.. الجمعة: اعتكاف في مساجد الله.. السبت و الأحد: في زيارة الأقارب و الأحباب... مع احترامي للأساتذة، فهذا ما أخبرني به ابن أحدهم..
هذا هو حال إصلاح التعليم ببلادنا.. إلا أننا نفتخر بهؤلاء الفقراء الذين بلغوا قمم العلم و شوامخ المجتمع على الرغم مما عانوه من الحرمان و الاستضعاف.. و لكن، هل سيضطر الأجيال الحالية و القادمة إلى اجتياز نفس المراحل لا لشيء إلا لأنهم أبناء الشعب ؟..