السلام عليكم..
أين الجديد يا طه.. أنتظره فوق الجمر.. أقصد بأحر من الجمر.
سأدرج هنا نصي القديم الذي كتبته ردا على نصك هذا..
ملاحظة تافهة.. هذا ليس مكان المقالات سأحمله إلى المنتدى العام.. أول منتدى بالصفحة الرئيسية..
أكرمك الله..
------------------------------------
الشعب البشع الذي يأكل العشب بلا شبع !
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة من الله و بركاته.. و الحمد لله رب الأرباب و مسبّب الأسباب و فاتح الأبواب إذا ما انغلقت أمام العباد الأبواب.. و أفضل صلاة و أزكى سلام على خير البرية و أنقى الخلق و خاتم المرسلين.. سيدنا و حبيبنا و مولانا و قدوتنا محمد بن عبد الله.
يا طه.. ربما هي خمس سنوات لم نتراشق فيها اليوميات و لم نتبادل أثناءها ما سميناه بالأعداد..
عادة غريبة تلك التي كنا نزاولها حقا.. فهل تعرف تلميذان كانا يحضران مع نهاية كل أسبوع رزمة أوراق كتب فوقها بخط رديء (يومياتي الجميلة) غيرنا ؟.. و هل سمعت عن بطل رواية يدعى (حلمي) نحيف إلى درجة الانعدام، غبي إلى درجة العبقرية و منحوس إلى درجة البقاء حيا رغم كل شيء ؟!.. و هل سمعت عنوانا لرواية أجمل من (الجمجمة) ؟..
سبحان الله.. أعترف أن حياتي غير عادية و لا شك أنك قلت هذه العبارة قبلي طبعا !..
على كل حال، نصك المعنون (الفقر و الشجاعة) و الذي قلت لي أنه مثل يقال عندكم في حي الرجاء.. نص ساخر إلى حد المبالغة، و جدا سوداوي.. لكنه، للحق، يعالج مشكل المغرب الأبدي.. و هو مشكل (عدم تكافئ الفرص)..
نعم يا أخي، سيظل الشعب البشع يأكل العشب بلا شبع حتى تقوم القيامة.. أقصد قيامة الناس، قيامة الشعب (الغبي) بنظري و الذي سيظل كذلك حتى يفهم، فجأة، أنه (مظلوووم) و أن أمواله تذهب لمكان ما، لا يعلمه إلا الله.. و حتى يلُاحظ أن بطون الوزراء و البرلمانيين تتضخم لغير ما سبب واضح.. و حتى ينتبه إلى أن أبناء الميسورين في المدن الكبيرة يتكلمون الفرنسية أفضل من بلزاك ذاته، فيفهمون، بذكاء حاد، أن تعليمنا بالمدارس العمومية مصاب بالرعاش الديكي !..
نعم يا أخي.. هناك من أبناء الشعب من تجاوزوا تلك المحن و خاضوا تلك المستنقعات الآسنة.. و خرجوا لبر الأمان ليصبحوا مصابيح منيرة يشار لها بالبنان.. نعم، لكن لا يجب أن نستند على هذه الحقيقة، النادرة، و التي لا تمثل من السواد الأعظم إلا كما يمثل براز السحلية للبقرة الحلوب !.. أين البطاليون ؟.. أين أطفال الشوارع ؟.. أين المدمنون ؟.. أين اليتامى ؟.. أين الآخرون ؟.. نادي بهذا في أي زقاق من أزقة المغرب ليتحلّق حولك المغرب كله فتبلع لسانك من الصدمة !..
و الدخول المدرسي ليس عند الآباء المساكين سوى أزمة أخرى و مصيبة جديدة تقع على رؤوسهم.. و لا أنصحك أن تتحدث أمام أحدهم حول نور العلم و الثقافة فقد يضربك بحذائه الصلب ضربة لا تقوم بعدها إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس !..
الأسعار في إعصار و الأجر في انحسار.. شعار اخترعته و هو لا بأس به إذ يصف ما يمر به المغرب العزيز و ما سيمر به حسب بعض المصادر الصحافية و غيرها.. فنحن نملك ديمقراطية فريدة من نوعها حقا.. كل شيء بلا مقابل..
عشرة آلاف درهم (خطية) إذا تجرأ أحد السائقين الأغبياء و تجاهل الضوء الأحمر و هو مبلغ لو تضامن جميع سائقي سيارات الأجرة بالمغرب لما جمعوه !.. مثال بسيط لشرح ديمقراطيتنا الفريدة و التي على باقي الشعوب الاقتداء بها و نهج منهجها إذا هم أرادوا الفلاح.. و الخراب.
إن المواطن المغربي لا يساوي جناح بعوضة عند رجال السلطة.. لذلك فهم يسعون لتطبيق آخر قانون شُرّع في العالم و آخر ما توصّلت إليه الدول المتقدمة في الحقوق و العلوم الجنائية.. عند شعوب يرمون فوائضهم من الأموال في البحر !.. أما شعبنا العزيز " فعليه أن يمنحنا أصواته و ثقته الكاملة و الغير الكاملة لأننا هنا كي نخدمه و نرعى شؤونه كلها، طبعا بعد أن ننـزع ملابسه كلها ! "
الكلام يطول و الوقت يمضي و النوم يزحف نحو عينيّ المتعبتين.. ربما لي حديث حول الانتخابات المباركة ببلادنا.. لكن ليس الآن طبعا.. فهناك ذلك العذر الأزلي، الأبدي.. " أريد أن أنااااام ".
رفعت خـــالد
2007/09/16