المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شعر لا تيأسي يا غزة للشاعر / د. عبد الرحمن العشماوي + القصيدة الصوتية



أبــو أنــس
21-01-2009, 09:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم









لا تيأسي يا غزة


للشاعر الدكتور / عبد الرحمن العشماوي



http://www.islamonline.net/arabic/arts/literature/2006/09/Images/pic02.jpg


لـ الشاعر الدكتور / عبدالرحمن العشماوي


(( لا تـيـأسـي يـا غـزة ))


في ليلةٍ مقتولةِ الأَسحارِ *** محروقةٍ أثوابُها بالنَّارِ

ساعاتها مشحونةٌ بمواجعي *** مبلولةٌ بدمي ودمعي الجارِي

ظَلْماؤها فُجِعَتْ بما شهدْته من *** آثار موقع بيتنا المُنْهارِ

في ليلةٍ لَيْلاءَ باتتْ «غزَّةٌ » ***تحت اللَّظى، وقذائف الأَخطارِ

باتتْ يُحاصُرها الدُّخَانُ، فما ترى *** إلاَّ اختلاطَ دُخَانِها بغبارِ

وترى خيالاً من وراءِ رُكامها *** لمَّا دَنَا، فُجِعَتْ بمنظر «عارِي»

يمشي على الأَشلاءِ مِشْيَةَ حانقٍ *** لم تَخْلُ من وَهَنٍ بها وعِثارِ

مَنْ أنتَ يا هذا ؟ سؤالٌ جامدٌ *** في ليلةِ التَّرويعِ والإِهدارِ

أنا مسلمٌ - يا قومُ - أَسْترُ عورتي *** لكنْ ردائي ضائعٌ وإِزارِي

أنا واحدٌ من أسرةٍ مدفونةٍ *** تحتَ الثَّرى المخلوطِ بالأحجارِ

أنا واحدٌ من أهلِ غَزَّةَ في فمي *** ذكر الإلهِ ودعوةُ الأخيارِ

لا تسألوني، إنَّ في قلبي اللَّظَى *** مما جنى الباغي، وَوَمْضَ شَرارِ

هلاّ بحثتم في الرُّكامِ، فإنني *** ما عُدْتُ أملك حيلتي وقرارِي

أين الصِّغارُ ، وللسؤال مَرارةٌ *** فوقَ الِّلسانِ، فهل يجيب صغاري ؟!

أشلاؤهم صارتْ تُضيء كأنجمٍ *** تحتَ الرُّكامِ نَقيَّةِ الأنوار

أين النِّساءُ ؟ روى الدَّمارُ حكايةً *** عن معصمٍ وحقيبةٍ وسِوَارِ

عن راحةٍ مقبوضةٍ تحت الثَّرى *** فيها بقايا مِسْفَعٍ وخِمارِ

يا ليلةً سوداءَ أَقْفَرَ صمتُها *** إلاَّ من الآلامِ والأكْدارِ

فكأَنَّها الغُولُ التي وصفوا لنا *** قَسَماتها في سالفِ الأخَبارِ

في وجهها ارتسمتْ لنا صورُ الأسى *** وبدت ملامحُ قبْحها المتوارِي

ساعاتُها امتشقتْ حساماً كالحاً *** من طولها، ورمَتْ به إِصراري

من أين جاءت ليلتي بظلامها *** حتى أجاد مع الهمومِ حصارِي ؟؟

من أيِّ بحرٍ يستقي الليلُ الدُّجَى *** ومتى تسير مراكب الإبحارِ ؟؟

وبأيِّ ثَغْرٍ تنطق الدَّار التي *** فُجِعَتْ بموتِ جميعِ أهل الدَّار ؟؟

ماذا أقول لكم وبستان الرِّضا *** أمسى بلا شجر ولا إثمارِ ؟!

ماذا أقول، ولست أقدر أنْ أرى *** أهلي وأطفالي، وهم بجواري ؟!

لمّا دَنَا وجهُ الظلام تجمَّعوا *** كي يستريحوا من عَناءِ نَهَارِ

أين العشاء ؟ تحدَّث الصاروخ عن *** طَبَقٍ تطايرَ ساعةَ الإِعصَارِ

عن كِسْرةٍ من خُبْزَةٍ شهدتْ بما *** يُخفي ركامُ البيتِ من أسرارِ

أين العَشاءُ ؟ لدى الشظايا قصةٌ *** عن بيْضَةٍ سلمتْ من الأَضرارِ

حَلَفَ الحُطامُ لنا يميناً، أنَّها *** مسكونةٌ بالعزمِ والإصرارِ

ولربما صارت - على طول المدى- *** حجراً يحطِّم جبهةَ المُتمارِي

أين العشاءُ ؟ دع السؤالَ فربما *** سمع السؤالُ إجابةَ استنكارِ

إسألْ عن الأُسَر التي اختلط الثرى *** بدمائها، عن هَجْمةِ الكفَّارِ

إسألْ «مَهَا» عن أهلها فَلَرُبّما *** سردتْ حكايةَ جرحها المَوَّارِ

ولربَّما رسمتْ ملامحَ دارِها *** لمَّا غدتْ أثراً بلا آثارِ

ولربما وصفتْ ظَفيرةَ أختها *** تحتَ الرَّكامِ، ووجهَ بنتِ الجارِ

إسألْ «مَهَا» عن ظالمٍ لا يَرعوي *** عن قَتْل ما يلقى من الأَزهارِ

اسأل «مها» عن أمِّها كيف اختفتْ *** في ليلةٍ مهتوكةِ الأستارِ

في ساعةٍ دمويةٍ شهدتْ بما *** في أمتي من ذِلَّةٍ وصَغارِ

شهدتْ بأنَّ الغربَ أصبحَ لا يرى *** إلاَّ بعينِ الفأْسِ والمِنْشارِ

إسألْ «مَهَا» عن غَزَّةٍ ، وانظُرْ إلى *** آثار ما اقترفتْ يَدُ الأشرارِ

وابعثْ إليها دَعْوَةً ممهورةً *** بالحبِّ، وابعثْ صرخةَ استنفارِ

يا غَزَّةَ الألم الذي سيظلُّ في *** أعماقنا لهباً لجذَوْةِ نارِ

غاراتُ شذَّاذ اليهودِ رسالةٌ *** غربيَّةٌ محمومةٌ الأفكارِ

كُتِبَتْ هنالكَ في مصادرها التي *** تختال فيها شَفْرَةُ الجزَّارِ

بُعِثَتْ إليكِ على بريدِ خيانةٍ *** متكفِّلٍ برسائلِ الفُجَّار

لو تسألين القدسَ عمَّا أرسلوا *** لروى حكايةَ مدفعٍ ثَرْثَارِ

وروى حكايةَ غافلٍ متشاغلٍ *** عن وجهك الباكي بلِعْبِ «قِمار»

لو تسألين «جِنينَ» عنها أَخبرتْ *** عن مُرسلٍ ومراسلٍ، غدَّارِ

وتحدَّثتْ عن بائعٍ ما زال في *** غَمَراتِه يرنو لدرهم شارِي

لو يستطيع لباع كلَّ دقيقةٍ *** من عمره المشؤومِ بالدُّولارِ

يا غَزَّةَ الأملِ الكبيرِ، تكشَّفَتْ *** حُجُبٌ فبانتْ سَحْنَةُ السِّمسارِ

وتخفَّف الليلُ البَهيمُ من الدُّجَى *** فبدتْ ملامحُ ظالمٍ ومُماري

يا غَزَةُ احتسبي جِراحَكِ إنني *** لأرى اختلاطَ الفجرِ بالأَسحارِ

لا تجزعي من منظر السُّحُب التي *** تُخْفي كواكِبَنا عن الأَنْظارِ

سترين تلكَ السُّحْبَ تَنُفُضُ ثوبَها *** يوماً بما نرجو من الأمطارِ

يا غزَّة الجُرْح المعطَّر بالتُّقَى *** لا تيأسي من صَحْوةِ المليارِ

لا تيأسي من أمةٍ ، في روحها *** ما زال يجري مَنْهَجُ المُخْتَارِ


.

رابط الحفظ اللهم إحفظ أهلنا في غزة العِزَّة
http://file12.9q9q.net/Download/95168856/gaza.mp3.html (http://file12.9q9q.net/Download/95168856/gaza.mp3.html)


أتمنى أن تسمعوا القصيدة وتشاهدوا الصور

http://www.aljazeera.net/mritems/images/2008/12/27/1_880876_1_59.jpg

http://www.7mar.cc/get-12-2008-x81md7u0.gif

http://www.aljazeera.net/mritems/Galleries/G_888/image0.jpg

http://www.aljazeera.net/mritems/Galleries/G_888/image2.jpg

http://www.aljazeera.net/mritems/Galleries/G_888/image3.jpg

http://www.aljazeera.net/mritems/Galleries/G_888/image6.jpg

http://www.aljazeera.net/mritems/Galleries/G_888/image7.jpg

http://www.aljazeera.net/mritems/Galleries/G_888/image8.jpg

http://www.aljazeera.net/mritems/Galleries/G_888/image9.jpg

http://www.aljazeera.net/mritems/Galleries/G_888/image11.jpg

http://www.aljazeera.net/mritems/Galleries/G_888/image12.jpg

http://www.aljazeera.net/mritems/Galleries/G_888/image16.jpg

http://www.aljazeera.net/mritems/Galleries/G_888/image18.jpg

http://www.aljazeera.net/mritems/Galleries/G_888/image20.jpg

http://www.aljazeera.net/mritems/Galleries/G_888/image24.jpg


أعتذر لكم على هذه الصور بس هذه هي الحقيقة

اللهم أنصرهم على عدوك وعدوهم

.

قلب ينزف
29-01-2009, 03:29 PM
أشكرك أخي
الفاضل
قصيده تستحق أن تقرأ مرة تلوى الأخرى
وموضوع سيبقى منقوش في الذاكره
وخزي سيلاحقنا مدى الحياة لهذا الصمت
أشكرك مرة أخرى