المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية الأهرام يمنع مقالا لفهمي هويدي يدعو لمراجعة الذات



Black_Horse82
14-01-2002, 03:05 AM
(الشبكة الإسلامية)
مراسل القاهرة


فوجئ قراء الأهرام بغياب مقال فهمي هويدي الأسبوعي الذي ينشر يوم الثلاثاء وتوقع القراء أن يكون المقال قد تعرض بالكشف عن مناطق حساسة في الواقع العربي ، اعتُبرت في الأهرام خطوطا حمراء في النقد .
والمدهش أن الأهرام منع نشر المقال في مصر لكنه لم يمنع في بعض الصحف العربية التي تشتري حق نشره في نفس التوقيت مع الأهرام .
ويحمل المقال الممنوع عنوان ( تفكير في مراجعةالذات ) وهو يدعو ثلاث جهات الي مراجعة تفكيرهم وهي : الأنظمة المسؤولة عن ادارة المجتمعات العربية ، ودعاة المشروع الاسلامي بمختلف فصائلهم ، ثم واضعو السياسات في المجتمعات الغربية .
وفيما يخص الأنظمة العربية قال " علي المعنيين بادارة المجتمعات الغربية الاجابة علي السؤال : لماذا أصبحت بعض تلك المجتمعات طاردة لبعض ابنائها الذين أصبحوا في الوقت عربا أفغانا أو ألبانا أو غير ذلك ولم يعودوا عربا عربا؟ ويمضي متسائلا : لماذا فضلت تلك الالوف المؤلفة من الشباب العربي أن تتنشر في بلاد الدنيا، تعاني من أهوالها وتغامر بالانخراط في أنشطة العنف والارهاب ولم تفكر في العودة الي أوطانها ؟
ولماذا لم يعد بعضهم الا مخفورا ، أو في تابوت خشبي ؟ ويحمل هويدي الأنظمة العربية مسؤولية هؤلاء الشباب لأنها لم تتمكن من استغلال طاقاتهم ، وتستخرج أفضل ماعندهم 0
وبلغة متوددة منطقية يقول "اننا اذ نأخذ علي امريكا استعلاءها واستكبارها علي المراجعة ونقد الذات ، فأننا لا نستطيع أن نطالبها بذلك ، او نلومها علي تقاعسها ؛ ما لم نطالب الأنظمة العربية باجراء تلك المراجعة ومن ثم مراجعة القصور أو الثغرات .
ويمضي هويدي في مقاله الممنوع فيقول " التطرف لم يجد له موطئ قدم ، ولم يثبت له حضور ، ولم يتحدد علي خرائطنا ؛ الا في أجواء الفراغ ، الذي نشأ عن حجب الاعتدال ؛ ذلك أن للناس أشواقا ايمانية لا بد وأن تلبي ، والمجتمع بخير ما نهضت بتلك المهمة استجاباته الطبيعية والمعتدلة ، امااذا صودرت تلك الاستجابات أو قمعت فسوف تلبي تلك الأشواق استجابات أخري تتحرك في الخفاء وتتعامل مع مرحلة القمع بالفكر المتحدي الذي يناسبها "
وفيما يخص نظرة واضعي السياسات في العواصم الغربية للإسلام يقول " ثمة شئ غلط في المسلمين ، وفي الثقافة الاسلامية السائدة وربما في الاسلام ذاته .. فِِكََر عبر عنها أغلب المثقفين والسياسيين الغربيين - خصوصا في أمريكا - وهذا الغلط في الثقافة العربية هو الذي أنتج المجموعة الانتحارية التي قامت بالهجوم علي نيويورك وواشنطن 00وتصحيح الغلط في نظرهم يكون بتجفيف ينابيع الثقافة الاسلامية ، وذلك برصد الأموال كما حدث في باكستان التي رصد لتغيير مناهج التعليم الديني فيها 100 مليون دولار ، وبالتدخل لضبط مناهج الثقافة الاسلامية ، وتقليل ساعاتها . ويشير هويدي الي سيادة فكرة وجود الخطأ في الثقافة الاسلامية لدي معظم الغربيين لذا لا بد من ضرورة تحديث الاسلام . ويشرح فكرة الغرب بصدد الاسلام علي النحوالتالي: طالما أن الذين قاموا بالهجوم علي الأهداف الأمريكية من الأصوليين المسلمين ، والأصولية - في مفهومهم - معادية للحداثة ، ولما كان من غير الممكن التراجع عن الحداثة واعادة عملية التاريخ الي الوراء فثمة حل وحيد للاشكال هو أن يتم تحديث الاسلام ذاته ؛ الامر الذي يحل العقدة ، ويفض الاشتباك 00
ويرد هويدي علي هذا المنطق الغربي فيقول " هو منطق مسكون بالتبسيط المخل ، ويعبر عن درجة عالية من سوء التقدير والفهم 00 ويقول" اسوأ مافي المنطق الغربي هو قصور النظر الذي لايري المشكلة والغلط الافي الجانب المتعلق بالمسلمين وحدهم 0
ويرى المقال الممنوع أن إضعاف التدين لا يحل مشكلة التطرف الذي هو - في شق منه - أحد ثمار ذلك الاضعاف "ويزيد الأمر وضوحا فيقول " الغاء الجهاد من المناهج الدراسية مثلا لن يحذفه من العقل الاسلامي ، ولكن وضعه في اطاره الصحيح هو الكفيل بالحيلولة دون اساءة فهمه أو توظيفه " .

وفيما يخص مسؤولية المراجعة بالنسبة لفصائل التيار الاسلامي أشار المقال بوجه خاص الي تراجع الاهتمام بالقيم الأخلاقية والحضارية في المشروع الاسلامي ، والتركيز علي الجانب السياسي الذي يركز علي التغيير من أعلي ، دون أن يفكر في تغيير المجتمع . ويقول في هذا السياق : " والذين شغلوا بالعمل السياسي ، ووقعوا في خطيئة استهداف تغيير السلطة قبل تغيير المجتمع ، ارتكبوا خطأ آخر ، هو أنهم تعلقوا بالهدف النهائي في عملية غير حميدة ، ولم يحسنوا فهم نهج التدرج والأهداف المرحلية .
ويشير المقال الممنوع الي خطر يعاني منه الاسلاميون ، هو تقديم الولاء للجماعة علي الولاء للقيمة ، والحرص علي التخندق مع النظراء والأشباه ،ومفاصلة المجتمع وعدم توسيع القيم المشتركة مع الآخرين واعتبار مصلحة الأمة لا الجماعات أو التنظيمات 0


الأحد : 13 / 1 / 2002