تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ماسة الحياة والروح الطاهرة .. ( حكاية خيالية )



مفارقة الروح
09-10-2009, 01:02 AM
مـاســــة الحيــــاة


و



الـروح الطـاهــرة


المقدمة :
النفوس عالم واسع تحمل بين طياتها الكثير من المشاعر والأحاسيس التي تختلف من شخص إلى آخر... فبعضها تحمل الحب.. التعاون.. الإخلاص ... الطيبة ..والوفاء والبعض الآخر تحمل الكره ...الغضب ...النفاق .. الحسد ..وحب الإنتقام وهناك نفوس اختلطت بداخلها بعض من مشاعر الخير وبعض من مشاعر الشر ولربما تكون هي الغالبية ... وفي حكايتي هذه سنتعرف على أنواع هذه النفوس ..

ولكن قبل أن أبدا سأخبركم أن الخيال يحتل أساسيات هذه الحكاية لأنني أعتبر الخيال هو أعماق الواقع .... فلا واقع دون خيال كما أنه لاحياة دون أمل ..

والآن لنتعرف على أحوال أمل الحياة...

تجري هذه الأحداث في أمل الحياة وهي مدينة صغيرة مقسمة إلى قريتين هما (( أمل القلوب )) و (( شعاع القمر )) وتتصل أحداثها مع مدينتي (( اكيان )) و((ميسي)).

في عام 1429هـ في قرية شعاع القمر يجتمع الناس في الساحة يخطب فيهم الشاب سالم قائلاً : اعلموا أن حياتنا لن تستمر مادام بغض وحقد وغيرة بداخل نفوسنا المحملة بكل تلك الأمراض المضنية لذا أنا أطالب الجميع بمن فيهم نفسي أنا بأن نسامح بعضنا ونتعاون فيما بيننا لكي نطرد كل تلك الأمراض التي سكنت صدورنا ...
أنا أطالبكم اليوم بالمحبة والألفة والإخلاص من أجل السلام ومن أجل أن يعود الأمن والأمان إلى ... ليس فقط قريتنا بل من أجل مدينتنا أمل الحياة....أيها الناس اسمعونـــ......

وهنا ينهي سالم خطابه فقد تفرق الناس من حوله ولم يجد من يأبه له أويستمع إليه ويفهم ما يريده من أجل تحقيق السلام فيتضح لنا من هذا الموقف أن قرية شعاع القمر تعيش في تدهور وضياع وتفكك جراء أي (نتيجة )) ماتحمله نفوسهم على بعضهم البعض ....
تجاور هذه القرية قرية أمل القلوب وقد سميت بهذا الاسم لأنها تتشكل على هيئة قلوب متداخلة في بعضها البعض .. أما حال هذه القرية لايختلف كثيرا عن حال شعاع القمر إلا أن أوضاعها مستقرة كحال بعض أفرادها والآن لندخل إلى أحد عوائل هذه القرية لكي نتعرف على أوضاعهم ومعاملاتهم ...

الجد عمران يحدث أبنائه غاضبا : أنت لاتعرف شيء بل حتى لاتعرف مصلحة نفسك ... .... وأنت الآخر ألم أقل لك بأن لاتحرك ساكنا في تلك الغرفة فهي ليست ملكك بل هي ملكي أنا وإن لم يعجبك الأمر فاخرج من بيتي ولاتريني وجهك مرة أخرى .....


الابن الأول شيث : ماذا .... ماذا تقول ياأبي ؟ !!! .... بعد هذه الكلمات يخرج شيث مسرعا من البيت وهو يحترق بداخله جراء كلمات والده معه .....

أما الابن الآخر صقر : أبي أنا لم أفعل شيئا سوى أنني وضعت مصابيح جديدة في الغرفة لإن القديمة سريعة العطب ...وغيرت لون الغرفة فما الخطأ فيما فعلت ...!!!!؟

الجد عمران : اسمعني وبلغ أخاك الذي هرب ليس لكم الحق في التصرف فيما لا تملكانه ....صحيح أنني أعطيتكم هذه البيوت لتسكنوا فيها ولكن لا أسمح لكم بتحريك خرقة فيها ....
صقر بنفس متألمة : حسنا أبس أمرك مطاع فلن أفعل ما يغضبك
يخرج صقر وهو يتحسر بداخله لإن أباه سدد له إهانة قوية هو الآخر وهو يقول في داخله إنه أبي ورضا الله من رضا الوالدين وسأصبر على ما أتاني منه وليعينني الله عليه ......

ومن هذا الموقف يتضح لنا تعصب الجد عمران على رأيه وتشدده على أبنائه من غير أن يبالي بمشاعرهم وأحاسيسهم إلى حد أنه يمن عليهم بما يفعله من جميل لهم ... إذا فماذا نتوقع حال الأبناء ونفسياتهم ...؟؟؟
مؤكد أنها ستكون في أسوأ الأحوال إلا أن صبرهم هو مايجعل الوضع مستقرا في هذه العائلة ....

ومع كل مايحدث في قريتي مدينة أمل الحياة إلا أنهما لاتخلوان من وجود عوائل فيها تعيش مع بعضها البعض حياة متفتحة وتتعامل فيما بينها بعيدا عن الجهل والتعصب والحسد واللا مبالاة .....

والآن لندخل إلى (((عائلة ليوري ))) في قرية (( شعاع القمر)) حيث ستكون هذه العائلة محور الحكاية كلها ....

في غرفة مرجان

ماري: البحر يموج في اضطراب
والأرض تكتسي حلة الأعشاب
والسماء زرقاء كالملاك
تتلألأ نجومها والقمر يبتسم
إنـــــــــــــه الحـلــــــــم
حيث تتساقط النجوم ...
تجتمع حول بقعة في البحر
لتخرج مرجان تحملها الرياح
تلفها ثيابها البيضاء والنجوم
وترتدي قلادة الأمل
فتحط على الأرض ..
بين الزهر والأعشاب
تتأمــــل مرجان
تراقص أشعة النجوم حولها
وابتسامة القمر
فينتهــــي الحلــــــــــم
مرجـــااااااااان ليوري

وااااااااااووو رائعة يامرجان رائعة في خيالكي .. أشعر أن هذه الخاطرة ضرب من ضروب الجنون ..فكيف تتساقط النجوم بل كيف تظهر النجوم والقمر في وضح النهار .. إنه الخيال بعينيه يامرجان .
مرجان: ماري قرأتي الخاطرة ولكنكي لم تري الصورة التي رسمتها خلف الخاطرة

ماري تقلب الورقة فترى منظرا صورته الخاطرة :: جميل جدا هذا المنظر ولكن لما تركزين كثيرا على أشعة النجمة التي في القلادة...؟
مرجان : لهذه النجمة وهذه الرسمة وهذه الخاطرة حكاية فهي لم تأتي من خيال أوعبث
ياماري أنما هو حلم أعجبني رأيته عندما كنت في سن العاشرة وتكرر في السادسة عشر من عمري حيث علمت عندما رأيته للمرة الثانية أنني أنا تلك الفتاة الشابة التي تخرج من البحر فقررت أن أحاول رسم ذاك المنظر وأن أصف مارأيت بكلمات أشبه بالخاطرة
ماري : ما أجمل ذاك الحلم ... ليتني أرى مثله ...
مرجان : أشعر أن لهذا الحلم حكاية في حياتي لم أتعرف إليها بعد ....كما أنه لدي إحساس بأنني سأرى ذلك الحلم مرة أخرى....
ماري : كفى أحلاما خيالية عودي إلى الواقع ...والآن عن أذنكي لقد تأخرت نلتقي في المرسم ((معهد الفنون))

والآن لنذهب إلى الجد ليوري مع زوجته أم هشام ....
الجد ليوري: ينادي زوجته الجدة أم هشام
أم هشام : هاأنا قادمة .... انتظرني لحظة فقط سأحظر أكواب الشاي
الجد ليوري: ألا زلتي محتفظة بتلك الأكواب ...؟!!
الجدة أم هشام : هاقد وصلت وهاهي أكواب الشاي الخاصة بهذه الذكرى السعيدة .. ذكرى زواجنا المبارك .
الجد ليوري : آآآآه كم هي جميلة رائحة ذكرى الماضي وأجواؤه والأجمل وجود هذه الأكواب معنا كل سنة .. وضعكي لنفس الكعكة يعيد لي ذكريات أيام الشباب قبل خمس وثلاثين سنة حيث أننا لم ننجب هشام بعد ... نجلس في نفس المكان تحت هذه الشرفة فوقنا السماء والنجوم والقمر ونأكل من نفس مذاق هذه الكعكة ونشرب الشاي في هذه الأكواب عند الساعة الحادية عشر ليلا ...
أم هشام : هااااه ذكرتني بأيام الماضي يا أبا هشام ألا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب ....
يقاطعها الجد ليوري: أم هشام أخبريني أنا ...
أم هشام : بما أخبرك ؟
الجد ليوري: بما فعل المشيب ؟
أم هشام : ههههه لالا أنت أخبرني عن حال مشيبك ؟
الجد ليوري : لا مانع لدي سأخبركي .. فقط تغير لون شعري وتجعدت بشرتي وأصبحت جداً لأحفادكي .
أم هشام : اختصرت مشيبك في ثلاث نقاط فقط
الجد ليوري : هههه هذا الموجز أما التفاصيل فلا أقدر عليها لأن حنجرتي تعاني آلام المشيب ...ههههه
أم هشام تضحك على ماقاله أبو هشام بعدها تتذكر أحفادها ..فتحدث ليوري قائلة : لقد مرت السنين وسرعان ماتمضي بنا ونحن لانشعر خمس وثلاثون سنة أنجبنا فيها هشام وأمل وهادي وقمر ومرجان ولين
الجد ليوري : وهو يفكر بعمق أنا محتار يا أم هشام
أم هشام : ولما الحيرة فأبنائنا كلا منهم يعتمد على نفسه ...هشام متزوج ولديه بنت وولد ويعيش حياته مطمئنة مع زوجته ... أما هادي فهو يعمل في شركة لها صيتها ونجاحها
وما إن يستقر حتى نختار له من سيكمل معها بقية حياته
أما أمل فهي تعيش حياتها مع زوجها وستصبح أم عن قريب .... ومرجان تدرس في معهد الفنون للرسم وتقول أنها تريد أن تصبح رسامة لترسم عائلة ليوري .. أما لين فلا زالت في المرحلة المتوسطة ... ولم أنسى قمر فهي الآن طبيبة تعاين نفوس المرضى وتعالجهم ليتخطوا مشاكل حياتهم ................ إذا يا أبا هشام فما الذي يحيرك ؟ مما أنت قلق ؟؟
الجد ليوري : الحمد لله على ماتوصلت إليه حال أبنائنا أنا مرتاح من هذا الوضع ولكني محتار من مرجان ياأم هشام إنها تحيرني فأحيانا تريد تعلم ركوب الخيل وأحيانا تدرس حاسب والآن معهد الفنون ولاأعلم ماتخبئه لنا الأيام المقبلة من هواياتها ومع هذا فهي لاتفكر بالوظيفة ولاأدري إلى متى ستبقى دون وظيفة وهذا ما يحيرني ...
أم هشام : لاداعي للحيرة ياأبا هشام فمصيرها سيعود إلى بيت زوجها .
الجد ليوري : آآآه يا أم هشام لاسم مرجان خاطرة في نفسي تعود إلى الوراء خمس وعشرون سنة ...أنسيتي أختي ميســــان؟؟
أم هشام : أيعقل ياأبا هشام ألا زلت تذكر إلى الآن ...لقد رحلت أختك إلى بارئها ولربما رحل معها أبنها إليا ...
الجد ليوري : ماذا لو كان على قيد الحياة فلقد وعدت أختي أن أزوج مرجان للإليا عندما تكبر ..
أم هشام : يا أبا هشام لانعلم إن كان قد خرج أحد على قيد الحياة من تلك الحرب وأغلب الظن أن إليا توفى مع أمه في مدينة ميسي ولكن لو كان حيا ولم يعد إلى أمل الحياة فهل ستوقف حياة مرجان..؟ ألن تزوجها من أجل وهم أسمه إليا يعود إلى 25 سنة مضت لانعلم عنه شيئا
الجد ليوري : أنسيتي يا أم هشام أن إليا هو من أطلق عليها اسم مَــرجان وكانت أمنية أختي الوحيدة أن تزوجها له كي يعيش بين عائلتنا ..
أم هشام تجيب بانكسار : يكفي يا ليوري فلننسى هذا الموضوع الآن ولنكمل سهرتنا الليلة ...
يحاول ليوري نسيان خاطرته القديمة ويكمل الزوجان سهرتهما يمضيان فيها معا أوقاتا من أجمل الأوقات في هدوء وسمر ...

في اليوم التالي عند الساعة السادسة صباحا تستيقظ أسرة ليوري وتجتمع على وجبة الإفطار هادي وقمر ولين والوالدان يتناولون إفطارهم ويذهب بعدها كلا إلى عمله عدا مرجان لاتستيقظ إلا عند العاشرة لأنها ليس لديها دوام في الصباح الباكر ومعهد الفنون عند الثالثة ظهرا ........ ويمضي صباح هذا اليوم كعادة باقي الأيام يلفه الهدوء والراحة وعند الثانية ظهرا تجتمع عائلة ليوري على الغداء بعد أن رجع الأبناء من دواماتهم في حين أن مرجان تستعد للذهاب إلى دوامها في المعهد... تنزل من غرفتها :::
مرجان . مساء الخير .... كيف حالكم ؟؟؟
هادي : مساء الخير يا رسامة نحن بخير ولكننا ننتظر صورة العائلة التي سترسمينها ؟؟
لين : هه .. لربما تجهز في السنة المقبلة ...
قمر : مرجان متى ستنتهين من رسمها فأنا أريد أن أتعرف على نفسيتك من خلال هذه الرسمة ومشاعركي تجاه كل أفراده العائلة ...
مرجان : أووووه متى ستنتهي حكاية كل يوم ... لم يبقى إلا إسبوعين وستنتهي فترة دراستي في المعهد عندها سأكمل رسم عائلة ليوري السعيدة ... ولاأظنها ستنتهي أسئلتكم .. والآن اكملوا غدائكم فلدي موعد مع الرسوم الجميلة ...
أم هشام والباب يطرق : هاااه هاقد وصلت صديقتكي لؤلؤ يامرجان ..
مرجان : إلى اللقاء .... تخرج مرجان فتستقبلها صديقتها لؤلؤ بالترحيب فتجيبها مرجان : أهلا بكي كيف حالكي مع الرسم اليوم ؟
لؤلؤ : لقد نجحت في رسم صورة أمي وأبي .. وأنا بأحسن حال الآن ..
مرجان : الحمد لله ..حققتي أمنيتكي وأيضا صديقتي ماري تقول بالأمس أنها نجحت في رسم خطيبها ... أما أنا فلربما تكتمل لوحتي بعدما أنتهي من المعهد بإسبوع ...
لؤلؤ : ستتأخرين كثيرا ... ركزي على العمل على اللوحة ولاتشغلي نفسكي بشيء آخر ... وعندما تنتهين .... تقاطعها مرجان : أجل أعلم ستأتي كل واحدة منا بلوحتها وترى كلا منا لوحة الأخرى ونميز الأفضل ..
وهكذا يمضي يوم مرجان مع صديقتيها لؤلؤ وماري ومعهد الرسم
وعند المساء في الثامنة في ساحة قرية شعاع القمر ..يقف سالم ليخطب فيهم مجددا قائلاً : يا أهالي أمل الحياة اسمعوني جيدا هذه المرة أرجو أن تصغوا لما سأقوله لكم ...
في هذه الأثناء يجتمع بعض العامة والبعض الآخر لايبالون بسالم وخطاباته المتواصلة
عن التعاون والخير وترك التعصب والجهل ولكنه في هذا الخطاب نجح في أن يجعل الغالبية يستمعون إليه بقوله : إلى متى ستبقى أطماعنا تتحكم بنا ؟؟ إلى متى ستتمسكون بوهم اسمه ماسة الحياة ؟؟؟ عند هذه الكلمة يقاطعه أحد اللا مبالين قائلاً : ماسة الحياة حقيقة وليس وهما ياسالم ولولا تفريط من يملكها لبقيت معنا ولحلت كل مشاكلنا بما فيها الأمراض التي تصيبنا ولأصبحنا أغنياء بكل شيء ولن نحتاج إلى مساعدة من أحد .......... ويجتمع حول هذا الشاب بعضا من جماعته يؤيدون ماقاله ويتعصبون لرأيه
فيقاطعهم سالم بقوله : مالذي كانت عليه أحوال أمل الحياة قبل أن تسمعوا بحكاية تلك الماسة ؟؟ ... أنا أخبركم ... كانت كجوهرة نادرة الوجود بتعاون سكانها فيما بينهم وحبهم لبعضهم وابتعادهم عن أمراض النفوس البغيضة ألا وهي الحسد والغيرة والطمع والفتنة فيما بينكم ... أصبحتم الآن مرضى والمصيبة أنكم لاتعلمون بمرضكم ولاتريدون علاجه ... .... فإلى متى سيبقى ألم هذه الأمراض وآثاره يجتاح أمل الحياة؟؟

وعند هذه الكلمات القصيرة ينهي سالم خطابه ويغادر الساحة متأملاً أن يفكر العامة في كلامه وأخذه على محور الجد تاركاً وراءه تساؤلات في نفس هشام ابن ليوري عن قضية ماسة الحياة ....
في بيت ليوري عند التاسعة يبدوا أن لديهم ضيوف فاستعدادات العائلة واجتماعهم وترتيبهم يؤكد أن الضيوف على وصول ...
يطرق الباب فتفتح أم هشام وترحب بأم شيث ترحيبا حاراً ويستقبل الجد ليوري أبا شيث وابنه شيث ويدخل الجميع غرفة الضيوف وبعد لحظات يقدمون لهم الكعك والعصير وكل مايليق بإكرام الضيوف ويبدو أن لدى أبا شيث موضوعاً يريد التحدث به ولكنه لايعلم كيف يــبدأ أما أبنه شيث فهو يجلس بجانب هادي ويقول له: أبي متردد في الطلب
فيجيب هادي بابتسامة : يبدوا أنه سيخرج دون أن يتكلم هههه
أم شيث : أبا هشام أتيناك الليلة بطلب ونأمل ألا تردنا خائبين .....
أبا هشام (ليوري ): حسنا لن أقصر مادمت قادرا على تنفيذ طلبكم
أم هشام : تفضلوا بالطلب
أبا شيـــث : نحن نريد إحدى بناتك زوجة لابننا شيـــث
الجد ليوري يبتسم : هذا يوم مبارك لنا ساعة ترتبط عائلتي بكم .. ولكنك لم تحدد أي واحدة من بناتي تريدها زوجة لابنك ...
أبا شيــــث : لايهم أي واحدة ولكن لتكن الأكبر من بينهن فأنا لم أفكر إلا أن عائلتك هي التي يشع منها الطيب والاحترام والتفاهم وهذا شرف لي
أم هــشام ترمق أبا هشام بنظرة تساؤل أما أبا هشام (ليوري ) يجيب : حسناً سننظر في الأمر ولن نردكم خائبين بإذن الله .... ولكن كم عمر ابنك شيــث ؟
أبا شيث : هو في الـ 27 من العمر ويعمل مع ابنك في نفس الشركة ...
هادي :أبي فلتكن مرجان زوجة له فأنا أرا................
الجد ليوري : لا اااااا ...قمـ .. قمــــر ستكون الأنسب له فهي أقرب إليه في العمر والتفاهم بينهم سيكون أكثر وضوحا وعمقاً ....فما رأيــــكي ياأم هشــــام ؟؟؟
أم هشـــــــام : أااااا ... أجــــــل أجل أنا معـــــك في اختيارك ...ولكن المهـــم هو رأي شيـــث فهو من سيتزوج...؟
شيـــــث بخجل : أنا موافق ولا مانع لدي أن تكون قمر زوجتـــي .. كما انني لاأشــــك في صحة اختياركم ....
أم شيــث : حسناً ولكن يجب أن تأخذ رأي الفتاة أولاً ...
أم هشــــام :لاتقلقــــي سنشاورهم في الأمر ونخبركم لاحقاً ...
أبا شيــــث : نحن نستأذن الآن بالانصراف وننتظر ردكم في أقرب وقت ...
شيــــث: مع السلامـــة ياهادي .... مع السلامة ياجماعة .. وهكذا ينصرف الضيوف أملاً بموافقة قمـــر على شيــــث زوجاً لها ...
يقترب هادي من أبيه ويقول : أبـــــي كان الأجـــدر بك أن تختار مَــرجان ...أنا لاأعلم لما ترفض من يتقدم لها في كل مرة ..والآن توافق أن تزوج قمر الأصغر منها وتبقيها هي فما الســـر وراء عدولك عن زواجها ؟!!!.
الجد ليـــوري : ستعرفه يوماً ما ياهادي ... ولكن الآن ابقى بعيداً عن السر حتى ذاك اليوم ............. أم هشــــام : أبا هشام أنت تظلم مَرجان بقرارك هذا ...مالذي سيحدث لها لو علمت بأن أختها الأصغر منها ستتزوج وهي ستبقى ... وماهي مشاعرها تجاه هذا الأمر ؟؟ المشكلة أنها لاتبوح لنا بمشاعرها وتخفي في نفسها مالاينبغي إخفاؤه
فمتى ستصارحها بأسباب رفضك لكل من يتقدم لها ؟؟
الجد ليوري : أم هشــــام أسئلتك كثيرة وأنا سأخبر مَرجان في الوقت المناسب
هـــــــــادي : أمــــي .. أبــــــي ... تتكلمون بغموض وتثيرون في نفسي الفضول فما هي الحكاية ؟ يجيب ليوري بعصبية : ستعرفون لاحقاً ..أم هشام اذهبي أنتي الآن إلى قمر وأخبريها بالموضوع ...
أم هشــــام: حسناً أنا ذاهبة ........... تذهب أم هشام إلى قمر في غرفتها فتجـــد معها أختيها لين ومُرجان يجلسون أمام شاشة الكمبيوتر ويتصفحون شبكات الإنترنت ويقرؤون النكت ويضحكون عليها ...
أم هشام : مالذي تضحكون عليه ... ؟؟ قمر : إنها نكت مضحكة ياأمي ... أمي هل خرج الضيوف ؟؟ أم هشام : أجل .. لين ومَـــرجان اخرجا من الغرفة فأنا أريد أن أكلــــم قمــــــــــر بموضوع خاص
مرجان ولين : موضوع خاص ... أم هشام : أجل هيا فلتذهب كل واحدة إلى غرفتها
مرجان بدلــع : أمـــي أنا أختها الكبيرة أرجوكي دعيني أبقـــى فلربما أفيدكم بشـــيء ما
تتنهد أم هشام وتجيبها : ألم تسمعـــي يامرجان موضوع خـــــاااااااااص..
مرجان : حسنا ... حسناً ..سأذهب لأكمل لوحتي ولكن لاتغضبي ... هيا ياليـــن
تخرج لين ومرجان من الغرفة ... فتبدأ أم هشام بإخبار قمر بموضوع خطبتها قائلة:
ابنتـــــــــــي قمر .... شيث صديق أخاكي في العمل تقدم لخطبتكي الليلة وهو شاب ذو أخلاق عالية وعائلته لها صيتها بين الناس وهذه فرصة لاتعوض فما رأيكي ياابنتي
قمـــــــر : أمي أنا أعرف هذا الشاب وهذه العائلة المحبوبة ولكـــــن أختي مرجان .....
أم هشام : أعلم أنكي تفكرين بأختكي ولكنه نصيبكي ياابنتي فلا تترددي ومرجان سيأتي نصيبها يوماً ما ...
تمضي لحظة صمت قصيـــرة تفكر بها قمر بعدها تجيب : أمي لاأستطيع الرفض وأيضاً لاأستطيع أن أجيبكي إلا عندما أعرف رأي مرجان بالأمر وموقفها ..كما وأنني أرى في عينيكي حيرة وحزن ياأمـــي وأشعر بقلقكي وأظنه لأجل مرجان
أم هشام : افعلي مابدا لكي يا ابنتي وأجيبيني عندما تقرريــــن ....
قمر: حسناً يا أمـــــــــــي ...
تخرج أ/ هشام وتذهب قمر إلى أختها مرجان يدفعها الفضول لمعرفة موقفها من زواجها قبلها .. تطرق الباب .........
مرجان : لحظة واحدة ..تغطي لوحتها التي ترسم فيها عائلة ليوري... حسناً تفضل..
قمر : مرجان لدي ما أخبركي به ...
مرجان :أممممم إذاً هو الموضوع الخاص الذي أخبرتكي به أمـــــــي ...
قمر : أجـــــــل .... مرجان : تفضلي أنا أصغي إليكي عسى أن يكون خيرا
قمر : أختي تعرفين الضيوف الذين أتوا الليلة .. لقد تقدموا لخطبتي لابنهم شيـــث وأنا أعلم أنهم من عائلة كريمة طيبة ... ولكن لاأستطيع أن أوافق وأختي الكبرى .............
مرجان بفرح : حقاً مبارك لكي ياأختي وافقي إذا كان هو الشاب المناسب ..
قمر : ولكن يامرجان .... تقاطعها بحديث مرح : مابها مرجان ياقمر .. هااا .. ؟؟ لاتقلقي بشأني فسعادتي تكمل عندما تتزوجي دون أي عثرة في طريق زواجكي ..
تبكي قمر : ولكنني تمنيت ان أفرح بكـــي أولاً
مرجان : امسحي دموعكي ياقمر .. ولاتجعلي مني حجر يقف في طريق زواجكي ومستقبلكي فأشعر بالندم كل لحظة لتأنيب الضمير ...
قمر: مرجان أعلم ان أبي يقف حائلاً دون زواجكي ..وأياً كان السر الذي يخفيه فهو يخطئ في حقكي .. تضم قمر أختها مرجان وهي تبكي أما مرجان تبتسم : هيا اذهبي وفكري في الشاب وحللي نفسيته كما تفعلين مع المرضى ...
تضحك قمر من كلام مرجان ... مرجان : ولا تنسي إخبار أمي بالموافقة
والآن هيا اذهبي لأنــــي أريد إكمال لوحتي قبل أن تتزوجي هيا وإلا ازداد العدد
قمـــر : يبدوا انني سأنجب ولم تكتمل لوحتكي بعد ...
مرجان : أجل فحينها سأرسم زوجكي وطفلكي معنا في اللوحة وهكذا لن تنتهي أفراد العائلة ...
قمر : ههههههه سأخرج أذاًً ...
وبعد أن خرجت قمر من الغرفة أغلقت المرجان الباب وجلست في إحــــــــدى زوايا الغرفة وبكـــــــت بحرارة وحـــــــــــــرقة محاولة إخفـــــــاء صوتها كي لايسمعها أحد وبعد أن هدأت جلست بجانب النافذة التي تطل منها على السماء والنجوم حيث كان القمر بدر في تلك الليلة فأمسكت بكراسة خواطرها وأشعارها وبدأت تكتب نثرا :
أكاد أختنق في الظلام ... بين جدراني الأربعة
دون شعاع ... دون أمل بالنور يحييني
أتأوه بصمت .. دون أن يعيه أحــــد يحتويني
لإن يديه تطوق عنــــــــــق مستقبلي
لتخنقني ألـــــــف مرة
دون أن أصــــــــرخ أو أفارق الحياة
لإن في كل طعنة حياة للألـــــــــم
فمتى تنزع يديك من عنق المستقبل ؟؟
لاأعــــــــــلم
فقد استسلمت للأمر دون مقاومة
كاستسلام أمواج البحر للرياح
تقودها حيثما تريــــــــــد
يمينا وشمالاً ...فتحدد وجهة المستقبل
مرجان ليوري

وتنهي مرجان هذه السطور القصيرة بالدموع التي تساقطت على وجنتيها حيث تلامس الكراسة لتترك ذاك الأثــــر
وبعد يومين ذهبت قمر إلى أمها وأخبرتها بالموافقة فأنتشر الخبر في قرية شعاع القمر وقد تم تحديد موعد الزفاف بعد شهرين .... وفي نهاية الأسبوع انتهت مرجان من الدراسة في معهد الفنون وانتهت معه من رسم لوحتها عائلة ليوري ... وقررت أن تريها لعائلتها ليلة الجمعة عند اجتماعهم لتفاجئهم بها وانها أنهت اللوحة في وقت أسرع مما يتصورون حيث أنها أوهمتهم بأنها لن تنهي اللوحة قبل أسبوع أو أسبوعين وسرعان ماتمضي الأيام شاع خلالها في قرية شعاع القمر أحاديث وخلافات قديمة حول جوهرة أسمها ماسة الحياة وأحلام أقرب إلى الخيال منها للواقع حيث أثارت الفضول والحيرة في نفس هشام ابن ليوري فقرر البحث لمعرفة تفاصيل هذه الحكاية
وما إذا كانت حقيقة أم وهـــــم ...حتى أتت ليلة الجمعة واجتمعت عائلة ليوري حيث حضر هشام وابنه وزوجته وأمل وزوجها وباقي أفراد الأسرة ...
وكان عشاؤهم في ساحة المنزل لأن النسيــــم في تلك الليلة يبعث على الراحة في النفس فاستغلت مرجان هذه الفرصة بعد العشاء وذهبت لإحضار لوحتها وبما أن اللوحة كبيرة طلبت من قمر أن تذهب معها ...
قمر : مابكي يا مرجان ما الذي تريدينه مني ؟
مرجان ك أحتاج إلى مساعدتكي تعالي معي في الغرفة وستعرفين ..
وعندما تصلان ... مرجان : هيا ياقمر احملي معي هذه اللوحة لننزلها ليراها الجميع
قمر : أووووه واخيراً ولكنكي قلتي بعد أسبوع ... آهااا أردتي أن تجعليها مفاجأة ياماكرة .. دعيني أراها أولاً...
مرجان : لا .. لن تريها أولاً بدلاً من ثرثرتكي ساعديني في حملها كي لايطول انتظاركي لرؤية وجهكي فيها ..
قمر : حسناً .. وتنزل قمر ومرجان تحملان اللوحة إلى الساحة والجميع يشرب الشاي فتضعان اللوحة وتحاول قمر نزع الستار عنها فتوقفها مرجان
الجد ليوري : ماهذا يامرجان : ؟؟
هادي لابد وأنها اللوحة ... متى انتهيتي ؟
هشام : آهاااا دعيني أرى يامرجان وأخيرا ... هيا بسرعة
مرجان : همـــــــــمم يبدوا أنكم متشوقون لرؤية اللوحة ولكن اسعوا لاأريـــــد تعليقات حول رسم وجوهكم فقد بذلت قصارى جهدي ...
لين: حسنا أختي لن نضربكي ففي النهاية هي لوحة ...
مرجان : استعدوا ... تنزع الستار عن اللوحة فيشاهدها الجميع فيبهرهم منظر خلاب للطبيعة حيث رسمت والديها وهما يجلسان على صخرة كبيرة وإخوانها وأخواتها يجلسون في مكان بجانب منظر خلاب بين الأعشاب والزهور وخلفهم بحيرة صغيرة تنعكس فيها زرقة السماء وصور الطيور المحلقة ..
فينادي الجميع بصوووت واحـــــد ... وواااااااااووو رائعة جداً .
الجد ليوري : اوووه هذا أنا أبدوا أكثر شباباً في اللوحة ...
أم هشام : أجل بعد عملية شد البشرة .. هههه
هادي : هذا ليس أنفــــــــي ... مستحيل وهو يتحسس أنفه
قمر : تدقق في الصورة وتعاينها وكأنها تعاين المرضى ...
وهكذا كل شخص يدقق في صورته وفي اللوحة عامة
هشام : لكم من الوقت درسي في المعهد يامرجان ...
مرجان : لستة أشهــــــــر
هشام : اللوحة وكأنها لمحترف
هادي : مرجان أنتي تتعلمين بسرعة فاللوحة رائعة لدراسة ستة أشهر
مرجان :شكرا ... شكرا لكم فقد رفعتم من معنوياتي .. ولكن هل نسيت أنفك ياهادي لتمتدح فن اللوحة ..؟
هادي : لا فمهما كنتي محترفة لن تستطيعي بلوغ رسم أنفي بمهارة
مرجان تبتسم : هيا التقطوا صورا للوحة وتذكروني دائما .. ولكن لاتدعوا علي ..
وبعد انتهاء العائلة من النظر لرسم مرجان تذكرهشام سالم وخطاباته وحكاية ماسة الحياة التي تشغل فكره فقرر أن يسأل أباه الجد ليوري عن تلك الحكاية القديمة ...
هشام : أبي لدي سؤال يحيرني ويشغل فكري وأرجو أن أحصل على إجابته لديك...
الجد ليوري : أسأل يابُـــــــــني ؟؟
هشام : أبي هل تعرف ماسة الحياة التي يتحدث عنها الجميع ؟؟؟
الجد ليوري مندهش : ماسة الحياة .. كيف وصل هذا الاسم القديم إليك ؟؟
هشام : من خطاب سالم يا أبي ... فما هي حكاية ماسة الحياة ؟؟
الجد ليوري : بني لماسة الحياة حكاية طويلة وماضٍ مؤلم ...
أم هشام : يجب أن يعلم أبنائك بما نعرفه من تلك الحكاية ... وهذا وقت مناسب لإخبارهم ...

س/ هل سيشبع الجد ليوري فضول ابنه هشام ؟؟وماهي الحكاية التي سيرويها لهم ؟؟تابعوا معـــي هذا الجزء من الحكاية

الجد ليوري : اقتربوا جميعا يا أبنائي سأخبركم بحكاية أشبه بالخيال ولكنها واقع .. ومن خلالها ستتعرفون على الماسة المنشودة .
ماسة الحياة التي سميت بهذا الاسم لأنها تشفي أمراض الجسد بشتى أنواعها .. وبما أن في الشفاء من الأمراض راحة و حياة منعمة .. وهذا هو السر المعهود فيها ..
قبل قرابة 32 ســـــنة كان هناك شاب وُلِــــــــــد معاق وكانت إعاقته فقدان البصر وبما أنه لايبصر فقد وقع يوما في مرحلة من مراحل حياته الباكرة وإصابته إعاقة أخرى في رجله اليسرى حيث أنه لايستطيع أن يمشي إلا بعكاز يتكئ عليه ويبصر به طريق العبور (( المشي )) ومع هذا كله فهو يتمتع ببصيرة نافذة وحنان وطيبة والأهم من ذلك رجاحة العقل حيث أحب بقلبه الطاهر فتاة بادلته هي الأخرى نفس المشاعر لما يتمتع به من صفات حميدة وقد كانت تدرس في تلك البلدة لتكسب قوتها أما الشاب المعاق لم يكن يعمل وكانت تعيله دار رعاية المعاقين بتقديم إليه مايكفيه من المال كل شهر وهو يتكفل بشراء مايلزمه مع أنه يعيش مع جدته إلا أنه يحفظ بقلبه طرق القرية وضواحيها ومجمعاتها وقد كفل نفسه ...
وبعدما تعرف على الشابة وأحبا بعضهما قررا الزواج واتفقا على أن يعين كلاً منهما الآخر في حياته .......
يقاطع هشام أباه : أبي وأين ماسة الحياة منها ؟؟
الجد ليوري : اصبر يابني فالحكاية طويلة وسوف تتعرف على مبتغاك
هشام : حسناً سأصبر ولكن أكمل ياأبي فأنا متشوق
الجد ليوري : بعد فترة وجيزة تزوجا وكان يملأ حياتهما السعادة والتفاهم والأمل بمستقبل مشرق وأطفال أصحاء إلى أن مرت سنة على زواجهما حملت بعدها الفتاة حيث كاد الشاب يطير من الفرح عندما علم بالخبر وبما أنه لم يبصر النور في حياته وعاش يبصر بقلبه إلا أنه في تلك اللحظة تمنى ولأول مرة في حياته أن يبصر لكي يرى طفله القادم وزوجته التي أحبته بإخلاص وصدق ........ ومرت ثمانية أشهر من حملها حتى سمع الزوجان عن جوهرة نادرة في وجودها اسمها ماسة الحياة وندرتها تكمن في قوة إشعاعاتها التي لاينتصر عليها مرض جسماني وأنها توجد في مدينة اسمها يدل على الوجود أي( مدينة اكيان ) ...
فقرر الشاب أن يذهب إلى مدينة كْــــــــيان أملاً في أن يشفى من إعاقته وبما أنه يسكن في مدينة ميسي فإنه لن يستطيع الذهاب إليها إلا عن طريق البحر... ملتقى المدن الثلاث
وفعلاً قرر السفر ولكن دون زوجته خوفاً عليها وعلى طفله وبصعوبة بالغة سمحت له زوجته بالذهاب .... فسافر عن طريق البحر
هادي : أبي ولكن كيف سافر وهو لايبصر ..؟؟!!
الجد ليوري : استدل بالركاب في السفينة فأعانوه .. وعندما اقتربت السفينة من كْيان داهمتها عاصفة قوية مفاجئة والكل أصابه الهلع فتمسك كل واحد بما يراه أمامه كي لايقع .. أما الشاب الأعمى فقد وقع في البحر دون أن يعلم به أحد حتى غاص في الأعماق فظن أنه سيموت غارقاً لامحاله ولكن في لحظة احتضاره الأخيرة شعر بشيء يلامس يده فأمسك به بقوة وفي هذه اللحظة لم يعد يشعر بالأختناق ولأول مرة رأى نوراً في وسط الماء ورأى أعماق البحر فظن أنه قد فارق الحياة وأنه في عالم النور العالم الآخر وليس في دنيا الحياة ولكن سرعان ماتبددت هذه الأفكار عندما أغمض عينيه مرة أخرى وعاد إلى الظلام فاقداً الوعي ولم يعلم كم مضى من الوقت وهو على هذه الحال ولكنه استيقظ ورأى نفسه في مكان لايجهله على فراش في غرفة صغيرة فأدار بصره ويا للعجب فقد أبصر الشاب ونهض من فراشه ووقف على قدميه وحرك رجله المعاقة فرآها سليمة بأحسن حال بعدها دخلت عليه فتاة وقالت له حمداً لله على سلامتك لقد قلقت عليك فعرفها من صوتها أنها زوجته ودُهش قائلاً كيف وصلت إلى بيتي بهذه السرعة
هل أنا حي أم ميت ؟؟!!
فأجابته زوجته : رآك الناس ملقىً على رمال الشاطئ فأسعفوك ... أنت على قيد الحياة واتمنى أن تنسى فكرة الذهاب إلى مدينة اكيان وماسة الحياة إلى حين ألد ...
فقال لها: وماحاجتي للذهاب إلى اكيان فقد تحققت أمنيتي يازوجتي العزيزة انظري جيدا أنا أراكِ وأرى منزلي وأرى العالم لأول مرة في حياتي ورجلي المعاقة قد شفيت تماما وحكى لها حكايته ..
فكان فرحهم عظيما لايوصف وبعد انقضاء الشهر التاسع انجبت الفتاة ابناً جميلاً سليماً من كل إعاقة ومتّــــــــع الأب ناظريه برؤيته وحمد الله وشكره على نعمته .
ولكن شاع بين الناس خبر هذا الشاب والمعجزة في شفائه فظنوا أنه يمتلك ماسة الحياة وحوّلوا حياته جحيما بكثرة الأسئلة والزيارات المتواصلة وهكذا بقي أربع سنين في دوامة وحيرة لم يستطع الخروج منها فماذا يفعل وقد انقلبت نعمة إبصاره في الحياة إلى نغمة ومصائب مهوّلة
..... بعد ذلك خطف الشاب وبقي مختفياً لمدة سنــــة كاملة ..... بعدها عُثِر على جثته على الجبل وقد مثلوا بها الأعـــــــداء حتى بالكاد يُتعرف عليه نتيجة تلك الجراح المثخنة التي كانت تغطي وجهه وجسده ................
بعد هذه الحادثة قامت مظهرات في مدينة ميسي ... فأناس يعترضون على قتله قبل أن يعترف ويقولون لو كان بيدنا لما قتلناه إلا والماسة بين أيدينا وقلة من الناس يقفون إلى جانبه هو وزوجته ..................
وهكذا حتى هاجرت الفتاة إلى أخاها الذي يسكن في مدينتنا أمل الحياة مخافة أن يصيب ابنها مكروه ما من الأعداء ... وبقيت معه سنتين كانت خلالها في كل سنة تذهب إلى مدينة ميســـي
لتزور قبر زوجها .... وفي السنة الثالثة كانت زوجة أخاها حامل في شهرها التاسع فقالت لأخاها إذا أنجبت زوجتك فتاة فلن يتزوجها غير ابنها ... حيث تحققت الأمنية فكان المولود فتاة رائعة الجمال اختلف الجميع فيما بينهم على تسميتها حتى انتهى بهم الأمر أن أسماها الفتى الذي ستكون زوجته.............
وعند اكتمال السنة الثالثة غادرت الفتاة مع ابنها إلى ميسي لزيارة قبر زوجها المقتول ولكي تبعد المشاكل التي لاحقتها إلى شعاع القمر عن أخاها فقررت أن تسكن في ميسي مرة أخرى
ولكن الحرب كانت قد درات رحاها هناك فقتلت الفتاة وفجع بها أخاها أما ابنها فلم يره أحد بعدها

وبعد هدوء الحرب بحث الخال عن ابن أخته كثيراً حتى فقد الأمل في أن يجده ولكنه بقي إلى هذه اللحظة ينتظر على أمل أن يعود ابن أخته ...
وخلال تلك الأعوام التي مضت والسنين التي انقضت والحروب التي قامت احتُلت مدينة اكيان من قِبل الطامعين في ماسة الحياة وأصبحت مقراً للمجرمين وتفشي الحقد والجهل والطمع بين سكان أمل الحياة لاعتقادهم بأن زوجة الشاب وابنها يمتلكون ماسة الحياة ولم يساعدوهم بها على تخطي مشاكلهم .....
أما مدينة ميسي فقد هدأت ثورة الطامعين فيها بعدما أبادتهم الحروب حيث تيقنوا أن ماسة الحياة ليست في مدينتهم .....
وحتى مدينة اكيان هدأ بحثهم بعدما قتل الشاب الذي تعافى وكلُ من يشفى بمعجزة ما ...
ولكن مع تجدد أشخاصها الطامعين تثور حصيلتهم للبحث أحيانا وتهدأ أحياناً أخرى إلى وقتنا الحاضر.....
زوج أمل : عمي ماعلاقة مدينتنا بهذه الماسة ؟ ولماشملتها الحرب؟
لاتنسى أن زوجة الشاب تسكن أمل الحياة وقد ظن أهالي المدينة أنها تحمل معها الماسة والحرب لم تشمل مدينتنا ولم تضرها كباقي المدن الأخرى .....
بل دمّرت النفوس المثالية في أمل الحياة حيث ثار التعصب والجهل والحقد بعدما كانت تتمتع بالعكس ....
هشام : أبــــي ... يقول شاب في الساحة أن الماسة ستجعلنا أغنياء مادياً فكيف هذا ؟
الجد ليوري : هذه أفكار من يحاول مساعدة المرضى من الناس ويكسب المال لقاء علاجهم ...
قمر : أبـــــي كيف عرفت بكل هذه الحكاية وتفاصيلها .. ؟
الجد ليوري: الكل يعلم بتفاصيل هذه الحكاية ياقمر ..
قمر : ولكننا لم نعلم يا أبي إلى الآن ... لماذا ؟؟
الجد ليوري : الكل يحاول أن لايذكر هذه الحكاية كي لايعود البحث والحروب والألم ..
مرجان: أبي أيعقل أنهم قاموا على ذلك الشاب لأنه شفي من إعاقته وأقاموا الحروب لهذا الموقف الواحد ؟ ..
الجد ليوري : ينظر متألما ويجيب ياابنتي يقال أن ماسة الحياة كان فيما مضى يمتلكها شيخ كبير في السن يصيد في البحر وقد عثر عليها في شبكته مع السمك وعندما رأى ما كان منها من قوى عجيبة ونادرة .......
أخبر المرضى فكان يداويهم بها دون مقابل ولكن أطماع البشر لاتترك أحد يمتلك مثل هذا الكنز بحاله ..فحاولوا انتزاعها منه بالقوة ولم يستطيعوا لأنه خبأها في مكان لم يصلوا إليه إلى الآن ...أما الشاب الأعمى فقد كان مثيراً لفضولهم وضحية ثارت بعدها حربٌ دامية .
مرجان : هذه الحكاية أشبه بالخيال .. بل هي الخيال بعينه....
هادي : هل تعرف ذلك الشاب يا أبي ؟
الجد ليوري : يجيب بتوتر أي شاب يابني ؟
هادي : الأعمى وزوجته أيضاً ..
الجد ليوري :ولماذا تسأل ياهادي ..؟؟
هادي : رأيت الألم واضحاً على وجهك ووجه أمي أيضا فخلتك تعرفهما أو لك علاقة بهما ..
الجد ليوري : هادي ماحدث لهما مفجع وهذا مايثير الألم في النفس ...
سكـــــــــت بعدها الجميع وأخذت قمر تحدث نفسها : سؤال هادي وإجابات أبي تؤكــد أن هناك سراً ما لم يكشفه أبي يخص علاقته بالشاب وزوجته.. كما أن هذه التفاصيل لايحكيها إلا شخص يكون جزءاً من الأحداث ... غريب ... أتمنى أن تكشف هذا السر يا أبي أنت وأمي أيضاً ...

س/ ماهي علاقة الجد ليوري بضحايا ماسة الحياة ؟ وهل سيخبر الوالد ابنته سبب رفضه للمتقدمين لها ؟؟؟ تعالوا معي لنعرف الإجابة ....

عند الساعة العاشرة والنصف مساءا استأذن هشام وزوجته وابنه للخروج وأيضا أمل وزوجها تملأ عقولهم الدهشة والحيرة حيال ماسمعوه ..
أما قمر ومرجان فقد بدأتا بتنظيف طاولة العشاء وترتيب المكان وغسيل الأواني في المطبخ وكلتاهما صامتتان تفكران بما سمعتاه أما لين فقد ذهبت إلى فراشها لتنام لأنها تصحو باكرا كعادة أيام الدراسة .. وفي ساحة المنزل بقي هادي مع والديه ..
أم هشام: يا أبا هشام أنا أرى أن الآن هو الوقت المناسب لتكشف السر
الجد ليورى: هذا ما أفكر به لن انتظر أكثر
هادي : أي سر يا أبي؟!
الجد ليوري : ستعرف ولكن نادي مرجان وقمر ففيه ما يخصهم جميعا ..
هادي : إذا لماذا لم تتكلم قبل أن يغادر هشام وأمل؟؟
الجد ليوري : السر لا يحتمل أن ينشر كثيرا ليصل إلى قرية مدينة أمل الحياة والى الأعداء يا بني.. وهشام أظنه يتذكر ما سأخبركم به...
هادي : كلامك يخيفني يا أبي ولكن سأنادي أختاي لتتضح الأمور
يذهب هادي إلى قمر ومرجان وهما تغادران المطبخ لتذهب كلآ منهما إلى غرفتهما فيخبرهما برغبة والدهما لكشف سر مخيف أو محير
قمر: كنت انتظر هذه اللحظة هيا يا مرجان
وفي الساحة يبدأ الجد ليوري قائلا..
أتمنى منكم كتمان هذا السر كما فعلتُ أنا حفاظا على السلام الذي يسود عائلتنا صحيح أن الحكاية قديمه ولكن الأعداء لا يتركون شخصاً لديه كلمة بخصوص ماسة الحياة وحاله
قمر : حسنا يا أبي نعدك أننا سنبقي الأمر سرا
الجد ليوري : تلك الحكاية ياأبنائي الشاب الأعمى وزوجته ...
هادي : ألك علاقة بهما ياأبي ؟
الجد ليوري : تربطكم بهما رابطة الدم ...
مرجان : رابــــــــــــــــــــطة الـــــــــــــــــدم ...!!!!؟؟ كيف وأي قرابة هذه ؟!
الجد ليوري : أجل يا ابنتي ... فزوجة الشـــاب الأعمى هي ..... هي عمتكم ميســـان
هادي : يضرب الطاولة بكلتا يديه ويقف على قدميه قائلاً كيف ... لايعقـــــل !!
أم هشـــــام : اهدأ يابني .. واسمــــــعني ....
لقد كانت عمتك ميسان مبعوثة إلى مدينة ميسي تدّرس فيها لمدة ستة أشهر قبل أن تنقل إلى قرية شعاع القمر وهناك أحبّت (( كين )) وقررت الزواج منه بعد موافقة والدك بما أنه أخاها الوحيد ولكننا لم نتوقع ماحدث .....
الجد ليوري : ومن كان ليتوقع يا أم هشام ...
قمـــــر : إذاً أنت الذي بحث عن ابنها في مدينة ميســـي ياأبي
الجد ليوري : أجـــــل ... وابن عمتــــكِ اسمه إليا ياقمر ...
قمــــر : فإذاً الفتاة التي ستصبح زوجته والتي هو أسماها هي ...
مرجان : أنا يا قمر .... أنا هــــي ..
هادي : ألهذا لاتريد تزويج مرجان ياأبي ؟!
الجد ليوري : لقد وعدت عمتكِ يامرجان ولا أستطيع أن أخلف بوعدي مادام هناك أمـــل بالعثور على إليـــا .
قمر : ولكـــن ... اعذرني لما سأقول يا أبي فتفكيرك بعيد عن الواقع بل إنه أشبه بالحلم فقد مضى زمن طويل ولربما ضاع عمر مرجان دون أن تتزوج من أجل وهــــم أو حُلمٌ يصعُبُ تحقيقه ..
هادي : أجـــــــل يا أبي .. فلربما قتل إليا ولم تعثر على جثته وإذا كان حيا لما لم يعد .. لربما تزوج وعاش حياته بينما أنت تنتظره وتوقف حياة مرجان من أجله .
الجد ليوري : كانت أمكما تردد هذه الكلمات طوال تلك السنين ولكنني أشعر أنه لازال حياً وأنا مصرٌ على موقفي فوعدي يقيدني وعدم عثوري على إليا يمنعني من تزويج مرجان ....
مرجان يا ابنتي ..لم أسمع رأيكِ ولاتعليقكِ على تصرفي ..

ماهوموقف مرجان عندما علمت بالسر ؟؟ لنرى

مرجان : صامتة ومندهشة يغلب عليها شرود الذهن فلا تجيب
الجد ليوري : يناديها بصوت مرتفع .. مرجان ... مرجان أجيبي
مرجان : تنتبه هااه .. عن إذنكم سأذهب إلى غرفتي ...
تستوقفها أمها: مرجان أرجوكي ابقي معنا تكلمي .. أبدي رأيكي فالأمر يخصكي ..
مرجان : أرجوكي يا أمــــي دعيني أذهب ..أريـــــد أن أبقى وحــــدي..
أم هشام : لا يا مرجان ابقي شاركينا أفكاركِ فصمتكي هذا يقلقني ..
الجد ليوري : دعيها يا أم هشام حقها أن تفكر بهدوء .. اذهبي ياابنتي
تذهب مرجان إلى غرفتها حيث يتربّع على قلبها همّ الحقيقة المرّة .. وفتىً لاتعرف عنه إلا صورة طفل في السابعة من عمره يحتفظ بها والدها مع باقي ذكريات صور طفولتهم وصور العائلة منذ خمسٌ وعشرون سنة .... لتضيع بين الوهم والحقيقة ... وهم إليا الذي لم يعد ولايعرف عنه شيئاً وحقيقة إصرار أبيها على انتظار ماليس بالحسبان ...
عندها تلجأ إلى دفتر خواطرها وأشعارها كاتبة :
تنسكب أيام عمري ساخنةٌ كانسكاب الشاي في الكوب
فتبرد مع مرور الوقت هادئةٌ كبرود الشاي في الريح اللعوب
فما لذّة النفس في العيش هانئةٌ وماراحة القلب في شمس الغروب
وماعادت الأفكار تائهةٌ فقد وقع القلب في دنيا الكروب
لإليا في نفس مرجان خاطرةٌ تحاول شرحها بأصناف الخطوب
بل لإليا في خروج الروح فاجعةٌ ومرجان لها الحزن الدؤوب
مرجان ليوري


أما هادي فقرر أن لا يتزوج إلا عندما تتزوج أخته مرجان أولا ....
وهكـــــذا تنقضي أيام الأسبوع ومرجان بحزن وأسى دفين على ما علمت به ويأتي آخر يوم لها في معهد فنون الرسم وهو يوم الأربعاء فتكمل مرجان مفاجأة اللوحة التي رسمتها وتذهب بها إلى المعهد مع صديقتيها لؤلؤ وماري فتفاجآن أنها أنهت اللوحة قبل أسبوع وتتشوقان لرؤيتها .. كما تتشوق مرجان لرؤية ماأبدعته صديقتيها ...
لؤلؤ: مرجان أبدأي أنتي هيا أرينا مارسمتي بسرعة ...
مرجان : لاأنا أقترح ننزع الستار عن لوحاتنا في وقت واحــــــــــد
ماري : حسناً سأعد إلى الثلاثة وعندما أنتهي ننزع الستائر .. واحــــد .. اثنـان ... ثلاثـــــــة.. هيـــا.... في هذه اللحظة ترفع كلاً منهم الستار عن لوحتها فتُبهر كل واحدة برسمة الأخرى
وبالإبداع المذهل ..
مرجان : وااااو رائــــــــــــــع يالؤلؤ لوحتكِ غاية في الإتقان أنتــي دقيقة في رســـــم كل التفاصيل .. لا بل أكثر من رائعة ليتني أستطيع الإتقان مثلكي .
لؤلؤ : لاتبالغي يامرجان فلوحتكِ جميلة أيضاً وخيالكي في رسم الطبيعة ساحر
مرجان تنظر إلى لوحة ماري فتندهش : أووووه ياماري هل هذا فعلاً خطيبكِ
ماري : أجل يامرجان ما رأيكي في لوحتي ؟؟
مرجان : أشبه بالحلم ياماري ... أشبه بالحلم .. يبدوا خطيبكي وسيم جداً في هذه اللوحــة .. ماري
ماري : أجل ... يامرجان
مرجان : تزوجيه بسرعة وإلا خُطف منكِ
ماري : هههههههه
لؤلؤ : كلام مرجان صحيح ياماري إلا إذا كنتي لاتريدينه فسأتزوجه بدلاً عنكِ
مرجان : هههههههه وهذه أول المعجبات ياماري
ماري تبتسم بخجل وتجيب : أحرجتموني بكلامكم ... يكفــــــــي
مرجان : هل رأى خطيبكِ اللوحة ياماري ؟
ماري : أجــــل دعوته لكي يراها ... وحتى هو لم يصدق مارأته عيناه وقد شكرني كثيرا
لؤلؤ : بالطبع لن يصدق لأنه يبدوا أكثر وسامة ...
مرجان : لأنكـــــــي تحبينه بعمق ياماري رسمتــي هذه اللوحة بكل مفاهيم الحب التي تسكن قلبكِ وروحكِ ... فمن هذه اللوحة أستطيع أن أرى مقدار حبكِ لزوج المستقبل .
لؤلؤ: مرجان .. يبــــــــــدوا أنكي تعلمتي التحليل من أختكِ قمر ...
ماري : مرجان ستحبين يوما ً ما حتماً فحاولي أن ترسمي حبيبكِ وزوج المستقبل وسترين كيف أن الأيام تمضي مع اللوحة وكأنها دقائق وساعات قليلة وحتى أنتي يالؤلؤ ستـــرين مايفعله الحـــــب
لؤلؤ : إلى أن يأتي ذاك اليوم ياماري سأخبركِ
أما مرجان يطبق عليها الصمت ويبدوا عليها الحزن بحيث تحدّث نفسها :آآآه ليتكِ تعلمين ياماري
لإليا في خروج الروح فاجعةٌ ومرجان لها الحزن الدؤووووب
ماري : وأنتي يامرجان هل ستخبرينني ؟؟
مرجان : تحاول أن تبدوا سعيدة وتخفي ألمها بابتسامة مصطنعة ومرح بالطبع ياماري بالطبع
وعند هذه الكلمات تذهب مرجان مع صديقتيها لرؤية أعمال كل من درس معهم في المعهد فكانت كل اللوحات رائعة ومذهلة في رسوم الشخصيات والوجوه السعيدة والحزينة والبائسة والغامضة والمرحة ... حيث أتـى المدرّسون والمدرسات في المعهد وتم اختيار أجمل لوحة متقنة في المعهد
لوحة لم تتوقع صاحبتها أن تفوز ألا وهــــي لوحة لؤلؤ ...
فباركت لها صديقتيها بالفوز الساحق وكذا كل من في المعهد وحصلت على جائزة أفضل لوحة ...
وانتهى اليوم باحتفال رائع ورسوم جميلة ونفسيات تختلف من شخص لآخر مابين سعيد وحزين ومكتئب وحائر ومهموم وغاضب وبريء ومجرم تظهر في رسومهم فكانت لوحة مرجان تحمل تعابير أكثر هذه الصفات لتعدد شخصياتها ...
وتمـــــــــــــضي الأيام تسوء فيها أحوال أهالي أمــل الحياة بإعادة إحياء ذكرى الجوهرة النادرة ماسة الحياة ومحاولة البحث عنها وخصوصاً أهالي مدينة اكيان يبحثون في البحر فكم من الغواصات تغوص كل يوم في البحر تبحث عن الماسة وكم من النفوس غرقت نتيجة الطمع في الحصول على هذا الكنز العظيــــم ولكن دون جدوى ....

س/ إذاً فما الذي ستكون عليه أحوال مدينة اكيـــــان ؟؟؟

في أحد قرى مدينة كيان المهجورة تدور حرب دامية بين قوتين عظميين لمجرميها ....
قائد الفرقة الأولى النسر : سأقضي عليك أيها المتعجرف ... خذ هذه مني .. هااا...
قائد الفرقة الثانية الليث : يصـــــــد ضربة نسر بسيفه قائلاً : سأغير اسمي إن هزمتني ..فما عادة النملة أن تهزم فيلاً ... خـــــــــــذ ...ااااا...
النســـــــــر : ستكون نهايتك أنت وأتباعك على يديّ ... هيا يارجال اقضوا عليهم ...
الليث : هيا ياجنودي هبّوا للنزال ...وأنت خذ هذه ..هااااا ... هااااا ه.... وهنا يناور الليث ويقاتل بخبرة عالية حيث يسدد وبخفة طعنة في صدر النســـــــــــر فيعلن بها عن نهاية حياته وهو يقول له : أيها المغرور عُمر الرياح ماهزّت الجبال في هبوبها أو إعصارها....
بعدها يمضي الليث يقاتل كل من يقف في طريقه من رجال القائـــد نسر فيقتلهم دون رحمة أو شفقة ... ينظر بعدها إلى قتال جنوده الأشاوس فيرى القائد سام ذراعه اليمنى في الحروب يقاتل بشراسة وكأنه يثار لنفسه حيث ينقض على المبارزين كوحش ينقض على فريسته ...
سام : هذه من أجــــــــل كل المظلومين ... من أجل كُل الأطفال الذين حُرموا من أمهاتهم ... من أجل كل الآباء المضطهدين .. خذوها ... اااااا ... هاااه ..
ليث : سام انتبه خلفك ...
يلتفت سام : خذ هـــــــــذه من أجـــــــــــل والدي الليث ...فيقتله دون تردد
وهكذا تنتهي الحرب يرجع بعدها القائــــــــد ليث منتصراً على فرقة النســــــــر بعدما أبادهم هو ورجاله .... حيـــــــــــث ستتفرّد هذه الفرقة بإدارة عالم الإجــــــــرام في مدينة (( كيان))

وبعد هذا النزال تجتمع هذه الفرقة والتي قائدها ليث البالغ من العمر ستين سنة القائد الأعلى لإجرام والطمع .. فيأتمرون للإغارة على مدينة أمل الحياة للبحث عن شخص اسمه يوشـــــــع بن هشام من اجل ماســــة الحياة ....

أما في أمل الحياة في قرية شعاع القمر في بيت ليوري تذهب أم هشام إلى ابنتها مرجان تحاول فهم مشاعرها ....
أم هشام : ابنتي الغالية مرجان صمتكِ بشأن ارتباطكِ بإليا يعذبني .. فأنا إلى الآن لاأعلم مالذي يدور بداخلكِ أرجوكِ اظهري لي مشاعركِ أياً تكن...
مرجان : أمي أنتي تعلمين أنه في كل مرة يتقدم لي شخصٌ ما ويرفضه أبي دون أن أعلم السبب أتعذب بداخلي ... ولكنني أحترم رغبات أبي والسر الذي يخبأه لي .. والآن بعدما عرفت السبب شعرت بان مستقبلي يطعن ألف مرة حيث لايكاد ينهض من شدة الطعنات ....
ورغم هذا ياأمي أنا سأبقى أحترم رغبة أبي وأبقى على وعد أبي لعمتي ميسان إلى أن أموت أو إلى أن يغير أبي فكرته في ذلك الوعد وذلك الحلم بعيد المنال ...
أم هشام : لاتقلقي يا ابنتي ودعي أملكِ بالله فحتماً سيتغير أبكِ يوماً .
مرجان : توكلت على الله يا أمي في أموري كلها .....
وفي هذه اللحظة تدخل قمر : أمي لم يتبقى الكثير على زواجي أرجوكي ساعديني في شراء الملابس أنتي ومرجان ..
مرجان : حسناً يا أختي لاتقلقي فهناك وقت بقي ثلاث أسابيع كما انه لم يبقى الكثير من الملابس وتنتهي من همها ... لذا اعذريني فغداً لن أستطيع الذهاب معكِ لأنني وعدت صديقتي ماري ولؤلؤ بالذهاب معهم في نزهة على شاطئ البحر ..
قمر : أووووه يامرجان ليس هذا وقتكِ ...
أم هشام : لاعليكي يا مرجان اذهبي مع صديقاتكِ واستمتعي بوقتكِ وأنا سأساعد اختكِ ولكن كوني حذرة ..



إذا أحسست باهتمامكم بباقي الأحداث فسأضعها ,,,,,,
تحياتي الخالصة
مفارقة الروح

مفارقة الروح
20-10-2009, 10:45 AM
مرجان : حسناً أمي وشكراً لكي على الموافقة ..


وفي اليوم التالي عند السابعة صباحاً تلتقي مرجان بصديقتيها ماري ولؤلؤ وبيد كلٌ منهم لوحات الرسم والأقلام والألوان وغيرها من أدوات الرسم .... تنقلهم لؤلؤ بسيارتها إلى شاطئ البحر ...


ماري : أتعلمين يالؤلؤ بأننا سنضيع من دونكِ فانتي سائقتنا الخاصة ...


مرجان: أجل سائقة من غير أجر ....


لؤلؤ: همم ... تسخرون مني ... اممم حسناًً سأدعكم في الطريق وأذهب عنكم ...


مرجان : حسنا .. جسناً ... اصمتي يا ماري ولاتتكلمي ودعينا نصل بسلام ..


ماري : مرجان ياماكرة ... حسناً سترين ماسأرسمه لكي عند الشاطئ ..


لؤلؤ : يبدوا أنني سأفوز مرة أخرى بلوحة كوميدية ...ولكن هذه المرة ستكون لفتاتين معي في السيارة..


مرجان : حسناً ... سنرى من سيفوز ..


وتستمر الصديقات في حديثهن بمرح حتى يصلون إلى الشاطئ فيتناولون وجبة الإفطار بعدها تضع كلاً منهن لوحتها في جانب بجوار البحر لترسم منظراً خلاباً للطبيعة الساحرة وتضيف عليه من خيالها الواسع لمسات جريئة ..


لكن عند الثامنة والنصف تصل سفينة وتحط أمام الشاطئ يزل منها ثلاثة عشر رجلاً ملثمون يلبسون ملابس لونها أسود كألوان قلوبهم وعلى رأس السفينة قائدهم ينادي عليهم : الرهينة أمام أعينكم ... أظهروا أسلحتكم واقبضوا عليهم وإلا فاقتلوا بعضاً منهم ..


تشهـــــــــد لؤلؤ هذا الموقف فتركض مسرعةً نحو مرجان وماري محاولة اصطحابهم إلى السيارة فيداهمهم أربعة رجال ملثمون يمسكون بلؤلؤ ومرجان ....


أما ماري فقد استطاعت أن تبتعد عن أنظارهم بسرعة ولكنهم أمسكوا أيضاً بثمانية رهائن بينهم طفلين وشيخ وامرأة عجوز ممن يتمشون على الشاطئ .. فاكتفى قائدهم بهذا العدد وأمرهم بالرجوع إلى السفينة قائلاً : يكفي ارجعوا لقد أصبحوا عشر رهائن بين أيدينا .. اتركوا البقية ...


بعدها حدّث من يركضون من العامة محاولين الهرب فقال لهم : إذا أردتم استرجاع أهلكم سالمين فأخبروا الناس بأننا لن نعطيكم الرهائن مالم يظهر(( يوشع بن هشام )) وهذه أرقام هواتفنا خذوها لكي نتواصل ونتفاهم فيما بيننا وإلا فستأتيكم كل يوم جثة ممن أسرناهم وسنرسلها لكم عبر البحر ... وبهــــــــــــــــذه الكلمات المهددة ينهي قائدهم كلامه ويذهب راجعاً إلى مدينة اكيان ...


وعلى رمال الشاطئ تظهر ماري من وراء الصخرة مذهولة لما حدث وتأخذ الأوراق التي كُتب عليها أرقام الهواتف التي تركها القائد لأنها تعلم أنها لن تستعيد صديقتيها مالم تناضل من أجلهما


ومن اجل بقية الأسرى ...


وعند الساعة التاسعة والنصف تذهب ماري بسيارة لؤلؤ إلى منزلها وتخبر والديها بما حدث وتسلمهم الأرقام الذين هم بدورهم يخبرون أهالي قرية شعاع القمر بحادثة الخطف من أجـــــــل يوشع بن هشام ..حتى يصل الخبر إلى الجد ليوري وأم هشام ... فيعلم الوالد بخطف ابنته من ضمن الأسرى وهو مندهش من عودة المجرمين للبحث عن يوشع بهذه الطريقة المهينة ....




أما في السفينة ... الرهائن خائفون مما سيفعل بهم هؤلاء المجرمون فهم يشهرون سيوفهم بوجه كل من يحاول النهوض حتى أو يفكر بالصراخ ...


لؤلؤ: مرجان أنا خائفة مالذي سيحدث لنا الآن ؟؟


مرجان : لاأعلم يالؤلؤ فوجوه هؤلاء القوم لاتبشر بخير .. ولكنني أتسائل من يكون يوشع هذا ولماذا يأسروننا من أجل أن يظهر..؟!


ينظر إلى مرجان ولؤلؤ أحـــــد الجنود ويوجه سيفه عليهم قائلاً : بماذا تهمسان؟ .. أجيبا بسرعة وإلا..


لؤلؤ : نتسائل لما تم خطفنا ومن يكون يوشع بن هشام هذا...


الجندي : من أجل ماسة الحياة ... ولربما تقتلون أيضاً


مرجان : ماذا ماسة الحياة ..!! هــي أنتم لايحق لكم العبث بحياتنا من أجــل وهم لأن ماسة الحياة ليست حقيقة ... عليكم اللعنة أيها اللصوص .. عليكم اللعنة ...


يتكلم جندي آخر قائلاً لصديقه : أسكتها وإلا قتلتها ...


الجندي : اصمتي أيتها اللعينة ..


مرجان : أنتم حمقى تضيعون حياتكم في سبيل الأوهام ...


يضرب الجندي مرجان على رأسها حتى يفقدها الوعــــي


لؤلؤ : لا.. لا .. ابتعــــــــــــد عنها ... مرجان ... مرجان ...


وعلى إثر هذا الموقف يضج الرهائن بالبكاء وينتابهم الخوف...


الجندي : كل من سيتطاول علينا يواجه نفس المصير ...


وبهذه الحال تصل السفينة إلى (اكيان ) فيضعون الرهائن في غرفة معزولة يحرسهم الجنود ... وتمضي الساعات حتى التاسعة مساءً ولم يقدّم الجنود شيئاً للرهائن وقد انتابهم الجوع والعطش وخصوصاً الأطفال ومرجان التي أثرت بها الضربة فساعة تفيق وساعة يغمى عليها من شدّة العطش والتعب ....


لؤلؤ : مرجان ... مابكي .. أفيقي أرجوكِ ...


مرجان تفيق : أريد ماءاً يالؤلؤ .. أشعر أن العطش يقتلني .. ألم يأتي أحدهم بالماء والطعام بعـد؟


لؤلؤ: لا يامرجان ولكنني لاأظنهم سيتركوننا نموت هكذا فلربما الآن يأتوننا بالطعام والماء فأرجوكي تماسكي ...


جلست مرجان وأسندت رأسها على ركبتيها تنتظر أن يأتيها أحد بالماء ...فصرخت بهم لؤلؤ ...:


ألن يأتينا أحدكم بالماء نكاد نهلك من شدة العطش ..


فأجابها الجندي : اطمئني قريباً سيصلكم الماء والطعام فنحن بحاجة إليكم ..


بعد نصف ساعة وصل القائـــــــــد ســام وبيده قربة مـــــاء فرحّب به الجنود ...


سام : كيف هي أحوال الأسرى ؟


يجيبه أحدهم : كما ترى ياسيدي الأسرى بحاجة إلى الماء والطعام وعدا ذلك هم بخير ...


سام : المؤونة على وصول ...


وعندما يهمّ بالخروج يرفع قربته ويشرب منها الماء أمام الرهائن فيزيد بذلك شوقهم للماء فيبكي الطفلين يريدان الماء .. ويخبران أختهما بذلك ... فترفع مرجان رأسها على صوت بكائهما وترى الماء والقربة بيد القائد فتقوم مسرعة تركض نحو القربة فيعترضها أحد الجنود فتدفعه بقوة فتنتزعها من يد قائدهم والقربة على شفتيه وهو يشرب الماء فتشرب منها ... يحاول الجنود نُصرة قائدهم ولكنه يشير إليهم بيده فيستوقفهم تاركاً مرجان تروي عطشها ....


وبعد أن ترتوي مرجان تذهب بما بقي في القربة من ماء إلى الطفلين تسقيهما ماتبقّى في القربة من ماء ..بعدها تذهب لتعيد قربة الماء إلى قائــــــــد المجرمين (سام)الذي بدوره يأخذ القربة ويرفع يده ويصفعها بقــــــــــوة على وجهها دون أن يتكلم ويدير ظهره ..


فتجيبه مرجان رافعة رأسها : صفعتك هذه لاشيء أمام ما كُنت أشعر به من عطش وألـــــــم لحال هذين الطفلين وبقية الأسرى ...


وبعد هذه الكلمات من مرجان يلتفت إليها القائــــد (سام) ينظر إليها مُوجهاً هذه الكلمات : ستكونين أول من يُقتل في هذه المهمـــة إذا لم يعطونا مانريد ...


مرجان : تنظر إلى سام بدهشة لاتكاد ترمش عينيها وتضع يدها على قلبها لشعورها بأنه سيخرج من مكانه دون أن تنطق بحرف واحـــــــــــد إلى أن يخرج القائد سام ....


أمّا لؤلؤ انتابها الخوف مما حدث .. فجلست أمام مرجان تواسيها حتى وصل الماء و الطعام حيث كان بعض السندوتشات وماء ...فشرب الجميع وأكلوا ما قُدِم إليهم عدا مرجان لم تستطع أن تنهي طعامها ولم تتكلم مع لؤلؤ كعادتها ...




س/ من هو يوشع بن هشام وهل هو حي أم ميت ؟؟ هذا ماسنعرفه في القادم




في بيت ليوري .. الجد ليوري يحدث أبنائه قمر وهادي : يا أبنائي ..أعلم أنكم خائفون على أختكم مرجان كما أعلم بقلقكم فأنا أكثر خوفاً منكم ولاأعرف كيف أتصرف لأنني المطلوب في هذه القضية وأنا محتار بين ابنتي وبين مدينتي حيث لايمكنني أن أضحي بمدينة كاملة من أجل شخص واحد أو عشرة أشخاص ولاأعلم موقفهم عندما اخبرهم بتلك الحكاية القديمة.


قمر : أبي لم أفهم شيئاً ... ماالذي قصدته بقولك انك المطلوب ؟؟ وماعلاقتك لكي تحتار ؟!


هادي : أبي هل هناك سِرٌ آخــــر لم تخبرنا به بعـــــد ؟ أرجوك ياأبي أخبرنا بكل مافي جُعبتك الآن ولاتجعلنا نُصدم في كل مرة بخبر أو سر جديد يؤلمنا ..


الجد ليوري : أمـــــــــك تعلم بالأمر يا بُنــــــــي .. وأنا لم أتوقع أن يعود أحد للبحث يوماً عن يوشـــــع بن هشام .


قمر :من هو يوشع يا أبي ؟ هل هو أخاك ولم تخبرنا أم ماذا؟


الجد ليوري : لا يا ابنتي اهدأي واسمعيني وأنت يابُنــــــــي ...... أنا هو يوشـــــــــع بن هشام الذي يبحث عنه المجرمون ..


هادي : أنت هو يوشع ؟!! كيف ؟!


الجد ليوري : عندما حدث ماحدث لعمتك ميسان وزوجها من أجل ماسة الحياة ... لديكم علم بأنها عادت إلي وبقيت معي فترة من الزمن في هذه الفترة لم يكف الطامعون عن بحثهم عن الماسة وهم يظنون أنها لدى عمتكم أو أنها تعرف بمكانها على الأقل ... فبحثوا عنها كثيراً حتى علموا أن لديها أخ اسمه يوشع بن هشام يسكن في امل الحياة حيث لايعلمون في أي القريتين يعيش فبدأو يطاردونها ليعلموا بمطلبهم وعندما علِمت بالأمر قررت العودة إلى ميسي كي تبعد المشاكل وحاولت جهدها أن لايعرفني او يتعرف عليّ أحد فطلبت مني في آخر مرة رأينا فيها بعضنا تغيير اسمي من يوشع إلى ليوري حيث ساعدني على ذلك سكان القرية واتفقنا أن يوشع توفي إذا سأل عنه أحد وبالفعل نجحنا أم لماذا كتمت السر .. فهو لأنني خجل مما فعلت فقد تركت أختي لوحدها في وقت كانت هي في أمسّ الحاجة إليّ ... وأن نادم الآن لتركي إياها وابنها وهذا مايدفعني للتمسك بوعدٍ مضت عليه الأعوام.


تبكي قمر لحال والدها فتحاول تهدئته بقولها : أبي الذنب ليس ذنبك فلو أنك ذهبت مع عمتي وحاولت مساعدتها لكنت ربما ميت الآن لاسمح الله ولكانت أمل الحياة في حروب مع مدينتي اكيان إمّا للإنتقام إمّا من أجل الطمع ...


هادي : أبي قمر معها حق في كل ماقالته كما أن تفكير عمتي رحمها الله فيه حكمة ... ودعك الآن من الماضي فنحن في مشكلة علينا التفكير كيف سنخرج منها .. وأظن أن الحل لديّ ولكن أريــــــــد أن أسألك يا أبي ..


الجد ليوري : سل يابنــي .........


هادي : أبي نشرتم بين الناس قديماً أن يوشع قد مات وقد انتهت المشكلة ولكن المجرمين عادوا للبحث لأنهم يعتقدون أن يوشع على قيد الحياة فهل هناك قبر ليوشع ... أقصد هل صنعتم له قبراً ؟؟


الجد ليوري : لا يابُني لم نفكر في صُنع قبر ..


هادي : حل مشكلتنا الآن هو أن نُسوِّي قبراً وسط القبور ونضع عليه لائحة نكتب فيها اسم يوشع بن هشام ونضع تحت الاسم تاريخا يعود إلى خمسٌ وعشرون سنة وبالطبع نلطخ اللائحة بالغبار ونجعل القبر يبدوا وكأنه مرّت عليه كُلَّ تلك السنين ...


الجد ليوري : أجِـــــــــــد فكرتك في منتهى الإتقان ولكن هل ستنجح ؟؟


قمر : بإذن الله ستنجح ولكن لنتحرك منذُ هذه اللحظة قبل أن يقتل أحـــد الأسرى أو يعترف بالحقيقة أحد آباء أو أمهات الضحايا ...


هادي : أبي أنا سأذهب الآن لصنع لوحة باسم يوشع وأنت عليك بتفقد كل من تعرفهم وخصوصاً الجيران كي لايفضح احد ذلك السر القديم فتقع مدينتنا في حروب لا نهاية لها .


الجد ليوري : ليرضى الله عنك كما أنا راضٍ عنك ياولدي ..


ومضت تلك الليلة ومرجان ليست في البيت وأم هشام تبكي ابنتها وكذلك باقي الرهائن تبكيهم أهاليهم ... حتى أصبح الصباح وقد انتهت لوحة يوشع حيث ذهب هادي باكراً مع أبيه إلى مقبرة قديمة فبحثوا فيها عن مكان خالي لكي يُسَووا فيه القبر إلى أن انتهوا إلى زاوية بعيدة جــــداً فكانت مكاناً ملائماً لصنع قبر ووضعوا اللوحة عليه بعدما جعلها هادي تبدوا وكأنها تعود إلى أكثر من ثلاثين سنة بسبب لونها وكثرة الغبار عليها وحولها ...




مالذي يحدث في اكيان مع الرهائن ..لنرى




في مدينــــــــــــــــــــــــــــــــــــة اكيــــــــــــــــــــــــــان


يأتي القائد الأعلى ليث ويسأل سام عن الضحايا وماحلًّ بقضيتهم ...


فيجيب سام : سيدي لم يتصل بنا أحد من أهاليهم إلى الآن ..


القائد ليث : عجيب .... أليس لديهم أهل .. لا..........لا يعقل هذا لابد وأن لديهم أمراً يخططون بشأنه...


سام : هل تظنهم سيقاتلوننا أيها القائد ...


ليث : لا أظن ذلك فليس القتال من عاداتهم ولكن اسمعني بعد نصف ساعة إذا لم يخابرونا اذهب واقتل أحد الرهائن وابعثها إليهم ..


سام : اااااا ولكن ياسيدي إنهم أبرياء ولم يفعلوا مايـــ....


ليث : ســـــام مابك لاتترك للرحمة فرصة للتسلل إلى قلبك كُن كما ربيتك عليه ...


سام : سأحاول ولكنني لن أعدك ...


ليث : لاتنســـــى أن اسمـــــــــــــك يعني المـــــــــــوت ... مابك أنسيت كيف خضت الحروب معي وقتلت الكثير من أمثال هؤلاء .. فلِـــــم تتراجع الآن .. هيّا سآتــــــــي معك..


وفي طريق المجرمون إلى غرفة الأسرى يرن هاتف قائدهم الأعلى ليث ..........


يرفع : نعم ... من المتحدِّث ؟


وإذا به والد لؤلؤ: أنا أب أحد الأسرى لديكم ..


ليث : وأخيراً اتصلت ... ماذا قررتم هل ستسلمونا يوشع بن هشام أم نرسل لكم جثة أحد الرهائن الآن ........


والد لؤلؤ : كيف نسلمكم شخص متوفي منذ خمسٌ وعشرون سنة ...


القائد ليث : لا تكذبون أنا أعلم أن ذلك الشخص على قيد الحياة وتلك حيلة قديمة لاتنطلي علي ... لديكم نصف ساعة إن لم يصلني اتصال منكم لتسليمنا هذا العجوزسأنفذ ماقلته ......يغلق ليث الخط في وجه والد لؤلؤ على إثر هذا التهديد ...


وفي كل دقيقة يتصل أحد آباء الأسرى يخبرون الجنود والقواد بأن يوشع ميت منذ خمس وعشرون سنة مضت ... حتى بدأ ليث يشك في أنه فعلاً ميت .... وعند العاشرة صباحا اتصل الجد ليوري فكان رقـــــــــم سام ...


يرفع سام : مرحبا ً ...


الجد ليوري : أهلا بك معك والد أحد الأسرى ...


سام : ماذا هل ستخبرني أنت الآخر أن يوشع متوفي ؟؟


الجد ليوري : أجـــــــــل .... مالكم لاتصدقون أن يوشع ميت منذ 25 سنة مضت ...


سام : انتظر لحظة ... أيها القائد ليث .. خذ تفاهم أنت معه إنه يكرر نفس الإجابة ...


ليث : مالدليل على صحة ادعائكم ... كيف تريدون أن أصدقكم دون دليل..؟


الجد ليوري : ااا الدليل ... تعال وانظر بنفسك إلى قبره في قرية شعاع القمر هو مدفون هناك .. وإلا هل تريدني أن أنبش قبره وأخرج لك عظامه إن وجدت ... مع انني لاأظــــــــــنني سأجد عظاماً مضت عليها 25سنة تحت التراب فهذه المدة كفيلة بتحويلها إلى رُفات ....


ليث : حسناً سآتــــــــــي إليكم ولكن ليس اليوم ...سأفكر وآتيكم غداً صباحاً لأرى قبر يوشع ولكن الرهائن ستبقى هنا حتى أتأكد من صحة ادعائكم ...


الجد ليوري : أرجــــــــــــوك لاتقتل أحداً منهم من أجــــــــــل شخصٍ ميت ...


ليث : اطمئن لن أفعل ولكن إن كان كلامكم كذب فلن أُبقي على أحد منهم إلى أن يظهر العجوز ..والآن إلى اللقاء في الغد ...


بعـــــــــــــــــــــــــــد هذا الإتصـــــــــال هدأ الجد ليوري ومن معه من أهلي الرهائن ولكنهم لازالوا خائفين من غــــــــدر ذلك المجرم ...


أما أحوال الأسرى فهي لاتخلوا من الخوف والتوتر والقلق بشأن أرواحهم .....


يدخل عليهم القائــــد سام : أيها الجنود هل قدمتم لهم طعام الإفطار ؟


يجيبه أحدهم : نعم ياسيدي ...


سام : حســـــــــناً .. يديــــــــر عينيه يبحث بين الرهائن قائلاً أين تلك الفتاة التي صفعتها بالأمــس؟


تسمــــــــع مرجان هذه الكلمات فتشهق وتلتفت إليه فيراها ويقترب منها


سام بسخرية : مُنــــــــــذُ الأمس وعلامات الخوف بادية على وجهكِ وعينيكِ .. مشكلتكِ لاتستطيعين إخفاء مابداخلكي .... أوَ تخافيـــــــــــن الموت؟؟


مرجان : تتلفت يميناً وشمالاً محاولة عدم النظر إلى وجه ذلك القائد ولكنه يكمل حديثه معها


سام : اطمئني سنترككِ إلى مابعد الغــــد لحين أن نرى الحقيقة ولكن تأكدي إن كان هناك ضحايا ستكونين أنتِ أولهم....


تجيبه مرجان باضطراب واضــــح : حسنـــــــــــاً ...


تقترب لؤلؤ من مرجان وتمسك بيدها قائلة : لاعليكِ يا مرجان لن يستطيع أن يفعل هذا المغرور شيئاً لكِ لأن عائلتنا لن تتركنا بين أيدي هؤلاء المجرمين ...


يتحدٍّث القائد سام بدهشة : ماذا قلتي ما اسمها ... مرجان ؟! اسم فتى فقد هويته ...ههههه


تمسك لؤلؤ بمرجان وتصطحبها إلى مكان آخر تجلس معها فيه ...




هل ستنطلي الخطة على القائد ليث وجنوده ؟وماذا سيفعل بالأسرى ..في الجزء القادم سنعرف الإجابة....




ويأتي صباح اليوم التالي يغادر فيه القائد ( ليث ) مع مجموعة من جنوده المسلحين إلى قرية شعاع القمر تاركاً القائد (سام) في مدينة اكيان يحرس الأسرى وعندما يصل يستقبله أهالي الأسرى عند الشاطئ وهو بدوره يشهر أسلحته في وجوههم خوفاً من أن يغدروا به ويقول لهم :


أنا القائد ليث وأبنائكم رهن إشارتي فما إن تحاولوا قتلي أو الإمساك بي سيقتل جميع الرهائن ... وشيئاً آخر إن تأخرت في الوصول إليهم سيُقتلون أيضاً..


أحد آباء الرهائن : اطمئن فليس من عاداتنا الغدر .


ويضيف آخر : أبنائنا عندكم ولسنا أغبياء لنحاول قتلكم أو محاربتكم .


الجد ليوري : أيها القائد ليث ... أتيت من أجل دليل واضح على موت يوشع ... ولكي لاتتأخر في العودة إلى اكيـــان تعال معنا لترى القبر بنفسك .


القائد ليث : هيــــــــا تقدموا وسأمشـــــــــي خلفكم ...


هادي : أنت تفضل معنا فالطريق طويل وسنركب هذه الحافلة جميعاً لنصل بسرعة .


القائد ليث : حسناً أنا موافق هيا تحركوا ...


يذهـــــب الجميع إلى المقبرة التي دُفن فيها يوشع أو بالأحرى إلى القبر المصطنع .. فينزل الجميع يتقدمهم الجد ليوري ليُدلهم على مكان القبر حيث كان في زاوية بعيدة جداً في المقبرة تحيط به الكثير من القبور فاقترب ليوري وابنه هادي من القبر ومعه بعض الآباء وبالتأكيد القائـــد ليث مع بعض جنوده ...


الجد ليوري : هذا هو القبر ياقائد ليث .. انظر أظُن هنا اسمه وتاريخ الوفاة ...


القائد ليث : دعنـــــــي أرى ... يقترب من القبر يعاين اللوحــــــــة والقبر معا فيصمت يفكــــر قليلاً ...


أبا لؤلؤ: هل تأكدتم الآن من صحة كلامنا ؟


القائد ليث : الأمر مُحير ... لمَا لم يظهر هـــــــذا القبر إلا الآن ... لمَ لم نرهُ من قبل ؟؟ !


هادي : لأنه لم يكن هناك أحد يسأل عن مكان القبر أو أيـــــن دُفـــن يوشع ...


القائد ليث : ألا يوجــــــــــد هناك عائلة أو أبناء ليوشع بن هشام هذا ؟؟


جار ليوري : لا ... ليس لديه أبناء أو عائلة فقد قُتِلت أنها الوحيدة وابنها في مدينة ميـــسي ... أما هو فقد كان مريضاً لم يقوى على ماأصابه من الحزن والفقدان فمــــات وحيداً بهمه هو الاخر ...


القائد ليث : حسناً ... حسناً ... سأعود الآن ...


الجد ليوري : هل ستُطلق سراح أسرانا بعدما رأيت الحقيقة بعينيك ؟


القائـــد ليث : ااامممم ..أجــــــــل ... هيا يا جنود لنعد الآن ...


يعود على هذه الكلمات القائد ليث أدراجه وفي طريق العودة يفكر في نفسه قائلا: إذا كان يوشع قد مات أيُعقل أنه ليس لديه زوجة أو أبناء ... لا..لا ... لن أتركهم يخدعونني لابُــــــــــد من التروّي


وعندما يصل يخبر القائد سام بما حدث ويطلب منه إخـــــــلاء نصف الأسرى فقط كعادة المجرمين دائماً يخلفون بوعودهم ..


يذهب سام بدوره إلى غرفة الأسرى ويحدِّث الجنود : أخرجوا خمسة منهم فقط ..


فقام جميع الأســـــرى لإنًّ كُلاً منهم يريد الخروج من هذا السجن ...


وبدأ الجنود أخذ بعض الأسرى بشكل عشوائي من بينهم الأطفال تاركي الشيخ والمرأة العجوز فاقترح شاب اسمه أحمد بين ألأسرى أن يتركوه ويطلقوا بدلا منه سراح العجوزين لأنه ليس لديهم القدرة على تحمل الأسر ...


القائد سام : كلام هذا الشاب صحيح فلسنا نتحمّل الضعفاء ومراعاتهم أيضاً .. دعوه مع البقية وأطلقوا العجوزين والطفلين وأختهما ...


المرأة العجوز : شُكراً لك يابُني أحمد لن أنسى معروفك هذا ماحييت ...


ويشكره أيضا الشيخ العجوز وبقية المسرّحين ...


وهكذا أُطلق نصف الأسرى وبقيت مرجان ولؤلؤ ومعهما شابان وفتاة ...


وعندما عاد نصف الرهائن إلى شعاع القمر علم أهالي بقية الأسرى أنه قد تم خداعهم فاتصلوا بالقائد ليث .... فقال لهم لستُ أنا من يخدع بسهولة سأبحث أولا في قضية عائلة المتوفى يوشع بن هشام وإذا تأكدت سأعيد لكم أسراكم إمّا أحياء أو أمـــــوات .. بحسب مايستجد .


ومضى أسبوع آخر والقائد ليث مع سام و جنودهما يبحثون على أثر أو شيء ما يتعلق بيوشع حتى أنهم حاولوا أن يعرفوا مكان سكنه فدلهم أهالي القرية على أرض قالوا أنه كان مبنياً عليها بيت يوشع وبعد موته بسنتين بقي البيت خالياً فقررت الحكومة هدمه وبناء مدرسة على أرضه كصدقة جارية له في قبره .... وهكذا حتى اقتنع المجرم العنيد بتلك الحكاية الواهية ...ولولا تعاون أهالي شعاع القمر لما نجحت الخطة ... قرر بعدها إطلاق سراح بقية الأسرى سالمين والبحث عن ماسة


الحياة في اعماق البحر الذي تعبره السفن للوصول إلى اكيان ...


وفي اليوم الذي يُطلق فيه بقية الأسرى ذهب سام معه القائد ليث إلى الأسرى فقال ليث :


من حسن حظكم أنني لم أقتل أحداً منكم ولكن إذا كان بينكم أحدٌ يعلم بمكان وجود الجوهرة النادرة ولم يخبرني فسيكون مصيره الموت ... ألم تلاحظ يا سام ان هذه اول مرة أترك فيها من وقعوا بيدي سالمين دون ان أقتل أحد غريب ...


سام : أجل لاحظتُ ذلك ... هـــــي انتم هيا استعدوا للخروج ...


لؤلؤ: الحمد لله وأخيراً سنخرج يامرجان ..


مرجان بابتسامة عريضة : الحمد لله


ركض بقية الأسرى بسرعة خارجين متجهين نحو السفينة حيث سبقت لؤلؤ مرجان إلى الخارج وفي أثناء ركضهم اصطدموا بالجنود وبسام الذي يتفرج عليهم فسقطت من جيبه ورقة على الأرض رأتها مرجان ...وفي أثناء خروجها وهي تركض يستوقفها سام قائلاً بسخرية : يبدوا أنه كُتب لكي عمر جديد أيتها الجبانة ... همــــه ...


مرجان بقلق تارة تنظر إلى الخارج وتارة تنظر إلى الأرض ....


سام : هههههههه يضحك بسخرية ..... يبتعد بعدها متجها نحو الخارج ... أما مرجان توقع قنينة الماء من يدها بجانب تلك الورقة فتنحني لتأخذ القنينة وتخبئ الورقة في جيبها بخفّة...


فتركض خارجة وعندما تقترب من سام تقول له : الأعمار بيد الله أيها المجرم ... فتواصل مسيرها إلى السفينة ... فتراها لؤلؤ : مالذي أخركِ ؟ هل أنتي بخير ؟


مرجان : لاتقلقي أنا بخير ...


سام ينظر إليها ويضحك بصوت عالي ضحكة مصطنعة ...


وهكذا يغادر الأسرى مدينة اكيان ويعودون إلى أهاليهم في قرية شعاع القمر .... يستقبلهم كل من يحبونهم بفرح وسرور وشكر لله على عودتهم سالمين ....


بعد هذه الحادثة عادت مرجان إلى بيتها ومضى الوقت بسرعة كبيرة حيث تزوجت أختها قمر وبعدها بشهر تزوجت صديقتها ماري ... والكل في فرح وسرور ....


وبعد مرور سنة تقدّم لخطبة مرجان شخص لطالما اشتهر بين الناس بخطاباته ولطالما تحدثت عنه لؤلؤ أمام مرجان بأنها معجبة به ألا وهو سالم وقبل أن ترفض مرجان..... كالعادة رفض والدها ليوري قائلا لسالم : سالم أنت شاب طيب ذو أخلاق عالية ولكنني أخاف على ابنتي معك فالأعداء حولك كُثر ... وابنتي ليست من نصيبك فاعذرني ...


سالم : أنت على حق يا أبا هشام فيما قلت والزواج قسمة ونصيب وللأسف نصيبي ليس في بيتك الآن عن إذنك.. ...


وهكذا يرفض الجد ليوري كل خُطاب مرجان أملاً في أن يظهر إليا يوما ...........


أما مرجان فقد فكرت في أن تتعلم مهنة جديدة وافق عليها والدها وإخوتها بصعوبة ألا وهي المبارزة بالسيف ...


لين : أختي مرجان هل ستعلميني المبارزة بالسيف ؟؟


مرجان : بالتأكيد يا أختي ولكن عندما تنتهين من دراستك ..


هادي بتململ : مالذي ستستفيدينه من المبارزة .. ها ؟؟


مرجان : الدفاع عن النفس يا أخي ... فالأمان يكاد يكون معدوماً هذه الأيام ... ولا تنسى أنني خُطفت مرة ... إذاً من حقي أن أتعلم ...


قمر : أنا معكي يا أختي ليت زوجي شيث يوافق لكنت ذهبت معكِ ..


أمـــل : لا .. يبدوا أنكما جُننتما ...


قمر : ليس جنون يا أمل بل حرص وحذر ... مرجان متى تبدأ دورتكِ للتعلم ؟


مرجان : يوم السبت المقبل .. ولكن المدة قليلة لثلاث أشهر فقط ... سأحاول أن أتعلم فيها الدفاع عن النفس وكيفية الهجوم ...


قمر : أووووه لن أستطيع الذهاب معكِ ...


مرجان : لا تقلقي يا قمر فلؤلؤ ستدخل معي اليوم أخبرتني بموافقة والديها وأخيها ...


أم هشام : يا ابنتي أنتي كما قال والدكِ كل يوم بمهنة جديدة ... فتارة حاسوب وتارة رسوم واليوم سيوف ولا أعلم ما تخبئينه لنا غدا ...


مرجان : أشغل وقت فراغي يا أمي وأتسلى بالإضافة إلى التعلم ...


لين : مرجان هادي يخاف أن تصبحي أقوى منه ...


هادي : أنا أنتي لاتكتمين سراً يالين ... يضحك الجميع ...




مالتطورات التي حدثت ؟؟ ومالذي كُتب في الورقة التي التقطتها مرجان .. وماسر احتفاظها بها ؟؟ كُلُ هذا وأكثر في الجزء القادم ..




وكعادة الأيام تمضي دون توقف وقرية شعاع القمر مستقرة أحوال أفرادها ...


في عام 1431هــ ....... تدخل مرجان غرفتها تفتح ورقة كُتب بداخلها ...


ديـــــــــــــــــــــار أمــــــــــــــــــــــــــي


دياركي أمـــــي لاتزال بداخلي


عبقاً يعطيني الحياة ....... نوراً يمدني بالأمـــــل


دياركي أمي لاتزال بداخلي


ذكـــرى لعنوان انتقام ...... سيفاً يثأر للقيــــــم


دياركي أمـــــي لاتزال بداخلي


دمعاً تفجّر من ألـــــم ..... جُــــرحاً أبــى أن يلتئــم


دياركي أمـــــي لاتزال بداخلي ... حِــرتُ بها ...


أناراً وقودها الألـــــــــم ..... أم شوقاً لروحكي يشتعـــل


دياركي أمـــــي لاتزال بداخلي


ذكرى عظيمة ذي شجن ..... حُـــباً لكي لن تندثر


الإبن المقصر(( ســــام ))




فتُحدِثُ مرجان نفسها قائلة : آآاااه مرّت سنتــــان وأنا أقرأ في هذه الرسالة كل يوم تقريباً حتى حفظتها عن ظهر قلب وكأنها تمدنــــي بــــ....


يُطــــــــرق الباب في هذه اللحظـــــــــة .... طق .. طق ...طق..


مرجان تُسارع فتخبيء الرسالة تحت وسادتها فتجيب : من هناك ؟


أم هشام : أنا أمكــــــــــِ يامرجان افتحي ...


مرجان : أمـــــي ... تفضلي ... اعذريني فقد تأخرت عليكي في فتح الباب ..

مفارقة الروح
20-10-2009, 10:49 AM
أم هشام : لن أسألكِ عن تأخركِ في فتح الباب فأنا أعلم أنكِ سارحة كعادتكِ ... ولكنني الآن سأسألكِ عن شرودكِ المتكرر ... وأجيبـــــي بصراحة يامرجان ...


مرجان : أمــــــــي أنا بخير ولست أفكر في شيء ...


أم هشـــام : لا ياابنتي لاحظت عليكِ منذُ عُـــدتي من الأسر وأنتي كثيرة الشرود على غير عادة ولستِ معنا ..... المدة طالت وأنتي على هذه الحال ... فلماذا لاتفصحي عما بداخلكِ


مرجان :صامتة لا تجيب ..


أم هشــــــــام : هل آذاكِ أحدٌ هناك يا مرجان ؟؟


مرجان : لا ياأمـــــــي ...


أم هشــــام منفعلة : إذاً ماذا ؟؟ هل تفكرين بمستقبلكِ وأنكِ ستبقين دون زوج لأجل إليـــا و...


مرجان : لا ياأمي لقد نسيت التفكير بهذا الموضوع منذُ فترة طويلة ... كما لايشغل تفكيري الزواج


أم هشــــام : بتعجب ماذا ؟ ! أنتـــــــــي فعلاً تحيريني .. هل أنتـــي واقعة في الحــــب إذاً ؟


مرجان مرتبكة : الحُــب ؟! لا .. لا .. يا أمــــــــي .. وأرجوكي يكفي فأنا لاأستطيع إخباركي بما في داخـــلي ولاأظُنُــــــني سأجرؤ على البوح يوماً .... فأرجوكي ياأمــــي دعيني وشأني ..


أم هشـــام: حسناً لاتخبريني .. يكفي أنكِ اعترفتي بعد هذه المدة الطويلة انكِ تعانين من شيء ما ..


وأتمنــــــى أن لاتكون ورائكِ مشكلة كبيرة توقعينا بها يا مرجان ... بالإذن أنا سأتركك كما تشائين .. تخرج أم هشام منفعلة تشعر بالضيق لحال ابنتها وتغلق الباب خلفها .. أما مرجان تبكي بصمت فترة من الزمن بعدها يُطرق باب غرفتها ...


طـــــــــــق ... طــــق .. طــــــــق ...


مرجان : تفضــــــــل ...


وإذا بها صديقتها لؤلؤ ..


لؤلؤ: احـــــــــم .. احــــــــــم


مُرجان بابتسامة وفرح : لؤلؤ !!! ياللمفاجأة .... كيف حالكِ ياصديقتي ؟؟


لؤلؤ : بخير أنتي كيف حالكِ ؟؟


مرجان : ما إن رأيتكِ حتى صرت بأفضل حال ....


لؤلؤ : أنا عاتبة عليكي مادمتي مشتاقة لي لما لم تأتي إليّ ؟؟


مرجان : أعــــلم أنني مُقصرة في حقكِ يا صديقتي أنتي وماري .. ... صحيح ما أخبار ماري يا لؤلؤ..؟؟


لؤلؤ : ماري ... ألم تعلمـــي ماري حامل يا مرجان ...


مرجان : صحيح يا لؤلؤ .. وأخيراً لقد كانت قلقة بشأن الإنجاب .. الحمد لله .. وشكراً لكِ يالؤلؤ على هذه البشرى الرائعة ...


لؤلؤ : لا أُريـــــــــد شكراً فقط أُريــــد ثمن هذه البشارة ... غداً اصطحبيني للعشاء .


مرجان : حسناً ولكن لما غداً وليس اليوم ...


لؤلؤ : لدينا ضيوف الليلة .. ولا أريد أن أترك أمي لوحدها ...


مرجان : هذا أفضل لكي نصطحب لؤلؤ معنا ونعيد ذكرياتنا القديمة ...


لؤلؤ : هذا إذا لم تكن مدعوة من قبل حبيبها وزوجها فهي دائماً تخرج معه .. أتمنى أن تأتي


مرجان : ماأجمل علاقتهما فقد ازداد حبهما بعد الزواج ...


لؤلؤ : أسأل الله أن يديم عليما هذه النعمة


مرجان : آميـــــــــــن .. تمر بعدها لحظة صمت ..


مُرجان : لؤلؤ بما أنك أحببتــــي أخبريني ماهي علامات الحُب التي تظهر على المحب ؟؟


لؤلؤ : آاااه يامرجان عندما تحبين تزداد نبضات قلبك عندما ترين حبيبك.. ويلمع بريق في عينيك عند رؤيته.. .. ترجف أطرافك وتتعثر كلماتك وأحياناً لا تستطيعين الكلام بحضرته .. تفكرين ليلاً ونهارا.. وإذا كان حبكِ قوياً ترين وجهه وصورته في كل ما حولكِ .. وأيضاً تحبين ان تسمعي كل ما يتعلق به ..و......... تقاطعها مرجان : كفــــــــــى .. كفـــــــى يالؤلؤ ..


أكُـــل هذا في الحب ؟؟ !


لؤلؤ : وأكثر يا مرجان وأكثر .. ولكن تعالي هنا أخبريني لما هذا السؤال ؟هل تحبين يا مرجان ؟؟


مرجان بجدية : لا سمـــــح الله يالؤلؤ .. لا سمـــــح الله ..


لؤلؤ : لما يا مرجان فالحب والزواج أمران لابُــــــــــدّ منهما ..


مرجان : لست أعترض يالؤلؤ ...


لؤلؤ : مرجان ...... بصــراحة أنا أُريـــــد أن أفاتحكِ بموضوع خاص ....


مُــــرجان : تفضّـلي يا لؤلؤ ... كُلِّـــــــــي آذان صاغية ...


لؤلؤ: بدون مقدمات ..وبصراحة أخـــــــي يبحث عن زوجة له وأنـــا فكّـرت بأعزّ صديقاتي لأنــي أعرفها جيـــداً وأعلم بأخلاقها العالية ... فما رأيكــي يا مرجان بأن تـــصبحي زوجة لأخـــي


( ( حمــد))... اسأليني عنه وأنا سأعطيكِ كل المعلومات التي تحتاجينها ...


مرجان : تجيب لؤلؤ بشيء من القلق بسرعة ودون تفكير ..لا ... لا أستطيع


لؤلؤ بدهشة كبيرة : لما يا مرجان ؟!! رفضتي بهذه السرعة ولم تفكري .. أهـــو عيب بي أم بأخــي ؟؟!


مرجان : لا يالؤلؤ نعم الصديقة أنتي ونعم الأخ أخاكِ .. إنما هو عيبٌ بي أنا وحكاية قديمة وعدت أن لا احكيها لأحد أبداً ...


لؤلؤ : حسناً يا مرجان براحتكِ ..


مرجان : أرجوكِ يا لؤلؤ لاتبتعدي عني أو تتغيري عليّ من أجــل هذا ..والحمد لله أنكِ أخبرتني قبل أن يتقدَّم أحد من أهلكِ ...


لؤلؤ : مرجان علمت أنه تمّ رفض عدّة أشخاص تقدموا لخطبتكِ ففكرت بأن أفاتحكِ أولاً قبل أن أفاتح أخي بالموضوع حتى...تنظر بعد هذه الكلمات إلى الساعة ... حسناً مرجان أنا ذاهبة الآن .. سنكمل حديثنا غداً ...


مرجان : إلى اللقاء ...


لؤلؤ : إلى اللقاء ... ولاتنســـي استدعــاء ماري..


مرجان : حسناً لن أنسى ... في أمان الله ..


تخــــــــــرج لؤلؤ بخيبة أمــل من رفض مرجان .......أما مرجان فقد أغلقت الباب على نفسها وقد زادت حالتها ســـوءاً ... فعمدت إلى إخـــراج صنـــدوق أسرارها الذي تخبئه تحت فراشها ففتحته وأخــــذت تنظر بدهشـــة إلى مجموعة من الأوراق فيه ... رسمت عليها صور لشـــاب بحركات مختلفة في كل رسمة ... وكانت قد كتبت خلف كل ورقة خاطرة أو قصيـــــدة تحكي بها مشاعرها تجاه تلك الشخصيــــة ... وهــــي تقـــــــول : لا يُـــعقل أن أحمـــل مثل هـــذه المشاعر لمثل هـــذا الشــاب... بعدها لطمت وجههــــا وقالت بخوف : ويلــــي إن كنــت أُحِــبــــــــه ...ويلـــي......... فسكتـــــــت قليلاً وكأنها تسترجع أحـــداث ماضية ... بعدها سالت دموعها بحرقة على وجنتيها وارتفـــــع صوتها بالبكاء وهي تندب نفسها قائلة : يا ويلي أحببـــــت ذلك المجرم .... بلى هذا هو الحب ...آااااااه لما جنيته على نفسي . أحببت مجرم لا يعرف الرحمة تباً لك يا قلـــــــــــبي .. تباً لك... آااااه يا إلــــــــهي ارحمنـــــــي وانزع هذا الحب من قلـــبي .. فقد كابرت طِـوال سنين على مشاعـــري وكذّبتُها في كل مــــرة ولكن دون جــــدوى وآن لي الآن أن اعترف بالحقيقة وأواجهها بِـــك يا إلــــــــهي فكن لي عوناً عليها ....


وهكــــــــذا بقيت مـــــــــرجان في بُـــــــكاء متواصل حتّى غرُبــــــــت الشمس ... واحتارت كثيراً بحكاية قلبها فقررت أن تُخبِـــــــــر صديقتها لؤلؤ بتلك الحكاية الغريبة حتى تساعدها على التخلص من ذلك الحب الأعمى .......


وفي اليوم التالي أتت لؤلؤ لاصطحاب مـــرجان معها بعد موافقة والدي مرجان وفرحت كثيرا أم هشام أن ابنتها ستخرج من غرفتها علَّـــها تخرج من شرودها الغالب على أمرها ...


لؤلؤ بفرح : مســـــاء الخير يا مرجــــــــــــاااااان ..


مرجان بابتســامة مصطنعة : أهلا بكــِ يالؤلؤ ...


لؤلؤ : هيا تعالي يا مرجان أريــــد إخباركِ بما يسعدني اليوم ...


مرجان بفرح : وما لخبر يالؤلؤ أسعديني معكِ


لؤلؤ : في الطريق سأخبركِ ... وداعاً يا خالة أم هشــــام ...


أم هشـــام : وداعاً يا ابنتي .. احذرا مخاطر الطريق .... ليحفظكـــــم الله ...


في أثنـــاء قيادة لؤلؤ : مرجان ألن تأتــــي ماري معنا لأصطحبها ... .؟؟


مرجان : لا لن تأتـــي كلمتها البارحة وقد كانت تعاني آلام الحمل ... ليعينها الله


لؤلؤ : للأسف وددت لو تسمع مايفرحني اليوم ...


مرجان : هيّا يا لؤلؤ اخبريني سِــــــــر سعادتكِ اليوم ؟؟


لؤلؤ : أتذكرين يا مرجان ذاك الشـــاب الذي فضلكِ علـــيّ ؟


مرجان : فضّلـــني عليــكِ ... كيف .. من هو؟!


لؤلؤ : ذاك الذي لاأنفــــــك أحدثكِ عنه ..


مُــــرجان بتعجب من طريقة لؤلؤ :أتقصديــــن سالم يا لؤلؤ ؟!


لؤلؤ : أجـــــل يا مرجان ســالم


مرجان : مابــــــــــه ؟


لؤلؤ: أصبـــــح الآن لي وحــــدي وليس لكِ ...


مرجان : تتفاجأ أكثر من كلام لؤلؤ هل تقـــــــدّم لخطبتكِ ...؟


لؤلؤ : نعم يا مرجان البارحة أتــــوا


مرجان بفرح : الحمد لله ... لقد تحقق حلمكِ أخيراً يالؤلؤ


لؤلؤ : من قلبكِ هذه الكلمات يا مرجان؟


مرجان : مابكِ يا لؤلؤ اليوم .. بالطبع من أعماقي .. لا تعتقدي ولو للحظة واحـــدة أني فكرت بسالم كزوج أو كحبيب لي ... إن كانت تلك الفكرة لديكِ فاطرديها يا صديقتي


لؤلؤ : ها ااا .. أنا لم أقصـــد شيء يا مرجان اعذرينـــي كُنــــتُ فقط أمازحك ..


مرجان : لا عليكِ نحن صديقات ولا نحمل على بعضنا ..


وبعد وصول مرجان ولؤلؤ إلى المطعـــم وانتهائهم من العشاء خرجوا يتمشون بجانب الأشجار ولا زالت لؤلؤ تحكـــي عن سالم وعن مشاعرها حين رأته وموقفها من خطبته لها أما مرجان صامتة يخيِّـــم عليها الحزن والألـــــــــم فتـــــلاحظ لؤلؤ ذلك وتسألها :


ما بكــــــــــِ يا مرجان مالذي يشغل تفكيرك ؟


مرجان : لؤلؤ يا صديقتــــــــي أنا لديّ مشكـــــــلة أعانـــي منها مُنـــــــذ سنتيـــن وقد قررت اليوم إخباركـــِ.. فلــــربما ساعدتــني على إيجـــاد حـــلٍ لها ....


لؤلؤ : سنتـــــــــان ؟!!! .. إنــها فعلاً مُــــــــــدّة طويلة .. أفصحي لي يا مرجان هيا تكلمي ..مرجان : حسناً هذه حكاية طويلة وقد كُنتـــي معي عندما بدأت ..


لؤلؤ : أنـــــــــا ؟! كيف


مرجان : أتذكريـــــــن عندما خُطــفنا قبل سنتين ؟


لؤلؤ : أجــــــــل مرجان : أتتذكرين ... عندما دخل ذلك القائد سام وبيده قربة المـــاء كُـــــــنت أشعر بالعطش يقتلنــي ولم أفكــــر بأن تصرفي بانتزاع القربة من يـــــده سيوقعنــــي بمشكلة أكبــــر بكثير من العطــــش ...


أتذكرين عندما نظرت إليه بعد تلك الصفعة بعدما هددني بالقتــــل... الكـــل اعتقــــد حينما رأى نظراتي على أنني خائفة منه ومن تنفيذ تهديده لي .. لم يتوقع أحدٌ منكم ولا حتى سام نفسه أن تلك النظرات قد تكــــون ....ااااااااا... تتوقف مرجان عن الكلام ...


لؤلؤ : قد تكون ماذا يا مرجان أجيبي ...


مرجان بدموع بادية وألـــــم ظاهر : نظــــرات إعجـــاب ...


لؤلؤ بصدمـــة أكبــــر من دموع مرجان وألمها : إعجــــــــــــــــاب ؟!!!!!!!


مرجان : ألـــــــــــــم تلاحظي علـيًّ ذلك يالؤلؤ في كُـــل مرة يدخل فيها ســـام ويُــــحدِّث الجميع ...... أكــــــــــذِبُ إن قــُلت أننـــــــــــــي أكره رؤيتــــــــه كل يوم في تلك الفتــــرة ...


بل على العكــــس أنا أنتظر أن يأتي كل يوم لأراه ... وقـــــد حفظت صورته عن ظهر قلب ... وكرهت لحظة الوداع ... لؤلؤ أتذكرين أنني تأخرت عليكم وكنت آخـــر من حظر إلى السفينة ...


لؤلؤ : أجل أذكر .. حينها سألتكِ .. ولم تعطيني جواب واضــــح ...


مرجان : لقد كان هو من استوقفني ليسخر مني ... وقد وقعت ورقة من جيبه نتيجة اصطدام أحد الرهان به وعندما ابتعـــد تعمدت إيقاع الماء وأخذ تلك الورقة ...


لؤلؤ : ألم يراكـــــِ ؟! مرجان : وكيف للأعمـــى رؤية النور يالؤلؤ .. بالطبع لا


منــــــــــذُ أن عدنا وأنا أقــــــرأ تلك الورقة كل يوم حتى حفظتها عن ظهر قلب ...


لؤلؤ : لا .. لا أستطيع تصديق هذه الحكاية يا مرجان .. كيف لكِ أن تقعي بحب مجــرم ..لا.. قولـــي انكِ تمزحي معي


مرجان : وهي تبكي : لا مُــــــــزاح في مثل هذه الأمور يا لؤلؤ .. أتظنين أنني سعيدة الآن .. لا يا لؤلؤ .. كنت أحاول ان أنساه في كل يوم وقد كذبت على نفسي بأننـــــي لا أحبه إلى الأمـــس كنت أوهم نفسي بأنها لربما مشاعر عابرة .. ولكنني لم أستطع إلا الإعتراف بأغرب مشاعر حُـــــــب مرَّت على وجه مدينة أمــــل الحياة ..


هل سمعتي يا لؤلؤ بأن هناك فتاة تحب السلام تهوى شاباً مغروراً على عكسها يحيا من أجل العنف والطمع والإجرام ؟؟؟!!


لؤلؤ : أنا لم أسمع بهذه الحكاية في حياتي كلها يا مرجان ولا أستطيع التصديق .. مع أنكــِ لم تريه إلا لمدة خمسة أو سبعة أيام فقط .. لا .. لايمكن أن يكون حباً يا مرجان .. راجعي نفسكـــِ


مرجان : بلى يا لؤلؤ هو حب من النظرة الأولى كما أسمع عنه وإلا ماتفسيركـِ مرور سنتان على احتفاظي بورقة سقطت منه أو رسمي لشخصه ووجهه ونظري إليها كل يوم ...


لم أعد أرى سواه يا لؤلؤ ولم أعُــــد احتمـــــل بقاء تلك المشاعر بداخلي لمجرم سفًّـاح ..


ساعديني أرجوكِ يا صديقتي .. فكري معي بحل ينقذني مما أنا فيه ...


لؤلؤ : اهدئي يا مرجان .. اهدئي فلا بــُــد من وجود تفسير وحل لمشاعركِ


فتنتقل إلى نفسها محدًّثة : هذه هــــــــي فرصتي التي لاتعوض ..


مرجان :تنظر إلى الساعة فتراها ال11 والنصف لؤلؤ لقد تأخر الوقت هيا لنذهب لابد أن أمي قلقة علي وهي تنتظرني الآن ...


لؤلؤ: حسناً هيا معـــــــــي ..


مرجان : أرجوكِ لا تخبري أحــــداً بما قلته لكـــِِ .. اكتمــــي سري هذا ..


لؤلؤ : كوني مطمئنة فسركِ في بئر عميق ..


تنتهي تلك الليلة ولا تعلم مرجان هل فعلت الصواب بإفصاحها لذلك السر أم أنها أخطأت ...


وتأتي ليلة الجمعة حيث تجتمع عائلة الجد ليوري بينهم أمل وابنها وقمر وابنتها الصغيرة ( حور) وهشام الذي أنجب هو الآخر فتاة عمرها شهرين .. حيث أن ابنه ((لوط)) يغار منها


أم هشام وهم يجتمعون في المجلس لأن الجو كان شديد البرودة تُـــــحدث ابنها هشام :


ما أخبار ابنـــك لوط مع أختـــه الصغيرة ؟؟


هشام : أووه يا أمــــي لو أخبركِ بما يفعل مع أخته لتعجبتي من أفعاله


أم هشام : أخبرني يا هشام ماذا يفعل ؟


هشام : أولاً أيـــــــــن هادي ؟؟


هادي من بعيد يسمع اسمه فيأتي : أنا هنا يا هشام مالذي تريده ؟


هشام :انظر إلى أنف ابنتي الصغيرة ألا يشبه أنفك ؟


هادي : دعني أرى .... امممم بصــــراحة أنفها طويل وجميل كأنف عمها...


هشام : هذه هـــي المشكلة .. أتذكَّــــــــر أن ابني كان سابقاً يمسك بأنفك كثيراً


هادي : طبعاً هو معجب .. يريد أن يكون له أنف طويل مثله .. آآآآه ما أكبر أحلام الفقراء ..


هشام : أو تدري الآن ماذا يفعل... هادي :وما يفعل هذا الفقير؟؟


هشام : عندما يرى أخته وحدها يمسك بأنفها ويضربها عليه ..ربما لأنه يذكرها بأنفك ...


أم هشام : ههههههه.... هادي والجميع يضحكون على فعل لوط ..


هشام : أتريدون المــــزيد ... بالأمـس دخلت الغرفة وإذا بلوط متفرِّد بأخته ماسك أنفها بقوة يسحبه فيرفعها به تارة ويعاود وضعها تارة أخرى والمسكينة تبكي لاتستطيع الدفاع عن نفسها فأبعدته عنها بأن أمسكته من انفه الصغير وأخرجته خارج الغرفة ...


وهنا ارتفــــع صوت الجميع بالضحك على هذا الموقف وحتى الجد ليوري انفجر ضاحكاً وبعد أن هدأ الجميع ...


قمر : احرصا على ابنتكما وانتبها أنت وزوجتك فلربما خنق لوط أخته وهو يمسك بأنفها يوماً .. لاتدعاها وحدها ...


أم هشام : أجل يا بُنــــــــي حافظ على ابنتك وانتبه لها ..


زوجة هشام : اطمئني يا أمي فقد تعلمنا درسا من ذلك الموقف وعزلنا لوط عن أخته ..


هادي بغرور مصطنع : غداً سيبحثون عن مثيل لأنفي كما يبحثون اليوم عن ماسة الحياة ...


هشام : كفى غروراً يا هادي وإلا فقدت أنفك ..


أمل : صحيح أبــــي ماأحوال المدينة هذه الأيام ؟؟ ألا يزالون يذكرون ماسة الحياة ؟


الجد ليوري : اطمئني يا ابنتي فمنذُ حادثة الخطف وأهالي القرية في تفتح مستمر .. أشعر أن تلك الحادثة كانت درس ليدرك سكان أمل الحياة أن البحث عن تلك الماسة يهدد أمن المدينة وسلامها فكانت النتيجة أنهم بدأوا بنسيان أو تناسي تلك الماسة وترك الطمع والجشع المؤدي إلى الهلاك .


أمـــــــــل : الحمد لله الذي هداهم وفتح عقولهم ليروا الواقع .. صحيح مرجان ألا تفكرين في شيء جديد هذه الأيام تتعلمينه ..؟


ليـــــــــن : أمل مرجان منذ معهد السيوف لم تفكر في دراسة شيء آخر فأشرت عليها أن تتعلم السباحة أو الفروسية أقنعيها معي ..


أمــــــــل : ههههه الفروسية لتكتمل مهن مرجان البطولية للحروب ... مرجان ما رأيكِ ؟


مرجان : أمل لاتسخري مني .. أنا فكرت في أن أتعلم السباحة أقنعتني لين بهذا فالسباحة ضرورية ولربما وقعت يوماً في حوض ماء عميق وليس هناك من ينقذني .. أقلها في تلك اللحظة أنقـــذ نفسي ...


أمل : سأتعلم السباحة معكِ إذاً .. مرجان : وابنكِ ؟


أمل : مع أباه .. فأنا لن أفوِّت هذه الفرصة


مرجان : على الرحب والسعة ...


مرجان : صحيح أمـــــــــي أُريد أن أخبركِ بحلمي البارحة ولكن لا أريد تعليقات من إخوتي فأنا أعرف تعليقاتكم المملة والساخرة فرجاءاً لا أريد تعليق ..


هادي : هيا مرجان أخبرينا أنا متشوق ..... ااااا .. صدقيني لن أُعلق سألتزم الصمت ..


مرجان : لاأظـــــــن ذلك ..


لين وقمر وأمل وهشام الكل متحمس لسماع حلم مرجان بعد أن حذّرتهم من التعليق عليه


أم هشام : عسى أن يكون خيراً هيا ابدئي يا مرجان


مرجان : رأيت البارحة في منامي أفعى سوداء ذات جلد أملس تطاردني وأنا أفر منها هاربة بين شوارع شعاع القمر حتى خرجت من القرية إلى أمل القلوب وهي لا زالت خلفي وكلما نظرت إليها رأيتها فاتحة فمها مخرجة لسانها تحاول لدغي حتى وصلت إلى بحر عميق كان أمامي وهي خلفي ولم أرى مجالاً للتراجع فغصت في أعماق البحر .... والمريب أنني لم أشعر باختناق وقد بقيت في القاع فترة رأيت بعدها نجمة يشع منها النور على صخرة أمامي فأمسكت بها وسرعان ما أحسست بشيء يجرني إلى الأعلى بسرعة كبيرة وقوة عظيمة فخرجت من البحر تحملني الرياح ورأيت السماء صافية تتلألأ نجومها والقمر يشع نوراً وبهاءً والنجمة التي بيدي قد ازداد إشعاعها وبدأت تمدني بالطاقة حيث تفاجأت بهبوط بعض نجوم السماء بعضها أحاطني والبعض الآخر انتشر في المكان تشع كلها بألوان مختلفة ... فحملتني الرياح إلى الأرض وقد كانت الأرض خضراء ورأيت نفسي أرتدي ملابس بيضاء ... جلست بعدها على العشب وحولي أجمل الورود والأزهار .. تحيط بي النجوم كالحرس ... بقيت أتأمل ذلك المنظر حتى أفقت من الحلم ...


ليــــــــــــــن : واااو .. رائـــــــع يا مرجان ليتني أرى حلماً كهذا ...


هادي : أتكذبين يا مرجان ... ماهذا بحلم .. تتخيلين وتحكي لنا خيالكِ ...


أمــــــــــل : تتأثرين بخيالكِ كثيراً رغم انه رائــــــــــع أنصحكِ عودي إلى الواقع ...


أم هشام : هل بقي تعليق يا أبنائي ؟؟


هشام : أنا اُصدق يا أمي ... فهذه ليست المرة الأولى التي تحلم بها مرجان مثل هذا الحلم ...


قمــــــــر : هااااه ... ولكـــن ... مرجان لما لم تخبريني .؟


الجد ليوري بابتسامة : أختكم رأت هذا الحلم في سن العاشرة لأول مرة .. ولكن هناك اختلاف هذه المرة وهو ما يخيفني ...


أم هشام : أجل فالأفعى في الحلم لاتبشر بخير ..


هادي : أيعقل يا أبي أن تكون النجمة هي ماسة الحياة.. ومرجان ستحصل عليها


الجد ليوري : هادي أنت متأثر بماسة الحياة .. ههه


مرجان : أبـــــــــــي هل رأى أحدٌ ماسة الحياة من قبل ؟


الجد ليوري : لا أعلم يا ابنتي .. ولكن يقال أنها كانت فيما مضى قبل أن أُولد أنا لدى شيخ كبير في السن يعالج بها المرضى .. ولكنها اختفت مع اختفائه حتى شاع بين الناس أن ذاك الأعمى حصل عليها مجدداً ...


قمر : إذاً هي لربما تكون حقيقة ...


مرجان : إن كانت حقيقة فليتني أستطيع أن أحصل عليها أو أراها ...


لين : وأنا أيضــــــــاً .. هادي : وأنا أولكم ...


هشام : هــــــــي ... هـــــــــي .. يا عائلة ليوري يبدوا أنكم بدأتم تحلمون وسيطر عليكم حُلم مرجان ... أفيـــــــــــقوا ...


زوجة هشام : أبا لوط دعهم يحلمون لاتحاسبهم على الحلم ....


هشام : أم لوط ما رأيكِ أن تحلمي معهم ؟


زوجة هشام : حلمت وانتهى الأمر ....


هادي : هههههه ... والكل بين مبتسم وضاحك حتى انتهت هذه الليلة بسرور والكثير من الحكايا المسلية بين أفراد العائلة ...


س/كيف ستتصرّف مرجان مع مشكلة قلبها ومالحل الذي ستفكر به مع صديقتها لؤلؤ ؟؟


وماهي حقيقة مشاعر لؤلؤ تجاه مرجان ... هذا ماسنتعرف عليه في القادم...




في اليوم التالي يرن هاتف مرجان عند الرابعة عصراً... ترررررن ...تررررن ..


مرجان : ألـــو ..مرحباً بكِ ماري ... كيف حالكِ مع الحمل ؟


ماري : أهلاً بكِ صديقتي مرجان .. أنا بخير تحسنت حالتي ولكن كيف حالكِ أنتي؟ .. لم أركِ منذ مدّة طويلة ..


مرجان : أنا بخير ياماري .. بأحســـــن أحوالي ..


ماري: مرجان .. أنا .. أنا ..


مرجان : تكلمي ياماري مابكِ ؟


ماري : بصراحة أريد أن أخبركِ بأمر ما ...


مرجان : تفضلي ...


ماري : ولكن أخبريني أولاً ما أخباركِ مع لؤلؤ ؟ هل ترينها ؟


مرجان : أنا ولؤلؤ بخير وقد رأيتها آخر مرة عندما دعوتها إلى العشاء ولم تأتي أنتي .. وبالأمس كلمتها .. كانت على مايرام ..ماالذي يحدث يا ماري لقد أقلقتني ..


ماري : بصراحة أنا أشعر أن لؤلؤ تخفي أمر ما تجاهكِ يا مرجان ..أعلم أنكِ لن تصدقي ما سأقوله ولكنني أحسست بهذا من حديثها بالأمس معي وليس منذ الأمس فقط بل منذ فترة ليس بقصيرة ... اعلم أنكِ مندهشة من كلامي ولكن لؤلؤ متغيرة مشاعرها تجاهكِ منذ أن تقدم سالم لخطبتكِ أي قبل سنتين تقريباً ..


مرجان : ما الذي تريدين قوله يا ماري ؟؟ لؤلؤ صديقتي ولم أرى منها إلا كل خير ..


ماري : مرجان أنا لا أريـــــد أن أنزع صداقتكِ بلؤلؤ ولكنني أحذرك منها فكوني على حذر ...


مرجان : لاأظــــــــن أن لؤلؤ تضمر لي شراً .. وشكراً على نصيحتكِ على كل حال ..


ماري : ربما تعتقدين أنني أكذب أو أريدكِ أن تبتعدي عن لؤلؤ .. ولكنني أحببت أن أعلمك بما رأيته منها تجاهكِ كي لا أكون ناكرة لصداقة دامت ثلاث سنين أو أكثر ( اللهم بلغت .. اللهم فاشهد)..


مرجان : حسنـــاً ... حسناً .. شكراً لكِ ماري .. ولكن لا أخفي عليكِ أنا لا أشـــك بنوايا لؤلؤ أبـــداً


ماري : العفو يا مرجان .. وأنا قد بلغتكي .. إلى اللقـــاء الآن ...


مرجان : إلى اللقـــــــــــاء...


وماإن تغلق مرجان الهاتف حتى يرن هاتفها مرة أخرى


مرجان : ألو مرحباً ..


لؤلؤ : مرحباً مرجان .. كيف حالكِ ؟


مرجان : بخير .. أنتـــــــــي كيف أحوالك ِ ؟


لؤلؤ : بخير .. مرجان .. أنا أريـــــد أن آتـــــي لزيارتكِ الليلة إذا لم تكوني منشغلة ..


مرجان : حياكِ الله يا لؤلؤ .. سأنتظركِ ..


لؤلؤ : حسناً إذاً موعدنا الليلة عند التاسعة مساءً ... باي


مرجان : باااااااي


تمر على مرجان خواطر وشكوك بداخلها حول ما قالته ماري ولكنها تستبعد الأمر وتفكر في مشكلتها مع قلبها الذي أحب بهوس مجرم لا يعرف الرحمة وتأمل أن تكون لؤلؤ تحمل معها الحل الذي ينقذها من هذا الحب أو الهوس ...


وسرعان ما تنقضي الساعات وتأتي لؤلؤ ترحب بها مرجان وتنســـى كل ما سمعته عنها عندما ترى ابتسامتها فهي صديقة حياتها الأولى ...


لؤلؤ : مرجان لنذهب إلى غرفتكِ لنكمل حديثنا بمشكلتكِ ..


مرجان : تعالي معي يا لؤلؤ ..


في غرفة مرجان .... لؤلؤ : هل فكرتي بحل يامرجان؟


مرجان : لؤلؤ لم أستطع التفكير بحل غير أن أرى سام يموت أمام عيني عندها ربما يموت حبي له


لؤلؤ : ما هذا بحل يامرجان ... ولكن ألم تفكري أنه ربما كان متزوجاً ولديه أطفال أو ربما أنه قد توفى الآن فحياة المجرمين كل لحظة هي في خطر ...


مرجان: فكرت في كل هذه الأمور دون فائدة ترجى من مشاعري .. فهي تأبى أن تتراجع عن حبه بل أشعر أنني أزداد شوقاً له يوماً بعد يوم ..


لؤلؤ : هل فكرتي في الزواج كحل لهذه المشكلة فلربما أنساكِ الزوج حب مجرم كسام ... ؟


مرجان : ههههه ... الزواج .. انسي أمره تماماً فأنا لاأفكــــر به الآن .. وحتى لو تقدم لي شخص ما فأنا لن أظلمه معي لأن قلبي لايرى غير سام ..


لؤلؤ : مالحل إذاً ؟؟ مرجان : لاأعــــــــلم ..


لؤلؤ : هل لي أن أرى تلك الرسالة التي تخص سام ؟


مرجان : حسناً .. تخرج مرجان صندوقها وتكشف مابه من أسرارها للؤلؤ .... أما لؤلؤ تنظر إلى الرسوم التي رسمتها مرجان لسام فيبهرها الإتقان الرائع للرسم قائلة : واااااااااااااو مرجان أتقنتي رسم سام وكأنه أمامي الان .. هل هذا لأنكِ تحبينه ..؟!


مرجان : هذا دليل على أنني جُننت ولاأدري السبيل إلى الشفاء .. أتعلمين لؤلؤ رسمت له عشر لوحات وفي كل يوم انظر إليها قبل أن أنام هذا غير الخواطر والأشعار التي أكتبها


نتيجة أحاسيسي تجاهه ...


لؤلؤ : تتصفح الرسوم وتقرأ ماكُتب خلفها ...


مرجان : لؤلؤ انظري هذه هي الرسالة التي سقطت من سام ...


تقرأ لؤلؤ الخاطرة فتجيب مرجان : هذه الكلمات تدل على أن سام لديه مشاعر هائجة تجاه أمه ويريد أن يثأر لها ...


مرجان : أعلم ذلك ولكنه يفكر بالإنتقام .. أي بالحروب والدمار وهذا ما يؤلمني أكثر ...


لؤلؤ تسعُــــــــل بقوًّة : مرجان هل لكِ أن تأتيني بالمـــاء ..


مرجان : حسناً انتظريني سآتــــي ...


تذهب مرجان لتحظر الماء أما لؤلؤ فتفتح صندوق أسرار مرجان وتأخذ إحدى الرسوم لسام تطويها وتخبأها في جيبها بسرعة فتعيد إغلاق الصندوق بعد إعادة الأوراق الخاصة .. وتعاود تمثيلها بأنها تسعل وتريد الماء .. حتى تأتيها مرجان بالماء ...


مرجان : تفضلي يا لؤلؤ ..


تشرب لؤلؤ الماء ... مرجان : هل انتي بخير يا لؤلؤ ؟؟


لؤلؤ : أجل لا تقلقي عليّ يا مرجان ..... اااامم مرجان لقد أعدت الأوراق وأنا ذاهبة الآن لأنني وعدت امي أن لا أتأخر .. أنا أستأذن الآن ...


مرجان : ابقي قليلاً يا لؤلؤ ..


لؤلؤ : اعذريني يا مرجان فقد تأخرت .. إلى اللقاء ...


مرجان : إلى اللقاء ..


تذهب لؤلؤ تاركة مرجان بحيرة من ذهابها بسرعة ولكن سرعان ما تعود مرجان إلى غرفتها وتفتح الصندوق لتأخذ إحدى الصور المرسومة لسام فتتأملها جيداً وتحدث نفسها قائلة :


آاااه يا إلـــــــهي ما الذي يدفعني لحب صاحب هذه الصورة فهو لا يمتلك جمالاً خلاباً يجعلني أتعلق به بهذه الطريقة .. و لا صفات محمودة أو أفعال حسنة كي اتعلق بجمال روحه بل على العكس تماما ً ..... يا حســـــــــــــــرتي لم أكن أؤمــــــــن بالحب من النظرة الأولى طوال عمري بل كنت أعــــده سخافة .. حباً للجســـــد .. أو هـــــــوس .. حب وهمي .. والآن أنا أقــــع فيه


أيعقـــــــــــل أن يكون هوس .. أجـــل .. أجل هو الهوس بعينيه .. ..


وعلى إثـــــــــر هذه الكلمات يرتفع صوت مرجان وهي تحدث الصورة : مالذي تمتلكه كي اعجـــــــب بك هاااه .. أخبرنـــي .. ؟ هل أنت ساحر .. ؟ فتصرخ بالصورة ..


مالذي فعلته بي أيها المجرم .. لا بل أيها السارق فقد سرقت قلب مرجان بعد كُل هذه السنين بهذه الطريقة المخزية ؟!.... تكــــلّــم أرجوك .. تــــكلم .. آاااه .. آاااا ه مما جنيت على نفسي ...


تبكي مرجان بعد انفعالها .. وفي هذه اللحظة يطرق الباب .. طق .. طق ... طق ...


ليـــــن : مرجان أختــــي ما بكِ ؟؟ مع من تتكلمين .. ؟


تمسح مرجان دموعها بسرعة وتخفي الصورة تحت وسادتها وتفتح الباب لين ما الذي تريدينه ...


لين : تدير بصرها في الغرفة .. بعدها تسأل مرجان ألديكِ أحــــدٌ في الغرفة ؟...


مرجان : لا لما تسألين ؟


لين : سمعت صراخكِ فأتيت لأرى مع من تتحدثين ...


مرجان : لا عليكِ يالين .. كنت .. كنت .. أتكلم مع لؤلؤ حيث كنا نمزح ونقلد أحد الممثلين فارتفع صوتي لا عليكِ اذهبي أنتي لتنامي ...


لين : يبدوا أنكما جُننتما ههههههههه.. سأخبر هادي بالأمر غداً وتعرفين هادي لن ينساها لكِ أبدأً


مرجان : هـــــــــي .. لين .. ليــــــــن ..انتظري .. لاتفعلي أرجوكِ .. إلا هادي ... ليــــــــــــــن


لين : أعدكِ أنني سأخبــــره غـــدااا.. هههه


مرجان : أوووه وقعت بيد من لا يرحــــــــم .... حسناً افعلي ما بدا لكِ يا لين لست أهتـــم ..


تدخل بعدها الغرفة .. في نفسها .: فعلاً أنا التي جُننت كيف أفقد نفسي هكذا ...


فتخرج الصورة من تحت وسادتها فتكتب خلفها هذه الكلمات ...


لمَ ثورة الطوفان في وجه السكون ؟


لِــمَ صفعة الأحزان في وجه القدر؟


ألثورة الطوفان حبٌ للسكون ؟!


أم لصفعة الأحزان عشقٌ للقـــــدر ؟!


ما هيام الدم يجري في العروق ؟


ما عزوف الروح عن ترك الجســـد ؟


أحياة الدم يجري في العروق ؟!


أم كمال الروح تقبع ( تسكن) في الجســـد ؟!


أوَ جُنَّ الموج يركض للرمال ؟


جننه الشوق والحب اكتمل


لك يا عاشق الثأر انتقام ...


يُحطًّـــــــــم الآمال في دنيا الأمــــل


ولي قلبٌ يفيـــــض بالغرام .


يُعمِّـــــر الآمال في دنيا الأمــــــــــل


أحبُـــــــك يا صفحة سوداء للسلام


وهواك لقلبي صورة اجتيـــــــاح


كثورة الطوفان في وجه السكون


كصفعة الأحزان في وجه القدر


مرجان ليوري


وعلى إثــــر هذه الكلمات تنام مرجان .. وفي اليوم التالي صباحاً عند الثامنة تجلس مرجان تتناول الإفطار مع عائلتها .. بعدها تذهب لترتيب فراشها فترى صورة سام فتفتح الصندوق لتعيدها وترتيب بقية الصور وتنظر إليها كعادة كل يوم عندها تكتشف أنها تفتقد إحدى الرسوم لسام .. فتبحث عنها في كل شبر في الغرفة .. وتعـــــــــد الرسوم لتتأكـــد فتجدها تسع لوحات في كل مرة .. لتتأكد حينها أن أحداً ما أخذ الصورة .. وتتذكر أنه لا أحد يعلم بالرسوم إلا لؤلؤ وأنها الوحيدة التي رأت الصور وموقفها البارحة وكلام ماري .. حتى ساورها الشك أنَّ لؤلؤ أخذت الصور مع أنها محتارة كيف تتأكد فقررت الإتصال بلؤلؤ لتسألها ..


تتصل مرجان بلؤلؤ فيرن هاتفها دون أن ترفع لؤلؤ ..


مرجان : غريب لؤلؤ لا تجيب .. تعاود الإتصال مرة أخرى دون جدوى .. حاولت كثيراً حتى أغلقت لؤلؤ هاتفها عندها تأكدت مرجان أنَّ لؤلؤ تنوي شيء ما بداخلها وأنها من أخذت الرسمة ..


فأرسلت لها رسالة تقول فيها : لؤلؤ أرجوكِ أعيدي إليِّ الصورة من أجل صداقتنا ..


وتبقى مرجان متوترة وخائفة مما حدث لا تكاد تخرج من غرفتها وعند الرابعة عصراً يأتي هشام إلى منزل والده غاضباً وبيده جريدة يسلم على أمه ..


أم هشام : أهلاً بك يا ولدي .. مابك ؟ غريب ان تزونا في هذا اليوم وفي هذا الوقت ...


هشام بغضب : أمـــــــــي أين ابنتكِ مرجان .. ؟


أم هشام : مرجان .. !!! إنها في غرفتها لم تسأل عنها ؟


هشام : يعطي أمه الجريدة اقرئي وانظري ما الذي يجري .. فيذهب مسرعاً إلى غرفة مرجان .. يدق الباب بقوة ...


مرجان : تتفاجأ من قوة الطرق من هناك ؟


هشام : أنا هشام افتحي ....


مرجان : هشام .. عسى أن يكون خيراً .. تفتح الباب بسرعة ..


هشام : يدخل ويمسك مرجان من شعرها ... : هل صحيح ما نُشـــــر في جريدة هذا اليوم .؟؟


من يكون سام يا مرجان ؟


مرجان: !!!! آآااااااااه أرجوك اتركني يا هشام . .. لا أعلم عما تتحدث .. أرجوك اترك شعري ..


في هذه اللحظة تصل أم هشام تملأها الدهشة .. فتمسك بمرجان لتخلصها من يد هشام ..


أم هشام : هشام أبعــــــــــد يدك عن مرجان لايحق لك أن تضربها ..


مرجان : أمــــــــي ما الذي فعلته أنا ؟ لما تضربني يا أخي ؟


هشام : يأخذ الجريدة من يد أمه .. خذي اقرئي وانظري إلى رسمكِ واسمكِ .. ولا تنكري فهذا هو خط يدكِ ....


تُصعق مرجان لما ترى ... فقد نشرت لؤلؤ الصورة التي سرقتها من صندوق أسرار مرجان ليكشف العالم اجمع سر مرجان .. بعنوان كتب بالخط العريض ..


(مرجان تعشق مجرم من مدينة اكيان وتتعامل معه) ...حيث وضعت الصورة تحت العنوان مع القصيدة التي كتبتها مرجان بخط يدها ألا وهـــــــــــي ...


أجرمٌ بالحـــــــب أم بالقلـــــــــب إجــــــــرامُ


أم أخطأت طقوس الهوى لميل القلب عنوان


فكيف لقلب مسالم له بالعشق إقــــــــــــدام


على إنسان منتقم له بالظُلــــــــم أشجـــــان


فآلام الشـــــــوق تطعنني بمـــد القلب أسقــام


وجُـــلَّ الروح ضحية فقد و أوجــاع حرمان


آآه هل استمتعت بالآلام أطلبها كأنـــــــــــغام


تروي النفس حيث الشوق للأحباب ريحـــــان


أظنني عانقت الجنون بإســرارٍ وإعــــــــــلام


بوهب القلب مدركةً لملحمة العنفـــــــــــوان




التوقيع


مرجان ليوري




كيف سيتصرف هشام وما الذي سيحدث لمرجان ...لنرى