المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شعر >> بحور الشعر وأوزانه <<... [ الآن البحر رقم 1- الوافر (تام ومجزوء)]



رحّال بأشعاري
10-08-2010, 02:24 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بكم إخواني وأخواتي الأعزاء
سوف نتناول في هذا الموضوع دراسات هامة جدا للشعراء الجدد والقدامي
فلا يمكن الاستغناء عن هذا العلم في عالم الشعر
والعلم الذي يتناول بحور الشعر وأوزانه هو ( علم العروض )
وسوف نبدأ بإذن الله تعالى أولي محاضراتنا عن ( بحور الشعر وأوزانه )
أرجو أن تعم الاستفادة للجميع
جزاكم الله خيرا
تحيااااتي

رحّال بأشعاري
10-08-2010, 02:41 AM
من أهم ما يميز الشعر العربي عن غيره من الكلام ، تك الموسيقى الجميلة التي تساعد على وصول المعاني والتعبيرات والأحاسيس إلى قلب القارئ وعقله وأحاسيسه فيملك على المستمع أو القارئ كل حواسه ووجدانه ، فيجذبه الشاعر إلى ما يريده من إيصال تجربته الشعرية .

هذه الموسيقى هي ما يسميها علم العروض بـ ( بحور الشعر ).


تعريف علم العروض : هو دراسة لأوزان الأبيات داخل القصيدة لمعرفة البحر الذي تصاغ القصيدة على تفعيلاته ، ومدى توفيق الشاعر في الوفاء بمستلزمات هذا البحر الشعري ، وبيان ما يمكن أن يدخل تفعيلات البحر من زيادة أو نقص بحيث لا تتأثر موسيقاه بهما ، وما يمتنع من ذلك ؛ لأنه يخلّ بالموسيقى .

ويرجع الفضل في إنشاء علم العروض - كاملا بلا نقص - إلى العالم البارع :الخليل بن أحمد الفراهيدي (100هـ -170هـ) رحمه الله.

رحّال بأشعاري
10-08-2010, 03:44 AM
المحاضرة الأولى ( هامة جدا )
أسماء بحور الشعر و عددها

بحور الشعر المشهورة في كتب العروض ستة عشر بحرا (16) وتنقسم إلى قسمين :
أولا: بحور تتكون من تفعيلة واحدة تتكرر بعدد معين في كل شطر وعددها سبعة (7) :
[ الوافر - الكامل - الرجز - الرمل - الهزج - المتقارب - المتدارك ]



ثانيا: بحور تتكون من تفعيلتين مختلفتين تتكرران بنظام معين في كل بحر وعددها سبعة (9) :

[ الخفيف - المديد - الطويل - البسيط - السريع - المنسرح - المجتث - المقتضب - المضارع ]

وستأتي دراسة كل بحر بالتفصيل فيما بعد.





الكتابة العروضية





هناك اختلاف واضح تماما بين الرسم الإملائي المعروف للكلام ، والكتابة العروضية ، ويجب عليك أن تعرف القاعدة الأساسية التي تسير عليها الكتابة العروضية وهي :





( ما ينطق يكتب ، وما لا ينطق لا يكتب )





ولا يهم أن يكون الحرف المنطوق أو المد غير موجود في الرسم الإملائي ، كما لا يهم أيضا أن يكون الحرف غير المنطوق موجودا ومثبتا في الرسم الإملائي .


ما يكتب عروضيا بينما هو غير موجود إملائيا :

1- نون التنوين كقولك ( بَلَدٌ ) تكتب عروضيا هكذا : ( بَلَدُنْ ) ، و ( طالِبًا ) تكتب عروضيا ( طالِبَنْ )
2- الألف في بعض الكلمات مثل : ( لكنْ - هذا - هذه ) فهي تكتب عروضيا هكذا : ( لاكِنْ - هَاذَا - هَاذِهِي )
3- إشباع هاء الضمير بعد الضمة والكسرة مثل : ( لَهُ - بِهِ - علَّمْتُهُ - مِن بيتِهِ ) فهي تكتب عروضيا هكذا : ( لَهُو - بِهِي - علْلَمْتُهُو - مِن بيتِهِي )
ويكون هذا بشرط ألا تتصل الهاء في الكلام بساكن بعدها فإذا اتصلت بساكن يختفي حرف الإشباع مثل : ( لَهُ الحمْدُ ) فتكتب هكذا : ( لَهُ لْحَمْدُ )
4- الحرف المشدد يكتب على صورة حرفين متماثلين مثل : ( سَلَّمَ - رَبِّ النَّاس ) فتكتب عروضيا هكذا : ( سَلْلَمَ - رَبْبِ نْنَاس ).
5- واو المد في بعض الأسماء مثل : ( دَاوُد - طَاوُس ) فتكتب عروضيا هكذا :( دَاوُود - طَاوُوس ) .





ما يحذف عروضيا بينما هو موجود إملائيا :
1- " ال الشمسية " مثل : ( والشَّمْسِ - والنَّمْلِ ) تكتب عروضيا هكذا : ( وشْشَمْسِ - ونْنَمْلِ ) .
2- " همزة الوصل " إذا لم تكن في أول الكلام مثل : ( وَاعْلَمْ - وَاسْتَخَفَّ ) تكتب عروضيا هكذا : ( وَعْلَمْ - وَسْتَخَفْفَ ).
3- حرف المد إذا جاء بعده ساكن مثل : ( أَطِيعُوا اللهَ - وَاكْتُبَا الدَّرْسَ ) فتكتب عروضيا هكذا :( أَطِيعُ لْلاَهَ - وَكْتُبَ دْدَرْسَ ) .

ملحوظة هامة : أحيانا لا نقوم بإشباع الهاء إذا كان إشباعها يكسر الوزن كما في قول الشاعر :

إنَّ الظّلام الذي يجلوك يا قمرٌ ......... لهُ صباحٌ متى تُدْرِكْهُ أخفاكا
فيكتب عروضيا هكذا : ( لهُو صباحُن متى تُدْرِكْهُ أَخْفَاكَا)
مثال على الكتابة العروضية :

إذا الشعب يوما أراد الحياة ... فلابد أن يستجيب القدر
فيكتب عروضيا هكذا :

إِذَ شْشَعْبُ يَوْمَنْ أرادَ لْحَيَاةَ ... فلابُدْدَ أنْ يستجيبَ لْقَدَرْ

رحّال بأشعاري
10-08-2010, 05:54 AM
ولكي يسهل عليك تقطيع البيت الشعري ومعرفة وزنه والبحر الذي صيغت القصيدة عليه يمكنك أن تقابل الحرف الساكن في البيت بدائرة ( ه ) - حرف المد يعتبر حرفا ساكنا - وتقابل الحرف المتحرك بخط رأسي ( ا ) كما يلي :

وُلِدَ الهُدَى فَالكَائِنَاتُ ضِيَاءُ ..... وَفَمُ الزَّمَانِ تَبَسُّمٌ وَسَنَاءُ
وُلِدَ لْهُدَى فَلكَائِنَاتُ ضِيَاءُو ..... وَفَمُ زْزَمَانِ تَبَسْسُمُنْ وَسَنَاءُو
اااه ااه اه اه ااه اااه اه ...... اااه ااه اااه ااه اااه اه
وهكذا يمكنك تقطيع البيت إلى تفعيلات

تعريف التفعيلة : هي الوحدة الموسيقية التي استخدمها العلماء ليبينوا مكونات البحر الشعري ، ويتكون البيت من مقاطع عروضية ( حركات وسكنات ) وهذه المقاطع العروضية كما وردت في كتب العروض كما يلي :
1- السبب الخفيف : وهو يتكون من حركة فساكن ( اه ) مثل : ( مَنْ - كَمْ - لاَ )
2- السبب الثقيل: وهو يتكون من حركتين ( اا ) مثل : ( لِمَ - بِمَ )
3- الوتد المجموع : وهو يتكون من حركتين يليهما ساكن ( ااه ) مثل : ( عَلَى - رَمَى - يَدٌ )
4- الوتد المفروق : وهو يتكون من حركتين بينهما ساكن (ا ه ا ) مثل : ( لَيْسَ - بَيْنَ - مَدَّ )
5- الفاصلة الصغرى : وهي تتكون من ثلاث حركات فساكن (اااه) مثل : ( كُتُبٌ - قَطَعُواَ )
6- الفاصلة الكبرى : وهي تتكون من أربع حركات فساكن (ااااه) مثل : ( شَجَرَةٌ - بَقَرَةٌ - هَجَرَنَا )


وتستخدم هذه المقاطع العروضية في تكوين التفعيلة فيقول العروضيون ك إن تفعيلة ( مُفَاعَلَتُنْ ) تتكون من وتد مجموع وفاصلة صغرى (ااه اااه) ، بينما التفعيلة ( مُسْتَفْعِلُنْ ) تتكون من سببين خفيفين ووتد مجموع (اه اه ااه).. وهكذا .


ملحوظة :
( أ ) لا يشترط أن تنتهي التفعيلة بنهاية كلمة في البيت الشعري ، فقد تنتهي في وسط الكلمة ... يتضح ذلك من تقطيع البيت الشعري كما يلي :


وُلِدَ الهُدَى فَالكَائِنَاتُ ضِيَاءُ ..... وَفَمُ الزَّمَانِ تَبَسُّمٌ وَسَنَاءُ
وُلِدَلْهُدَى فَلْكَائِنَا تُضِيَاءُو ..... وَفَمُزْزَمَا نِتَبَسْسُمُنْ وَسَنَاءُو
اااه ااه اه اه ااه اااه اه ...... اااه ااه اااه ااه اااه اه

( ب ) ينقسم البيت الشعري في القصيدة العمودية إلى قسمين ( نصفين ) يسمى كل قسم منهما ( شطرا ) ، وتسمى نهاية الشطر الأول ( عروضا ) وتسمى نهاية الشطر الثاني ( ضربا ) وغير ذلك من البيت يسمى ( حشوا )0
وعلى هذا فالعروض في البيت السابق هو ( تُضِيَاءُو ) والضرب فيه هو ( وَسَنَاءُو )
( جـ ) يمكنك أيضا لكي تتذوق موسيقى البيت الشعري فيما سبق أن تقابل الحرف المتحرك بـ ( تِ ) والحرف الساكن بـ ( نْ ) وبهذا تشعر بالموسيقى التي تحكم البيت الشعري كما يلي :

وُلِدَ الهُدَى فَالكَائِنَاتُ ضِيَاءُ ..... وَفَمُ الزَّمَانِ تَبَسُّمٌ وَسَنَاءُ
وُلِدَلْهُدَى فَلْكَائِنَا تُضِيَاءُو ..... وَفَمُزْزَمَا نِتَبَسْسُمُنْ وَسَنَاءُو
اااه ااه اه اه ااه اااه اه ...... اااه ااه اااه ااه اااه اه
تِتِتِنْ تِتِنْ تِنْ تِنْ تِتِنْ تِتِتِنْ تِنْ ..... تِتِتِنْ تِتِنْ تِتِتِنْ تِتِنْ تِتِتِنْ تِنْ

وتفعيلاته :

مُتَفَاعِلُنْ مُتْفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلْ ...... مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلْ


أشكركم إخواني الأعزاء
وستكون المحاضرة التالية إن شاء الله مع أول بحور الشعر
( بحر الوافر )
تحيااااتي

رحّال بأشعاري
19-08-2010, 03:31 AM
1- بحر الوافر
سبب تسميته بالبحر:
فقد سمي البحر بحرا لسعته وانبساطه ، وسمي بحر الشعر بحرا لأنك تزن عليه ما لا نهاية له من الشعر ، كما أنك تأخذ من البحر ما لا نهاية له من الماء .
أما سبب تسمية الوافر بهذا الاسم:
وسمي بذلك لتوافر حركاته، لأنه ليس في الأجزاء أكثر حركات من تفعيلته (مُفَاعَلَتُنْ).


الوحدة التي يتكون منها هذا البحر هي ( مُفَاعَلَتُنْ ) وتد مجموع ثم فاصلة صغرى (ااه اااه)
وقد يتكون البيت في هذا البحر من تكرار هذه التفعيلة ( مفاعلتن ) ست مرات في كل شطر ثلاث تفعيلات وحينئذ يسمى البيت (تاما) ، وقد يتكون البيت من تكرار هذه التفعيلة ( مفاعلتن ) أربع مرات في كل شطر تفعيلتان وحينئذ يسمى البيت (مجزوءا) .

(أ) الوافر التام
ومنه قول الشاعر :

سلوا قلبي غداة سلا وتابا ...... لعل على الجمال له عتابا


وعندما نكتب البيت كتابة عروضية ونقطعه يصبح كالتالي:


سَلُوقَلْبِي غَدَاةَ سَلاَ وَتَابَا ....... لَعَلْلَ عَلَلْ جَمَالِ لَهُو عِتَابَا
مُفَاعَلْتُنْ مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلْ ...... مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلْ
ااه اه اه ااه اااه ااه اه ...... ااه اااه ااه اااه ااه اه
تتن تن تن تتن تتتن تتن تن ...... تتن تتتن تتن تتتن تتن تن


( مفاعل = فعولن )



كما ترى فقد تكون كل شطر من ثلاث تفعيلات إلا أنها في المرة الثالثة -العروض (وتابا) و الضرب (عتابا) - جاءت غير كاملة فبدلا من ( مفاعلتن = ااه اااه ) صارت (مفاعل ااه اه) فماذا حدث ؟؟


أولا: تم حذف سبب خفيف من آخر التفعيلة فأصبحت ( مفاعلَ ااه اا ) وهذا يسمى ( حذفا ) فصارت التفعيلة محركة اللام


ثانيا: تم تسكين هذا الحرف الخامس ، وتسكين الخامس يسمى ( عصبا ) ، واجتماع الحذف والعصب يسمى عند العروضيين ( قطفا ) إذن التفعيلة الأخيرة دخلها القطف فهي مقطوفة

وعلى هذا فإن عروض الوافر التام مقطوف وضربه أيضا مقطوف .

ملحوظة :
كذلك يجوز أن يلحق (العصب)- وهو تسكين الخامس - حشو البيت ( الحشو هو ما ليس ضربا ولا عروضا ) كما في التفعيلة الأولي ( سَلُو قَلْبِي = مُفَاعَلْتُن = ااه اه اه )


تنبيهات مهمة


لا تنس أن تهتم بترديد نغمة هذا البحر حتى تحفظه

تتن تتتن تتن تتتن تتن تن ...... تتن تتتن تتن تتتن تتن تن




أيضا فإن لكل بحر مفتاح حتى تحفظ نغمته وتفعيلته

مفتاح هذا البحر حتى يسهل عليكم حفظ تفعيلاته ونغمته :


بُحُورُ الشِّعْرِ وَافِرُهَا جَمِيلٌ ... (مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ فَعُولُنْ)


ومن أمثلة الوافر التام أيضا هذه الأبيات الشعرية :


سبيل ُ العِزِّ أن نبني ونُعلِي ...... فلا تقْنَـعْ بأنّ ســواك يبني
ولا تَكُ عالةً في عُنْقِ جَـدٍّ ...... رميم العظم أو عِبْئًا على ابنِ

فمن يغرسْ لكي يجني سواه ...... يَعِشْ ، ويموتُ من يحيا ليجني

فما حَطَمَتْ يدُ الأيّامِ رُوحِي ...... وإن حَطَمَتْ أباريقي ودَنِّي
ـــــــــــــ
أبا هندٍ فلا تعجل عليـنا ...... وأنظِـرْنا نُخَبِّرْكَ اليقينا
بأنَّا نُورِدُ الرايات بِيضًا ...... ونُصْدرهنَّ حُمْرًا قدء رَوِينا
ـــــــــــــ




فكم من قرية لاقت مصيرا ...... قـتيم الـلون بالأحقاد زاخر
وكم قتلوا نساءً مسـلمات ...... غُصِبْن وهن من أهل حرائر
بأي جــريمة بل أي ذنب ...... جناه المسلـمون بأي خاطر

يقـوم كوافـر من كل قطر ...... بقتل المسـلمين ذوي المآثر

رحّال بأشعاري
19-08-2010, 02:50 PM
نقاط هامة :

والوافر التام لم ترد له في الشعر العربي سوى هذه الصور الوحيدة .
وإن التدوير ( وهو اتصال شطري البيت بكلمة واحدة) من النادر حدوثه في بحر الوافر ؛ وذلك لأن له إيقاعا متميزا يجبر الشاعر على كتابة الشطرين منفصلين ، ومن أمثلة حدوث ذلك التدوير النادر قول ابن الرومي :

ذكرتك حين ألقت بي عصاها النَّــ (م) ـوى يوما بنهر أبي الخصيب

وقد أرست بنا في ضفتيه الْـــ (م) ـجواري المنشآت مع المغيب

الميم (م) هنا تشير إلى أن البيت مدوّر أي متصل الشطرين


هناك صورة نادرة أخري للوافر التام وهي أن يأتي ضربه المقطوف مقصورا (فَعُولْ)بتسكين اللام . ومنها قول الشاعر :

فليت أبا شريك كان حيًّـا .... فيقصر حين يُبصره شَرِيكْ

ويترك عن تـدرئه علينا ...... إذا قلـنا له هـذا أَبُـوكْ

رحّال بأشعاري
19-08-2010, 05:54 PM
(أ) الوافر المجزوء
ويتكون من أربع تفعيلات (مفاعلتن) كما ذكرنا في كل شطر تفعيلتان اثنتان
.
وقد وردت للوافر المجزوء صور ثلاث :
الصورة الأولى :أن تأتي العروض صحيحة ، ويأتي الضرب صحيحا أيضا.
وعلى هذه الصورة جاء قول الحلاج:


إلى حتفي سعى قدمي ...... أرى قدمي أراق دمي



وعندما نكتب البيت كتابة عروضية ونقطعه يصبح كالتالي:



إِلَى حَتْفِي سَعَى قَدَمِي ...... أَرَى قَدَمِي أَرَاقَ دَمِي
مُفَاعَلْتُنْ مُفَاعَلَتُنْ ...... مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ
ااه اه اه ااه اااه ...... ااه اااه ااه اااه
تتن تن تن تتن تتتن ...... تتن تتتن تتن تتتن


كما ترى فقد تكون كل شطر من تفعيلتين ،
لاحظ معي أيضا أن العروض (سعى قدمي) جاءت صحيحة ( مفاعلتن = ااه اااه ) و الضرب (أراق دمي) - جاءت صحيحة أيضا ( مفاعلتن = ااه اااه )
ومما جاء على هذه الصورة أيضا :

قَضَى عِشقَا سِوَى رَمَقٍ ...... إِلَيْك غَدًا يُقَدِمُهُ
عَسَى إِنْ قِيلَ مَاتَ هَوًى ...... تَقُولُ اللهُ يَرْحَمُهُ
فَتَحْيَا فِي مَرَاقِدِهَا ...... بِلَفْظٍ مِنْكَ أعظُمُهُ
ـــــــــ
أَنَا مَنْ يَمْلِكُ الدُّنْيَا ...... وَكُلُّ دُنَايَ أَشْعَارُ
يُكَلِّلُ هَامَتِي نُورٌ ...... وَيَحْرِقُ مُهْجَتِي نَارُ
وَرُوحِي نَسْمَةٌ تَسْرِي ..... وَنَافِذَةٌ وَأَسْتَـارُ


الصورة الثانية :أن تأتي العروض صحيحة ، ويأتي الضرب معصوبا (مسكن الخامس).
وعلى هذه الصورة جاء قول إبراهيم ناجي:

قَضَيْتَ الْعُمْرَ تَذْكُرُ لِي...... وَأَذْكُرُ فِي الْهَوَى جُرْحَكْ
فَقُمْ نَسْخَرْ مِنَ الأَمَلِ ...... وَمِنْ أَعْمَاقشنَا نَضحَكْ

وعندما نكتب البيت كتابة عروضية ونقطعه يصبح كالتالي:

قَضَيْتَ لْعُمْ رَتَذْكُرُ لِي ...... وَأَذْكُرُ فِلْ هَوَى جُرْحَكْ
مُفَاعَلْتُنْ مُفَاعَلَتُنْ ...... مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلْتُنْ
ااه اه اه ااه اااه ...... ااه اااه ااه اه اه
تتن تن تن تتن تتتن ...... تتن تتتن تتن تن تن


لاحظ معي : أن العروض (رَتَذْكُرُ لِي) جاءت صحيحة ( مفاعلتن = ااه اااه ) و الضرب (هَوَى جُرْحَكْ ) - جاء معصوبا أي مسكن الخامس ( مفاعلْتن = ااه اه ااه )
على أن العروضيين يعتبرون العروض صحيحة دائما حتى وإن صادفت بيتا عوضه معصوبة ، فلا تعتبر ذلك علة ، لأن الشاعر يعدل عن ذلك في أبياته التالية.
ومما جاء على هذه الصورة أيضا قول نزار قباني :

وَصَاحِبَتِي إِذَا ضَحِكَتْ ...... يَسِيلُ اللَّيْلُ مُوسِيقَا
تُـطَـوِّقُنِي بِســاقِيَةٍ ...... مِنَ النَّهَوَنْدِ تَطْوِيقَـا
فَأَشْرَبُ مِنْ قَرَارِ الرَّصْـ...... ـدِ إِبْرِيقًا فَإِبْرِيقَـا

رحّال بأشعاري
19-08-2010, 06:54 PM
الصورة الثالثة :أن تأتي العروض مقطوفة ، ويأتي الضرب مقطوفا أيضا ( فعولن = ااه اه ) أي مثل الوافر التام ، وهي صورة استدركها بعض العروضيين .
وعلى هذه الصورة جاء قول أحد الشعراء:


أَشَاقَكَ طَيْفُ مَامَـهْ...... بِمَكَّةَ أَمْ حَمَامَهْ

وعندما نكتب البيت كتابة عروضية ونقطعه يصبح كالتالي:


أَشَاقَكَطَيْ فُمَامَـهْ ...... بِمَكْكَةَ أَمْ حَمَامَهْ


مُفَاعَلَتُنْ فَعُولُنْ ...... مُفَاعَلَتُنْ فَعُولُنْ
ااه اااه ااه اه ...... ااه اااه ااه اه
تتن تتتن تتن تن ...... تتن تتتن تتن تن

لاحظ معي : أن العروض (فُمَامَـهْ) جاءت مقطوفة( فعولن= ااه اه ) و الضرب (حَمَامَهْ) - جاء مقطوفا ( فعولن= ااه اه )
ويقول ابن رشيق عن هذه الصورة :"وهذا وزن ملتبس ، ويجوز أن يكون مقطوعاً من مربع الوافر ويجوز أن يكون من المضارع مقبوضاً مكفوفاً"
وقد رجح الأستاذ الدكتور شعبان صلاح الرأى الأول "لأن عدَّ هذا البيت من المضارع معناه جعل التفعيلة "أشاقكَ" مفاعلُ وأصلها "مفاعلين" وهذا مركب صعب، فضلاً عن أن هناك ما يسمى بالبحر المستطيل - وهو من البحور المهملة ، عكس الطويل - ووزنه مفاعيلن فعولن مفاعيلن فعولن فى كل شطر ، مما يترجح معه أن الشعراء قد أفادوا من هذه اللفتة العروضية فاستخدموها" .. من كتاب (موسيقى الشعر بين الاتباع والابتداع).