1- بحر الوافر
سبب تسميته بالبحر:
فقد سمي البحر بحرا لسعته وانبساطه ، وسمي بحر الشعر بحرا لأنك تزن عليه ما لا نهاية له من الشعر ، كما أنك تأخذ من البحر ما لا نهاية له من الماء .
أما سبب تسمية الوافر بهذا الاسم:
وسمي بذلك لتوافر حركاته، لأنه ليس في الأجزاء أكثر حركات من تفعيلته (مُفَاعَلَتُنْ).
الوحدة التي يتكون منها هذا البحر هي ( مُفَاعَلَتُنْ ) وتد مجموع ثم فاصلة صغرى (ااه اااه)
وقد يتكون البيت في هذا البحر من تكرار هذه التفعيلة ( مفاعلتن ) ست مرات في كل شطر ثلاث تفعيلات وحينئذ يسمى البيت (تاما) ، وقد يتكون البيت من تكرار هذه التفعيلة ( مفاعلتن ) أربع مرات في كل شطر تفعيلتان وحينئذ يسمى البيت (مجزوءا) .
(أ) الوافر التام
ومنه قول الشاعر :
سلوا قلبي غداة سلا وتابا ...... لعل على الجمال له عتابا
وعندما نكتب البيت كتابة عروضية ونقطعه يصبح كالتالي:
سَلُوقَلْبِي غَدَاةَ سَلاَ وَتَابَا ....... لَعَلْلَ عَلَلْ جَمَالِ لَهُو عِتَابَا
مُفَاعَلْتُنْ مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلْ ...... مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلْ
ااه اه اه ااه اااه ااه اه ...... ااه اااه ااه اااه ااه اه
تتن تن تن تتن تتتن تتن تن ...... تتن تتتن تتن تتتن تتن تن
( مفاعل = فعولن )
كما ترى فقد تكون كل شطر من ثلاث تفعيلات إلا أنها في المرة الثالثة -العروض (وتابا) و الضرب (عتابا) - جاءت غير كاملة فبدلا من ( مفاعلتن = ااه اااه ) صارت (مفاعل ااه اه) فماذا حدث ؟؟
أولا: تم حذف سبب خفيف من آخر التفعيلة فأصبحت ( مفاعلَ ااه اا ) وهذا يسمى ( حذفا ) فصارت التفعيلة محركة اللام
ثانيا: تم تسكين هذا الحرف الخامس ، وتسكين الخامس يسمى ( عصبا ) ، واجتماع الحذف والعصب يسمى عند العروضيين ( قطفا ) إذن التفعيلة الأخيرة دخلها القطف فهي مقطوفة
وعلى هذا فإن عروض الوافر التام مقطوف وضربه أيضا مقطوف .
ملحوظة :
كذلك يجوز أن يلحق (العصب)- وهو تسكين الخامس - حشو البيت ( الحشو هو ما ليس ضربا ولا عروضا ) كما في التفعيلة الأولي ( سَلُو قَلْبِي = مُفَاعَلْتُن = ااه اه اه )
تنبيهات مهمة
تتن تتتن تتن تتتن تتن تن ...... تتن تتتن تتن تتتن تتن تن
- أيضا فإن لكل بحر مفتاح حتى تحفظ نغمته وتفعيلته
مفتاح هذا البحر حتى يسهل عليكم حفظ تفعيلاته ونغمته :
بُحُورُ الشِّعْرِ وَافِرُهَا جَمِيلٌ ... (مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ فَعُولُنْ)
ومن أمثلة الوافر التام أيضا هذه الأبيات الشعرية :
سبيل ُ العِزِّ أن نبني ونُعلِي ...... فلا تقْنَـعْ بأنّ ســواك يبني
ولا تَكُ عالةً في عُنْقِ جَـدٍّ ...... رميم العظم أو عِبْئًا على ابنِ
فمن يغرسْ لكي يجني سواه ...... يَعِشْ ، ويموتُ من يحيا ليجني
فما حَطَمَتْ يدُ الأيّامِ رُوحِي ...... وإن حَطَمَتْ أباريقي ودَنِّي
ـــــــــــــ
أبا هندٍ فلا تعجل عليـنا ...... وأنظِـرْنا نُخَبِّرْكَ اليقينا
بأنَّا نُورِدُ الرايات بِيضًا ...... ونُصْدرهنَّ حُمْرًا قدء رَوِينا
ـــــــــــــ
فكم من قرية لاقت مصيرا ...... قـتيم الـلون بالأحقاد زاخر
وكم قتلوا نساءً مسـلمات ...... غُصِبْن وهن من أهل حرائر
بأي جــريمة بل أي ذنب ...... جناه المسلـمون بأي خاطر
يقـوم كوافـر من كل قطر ...... بقتل المسـلمين ذوي المآثر