المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال &’§£sµ



رفعت خالد
22-02-2012, 10:11 PM
كما يعكس بوضوح العنوان.. حديثي عن الغرابة. عن الأشياء التي إذا ما رأيناها ارتفع الحاجبان وثُبتت العينان !.. عن القصص التي عندما نسمعها نلتفت وكأننا - فجأة - صُعقت منا الأفئدة فكفت عن الخفقان !.. عن الملاحظات التي غابت عنا سنينا قبل أن نلمحها على حين غرة فنتوقف برهة أو برهتين غير مصدقين.. كيف لم يكن هذا في الحسبان ؟

هل تفهم ما أقصد ؟.. هل تحسّ بما أحسّ؟ هل تتلذذ مثلي كلما سمعتَ كلمة (غريب) أو (بيزار) أو (سترينج) ؟ أم أنني وحدي المسحور بهذا الأمر، المأخوذ بهذا الفكر، الغارق في هذا البحرِ ؟.. هل تُراني فيلسوف يهيم في كل واد، يسخر منه كل غادٍ ؟.. ويهزأ من فكره الغريب، وميوله العجيب، ومنظره المريب.. ويرى ذلك شذوذا ونشوزا وخروجا عن المعهود؟.. ألا إني أتفلسف لوحدي الساعات ذوات العدد ثم أعود.. لاهثا ومعي بضع عبارات لزقت بذهني، أكتبها مسارعا كي لا تضيع منيّ في زحمة الدنيا.. ولكن من يُبالي بها غيري ؟ فكلما عرضتها على صاحب من الأصحاب محاولا تجميلها، حريصا على تصويرها كما رأيتها أول ما رأيتها هناك، في ذاك الوادي السحيق.. تأفف وتلفّت ضائقا صدره، وتفلّت من الحديث رويدا رويدا، ثم تسلّل مُهرولا خارجا من تلك السراديب المظلمة التي اصطحبته إليها !

من بين مقولات إينشتين الشهيرة التي أقف عندها..

«لا تتوقف عن التساؤل، فغريزة الفضول إنما خُلقت لسبب».

«ليس لي موهبة خاصة، أنا فقط فضولي متحمس، محب للتعلم باستمرار».

«إن من لا يقف مشدوها ليتعجّب، مثله مثل الميت، فعيناه مغلقتان».

«أنا فنان قادر على الرسم بكل حرية في مخيلتي، فالخيال أكثر أهمية من المعرفة، لأن المعرفة محدودة، بينما الخيال لا حدود له، يلف العالم كله».

«إنها لمعجزة أن تنجو غريزة الفضول من براثن التعليم الإلزامي».

«المنطق سيأخذك من النقطة أ إلى النقطة ب.. الخيال سيذهب بك إلى أي مكان».

«العلامة الحقيقية للذكاء ليست كم المعرفة بل هي القدرة على التخيّل».

هذا ما أعنيه بالضبط.. إن الاكتفاء بعيش أي حياة، وقبول ما نراه أمامنا في الطريق كما هو، والانبهار بكل صيحة تأتينا من وراء البحار، والتّفرج على كل ما تبثه القنوات من سموم دون كلمة نقد ودون مقارنة ما تعرضه بما يمليه ديننا الحنيف.. وحبُّ أي لغة أجنبية، فقط لأنها نافعة في الاقتصاد، مدرّة للمال مطلوبة عند العباد.. دون ما نظر إلى حُسنها وإلى حكمتها والنبل الذي تحمل بين طياتها.. إن كل ذلكم إعاقة ذهنية وجمود وقتل للإبداع و برود..

وإني لأشبّه من هذا حاله بالعلكة تمُضغ ثم تُرمى بقرف إذا هي فقدت حلاوتها التي كانت لها مميزة وكانت لمريدها محفّزة ! فأي حلاوة في من لا رأي له ولا فكر ولا مبدأ ولا خيال ؟

لهذا أقدّر الذين يستحبّون التعمّق على الذين يرتضون السطحية والسخافة والمادّية الفاحشة.. أقدّرهم ما لم يصلوا في غوصهم إلى أعماق نهانا الله عن الوصول إليها للضرر الذي سيصيبنا جراء ذلك لا محالة، فلسنا بقادرين على تحمّل تلك الأسئلة العظيمة ولا نحن بمؤهلين للإجابة عنها.. فهي مغارات مظلمة لم يدخلها إنسان من قبل ولا جان !

ولكن هناك فعلا من الأمور التي جعلتها العادة مملة رتيبة، ما إن تأملت فيها وزدتها تأملا.. فزعت وذُعرت مما تخفيه بجوفها من حقائق مروّعة أو جواهر بديعة..

أليس جسمنا غريبا ؟ وهذه الأنابيب التي تُسمى أصابعا ؟ وما هو هذا الخرطوم المزدوج الذي بين ناظرينا نستشعر به طبيعة الروائح ؟ بل انظر إلى هاتين الكرتين السحريتين التي نرى بهما ما حولنا ؟ سبحان الخالق المصوّر !

ألم تسأل نفسك يوما ما مدى جمال سيدنا يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ؟ وقد قطّعت النسوة أيديهن من فرط الانبهار لما خرج عليهن ! فكيف كان عليه السلام ؟

ما بال أقوام لا ينظرون في أمر خالقهم وما ينتظرهم ؟ كيف سيكون مشهد الحشر وأي ذعر ذاك الذي سيجتاح جماهير الناس وأي ندم سيقطع قلبك ؟ وأي لذة تلك التي ستغمر أصحاب الجنة وهم يتطلّعون إلى وجه ربهم الجميل ؟ جعلنا الله منهم..

ما هو هذا الفعل الذي يُدعى ضحكا ؟ وكيف تدل أصوات وحركات شفهية على الفرحة أو الطرافة ؟ كيف اخترعوا اللغات ؟ ومن يقول وكيف تشتهر النّكت ؟ وماذا عن إشكالية (من سبق البيضة أم الدجاجة ؟) التي تعترضنا ولابد في حياتنا.. حتى لا تدري ما إذا كنتَ أنت من ابتكر فكرة ما أم قد سمعتها من قبل أم رأيتها فيما يراه النائم ثم اختمرت في ذهنك طويلا قبل أن تخرج كأنها ترى النور لأول مرّة.. أشياء كثيرة نعجز عن العودة إلى أصلها !

لا تقل هذا ممل، فأنت الملول.. أما الجمال والغرابة فمكانهما باديان لمن أطلق بصره أو ألقى سمعه وهو شهيد، واستدعى عقله السّارح في مكان بعيد، ثم فرّغه تفريغا ليمارس إحدى أرقى الأنشطة الإنسانية.. التأمّل.

وأزيدك من الشعر أبياتا.. أليس من المبهر أن تكون كل أحداث الدنيا بعناوينها وتفاصيلها وتواريخها وأماكنها.. مسجلة في كتاب عند الملك تعالى في علياءه ؟ كيف هي الرّوح وأين محلّها فينا؟ ما سرّ الأحلام ؟ هل توجد كائنات غيرنا بهذا الكون ؟ ما سر تلك الأصوات التي كنت أسمعها وحدي داخل المطبخ ليلا وأنا صغير؟ كيف يفكر المجنون ؟ كيف هم الجن وكيف يحيون؟ كيف نختلف ولا يشبه أحدنا الآخر في الظاهر أو الباطن ؟ كيف يفكر المجرمون الذين يقتلون الأطفال الأبرياء ويغتصبونهم بعد القتل ثم يمزقونهم كل مُمزّق ؟ كيف يكون العبقري في صغره غبيا مغفّلا ؟ كيف لا يزال يعيش بيننا صالحون في هذا الزمن القذر ؟ كيف تُنسينا الأيام ما ظننا أن لن ننساه ما حيينا ؟ ولماذا نخطأ دائما ذات الخطأ الذي طالما أحزننا فبكينا ؟

أليس كل هذا غريبا ؟




وكتبه
رفعت خالد المزوضي
عفا الله عنه وعن والديه

Heartbeat
23-02-2012, 12:26 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

مقال رائع اخي رفعت خالد
وجدت نفسي اتساءل واردد على نفسي كل سؤال طرح في مقالك
امور كثيرة في الحياة تجعل الإنسان يتساءل
كيف ولماذا وماذا وماهو

امور كثيره تجعلني في هذه الحياة أرى بها عظمة الخالق في خلقة
ومع هذا اجد البعض جاهلاً او متجاهلاً كل هذا
وغارق في ملذات الدنيا التي لا تسمن ولا تغني من جوع

كنت في احد الايام جالس مع الاصدقاء وكان أحدهم يعبث بالحاسوب
وفجأة قال سبحان الله كيف تم صنع الحاسوب

حينها قلت له يا أخي برأيك ماهو الذي يثير العجب أكثر هذا الحاسوب , ام قلبك الذي يخفق في قلبك
وقبل ان يجاوب قلت له انتظر سؤال اخر
من برأيك اعظم مخترع هذا الحاسوب , ام من خلق هذا المخترع ووهبه هذا العقل والذكاء

ثم قلت له قبل ان يثير عجبك اي امر بالدنيا من تكنولوجيا او تطور في العلم
يجب ان تتذكر أولاً ان الله سبحانه هو من خلق البشر ولولا خلقه لنا لما رأيت كل هذا التطور والعلم

حينها قال لي إلى أين تريد الذهاب بي بهذا الكلام
قلت له يا أخي حين أتى وقت الصلاة ذهبنا جميعنا لنصلي إلا انت جلست امام هذا الحاسوب ولم تصلي معنا
ونسيت ان لولا الله لما كان هذا الحاسوب

قبل ان تندهش من ما يفعله المخلوق تذكر عظمة الخالق
حينها لن تجلس امام الحاسوب وتترك الصلاة

بارك الله بك اخي رفعت خالد
موضوع مميز

رفعت خالد
23-02-2012, 01:12 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

بوركت أخي.. وأحسنت جواب صاحبك، نفعك الله ونفع بك..

ام ابـراهيم
26-02-2012, 08:43 PM
شكرا لك أخي رفعت موضوع طيب
أخي هارت ذكرتني بحوار صار بيني و بين إمرأة علمانية
و كنت وقتها اتحدث عن العدة و كيف يجب على الأرملة أن تقضي أربعة شهور و عشر أيام
لا تتزين و لا تخرج إلا للضروريات.

قالت لي هذه المرأة من قال لك هذا الكلام
قلت لها كتاب الله و سنة نبينا
قالت لي إن ذكرت في القرأن فلا بأس
اما إن تقول لي قال فلان عن فلان حتى نصل إلى قال رسول الله عليه الصلاة و السلام فأنا لا أؤمن بهذا
من قال لك ان الأحاديث وصلتنا صح

فقلت لها { عجبا يا أختاه أتؤمنين بالقرأن و تنكرين سنة رسول الله
أريد أن أسألك نحن ماذا نقول في الشهادتين .
لم ترد ..............
قلت لها نقول { أشهد ان لا إله إلا الله و أشهد ان محمد رسول الله}
و في أمر أخر ترى القرأن لم يأتي على قدميه بل نزل وحيا على حبيبي رسول الله.

فسكتت و لم تقدر على الجواب
الله يهديها بس

رفعت خالد
26-02-2012, 11:15 PM
بارك الله فيك.. (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).. قولي لها السنة محفوظة، لأنها شارحة للقرآن.. ولو لم تحفظ لما عرفنا كيفية الصلاة.. قولي لها أنها إذا رفضت السنة وتواترها ودور كبار علماء السلف في تنقيحها.. فعليها رفض الأحاديث التي فيها صفة الصلاة.. إذا لن نصلي.