رفعت خالد
07-03-2012, 09:53 PM
350378
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله.
أما بعد..
لطالما تساءلت عن سر إعجاب المرأة بالرجل وهذا - إن شاء الله - من باب التأمل في سنن الله الكونية.. وإلا فقدرة الله عظيمة لا متناهية.. ولا عجب من خلق الله، فهو القائل للشيء كن فيكون.. فمم العجب ومم الاستغراب ؟ إلا أن وقوفك أمام الشيء من خلق الله متأملا، متفكرا، مسبحا، مُكبرا.. من العبادات العظيمة التي أوصيكم ونفسي بها.
كنتُ أقول دائما.. لماذا تُعجب المرأة بالرجل ؟ هي الغريزة.. أعلم.. لكن إعجاب الرجل بالمرأة - المبني على الغريزة أيضا - واضح كل الوضوح.. ففتنتها وزينتها كافيتان لسحر الأنظار وشدّ الأبصار.. ثم هي من تزين نفسها بنفسها، ما يعني أنها تعرف كيف تُغري الرجل.. ولا أظنها تستغرب - بعدها - وتسأل نفس سؤالي.. فتقول ماذا يريد مني الرجل ؟
لكن.. كيف تتعلق المرأة بشخصية الرجل وسلطته وطريقة انفعاله وما شابه ؟ كيف ؟ لماذا لا تتأثر بشخصية الأسد ونظراته مثلا ؟ لماذا لا تسلبها رصانة الصقر وعنفوانه مثلا ؟.. قد يبدو هذا لبعضكم جنونا، وقد يضحك البعض وينصرف ضاربا كفا بكف.. وربما اتهمني بعضكم بالتفلسف والتنطّع.. إلا أني أذكر هؤلاء بما قلته في مطلع هذا النص.. من أني أحسب هذا من قبيل التأمل في ملكوت الله وسننه الرائعة، المتقنة.. وهو أيضا بقصد الخروج من شرنقة العادة التي تجعل كل ما أمامنا عاديا.. وما هو - لو تأملت - بعادي.
ماذا يعني الرجل للمرأة ؟ ولماذا تُعجب به دون تزين ودون أسباغ ؟ وهذه قاعدة معروفة.. فنحن نزين الأكل، ونزين البيت ونزين كل شيء.. فكيف تعجب المرأة بالرجل العادي الذي لا يضع أي شيء من الزينة.. بل قد يكون قبيحا ؟ ما السر وراء ذلك ؟ وما ذلك الدافع بداخلها الذي يدفعها لتحلم وترسم فارسا تحنّ إليه في كل حين وتبحث عنه طوال السنين ؟
أتراها الشهوة من تحرك كل هذا ؟ أعتقد ذلك..
غير أن موضوعا آخر من سلالة هذا الذي نحن بصدده قد أثارني، وشدّ انتباهي وأحدث لي حالة من الذهول .. وكان وقعه علي أكثر من سابقه، فازددت رهبة ولم أجدني أمام هذه الإعجازات المتتالية إلا مُطالبا بالتسبيح والتهليل والتبجيل.. وتعظيم الرب الجليل.
قلتُ.. هذا الرجل، وقد غلفت غريزته الملابس والعطور والكلام المصقول والأملاك والأشعار.. حتى أصبح لدى المرأة ألف داع وداع للتعلق برجلها.. فماذا عن الحيوان ؟
كيف يصهل الفرس فتدنو منه الفرس ؟.. كيف يزقزق العصفور.. فتسقط الأنثى في حبال حبه ؟ أهو وسيم ؟ أم ذو شخصية قوية خلابة ؟ أم تراه ذو علم غزير ؟ أم أخلاقه نبيلة ؟ أم عنده شعر مقفى يسحر بالبيان ؟
كلا.. بل قد لا تفرق بينه وبين الأنثى أبدا !.. فما سر ذلك الإعجاب ؟
غريزة.. نعم هذا هو الجواب.. ولكنك ربما لم تدرك بعد ما أرمي إليه.. وإلا فقل لي على شكل ماذا تكون هذه الغريزة ؟ وأين محلها فينا ؟
هل ترى الآن الهوة بين.. صهيل الحصان وشعر الرجل الولهان ؟
فسبحان من خلق كل شيء من عدم.. سبحان الرحمن.
رفعت خالد المغربي
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله.
أما بعد..
لطالما تساءلت عن سر إعجاب المرأة بالرجل وهذا - إن شاء الله - من باب التأمل في سنن الله الكونية.. وإلا فقدرة الله عظيمة لا متناهية.. ولا عجب من خلق الله، فهو القائل للشيء كن فيكون.. فمم العجب ومم الاستغراب ؟ إلا أن وقوفك أمام الشيء من خلق الله متأملا، متفكرا، مسبحا، مُكبرا.. من العبادات العظيمة التي أوصيكم ونفسي بها.
كنتُ أقول دائما.. لماذا تُعجب المرأة بالرجل ؟ هي الغريزة.. أعلم.. لكن إعجاب الرجل بالمرأة - المبني على الغريزة أيضا - واضح كل الوضوح.. ففتنتها وزينتها كافيتان لسحر الأنظار وشدّ الأبصار.. ثم هي من تزين نفسها بنفسها، ما يعني أنها تعرف كيف تُغري الرجل.. ولا أظنها تستغرب - بعدها - وتسأل نفس سؤالي.. فتقول ماذا يريد مني الرجل ؟
لكن.. كيف تتعلق المرأة بشخصية الرجل وسلطته وطريقة انفعاله وما شابه ؟ كيف ؟ لماذا لا تتأثر بشخصية الأسد ونظراته مثلا ؟ لماذا لا تسلبها رصانة الصقر وعنفوانه مثلا ؟.. قد يبدو هذا لبعضكم جنونا، وقد يضحك البعض وينصرف ضاربا كفا بكف.. وربما اتهمني بعضكم بالتفلسف والتنطّع.. إلا أني أذكر هؤلاء بما قلته في مطلع هذا النص.. من أني أحسب هذا من قبيل التأمل في ملكوت الله وسننه الرائعة، المتقنة.. وهو أيضا بقصد الخروج من شرنقة العادة التي تجعل كل ما أمامنا عاديا.. وما هو - لو تأملت - بعادي.
ماذا يعني الرجل للمرأة ؟ ولماذا تُعجب به دون تزين ودون أسباغ ؟ وهذه قاعدة معروفة.. فنحن نزين الأكل، ونزين البيت ونزين كل شيء.. فكيف تعجب المرأة بالرجل العادي الذي لا يضع أي شيء من الزينة.. بل قد يكون قبيحا ؟ ما السر وراء ذلك ؟ وما ذلك الدافع بداخلها الذي يدفعها لتحلم وترسم فارسا تحنّ إليه في كل حين وتبحث عنه طوال السنين ؟
أتراها الشهوة من تحرك كل هذا ؟ أعتقد ذلك..
غير أن موضوعا آخر من سلالة هذا الذي نحن بصدده قد أثارني، وشدّ انتباهي وأحدث لي حالة من الذهول .. وكان وقعه علي أكثر من سابقه، فازددت رهبة ولم أجدني أمام هذه الإعجازات المتتالية إلا مُطالبا بالتسبيح والتهليل والتبجيل.. وتعظيم الرب الجليل.
قلتُ.. هذا الرجل، وقد غلفت غريزته الملابس والعطور والكلام المصقول والأملاك والأشعار.. حتى أصبح لدى المرأة ألف داع وداع للتعلق برجلها.. فماذا عن الحيوان ؟
كيف يصهل الفرس فتدنو منه الفرس ؟.. كيف يزقزق العصفور.. فتسقط الأنثى في حبال حبه ؟ أهو وسيم ؟ أم ذو شخصية قوية خلابة ؟ أم تراه ذو علم غزير ؟ أم أخلاقه نبيلة ؟ أم عنده شعر مقفى يسحر بالبيان ؟
كلا.. بل قد لا تفرق بينه وبين الأنثى أبدا !.. فما سر ذلك الإعجاب ؟
غريزة.. نعم هذا هو الجواب.. ولكنك ربما لم تدرك بعد ما أرمي إليه.. وإلا فقل لي على شكل ماذا تكون هذه الغريزة ؟ وأين محلها فينا ؟
هل ترى الآن الهوة بين.. صهيل الحصان وشعر الرجل الولهان ؟
فسبحان من خلق كل شيء من عدم.. سبحان الرحمن.
رفعت خالد المغربي