بين صهيل الحصان وشعر الرجل الولهان !

[رفعت خالد]

الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله.

أما بعد..

لطالما تساءلت عن سر إعجاب المرأة بالرجل وهذا - إن شاء الله - من باب التأمل في سنن الله الكونية.. وإلا فقدرة الله عظيمة لا متناهية.. ولا عجب من خلق الله، فهو القائل للشيء كن فيكون.. فمم العجب ومم الاستغراب ؟ إلا أن وقوفك أمام الشيء من خلق الله متأملا، متفكرا، مسبحا، مُكبرا.. من العبادات العظيمة التي أوصيكم ونفسي بها.

كنتُ أقول دائما.. لماذا تُعجب المرأة بالرجل ؟ هي الغريزة.. أعلم.. لكن إعجاب الرجل بالمرأة - المبني على الغريزة أيضا - واضح كل الوضوح.. ففتنتها وزينتها كافيتان لسحر الأنظار وشدّ الأبصار.. ثم هي من تزين نفسها بنفسها، ما يعني أنها تعرف كيف تُغري الرجل.. ولا أظنها تستغرب - بعدها - وتسأل نفس سؤالي.. فتقول ماذا يريد مني الرجل ؟

لكن.. كيف تتعلق المرأة بشخصية الرجل وسلطته وطريقة انفعاله وما شابه ؟ كيف ؟ لماذا لا تتأثر بشخصية الأسد ونظراته مثلا ؟ لماذا لا تسلبها رصانة الصقر وعنفوانه مثلا ؟.. قد يبدو هذا لبعضكم جنونا، وقد يضحك البعض وينصرف ضاربا كفا بكف.. وربما اتهمني بعضكم بالتفلسف والتنطّع.. إلا أني أذكر هؤلاء بما قلته في مطلع هذا النص.. من أني أحسب هذا من قبيل التأمل في ملكوت الله وسننه الرائعة، المتقنة.. وهو أيضا بقصد الخروج من شرنقة العادة التي تجعل كل ما أمامنا عاديا.. وما هو - لو تأملت - بعادي.

ماذا يعني الرجل للمرأة ؟ ولماذا تُعجب به دون تزين ودون أسباغ ؟ وهذه قاعدة معروفة.. فنحن نزين الأكل، ونزين البيت ونزين كل شيء.. فكيف تعجب المرأة بالرجل العادي الذي لا يضع أي شيء من الزينة.. بل قد يكون قبيحا ؟ ما السر وراء ذلك ؟ وما ذلك الدافع بداخلها الذي يدفعها لتحلم وترسم فارسا تحنّ إليه في كل حين وتبحث عنه طوال السنين ؟

أتراها الشهوة من تحرك كل هذا ؟ أعتقد ذلك..

غير أن موضوعا آخر من سلالة هذا الذي نحن بصدده قد أثارني، وشدّ انتباهي وأحدث لي حالة من الذهول .. وكان وقعه علي أكثر من سابقه، فازددت رهبة ولم أجدني أمام هذه الإعجازات المتتالية إلا مُطالبا بالتسبيح والتهليل والتبجيل.. وتعظيم الرب الجليل.

قلتُ.. هذا الرجل، وقد غلفت غريزته الملابس والعطور والكلام المصقول والأملاك والأشعار.. حتى أصبح لدى المرأة ألف داع وداع للتعلق برجلها.. فماذا عن الحيوان ؟

كيف يصهل الفرس فتدنو منه الفرس ؟.. كيف يزقزق العصفور.. فتسقط الأنثى في حبال حبه ؟ أهو وسيم ؟ أم ذو شخصية قوية خلابة ؟ أم تراه ذو علم غزير ؟ أم أخلاقه نبيلة ؟ أم عنده شعر مقفى يسحر بالبيان ؟

كلا.. بل قد لا تفرق بينه وبين الأنثى أبدا !.. فما سر ذلك الإعجاب ؟

غريزة.. نعم هذا هو الجواب.. ولكنك ربما لم تدرك بعد ما أرمي إليه.. وإلا فقل لي على شكل ماذا تكون هذه الغريزة ؟ وأين محلها فينا ؟

هل ترى الآن الهوة بين.. صهيل الحصان وشعر الرجل الولهان ؟

فسبحان من خلق كل شيء من عدم.. سبحان الرحمن.

رفعت خالد المغربي

[ام ابـراهيم]

مشكور اخي على المقال الطيب
تدري واش سر المرأة تحب هذا الرجل بالتحديد و لا تحب الاخر
السر يكمن في شخصيتها هذا ما وصلت له انا بعد تفكير و بالطبع مقالك هو إللي اوحى لي هذا الامر .
مثلا إمراة ذات شخصية قوية من الطبيعي تميل للرجل ذو شخصية قوية و في مثل شعبي يقول :
ما يتاجاوزوا إلا ما يتشابهوا .
او الطيور على أشكالها تقع .
مثلا إمراة مبدعه لها قلم جذاب يعني شاعره او كاتبه من الطبيعي تميل للرجل يكون له حس فنان
و إمرأة تميل للحساب و المشاريع و مثل هالامور تميل لرجل أعمال .

أنا أفضل الرجل الراقي في كلامه و تصرفاته و كل شيء يعرف متى يتكلم و يعرف متى يسكت أمقط الكذب
و في النهاية هذا الكون بني على زوجية و كل إنسان سيجد طرفه الاخر أين و متى الله أعلم.

[رفعت خالد]

صدقت.. بارك الله فيك. ونبهتني إلى أمر مهم.. وهي قضية (الطيور بأشكالها تقع).. تماما، فهناك صنوف من البشر متباينة.. وهذا نراه في الشارع.. ترى المتفلتة مع المتفلت، ونرى الصغيرة مع الصغير.. وغير ذلك.. إلا أن هناك استثناءات.. فماذا تفعل النحيفة مع السمين ؟ وماذا يفعل الجميل مع القبيحة ؟ وماذا تفعل القصيرة مع الطويل الفارع ؟ أضداد.. لا نجد لها تفسير.

سبحان الله العظيم.

[chris]

مقالتك روعة يا اخي
ومكانها الحقيقي بيت الاسرة او عفوا ً منتدى الاسرة
سوف انقله الى هناك باذن الله

ولكن تعليقا ً على المقال
يا اخي ابدعت فيها واتقن وقلت كلام في الصميم
وقد قطعت علينا الطريق فانا اسير في مقالتك واتاملها وافكر فيها وفجاة وصلت الى نقطة منتهية من المقالة وتركتنا حائرين في الفكرة
فتمنيت لو انك اكملت
اعلم انك تريد ان نكمل نحن المقالة بافكارنا ولكن ياليت اكمت لنا

بخصوص الفكرة

في الحقيقة اننا وبم اننا نتحدث عن بديع الخالق سبحانه فاننا نؤمن بان كل شيء هو مقسوم للانسان
فقد نتعجب يوما ً من النحيفة تتعلق بسمين ولكننا نقف قليلا ً ونقول هذا نصيبه وهذا ما كتبه الله لها وله فقسمهما معا ً لبعضهما
ولكننا كبشر نحب ان نفسر الامور ونحلل الاشياء فكما يقال ( لكل سبب مسبب )

ان فكرة انجذاب الفتاة للرجال
تعود لعدة امور ترجع مسبقا ً الى اشياء عدة منها ( التربية ، الاخلاق ، الشعور بالامان ، الوسامة ، الكلام ، الحالة الاجتماعية غني/ فقير ، التعليم ... الخ )
وهو يعود الى الثقافة المسبقة التي ربيت هذه الفتاة عليها وما تعلمته ان كان من والدتها او اسرتها او والدها او حتى من الحياة

فقد تنجذب فتاة نحيفة الى شاب سمين ولو ئلتها مالسبب فهنا يكون الجواب حسب افكارها ونظرتها و ما تعلمته او برمجة عليه منذ الصغر
فقد تجيبك ان المال هو السبب لان والدتي كانت تقول لي ياليتني وجدت شخص لديه المال لكي اعيش معه دون نقص وتتوجه بالكلام لبنتها فتقول لها يا ابنتي لا تؤخذي واحد مفلس مثلا ً فتتبرمج الفتاة على هذه الفكرة مثلا
وقد يكون الاخلاق فيكون والد الفتاة و اسرتها من المتدينين الافاضل وتجد والدها يقول لها يا ابنتي ابحثي عن رجل الدين و التقوى تعيشي معه عيشة طيبة ولو كان فقيرا ً فتبرمج الفتاة على ما سمعت وبما ان اسرتها متدينة وهي كذلك فهيا سوف تبحث عن زوج يقدم لها نفس النموذج في اسرتها
وقد يكون الشعور بالامان فاي فتاة تبحث عن شخص متزن ويتحمل المسؤولية وقادر على تحمل اعباء الحياة ولو كان فقيرا ً وهذا تبحث عنه الفتاة اخذتا ً بعين الاعتبار ابيها كمثال مثلا ً


فمما نرى ان الفتاة هي عنصر متاثر مبرمج منذ الصغر على شكل معين
طبعا لكل قاعدة شواذ الا ان الفكرة العامة تعتمد على البرمجة الاسرية منذ الصغر

والله الموضوع طويل يا اخي ولدي الكثير من الافكار ولكني اكتفي بهذا المختصر ومثلما فعلت اترك للبقية الاكمال و التفكير وطرح الرؤية

سلام chris

[رفعت خالد]

شكرا لك أخي.. ردك أقنعني فعلا.. فقد تعمقت وأجبت ببساطة ممتنعة.. بارك الله فيك.