المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية كم امة سكرت بكاس غرورها



الملا عمر مجاهد
21-02-2002, 08:49 PM
مَنْ لي، ومَنْ لصغيرتي وصـغيري
في زحمةِ الغــــاراتِ والتفـــجيرِ؟
مَنْ لي، إذا هَجَـم الظلامُ، وليس لي
إلاَّ رُكـام المــــنزلِ المطــــــمور
مَنْ لي، إذا جُنَّ الرَّصــــــاص وأتقنتْ
لغةُ المَدافعِ لــــهجةَالتدمــــير؟
وإذا تبدَّلتِ المعالمُ كلُّـها
وتحيَّرتْ في الأمـر عــينُ بَــــصيرِ؟
وإذا تراءى وجـهُ كلِّ رزيَّةٍ
والأهلُ بين مُجـــــندَلٍ وأَســـــير؟
يا عصرَ مَرْكَبَةِ الفَضـاءِ، أما ترى
في الأرض وجهَ فقيـــرةٍ وفقــــيرِ؟!
أَوَما ترى في الأرض بغياً ظــــاهراً
يبني على المـأساة دارَ فجــــورِ؟!
أَوَ ما تشاهد في الملاجئ صـــــورةً
للبؤس تغلب صَــبْرَ كلِّ صَبـــــــور؟
يا عَصْرَ مركبةِ الفضــــــاءِ، إلى متى
تغزو الفضـــــــاءَ بعقلكَ المـغرور؟
وإلى متى تجتازُ حدَّكَ غافــلاً
عمَّا وراءَ الكــــونِ من تدبــــيرِ؟
انْظُرْ إلى الأرض التي أشــعلتَها
بالمُوبقاتِ وبالهوى المَسْــعور
لا تَنْسَ أنَّ الأرضَ تحتَــكَ تشتكي
من بَغْي طاغــوتٍ وكُفْر كَفـــــــورِ
يا مَنْ رفعتم للفضاءِ رؤوسَـــــــــكم
a والأرض منــــكم في أشـــــدِّ نُفور
صوغوا قوانينَ الحــــــروب لبعضكم
لكنْ، دعــــوا عيشـــــي بلا تكدير
أنا والصِّغارُ على الرَّصــــــيفِ، وأنتمو
تتدارســــونَ وســــائلَ التَّغيـــيرِ
وتناقشون بدايةَ الحـــــربِ التي
ستزيد من قــتلٍ ومن تَهـــــجير
فَلْتعقدوا آلافَ مؤتـــــمراتكم
وَلْتُلْحِقُوا التقــــريرَ بالتـــقريرِ
لكنْ، هَبُوني كســـــــــــرةً من خبزةٍ
نَســـيتْ متى خرجــــــتْ من التنُّور
وإذا تكرَّمْتُم برُبْعِ وســــــــــادةٍ
وبنصـــفِ مِلْحَفَةٍ ونصــــــفِ حصيرِ
فأنا أَنام على الجنادلِ والثَّـــــرى
وعلى رَصــاص الغارةِ المنــــثور
يا عصرَ مَرْكَبَةِ الفَضــــــاءِ إلى متى
تلقى مآسينا بمــوتِ ضَمـــــــير؟
وإلى متى يبقى فؤادُكَ قــاسياً
وإلى متـــى تبقى بغيرِ شـــــعورِ؟
هلاَّ قرأتَ ملامحَ الأمِّ التــــــي
ذَبُلَتْ محـاسنُ وجهها المذعــــــورِ
هلاَّ استمعْتَ إلى بكاءِ صــغيرها
وإلى أَنينِ فــؤادها المفــــطورِ
هلاَّ نظرتَ إلى دمــــوع عَفافها
وإلى جنــاحِ إبـــائها المكســـور
أنا يا دُعاةَ الحربِ أُمٌّ، يا تُـرى
هل تفـهمون دِلالةَ التَّـــعبيرِ؟!
خوفي على الأطفالِ أحـــرق مُهجتي
فأنـــا وهم في خــندقٍ محــفورِ
زوجي تَخطَّفه الرَّصـــــــــاصُ عشيَّةً
فمضى بفرحــــةِ خاطـــري وسروري
وأبي العزيزُ تناثرتْ أَشــــــــلاؤه
في يومِ قَصْــــفٍ غاشـــــمٍ مَسْعورِ
أنا أمُّ أَطفالٍ صــــــغارٍ، لم تَزَلْ
تشــكو وُعـورةَ دربها المهـــجور
هرَبتْ من القَصْـــف الشديد فواجهتْ
شَبَحَ الفَنــــاءِ وظُلْمــةَ الدَّيْـجور
أنا أمُّ أطفالٍ صــــــغارٍ لم تجدْ
مــأوى، ولم تَظْفَرْ بعطـــفِ مُجيرِ؟
أوَما سمعتم صـــــــرختي وتوجُّعي
أوَما فهـــمتم ما يقــول صغيري؟
إني أقول لكلِّ صــــــــاحبِ حكمةٍ
فيكــــم، وكلِّ مفــوَّضٍ وسَــــفيرِ:
أَتُعاقبونَ بنا الجُنـاةَ، أَما لكم
وعـــــيٌ يقوِّم منــهجَ التَّفكير؟!
أَيُحارَبُ الإِرهـــــابُ بي وَبِصِبْيَتي
وبقــــطع أعناقٍ وطَــــعْنِ ظُهور؟!
أَوَ كلَّما ارتكبَ الجُـــناةُ جريمةً
هُدِمَتْ على درب الأنيــــن جُسوري؟!
وتحطَّمتْ آمالُ أَطفـــــــالي بما
نَلْقاه من رُعْــــبٍ ومن تَقــتير؟
ماذا يُفــيد غذاؤكم، إنْ لم أجدْ
أَمْناً، ولم أسمـــعْ نَشيدَ طيــورِ؟
عَجَباً لكم، أَمِنَ الحَضـارةِ ما أرى
من حَمْـــلةِ الإِرجـــافِ والتَّشهيرِ؟
أنا لستُ أعرفُ للحضـــــارة صورةً
مرســـومةً بالوهـــم والتـزويرِ
أَنا أمُّ أطفالٍ صـــغارٍ فارحموا
معنـى الأمومــةِ واعذروا (تَقصيري)
أختاه يا أُمَّ الصِّـــغار تعلَّقي
باللهِ، إنَّ اللهَ خَـــــيْرُ نَصــــــير
في لحظةِ اليأس العميقةِ، حينما
نهـــفو إليه، يجـــود بالتيســير
قولي معي أُخـــتاه قَوْلَة مؤمنٍ
لا ينثـــني لوســـائل التــــخدير:
كم أُمةٍ ســــكرتْ بكأسِ غرورها
ذَهَبَ الإله بجيشـــــها الأُســـطوري
____________
شعر: عبدالرحمن صالح العشماوي