المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوار مع الشيطان الرجيم



لآلئ
28-03-2002, 12:01 AM
يقول حاورتُ الشيطانَ الرجيمَ في الليلِ البهيمِ فلما سمعت أذان الفجر أردت الذهاب إلى المسجد
فقال لي:عليك ليل طويل فارقُد
قلت: أخافُ أن تفوتني الفريضة
قال: الأوقات طويلة.. عريضة
قلت: أخشى ذهاب صلاة الجماعة
قال: لا تشدد على نفسك في الطاعة, فما قمت حتى طلعت الشمس
فقال لي في همس : لا تأسف على ما فات فاليوم كله أوقات وجلست لآتي بالأذكار ففتح لي دفتر الأفكار.
فقلت: أشغلتني عن الدعاء
قال: دعهُ إلى المساء ورحمة الله وبركاته
وعزمت على المتاب
فقال: تمتع بالشباب
قلت: أخشى الموت
قال: عمرك لا يفوت
* وجئت لأحفظ المثاني
قال: روّح نفسك بالأغاني
قلت: هي حرام
قال: لبعض العلماء كلام!
قلت: أحاديث التحريم عندي في صحيفة
قال: كلها ضعيفة
* ومّرت حسناء فغضضت البصر
قال : ماذا في النظر؟!
قلت: فيه خطر
قال: تفكَّر في الجمال فالتفكر حلال
* وذهبت إلى البيت العتيق فوقف لي في الطريق
فقال: ما سبب هذه السفرة ؟
قلت: لأخذ عُمرة
فقال: ركبت الأخطار بسبب هذا الاعتمار وأبواب الخير كثيرة والحسنات غزيرة
قلت: لابد من إصلاح الأحوال
قال: الجنة لا تدخل بالأعمال, فلما ذهبت لألقي نصيحة قال : لا تجّر إلى نفسك فضيحة
قلت: هذا نفعُ العباد
فقال: أخشى عليك من الشّهرة وهي رأس الفساد
قلت: فما رأيك في بعض الأشخاص ؟
قال: أجيبك على العام والخاص
قلت: احمد بن حنبل ؟
قال: قتلني بقوله عليكم بالسنة والقرآن المنزّل
قلت: فابن تيمية ؟
قال:ضرباته على رأسي باليومية
قلت: فالبخاري ؟
قال: أحرق بكتابه داري
قلت: فالحَجّاج ؟
قال: ليت في الناس ألف حَجّاج فلنا بسيرته ابتهاج ونهجه لنا علاج
قلت: فرعون
قال: له منّا كل نصر وعون
قلت: فصلاح الدين بطل حطّين ؟
قال: دعهُ .. فقد مرّغنا بالطّين
قلت: محمد بن عبدالوهاب
قال: لأشعل في صدري بدعوته الالتهاب وأحرقني بكلّ شهاب
قلت: وأبوجهل ؟
قال: نحن له أخوة وأهل
قلت: فأبولهب ؟
قال: نحن معه أينما ذهب
قلت: فـ " لينين " ؟
قال ربطناه في النار مع " استالين "
قلت: فالمجلات الخليعة ؟
قال: هي لنا شريعة
قلت: فالدّشوش
قال: نجعل الناس بها كالوحوش
قلت: فالمقاهي
قال: نرحِّب فيها بكل لاهي
قلت: ما هو ذكركم ؟
قال: الأغاني
قلت: وعملكم ؟
قال: الأماني
قلت: وما رأيكم بالأسواق ؟
قال: علمنا بها خفاق وفيها يجتمع الرفاق
قلت: فحزب البحث الاشتراكي
قال: قاسمته أملاكي وعلمته أورادي وأنساكي
قلت: كيف تضلّ الناس ؟
قال: بالشهوات والشبهات والملهيات والأمنيات والأغنيات
قلت: كيف تضلّ النساء ؟
قال: بالتبرج والسفور وترك المأمور وارتكاب المحظور
قلت: فكيف تضلّ العلماء ؟
قال: بحبّ الظهور والعجب والغرور وحسد يملأ الصدور
قلت: كيف تضلّ العامة ؟
قال: بالغيبة والنميمة والأحاديث السقيمة وما ليس له قيمة
قلت: فكيف تضل التجار ؟
قال: بالربا في المعاملات ومنع الصدقات والإسراف في النفقات
قلت: فكيف تضل الشباب ؟
قال: بالغزل والهيام والعشق والغرام والاستخفاف بالأحكام وفعل الحرام
قلت: فما رأيك بدولة اليهود (إسرائيل) ؟
قال: إياك والغيبة فإنها مصيبة وإسرائيل دوله حبيبة ومن القلب قريبة
قلت: فـ " الجاحظ ؟
قال: الرجل بين وبين وأمره لا يستبين كما في البيان والتبيين
قلت: فـ " أبونواس ؟
قال: على العين والرأس لنا من شعره اقتباس
قلت: فأهل الحداثة ؟
قال: أخذوا علمهم منّا بالوراثة
قلت: فالعلمانية ؟
قال: إيماننا علماني وهم أهل الدجل والأماني ومن سمّاهم فقد سمّاني
قلت: فما تقول في " واشنطن " ؟
قال: خطيبي فيها يرطن وجيشي فيها يقطن وهي لي وطن
قلت: فما رأيك في الدعاء ؟
قال: " عذبوني وأتعبوني وبهدلوني وشيبوني يهدمون ما بنيت ويقرءون إذا غنيت ويستعيذون إذا أتيت
قلت: فما تقول في الصحف ؟
قال: نضيع بها أوقات الخلف ونذهب بها أعمار أهل الترف ونأخذ بها الأموال مع الأسف
قلت: فما تقول في هيئة الإذاعة البريطانية ؟
قال: ندخل فيها السُّم في الدسم ونقاتل بها بين العرب والعجم ونثني بها على المظلوم ومن ظلم
قلت: فما فعلت في الغراب ؟
قال: سلطته على أخيه فقتله ودفنه في التراب حتى غاب
قلت: فما فعلت بقارون ؟
قال: قلت له احفظ الكنوز يابن العجوز لتفوز فأنت أحد الرموز
قلت: فماذا قلت لفرعون ؟
قلت: له يا عظيم القصر قل أليس لي ملك مصر فسوف يأتيك النصر
قلت: فماذا قلت لشارب الخمر ؟
قلت: له اشرب بنت الكروم فإنها تذهب الهموم وتزيل الغموم وباب التوبة معلوم
قلت: فماذا يقتلك ؟
قال : آية الكرسي منها تضيق نفسي ويطول حبسي وفي كل بلاء أمسي
قلت: فما أحبّ الناس إليك ؟
قال: المغنون والشعراء الغاوون وأهل المعاصي والمجون وكل خبيث مفتون
قلت: فما أبغض الناس إليك ؟
قال: أهل المساجد وكل راكع وساجد وزاهد عابد وكل مجاهد
قلت: أعوذ بالله منك فاختفى وغاب كأنما ساخ في التراب وهذا جزاء الكذّاب
نقلا من كتاب " مقامات القرني" للشيخ عائض القرني

yara
28-03-2002, 12:17 AM
اطال الله بعمر هذا الشيخ الجليل وزاده علماً ونوراً
واكثر الله من امثاله ونفع به

وجزاك الله خير على الموضوع