النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: حوار مع الشيطان الرجيم

  1. #1
    التسجيل
    27-03-2002
    المشاركات
    13

    حوار مع الشيطان الرجيم

    يقول حاورتُ الشيطانَ الرجيمَ في الليلِ البهيمِ فلما سمعت أذان الفجر أردت الذهاب إلى المسجد
    فقال لي:عليك ليل طويل فارقُد
    قلت: أخافُ أن تفوتني الفريضة
    قال: الأوقات طويلة.. عريضة
    قلت: أخشى ذهاب صلاة الجماعة
    قال: لا تشدد على نفسك في الطاعة, فما قمت حتى طلعت الشمس
    فقال لي في همس : لا تأسف على ما فات فاليوم كله أوقات وجلست لآتي بالأذكار ففتح لي دفتر الأفكار.
    فقلت: أشغلتني عن الدعاء
    قال: دعهُ إلى المساء ورحمة الله وبركاته
    وعزمت على المتاب
    فقال: تمتع بالشباب
    قلت: أخشى الموت
    قال: عمرك لا يفوت
    * وجئت لأحفظ المثاني
    قال: روّح نفسك بالأغاني
    قلت: هي حرام
    قال: لبعض العلماء كلام!
    قلت: أحاديث التحريم عندي في صحيفة
    قال: كلها ضعيفة
    * ومّرت حسناء فغضضت البصر
    قال : ماذا في النظر؟!
    قلت: فيه خطر
    قال: تفكَّر في الجمال فالتفكر حلال
    * وذهبت إلى البيت العتيق فوقف لي في الطريق
    فقال: ما سبب هذه السفرة ؟
    قلت: لأخذ عُمرة
    فقال: ركبت الأخطار بسبب هذا الاعتمار وأبواب الخير كثيرة والحسنات غزيرة
    قلت: لابد من إصلاح الأحوال
    قال: الجنة لا تدخل بالأعمال, فلما ذهبت لألقي نصيحة قال : لا تجّر إلى نفسك فضيحة
    قلت: هذا نفعُ العباد
    فقال: أخشى عليك من الشّهرة وهي رأس الفساد
    قلت: فما رأيك في بعض الأشخاص ؟
    قال: أجيبك على العام والخاص
    قلت: احمد بن حنبل ؟
    قال: قتلني بقوله عليكم بالسنة والقرآن المنزّل
    قلت: فابن تيمية ؟
    قال:ضرباته على رأسي باليومية
    قلت: فالبخاري ؟
    قال: أحرق بكتابه داري
    قلت: فالحَجّاج ؟
    قال: ليت في الناس ألف حَجّاج فلنا بسيرته ابتهاج ونهجه لنا علاج
    قلت: فرعون
    قال: له منّا كل نصر وعون
    قلت: فصلاح الدين بطل حطّين ؟
    قال: دعهُ .. فقد مرّغنا بالطّين
    قلت: محمد بن عبدالوهاب
    قال: لأشعل في صدري بدعوته الالتهاب وأحرقني بكلّ شهاب
    قلت: وأبوجهل ؟
    قال: نحن له أخوة وأهل
    قلت: فأبولهب ؟
    قال: نحن معه أينما ذهب
    قلت: فـ " لينين " ؟
    قال ربطناه في النار مع " استالين "
    قلت: فالمجلات الخليعة ؟
    قال: هي لنا شريعة
    قلت: فالدّشوش
    قال: نجعل الناس بها كالوحوش
    قلت: فالمقاهي
    قال: نرحِّب فيها بكل لاهي
    قلت: ما هو ذكركم ؟
    قال: الأغاني
    قلت: وعملكم ؟
    قال: الأماني
    قلت: وما رأيكم بالأسواق ؟
    قال: علمنا بها خفاق وفيها يجتمع الرفاق
    قلت: فحزب البحث الاشتراكي
    قال: قاسمته أملاكي وعلمته أورادي وأنساكي
    قلت: كيف تضلّ الناس ؟
    قال: بالشهوات والشبهات والملهيات والأمنيات والأغنيات
    قلت: كيف تضلّ النساء ؟
    قال: بالتبرج والسفور وترك المأمور وارتكاب المحظور
    قلت: فكيف تضلّ العلماء ؟
    قال: بحبّ الظهور والعجب والغرور وحسد يملأ الصدور
    قلت: كيف تضلّ العامة ؟
    قال: بالغيبة والنميمة والأحاديث السقيمة وما ليس له قيمة
    قلت: فكيف تضل التجار ؟
    قال: بالربا في المعاملات ومنع الصدقات والإسراف في النفقات
    قلت: فكيف تضل الشباب ؟
    قال: بالغزل والهيام والعشق والغرام والاستخفاف بالأحكام وفعل الحرام
    قلت: فما رأيك بدولة اليهود (إسرائيل) ؟
    قال: إياك والغيبة فإنها مصيبة وإسرائيل دوله حبيبة ومن القلب قريبة
    قلت: فـ " الجاحظ ؟
    قال: الرجل بين وبين وأمره لا يستبين كما في البيان والتبيين
    قلت: فـ " أبونواس ؟
    قال: على العين والرأس لنا من شعره اقتباس
    قلت: فأهل الحداثة ؟
    قال: أخذوا علمهم منّا بالوراثة
    قلت: فالعلمانية ؟
    قال: إيماننا علماني وهم أهل الدجل والأماني ومن سمّاهم فقد سمّاني
    قلت: فما تقول في " واشنطن " ؟
    قال: خطيبي فيها يرطن وجيشي فيها يقطن وهي لي وطن
    قلت: فما رأيك في الدعاء ؟
    قال: " عذبوني وأتعبوني وبهدلوني وشيبوني يهدمون ما بنيت ويقرءون إذا غنيت ويستعيذون إذا أتيت
    قلت: فما تقول في الصحف ؟
    قال: نضيع بها أوقات الخلف ونذهب بها أعمار أهل الترف ونأخذ بها الأموال مع الأسف
    قلت: فما تقول في هيئة الإذاعة البريطانية ؟
    قال: ندخل فيها السُّم في الدسم ونقاتل بها بين العرب والعجم ونثني بها على المظلوم ومن ظلم
    قلت: فما فعلت في الغراب ؟
    قال: سلطته على أخيه فقتله ودفنه في التراب حتى غاب
    قلت: فما فعلت بقارون ؟
    قال: قلت له احفظ الكنوز يابن العجوز لتفوز فأنت أحد الرموز
    قلت: فماذا قلت لفرعون ؟
    قلت: له يا عظيم القصر قل أليس لي ملك مصر فسوف يأتيك النصر
    قلت: فماذا قلت لشارب الخمر ؟
    قلت: له اشرب بنت الكروم فإنها تذهب الهموم وتزيل الغموم وباب التوبة معلوم
    قلت: فماذا يقتلك ؟
    قال : آية الكرسي منها تضيق نفسي ويطول حبسي وفي كل بلاء أمسي
    قلت: فما أحبّ الناس إليك ؟
    قال: المغنون والشعراء الغاوون وأهل المعاصي والمجون وكل خبيث مفتون
    قلت: فما أبغض الناس إليك ؟
    قال: أهل المساجد وكل راكع وساجد وزاهد عابد وكل مجاهد
    قلت: أعوذ بالله منك فاختفى وغاب كأنما ساخ في التراب وهذا جزاء الكذّاب
    نقلا من كتاب " مقامات القرني" للشيخ عائض القرني
    تأملات بعد الفجر

  2. #2
    التسجيل
    23-12-2001
    المشاركات
    4,088
    اطال الله بعمر هذا الشيخ الجليل وزاده علماً ونوراً
    واكثر الله من امثاله ونفع به

    وجزاك الله خير على الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •