الله هو المسؤول عن حساب الناس
جريرة الكفر بالله وابتداعها من الأساس جريمة عقدية، تلحق من قال بها أولاً، وجاءت أفعاله
موافقة لها، وحكم الله عليه، ولا معقب لحكمه، ولا يمكن أن يغادره ذلك الحكم بتوبة؛ لأن الله
يعلم ما وقع منه، وما هو واقع منه أيضاً مستقبلاً، لذلك قطع الله بكفره حالاً ومآلاً، وقد جاء
مؤكداً في أصناف من الناس في أكثر من آية من آيات القرآن.
أول هذه الآيات قوله تعالى: »لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك
من الله شيئاً إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعاً ولله ملك السماوات
والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير « (المائدة: ١٧ ).
هذا القول الصادر من أهله: »إن الله هو المسيح ابن مريم « فيه من التجرؤ على الله ما فيه؛
إذ يجعلون المخلوق خالقاً، والعبد النبي إلهاً خالقاً، إذ َ سووا بين الله - عز وجل - وبين أحد عباده
عيسى ابن مريم، ولعظمة الفرية وشناعتها استحقت أن يؤكد الله - عز وجل - في حقها
الرمي بالكفر الذي هو أعظم ذنب، مؤكداً بما لا يدع مجالاً لشك أو توبة في قابل الأيام، ولزيادة
تأكيد ذلك الحكم وقطيعته ُ كرِّر مرة ثانية بجميع ألفاظه في موضع آخر: »لقد كفر الذين قالوا
إن الله هو المسيح ابن مريم « (المائدة: ٧٢ ).
وعلاوة على الصنف الأول الذي ابتدع الكفر بالتسوية بين الله - عز وجل - وعيسى ابن مريم
و ُ حكم عليه بالكفر، فإن هناك ضرباً كفرياً آخر أقره قوله تعالى مؤكداً أيضاً: »لقد كفر الذين
قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا اله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسنَّ الذين كفروا
منهم عذاب أليم « (الملمائدة: ٧٣ )، فإنه إن كان أصحاب الصنف الكفري الأول يسوون بين الله - عز
وجل - وبين عيسى ابن مريم، فإن هذا الضرب الحالي من الكفر يجعل الله - عز وجل - واحداً من ثالوث، هو الأب والابن والروح القدس، أو الأب والابن والعذراء، وعلى ذلك الضلال يرد جل جلاله،
مبيناً وحدانيته: »ومن من إله إلا إله واحد «، مذيلاً بتأكيد كفرهم، ومختوماً بالتهديد بعذاب
أليم: »وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم « (المائدة: ٧٣ ).
كذلك، هناك مبتدعون لكفر، تمثل في التفريق بين الله ورسله عن طريق الإيمان ببعض الأشياء
والكفر ببعضها الآخر وفق الأمزجة، بحيث يكون لهم طريق آخر على غير نهج الله - عز وجل
- ورسله، في حين أن الدين اتباع، لا مكان فيه للابتداع، ومن هنا استحق هؤلاء الحكم عليهم
بالكفر والتهديد بالعذاب المهين، وقد ظهر ذلك جلياً في قوله سبحانه: »إن الذين يكفرون بالله
ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا
بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقاً وأعتدنا للكافرين عذاباً مهيناً « (النساء: ١٥٠ - ١٥١ ).
وناهيك عما مضى، فلم يقف ركب الكفر عند حد، فقد اخترق الحدود وتجاوز السدود إلى أن
يصل إلى التطاول على الذات الإلهية كذبا، أو يكذب برسالة الحق والهدى حين تأتيه في ظلم
ما بعده ظلم، وهؤلاء وأولئك يحكم الله بكفرهم ووجود مقامهم جاهزاً في النار، وذلك ما قرره
قوله تعالى: »ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بالحق لما جاءه أليس في جهنم مثوى
للكافرين « (العنكبوت: ٦٨ ).
ومهما يكن من أمر، فإن مسؤولية من كفَّره الله، بسبب ما اجترحه في حق الله، وفي
حق رسله، بل وفي حق نفسه لا تقف عند ذنبه هو بالكفر، ومن ثم خلوده في النار، وإنما تمتد
المسؤولية إلى أبعد من ذلك، حتى يحمل ذنب من اتبعه، بحيث يحمل أوزاراً مع أوزاره وأثقالاً مع
أثقاله؛ فمن َ سنَّ سنة سيئة عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، ولذلك تلزم توعية
هؤلاء المتابعين وتبصيرهم بالطريق الصحيح، طريق الله - عز وجل - والإيمان به، ولا نكتفي
بمجرد تصنيفهم في قائمة الكافرين ووصمهم بالكفر، فذلك لا يجدي فتيلا، ولا ينفع بكثير
أو قليل.
الله هو المسؤول عن حساب الناس
لم يخلق الله - عز وجل - الإنسان عبثاً واعتباطاً: »أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا
لا ترجعون « (المؤمنون: ١١٥ ) وإنما خلقه لغاية شريفة وهدف نبيل، هو عبادته سبحانه: »وما
خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون « (الذاريات: ٥٦ )، وخلال رحلة الإنسان على الأرض من صرخة
الوضع إلى أّنة النزع يتعرض للاختبارات والفتن والامتحانات: »أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا
آمنا وهم لا يفتنون «. (العنكبوت: ٢).
وفي أثناء رحلة الاختبارات والفتن على الأرض تعرض على الإنسان رسالة الهدى والإيمان على
أيدي رسل الله الذين تتابعوا في كل أمة خلت، وحتى آخر الأمم: »وما أرسلنا من قبلك من
رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون « (الأنبياء: ٢٥ )، وتقتصر مهمة رسل الله على
التبليغ لرسالة الله، ويتولى الله مهمة الحساب على الأعمال، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر،
وذلك الحساب ليس بعيداً، وإنما هو قريب، ليطمئن المظلوم ويرتدع الظالم: »وإمَّا نرينك بعض
الذي نعدهم أو نتوفينك فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب، أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من
أطرافها والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب « (الرعد: ٤٠ - ٤١ ).
وذلك الحكم من أن حساب الخلائق متروك إلي الله وحده لا شريك له أكَّد عليه جميع رسل
الله في سائر الأمم الخالية، فذلك نوح عليه السلام مثلاً يقرره، قاصراً الحساب على الله: »إن
حسابهم إلا على ربي لو تشعرون « (الشعراء: ١١٣ )، وذلك الحساب الذي يتولاه الله لا غيره،
يخوف الله به عباده الذين هم في غفلة عنه، لاهون، يلعبون: »اقترب للناس حسابهم وهم في
غفلة معرضون ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون لاهية قلوبهم «
(الأنبياء: ١ ، ٢)، فهو سريع يجزى فيه كل إنسان بما قدم: »ليجزي الله كل نفس ما كسبت إنالله سريع الحساب « (إبراهيم: ٥١ ).
ولشدة يوم القيامة وهوله، الكل مشفق منه وخائف: »والذين يصلون ما أمر به أن يوصل
ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب « (الرعد: ٢١ )، حتى الأنبياء يضرعون إلى الله أن يتجاوز
عنهم فيه: »ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب « (إبراهيم: ٤١ ).
وهكذا تتلخص القضية في أن الله خلق الإنسان لعبادته واختص بعض خلقه لتبليغ رسالة
الهدى والإيمان، فمن اتبع الرسالة وآمن نجا وفاز، ومن لم يتبعها وكفر خسر وخاب، ولا يحكم
أحد بكفر وإيمان إلا الله، كما أنه لا أحد يدعي خلق الإنسان إلا الله؛ لذلك هو سبحانه الذي
يعلم الكافر من المؤمن؛ لأنه أعلم بخلقه وأعرف بصنعته، وهو الذي يتولى الحساب، بعد أن
أرسل رسله، مبلغين ومبشرين ومنذرين.
رد: الله هو المسؤول عن حساب الناس
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابراهيم الشعلان
ولا يحكم
أحد بكفر وإيمان إلا الله، كما أنه لا أحد يدعي خلق الإنسان إلا الله؛ لذلك هو سبحانه الذي
يعلم الكافر من المؤمن؛ لأنه أعلم بخلقه وأعرف بصنعته، وهو الذي يتولى الحساب، بعد أن
أرسل رسله، مبلغين ومبشرين ومنذرين.
لا اخي بل يحكم من كان له علم كاف بكفر الكافر, و هذا منهج الأنبياء و المرسلين يصفون الكافر بكفره و كذلك العلماء و السلف
و عدم تكفير المعين هي طريقة المرجئة و كثير من مثقفي اليوم...
راجع للفائدة ما كتبته و لم استكمله في موضوعي
http://www.montada.com/showthread.php?t=640878
رد: الله هو المسؤول عن حساب الناس
جزاك الله خيرا أخي إبراهيم..
و صدق أخي حمصي..
أدخلكما الله الجنة برحمته أرحم الراحمين..
رد: الله هو المسؤول عن حساب الناس
اخي حمصي اتمنا ان تثبت لي ان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قد وصف احد بالكفر . الا في سورة الكافرون وبامر من الله سبحانه وتعالى . وفيه فرق بين الدعاء على الكفار وبين وصف احد بالكفر
رد: الله هو المسؤول عن حساب الناس
الله يكثر من امثالك اخي طه
رد: الله هو المسؤول عن حساب الناس
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابراهيم الشعلان
اخي حمصي اتمنا ان تثبت لي ان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قد وصف احد بالكفر . الا في سورة الكافرون وبامر من الله سبحانه وتعالى . وفيه فرق بين الدعاء على الكفار وبين وصف احد بالكفر
سنة النبي صلى الله عليه وسلم فيها الكثير من ذلك! و قتال الكفار لا يخفى عليك؟
فلم أفهم صراحة ما سؤالك بالظبط؟
هل مثل هذا الحديث هو ما تريده:
جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أبي كان يصل الرحم وكان وكان فأين هو قال في النار قال فكأنه وجد من ذلك فقال يا رسول الله فأين أبوك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حيثما مررت بقبر مشرك فبشره بالنار قال فأسلم الأعرابي بعد وقال لقد كلفني رسول الله صلى الله عليه وسلم تعبا ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار
؟؟
و هل ستبشر كافر بالنار اذا لم تصفه بالكفر أصلا؟
و في الحديث
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ضافه ضيف كافر فأمر له رسول الله صلى الله عليه و سلم بشاة فحلبت فشرب ثم أخرى فشربه ثم أخرى فشربه حتى شرب حلاب سبع شياه ثم أصبح من الغد فأسلم فأمر له رسول الله صلى الله عليه و سلم بشاة فحلبت فشرب حلابها ثم أمر له بأخرى فلم يستتمها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن يشرب في معي واحد ، والكافر يشرب في سبعة أمعاء
فالرجل هنا قبل اسلامه وصف بالكفر
و في السيرة
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة عينا وأمر عليهم عاصم ابن ثابت فنفروا لهم هذيل بقريب من مائة رجل رام فلما أحس بهم عاصم لجأوا إلى قردد فقالوا لهم انزلوا فأعطوا بأيديكم ولكم العهد والميثاق أن لا نقتل منكم أحدا فقال عاصم أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر فرموهم بالنبل فقتلوا عاصما في سبعة نفر ونزل إليهم ثلاثة نفر على العهد والميثاق منهم خبيب وزيد ابن الدثنة ورجل آخر فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فربطوهم بها فقال الرجل الثالث هذا أول الغدر والله لا أصحبكم إن لي بهؤلاء لأسوة فجروه فأبى أن يصحبهم فقتلوه فلبث خبيب أسيرا حتى أجمعوا قتله فاستعار موسى يستحد بها فلما خرجوا به ليقتلوه قال لهم خبيب دعوني أركع ركعتين ثم قال والله لولا أن تحسبوا ما بي جزعا لزدت
فهذا عاصم رضي الله عنه وصفهم بالكفر
و احكام التعامل مع الكافر لا أدري كيف تطبقها ان لم تصفه بالكفر, و كيف لا يتزوج المسلم من الكافرة المشركة و الكافر من المسلمة اذا لم نعرف ان نفرق بينهم!
و كيف لا يرث المسلم الكافر و كيف يقاتل الكافر و كيف يمنع من دخول الحرمين و كيف و كيف...
جاء في الاثر
خطب أبو طلحة ، أم سليم ، فقالت : والله ما مثلك يا أبا طلحة يرد ، ولكنك رجل كافر ، وأنا امرأة مسلمة ، ولا يحل لي أن أتزوجك ، فإن تسلم فذاك مهري ، وما أسألك غيره . فأسلم فكان ذلك مهرها
فهذه الصحابية وصفته بانه رجل كافر!
نحن نحكم على الكافر بانه كافر بظاهره و نحكم على المسلم بان مسلم لظاهره
و يجب اقامة الحجة على الكافر
و اذا وقع المسلم في كفر فيجب ان تقام عليه الحجة فان رجع و الا كفر و عد مرتدا
و المرتد يقتل
فكيف تطبق هذا الحكم النبوي بقتل المرتد اذا كان ممنوعا ان تصفه بالكفر؟
و في الحديث
كان محمد صلى الله عليه وسلم أحب رجل في الناس إلي في الجاهلية فلما تنبأ وخرج إلى المدينة شهد حكيم بن حزام الموسم وهو كافر فوجد حلة لذي يزن تباع فاشتراها بخمسين دينارا ليهديها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم بها عليه المدينة فأراده على قبضها هدية فأبى قال عبيد الله حسبت أنه قال إنا لا نقبل شيئا من المشركين ولكن إن شئت أخذناها بالثمن فأعطيته حين أبى علي الهدية
فوضفه بانه مشرك!
و هذا كثير يشق ان اتي به جميعا! و في كتاب الله ذكر وصف الانبياء لأعداء الله بانهم كفار!
و في سير الصحابة الكثير الكثير من ذلك!
هل هذا جواب عن سؤالك؟ و الا اتمنى ان توضح سؤالك؟
غير المسلم = كافر و من لم تقم عليه الحجة او لم تصله الرسالة من غير المسلمين فهذا يوصف بالكفر الظاهر في الدنيا و يعامل معاملة الكفار و أمره الى الله...
و الواجب علينا تبليغ الرسالة تطبيق جميع احكام الشريعة بما فيها تكفير الكافر و اقامة الحجة على المسلم و الكافر و المبتدع ثم الحساب على الله عز وجل
رد: الله هو المسؤول عن حساب الناس
لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ . ايه6 . يس . لذلك بعث الرسول صلى الله عليه وسلم .
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة
أن رجلا كان يأكل أكلا كثيرا فأسلم فكان يأكل أكلا قليلا فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال إن المؤمن يأكل في معى واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء.
اخي حمصي المسئله اثبات للحق وليست اثبات اني انا او انت على حق . تمنياتي لك بالتوفيق
رد: الله هو المسؤول عن حساب الناس
يعني ما اقدر اقول للنصراني انت كافر يا ابراهيم؟
رد: الله هو المسؤول عن حساب الناس
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابراهيم الشعلان
لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ . ايه6 . يس . لذلك بعث الرسول صلى الله عليه وسلم .
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة
أن رجلا كان يأكل أكلا كثيرا فأسلم فكان يأكل أكلا قليلا فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال إن المؤمن يأكل في معى واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء.
اخي حمصي المسئله اثبات للحق وليست اثبات اني انا او انت على حق . تمنياتي لك بالتوفيق
بالتأكيد المسألة اثبات للحق و ليس لقولي او قولك...و الحديث الذي أوردته أنا هو لفظ صحيح مسلم و موجود في الترمذيو صححه الشيخ الألباني فلا ادري ما وجه استدراكك علي؟
بالنسبة للاية الكريمة فلا ادري ما وجه الاستدلال بها ...نعم بعث النبي منذرا لقوم غافلين...أين الدليل على عدم تكفير المعين....قال عز وجل : "واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين" فكل ضلالة و حرمان بسبب الغفلة... فلا أدري ما الشاهد من الاية الكريمة التي أوردتها
النبي صلى الله عليه وسلم بشر أقوما بالجنة و بشر أخرين بالنار, و أقام الحجة على البشر لئلا يكون للناس حجة على الله عز وجل..فمن لم يسلم فهو كافر...لا أدري اين الاشكال؟
------------ دعنا نحدد النقطة التي نناقشها... أنا كنت أستدرك علي قولك ولا يحكم أحد بكفر وإيمان إلا الله
لان هذه العبارة توحي بعدم جواز اطلاق لفظ الكافر على أحد "معين" من البشر, لا الكافر كفر أصلي و لا المرتد و هذا خلاف اجماع المسلمين فضلا على كونه خلافا لكلام الله و كلام رسوله و فهم سلف الامة و علماء اهل السنة, و هو يؤدي الى ابطال كثير من الاحكام التي جاء بها شرعنا
و في نفس الوقت تريدنا ان لا نطلق على احد انه مؤمن و هذا خلاف اجماع الامة و فعل السلف...
هذه النقطة التي اسدركتها عليك فما وجه الاشكال عندك فيها؟
لعلك أخي لا تفرق بين اطلاق الحكم في الدنيا لفلان بانه مسلم و فلان انه كافر و بين قولنا فلان في الجنة و فلان في النار
رد: الله هو المسؤول عن حساب الناس
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة limited1
يعني ما اقدر اقول للنصراني انت كافر يا ابراهيم؟
ولا حتي البوذي
رد: الله هو المسؤول عن حساب الناس
اخي حمصي اتمنا قراءة الموضوع مره ثانيه ولكن بتدبر ( عفوآ )
جريرة الكفر بالله وابتداعها من الأساس جريمة عقدية، تلحق من قال بها أولاً، وجاءت أفعاله
موافقة لها، وحكم الله عليه، ولا معقب لحكمه، ولا يمكن أن يغادره ذلك الحكم بتوبة؛ لأن الله
يعلم ما وقع منه، وما هو واقع منه أيضاً مستقبلاً، لذلك قطع الله بكفره حالاً ومآلاً، وقد جاء
مؤكداً في أصناف من الناس في أكثر من آية من آيات القرآن.
أول هذه الآيات قوله تعالى: »لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك
من الله شيئاً إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعاً ولله ملك السماوات
والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير « (المائدة: ١٧ ).
هذا القول الصادر من أهله: »إن الله هو المسيح ابن مريم « فيه من التجرؤ على الله ما فيه؛
إذ يجعلون المخلوق خالقاً، والعبد النبي إلهاً خالقاً، إذ َ سووا بين الله - عز وجل - وبين أحد عباده
عيسى ابن مريم، ولعظمة الفرية وشناعتها استحقت أن يؤكد الله - عز وجل - في حقها
الرمي بالكفر الذي هو أعظم ذنب، مؤكداً بما لا يدع مجالاً لشك أو توبة في قابل الأيام، ولزيادة
تأكيد ذلك الحكم وقطيعته ُ كرِّر مرة ثانية بجميع ألفاظه في موضع آخر: »لقد كفر الذين قالوا
إن الله هو المسيح ابن مريم « (المائدة: ٧٢ ).
وعلاوة على الصنف الأول الذي ابتدع الكفر بالتسوية بين الله - عز وجل - وعيسى ابن مريم
و ُ حكم عليه بالكفر، فإن هناك ضرباً كفرياً آخر أقره قوله تعالى مؤكداً أيضاً: »لقد كفر الذين
قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا اله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسنَّ الذين كفروا
منهم عذاب أليم « (الملمائدة: ٧٣ )، فإنه إن كان أصحاب الصنف الكفري الأول يسوون بين الله - عز
وجل - وبين عيسى ابن مريم، فإن هذا الضرب الحالي من الكفر يجعل الله - عز وجل - واحداً من ثالوث، هو الأب والابن والروح القدس، أو الأب والابن والعذراء، وعلى ذلك الضلال يرد جل جلاله،
مبيناً وحدانيته: »ومن من إله إلا إله واحد «، مذيلاً بتأكيد كفرهم، ومختوماً بالتهديد بعذاب
أليم: »وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم « (المائدة: ٧٣ ).
كذلك، هناك مبتدعون لكفر، تمثل في التفريق بين الله ورسله عن طريق الإيمان ببعض الأشياء
والكفر ببعضها الآخر وفق الأمزجة، بحيث يكون لهم طريق آخر على غير نهج الله - عز وجل
- ورسله، في حين أن الدين اتباع، لا مكان فيه للابتداع، ومن هنا استحق هؤلاء الحكم عليهم
بالكفر والتهديد بالعذاب المهين، وقد ظهر ذلك جلياً في قوله سبحانه: »إن الذين يكفرون بالله
ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا
بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقاً وأعتدنا للكافرين عذاباً مهيناً « (النساء: ١٥٠ - ١٥١ ).
وناهيك عما مضى، فلم يقف ركب الكفر عند حد، فقد اخترق الحدود وتجاوز السدود إلى أن
يصل إلى التطاول على الذات الإلهية كذبا، أو يكذب برسالة الحق والهدى حين تأتيه في ظلم
ما بعده ظلم، وهؤلاء وأولئك يحكم الله بكفرهم ووجود مقامهم جاهزاً في النار، وذلك ما قرره
قوله تعالى: »ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بالحق لما جاءه أليس في جهنم مثوى
للكافرين « (العنكبوت: ٦٨ ).
ومهما يكن من أمر، فإن مسؤولية من كفَّره الله، بسبب ما اجترحه في حق الله، وفي
حق رسله، بل وفي حق نفسه لا تقف عند ذنبه هو بالكفر، ومن ثم خلوده في النار، وإنما تمتد
المسؤولية إلى أبعد من ذلك، حتى يحمل ذنب من اتبعه، بحيث يحمل أوزاراً مع أوزاره وأثقالاً مع
أثقاله؛ فمن َ سنَّ سنة سيئة عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، ولذلك تلزم توعية
هؤلاء المتابعين وتبصيرهم بالطريق الصحيح، طريق الله - عز وجل - والإيمان به، ولا نكتفي
بمجرد تصنيفهم في قائمة الكافرين ووصمهم بالكفر، فذلك لا يجدي فتيلا، ولا ينفع بكثير
أو قليل.
رد: الله هو المسؤول عن حساب الناس
طيب كيف نطيق حد الرده يا برهوم؟
رد: الله هو المسؤول عن حساب الناس
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابراهيم الشعلان
اخي حمصي اتمنا قراءة الموضوع مره ثانيه ولكن بتدبر ( عفوآ )
أو قليل.
اخي قريت موضعك مرار قبل ان اشارك فيه اول مرة...
اخي بالنسبة لما نقلته من مشاركتك الأولى... أقول هذا كلام طيب لم اخالفك في شيء منه الا قولك "فذلك لا يجدي فتيلا، ولا ينفع بكثيرأو قليل"
انا معك تماما في قولك "ولذلك تلزم توعية هؤلاء المتابعين وتبصيرهم بالطريق الصحيح، طريق الله - عز وجل - والإيمان به، ولا نكتفي بمجرد تصنيفهم في قائمة الكافرين ووصمهم بالكفر"
واشكالي الاساسي كان في مشاركتك الثانية في قولك "ولا يحكم أحد بكفر وإيمان إلا الله، كما أنه لا أحد يدعي خلق الإنسان إلا الله" فراجع ما كتبته في مشاركاتي السابقة و راجع ما كتبته انت
رد: الله هو المسؤول عن حساب الناس
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابراهيم الشعلان
ولا حتي البوذي
سبحان الله!