بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على هدايته لدينه،والتوفيق لما دعا إليه من سبيله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن
محمداً (ص) عبده ورسوله جاء بالحق من عنده وصدّق المرسلين.
أما بعد فأني قد رأيت تأكيدا من بعض الاخوه في المنتدى الاستبسال في تكفير الشيعه الاماميه
حتى وصل الامر الى وصفهم بصفات هم بعيدين عنها كما لمسناها منهم في العراق
فلا أعلم هل تحركهم النزعه الطائفيه أم عن علم أمتلكوه من بين أظهرنا حتى أوجست من
مغازيها خيفة على الوحدة الإسلامية أن تنفصم عروتها، وتتفرق جماعتها، إذ وجدتُ فيها
من نبش الدفائن وإثارة الضغائن ما يشق عصا المسلمين ويمزقهم تمزيقاً،
والدور عصيب، والظروف حرجة، لا تسع
النقض والإبرام ولا المشادَّة والمنافثة، فضلاً عن هذه المحاربة، التي ليس بعدها
مصاحبة. وكان الواجب ترك هذه الغارات، ولا سيما بعد أن تركتنا فرائس الحشرات، فحتى
مَ هذا الارجاف؟ وفيم هذا الاجحاف؟ أليس الله عز وجل وحده لا شريك له ربنا جميعاً؟
والاسلام ديننا؟ والقرآن الحكيم كتابنا؟ وسيد النبيين وخاتم المرسلين محمد بن
عبدالله(ص) نبينا؟ وقوله وفعله وتقريره سنتنا؟ والكعبة
مطافنا وقبلتنا؟ والصلوات الخمس، وصيام الشهر، والزكاة الواجبة، وحج البيت فرائضنا؟
والحلال ما أحله الله ورسوله والحرام ما حرماه، والحق ما حقّقاه، والباطل ما
أبطلاه، وأولياء الله ورسوله أولياؤنا وأعداء الله ورسوله أعداؤنا، وأن الساعة آتية
لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور ليجزي الذين
أساؤوا بما علموا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى» أليس الشيعيون
والسنيون شرعاً في هذا كله سواءاً؟ «كل آمن بالله
وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا
وإليك المصير
والنزاع بينهما في جميع المسائل الخلافية صغروي في الحقيقة ولا نزاع بينهما في الكبرى عند أهل النظر أبداً،
الا تراهما إذا تنازعا في وجوب شيء أو حرمته، أو في استحبابه أو في كراهته أو في
اباحته، أو تنازعا في صحته وبطلانه، أو في جزئيته أو في شرطيته أو في مانعيته، أو
في غير ذلك، كما لو تنازعا في عدالة شخص أو فسقه أو إيمانه أو نفاقه أو وجوب
موالاته أو وجوب معاداته، فإنما يتنازعان في ثبوت ذلك بالأدلة الشرعية، وعدم ثبوته
فيذهب كل منهما إلى ما تقتضيه الادلة الاسلامية، ولو علموا بأجمعهم ثبوت الشيء في
دين الاسلام، أو علموا جميعاً عدم ثبوته في الدين الاسلامي، أو شك الجميع في ذلك لم
يتنازعوا ولم يختلف فيه منهم شخصا وقد أخرج البخاري في
صحيحه( باب أجر الحاكم أذا أجتهد فأصاب أو أخطأ وهو في أواخر كتاب الاعتصام بالكتاب والسنه قبل كتاب التوحيد بأقل من صفحتين تجد الحديث ص 177 من الجزء الرابع من الصحيح)عن كل من أبي سلمةوأبي هريرة وعمرو بن العاص عن رسول الله(ص) قال: إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر، اهـ
ولذا قال العلامة الشيخ جمال الدين القاسمي الدمشقي المعاصر في رسالته ـ الجرح والتعديل ـ بعد ذكر الشيعة واحتجاج مسلم بهم في صحيحه ما هذا لفظه: لأن مجتهدي كل فرقة من فرق الاسلام مأجورون أصابوا أم
أخطأوا بنص الحديث النبوي ا هـ.
وقال الشيخ رشيدرضا في مناره
إن من أعظم ما بليت به الفرق الاسلامية رمي بعضها بعضهم بالفسق.
والكفر مع أن قصد كل الوصول إلى الحق بما بذلوا جهدهم لتأييده واعتقاده والدعوة
اليه، فالمجتهد وإن أخطأ معذور ـ وقد اطال في اثبات ذلك حتى بلغ ص 50 ـ وقال ابن
حزم حيث تكلم فيمن يكفر ولا يكفر في ص247 من الجزء الثالث من كتابه ـ الفِصَل في
الملل والنحل ـ ما هذا نصه:
وذهبت طائفة إلى أنه لا يكفر ولا يفسق مسلم بقول قاله
في اعتقاده أو فُتياً وان كل من اجتهد في شيء من ذلك فدان بما رأى أنه الحق
فإنه مأجور على كل حال ان أصاب فأجران وإن أخطأ فأجر واحد (قال): هذا قول ابن أبي
ليلى وابي حنيفة والشافعي وسفيان الثوري وداود بن علي وهو قول كل من عرفنا له قولا
في هذه المسألة من الصحابة لا نعلم منهم خلافاً في ذلك أصلا إلى آخر كلامه.
والذين صرّحوا بهذا ونحوه من أعلام الامة كثيرون فلاوجه إذن لهذا المشاغبات والله عز وجل
(( يقول ((إنما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون
ورسول الله(ص) يقول: ذمة المسلمين واحدة يسعى بها ادناهم. وهم يد على سواهم، فمن أخفر مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين
وأني قد رأيت الاقتصار على هذا الرد أقرب إلى السلام، وأبقى للوئام
وأن شئتم الزياده زدنا لما فيه مصلحة لم أشلاء هذه الامه وفي نهاية المطاف
ستجدون الشيعه براء من كل ما ذكرتموه والله من وراء القصد