السلام على المهذبين من المسلمين
أولاً أشكر الأخوان كلهم على الرد..
ثانياً أنا عندما كتبت عن عن بداية النقاش من جديد .. - ركز على كلمة النقاش - عقبت على ان يكون الهدوء والاحترام سائدا في النقاش ..والنقاش مقترن بـالاحترام..إذن أنا لم أخرج من موضوع الصحابة إلى آخر..
ثم إن التالي تكملة لموضوع : شيعة / 1 :
الأدلة في إثبات إمامة أهل البيت سلام الله عليهم:
إن النصوص المروية عن المصطفى عليه وآله أفضل الصلاة والسلام في إمامة أهل البيت على الأمة من بعده كثيرة، نورد هنا أشهرها:
فمن صحيح مسلم بسنده عن زيد بن أرقم قال: إن الرسول (ص) قال:" ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وإني تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به..وأهل بيتي،اذكركم الله في أهل بيتي، اذكركم الله في أهل بيتي، اذكركم الله في أهل بيتي"
المصدر: صحيح مسلم كتاب الفضائل باب فضائل علي الجزء 5 الصفحة 272 طباعة دار الشعب بشرح النووي.
ومن صحيح الترمذي، بسنده عن جابر بن عبد الله قال: رأيت رسول الله ( ص) في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصوى يخطب، فسمعته يقول:" يا أيها الناس ، إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي"
المصدر : صحيح الترمذي الجزء 2 صفحة 308
وهذا الحديث لو لم يوجد غيره لكفىفي إثبات أحقية مذهب الشيعة الذي يوجب التمسك بأهل البيت سلام الله عليهم بالإضافة إلى القرآن الكريم، حيث نجد في هذا الحديث أمر الرسول عليه وآله أفضل الصلاة والسلام واضحا في أتم صور الوضوح بالتمسك بأهل البيت عليهم السلام من بعده، وإن هذا التمسك بالإضافة إلى الأخذ بالقرآن الكريم هو شرط النجاة وعدم الضلال.
وبالرغم من أن مسلم وغيره من علماء الحديث من أهل السنة قد أخرجوا هذا الحديث في صحاحهم ومسانيدهم، إلا ان الغالبية العظمى من الأخوان السنة يجهلونه بل وينكرونه عند سماعهم به وكأنه غير موجود، ومحتجين بأن الصحيح في ذلك هو مارواه أبو هريرة بأن الرسول ( ص) قال:" إني قد خلفت فيكم مالن تضلوا بعدهما أبداً ما أخذتم بهما أو علمتم بهما: كتاب الله وسنتي"
مصدر الحديث : رواه الحاكم في المستدرك الجزء الأول صفحة 93
وعند التقصي عن مصدر هذه الرواية، وُجد إنها لم تروى في أي من الصحاح، وقد ضعفها(1) كل من البخاري والنسائي والذهبي وغيرهم، وقد رواها الحاكم في مستدركه الذي يعتبر بإجماع علماء أهل السنة أقل درجة من صحيح مسلم الذي أورد حديث"...كتاب الله وعترتي أهل بيتي".
أما التمسك برواية الحاكم"...كتاب الله وسنتي" وترك رواية مسلم " ...كتاب الله وعترتي أهل بيتي" فإن في ذلك مخالفة ليس فقط لما أجمع عليه علماء الحديث من أهل السنة بتقديم أحاديث مسلم على أحاديث الحاكم، بل ومخالفة أيضا للمنطق والعقل، ذلك أن كلمة " سنتي" مجردة كما في رواية الحاكم لا تفيد علماً، فجميع الطوائف الإسلامية تزعم أنها تتبع سنة النبي عليه وآله الصلاة والسلام، وبالنظر إلى وجود الإختلافات الكثيرة بين هذه الطوائف، والتي غالباً يكون سببها الاختلاف في السنة المنقولة إليها عبر طرق مختلفة والتي تعتبر مفسرة ومكملة للقرآن الكريم الذي أجمعت جميع الطوائف المسلمة على صحة نقله، وهكذا فإن الاختلاف في الحديث المنقول - والذي أدى إلى الاختلاف أيضا في تفسير القرآن الكريم- أصبحت السنة النبوية سنناً متعددة والمسلمون تبعاً لذلك أصبحوا مذاهب وفرق متعددة أيضاً، رُوي أن عددها 73 فرقة..فأي السنن تلك أحق بالاتباع؟؟، وإنه لسؤال فطري يدور في خلد كل من يتمعن في هذا الاختلاف والذي جاء الحديث أعلاة ليجيب عليه حتى لايترك المسلمون هكذا يحيرون في إسلامهم بعد رحيل مبلغه، فكانت التوجيهات النبوية المقدسة تقضي بأخذ السنة النبوية المطهرة عن طريق أهل البيت النبوي الذي نطق القرآن بتطهيرهم، وهي بذلك واضحة لاتحتمل ألفاظها أي معنى آخر، وإن ذلك الأخذ هو وحده الأمان من الفتنة والظلال.
وهنا يُطرح سؤالان لا تكتمل الصورة وضوحاً إلا بالإجابة عليهما:
أولهما: من هم أهل البيت المقصودون في الحديث السابق؟
ثانيهماً: لماذا خصص الحديث الأخذ عن أهل البيت فقط وليس عموم الصحابة كما يرى إخواننا السنة؟؟
-------
1) ذكر الدكتور أحمد بن سعود بن حمدان في تحقيقه لكتاب شح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة في الصفحة 80: < سنده ضعيف: فيه صالح بن موسى الطلحي، قال فيه الذهبي: ضعيف، وقال يحيى: ليس بشيء ولايكتب حديثه، وقال البخاري:منكر الحديث، وقال النسائي: متروك>.
-----انتهى البحث الأول..والغجابة عن الاسئلة المذكورة ستأتي لاحقا----
أود أن أكرر أنه لا داعي للسباب..ولكني أدركت بما يقطع الشك من خلال حواري معكم أنه لا حياة لمن تنادي!!!
أما عن موضوع الصحابة..فسيأخذ دوره في الإيضاح والتحليل لاحقا.
ملحوظة أخيرة: إذا ظهرت أي وجوه تعبيرية فإنها ليست بسببي..ولكن من الموقع نفسه.