دعوة للتعرف على سيد قطب.!!
الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللَّهَ
1
في فجر يوم 29من أغسطس في عام 1966م ،يتقدم رجل تجاوز الستين من عمره يسوقونه إلى خشبة المشنقة وهو يسير معهم بخطوات ثابتة نحو حبل المشنقة .. يمشي معهم بهدوء .. غير مضطرب ،مطمئن السريرة ..
يا سبحان الله .. كيف هذا
رجلاً كهلاً يعيش برئة واحدة .. مصاب بذبحة صدرية مزمنة ...وجسده يحمل في طياته قائمة من الأمراض... يلوح أمام عينيه حبل المشنقة ....وهو ثابت كالجبل ..
يُطلب منه أن يقول كلمة واحدة يعتذر بها للطاغوت .. مقابل وقف حكم الأعدام وأخراجه من السجن ..فيرفض أن ينطق أو يكتب ولو كلمة يعتذر يها ..
وتنطلق كلمات من فمه عالية مدوية صادقة ..تبين مدا إيمانه بربه ..
قائلاً: ( إن إصبع السبابة التي تشهد لله بالوحدانية في الصلاة لترفض أن تكتب حرفا تقر به حكم طاغية )
عجباً من أمره ..!!
رجلاً يأتى إليه بطوق النجاة للحياة ويرفض .. وأين يرفض ذلك وهو واقف أمام حبل المشنقة ...
يرفض الرجل أن يأخذ بالرخصة والتقية ... يرفض أن يداهن ولو بكلمة من أجل حياته ..
قائلاً فى ذلك "التورية لا تجوز في العقيدة ، ولأنه ليس للقائد أن يأخذ بالرخص " .. مشابهاً بقوله ذلك قول الأمام أحمد فى المحنة عندما قال "اذا تكلم العالم تقية والجاهل يجهل ، فمتى يعرف الناس الحق؟"..
ولكي يتضح لك حقيقة إيمان هذا الرجل بالله..
أسمع له عندما أرسلوا له أخته بعد صدور حكم الأعدام عليه بعد أن أبلغوها أنهم أمامهم فرصة أخيرة لإنقاذه ، فإذا اعتذر فإننا نخفف حكم الإعدام إلى السجن ثم يخرج بعفو صحي بعد ستة أشهر .،
فتدخل عليه أخته الزنزانةوتقول له :- إنهم يقولون: إن حكم الإعدام سيوقف فيما إذا اعتذرت.
فيرد عليها قائلاً :- عن أي شيء أعتذر ؟! عن العمل مع الله ، والله لو عملت مع غير الله لاعتذرت ، ولكنني لن أعتذر عن العمل مع الله ، ثم قال: إطمئني يا أختي ، ان كان العمر قد انتهى سينفذ حكم الإعدام ، وإن لم يكن العمر قد انتهى فلن ينفذ حكم الإعدام ولن يغني الإعتذار شيئا في تقديم الأجل أو تأخيره).
وأسمع له وهم يحاولونه أن يسترحم فيقول : ( لماذا أسترحم ؟! إن كنت محكوما بحق فأنا أرتضى حكم الحق ، وإن كنت محكوما بباطل فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل) .
وبعد أن علم بالحكم بالأعدام قال :(الحمد لله لقد جاهدت مدة خمسة عشر عاما حتى نلت هذه الشهادة) .
يا سبحان الله ..!!
حبل المشنقة يلوح أمام ناظريه ، ولا تهتز أوصاله ، ولا يضطرب موقفه ، ولا يتراجع عن كلمته ، إنها القمة السامقة التي أحله فيها التوحيد ، إنها الطمأنينة التي سكبها الإيمان بالله في أعماقه..
ويتقدم إليه شيخ من أصحاب العمائم الأزهرية يعمل موظف لتلقين المحكوم عليهم بالإعدام كلمة الشهادتين ،
تقدم هذا الشيخ إليه وقال له: ( يا سيد! قل أشهد أن لا إله الآ الله ) ،
فالتفت إليه متعجباً من كلامه هذا قائلا : ( حتى أنت جئت تتم المسرحية ، نحن نعدم لإننا نقول لا إله الآ الله ، وأنتم تأكلون خبزا بلا إله الأ الله ، إتق الله يا هذا ، ولا تبق سيفا للظالمين ) .
ويصعد الرجل على طبلية الإعدام .. ويهم السجان ليضع الحبال فى يديه وقدميه ..
فيقول الرجل للسجان دع عنك الحبال سأقيد نفسي .. أتخشى أن أفر من جنات ربي ..!!
ويعلو الصمت أرجاء المكان
ثم يشار للسجان بالتنفيذ
وينفذ فى الرجل الحكم ..ويشنق .. ويتعلق جسده بالحبل ..
وتصعد روحه إلى السماء ..
وفاضت روحه إلى بارئها بعد أن أدت دورها..
أن هذا الرجل .. هو عملاق الفكر الإسلامى
الشيخ-الشهيد بإذن الله- سيد قطب.
لقد اعدم صاحب "الظلال" ..وتعلق جسده بحبل المشنقة ..يترنح يميناً ويساراً ..
نعم .. لقد مات ولكن .. الذى مات هو الجسد ..أما الفكر والكلمات ظلت تعيش في الحياة تضرب بما تحمله من قوة ..فى أركان أوتاد الجاهلية التى تمكنت من المجتمع الإسلامي .. ظلت كلماته تزلزل عروش الطواغيت .. تدوي عالية بـ "إن الحكم إلا لله " ..
وقد ظنّ الطواغيت أنهم بقتل الشيخ سيد ..أنهم تمكنوا من قتل دعوته وأنهم انتصروا .. ولكن خاب ظنهم.
ولقد صدق الشيخ قطب عندما قال:(إن أفكارنا وكلماتنا تظل جثثا هامدة ، حتى إذا متنا في سبيلها أو غذيناها بالدماء انتفضت حية وعاشت بين الأحياء) ..
موضحاً لنا السبيل الصحيح للدعوة والعمل لدين الله . عندما قال : (إنه ليست كل كلمة تبلغ إلى قلوب الآخرين فتحركها ، وتجمعها ، وتدفعها ، إنها الكلمات التي تقطر دماء لأنها تقتات قلب إنسان حي. كل كلمة عاشت قد اقتاتت قلب انسان ، أما الكلمات التي ولدت في الأفواه ، وقذفت بها الألسنة ، ولم تتصل بذلك النبع الإلهي الحي ، فقد ولدت ميته ، ولم تدفع بالبشرية شبرا واحدا إلى الإمام ، إن أحداً لن يتبناها لأنها ولدت ميته ، والناس لا يتبنون الأموات) ..
نعم مات قطب .. مات من أجل "لا إله إلا الله" .. ولكن مات ولم يداهن .. لم يقل مصلحة الدعوة تحتم على بالتراجع أو المداهنة .. مات وهو يصدع بالحق ولا يخاف فى الله أحد .
وما أوضح كلماته في ذلك عند تفسير قول الله تعالى (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ، يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ، ومن أوفى بعهده من الله ، فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم)
فكتب عند هذه الأية :-
(إن الدخول في الإسلام صفقة بين متابيعين.. الله سبحانه هو المشتري والمؤمن فيها هو البائع ، فهي بيعة مع الله لايبقى بعدها للمؤمن من شيء في نفسه ، ولا في ماله يحتجزه دون الله -سبحانه- ودون الجهاد في سبيله ، لتكون كلمة الله هي العليا ، وليكون الدين كله لله...
إن الجهاد في سبيل الله بيعة معقودة بعنق كل مؤمن... كل مؤمن على الإطلاق منذ كانت الرسل ، ومنذ كان دين الله.. إنها السنة الجارية التي لا تستقيم الحياة بدونها ولا تصلح الحياة بتركها ، بعونك اللهم فإن العقد رهيب.. وهؤلاء الذين يزعمون أنفسهم (مسلمين) في مشارق الأرض ومغاربها ، قاعدون ، لا يجاهدون لتقرير الوهية الله في الأرض ، وطرد الطواغيت الغاصبة لحقوق الربوبية وخصائصها في حياة العباد ، ولا يقتلون ولا يقتلون ، ولا يجاهدون جهادا ما دون القتل والقتال)..
مات الأستاذ .. بعد أن وضح لنا السبيل إلى الإصلاح .. عندما قال :-(وانتهيت من فترة الحياة في ظلال القرآن إلى يقين جازم حازم... أنه لا صلاح لهذه الأرض ، ولا راحة لهذه البشرية ، ولا طمأنينة لهذا الإنسان ولا رفعة ، ولا بركة ، ولا طهارة ، ولا تناسق مع سنن الكون وفطرة الحياة إلا بالرجوع إلى الله ، والرجوع إلى الله -كما يتجلى في ظلال القرآن- له صورة واحدة ، وطريق واحد... واحد لا سواه... إنه العودة بالحياة كلها إلى هذا الكتاب).
أنني أحسب الشيخ سيد -والله حسيبه -ممن يشمله قول النبي عليه الصلاة والسلام ( سيد الشهداء حمزة، ورجل قام عند سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله ) ..
فكلما سمعت هذا الحديث .. أتذكر الأستاذ.
أن الشيخ سيد قطب أثر في البشرية وهز الجيل فانتفض بإسلامه ، ورسم " معالم الطريق " ، وأقام " الظلال " لتستريح الأجيال المسلمة من هجير الجاهلية ولفحها وتتقي حرها وصلاءها .. ووضح " خصائص التصور " وبين " المقومات " ، حتى يكون لل " شخصية المسلمة " خصائصها ومقوماتها ، وبشرنا أن " المستقبل لهذا الدين " بعد أن وضح لنا حقيقة " هذا الدين " .
وأختم بهذه الأبيات التى كتبها الأستاذ سيد ..
فهذه دعوة للتأمل بهذه الكلمات التى كتبها الأستاذ
أخي :
أخي أنت حرٌ وراء السدود .. أخي أنت حرٌ بتلك القيود
إذا كنت بالله مستعصما .. فماذا يضيرك كيد العبيد
أخي ستبيد جيوش الظلام .. و يشرق في الكون فجر جديد
فأطلق لروحك إشراقها .. ترى الفجر يرمقنا من بعيد
أخي قد أصابك سهم ذليل .. و غدرا رماك ذراعٌ كليل
ستُبترُ يوما فصبر جميل .. و لم يَدْمَ بعدُ عرينُ الأسود
أخي قد سرت من يديك الدماء .. أبت أن تُشلّ بقيد الإماء
سترفعُ قُربانها ... للسماء .. مخضبة بدماء الخلود
أخي هل تُراك سئمت الكفاح .. و ألقيت عن كاهليك السلاح
فمن للضحايا يواسي الجراح .. و يرفع راياتها من جديد
أخي هل سمعت أنين التراب .. تدُكّ حَصاه جيوشُ الخراب
تُمَزقُ أحشاءه بالحراب .. و تصفعهُ و هو صلب عنيد
أخي إنني اليوم صلب المراس .. أدُك صخور الجبال الرواس
غدا سأشيح بفأس الخلاص .. رءوس الأفاعي إلى أن تبيد
أخي إن ذرفت علىّ الدموع .. و بللّت قبري بها في خشوع
فأوقد لهم من رفاتي الشموع .. و سيروا بها نحو مجد تليد
أخي إن نمُتْ نلقَ أحبابنا .. فروْضاتُ ربي أعدت لنا
و أطيارُها رفرفت حولنا .. فطوبى لنا في ديار الخلود
أخي إنني ما سئمت الكفاح .. و لا أنا ألقيت عني السلاح
و إن طوقتني جيوشُ الظلام .. فإني على ثقة بالصباح
و إني على ثقة من طريقي .. إلى الله رب السنا و الشروق
فإن عافني السَّوقُ أو عَقّنِي .. فإني أمين لعهدي الوثيق
أخي أخذوك على إثرنا .. وفوج على إثر فجرٍ جديد
فإن أنا مُتّ فإني شهيد .. و أنت ستمضي بنصر جديد
قد اختارنا الله في دعوته .. و إنا سنمضي على سُنته
فمنا الذين قضوا نحبهم .. ومنا الحفيظ على ذِمته
أخي فامض لا تلتفت للوراء .. طريقك قد خضبته الدماء
و لا تلتفت ههنا أو هناك .. و لا تتطلع لغير السماء
فلسنا بطير مهيض الجناح .. و لن نستذل .. و لن نستباح
و إني لأسمع صوت الدماء .. قويا ينادي الكفاحَ الكفاح
سأثأرُ لكن لربٍ و دين .. و أمضي على سنتي في يقين
فإما إلى النصر فوق الأنام .. وإما إلى الله في الخالدين
مشاركة: دعوة للتعرف على سيد قطب.!!
[SIZE=4]نبذة عن حياته "من الميلاد حتى الإستشهاد" .
أصله:
ولد -رحمه الله- في قرية من قرى الصعيد اسمها (موشه) سنة (1906م) ، وهي تتبع محافظة أسيوط لأبوين كريمين متوسطي الحال ، يحملان سمت أهل الصعيد المصري من سمرة في البشرة ، وقسمات وجوههم تعكس بعض ما جبلت عليه فطرتهم من غيرة على العرض ، إلى الطيب المتأصل في أعماق نفوسهم ، والكرم الذي لا يفارقهم سواء في سني الجدب أو الخصب والنماء ، هذا فضلا عن العاطفة الفياضة الجياشة التي تربطهم بشدة بهذا الدين القويم
نشأته:
درج في مراحل الطفولة الأولى في قريته في أحضان والديه اللذين أرضعاه حب هذا الدين من خلال التدين الفطري الذي طبعت عليه هذه الأنفس ، ثم انتقل إلى القاهرة حيث يسكن خاله ، وواصل تعليمه ودخل دار العلوم ، وبرزت مواهبه الأدبية إبان دراسته ، وكان يكتب في عدة مجلات أدبية وسياسية منها (الرسالة) ، (اللواء الاشتراكية) ، ولقد كتب عنه أستاذه مهدي علام في تقديمه لرسالة (مهمة الشاعر في الحياة) التي ألقاها سيد قطب كمحاضرة في دار العلوم يقول: (لو لم يكن لي تلميذ سواه لكفاني ذلك سرورا وقناعة ، ويعجبني فيه جرأته الحازمة التي لم تسفه فتصبح تهورا ، ولم تذل فتغدو جبنا ، وتعجبني فيه عصبيته البصيرة ، وإنني أعد سيد قطب مفخرة من مفاخر دار العلوم.
وفي الأربعينات تولى رئاسة تحرير مجلة (الفكر الجديد) لصاحبها محمد حلمي المنياوي ، ولقد بدت في هذه المجلة نزعة سيد قطب العدائية للملك فاروق ، وقد كان مجاهرا في نقده اللاذع حتى دس إليه فاروق من يطلق عليه النار ، فأخطأه الرصاص ، ولقد صدر من المجلة ستة أعداد صودر عددان منها ثم اضطرت الحكومة لإغلاقها بعد ستة أعداد.
ولقد تتلمذ الأستاذ سيد قطب أدبيا على يد العقاد ، وكان يتردد على طه حسين ، وحمل لواء المعارضة للأستاذ الكبير مصطفى صادق الرافعي ، وكان هجومه على الرافعي عنيفا حتى أن الرافعي لم ينج منه بعد موته فلقد نقد الرافعي إثر موته نقدا لاذعا فقام علي الطنطاوي يدافع عن الرافعي فقابله الأستاذ سيد برد مقذع حاد.
ولقد كتب في أوائل الأربعينات كتابيه الشهيرين: التصوير الفني في القرآن ، وقد أهداه إلى أمه ، ومشاهد القيامة في القرآن وأهداه إلى روح أبيه ، وكم كانت دهشة القراء عندما وجدوا أن الكتابين يخلوان من البسملة ، إذ لم يكن سيد قد اتجه الوجهة الإسلامية بعد.
سيرة سيد قطب الإسلامية:
بداية الخروج من الجاهلية
دخل الأستاذ سيد دعوة الإخوان المسلمين سنة (1951م) وكان يعبر عن هذا بأعمق تعبير قائلا : ولدت سنة (1951م) ، وقد جاء سيد على قدر ، ولكل أجل كتاب فلم يحفل سيد بالدعوة في بداية الأمر ولم يكن يعني نفسه للقاء بقائدها البنا الذي ضم الأفذاذ من أبناء مصر تحت جناحيه وبين صفوفه ، فكانت دعوته صفوة أبناء مصر.
وقد ابتدأ سيد قطب يتجه نحو الكتابة عن الإسلام العام ، ولم يكن سيد بعد قد أدرك بعد أعماق هذا الدين ، ولم يسبر أغواره بمسبار ، وكتب كتاب العدالة الاجتماعية مستعرضا نظام الحكم والمال ، وتركه مع إهداء جميل: (إلى الذين كنت المحهم بعين الخيال قادمين فرأيتهم بواقع الحياة قائمين يجاهدون بأموالهم وأنفسهم في مستقبل قريب جد قريب) ، ثم عهد إلى أخيه محمد في مصر لطباعته ، وطبعه الأستاذ محمد مع هذا الإهداء على حين كانت الحكومة قد نكلت بالإخوان وأودعتهم المعتقلات تمهيد ا لاغتيال الإمام الشهيد البنا ، وظنت الحكومة أن سيد قطب هو أحد أعضاء الإخوان وأن الكتاب مهدي إلى شباب الإخوان ، فصادرت الحكومة الكتاب ولم تسمح بنشره إلا برفع الإهداء ، فرفع الإهداء.
ويحدث الأستاذ سيد عن نفسه وهو في طريقه إلى أمريكا مبعوثا من وزارة المعارف المصرية التي يستلم وزارتها طه حسين -أستاذه- ، فأرسل الأستاذ سيد للإطلاع على المناهج الأمريكية ، يقول الأستاذ سيد: (كنا ستة نفر من المنتسبين إلى الإسلام على ظهر سفينة مصرية تمخر بنا عباب المحيط الأطلسي إلى نيويورك [1] ). فهو يعتبر نفسه آنذاك منتسبا إلى الإسلام .
ويشاء الله عز وجل أن يهديه سواء السبيل وأن يريه آياته ليجعله جنديا مخلصا في صف الدعوة الإسلامية ، وتحدث معه حادثتان تضطرانه للدخول تحت جناح الدعوة.
أما الحادثة الأولى: فقد حصلت في (13) شباط (1949م) يقول فيها :أنه كان مستلقيا فوق سريره في إحدى مستشفيات أمريكا ، فيرى معالم الزينة وأنوار الكهرباء الملونة وألوان الموسيقى الغربية والرقصات ، ما هذا العيد الذي أنتم فيه? فقالوا: اليوم قتل عدو النصرانية في الشرق ، اليوم قتل حسن البنا ، وقد كانت هذه الحادثة كفيلة أن تهزه من أعماقه ، حسن البنا!! يحتفل بمقتله في داخل أمريكا ، إذن لا بد أن يكون الرجل مخلصا وأن تكون دعوته خطيرة حقا ، ترجف لسماعها أوصال الغرب هلعا واضطرابا .
وأما الحادثة الثانية: فقد حصلت في بيت مدير المخابرات البريطاني في أمريكا ، إذ كانت السفارات الغربية تتسابق في رمي شباكها لاصطياد الطلاب الشرقيين وإيقاعهم بحبائلها ليكرسوا في محافلها المختلفة ، ويقسموا العهد على خدمتها وإنذار الحياة خالصة لخدمتها ، وأي صيد أثمن من الكاتب المعروف سيد? فدعاه مدير المخابرات البريطاني إلى بيته ، يقول الأستاذ سيد: (واستدعى انتباهي أمران: الأول: إن هذا البريطاني يسمى أبناءه بأسماء المسلمين ، محمد وعلي وأحمد... ، والثاني وجدت لديه كتاب العدالة الاجتماعية ، وهو يعمل في ترجمته ، وهي النسخة الثانية في أمريكا إذ الأولى لدى وصلتني من أخي محمد قطب).
وبدأ الحديث عن أحوال الشرق وما ينتظره من مستقبل وأحداث ، ويعرج على مصر ليستفيض في الحديث عنها وتأخذ جماعة الإخوان المسلمين القسط الوافر من الحديث ، ويعرض علي تقارير مفصلة عن نشاط الجماعة وعن تحركات البنا وخطبه منذ أن كانت الجماعة ستة في الإسماعيلية حتى سنة (9491م) ، تفصيلات تؤكد أنهم قد سخروا أجهزة وأموال تتبع نشاط الإخوان وحركاتهم وسكناتهم ورصدوا لذلك أموالا ورجالا خوفا من هذا الغول البشع -الإسلام- وعقب البريطاني قائلا : (إذا قدر ونجحت حركة الإخوان في استلام حكم مصر فلن تتقدم مصر أبدا ، وسيحولون بعقليتهم المتخلفة بين الحضارة الغربية ، وستقف عقلياتهم المتحجرة دون تطور الشعب والأرض ، ثم قال: ونحن نأمل من الشباب المتعلمين أمثالك ألا يمكنوا هؤلاء من الوصول إلى سدة الحكم).
يقول سيد: قلت في نفسي (الآن حصحص الحق) ، وأيقنت أن هذه الجماعة على الحق المبين ، ولم يبق لي عذر عند الله إن لم أتبعها ، فهذه أمريكا ترقص على جمجمة البنا وهذه بريطانيا تسخر أجهزتها وأقلام مخابراتها -حتى داخل أمريكا- لمحاربة الإخوان.
يقول سيد: فصممت في قرارة نفسي أن أدخل الإخوان وأنا لم أخرج بعد من بيت مدير المخابرات البريطاني.
وكانت يد الله تعد لتهيئة الأجواء حتى يدخل سيد قطب دعوة الإخوان ، فهناك في مصر وزع كتاب العدالة الاجتماعية والإخوان مودعون لدى معتقلات الطور وغيرها تحاربهم زبانية فاروق ، وإهداء الكتاب يوحي أنه مهدى إلى الإخوان ، فظنه الإخوان منهم وأن الإهداء موجه إليهم ، فأقبلوا على العدالة يتداولونها ويقرؤونها.
وهنا في أمريكا الحادثة تلو الحادثة تقنع سيدا بصدق دعوة الله.ويترامى إلى مسامع الإخوان تاريخ مقدم سيد إلى مصر ، فتعد الدعوة كوكبة من شباب جماعة القاهرة لاستقباله في ميناء الإسكندرية مثل عبد العزيز سيسي رحمه الله.
فيعجب الأستاذ سيد بتربية الإخوان وأدبهم ألجم وخلقهم الرفيع ، وبمجرد أن وطأت قدماه أرض مصر اتصل بالأستاذ الهضيبي المرشد وعرض عليه أن يقبله جنديا في صف دعوة الإسلام ، فيرحب به الأستاذ الهضيبي ، ويبدأ الأستاذ سيد منذ تلك اللحظة جهاده المنظم المركز ، وقد كان صادقا منذ اللحظة الأولى ، وتعبيرا عن جده في الأمر قدم استقالته إلى وزارة المعارف وأعلن مفاصلته لطه حسين.
وقد سلمه الأستاذ الهضيبي بعد فترة رئاسة تحرير جريدة الإخوان المسلمون ، وكتب بها مقالات صدرت فيما بعد في كتاب أسماه -دراسات إسلامية- ثم قامت الثورة سنة (1952م) ، وكان للإخوان اليد الطولي في إنجاح الصورة وتهدئة الأوضاع ، إن الذي أجبر الملك فاروق على التوقيع على وثيقة التنازل هو الضابط عبد المنعم عبد الرؤوف أحد أفراد الدعوة المخلصين في قصر المنتزه في الإسكندرية ، ووزع الإخوان عشرة آلاف مسلح في القاهرة وحدها لحماية الثورة ، ولقد كتب فاروق في مذكراته: (إن الإخوان المسلمين هم الذين قلبوا عرشي) (وما كان ضباط الثورة إلا العوبة بأيديهم ، ولقد أراد الإخوان المسلمون ضربي في عرض البحر لولا أني أمرت ربان السفينة تغير اتجاهها)[2] .
أقول بعد الثورة طلب مجلس الثورة من الأستاذ سيد أن يكون مستشارهم للشؤون الداخلية فقبل ، ولكن لم يستطع العمل معهم اكثر من ثلاثة أشهر ، وثلاثة أشهر أخرى على مضض وبفتور ثم تركهم لأن طبيعته لا تقبل الالتواء والتثني.
سجنه الطويل:
لقد بدأت سلسلة المحن تتوالى على الدعوة وعلى كبار رجالاتها ، والحق أن سيدا من بين النفر القليل الذين أعطوا الدعوة أوقاتهم وحياته ودماءهم وأموالهم ، ولم يروا من إقبال الدنيا على الدعوة شيئا ، فقد أقبل عليها ودنياها في إدبار ، ورحم الله خباب بن الارت إذ يقول: (هاجرنا مع رسول الله ص في سبيل الله نبتغي وجه الله ، فوجب أجرنا على الله.. فمنا من مضى ، ولم يأكل من أجره في دنياه شيئا منهم مصعب بن عمير ، قتل يوم أحد فلم يوجد له شيء يكفن فيه) [3] .
وفي سنة (1954م) وبعد تمثيل فصول مسرحية الرصاصات على "عبد الناصر" في منشية البكري في الإسكندرية ، بدأت اعتقالات الإخوان وغيبت السجون المظلمة وراء جدرانها آلاف الشباب ، ولم يكن سيد لينجو إذ كان رئيسا لقسم نشر الدعوة آنذاك ، وكان من المفروض أن يكون سابع السبعة الذين علقوا على الأعواد شنقا ( وهم الشهداء-بإذن الله-:عبد القادر عودة ، محمد فرغلي ، يوسف طلعت ، إبراهيم الطيب ، هنداوي دوير، محمود عبد اللطيف).
إلا أن إرادة الله أخرت شهادته ليكتب الظلال والمعالم ، وخصائص التصور الإسلامي ، فلقد أصيب سيد قطب من جراء التعذيب الشديد بنزيف في الرئة مما اضطرهم إلى نقله إلى المستشفى ونفذ الإعدام وهو في المستشفى ، وثارت ثائرة الشعوب المسلمة وعبرت عن سخطها بتظاهرات احتشدت أمام السفارات في الدول العربية والإسلامية ، وأحرقت بعض الأماكن وانهال سيل البرقيات الساخطة من المسلمين في كل مكان ، تكيل اللعنات وتنذر بالثبور والويل للقتلة ومصاصي الدماء.
وصدر وعد من القصر الجمهوري ألا يحدث إعدام فيما بعد ، وجاءت محاكمة سيد قطب في الحلقة الثانية ، وكانت المحاكمة مفتوحة ويرأس محكمة الشعب فيها جمال سالم وحوله عضوان حسين الشافعي وأنور السادات ، ولقد أبدى سيد قطب جرأة نادرة أمام ما يسمون بالقضاة ، فلقد خلع قميصه أمام المحكمة وقال بسخرية: انظروا يا قضاة العدالة!! ثم قال نحن نريد أن نسأل ، آينا أحق بالمحاكمة والسجن نحن أم انتم? إن لدينا وثائق أنكم عملاء للمخابرات الأمريكية ، وبدأ يسرد الوقائع والوثائق التي تصمهم بالخزي وتسمهم بالصلات المشبوهة بكافري -السفير الأمريكي آنذاك- مما اضطر جمال سالم أن يرفع الجلسة ويغلق المحاكمة.
وصدر الحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة ، ، وبعد فترة ولأسباب صحية خفف الحكم إلى خمسة عشر عاما .
وأودع سيد قطب ليمان طره (السجن الذي يضم المئات من شباب الإخوان) ، ولقد شهد بأم عينيه مذبحة الإخوان في ليمان طره عندما فتحت الحكومة الرشاشات على الإخوان حيث قتل من عنبر واحد ، واحد وعشرون من شباب الإخوان والتصقت لحومهم بالحائط ، ومن شاء الاستزادة فليقرأ كتاب (أقسمت أن أروي لروكس معكرون).
كان سيد قطب مصابا بالتهاب في الشعب الهوائية ، فوضع في مصحة السجن (مستشفى صغير للسجن مع المصابين بالأمراض الصدرية كالسل من المجرمين المسجونين ، واستأذن من إدارة السجن أن يضع حواجز من القماش بينه وبين المرضى فأذن له ، فوضع حواجز من القماش المقوى فأصبح كأنه في غرفة مستقلة ، وألحق به داخل الحواجز القماشية محمد يوسف هواش ، وكانت هذه جريمة لهواش استحق عليها الإعدام سنة (1966م).!!!
وبقي الأستاذ سيد صابرا محتسبا في سجنه يربي إخوانه من حوله بالصدق ويفيض عليهم من روحه المشرقة ، ويضمهم في حنايا قلبه الكبير ، وكان يرد على الذين يحاولونه المهادنة والإستسلام: (إن في صبرنا صبر للكثيرين) وهي نفس كلمة الإمام أحمد بن حنبل.
وساءت حالته الصحية في السجن وأصيب بالذبحة الصدرية ، وأصبح جسده الناحل يحمل في طياته قائمة من الأمراض ، وهو م صر على البقاء في السجن وكانت الذبحة تصيبه مرتين في الأسبوع (الذبحة تشبه الجلطة).
وقدم الأطباء المشرفون على صحته تقارير لعبد الناصر ونصحوه قائلين: إن كان يهمك ألا يموت هذا الرجل في السجن فأخرجه لأنه معرض للموت في كل لحظة ، وماطل "عبد الناصر" ، ولقد تدخل المرحوم "أحمد أوبلو" -رئيس وزراء نيجيريا- الشمالية الذي أسلم على يديه ستمائة ألف مسلم- لإخراجه من السجن أثناء مروره بالقاهرة قبل قتله بفترة وجيزة فكذبوا على أحمد أوبلو متظاهرين بإخراجه فنقلوه إلى مستشفى القطر العيني(جامعة القاهرة) ، وكانت حالته الصحية تستدعي هذا النقل ، لأن مصحة السجن لم تعد بعلاجاتها وأدواتها البسيطة لم تعد تكفي لعلاج أمراضه.
ومكث في القصر العيني ستة أشهر وأعيد إلى مصحة ليمان طرة ، وفي نيسان سنة (1946م) أقيمت الإحتفالات بمناسبة الإنتهاء من المرحلة الأولى للسد العالي ، واستضافت مصر "خريتشوف" لمشاهدة الإحتفالات ، وأخرج الشيوعيون من السجون تحية لخريتشوف ، وكان عبد السلام عارف من بين الذين د عوا للمشاركة في الإحتفال ، وتلقى "عبد السلام عارف" برقية من مفتي العراق الشيخ "أمجد الزهاوي" يقول فيها: (من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ، فاشفع بسيد) فتوسط عبد السلام لإخراجه فأخرج الأستاذ سيد من السجن ) وكان هذا في سنة (1964م) ، ولقد عرض عليه "عبد السلام" أن يصحبه إلى العراق ويكون مستشاره ، ولكن الأستاذ سيد استماحه عذرا ، متعللا بصحته التي تشرف على الرحيل وتؤذن بالوداع ، ولكن السبب الحقيقي وراء اعتذاره هو الذي وضحه قائلا :(إننا بإسنادنا ولو بالآراء لوضع جاهلي ، فإننا نحكم بالإعدام على كل كتاباتنا ضد الطواغيت ، وتصبح كملتنا حبرا على أوراق).
والحقيقة أن "عبد الناصر" ما وافق على إخراجه إلا بعد تيقنه أن سيد قطب قد استهلك وأضحى حطام إنسان ليس لديه طاقة على حركة أو تجميع.
ولكن الروح هي التي تعمل ، فلقد كان الأستاذ سيد قد أعد مسودات "المعالم" وبدأ بمراجعتها ، ثم دفع بها إلى المطبعة ، وخرج "المعالم" لتنفذ الطبعة الأولى التي أصدرتها مكتبه وهبة في وقت جد قصير ، مما أدهش المخابرات المصرية ، وتحرك الشيوعيون الذين قرأوا كلمات "المعالم" كلمة كلمة ، وأيقنوا أن هذا سيعصف بتنظيمهم الذي تقوى في فترة غياب الشباب المسلم في غياهب السجون ، واجج الشيوعيون نار الحقد والبغضاء التي ما هدأ أوارها لحظة في قلب "عبد الناصر".
جاء أحد الناس إلى الأستاذ محمد قطب وأخبره بأن الشيوعيين جاد ون في محاولة قتلك وقتل أخيك سيد قطب.
ويرى الأستاذ سيد في منامه أفعى حمراء تلتف حول عنقه فحدث بها جلساءه فقالوا أضغاث أحلام ، فقال: ولكني أظنها المشنقة التي ي مسك بها الشيوعيون.
مشاركة: دعوة للتعرف على سيد قطب.!!
وحاولت الحكومة أولا أن تقضي على الظاهرين من الدعاة باغتيالات فردية ، وابتدأت المحاولة بالحاجة المجاهدة (زينب الغزالي) إذ داهمت سيارة كبيرة للمخابرات أو بإيعاز منها سيارتها وكسرت رجلها ، ومكثت على إثرها عاما كاملا في المستشفى ، وانتشر الخبر بأن المخابرات جاده في قتل سيد قطب ، وزينب الغزالي ، ومحمد قطب ، ومحمد هواش فنكلت المخابرات عن خطتها ، وأقبل صيف (1965م) الذي يحمل بين جوانحه ما تخبؤه الأقدار للدعوة الإسلامية ، من اعتقال وتشريد وإعدام بتنفيذ المخططات التي ترسم بروتوكولات ها في الكرملين والقصر الأبيض لتنفذ من خلال المخالب في المشرق.
واعتقل سيد قطب في (26/آب/1965م) وأودع السجن الحربي بعد أن انتقل من سجن إلى سجن وانتهى به المقام في الحربي ، وفي أوائل اعتقاله ألقي في زنزانة مظلمة بين أربعة كلاب بوليسية وظيفتها إرهاب السجناء بالإضافة إلى انتهاش لحومهم ، وتقطيعها فور تلقيها أية إشارة من الكلاب البشرية.
وأسندت تهمة الخيانة العظمى له بترأس تنظيم إرهابي يدعو إلى قلب نظام الحكم بالقوة ، وهذه حقيقة وكلمة حق أريد بها باطل ، فصاحب الحق يدعو لانتصار دينه وتطبيق الإسلام في كل مجالات الحياة ، ولا يهادن ولا يداهن ولايتنازل عن هذا الحق الذي يطالب به.
نعم لقد عهد إليه فضيلة المرشد بقيادة تنظيم سنة (1926م) وأطاع الأمر إذ أنه يعرف معنى الطاعة في الإسلام ، وأن طاعة الأمير فريضة في الأعناق ، ومعصيته إثم يستحق صاحبه العقاب ، فقبل وأشرف على تربية أفراده بكتاباته وهو في داخل السجن ، ثم أشرف بنفسه ووهب التنظيم حياته ، وروحه ، ووقته ، وفكره ، هذا التنظيم الذي يشير إليه في مقدمة المعالم بأنه طليعة البعث الإسلامي ، وهو يعتقد تماما أن صلاح البشرية وسعادتها وراحتها متوقفة على نجاح الحركة الإسلامية كما يقول في مقدمة الظلال ص(51) : (وانتهيت من فترة الحياة في ظلال القرآن إلى يقين جازم حازم... أنه لا صلاح لهذه الأرض ، ولا راحة لهذه البشرية ، ولا طمأنينة لهذا الإنسان ولا رفعة ، ولا بركة ، ولا طهارة ، ولا تناسق مع سنن الكون وفطرة الحياة إلا بالرجوع إلى الله ، والرجوع إلى الله -كما يتجلى في ظلال القرآن- له صورة واحدة ، وطريق واحد... واحد لا سواه... إنه العودة بالحياة كلها إلى هذا الكتاب).
لقد كان وهو يستجيب لأمر المرشد بالإشراف على التنظيم ممن قال الله فيهم:
(الذين استجابوا لله وللرسول من بعد ما أصابهم القرح ، للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم) .
وبقي التحقيق والتعذيب مستمرا عاما كاملا من آب سنة (1965م) حتى آب سنة (1966م) ، وإن كان القضاة سلفا قد ارتشفوا دمه ، وقد كان الجلادون حريصين ألا يموت سيد قطب ليبقى معذبا فكانوا يربطونه بالكرسي ويقولون: (نحن نعلم أنك إذا عذبت ستموت ، ونحن لا نريد أن تموت فتستريح).
ولقد بدأ الأستاذ سيد عملاقا في التحقيق والمحاكمات ، فكثيرا ما كان يسخر من الضباط الخائنين الذين انقلبوا بين عشية وضحاها قضاة يحكمون في الدماء والأعراض.. كـ"الدجوي" الذي ترأس المحكمة ، وقد كان ممن وقع في الأسر سنة (1956م) ، وقد كان يهاجم مصر من خلال اذاعة إسرائيل ،!
وقد كان سيد بأسلوبه اللاذع الساخر يقابل الذئاب البشرية التي تمسك بخناق المسلمين ، وتتربع على عرش مصر ، وتحكم بالحديد والنار ، وتجتث بما في أيديها من وسائل بقايا الخلق والقيم من المجتمع ، وتحارب بأقلامها وأجهزتها كل فضيلة آدمية ، أو مبدأ رباني ، أو أرضي ،
واستطاع سيد بصبره وترفعه وبصيرته أن يبين سخافة هؤلاء الأمساخ والتف حوله الفئة المؤمنة التي استطاعت بطاعتها واحترامها له أن تقتل الجلادين غما وحقدا وغيظا ، قال أحد المحققين للحاجة زينب الغزالي: (إن سيد قطب كذب عليك وقال عنك..) فقالت: حاشا لله أن يكذب سيد.
وقالوا لشاب مؤمن: هل اتصلت بسيد قطب? فأنكر وأصر على إنكاره رغم التعذيب ، فقالوا له: ولكن سيد قطب يقول: انك قد اتصلت به ، فقال الشاب: إن كان قالها فقد صدق!! وهي نفس الكلمة التي قالها الصديق أبو بكر بصدد الإسراء والمعراج.
ولقد اهتز كيان الطاغوت عند رؤية هذه الفئات ، وصعقوا إذ أنهم ظنوا أن قد قضى على الإسلام والجماعة المسلمة ، وإذا بهم يفاجئون بنماذج أنقى ، وبفئات أصلب عود ا وأشد في دين الله مما رأوا من ذي قبل ، وهم في هذه المرة من الشباب المتعلم المثقف بل معظمهم من الكليات العلمية ، والعملية كالطب والهندسة والعلوم والذرة ولهول الصدمة كانت ضرباتهم جنونية ، ولقد استشهد تحت التعذيب مائتان وثمانون شابا من هذه النماذج وكانت النازلة شديدة الوقع على الطاغوت ، وكاد يجن حقاً ، وبدأ يصرخ في وجوه المخابرات صرخات محمومه جنونية (إزاي يسرقوا مني جيل الثورة ، قباني (بائع قطن وهو الشهيد عبد الفتاح إسماعيل) ، وامرأة يعني (زينب الغزالي) ، وأضطرب كيانه وساءت صحته ، وخارت قواه العقلية والعصبية مما اضطره أن يذهب إلى روسيا حيث الحم امات الساخنة والجلسات الكهربائية ، وبعد أن أمسك بأنفاسه في روسيا أعلن من فوق قبر لينين: (لقد اكتشفنا مؤامرة للإخوان المسلمين ، ولئن عفونا المرة الأولى ، فلن نعفو المرة الثانية) وأعطيت الأوامرالشديدة فكان التعذيب الرهيب الذي استمر قرابة عام أثناء التحقيق ، وهنالك علاوات الإجرام ، ويحضرني قصة كتبها أحمد رائف في البوابة السوداء يقول فيها: (مات أحدنا لشدة التعذيب في الزنزانة وعندما فتح السجان باب الزنزانة صباحا قلنا: يا أفندم مات واحد فقال السجان: (يا أولاد الكلب بس واحد مات ، حانودي وشنا فين من المسئول).
تقول الحاجة زينب الغزالي: لقد ضربوني ستة آلاف وخمسمائة سوط وكانت غرف التعذيب ثلاثين غرفة تختلف أدوات التعذيب في كل واحدة عن الأخرى ،
وكان لا بد أن يصدر حكم الإعدام على الأستاذ سيد ، وعلى تلميذه محمد يوسف هواش وعلى الشيخ عبدالفتاح إسماعيل ، قال سيد عند صدور الحكم: (الحمد لله لقد جاهدت مدة خمسة عشر عاما حتى نلت هذه الشهادة) ، وقال الشيخ عبد الفتاح: (فزت ورب الكعبة).
جاءت الأرحام من آل قطب لزيارة سيد بعد صدور حكم الإعدام ، فطوقهم بذراعيه وقال: (لقد دعوت الله عزوجل أن ينفذ الحكم لتكون الشهادة ، دعوت الله أن يجعل هذه العائلة كلها شهداء ، هل قبلتم? قالوا: قبلنا) ،
ونفذ حكم الإعدام في سحر ليلة الإثنين (29) آب (1966م) ، وفاضت هذه الروح الكبيرة إلى بارئها بعد أن أدت دورها .
---
بعض ملامحه وصفاته الشخصية:
1- الصدق.
إن من أبرز الصفات في نفسية سيد قطب الصدق ، وهذه الصفة طبعت كتابته كلها بالوضوح ، مما جعل تعامله مع الساسة يكاد يكون مستحيلا ، ولقد كان هذا الخط بارزا في جاهليته وإسلامه ،
ففي عهد فاروق كان الكتاب يعبون من سؤره ويخطبون وده بتذليل رخيص ويتزلفون حتى يستطيعوا الانكباب على أقدامه عل هم ينالوا من الحطام ، أما سيد قطب فلقد كان رغم فقره أبيا صادقا ، ففي زواج فاروق ، وفي أعياد ميلاده ترى المقالات التي تزحم بها الصحف بأقلام الكتاب إلا سيد فإنك تفتقد اسمه بين هذه القطعان.
وتلمح هذا الصدق من خلال عباراته ، فلقد كتب في مجلة مصر الفتاه الاشتراكية تحت عنوان كبير (رعاياك يا مولاي) وأظهر صورا من الترف الفاجر وفي المقابل صور من البؤس والفاقة.
ولقد طلبت الثورة عندما قامت سنة (1952م) من سيد قطب أن يكون لها مستشارا للشؤون الداخلية فلم يستطع العمل معهم سوى ثلاثة أشهر ثم تركهم لأن نفسه لا تقبل الالتواء والتلون.
ولقد عمق الإسلام هذه الصفة في مسارب نفسه ، فأضحى الصدق عنوانا لتعامله وكلامه ينبض بكل كلمة من كلماته وتنم عنها كل عبارة من عباراته ويبدو لك هذا جليا من خلال الطبعة الثانية من الظلال ومن خلال فصول المعالم.
كان يقول لأحد تلامذته واسمه سيد أيضا ، تعال يا سيد نراجع معا فصلا من فصول هذا الكتاب ، وأنا أظن أن أبواب السجن ستفتح له ولنا من جديد وقد تنصب لنا أعواد المشانق... فيرجوه تلامذته ألا يطبع المعالم حفاظا على حياته فيرفض بإباء قائلا : لا بد أن يتم البلاغ.
وقد سأله تلاميذه لماذا كنت صريحا كل الصراحة في المحكمة التي تملك عنقك? فقال: لأن التورية لا تجوز في العقيدة ، ولأنه ليس للقائد أن يأخذ بالرخص ، ويبدو أن هذه الصفة هي الطابع المميز لأل قطب جميعا ، فلقد قالت حميدة شقيقته: كان بإمكاني أن أعفى من سجن السنوات العشر لولا أني أبيت أن أكتم عقيدتي ورفضت إلا أن أصارح الطواغيت بكفرهم.
يقول في فصل (نقلة بعيدة في كتاب معالم في الطريق): (لن نتدسس إلى الناس بالإسلام تدسسا ولن نربت على شهواتهم ، وتصوراتهم المنحرفة ، سنكون معهم صرحاء غاية الصراحة ، هذه الجاهلية التي فيها خبث ، والله يريد أن يطيبكم).
2- الشجاعة والرجولة.
ولقد كان خلق الرجولة بارزا في تصرفاته سواء في جاهليته أو إسلامه فلم يسف ولم يسقط ولم يهو في مهاوي الرذيلة ، ولم يغرق في مستنقعات الوحل والجنس ، وأنت تقرأ له في حبه في جاهليته قصة (أشواك) فتلمح من خلال الإهداء رجولته ، يقول في الإهداء:(إلى التي خاضت معي في الأشواك ، فدميت ودميت ، وشقيت وشقيت ، ثم سارت في طريق وسرت في طريق جريحين بعد المعركة ، لا نفسها إلى قرار ، ولا نفسي إلى استقرار).
لا تجد فيه نتن الفاحشة ، وإنما تلمح شخصية معتدلة تعبر عن تجربة بشرية بكلمات أدبية ، دون تميع ولا انحراف ولا إسفاف ولا تهافت.
وخلق الرجال وجده الإسلام خامة طيبة في أعماق الأستاذ سيد فنماها ووجهها فأتت بالأعاجيب من فوق القمة التي أرتفع إليها ، يقول في مقدمة الظلال: (وعشت في ظلال القرآن أنظر من علو إلى الجاهلية التي تموج في الأرض ، وإلى اهتمامات أهلها الهزيلة الصغيرة ، أنظر إلى تعاجب أهل الجاهلية بما لديهم من معرفة الأطفال وتصورات الأطفال ، واهتمامات الأطفال ، كما ينظر الكبير إلى عبث الأطفال ، ومحاولات الأطفال ، ولغة الأطفال ، وأعجب ، ما بال هذا الناس ، ما بالهم يرتكسون في الحمأة الوبيئة).
ومن هنا داس دنيا الحكام وآثر العيش وراء قضبان الزنزانة ، وكان يقول:(إن إصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية في الصلاة ليرفض أن يكتب حرفا واحدا يقر به حكم طاغية) ، رغم أن وزارة المعارف تعرض عليه في السجن.
ويقول: (لماذا أسترحم? إن كنت محكوما بحق فأنا أرتضي حكم الحق ، وإن كنت محكوما بباطل ، فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل ، بينما حبل المشنقة يلوح أمام ناظريه.
وبعد صدور حكم الإعدام وفي يوم الأحد (28/8/1966م) وقبل تنفيذ حكم الإعدام جاء قرار موقع من الطاغوت الهالك -عبد الناصرـ: (ينفذ حكم الإعدام بكل من: سيد قطب ، محمد يوسف هواش، عبد الفتاح إسماعيل ، ومع الكتاب إشارة إلى محاولة استدراج سيد قطب إلى اعتذار يخفف به حكم الإعدام عنه ، فجاء حمزة البسيوني مدير السجن الحربي إلى حميدة قطب وأطلعها على القرار ، ثم أردف قائلا : لدينا فرصة واحدة لإنقاذ الأستاذ ، وهي اعتذاره ، وأنا أتعهد بإخراجه بعد ستة أشهر ، قالت حميدة: فجئت أخي فذكرت له ذلك ، فقال: لن أعتذر عن العمل مع الله.
وفي شهر آب سنة (1965م) وهو نفس الشهر الذي اعتقل فيه أرسل إليه المباحث واحدا فتسور الدار ودخل ليفتش فأمسكه وأنبه وأدبه ، وقال: (إن للبيوت حرمات ألا تعرف أدب الدخول? ثم كتب كتابا وأرسله إلى مدير المباحث وقال: (أرسل إلي بشرا ولا ترسل كلابا ) ثم ذهب إلى قسم المباحث ، وقال: (جئتكم حتى تعتقلوني).
3- كرمه وسخاؤه.
وهذه صفة تقترن مع الشجاعة غالبا ، فحيثما وجدت صفاء النفس وسخاءها وجدت الجرأة والشجاعة ، فالنفس الأبية التي تجود بروحها يرخص عليها المال ومتاع الحياة ، ولقد كان سيد ينفق كل ما يأتيه ولا يدخر شيئا ، وكان لكثير من نزلاء ليمان طرة في أمواله شيء معلوم ، حتى من المجرمين ، ومن السجانيين ، ولقد كان يشفق على حالة السجانيين الأسرية ، وضيق ذات يدهم فيرثي لحالهم ويخفف من كربهم وضنكهم وبأسائهم.
ولقد ملك مضائه وسخائه هذا قلوب عارفيه ، وأصبح بكرمه الآسر هو المدير الفعلي لسجن ليمان طره ، حتى كان الحلواني - مدير السجن - يقول: إن المدير الفعلي للسجن هو سيد قطب ، وأقرأ إن شئت رسالته الصغيرة (أفراح الروح) .وكيف كان يفجر ينابيع فطرة الخير في قلوب المجرمين ، وفي هذه الرسالة زاد كبير للعاملين من الدعاة.
ولذا فقد مضى إلى ربه وهو لا يملك مترا واحدا فوق هذه الغبراء (فهو بصدقه وفي العهود ، وبكرمه أسر القلوب ، وبتواضعه ألف بين الجنود ، وبشجاعته وصلابته قاد الجموع).
4- تواضعه.
وهذا سمت الصالحين (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين) ، وبالقدر الذي كان يستعلي به على الطغاة كان يتواضع ويتطامن للمؤمنين من تلامذته ، فترى أحدهم يشير عليه أن يحذف فقرة من مسودة التفسير أو يصحح عبارة فيستجيب.
5- حبه ووفاؤه وعاطفته الفياضة.
وأما عاطفته الجياشة فلقد أفاضت من روحه على أسرته جميعا ، وتراه لهذا الوفاء لا يتزوج قبل محنته ليرعى الأسرة التي أصبح راعيها بعد أبيه ، يقول الأستاذ محمد قطب عن أخيه سيد: (هو أبي وأخي وأستاذي وصديقي).
كان سنة (1953م) في ضيافة المؤتمر الإسلامي في القدس ، وقد كان الإخوان آنذاك يشرفون عليه ، يقول فضيلة المراقب العام للإخوان في الأردن -الأستاذ محمد خليفةـ: كان الأستاذ سيد يطلب مني أن أطلب القاهرة -هذا من عمان- فأقول له: هل طرأت لك حاجة? فيقول: لا ، وإنما هو الشوق لسماع صوت الوالد المرشد العام الهضيبي ولو من خلال الهاتف.وكثيرا ما كان يردد كلمة الوالد المرشد في التحقيق وفي المحكمة ،
يقول الأستاذ سيد قطب لشقيقته حميدة: (إن رأيت الوالد المرشد -وهذا قبل إعدامه بيوم- فبلغيه عني السلام وقولي له: لقد تحمل سيد أقصى ما يتحمله البشر حتى لا تمس بأدنى سوء.
ولم يقتصر وفاء الأستاذ سيد على صلته بالبشر بل تعداه إلى علاقته بكل ما حوله حتى للحيوانات ، فلقد ألف نزلاء ليمان طرة قطا أعور تتقزز الأبدان لرؤيته ، كان يأوي بالقرب من الأستاذ سيد قطب يخصص له قسما من طعامه وكان يقول: (ليس من الوفاء أن نجافيه ونضيعه في هرمه بعد طول صحبته لنا) ...
-----------------------
كل ما تم سرده من كلام عن الأستاذ سيد –رحمه الله - ..تم نقله من كتاب عملاق الفكر الإسلامى للشيخ المجاهد عبدالله عزام-رحمه الله- ...أسال الله أن يجمعنا بهما في الجنة ..
[1]- في ظلال القرآن عند تفسير آية (وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله) (يونس: 73) ، أنظر طبعة الشروق (11/6871).
[2]أنظر فاروق بين القمة والحضيض.
[3]رجال حول الرسول ص(74).
مشاركة: دعوة للتعرف على سيد قطب.!!
كل هذا لا يمنع أنّ فى كتبه أخطاء تراجع و لا يوافق عليها و ذلك اقرارا للحق
و الله أعلى و أعلم
مشاركة: دعوة للتعرف على سيد قطب.!!
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اشكر اخى الفاضل ابو حذيفه على اتاحه الفرصه لنتحدث بالحق ولا نحيد عنه مهما كانت تحمل الاهواء والنفوس
فعند الحديث عن كبار أهل العلم وإرادة تقييمهم، والحكم عليهم بالجرح أو التعديل، لا بد من النظر إلى عدة أمور..
منها : النظر إلى مجموع حسنات العالم ومجموع مواقفه وأحواله .. ومن جهة أخرى النظر إلى مجموع سيئاته أو أخطائه إن وجدت، وإجراء عملية الترجيح بينهما، وبيان أيهما يغلب ويرجح على الآخر ..!
ومنها : رد المتشابه من أقواله وكلامه إلى المحكم .. وبناء الأحكام عليه وعلى أفكاره ومذاهبه من خلال المحكم الصادر عنه، وليس المتشابه .. حيث ما من عالم إلا وله عبارات متشابهة حمالة أوجه لو أخذت بمفردها، وحوكم على أساسها لظلم العالم وفُهم خطأ، وربما لضلل وفُسق .. ولكن عندما يرد هذا المتشابه إلى المحكم من كلامه ومواقفه، فإن الصورة تتضح أكثر، ويكون الحكم والقرار أقرب إلى الإنصاف والعدل.
ومنها : النظر إلى مجموع مراحل الطلب والالتزام الذي مر بها العالم .. والتفريق بين مراحل ما قبل الالتزام ـ إن وجدت ـ وبين مراحل ما بعد الالتزام، واعتماد المراحل الأخيرة من حياته، واجتهاداته، وإطلاقاته .. فالعبرة بالخواتيم، وبما يُختم به على المرء.
فمن الظلم كل الظلم أن تقيم الإنسان من خلال حياته المنحرفة أيام جاهليته ـ إن وجدت ـ وتغض الطرف عن مرحلة ما بعد ذلك من التوبة والاستقامة والالتزام والجهاد التي خُتمت به حياته..!
ومنها : مراعاة الظروف والأجواء والملابسات المحيطة به لحظة وقوع العالم في الخطأ .. فهي تعيننا على فهم مراده وقصده مما قد أخطأ فيه .. والدافع الذي حمله على الوقوع في الخطأ!
ثم أن هذه الأجواء والملابسات المحيطة به إن لم تمنع من تخطئته والإشارة إلى قوله أو فعله بأنه خطأ إلا أنها قد تمنع تكفيره أو تضليله وتفسيقه ..!
ومنها : التجرد من الهوى والتحامل المجحف، والأحكام المسبقة عندما يريد الإنسان أن يقيّم إنساناً آخر، وبخاصة إن كان هذا الآخر عالماً من علماء الأمة له سابقة جهاد وبلاء في سبيل الله .. وما أقل هؤلاء المنصفين المتجردين من أهوائهم للحق في زماننا !!
فهذا التمهيد كان هام وضروري لكى نتفق اولا على مبداء هام فيما بيننا ينير لنا الظلام ولا نكون مثل غيرنا ممن يقسون على انفسهم بالجحود وتضليل هذا وتفسيق ذاك
هذا فان اصبت فمن الله وان اخطأت فمن نفسى والشيطان ولنرى معكم قول احد اهل العلم فى تلك المسئله
مشاركة: دعوة للتعرف على سيد قطب.!!
(1)
مر سيد قطب رحمه الله في حياته في ثلاثة مراحل:
ع-مرحلة ما قبل الالتزام : ومرحلة التحول إلى الإسلام والعمل الإسلامي، ومرحلة النضج والالتزام والانطلاق الجاد في الدعوة لهذا الدين والجهاد في سبيل الله، وهذه مراحل المتأخر منها ناسخ لما تقدم منها.
فمرحلة ما قبل الالتزام بالدعوة والعمل الإسلامي امتدت تقريباً إلى سنة 1945 .. تقلب فيها سيد بين حزبي الوفد والسعديين، ومناصرة العقاد وأدبه وفكره .. وفي هذه المرحلة كتب سيد مقالات وأبحاث عدة، يؤخذ عليه كثير مما كتب فيها .. ولو أراد المرء أن يقيم سيد من خلال كتاباته ومواقفه في تلك المرحلة التي أنهاها بكتابه المعروف " بالتصوير الفني في القرآن " لخرج بطامات لا يستهان بها في ميزان العقيدة والتوحيد .. ولكنها حياة منسوخة بالنسبة لسيد بما صدر عنه فيما بعد من كتابات ومواقف.
فليس من الإنصاف والعدل أن يعكف المرء على كتابات سيد في تلك المرحلة ـ التي يسميها سيد نفسه في أكثر من موضع في الظلال وغيره بأنها مرحلة الضياع ـ ثم يخرج للناس ليقول لهم انظروا ماذا يقول سيد .. وهذه هي مواقف سيد ؟!!
أما المرحلة الثانية : وهي مرحلة التحول إلى العمل الإسلامي والتي انتهت تقريباً في نهاية عام 1950 .. في هذه المرحلة تجرأ سيد على الكتابة في مسائل لم يُسبق إليها من أحد، وقبل أن يتمكن من علوم الإسلام وبخاصة منها علمي الحديث والفقه مما أدى إلى وقوعه في بعض الأخطاء التي أخذت عليه كما في كتابه " العدالة الاجتماعية " الذي يُعتبر أول كتاب إسلامي له .. والذي كتبه عام 1948 تقريباً في أوج استفحال الاشتراكية وانتشارها في الأمصار، مما حمل بعض الدعاة آنذاك أن يتكلموا ويكتبوا عن اشتراكية الإسلام مواكبة للتيار الجارف الداعي للاشتراكية .. من جملة هذه الأخطاء التي أخذت على سيد في كتابه المذكور طعنه ببعض الصحابة وعلى رأسهم عثمان بن عفان رضي الله عنهم أجمعين .. معتمداً في ذلك على روايات غير محققة وأكثرها موضوعة ومكذوبة ـ من صنع الروافض ـ لا تصح من حيث السند ولا من حيث المعنى ..!
فإن قيل أن سيد قطب لم يكن يريد الطعن لمجرد الطعن على طريقة الروافض الخبثاء .. وإنما أراد أن يظهر عظمة النظام الاقتصادي في الإسلام، وما كان قد اعترى هذا النظام من فساد وانحراف في أواخر عهد الخليفة الثالث عثمان ? ..؟!
أقول : مهما قيل عن الدافع والملابسات التي حملت سيد ـ في تلك الحقبة والمرحلة ـ على النقد الجارح لبعض الصحابة رضي الله عنهم فهو مخطئ، وخطأه مردود عليه لا يُتابع فيه ..!
لكنها مرحلة كذلك لا يجوز أن يُقيم سيد رحمه الله من خلالها .. وبخاصة أنه يُنقل عن سيد أنه تخلى عنها وعن كثير مما كتب فيها .. كما يُنقل ذلك عن أخيه محمد قطب وغيره من الباحثين [ انظر سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد، ص 509 ]!
المرحلة الثالثة : وهي مرحلة النضج والجهاد، والبلاء .. التي تعتبر ناسخة لجميع مراحل حياة سيد المتقدمة والتي بدأت في أوائل الخمسينيات .. وانتهت بنهاية حياة سيد معلقاً على أعواد مشانق الطواغيت، بعد عدة سنوات قضاها في سجون الظالمين !!
وفي هذه المرحلة الناسخة صدر عن سيد رحمه الله الكتب التالية: الظلال، وهذا الدين، والمستقبل لهذا الدين، وخصائص التصور الإسلامي، ومقومات التصور الإسلامي، والإسلام ومشكلات الحضارة، وكتابه العظيم معالم في الطريق ..
فمن أراد أن يقيّم سيد قطب، وإنجازه العلمي عليه أن يعكف على هذه المرحلة من حياته، وعلى إنجازاته العلمية التي أنجزها في تلك المرحلة الجادة من حياته.
مشاركة: دعوة للتعرف على سيد قطب.!!
(2)
عند تقييم سيد ـ رحمه الله ـ ينبغي النظر إلى جميع جوانب سيد: الإبداعية العلمية منها إضافة إلى مواقفه الدعوية والجهادية، وما تعرض له من بلاء وتعذيب في سبيل الدعوة إلى الله .. كما ينبغي النظر إلى الخاتمة التي ختم عليها سيد التي تجب ما قبلها؛ وهي خاتمة خير وشهادة إن شاء الله ولا نزكيه على الله .. فهذا كله يجب أن يكون معتبراً عند التقييم، والحكم على سيد!
فكثير من الدعاة يكتب كتابات جيدة ومنمقة .. ولكن لا يواكبها مواقف دعوية ترقى بصاحبها إلى مستوى الكلمات التي خطها في كتبه .. ولو نظرت إلى كثير من هؤلاء لوجدتهم يتوسدون عتبات الطواغيت يستعطفونهم المن والعطاء .. مع علمهم أن الطاغوت لا يمكن أن يقبل منهم مقابل ذلك العطاء أقل من الولاء والجدال عنه في الباطل والزور .. فمثل هؤلاء أنى تنفعهم كتبهم ومؤلفاته المنمقة والمدعومة .. وهم في نفس الوقت يكذبونها بمواقفهم العملية والتي هي أصدق تعبيراً عما في أنفسهم من أمراض وآفات!!
(3)
قد وقع سيد قطب رحمه الله في أخطاء لا يُتابع فيها، ولا يُقر عليها .. ويُحذر منها ـ أي من الأخطاء ـ كل من أراد أن يطالع كتب سيد .. من تلك الأخطاء: وقوعه في التأويل المذموم وموافقته لمذاهب الأشاعرة في الصفات .. ومنها قوله بعدم حجية خبر الآحاد في العقائد وهذا بخلاف ما عليه أهل السنة والجماعة ..!
فهذه الأخطاء لا يُتابع عليها سيد .. ويجب الاعتراف بأنها أخطاء وأن سيداً قد أخطأ في تلك المسائل .. وأنه لم يوفق إلى الحق والصواب فيها .. وهذا طبع البشر المجبولين على الخطأ .. والكمال عزيز .. وجلّ من لا يُخطئ !!
(4)
لم يكن سيد هو أول وآخر من أخطأ في مسائل الصفات .. وكذلك خبر الآحاد .. فإن كثيراً من فحول الأمة وعلمائها الأقدمين قد وقعوا في هذا النوع من الخطأ .. وسيد متابع لهم ولأقوالهم .. وذلك لم يمنع من إنصافهم والثناء عليهم بما أصابوا فيه .. والاستفادة من علومهم وكتبهم النافعة !!
فالإنصاف في هذه الحالة يقتضي أن يُقال: أصاب سيد في كذا .. وأخطأ في كذا .. وليس أخطأ في كذا ونعمي العين ـ لهوى متبع ـ عما قد أصاب فيه وأجاد .. وما أضخم هذا الجانب عند سيد رحمه الله ؟!!
(5)
لسيد قطب ـ رحمه الله ـ حسنات تتمثل في جهاده وصدعه بالحق، وبلائه الكبير في سبيل هذه الدعوة .. نرجو إن شاء الله أن تكون كفارة له عما قد أخطأ فيه .. فإن الحسنات يذهبن السيئات .. وكذلك البلاء فإنه يطهر صاحبه من الخطايا والذنوب والآثام إلى أن يجعله يمشي على الأرض وما عليه خطيئة واحدة .. والبلاء بالنسبة للمؤمنين وبخاصة منهم العلماء العاملين قرينة صريحة على قوة الإيمان والدين.
كما في الحديث:" يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلباً اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يزال بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة " وقال ?:" وما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة ". وقال ?:" أشد الناس بلاء الأنبياء ثم المثل فالأمثل ..".
وسيد قطب ـ رحمه الله ـ قد ابتلي بلاء شديداً في سبيل الدعوة إلى الله وإلى دينه .. في سبيل شهادة التوحيد أن لا إله إلا الله .. حيث امتد اعتقاله في زنازين الطواغيت إلى أكثر من عشر سنوات .. إلى أن صدر الطاغوت بحقه حكم الإعدام شنقاً .. وكان سيد رحمه الله بإمكانه أن يريح نفسه من كل هذا العناء بكلمة اعتذار يخطها للطاغوت، كما كان يتمنى الطاغوت ذلك منه ـ كلمة اعتذار بل كلمات تبجيل وولاء وفداء يخطها كثير من الدعاة في هذا الزمان ممن ينقمون على سيد جهاده وصبره على البلاء .. من أجل فتات يسير يرميه إليهم الطاغوت، أو حظ من حظوظ الدنيا يلتمسونه عنده .. وليس من أجل أن يعتقوا رقابهم من حكم الإعدام شنقاً ـ ولكن أبى سيد إلا أن يكون صادقاً مع الكلمة التي طالما كتب ودافع عنها ألا وهي شهادة التوحيد لا إله إلا الله .. وإن أدى ذلك إلى تعليقه على أعواد مشانق الطواغيت الظالمين !
مشاركة: دعوة للتعرف على سيد قطب.!!
(6)
قبل أن يلتزم سيد بالإسلام كان أديباً حاذقاً .. قد اشتغل بالأدب وفنونه كتابة وقراءة وتدريسا، حتى فاق فحول الأدب والبلاغة في زمانه .. وهذا ـ مما لا شك فيه ـ قد أثر على أسلوبه عندما كتب عن الإسلام في مراحله المتأخرة .. لذا قد يجد القارئ أحياناً بعض العبارات والاطلاقات المشكلة على الأفهام يغلب عليها الطابع الأدبي البياني .. فليس من العدل مثلاً أن يُحكم على " الظلال " هذا العمل النافع الضخم الذي تجاوزت عدد صفحاته أربعة آلاف صفحة .. بأنه " ضلال وظلام " وغير ذلك من الأوصاف الجائرة المجحفة .. من أجل تلك الاطلاقات أو العبارات المشكلة على الأفهام ..!
ليس من العدل والإنصاف أن يُحكم على " الظلال " هذا الكتاب العظيم .. الذي تجاوزت عدد صفحاته أربعة آلاف صفحة بالحرق والتلف ـ كما يقول بذلك بعض المعاصرين المشبوهين ـ من أجل أخطاء قد تحصر في صفحة أو صفحتين ..؟!!
ولو صح هذا المنطق الأعوج الظالم لتعين حرق كتب ومؤلفات جميع أهل العلم .. ولما بقي كتاب لعالم سالماً للأمة!
فما من عالم إلا وأخذ عليه في مسألة ومسائل .. وما من كتاب إلا وقيل فيه ورد عليه .. حاشا كتاب الله تعالى .. والكتب الحاوية للسنة الصحيحة الثابتة عن النبي ?.
(7)
ما وقع فيه سيد من خطأ ـ قد تقدمت الإشارة إليه ـ لم يمنع الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ من أن يثني خيراً على سيد، وأن يستدل بكلام سيد كما في مقدمة كتابه " مختصر العلو " حيث استدل بكلام لسيد قطب ـ بصيغة المدح والتأييد ـ ما يعادل ثلاث صفحات، وابتدأ كلامه: فها هو الأستاذ الكبير سيد قطب رحمه الله .. وبدأ بسرد كلامه ..!
والسؤال : إذا كان الشيخ الألباني يصف سيد قطب بالأستاذ الكبير ويترحم عليه .. ويستدل بكلامه في أكثر من ثلاث صفحات متتاليات في مقدمة الكتاب فقط .. فكيف بربيع المدخلي ومن تابعه من المقلدة الجهال يشتمون سيداً ويرمونه بالضلال وغير ذلك من الاطلاقات الجائرة .. ويحذرون منه ومن كتبه ..؟!
فأيهما: على حق وصواب الشيخ ناصر أم المدخلي ..؟!!
وأيهما أدرى بمادئ وقواعد الجرح والتعديل .. الشيخ ناصر أم المدخلي ..؟!!
وأيهما أولى بالاتباع والتقليد ـ إن جاز التقليد في مثل هذه المواضع ـ الشيخ ناصر أم المدخلي ..؟!
وأيهما السلفي ويمثل الرأي السلفي المعاصر الشيخ ناصر أم المدخلي ..؟!
قلتم : أن الشيخ بكر أبو زيد قد أخطأ وخرج عن السلفية .. ونصر أهل البدع .. عندما لم يوافق المدخلي على جهالاته وإطلاقاته الجائرة بحق سيد رحمه الله .. فهل تجرؤون أن تقولوا في الشيخ ناصر ما قلتموه في الشيخ بكر ..؟!
مشاركة: دعوة للتعرف على سيد قطب.!!
(8)
ومما استدل به الشيخ ناصر من كلام سيد بصيغة المدح والتأييد .. هو نفسه مما ينكره المدخلي على سيد أشد الإنكار، ويعتبر ـ بسبب جهله لقواعد التكفير ـ أن سيداً قد كفر الناس
والمجتمعات بهذه الكلمات ..!!
وإليك الكلمات التي استدل بها الشيخ ناصر من كلام سيد رحمهما الله تعالى، فقال الشيخ ناصر: ثم ذكر ـ أي سيد ـ رحمه الله عاملين آخرين، ثم قال:" نحن اليوم في جاهلية كالجاهلية التي عاصرها الإسلام أو أظلم . كل ما حولنا جاهلية .. تصورات الناس وعقائدهم، عاداتهم وتقاليدهم، موارد ثقافتهم، فنونهم وآدابهم، شرائعهم وقوانينهم، حتى الكثير مما نحسبه ثقافة إسلامية، ومراجع إسلامية، وفلسفة إسلامية، وتفكيراً إسلامياً .. هو كذلك من صنع هذه الجاهلية .. فلا بد إذن في منهج الحركة الإسلامية أن نتجرد في فترة الحضانة والتكوين من كل المؤثرات الجاهلية التي نعيش فيها ونستمد منه ..".
هذا الكلام يستدل به الشيخ الألباني بصيغة المدح والتأييد كما في مقدمته لكتابه مختصر العلو .. بينما المدخلي يعتبر هذا الكلام ـ بسبب جهله بضوابط وقواعد التكفير ـ أنه تكفير للناس والمجتمعات بأعيانها ..!!
ومما حمل المدخلي على الحنق والحقد على سيد هذه العبارات وأمثالها التي تغيظ الطواغيت الظالمين .. ولكن أنظر ـ أيها الأخ السائل ـ الفرق بين موقف وفهم الشيخ ناصر لهذه الكلمات وبين موقف وفهم المدخلي لها ..؟!!
ونعيد هنا ما كنا قد سألناه من قبل: أيهما السلفي، ويمثل السلفية المعاصرة الشيخ ناصر .. أم المدخلي .. وأيهما أكثر فهماً للسلفية الشيخ ناصر أم المدخلي ..؟!!
وأيهما أكثر غيرة على السلفية الشيخ ناصر أم المدخلي ..؟!!
(9)
كل ما تقدم يجعلنا نضع إشارات استفهام عديدة على موقف ربيع المدخلي المغالي تجاه سيد وكتب سيد ..؟!
ما الذي حمله على هذا الحنق والحقد، وهذه الدعاية المكثفة ضد سيد وكتبه تحديداً .. أهو نصرة الحق والمنهج السلفي كما يدعي .. أم الرغبة الجامحة في خدمة طواغيت الحكم المعاصرين الذين تغيظهم كتب وأفكار سيد .. من خلال تنفير الناس عن فكر وكتب سيد رحمه الله ؟!
من المستفيد من هذه الحملة الشعواء الطائشة على سيد وفكره وكتبه .. طلاب العلم .. المنهج السلفي .. أم طواغيت الحكم والكفر والجور .. الذين استهدفهم سيد في كثير من كتاباته وكلامه، ومواقفه؟!
آتوني بطاغوت واحد من طواغيت الأرض ممن يحكمون المسلمين بقوانين الكفر والشرك والظلم .. قد تكلم عليه ربيع المدخلي كلمة واحدة .. وليس كما يتكلم على سيد .. أو ألف فيه مقالاً وأوراقاً وليس كتباً ومؤلفات كما كتب في سيد .. أو حذر الأمة من شره وكفره وخطره كما يحذر الناس من سيد ومن فكره ..؟!
أم أن تحذير الأمة من كفر الطواغيت وإجرامهم وباطلهم لا تخدم الدعوة السلفية والشباب السلفي .. كالتحذير من سيد وكتبه ؟!!
كل هذا مما يجعلنا نضع عشرات إشارات الاستفهام على هذه الحملة المشبوهة والمريبة التي يتزعمها ربيع المدخلي ومن معه من أتباعه ومقلديه .. كالحلبي والهلالي .. على سيد، وعلى كتب وفكر سيد رحمه الله ..؟!
القضية لو وقفت عند نقد سيد فيما قد أخطأ فيه وبيان الحق في ذلك ـ من غير جنوح إلى إفراط ولا تفريط ـ وبتجرد وإنصاف، لما وجدت مشكلة ـ حول سيد ـ مع ربيع المدخلي ولا غيره ممن يقلدونه .. لأنه لا أحد يقول بعصمة سيد أو أنه فوق أن يُعقب عليه .. بل هو ممن يخطئ ويصيب .. يؤخذ منه ويرد عليه .. ولكن ذلك كله ينبغي أن يكون في حدود الإنصاف والعدل الذي ينبغي أن يتحلى به الباحث الإسلامي .. وهذا لم نلمسه من المدخلي عندما يكتب أو يتكلم عن سيد وجهاد سيد، وعلم سيد ..!!
رحم الله سيد قطب رحمة واسعة .. وعفا عنه وعن زلاته وأخطائه .. وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء .. كما صدع بالحق .. وأبان الطريق .. وجاد بنفسه في سبيل الله .. وخط ببنانه الظلال ومعالم في الطريق.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
***
**
*
مشاركة: دعوة للتعرف على سيد قطب.!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل أبو خالد بارك الله فيه ,
اخر اربعة ردود لك تحدثت فيها عن سيد قطب رحمةالله عليه
وعن بعض المشايخ الاخرين , فهل انت من كتب هذه السيرة
او انك نقلتها من كتاب ما ؟ لعلك تفيدنا بارك الله فيك.
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا اله الا أنت استغفرك وأتوب اليك
مشاركة: دعوة للتعرف على سيد قطب.!!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Ceaser
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهل انت من كتب هذه السيرة
او انك نقلتها من كتاب ما ؟ لعلك تفيدنا بارك الله فيك.
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
اهلا باخى الحبيب المتتبع رحمنا واياه الله
لو انك ايها الحبيب قد اجهدت نفسك قليلا جدا لوجدت بنفسك اجابه ما سئلت عنه
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوخـــــالد
فهذا التمهيد كان هام وضروري لكى نتفق اولا على مبداء هام فيما بيننا ينير لنا الظلام ولا نكون مثل غيرنا ممن يقسون على انفسهم بالجحود وتضليل هذا وتفسيق ذاك
هذا فان اصبت فمن الله وان اخطأت فمن نفسى والشيطان
ولنرى معكم قول احد اهل العلم فى تلك المسئله
وانتظر معنا وتابعنا يا الحبيب غفر الله لنا جميعا فما هو ءاتى احسن وافضل
ولكن نصيحه لا تتعجل كثيرا فى السؤال فستجد الاجابه دوما دونما سؤال
تمنياتى الطيبه والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
مشاركة: دعوة للتعرف على سيد قطب.!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل أبو خالد بارك الله فيك ,
اقتباس:
ولنرى معكم قول احد اهل العلم فى تلك المسئله
أحد أهل العلم ؟ من هو بارك الله فيك ؟ لان شخصا لن يقبل ان يقال هذه فتوى
من أحد طلبة العلم ويسكت ,
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا اله الا أنت أستغفرك وأتوب اليك
مشاركة: دعوة للتعرف على سيد قطب.!!
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الاخ الفاضل قيصر غفر الله لنا وله
قلت لك لا تتعجل اخى هدانا واياك الله وان كنت احمده عز وجل شأنه ان سبب مرورك العطر
على القسم فى الردود الاخيره التعليق على ما ننقل ونقول ونتمنى رؤيتك فيما يفيد اكثر واكثر لك السلام والموده
-------------
نعود الى ما كنا نتحدث عنه وهو صلب الموضوع الذى نحن بصدد ان نكتب فيه باقى مداخلتنا ان شاء الله
يقول شيخنا الجليل العلامه سلمان العوده ما يلى
---
سيد قطب - رحمه الله - اختلف في منهجه الكثيرون، فالبعض أسماه مكفِّرا والبعض الآخر أسماه مشبّهًا والبعض الآخر أسموه متكلمًا؛ والأدهى من ذلك والأَمَر أن البعض يكفره ويمزق كتبه ويكفرونه ويسمون كتابه (في ظَلال القرآن) الظَّلال بالفتح!! علمًا بأنه حمل لواء الجهاد في سبيل الله بالكلمة الصادقة - كما نحسبه والله حسيبه - ومات وهو على كلمة الحق التي دعا إليها. فما صحة ما يقوله المتقولون؟.
مشاركة: دعوة للتعرف على سيد قطب.!!
"سيد" .. بين معتدل وغالٍ
أما عن سيد قطب فقد قرأت معظم كتبه، وإن شئت فقل: كل كتبه، كما قرأت كثيراً مما كُتِبَ عنه، ولعل أوفى كتاب في هذا الباب هو كتاب (سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد) للدكتور صلاح الخالدي، وللدكتور عناية خاصة بالأستاذ سيد، وآخر مؤلفاته حوله رسالة كبيرة نشرت ضمن سلسلة أعلام المسلمين.
والملحوظ أن الناس في سيد، وفي غيره، يكون فيهم المتوسط المعتدل، الذي ينظر بعين الإنصاف والتجرد والتحري، ويكون فيهم المتطرف الذي يقع في التعصب والهوى؛ وسيان أن يكون التعصب ضد الشخص مما يحمل على رد الحق الذي معه وتصيد الأخطاء عليه وتفسير كلامه على أسوأ الوجوه وعدم الاعتبار بالمتقدم والمتأخر من كلامه.. أو أن يكون التعصب له مما يحمل على أخذ أقواله دون تحفظ، والغفلة عن أخطائه وعثراته، والدفاع عنه بغير بصيرة، بل: وربما اعتقاد العصمة في المتبوع بلسان الحال، أو بلسان المقال.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم - كما في صحيح مسلم من حديث ابن مسعود: (الكِبْر بَطَر الحق وغَمْط الناس). والذي يخاف الله يتورع عن أعراض عامة المسلمين، فضلاً عن خاصتهم من أهل العلم، والدعوة والجهاد والدين.
والذي أدين الله به أن الأستاذ سيد قطب من أئمة الهدى والدين، ومن دعاة الإصلاح، ومن رواد الفكر الإسلامي.. سخّر فكره وقلمه في الدفاع عن الإسلام، وشرح معانيه، ورد شبهات أعدائه، وتقرير عقائده وأحكامه، على وجه قلّ من يباريه أو يجاريه في هذا الزمان. وكان حديثه حديث المعايش الذي لابس همّ الإسلام قلبه، وملك عليه نفسه، قد شغله الحزن على الإسلام، والغضب له، حتى عن ذاته وهمومه الخاصة.
"الظلال" .. تفسير مختلف!
وكتابه "الظلال" يعتبر إضافة كبيرة لدراسة التفسير، واستطاع فيه أن يستوعب كثيراً مما كتبه المتقدمون، وأن يبني عليه رؤيته الخاصة المتميزة، وفهمه الثاقب، ودرسه الغزير، وأن يقرن آي الكتاب بحياة الناس المعاصرة حتى يشعر قارئه أن القرآن ليس كتاباً نزل لبيئة خاصة في المكان والزمان، ولكنه هداية للناس أجمعين، أياً كان زمانهم أو مكانهم.
ولقد استفاد الأستاذ سيد من تفسير ابن كثير فائدة غنية، ونقل عنه، وربما اعتمد عليه خصوصاً في باب المرويات والأقاويل، بل وفي أوجه الاختيار والترجيح. كما انتفع بما كتبه الشيخ محمد رشيد رضا في المنار فيما يتعلق بربط هداية القرآن بنتائج العلم والبحث الإنساني والاجتماعي والعمراني، وفيما يتعلق بالتجرد عن التعصب والتقليد. ولكن يبقى الظلال شيئاً آخر، غير هذا وذاك.
نعم؛ ليس الكتاب تفسيراً لآيات الأحكام، ولهذا فهو لا يغني عن مثل كتاب القرطبي، أو ابن العربي، أو الجصاص، أو غيرهم خصوصاً للمهتمين بمعرفة المذاهب الفقهية، والترجيح بينها، وليس تقريراً مفصلاً أو تعليمياً لكليات العقيدة وجزئياتها، فهو لا يغني عن قراءة ما كتبه الإمام الفذ ابن تيمية، أو تلميذه العَلَم ابن القيم، في تقرير العقيدة، والذب عنها، ومناظرة خصومها.
بل ووقع في الظلال عثرات في هذا الباب وفي غيره، ولكنها يسيرة إلى جنب ما فيه من الخير والعلم والإيمان.
ومن ذلك - تمثيلاً - اضطرابه في باب الاستواء - كما يعرفه من راجع تفسير هذه الآية في مواضعها السبعة المعروفة- ووقع منه في بعضها أن الاستواء كناية عن السيطرة والاستعلاء، وهذا خطأ، والصواب أن الاستواء، كما قال مالك: معلوم من حيث المعنى، مجهول أو غير معقول من حيث الكيفية، وقد ذكر الأئمة في معناه: العلو، والاستقرار، والارتفاع، والصعود، والله أعلم.
ومن ذلك أنه يسمى توحيد الألوهية - الذي هو توحيد العبادة - باسم توحيد الربوبية، ويسمي توحيد الربوبية باسم توحيد الألوهية، وهذا خطأ في اللفظ، لكنه -رحمه الله- كان شديد الوضوح في إدراك هذه المعاني والحقائق وتقريرها
مشاركة: دعوة للتعرف على سيد قطب.!!
القراءة الحرفية .. مشكلة القارئ!
ومن ذلك أنه كتب فصولاً موسعة في موضوع الدعوة ومنهجها، والموقف من المجتمعات المعاصرة، وكتب ذلك بعاطفة مشبوبة، ولغة قوية، وغيرةٍ على الدين، وعلى المسلمين .. حمّلها بعض قارئيه ما لا تحتمل من المعاني واللوازم، وتعاملوا معها على أنها نصوص تقرأ بحروفها وألفاظها، وتحفظ وتتلى ويستشهد بها في مواطن النزاع، ومضايق الجدل والمناظرة والخصام. وبنى بعض هؤلاء على هذه القراءة الحرفية الضيقة تكفير الناس كافة، أو التوقف بشأنهم أو الهجرة من ديارهم ... إلى أين؟ لا أدري!
وبنى آخرون عليها فكرة الانفصال عن المجتمعات وترك العمل فيها واعتزالها، وفهمت كلمة سيد -رحمه الله- عن (العزلة الشعورية) بتكثيف قوي، وترميز شديد، جعلها بؤرة العمل والانطلاق.
والحق أن القراءة الحرفية الظاهرية لتراث كاتب ما، ليست أمراً خاصاً وقع مع سيد قطب -رحمه الله- وحده، لكنها مشكلة تراثية يعاد إنتاجها الآن مع عدد كبير من رموز العلم والفقه والدعوة والاجتهاد، من المتقدمين والمعاصرين.
ولقد يكتب العالم بحثاً، أو يقدم اجتهاداً، أو ينتحل رأياً في مسألة، وينتصر له بحسب ما توفر لديه آنذاك، فيأتي الخالفون فيقرءون نصه بقدسية تأسر عقولهم، وتجعل همهم مقصوراً على إدراك النص وفهمه، ثم تقريره وتوسيع دائرته، ثم الاستشهاد له ومدافعة خصومه.
ولذلك يدري كل أحد، أن الأئمة أصحاب المذاهب الفقهية وغير الفقهية، لم يكونوا يشعرون أنهم يؤسسون مذهباً، ويقيمون بناءً خاصاً، راسخ القواعد، مكتمل الأركان، حتى جاء من بعدهم فأصّل وفصّل، وجمع النظير إلى النظير، وتعامل مع كلام الأئمة بحرفية بالغة، بل عدّ بعضهم كلام الإمام ككلام الشارع، من جهة المنطوق والمفهوم، واللازم، والقياس عليه، والناسخ والمنسوخ، والظاهر والنص .... الخ. هذا مع شدة نهي العلماء عن التقليد، حتى إن منهم من كان ينهى عن تدوين آرائه الفقهية، ويحذر من تناقلها.
وكلما كان العالم أوسع انتشاراً، وأكثر أتباعاً، وأوغل في الرمزية - لأي سبب - كان الأمر بالنسبة له أشد، وكانت المشكلة أظهر، لكنها تخف تدريجياً بتقدم الزمن، ولو من بعض الوجوه. هذه ليست مشكلة العالم أو المفكر، بقدر ما هي مشكلة القارئ أو المتلقي؛ وأياً ما كانت فهي مما يحتاج إلى بحثٍ ودراسة. وقديماً كان علي -رضي الله عنه- يقول قولته المشهورة: يهلك فيّ رجلان: غالٍ وجاف.
ردّ النصوص إلى بعضها
والخلاصة: أن سيد قطب وغيره من أهل العلم يؤخذ من قولهم ويترك، ويصيبون ويخطئون، ويَردون ويُرد عليهم، وهم إن شاء الله بين أجر وأجرين، ولئن حرموا أجر المصيب في عشر مسائل أو مائة مسألة، فلعلهم - بإذن الله - ألا يحرموا أجر المجتهد.
ومن أفضل ما كتبه سيد قطب كتاب (خصائص التصور الإسلامي)، والذي ظهر جزؤه الأول في حياته، وأخرج أخوه الأستاذ محمد قطب حفظه الله جزأه الثاني بعد وفاته. وهو كتاب عظيم القدر في تقرير جملة من أصول الاعتقاد، معتمدا على نصوص الكتاب الكريم بالمقام الأول، مؤيداً لها بحجج العقل الظاهرة، راداً على مقالات المخالفين والمنحرفين. وفيه رد صريح ومباشر على أصحاب مدرسة وحدة الوجود، والحلولية، وأضرابهم، وحديث واضح عن الفروق العظيمة بين الخالق والمخلوق، وبيان أن هذا من أعظم خصائص عقيدة التوحيد، كما بينها الإسلام. فلا مجال مع هذا لأن يحمل أحدٌ الفيض الأدبي الذي سطره سيد في تفسير سورة الإخلاص على تلك المعاني المرذولة، التي كان هو -رحمه الله- من أبلغ من رد عليها، وفند شبهاتها.
وأذكر من باب الإنصاف أن أخانا الشيخ عبد الله بن محمد الدويش -رحمه الله تعالى- لما أشار عليه بعضهم بتعقب الظلال، واستخراج ما وقع فيه، فكتب مسوّدة كتابه (المورد العذب الزلال) ورد على ذلك الموضع في سورة الإخلاص، فبلغني أنه فهم منه تقرير مذهب وحدة الوجود، فبعثت إليه مع بعض جيرانه بالموضوع المتعلق بذلك من كتاب "الخصائص" والذي هو بيان جلي للمسألة لا لبس فيه، فكان من إنصافه رحمه الله، أن أثبت ذلك في كتابه، ونقل عن الخصائص ما يرفع اللبس.
علماً بأن الحري بالباحث إجمالاً أن يفهم كلام الشيخ أو العالم بحسب ما تقتضيه نصوصه الأخرى فيرد بعضها إلى بعض، ويفسر بعضها ببعض، ولا يتمسّك بكلمة يضع لها أقواساَ، ثم يعقد لها محكمة! وقد يخطئ المرء في اللفظ وهو يريد معنى صحيحاً، كما وقع للذي قال: اللهم أنت عبدي وأنا ربّك، يريد: أنت ربي وأنا عبدك، وما كفر بذلك ولا أثم، بل لعله كان مأجوراً مثاباً!.
ومن المعلوم المستفيض أن سيداً رحمه الله مرّ في فكره وحياته بمراحل مختلفة، وكتب في أول حياته مجموعة كتب أدبية، مثل: كتب وشخصيات، مهمة الشاعر في الحياة، طفل من القرية، ومجموعة من الدواوين الشعرية. وكتب مجموعة من الكتب الإسلامية مثل: التصوير الفني في القرآن، مشاهد القيامة في القرآن، العدالة الاجتماعية في الإسلام.
ثم في مرحلة النضج كتب الخصائص، المعالم، الظلال، هذا الدين، المستقبل لهذا الدين، الإسلام ومشكلات الحضارة ... وربما كتباً أخرى نسيتها.
ومع ذلك كان يتعاهد كتبه بالتصحيح والمراجعة والتعديل -كما هو ظاهر في الظلال خاصة- حيث كان يُعمل فيه قلمه بين طبعة وأخرى، وهذا دأب المخلصين المتجردين.
وليعلم الأخ الكريم الناصح لنفسه أن الوقيعة في آحاد الناس، فضلاً عن خاصتهم من أهل العلم والإصلاح والدعوة، من شر ما يحتقب المرء لنفسه، ولا يغتر المرء بمن يفعل ذلك، كائناً من كان؛ لأن الحساب في القيامة بالمفرد لا بالقائمة.
كتبه الشيخ سلمان العوده
22/6/1421 هـ
مشاركة: دعوة للتعرف على سيد قطب.!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل ابو خالد بارك الله فيه وغفر لنا وله ,
انا اطالبك بمصدر الكلام الذي اوردت منه ردودك
رقم 6 و 7 و 8 و 9 فمن هو ( أحد طلبة العلم )
اعتقد ان من حق القاريءان يعرف الاجابة على هذا السؤال ,
واما الردود الباقية للشيخ سلمان العودة حفظه الله فهي معلومة
لدينا ولو وضعت مصدرها سواء الرابط او اسم الكتاب لكان اولى للتوثيق ,
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا اله الا أنت أستغفرك واتوب اليك
مشاركة: دعوة للتعرف على سيد قطب.!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .....
الإخوة الكرام بارك الله بكم ....
أكثر ما أعجبني في هذا الموضوع هو :
القراءة الحرفية ....
http://www.montada.com/showpost.php?...1&postcount=15
نقطة هامة جدا أرجو أن ننتبه إليها جميعا .....
وجزاكم الله خيرا ...
مشاركة: دعوة للتعرف على سيد قطب.!!
رحم الله الشهيد واجزل له الاجر و المثوبة
والله ان كلماته لها في القلب اثر وصدى
ليس الا لانها من القلب خرجت والى القلوب مردها ..!!
قد اختارنا الله في دعوته .. و إنا سنمضي على سُنته
فمنا الذين قضوا نحبهم .. ومنا الحفيظ على ذِمته
أخي فامض لا تلتفت للوراء .. طريقك قد خضبته الدماء
و لا تلتفت ههنا أو هناك .. و لا تتطلع لغير السماء
فلسنا بطير مهيض الجناح .. و لن نستذل .. و لن نستباح
و إني لأسمع صوت الدماء .. قويا ينادي الكفاحَ الكفاح
سأثأرُ لكن لربٍ و دين .. و أمضي على سنتي في يقين
فإما إلى النصر فوق الأنام .. وإما إلى الله في الخالدين
===================
وهنا احب ان اورد قبسات من شهادات حق وانصاف في الشهيد باذن الله سيد قطب رحمه الله
للامام الشيخ المحدث محمد بن ناصر الدين الألباني رحمة الله عليه
وكذلك فتوى سماحة الشيخ عبد الله بن جبرين عن سيد قطب وحسن البنا رحمهم الله
فقال الشيخ الألباني-رحمه الله-:
رأينا أنه رجل غير عالم وانتهى الأمر!! ماذا تريد- يعني- أكثر منهذا؟!!
إن كنتَ تطمع أن نكفِّره، فلستُ من المكفّرين، ولا حتى أنتَ أيضاً من المكفّرين..
لكن ماذا تريد إذاً؟؟!! يكفي المسلم المنصف المتجرِّد أن يُعطي كل ذي حق حقه،
وكما قال تعالى:\" ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين\".
الرجل كاتب، ومتحمس للإسلام الذي يفهمه، لكن الرجل أولاً ليس بعالم،
وكتاباته (العدالة الاجتماعية) هي من أوائل تآليفه، ولما ألّف كان محض أديب، وليس بعالم،
لكن الحقيقة أنه في السجن تطوّر كثيراً، وكتب بعض الكتابات كأنها بقلم سلفي ليست منه..
لكن أنا أعتقد أن السجن يُربّي بعض النفوس، ويُوقض بعض الضمائر، فكتب كلمات، يعني يكفي عنوانه الذي يقول: (لا إله إلا الله، منهج حياة)، لا إله إلا الله منهج حياة.
لكن إذا كان هو لا يفرِّق بين توحيد الألوهية، وبين توحيد الربوبية، هذا لا يعني أنه لا يفهم توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وأنهما يجعلهما شيئاً واحداً.. لكن يعني أنه ليس فقيهاً، وليس عالماً، وأنه لا يستطيع أن يُعبّر عن المعاني الشرعية التي جاءت في الكتاب وفي السنة، لأنه لم يكن عالماً.
المصدر : http://www.islamgold.com/view.php?gid=7&rid=138
ويقول الشيخ الالباني كذلك رحمه الله :
كفي أنه رجل مسلم، ورجل كاتب إسلامي- على حسب مفهومه للإسلام كما قلتُ أولاً-،[غير واضح]
وأنه قُتل في سبيل دعوته للإسلام، والذين قتلوه هم أعداء الإسلام..
أما أنه كان منحرفاً في كثير أو قليل عن الإسلام، فأنا في اعتقادي قبل ما تثور هذه الثورة ضده،
أنا الذي قوطعت من جماعة الإخوان المسلمين هنا بزعم أنني كفّرت سيد قطب، وأنا الذي دللت بعض الناس على أنه يقول بوحدة الوجود، في بعض كتاباته في نفس التفسير..
لكن في الوقت نفسه أنا لا أُنكر عليه أنه كان مسلماً، وأنه كان غيوراً على الإسلام ، وعلى الشباب المسلم، وأنه يريد إقامة الإسلام، ودولة الإسلام،
المصدر : http://www.islamgold.com/view.php?gid=7&rid=139
المصدر الصوتي : http://www.islamgold.com/view.php?gid=7&rid=136
ويقول الامام الألباني في وصفه لكتابات الشهيد ..
هناك فصل قيم جدا في كتاب سيد قطب (معالم في الطريق)..الرجل ليس عالما لكن له كلمات عليها نور وعلم
المصدر : http://www.islamgold.com/view.php?gid=7&rid=118
وتأملوا قول الشيخ الالباني هنا :
قال أحد الحاضرين: الكتابين هذين أحدهم بعنوان ( مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله)،
واعتمد فيه على الطبعة السادسة عام64 قبل أن يموت سيد قطب في سَنَة..
فقال الألباني: الله يهديه، يا أخي شو بيفيد الكتاب هذا؟
المصدر : http://www.islamgold.com/view.php?gid=7&rid=119
===================
فتوى سماحة الشيخ عبد الله بن جبرين عن سيد قطب وحسن البنا
بعض الشباب يبدعون الشيخ سيد قطب وينهون عن قراءة كتبه ويقولون أيضا نفس القول عن حسن البنا ويقولون عن بعض العلماء أنهم خوارج وحجتهم تبيين الأخطاء للناس ، وهم طلبة حتى الآن , أرجو الإجابة حتى إزالة الريب لنا ولغيرنا حتى لا يعم هذا الشيء .
الجواب :
الحمد لله وحده ... وبعد
لا يجوز التبديع والتفسيق للمسلمين لقول النبي (صلي الله عليه وسلم) : (من قال لأخيه يا عدو الله وليس كذلك حار عليه) ،
وفي الحديث : (أن من كفر مسلما فقد باء بها أحدهما) ،
وفي الحديث: (أن رجلا مر برجل وهو يعمل ذنبا فقال والله لا يغفر الله لك . فقال من ذا الذي يتألي علي أني لا أغفر لفلان ، إني غفرت له وأحبطت عملك).
ثم أقول إن سيد قطب وحسن البنا من علماء المسلمين ومن أهل الدعوة وقد نصر الله بهما وهدي بدعوتهما خلقا كثيرا ولهما جهود لا تنكر ولأجل ذلك شفع الشيخ عبد العزيز بن باز في سيد قطب عندما قرر عليه القتل وتلطف في الشفاعة فلم يقبل شفاعته الرئيس جمال ـ عليه من الله ما يستحق ـ ولما قتل كل منهما أطلق على كل واحد أنه شهيد لأنه قتل ظلما ، وشهد بذلك الخاص والعام ونشر ذلك في الصحف والكتب بدون إنكار ثم تلقى العلماء كتبهما ، ونفع الله بهما ولم يطعن أحد فيهما منذ أكثر من عشرين عاما وإذا وقع لهم مثل ذلك كالنووي والسيوطي ، وابن الجوزي وابن عطية ، والخطابي والقسطلاني ، وأمثالهم كثير ، وقد قرأت ما كتبه الشيخ ربيع المدخلي في الرد على سيد قطب ورأيته جعل العناوين لما ليس بحقيقة ، فرد عليه الشيخ بكر أبو زيد ـ حفظه الله ـ وكذلك محامل على الشيخ عبد الرحمن وجعل في كلامه أخطاء مضللة مع طول صحبته له من غير نكير ..
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ..... ولكن عين السخط تبدي المساويا
قاله وأملاه : عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين
المصدر : http://www.islamgold.com/view.php?gid=7&rid=109
مشاركة: دعوة للتعرف على سيد قطب.!!
ل ا ادري لماذا تلقبونه بالشهيد
فهو شخص صاحب عقيدة منحرفة كما اخبر بذلك شيخنا محمد بن صالح العثيمين
مشاركة: دعوة للتعرف على سيد قطب.!!
مشاركة: دعوة للتعرف على سيد قطب.!!