النظرة الواقعية لدورات الخليج
عدنان السيد
دورات الخليج رغم أنها ذات طابع رياضي بحت إلا أنها أدت إلى تقوية الروابط وتدعيم أواصر الصداقة والتعاون وتقوية العلاقات بين الشباب الخليجي وزادت من اللقاءات الخليجية على مستوى بقية الجوانب، وان كان أكثرها جوانب رياضية والتي تتم من خلالها اللقاءات الشبابية المتعددة، فهي بمثابة المتنفس الحقيقي لأبناء الخليج من خلال هذه اللقاءات المتكررة، سواء كانت على مستوى دورة كأس الخليج العربي مرة واحدة كل سنتين كما هو الآن والكويت تستقبل وتحتضن أشقاءها في خليجي 16 بوجود هذا الحشد الرياضي الخليجي الكبير، فهو بمثابة العيد لأبناء الكويت في هذه التنافسات الخليجية ومثيلاتها من دول أخرى.
وقد أصبحت هذه الدورات محل اهتمام ومتابعة جميع الرياضيين سواء كان هؤلاء المتابعون لاعبين أو مدربين يكون عليهم أحيانا الرهان للفوز أو الخسارة وحسب ورقة كل مدرب.
وكثيرا ما يقال إن دورات الخليج هي مقبرة المدربين ففي حالة الفوز يزيد سعر وثمن المدرب وتكثر شعبيته في دول الخليج وهذه ما حدث مع أكثر من مدرب أجنبي جاء إلى المنطقة واخذ يتنقل بين دول الخليج بعد أن ربح ورقة الفوز في دورات الخليج. وعلى سبيل المثال المدرب العالمي زاجالو البرازيلي الذي انتقل من الكويت إلى السعودية ومعه رفيق دربه كارلوس البرتو بيريرا الذي أوصل منتخب الكويت إلى نهائيات كأس العالم 1982 في أسبانيا لتزداد شعبيته ويكسب شهرة دولية على نطاق واسع فحصل على عقد ليتولى مهمة تدريب منتخب الإمارات في دورة الخليج ثم بعدها انطلق أكثر اتساعا ليتولى تدريب منتخب بلاده البرازيل في كأس العالم 1994 وغيره من المدربين الآخرين أمثال شيرول وميلان ماتشاله.
ولكن هذه هي احد المكاسب التي نشير إليها من خلال دورة الخليج فهي نظرة رياضية على نطاق مستوى كرة القدم ولكن لها أبعادا وجوانب أخرى متعددة الفوائد سواء كانت هذه الفوائد على نطاق المدربين أو حتى اللاعبين فكم من لاعب برزت موهبته في دورات كأس الخليج وتسارعت بعد نهاية الدورة بعض الدول للاتفاق معه وإبرام العقود ليلعب كلاعب محترف في أندية هذه الدول ولنا أمثلة كبيرة على ذلك وقد سبق للنجمين جاسم الهويدي وبشار عبد الله اللعب كمحترفين في الهلال السعودي بعد أن تألق نجمهما من خلال دورات الخليج.
وكذلك بقية زملائهما من النجوم بدر حجي وفرج لهيب وهذا ما تثمر به دورة الخليج فهي كالشجرة التي يتذوق ثمارها كل من عبر عليها ويجد ثمارها يانعة.
وهنا يطرح السؤال الذي يحتاج إلى إجابة والكويت هذه الأيام تستقبل وتحتضن خليجي 16 فمن سوف يجني ثمارها وتكون على من سيربح نعمة سواء كان مدربا أو لاعبا وتكون على من يخسر ثمارها نقمة.
* نائب رئيس اللجنة الإعلامية في «خليجي 16»