حزيناً.. كسير الفؤاد اتخذت قراري ، وعزمت.. عزمت على الرحيل من بلدتي ، مملكة المنتدى ، لازلت أتذكر كم جرحت بسبب ذلك الأمر.. ذلك الأمر الذي جعلني أعزم على ترك بلدتي ، ومعارفي وأصدقائي.. ربما لايصح أن أطلق عليهم لفظة [أصدقاء] ، لكنني أحبهم كثيراً.. كما يقولون [رب أخٍ لك لم تلده أمك] أنا أقول: [رب صديق كل لم تره!].. ربما تثبت لي التجربة خطئي على أية حال ، لكن هذا كله ليس مهماً أبداً على الإطلاق..
اسمي في هذه الدولة هو [مشاري].. أرى البعض يسأل: "هل هو اسمك الحقيقي؟" ليس من المهم أن تعرفوا اسمي الحقيقي. قد يكون مشاري وقد لايكون.. أسكن في مملكة المنتدى ، وتعرفت هناك على الكثير من الأعضاء الطيبين ، والغير طيبين أيضاً للأسف ، وصار معي أمرٌ – لا أود ذكره – جعلني أقرر الرحيل من المملكة ، لكنني قبل الرحيل أود أن أبحث عن شيء في المنتدى.. أود البحث عن {حكمة}.. حكمة أتعلمها وأستفيد منها ، ولأجل هذه الحكمة سوف أقاسي الأهوال وأجتاز المصاعب ، ربما لأقنع نفسي بأن إقامتي في المنتدى عادت علي بفائدة على الأقل..
أعلم أن الطريق لن يكون سهلاً ، وسألتقي ببعض الأشرار ، خاصة وأنني وحيد الآن ولست أدري في الحقيقة كيف أبدأ.. لكنني لن أستسلم! يقولون أن المشوار يبدأ بخطوة! وها أنا سوف أبدأ!
مشاري: "إف! وش لازم أسوي؟ أنا محتار مرة عاد!"
وبينما مشاري يمشي في الطريق ، أخذ ينظر ويتأمل في أرجاء مملكة المنتدى التي أقام فيها لفترة ، وأخذ يستعيد بعض الذكريات.. الحلوة والمرة.. وبينما هو يتأمل إذ بمفاجأة غير متوقعة! لقد وجد أطباقاً طائرة تهجم عليه!
مشاري: "آآآه! وش تبون الحين؟ وش ذا؟"
لكن الأطباق هاجمته دون أن تبدو حتى أنها تستمع إليه ، وظل مشاري ينجو بأعجوبة منها ، حتى هرب إلى زاوية واختبأ..
مشاري: "وااااااال! من وين جانا هالبلا الحين؟ كيف بكمل رحلتي؟"
فجأة ، وجده أحد الأطباق الطائرة ووقف أمامه! نظر مشاري إلى الطبق كنظرة الإنسان إلى الموت ، وتهيأ للموت بشجاعة... ولكن!!
"الصحن الدوااااااار"
صوت مألوف من الخلف ، ثم انطلق شيء أحمر شطر طبق يوفو الطائر إلى نصفين ، وكاد يشطر مشاري أيضاً لولا أنه قفز حانباً في اللحظة الأخيرة..
عاد الصوت المألوف يتحدث: "سوحقن! لقد كدت أدمرك بطريق الخطأ!"
ولم يلبث أن اقترب صاحب الصوت لتبدو ملامحه..
مشاري بدهشة وفرح: "الحسام المهند! كيف حالك ياخويي؟ بس وش جابك هنا؟"
الحسام المهند: "أنت اللي إيش جابك! هدي المنظقة خطرة!"
مشاري: "قررت ترك قررت ـرك المملكة ، لكن لازم ألقى حكمة قبل"
الحسام المهند: "سوحقن! وليه راح ترحل؟ في أحد زعلك؟"
مشاري: "......."
الحسام المهند: "أوكي.. ماراح أضغط عليك ، لكن اسمحلي أروح معك وأساعدك إن كنت فعلاً صديقي"
مشاري: "أكيد ياحسومة! بالعكس أنا كنت متضايق عشاني وحدي!"
وأخذ مشاري يمشي هو والحسام المهند معاً.. يقول مشاري: في الحقيقة رغم أن الحسام المهند إنسان مثلي ليست له قدرات خارقة (ياسلام الصحن الدوار مو قدرة خارقة) إلا أنني شعرت بطمئنينة أكثر وأنا معه.. لست أدري لماذا...
الحسام المهند: "مشاري.. كيف تحب نبدا؟"
مشاري: "كيف يعني كيف أحب نبدا؟"
الحسام المهند: "يعني ، مو معقول نتمشى وندور على بقالة ونشتري منها حكمة!"
لمعت عينا مشاري بذكاء ، وقال: "والله فكرة!"
كشر الحسام المهند عن أنيابه وقال: "أسمع! بلاش تريقة! كيف راح ندور؟"
مشاري مفكراً: "والله مادري.. وش رايك نسأل بعض الأعضاء اللي تحس إنهم كويسين أو ممكن نستفيد منهم وناخذ حكمة؟"
الحسام المهند: "مثل مين؟"
مشاري: "والله مادري.. مافكرت مثل مين..."
الحسام المهند: "هممممم...."
وبينما هما يفكران ، هجمت عليهما المزيد من أطباق اليوفو ، لكن العدد هذه المرة كان كبيراً جداً!!
مشاري: "واااااااااااااااه! وش ذا؟ من وين يجون؟"
الحسام المهند: "سوحقن! سأدمرهم!" (أبوي يالعربي الفصيح)
الحسام المهند: "الصحن الدوار!!!"
دمر طبقي يوفو..
الحسام المهند: "شعااااااع اليد!!!"
دمر أربعة أطباق...
مشاري كان ينظر ذاهلاً! لم يكن يصدق عينيه! منذ متى أصبح الحسام المهند هكذا؟ كيف يطلق هذين الشيئين الحمراوين (الصحن الدوار) وكيف يطلق أشعة من يديه؟ يقول مشاري ، في الحقيقة قلت لنفسي بأن حسومة ولا شك يستخدم أجهزة متطورة تطلق هذه الأسلحة والأشعة ، وربما كانت صغيرة لاأراها ، لكنني لم ألبث أن أدركت خطأ ظني ، إذا قام الحسام المهند بإطلاق آخر سلاح توقعت إطلاقه!
الحسام المهند: "اللولب الساحق!!"
هتف مشاري: "مستحيل!!!"
وهنا ، انطلقت يدا الحسام المهند لتدمرا طبقين من أطباق يوفو ثم عادتا إلى جسده!
نظر مشاري مذهولاً إلى الحسام المهند! لم يصدق ماكان يراه!
مشاري: "كيف سويتها؟"
الحسام المهند: "كيف سويت إيش؟"
مشاري: "كل ذول الحركات! وخاصة ذي اللولب الساحق!"
الحسام المهند: "ماتعرف؟ سهلة! كلها سهلة!"
مشاري: "تكفى! علمني!"
الحسام المهند: "ممممم.. طيب ولا يهمك.. في البداية لازم...."
وقبل أن يتم عبارته أصابه شيء في ظهره جعله يتأوه.. لقد كان أحد أطباق يوفو وقد أصابه بطلقة غادرة جعلته يقذف أرضاً مغمض العينين.. ودون حراك....
مشاري: "لااااااااا! حسومة!! لا! لاتموت دحين! موت بعد ماتنقذني من ذول!"
لكن الحسام المهند قام وكأن شيئاً لم يكن ، وعاد يحارب أطباق يوفو!
الحسام المهند: "أوف.. تراهم كثار.. ما أدري لو راح أقدر أهزمهم"
مشاري: "أكيد راح تهزمهم بالإرادة والقوة والإصرار"
الحسام المهند: "راح أجرب"
ثم هتف: "الإرااااادة! القوة! الإصرااااار!"
ولم يحصل شيء..
الحسام المهند: "إيش هذا؟ ماطلع سلاح!"
مشاري كشر غاضباَ!! هل كل شيء سلاح؟
مشاري: "وش فيك؟ تنكت؟؟"
الحسام المهند: "لا كنت بخفف دمي"
وأكمل الحسام حرب أطباق اليوفو بكل بسالة.. لكن في النهاية ، بقي طبق واحد ، لم يعد يستطيع أن يحاربه لأنه كان منهك القوى..
مشاري: "لا! مستحيل أخليك تقتل الحسام المهند!"
ووقف مشاري بين اليوفو وبين الحسام المهند ليحول بينهما...
الحسام المهند: "إيش بتسوي؟"
مشاري: "لو راح نموت احنا الاثنين ، فأنا لازم أموت أول!"
الحسام المهند: "مشاري! ابعد! بطل هبل!"
لكن مشاري لم يرد.. بل وقف أمام اليوفو بكل بسالة واستعد لملاقاة مصيره المحتوم...
ولكن فجأة... عكاز خشبي قديم يشق الهواء ويصيب اليوفو ويدمره! (لا تسألوني كيف عكاز دمر طبق طائر.. هذي قصة وهذي رغبة المؤلف)
مشاري: "منو ذا؟"
الحسام المهند: "نفس سؤالي!"
وبرز شاب لم يكونا يعرفانه جيداً ، ونظر إليهما وساعدهما على الوقوف ، ثم قال لهما:
"هل أنتما بخير؟"
الحسام المهند: "إيوه الحمد لله"
مشاري: "مشكور.. بس من أنت؟"
الشاب: "اسمي هو LongJohnSilver ، لكن يمكنكما أن تنادياني بسيلفر اختصاراً إن شئما"
الحسام المهند: "أنت إذاً LongJohnSilver ... هلا بيك"
مشاري: "أوف! عندك رجلتين!"
LongJohnSilver: "وماذا تتوقع إذاً؟"
مشاري: "سيلفر عنده رجل وحده بس!"
LongJohnSilver: "ذلك الشخص رسوم متحركة ، أما أنا فإنسان حقيقي"
مشاري: "طب من وين جبت العكاز؟ وكيف عكاز خشبي دمر صحن طائر معدني؟"
LongJohnSilver: "لست أدري ، هكذا يريد مؤلف القصة.. بالمناسبة ، لم تعرفاني على نفسيكما"
الحسام المهند: "أنا الحسام المهند.. مراقب سابق وعضو مميز حالي وأفكر في الاعتزال"
مشاري: "أنا مشاري ، سأرحل من مملكة المنتدى قريباً ، وأبحث عن الحكمة قبل أن أرحل"
LongJohnSilver: "تبحث عن الحكمة؟ ياله من أمرٍ غريب ومثير أيضاً.. لتبحث عن الحكمة لست تحتاج دخول مملكة المنتدى ، يمكنك إيجاد الكثير من الحكم في الحياة الواقعية القاسية.."
مشاري: "والله مادري.. أنا عارف أن كلامك صحيح ، لكني حابب ألقى الحكمة هنا قبل لا أرحل"
LongJohnSilver: "ولماذا تود الرحيل؟"
لكن LongJohnSilver تابع الحديث: "أوه عفواً ، هذا يس من شأني.. في الحقيقة أخ مشاري ، لقد فكرت بموضوعك.. بصراحة الفكرة أعجبتني.. هل تسمحان لي بالانضمام إليكما؟
الحسام المهند: "أهلاً وسهلاً"
مشاري: "حياك الله"
يقول مشاري ، وانضم إلينا LongJohnSilver.. كان أكبر سناً مني أنا وحسومة ، ربما كان هذا الأمر مفيداً لنا على أية حال.. لست أدري.. ماعلينا ، علي أن أسأل حسومة عن قدرته تلك.. كيف فعل ذلك كله؟
مشاري: "حسومة.. ماقلتلي كيف تصير مثل غريندايزر؟"
الحسام المهند: "ماتعرف؟ سهلة! كلها سهلة!"
مشاري: "تكفى! علمني!"
الحسام المهند: "ممممم.. طيب ولا يهمك.. في البداية لازم...."
لكن LongJohnSilver قاطع حديثنا قائلاً:
"ماسر كل تلك الأطباق الطائرة؟ ماسبب وجودها؟"
الحسام المهند: "والله مو متأكد.. لكن في الفترة الأخيرة زي ما شايفين ، الأوضاع ماعادت مستقرة في المملكة ، وأنا من فترة كنت مشغول ، فمو عارف إيش السالفة.."
LongJohnSilver: "وماهو الحل؟ كيف يمكننا أن نعرف؟"
الحسام المهند: "في طريقة واحدة بس.. لو نسأل عضو قديم شوي أو مميز..."
مشاري: "آه! لقيته! وش رايك نسأل Another-One؟"
LongJohnSilver بانزعاج: " Another-One؟!"
مشاري: "في مشكلة بخصوص Another-One؟"
LongJohnSilver: "طبعاً هنالك مشكلة! ألا يوجد غيره؟"
الحسام المهند: "بصراحة يا LongJohnSilver مشاري معاه حق.. في كثير أعضاء لكن غايبين.. الوحيد اللي ممكن نلقاه هو Another-One.. بعدين هو رجال طيب!"
LongJohnSilver: "رجال طيب؟ بصراحة – بذكائي الخارق – أنا واثق أنه طفل غير مسؤول!"
مشاري: "مو عيب يكون طفل!"
LongJohnSilver: "أنا قلت أنه طفلٌ غير مسؤول! لكن عموماً ، بما أنه أفضل الموجود فلنبحث عنه معاً"
يقول مشاري ، أخذنا نمشي معاً بحثاً عن Another-One. الحق يقال ، كان هناك أمر يعجبني في LongJohnSilver.. كان يبدو جدياً وليس عابثاً شأنه شأن الكثيرين اليوم (المؤلف مايمدح نفسه.. هذا جزء من القصة!).. حتى طريقة مشيته كانت تبدو جادة.. لم يكن يلتفت يمنة ويسرة ليشاهد كل شيء.. بل كانت ملامح الجد تبدو على وجهه ، وعيناه مثبتتان إلى طريق واحد.. إلى جهة واحدة.. إلى الأمام! طريقة مشيته وحدها كانت تدفعني إلى الأمام قدماً.. ولكن بعد فترة من المشي..
الحسام المهند: "أوف.. تعبت.. خلونا نرتاح شوي"
LongJohnSilver: "حاضر كما تحبان.. سأذهب لأرتاح في زاوية أخرى ثم أعود إليكما"
مشاري: "أوكي"