السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بمناسبة المئوية الثانية ان اهدي لمنتدى الرواية والقصص القصيرة سلسلة من حكايات السندباد من كتاب الف ليلة وليلة /
ملاحظة / الحكاية فيها شي من الأخطاء العقدية فتنبهوا لها
وسوف نجعلها على شكل حلقات:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
الحلقة الأولى/
كان في زمن الخليفة أمير المؤمنين هارون الرشيد بمدينة بغداد رجل يقال له السندباد الحمال، وكان رجلاً فقير الحال يحمل تجارته على رأسه فاتفق له أنه حمل في يوم من الأيام حملة ثقيلة، وكان ذلك اليوم شديد الحر فتعب من تلك الحملة وعرق واشتد عليه الحر، فمر على باب رجل تاجر قدامه كنس ورش وهناك هواء معتدل، وكان بجانب الباب مصطبة عريضة فحط الحمال حملته على تلك المصطبة ليستريح ويشم الهواءخرج عليه من ذلك الباب نسيم رائق ورائحة ذكية، فاستلذ الحمال لذلك وجلس على جانب المصطبة، فسمع في ذلك المكان نغم أوتار وعود وأصوات مطربة وأنواع إنشاد معربة، وسمع أيضاً أصوات طيور تناغي وتسبح الله تعالى باختلاف الأصوات وسائر اللغات، من قماري وهزار وشحارير وبلابل وفاخت وكروان.
فعند ذلك تعجب من نفسه وطرب طرباً شديداً، فتقدم إلى ذلك فوجد داخل البيت بستاناً عظيماً. ونظر فيه غلماناً وعبيداً وخداماً وحشماً وشيئاً لا يوجد إلا عند الملوك والسلاطين وبعد ذلك هبت عليه رائحة أطعمة طيبة ذكية من جميع الألوان المختلفة والشراب الطيب فرفع طرفه إلى السماء وقال: سبحانك يا رب، يا خالق، يا رزاق، ترزق من تشاء بغير حساب اللهم إني أستغفرك من جميع الذنوب وأتوب إليك من العيوب يا رب لا أعترض عليك في حكمك وقدرتك فإنك لا تسأل عما تفعل وأنت على كل شيء قدير سبحانك تغني من تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء لا إله إلا أنت ما أعظم شأنك وما أقوى سلطانك وما أحسن تدبيرك، قد أنعمت على من تشاء من عبادك فهذا المكان صاحبه في غاية النعمة، وهو متلذذ بالروائح اللطيفة والمآكل اللذيذة، والمشارب الفاخرة في سائر الصفات وقد حكمت في خلقك بما تريد وما قدرته عليهم، فمنهم تعبان ومنهم مستريح ومنهم سعيد ومنهم من هو مثلي في غاية التعب والذل، وأنشد يقول:
فكم من شـقـي بـلا راحة ينعم في خير فـيء وظـل
وأصبحت فـي تـعـب زائد وأمري عجيب وقد زاد حملي
وغيري سعيد بـلا شـقـوة وما حمل الدهر يوماً كحملي
ينـعـم فـي عـيشة دائمـاً ببسط وعز وشـرب وأكـل
وكل الخلائق مـن نـطـفة أنا مثل هذا وهذا كمثـلـي
ولكن شتـان مـا بـينـنـا وشتان بين خـمـر وخـل
ولست أقول عليك افـتـراء فأنت حكيم حكمت بـعـدل
يتبع>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>