الخجل وكيف نقضي عليه ؟
كل إنسان له نقاط ضعف ، ونقطة ضعف الإنسان الخجول هي عدم إدراكه لهذه الحقيقة و إلا ما أصبح يخاف من مواجهة الآخرين . وإذا ما حدث وواجهم يحمر وجهه وتتعثر الكلمات على لسانه وترتعد أوصاله ويتصبب العرق من جبينه . . وقد تتحول حياته إلى سيل من المعاناة الحقيقية والمستمرة لولا أن الخجل لحسن الحظ ليس داءً مزمناً والتغلب عليه ممكن جداً بشيء من الإرادة ونضج الشخصية . والخجل عموماً ليس عيباً . . وكل منا يحمله بداخله بطريقة أو بأخرى والقدرة على تخطيه والتغلب عليه هي التي تتفاوت بين الناس وتجعل هناك إنساناً جريئاً وآخر عادياً وآخر خجولاً . . وهو يتحول إلى داءٍ يستوجب العلاج إذا تركناه يستفحل ويتمكن من شخصيتنا فيسير عليها ويشلها ويعوق إزدهارها وتفتحها . . والمتخصصون ينصحون الخجول إذا ما اصابته نوبة خجل أن يرود لنفسه بأنه أولاً وأخيراً ليس مركز العالم . .وأن الاهتمام كله ليس منصباً عليه وأنه لو أخطأ فإن تلك ليست النهاية . . والبعض ينصحونه بأن يتذكر وقتها أن الشخص الواقف أمامه هو إنسان عادي مثله تماماً . . هناك ما يفرحه وما يحزنه وما يخجله . . ونحن ننصحه أن يردد قول الله تعالى : (( وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه )) .. فبالايمان يتبدد هذا الخجل المرضي . بعض علماء النفس يؤكدون أن الخجل يولد في مرحلة الطفولة بسبب المحظورات التي يفرضها الآباء على الأبناء من طراز هذا لايقال . . وهذا لا يصح . ولكنها ليست بالضرورة قاعدة . . فالبعض الآخر يذكر أنه داء يولد في مرحلة المراهقة هذه المرحلة الحرجة المشهورة بتغيراتها على الصعيدين النفسي والبدني والبعض ممن يحمل استعداداً لمواجهة هذا التغيير يتقبلونه وينجون من شراك الخجل والآخرون يقعون فيه . . ونرى هذا الكلام في تصرفات الكثير من الناس .