يقول الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى:
ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه يهدم
ومن لا يظلم الناس يظلم
ولكن الإسلام ألفى هذه المقالة وشطب عليها. وعلى هذا الفهم قال الله سبحانه" ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم" وفي الأثر" أن الله آمرني أن أصل من قطعني .. وأن أعفو عمن ظلمني.. وأن أعطي من حرمني"..
فيا لجمال هذا المبدأ الحق ويا لروعته.. ما أحسن من فعل هذا الفعل ومن عفا وأصلح وتجاوز وسامح حينها يدافع عنه وتصلي عليه الملائكة ويثني عليه المؤمنون وترحب به السماء وتحتظنه الأرض أن من يحلم على الناس إنما يسجل براعة اختراع للمثل العليا والمعاني الجليلة وحقه أن يحشر مع النبيين والشهداء والصديقين...
العمر قصير فلا تقصره بالانتقام.. وصنع العداوات واستجلاب الخصومات...
سامح.... سامح
فليس عندكِ وقت للثأر. وتجاوزه فليس عندكِ ضمان من الدهر..
فاصلة..
الحياة أقل وأقصر من أن تتحول إلى معركة سخيفة وحرب تافهة. ومصارعة رخيصة.. ومع أناس ليس عندهم أدب ولا رسالة...