حديث خدام ( 2 ) : من قتل رفيق الحريري ؟
س: كل هذا يقودنا إلى الحديث عن لبنان، و لك معه قصة طويلة بدأت مع الدخول السوري إلى هذا البلد في عام 1976 و انتهت بدموع ذرفتها في بيت رفيق الحريري الذي حضرت إليه مرتين معزيا، عبد الحليم خدام من قتل رفيق الحريري؟
حديث خدام ( جزء 2 ) : من قتل رفيق الحريري ؟
ج: يجب أن ننتظر نتائج التحقيق هناك تحقيق دولي و جميع ألأطراف تعترف و تؤيد هذا التحقيق لذلك من السابق لأوانه القول هذا الفريق أو ذاك لكن ما أريد الإشارة إليه هو أن الحملة السياسية التي وجهت ضد المرحوم الحريري شكلت وزمة لدى اللبنانيين و على كل علينا انتظار التحقيق، و السؤال هل كانت العلاقات جيدة بين القيادة السورية و الرئيس الحريري هذا السؤال قد يعطي أضواء على المشكلة بين الرجل و القيادة السورية.
تهديدات
س: و لكن قبل الدخول في هذا الموضوع أريد معرفة و انت الخبير في دقائق الأمور في سوريا، هل هناك جهات سورية في دمشق أو في بيروت وجهت قبيل الاغتيال تهديدات إلى الحريري؟
ج: نعم جاء تهديدات كثيرة للمرحوم رفيق الحريري .
س: تهديدات بالقتل؟
ج: عندما يقول رئيس جهاز الأمن لزواره و هو يلعب بمسدسه .
س: تتحدث عن رستم غزالي؟
ج: نعم ..سأعمل و أترك كذا و كذا، هناك تهديدات كثيرة سواء في دمشق أو في لبنان و هناك كلام خطير قيل عن الرئيس الحريري، في أحد المرات استدعي إلى دمشق و هذا الكلام سمعته مباشرة من ثلاثة مصادر الرئيس الأسد و الرئيس الحريري و من غازي كنعان أسمع الرئيس الحريري كلاما قاسيا جدا جدا.
س: تقصد عن اللقاء القصير بينه و بين الرئيس بشار؟
ج: لا قبل ذلك بأشهر قبل التمديد بأشهر، أسمع كلاما قاسيا جدا جدا جدا، علمت بالأمر من الرئيس.
س: من قبل من اسمع الحريري الكلام القاسي؟
ج: من قبل الرئيس بشار، و هو الذي حدثني كان لي موعد معه و قلت له أنت تتحدث مع رئيس الوزراء اللبناني.
س: وجه له هذا الكلام، و كان رئيسا للوزراء؟
ج: نعم كان رئيسا للوزراء و كان الكلام بحضور رستم غزالي و محمد خلوف و غازي كنعان، كيف توجه هذا الكلام لرئيس وزراء لبناني بحضور ضباط صغار عندئذ أدرك أن هناك خطأ جرى، فطلب إلي الاتصال بالرئيس الحريري ولقاؤه وإزالة الوذمة التي تركت لدى الرئيس الحريري.
س: هل لنا أن نعرف بعض مضمون هذا الكلام، أين كانت تكمن قساوته مثلاً؟
ج: القساوة تكمن أنت تريد أن تأتي برئيس لبنان أنت تريد كذا أنا لا أسمح لك سأسحق من يحاول أن يخرج عن قرارنا. يعني بمثل هذه الشدة لا أذكر الكلمات بالضبط لكن الكلام كان بمنتهى القسوة خرج الرئيس الحريري ارتفع ضغطه وبدأ معه نزيف في الأنف أخذه غازي كنعان إلى مكتبه وحاول أن يهدأ الموضوع الحقيقة معروفة في القيادة في إحدى المرات كان يجري الحديث حول القرار 1559 وجرت حملة على الرئيس الحريري بأنه يقوم بعمل غير مسبوق بلبنان وهو تجميع طائفته حوله وهذا ضد سورية و..و إلى آخره، بالفعل أنا اتصلت بعد ذلك بالرئيس ولا زال هذا الحديث بالقيادة، هذا الكلام سينتقل، ـ (تعقيب المذيع فاتصلت بالرئيس الأسد) ـ طبعا طبعاً أنا على صلة دائمة فيه لماذا هذا الحديث الوضع السياسي في لبنان قائم على الطوائف، رفيق الحريري جامع طائفته حوله، نبيه بري ماذا، حركة أمل حركة شيعية، حزب الله حزب شيعي، المردة حركة مارونية، قوات لبنانية حركة مارونية، حركة مسيحية، لماذا رفيق الحريري خطر على سورية إذا تجمعت طائفته حوله، وحسن نصر الله ونبيه بري لا يشكلون خطر إذا تجمعت طائفتهم حولهم. آنذاك بعد أيام جاءني محسن دلول وطلبت إليه إبلاغ المرحوم أبو بهاء أن يغادر لبنان لأن وضعه معقد في سورية.
س: كان ذلك قبل اغتياله بـ
ج: بأشهر. لم يخطر في بالي في لحظة من اللحظات أن تقوم سورية باغتيال رفيق الحريري إطلاقاً، ولذلك المناخ خلق انطباعات معينة عند الناس ما يثبت هذا المناخ ويعززه أو ما ينفيه نتائج التحقيق.
اجتماع القادة الكبار
س: ما صحة ما تردد أن اجتماعاً التأم بحضور 6 من المسؤولين السوريين الكبار وكنت واحدا منهم وطرحت فكرة تصفية الرئيس الحريري وأنت اعترضت على ذلك؟
ج: هذا الأمر غير صحيح لا من قريب ولا من بعيد, إطلاقاً، لم يجري مثل هذا الاجتماع.
س: هل يمكن تطبيق ما تردد في فترة ما من أن جهازاً أمنياً سورياً قد يكون اغتال الرئيس الحريري من دون علم بالضرورة الرئيس بشار الأسد؟
ج: علينا أن ننتظر التحقيق ولكن من حيث المبدأ، لا يستطيع أي جهاز أمني أو غير أمني في الدولة السورية أن يتخذ مثل هذا القرار منفرداً، الرئيس بشار نفسه، في حديثه لمجلة دير شبيغل قال نفى التهمة عن سورية، وقال إذا كان في سوريين متورطين هذا يعني أنني متورط، جهاز أمني أن يتورط منفرداً هذا أمر غير ممكن، هل الجهاز الأمني متورط، هذا الأمر يحدده التحقيق.
تقدمت بالتعازي بصفتي الشخصية
س: عبد الحليم خدام كنت المسؤول السوري الوحيد الذي حضر للتعزية بالرئيس رفيق الحريري حضر إلى بيروت وقبل ذلك كنت المسؤول الوحيد في سورية الذي حضر لعيادة الوزير مروان حمادة إثر تعرضه لمحاولة اغتيال هل كنت في ذلك موفداً من الرئيس بشار الأسد؟
ج: لا، ذهبت بصفتي الشخصية، وليس بصفتي الرسمية. بحكم علاقة الصداقة والمودة بيني وبين الرئيس الحريري، وزرت الأستاذ مروان حمادة بحكم علاقة الصداقة والمودة بيننا. فذهبت للتعزية بالرئيس الحريري وذهبت للمشاركة في جنازته، لأنه صديق، وصديق أعرف جيداً ماذا قدم لسورية وكيف كان يخدم سورية في مراحل مختلفة هنا أريد أن أشير إلى مسالة العلاقة معه، هناك مرحلتان في العلاقة مع الرئيس الحريري، مرحلة الرئيس حافظ الأسد، كانت علاقة جيدة جداً، وأذكر حادثتين، الأولى عندما حاول اتحاد العمال القيام بإضرابات اتصل الرئيس حافظ الأسد برئيس اتحاد العمال في سوريا وطلب إليه دعوة اتحاد العمال في لبنان ولقائي أنا مع الاتحاد لإقناعهم بعدم الإضراب وقال آنذاك الرئيس حافظ للسيد عز الدين ناصر، رفيق الحريري حاجة سورية لا يجب أن نضعفه، يجب أن نعمل على تقويته، عندما انتخب العماد لحود رئيساً للجمهورية زار دمشق سأله الرئيس حافظ الأسد من هو رئيس الوزراء القادم، أجابه الرئيس لحود الدكتور سليم الحص، رد عليه الرئيس حافظ الأسد، لا، يجب أن يأتي رفيق الحريري لبنان بحاجة له ونحن بحاجة له.
س: ولكن مع ذلك كان الرئيس الحص هو الذي تولى؟
ج: تولى لماذا؟ لأن عقبات وضعت من قبل الرئيس لحود أدت لاعتذار الرئيس الحريري، وجهة من الرئيس سليم الحص، الحقبة الثانية في مرحلة الرئيس بشار، كان التعامل مختلف، كانت الحملات من الرئيس لحود ومن أجهزة المخابرات اللبنانية شديدة على الرئيس الحريري وكان يتأثر بها الرئيس بشار الأسد، وبالتالي كانت التوترات مستمرة، من جانب القيادة السورية، يحاول الرئيس الحريري التعامل معها بكل إيجابية ويقبل بتقديم بعض التنازلات حتى لا يغضب القيادة السورية.
من طرح فرضية ابو عدس هو غاية في الغباء
س: هل تقنعك فرضية أحمد أبو عدس وفرضية أن انتحارياً فجر نفسه وهو ينتمي إلى جهات أصولية وهو ما تردد بدايةً ؟
ج: من طرح فرضية أبو عدس هو في غاية الغباء، ومن طرح فرضية الحجاج هو في غاية الغباء، عملية التفجير تطلبت ألف كيلو متفجرات من نوع خاص، تطلبت أجهزة تقنية عالية لتعطيل أجهزة تشويش بسيارات الرئيس الحريري، هل يستطيع أحمد أبو عدس أن يأتي بهذا الحجم من المتفجرات، وإذا كان في السيارة فأين جسمه، أين أشلائه، لذلك لا أعتقد أن هناك عاقل يستطيع أن يقبل أن يقال أن أحمد أبو عدس هو وراء الجريمة.
س: أنت تقصد أن الأمن كان يستدعي أمنياً تدخل الجهة التي كانت ممسكة بالأرض آنذاك، كي يحصل ما حصل؟
ج: هذا الموضوع لا أريد أن أتهم، لكن هذا الموضوع يتطلب تقنية عالية وكمية كبيرة من المتفجرات وجهاز عامل للرقابة لا يقل عن 20 شخص، وإدارة لهذه العملية الكبرى، أي منظمة أي شخص يستطيع أن يأتي بألف كيلو متفجرات لا أحمد أبو عدس ولا أحمد أبو حمص، هذه عملية كبيرة وراءها جهاز من هو هذا الجهاز هذا ما يجب أن يصل إليه التحقيق.
س: أنت تتحدث عن جهاز سوري لبناني إسرائيلي نريد أن نعرف، نريد تحديد أكثر.
ج: أنا أتحدث عن جهاز لأني لا أريد أن أتهم، هناك لجنة تحقيق، أنا شخصياً لي ثقة بها، وكل أطراف في لبنان لها ثقة في اللجنة، ما يصدر عن هذه اللجنة، عندئذٍ نستطيع القول أن هذا الجهاز أو ذاك لكن هذه العملية الكبرى لا يستطيع القيام بها إلا جهاز قوي ولديه إمكانيات كبيرة.
تقرير ميليس
س: ما رأيك بما ورد في تقرير ديتليف ميليس حول الظروف التي حصلت بها عملية الاغتيال؟
ج: الظروف كلنا نعرفها، الحملة على الرئيس الحريري، من قبل بعض أصدقاؤنا، سليمان فرنجية أنه مشروع أجنبي من عام 1996، هذا قبل الاغتيال بأسبوع وعشرة أيام، الرئيس عمر كرامة، الحريري وجنبلاط ينفذون مشروع أمريكي، طلال أرسلان، عاصم قانصوه، وئام وهاب، كل هذه المجموعة كانت تشن حملة مسمومة على الرئيس الحريري، ثم جاءت قضية الزيت، عندما اتهم أنه يوزع الزيت لغايات انتخابية. مجمل هذه الحملات.
س: هل تجد أن تقرير ديتليف ميليس كان ظالماً لبعض الأطراف اللبنانية والسورية وأنه وجه اتهامات دون أن يقدم أدلة مادية كما يقول منتقدوا التقرير أم أنك ترى فيه توصيفاً دقيقاً لما كان يحصل قبيل الاغتيال؟
ج: أنا محامي التقرير تقرير فني مهني، هو أعطى خلاصة ما لديه وهو لا يستطيع ان يعطي ما لديه لأن ذلك يضر بسلامة التحقيق فميليس رجل مهني، وقاضي معروف وتقريره تقرير مهني، مهني جيد، فهو تجنب تسيس التحقيق رغم أن الجريمة جريمة سياسية، من سيس التحقيق، المشتبه بهم، سيسوه، عندما يصدر التقرير ويعودون إلى مدحه عندما يكون التقرير هادئاً.
كيف تلقيتم نبأ اغتيال الحريري
س: كيف تلقيتم في سورية نبأ اغتيال رفيق الحريري ماذا كان وقع النبأ على القصر الجمهوري على الرئيس الأسد على الدائرة المحيطة به وعلى المسؤولين عموماً؟
ج: كان لدينا اجتماعاً في القيادة القطرية، بعد الاجتماع كنا نجلس في غرفة أعضاء القيادة، صدر الخبر، أنا شخصياً صعقت، وجميع الموجودين كان رأيهم ان هذه كارثة على لبنان، ومؤذية لسورية، لكن إذا أردنا أن نأخذ الصورة، نأخذها من تصريح فاروق الشرع، فاروق الشرق، كان موجود عنده موراتينوس، سأله الصحفيين هناك انفجار في لبنان أودى بحياة الرئيس رفيق الحريري، ما هو رأيك، قال لهم وقع انفجار كبير في لبنان وأودى بحياة عدد من الأشقاء اللبنانيين، عمره لم يسمع باسم رفيق الحريري، أصبح رفيق الحريري مجهول الهوية ومجهول الاسم، بينما موراتينوس، تحدث دقائق عن الرئيس الحريري وعن مواصفات الرئيس الحريري، طبعاً هذا يدل، هذا تصريح هو ردة فعل تعكس الشعور الباطني تجاه الرئيس الحريري.
التمديد
س: عبد الحليم خدام ما كان رأيك شخصياً بالتمديد للرئيس إميل لحود وأنت الذي كان من الذين شجعوا سابقاً التمديد للرئيس الياس الهراوي؟
ج: في الواقع عندما طرح اسم الرئيس لحود او العماد لحود لانتخابه رئيساً للبنان، كانت لي وجهة نظر معارضة، سألني الرئيس حافظ الأسد لماذا؟ قلت له: لبنان لا يتحمل حكم عسكري.
س: كنت تتوقع أن خلافاً سيحصل بين لحود والحريري؟
ج: نعم، لذلك عارضت التمديد، عارضت الاختيار الأول، كما عارضت التمديد، في الواقع بالنسبة لتمديد الرئيس لحود، اجتمعت بالرئيس بشار الأسد في 18 آب 2004، لأودعه قبل مغادرتي بإجازتي خارج البلاد، سألته: هل هناك تمديد للرئيس لحود، أجابني إطلاقاً، ـ (تعقيب للمذيع: كان ذلك قبل التمديد ببضعة أسابيع) ـ في 18 آب ظهراً، بالتحديد، قلت له انتبه ما يجرك أحد للتمديد، لا أنت ولا سورية فيهم يحملوا التمديد ولا لبنان، التمديد ستكون له نتائج خطيرة، على سورية وعلى لبنان، قال لي أبداً الموضوع غير وارد. بعد أيام اتصل بي الرئيس الحريري، قال لي: جماعتكم غيروا واستدعيت لدمشق لمدة ربع ساعة والرئيس بشار الأسد يريد التمديد. كان حديث قصير، الواقع لم ندخل بالحديث شو صار، سألني ما هو رأيك؟ أجبته: مدد واستقيل. ما فيك تحمل رفضك للتمديد.
س: بأي معنى لا يستطيع أن يحتمل سياسياً أو ربما؟
ج: ضغوط كبرى التي سيتعرض لها.
س: سياسياً أو أمنياً قصدت أيضاً؟
ج: بكل النواحي، سألت عن موقف وليد جنبلاط لأنه كان كما سمعت بالإعلام في زيارة وليد قال لي: قدم لي نفس النصيحة، بعد عودتي من الإجازة، استقبلني الرئيس بشار الأسد في السادس أيلول، بدأ الحديث عن استقباله لداريل عيسى ولمارتن أندك وعن الوفد الأمريكي الذي سيأتي بعد أيام. منتهياً حول هذا الموضوع بالقول: الأمريكان لا يهمهم لبنان يهمهم العراق. سألني: هل كنت تتابع الأخبار أجبته نعم، قال: ما هو رأيك: قلت له سورية كانت في دائرة الخطر فوضعتها أنت في مركز دائرة الخطر.
س: كان ذلك بعد ثلاثة أيام من صدور القرار 1559؟
ج: نعم. وضعتها في مركز دائرة الخطر، ماذا فعلت، وحتى اللبنانيين ضدنا، وحتى العرب ضدنا، وحتى أوربا وأمريكا ضدنا، هل يعقل أن سورية بعد 30 سنة في لبنان ليس لها شخص تتبناه كرئيس جمهورية ما عدا اثنين: إميل لحود وسليمان فرنجية، هذا دليل على فشل السياسة السورية في لبنان، إذا لم يكن لسورية إلا هذان الشخصان.
س: هو يكرر دائماً أن 1559 كان معداً له قبل التمديد؟
ج: سآتي على ذلك. قال ما العمل قلت: لا تستطيع أن تجابه قرار 1559 إلا بحوار جدي مع الجانب المسيحي مع البطرك مع قرنة شهوان، وسميت عدد من الأسماء واسترداد وليد جنبلاط.
س: لماذا لم يحصل الحوار مع هذا الجانب المسيحي في الوقت الذي كنت أنت في دائرة القرار، كان سمير جعجع في السجن، كان ميشيل عون وأمين الجميل في المنفى، جميل عاد لاحقاً البطريرك صفير وجه عدة نداءات لتطبيق اتفاق الطائف لم تسمع هذه النداءات لماذا في فترة وجودك في دائرة القرار لم تسمع اعتراضات الجانب المسيحي.
ج: أولاً هذا غير صحيح، عمر كرامة شكل ثاني وزارة برئاسة الرئيس الياس الهراوي، سمير جعجع متهم بقتل المرحوم الرئيس رشيد كرامة، من أقنع عمر كرامة بأن يقبل بسمير جعجع وزيراً في وزارته، أول حكومة شكلها الرئيس عمر كرامة كان فيها سمير جعجع وزير ـ تعقيب المذيع: قبل مجيء الحريري إلى السلطة ويوم رفض جعجع وانتدب روجيه ديب ـ هذا لم يأت من فراغ، أولاً كان نتيجة حوار مع القوات اللبنانية وكان نتيجة حوار مع القوى المسيحية الأخرى، حتى العماد عون وهو محاصر اقترحنا على الرئيس الهراوي أن يقترح عليه أن يكون وزيراً للدفاع في الحكومة التي يزمع تشكيلها، نحن بالعكس اتصلنا بجميع الأطراف، أذكر آنذاك اتصلت بالرئيس عمر كرامة، جاءني إلى دمشق مساءً، سألته ما رأيك أن تتحمل مسؤولية رئاسة الوزارة، الرجل احمر وتفاجئ، قال طبعاً موافق، قلت له لكن سنأخذ بالاعتبار الحكومة التي ستؤلفها حكومة الاتحاد الوطني، وسيكون فيها أشخاص أنت تكرههم، قال من، قلت له: سمير جعجع، هنا عبق وجهه، قال: ماذا سأقول للرئيس كرامة إذا التقيته أمام الله، للرئيس رشيد كرامة الذي قتله سمير جعجع، إذا سألني: كيف تأتي بقاتلي وزيراً معك. قلت له: تجاوبه للرئيس رشيد كرامة، قبلت به حتى أوقف القتل في لبنان. كان متوتراً وأميل للرفض، قتل له لا تعطيني قرار إنزل لبيروت ناقش أصدقاءك حلفاؤك فكر في الموضوع وأخبرني. بعد وصوله إلى بيروت بساعتين اتصل بي. قال لي: ماشي الحال. وتشكلت وزارة واسم سمير جعجع وإيلي حبيقة موجودين فيها، إذاً سورية عملت جهد كبير لكن الحوار أو التعاون لا يكون من طرف واحد، سمير وضع روجيه ديب، بدأت الخلافات بينه وبين الأطراف اللبنانية الموجودة في الحكومة، بالنهاية خرج روجيه ديب، لكن لم يخرج من سورية إطلاقاً، نحن كنا حريصين أن يكون الجميع واعترض بعض السياسيين في لبنان على صيغة الحكومة قلنا لهم: يجب أن يأتوا قادة الحرب كيف تستطيعون إنهاء الميليشات ونزع أسلحتها وقادة الحرب الذين يعتبرون أنفسهم وضعوا دم و.. و إلى آخره خارج السلطة، يجب أن يأتوا إلى السلطة حتى يكون ذلك مدخل لإنهاء الميليشيات ونزع أسلحتها وهذا الذي حدث.
س: سجن سمير جعجع ألم يكن عقاباً له على إسقاطه الاتفاق الثلاثي الذي عرف بأنه اتفاق خدام؟
ج: موضوع الاتفاق الثلاثي أمر آخر.
س: لم تكن لكم علاقة بسجن سمير جعجع وباجتياح مواقع العماد عون كان ذلك قراران لبنانيان؟
ج: قرار العماد عون قرار لبناني 100% الرئيس الهراوي كان كل يوم يرسل خليل الهراوي وأنطوان الشديد للضغط والمطالبة بتدخل القوات السورية لإنهاء وضع العماد عون. قلنا له: نريد قرار من مجلس الوزراء، جمع مجلس الوزراء وعمل قرار، الواقع نحن كنا مترددين نحاول الحلول السلمية، لكن وصل لمرحلة الرئيس الهراوي قال أنا أريد أن أستقيل، أنتم موجودين في لبنان حتى تساعدوا السلطة في لبنان، وكان قرار التدخل الذي حدث ومع ذلك بعد التدخل حاولنا أن يكون العماد عون وزيراً في الوزارة وزيراً للدفاع، لم نترك فرصة، بالعكس كانت اتصالاتنا مستمرة مع كل الأطراف، مسألة سجن سمير جعجع أنا الحقيقة لا علم لي بها لم أضطلع عليها، كل معلوماتي أنه اتهم بموضوع الكنيسة ثم فتح ملف المرحوم الرئيس كرامة. هذا الأمر لم يناقش في المستوى السياسي في سورية.
تجميد اتفاق الطائف
س: سؤال جديد لن أسايرك به كثيراً عبد الحليم خدام، أنت متهم بتجميد تطبيق اتفاق الطائف الذي تقول أنك أحد صانعيه، لماذا لم يطبق هذا الاتفاق على مدى كل السنوات التي كنت فيها ممسكاً بالملف اللبناني حتى لا ننسب كل الأخطاء إلى نظام الرئيس بشار الأسد أنت كنت مسؤولاً كما يقال عن تجميد تطبيق الطائف؟
ج: أولاً اتفاق الطائف لم يجمد ولكن لم يطبق كما يجب أن يطبق ويعود بشكل أساسي الأمر إلى الإدارة اللبنانية اتفاق الطائف وضع صيغة لإدارة الحكم في لبنان هذه الصيغة طبقت بشكل جزئي، اتفاق الطائف، نص على تنظيم العلاقات السورية اللبنانية، تم توقيع معاهدة الإخوة بين سورية ولبنان التي نظمت هذه العلاقات، هل طبقت هناك تقصير من الجانبين السوري واللبناني، هل كانت هناك تجاوزات، نعم كانت هناك تجاوزات، نحن قمنا بها والجانب اللبناني أيضاً قام بها، اتفاق الطائف في الشق اللبناني طبق ولكن بشكل مجتزئ الحديث عن حكومة وحدة وطنية، اتفاق الطائف تحدث عن حكومة وحدة وطنية وتشكلت هذه الحكومة حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الرئيس عمر كرامة 1991 وكان فيها كل الأطراف، كل الأطراف قاطبةً، بعد ذلك جرت انتخابات، صار خطأ في الانتخابات، صارت أخطاء صحيح، لكن جرت انتخابات وجاء مجلس نيابي فيه أقلية وفيه أكثرية، أخذ تشكيل الحكومات منحى التوجهات السياسية للكتل الموجودة في المجلس النيابي، وبطبيعة الحال معظم الكتل كانت صديقة أو قريبة من سورية، من هنا أتت الصورة أن سورية لعبت باتفاق الطائف، كان يصير تدخلات بتشكيل حكومات، نعم كنا نتدخل، لكن متى، عندما يكلف رئيس حكومة بتشكيل حكومة ويختلف مع رئيس الجمهورية يلجأن لنا للمساعدة في الاتفاق.
س: ولكن في الشق السوري عبد الحليم خدام لماذا لم يحصل أي انسحاب سوري جزئي من لبنان قبل العام 99 أي بعد عشر سنوات من توقيع الطائف؟
ج: في تلك المرحلة لم يجر الانسحاب السوري لسببين، بالواقع سبب لبناني وسبب سوري. السبب اللبناني هو أن الحكومة اللبنانية كانت تخشى والجيش لم يكتمل بناؤه، تخشى من الخلل الأمني لا سيما كما نعرف في لبنان بؤر عديدة للتوتر، السبب السوري: أن إسرائيل كانت موجودة في الجنوب لكن أنا معك كان يجب على سورية بعد انسحاب القوات الإسرائيلية أن تطبق اتفاق الطائف وأن تأتي إلى المنطقة التي حددت بهذا الاتفاق، هذا الأمر آنذاك أنا بالواقع كنت خارج إطار القرار السياسي بصورة خاصة موضوع لبنان لأني تركت الملف منذ عام 1998.
سيريانيوز