مساهمات القراء ..
خدام وقناع حسام المستعار
عقب تقديمه العزاء بوفاة رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري " قال عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري " سابقاً" للصحفيين ووفق ما نقلته " وكالة رويترز" وشاهده المتابعون على محطات التلفزة العربية والعالمية : " هذه الجريمة استهدفت الحلم اللبناني والأمن اللبناني والسلم في لبنان ولا شك لقد شكلت زلزالا كبيراً .
زلزال من الصعب تدارك أثاره ونتائجه إلا في تماسك اللبنانيين وفي وحدتهم حول القيم والمبادئ والأفكار والسلوك التي كان يتميز بها الشهيد رفيق الحريريري , واتهم خدام الإسرائيليين وقال : "الإسرائيليون اغتالوا شعبا بأكمله. اغتالوا منطقة بأكملها. ولذلك يجب أن نتوقع من الإسرائيليين الأمور الأسوأ"
وأضاف "أوصيت أولاد الحريري أن يتمسكوا بمبادئ والدهم وان يعملوا في ضوء قيمه."
اليوم وبعد أن سقط تقرير ديتليف ميليس الثاني مع شهود الزور الذين اعتبرهم ميليس الشهود الملوك، يطل علينا عبد الحليم خدام وربما غداً حكمت الشهابي وربما بعد غد رفعت الأسد شركاء جنبلاط وحمادة في التآمر على سورية بعدما أن قبضوا ما قبضوا من ملايين الدولارات من الشيخ سعد الحريري والدوائر الأمريكية وباعوا سوريا والعروبة ألف مرة لينقذوا شهود الزور أو ليأخذوا مكانهم .
لكن عتبي ليس على وليد بيك جنبلاط ولا على مروان حمادة اللذين يوصلان ليلهما بنهارهما من أجل تدويل لبنان وتنفيذ تعليمات لارسن وشمعون بيريز الذي يحكم لبنان كما قال حسنين هيكل على قناة الجزيرة !
وليس على رفعت الأسد الذي أفلس من الداخل السوري وطرد من الحكم طرداً في عز أخيه الرئيس الراحل حافظ الأسد , فهو اليوم حاقد على نفسه قبل غيرها كونه ارتكب أخطاءً قد لا يغفرها له السوريون أبداً ما دامت الذاكرة حية !
ولن أعتب على حكمت الشهابي رئيس الأركان الأسبق الذي أرسل الطيار محمد زهير العدل بطائرة " الميك 23 " إلى إسرائيل وسلم الأمريكان دقائق الأمور عن الجيش السوري وقدراته بعدما فشل في تبرير صفقة الأسلحة مع جنوب أفريقيا فالرجل كان صريحاً مع نفسه إلى أبعد الحدود, و كونه عمل على مقولة " من فرعنك يا فرعون قال ما حدا ردني" !
أما العتب الكبير فهو على السيد عبد الحليم خدام الذي كان شاهد عصر على عصر والذي استفاد من هذا النظام إلى أبعد الحدود والذي دافع عنه بأسنانه عندما كان مستفيداً , وأما عندما أصبح خارجه تنكر له وجحده واتهمه في وقت يبحث فيه السوريون عن صديق لهم حتى ولو في الصين !!
ربما فرك المواطنون السوريون أعينهم ليلة أمس ليتأكدوا أن من يتحدث على " قناة العربية " هو نفسه نائب الرئيس الأستاذ "خدام"، الذي شن ، قبل ثلاث سنوات، حملة شعواء على نشطاء المجتمع المدني، الذين دعوا إلى الإصلاح السياسي والاقتصادي في سورية فيما سمي "ربيع دمشق" .
والذي ندد بالدعوات التي أطلقتها المعارضة السورية لتعديل المادة (8) من الدستور السوري ومناقشة قانون الأحزاب الذي أخره هو وأمثاله من الحرس القديم وقال في لقاءات مع رفاقه البعثيين " إن ما يقومون به هؤلاء لم تقم به إسرائيل " .
هذه الوقائع وغيرها تؤكد أن سجل " خدام " غير نظيف لا سياسياً ولا اجتماعياً ولا اقتصادياً . فليته أخبرنا في حديثه المطول على " شاشة تلك القناة المختارة " وليت المذيع سأله كيف أتى ولده البكر بسفينة النفايات النووية إلى شواطئنا ؟ وكاد لولا الشرفاء في هذا البلد أن يموّت الشعب السوري الذي يدعي الدفاع عنه بسموم هذه النفايات بعدما اشترى قصراً في باريس كان يعده للهرب وترك البلاد تحترق !!
وليت خدام أخبرنا كيف أتى أولاده بالماكدونالد والهمبرغر والبيبيسي كولا والكوكا كولا إلى فقراء سورية الذين قال عنهم : " إنهم يأكلون من القمامة "!
وليت خدام أخبرنا عن قصوره في ريف دمشق وبانياس وباريس بدلا أن يخبرنا عن قصور رستم الغزالي !!
هل اعتقد خدام أنه بحديثه للعربية سيلبث قناع الشاهد حسام حسام ويضحك على الشعب السوري واللبناني الذي لن ينسى خدام وأمثاله ؟!
غسان يوسف