حـــــــــــــزب الله :
كما سلفنا الذكر عن هذا الاختفاء الغامض لموسى الصدر والذى تزامن مع االاجتياح الاسرائيلى للبنان..وقد انبثق عنه ظهور حزب الله كقوة مقاومة لبنانية ضد الإحتلال الإسرائيلى..و ارتبط اسم حزب الله بالثورة الإسلامية في إيران التي قام بها روح الله الموسوي الخميني عام 1979، وقد اكتسب شرعيته المحلية وشعبيته الإقليمية عن طريق المقاومة العسكرية للاحتلال الإسرائيلي للبنان (1982) ولا سيما بعد عام 1985 وهو عام الإعلان الرسمي عن أنصار الثورة الإسلامية في لبنان حزب الله، وكلل الحزب عمله السياسي والعسكري بانسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب اللبناني في مايو/ أيار عام2000،، حتى انه جاء في بيان صادر عن الحزب يوم 16 فبراير/ شباط 1985 أن الحزب "ملتزم بأوامر قيادة حكيمة وعادلة تتجسد في ولاية الفقيه، وتتجسد في روح الله آية الله الموسوي الخميني مفجر ثورة المسلمين وباعث نهضتهم المجيدة.
إلا انه فى نفس الوقت وبالرغم من الدعم السياسي والمالي الذي يتلقاه حزب الله من إيران فإن ذلك لا يعني أن الحزب هو حزب إيراني على أرض لبنانية، وهذا ما يقوله أمينه العام الشيخ حسن نصر الله، ويعضد كلامه بالقول إن أمين عام الحزب لبناني، وكل كوادر الحزب لبنانية، ويمارس نشاطه على أرض لبنانية، ويدافع ويقدم شهداء في سبيل تحرير الأرض اللبنانية، وكل هذا كما يقول معايير كافية على أن الحزب لبناني وليس إيرانياويرى المتابعون لشؤون الحزب أن ارتباطه بإيران ينطلق من مفردات عقائدية حيث أن كل أفراد الحزب هم من اللبنانيين الشيعة، ويعتبرون الولي الفقيه في إيران مرجعا دينيا وسياسيا لهم. ولكن بعد وفاة الخميني تباينت الآراء حول أهلية المرشد الجديد للثورة علي خامنئي، مما فتح الباب لنقاشات احتدت في بعض مراحلها لكنها لم تثن حزب الله عن ارتباطه بالمرجعية الإيرانية في حدها السياسي والحضاري،، و كان ا سلوب القيادة للحزب اسلوب قيادة جماعية الى أن تم الإنتخاب الأول لأمين الحزب، وكان الشيخ صبحي الطفيلي (من عام 1989 حتى عام 1991 ، وجاء من بعده الشيخ عباس الموسوي، ولم يستمر في منصبه أكثر من تسعة أشهر، ومن أهم أعماله إيلاء مقاومة الاحتلال الإسرائيلي الأولوية على ما سواها من الناحية العملية. واغتالته إسرائيل عام 1992 ليقود الحزب من بعده حسن نصر الله وحتى الآن..
وقد تميز حزب الله عن غيره من الأحزاب السياسية في الساحة اللبنانية بعملياته المسلحة التي جعلته يخرج بمنطلقاته السياسية والعقائدية التنظيرية إلى حيز التطبيق العملي، وأكسبته شرعية وشعبية لدى الشارع اللبناني. ويعتبر الحزب أن تلك العمليات بالإضافة إلى كونها عامل قلق أمني للإسرائيليين، فإنها تمثل كذلك وكما يقول الشيخ حسن نصر الله رداً عملياً على المشروع السلمي للتطبيع مع العدو الإسرائيلي الذي يتبناه بعض المثقفين العرب..وقد شارك حزب الله في بعض مراحل الحرب اللبنانية، واتخذ له بعض المواقع العسكرية على الجبهات الداخلية ولا سيما في بعض المناطق اللبنانية وبخاصة في الضاحية الجنوبية لبيروت. ويحرص مسؤولو الحزب على التمسك بأن دورهم العسكري في بعض سنوات الحرب اللبنانية لم يتعد الدفاع عن النفس..
· ولعل ما يميز حزب الله عن غيره انه حزب ناشط مهتم بالأعمال الأجتماعية على عكس ما يتبادر فى خيال البعض منه حزب محارب
· ولانشاط له سوى السلاح كانت للخدمات التي نشط الحزب في تقديمها للجماهير وبخاصة في الجنوب اللبناني أكبر الأثر في زيادة شعبيته، فقد نشط الحزب في إقامة المدارس والجمعيات الخيرية التي تعنى بأسر الجرحى والشهداء، ومن هذه المؤسسات على سبيل المثال:
- مؤسسة "جهاد البناء" التي تأسست عام 1988 وتضم العديد من المهندسين والفنيين والعمال وتتخصص في حفر الآبار وإعداد الدورات التدريبية في مجال الزراعة والبيطرة... بالإضافة الى المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم والتي يعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1993 وتهتم ببناء المدارس في مختلف المناطق اللبنانية وتحرص على أن تكون أولوية الالتحاق في تلك المدارس لأولاد الشهداء
- هيئة دعم المقاومة الإسلامية التي تجمع التبرعات للمقاومة وتعقد الندوات وتقيم المعارض لزيادة الوعي بأهمية المقاومة.
وللحزب مؤسسات رياضية وثقافية واعلامية مهمة مثل مركز الإمام الخميني، وجريدة العهد، وتلفزيون المنار الذي نجح في جذب قطاع عريض من المشاهدين، وقد عرض بالصورة الحية علميات حزب الله العسكرية.. وفى علاقة الحزب بسوريا:تميزت العلاقة بينهم بخصوصية واضحة منذ أن اتخذت سوريا قراراً بالدخول إلى لبنان لوضع حد للحرب الأهلية أواسط السبعينيات من القرن الماضي، فبينما نجحت سوريا في نزع أسلحة الفصائل اللبنانية المتصارعة وحل المليشيات العسكرية، أبقت على الأسلحة بحوزة حزب الله الذي لم يكن طرفاً في الحرب الأهلية، بل كان مجال نشاطه متركزا في منطقة الحزام الأمني الذي أقامته إسرائيل في جنوب لبنان، وزاد من خصوصية تلك العلاقة رغبة سوريا في استعمال ورقة حزب الله كعامل ضغط على إسرائيل للحصول على أكبر قدر من المكاسب السياسية في أية مفاوضات تجرى بينهما فيما يتعلق بهضبة الجولان المحتل، ولا ينفي حزب الله تلقيه مساعدات مختلفة من سوريا..ويرى حزب الله أن الوجود السوري في لبنان ضروريا لكل من لبنان وسوريا في ظل التهديدات المستمرة للبلدين من جهة ولحفظ التوازن السياسي الذي بين الطوائف اللبنانية. ولذلك نظم الحزب في مايو/ أيار 2001 مظاهرة ضخمة تجاوز عدد المتظاهرين فيها المائة ألف متظاهر رداً على تظاهرة للرافضين الوجود السوري..
. .. اما بالنسبة للعمليات العسكرية التى تميز بها الحزب عن غيره من الأحزاب السياسية في الساحة اللبنانية بعملياته المسلحة التي جعلته يخرج بمنطلقاته السياسية والعقائدية إلى حيز التطبيق العملي، وأكسبته شرعية وشعبية لدى الشارع اللبناني. ويعتبر الحزب أن تلك العمليات بالإضافةإلى كونها عامل قلق أمني للإسرائيليين، فإنها تمثل كذلك وكما يقول الشيخ حسن نصر الله رداً عملياً على المشروع السلمي للتطبيع مع العدو الإسرائيلي الذي يتبناه بعض المثقفين العرب..إحدى عمليات حزب الله ضد إسرائيل
كبَّدت العمليات العسكرية الناجحة لحزب الله الجيش الإسرائيلي خسائر سنوية بلغت ما بين 22 و23 قتيلاً، وعددا كبيرا من الجرحى والأسرى. وتشير مصادر حزب الله إلى أن متوسط العمليات العسكرية التي شنها في الفترة من 1989 وحتى 1991 بلغت 292 عملية، وفي الفترة بين عامي 1992و1994 بلغت 465 عملية، أما في الفترة بين 1995 و1997 فقد بلغت تلك العمليات 936، وكان نصيب المقاومة الإسلامية - الجناح العسكري لحزب الله - 736 عملية.أما المصادر الإسرائيلية فتشير إلى أن إسرائيل فقدت في عام 1988 وحده 36 جنديًا وجرح لها 64 آخرون، وخطف منهاجنديان. وفي الإجمال كانت حصيلة القتلى الإسرائيليين على مدى 18 عاماً حوالي 1200 قتيل.وقد بدأت إسرائيل خطواتها الأولى باتجاه الانسحاب نتيجة لهذه العمليات الفدائية في وقت مبكر، فكان الانسحاب الأول الكبير في عام 1985، ثم تلاه انسحابات أخرى لاحقة كان أبرزها كذلك الانسحاب من منطقة "جزين" اللبنانية. وخلقت داخل المجتمع الإسرائيلي تياراً شعبياً قوياً يطالب بالانسحاب من "المستنقع اللبناني"، وكان من أشهر الحركات المطالبة بالانسحاب "الأمهات الأربع".استخدم حزب الله في عملياته العسكرية ضد إسرائيل أسلوب حرب العصابات والعمليات الاستشهادية، والتي في الأغلب تستعمل الكمائن والعبوات الناسفة والمدافع بالإضافة إلى صواريخ الكاتيوشا التي اشتهر الحزب باستعمالها ضد المستوطنات الإسرائيلية.وتميزت أعمال المقاومة العسكرية لحزب الله بالدقة في تحديد الأهداف والمفاجأة وتأمين خطوط الانسحاب،وساعدهم في كل ذلك جهاز استخباراتي مدرب.وكانت أشهر عمليات الحزب وأنجحها هي معركة "أنصارية"عام 1997 عندما استدرجت طائرة هيلوكبتر على متنها ستة عشر مقاتلا من القوات الإسرائيلية الخاصة وأبادتهم جميعا. . والأن يرى الكثير من الساسة وممن كانوا معارضين للحزب انه اصبح ظاهرة فريدة في العالم العربي ويرون أن التاريخ سيحفظ اسمه كحزب مقاوم استطاع أن يلحق هزيمة بالجيش الإسرائيلي ويجبره على الانسحاب من جنوب لبنان، وأن يعقد معه عددا من الصفقات الناجحة لتبادل الأسرى، وأنه استطاع أن يحدث تكاملا بين العمل العسكري والسياسي والإعلامي، حيث كانت ماكينته الإعلامية تعرض عملياته العسكرية الناجحة بينما كانت حركته السياسية تجتهد لحماية ظهر المقاومة محليا وعربيا ودوليا.كما أنه رغم حرج موقفه السياسي في الداخل اللبناني لم يتنازل تبعا لمعتقداته العقائدية عما يسميه حقه في ملاحقة إسرائيل كقوة احتلال لأرض فلسطين، كما أنه رغم ما يتعرض له من ضغوط دولية لم يتردد في إعلان تأييده للعمليات الفدائية التي تستهدف المجتمع الإسرائيلي، وظل يعتبرها من أهم وسائل التحرير....................................................
اننا اليوم بعد وقف صوت المدافع وعودة النازحين الى قراهم ومدنهم.. واعلان حالة الهدوء فى لبنان..وما اعلنته اسرائيل عن انتصارها فىهذه الجولة.. إن العقلية الإسرائيلية ترفض مصطلح الهزيمة.. ولكنها من المؤكد والواضح امام الجميع وامامهم فى قرارة انفسهم انها هُزمت عسكريا
امام حزب لا يتعدى افراده الألفين مقاتل.. فقد فشلت فى تحقيق كل اهدافها المعلنه عند شن هذه الحرب وهى.. الإفراج عن الجنديين الأسريين، ونزع السلاح من من حزب الله، واحتلال شريط حدودى جنوب الليطانى..بالإضافة الى الخسائر التى منيت بها على المستوى العسكرى والمدنى، وهذا لايعنى انها ستجنى سياسيا ما فشلت فى الحصول عليه عسكريا،، فإنتصار الحزب، سيكون نقطة تحول فى الحروب الامريكية الاسرائيلية..من افغانستان الى العراقالى اجبار خروج الجيش السورى من لبنان الى تشديد الحصار على الشعب الفلسطينى.. الى هذه الحرب المنتظرة على ايران..والسؤال..اذا كانت صاحبة الجيش الذى لا يقهر قد هُزمت على يد حزب..مجرد حزب لا يمتلك ما تمتلكه ايران من مدافع وصواريخ.. اعتقد الأن ان امريكا ستفكر الف مرة قبل الإقدام على هذه الخطوة............
ونعود الى السطور الأولى فى هذا الموضوع.. الى لبنان.. هذه القطعة من الجمال،، والتى يقول عنها الكاتب البريطانى روبرت فيسك: انه تابع هذه البلد على مدى 30عاما وشاهدها تنهار وتموت وتذبح مرات ومرات، وفى كل مرة تقوم لتحيا من جديد.. تقاوم الدمار والموت لتعود الى الحياة.. وهذه هى لبنان ، يتقاتل اهلها فى النهار ،ثم تجدهم يتسامرون فى الليل ويضحكون مهما كانت الظروف..فالحرب الأهلية التى راح فى طياتها 150 الف قتيل، ثم غزو إسرائيلى، (وليس هو هذا الغزو الأخير) ..كان من جراءه 20الف قتيل.. ومع ذلك شيئا ما يبقى ..لبنان وهذا الأنسان اللبنانى.. هذا المحب للحياة والمقبل عليها مهما تعاقبت عليه الملمات.. تراه يرفض الإستسلام واليأس، ويعود ليبنى من جديد..يبنى لبنان..فمهما كانت الأقدار قاسية والمصائب متلاحقة.. تبقى ..لبنان بكل جمالها.. بكل سحرها.. بكل جاذبيتها.. وتعود لتبنى من جديد ما دمرته الة الحرب.. تعود من جديد، قطعة من اوربا تسكن فى قلب الوطن العربى .
(تمت)
--------------------
المصادر::
كتب// ظهور الفرق والمذاهب-
فرق الشيعة- تاريخ اليعقوبى-
تاريخ الشعوب. حياة محمد
ابن الأثير..
سطور من مقالات
فى..الحياة ، الدستور
مواقع ::
موقع حزب الله
موقع أدب
www.infoplease.com
www.islamicweb.com