بسم الله الرحمان الرحيم..
موضوع شيق صديقي العزيز و رغم قصره و نحافته.. إلا أن ثماره غزيرة و أفكاره عظيمة..
فعلا يا أخي.. القراءة... أنا أعتبرها بنزين الكاتب و أداته قبل القلم.. و القراءة لا تصنع بالضرورة كتّابا و إنما تصنع مثقفين، مفكرين.. لأنها في الأصل فكر.. فأنت بقراءتك مؤلفا لكاتب فذ أو مفكر نابغة.. كأنما تجلس بكرسي أمامه تستمع لجميل كلامه و بليغ عباراته و فوق ذلك فكره الذي يتجلى لك من خلال صوره و فلسفته.. فكيف إذن يستوي الذي يقرأ و الذي لا يقرأ ؟؟..
و للأسف الشديد اختفت القراءة و ذهبت جماليتها في عصرنا.. هذا العصر السريع أكثر من اللازم، المادي أكثر من اللازم.. التكنلوجي أكثر من اللازم.. و أكاد أقسم أن عقولنا تحولت هي الأخرى و تأقلمت مع الإنترنت و الآلات الرقمية.. فلم تعد عيوننا قبل مخيلاتنا تقف عند العبارة البليغة و القولة الحكيمة و غاب حس التذوق الجمالي الفني و أصبح كل شيء كمي... فعوض أن يناقش القارئ ما قرأه يطلعك على عدد الكتب التي طالعها.. و أصبح الواحد منا يقلب الكتاب لينظر إلى السعر قبل العنوان ؟؟..
الكلام يطول و لكني لا أريد أن أكون متشائما أكثر من الحد المسموح به.. و أكرر قراءة إعجابي بالموضوع الجميل.