مع نسائم الخريف الباردة تسللت ذكراكِ..
عبر النوافذ تحرك الستائر وتحل كزهرة محل النسيان..
قاس فيها العبير.. مؤلم منها الحنين..كاسر ذاك الشوق إلى رؤياكِ..
كان لم يتبق من ذكرياتنا سوى رائحة لم أشمها.. وتراب لم أخطُ عليه..
وصخور لم أحفر للذكرى حروفي عليها..
وقمر لم يطل فوق رأسينا معا للحظة واحدة على الأقل..
وشمس كنت آمل لو تحملني على أكف أشعتها الدافئة الحارقة ببرود
نحو ما منه ينبعث عبق مما تفوح به مياه أطللتِ عليها
وعشقتِ جريانها بجانبكِ.. أمامكِ.. في أعماقكِ.. وفي كل زاوية كتب لها أن تكون جزءا منكِ..
لكم هو صعب احتمال حرقة العشق والحب والهوى
لمن لا أدري إن كان يعرفني أو رآني أو عرف شيئا كان مني..
صعب وحارق حرقة الشوق ..
من كان يعلم أنني سأحبكِ حتى الجنون.. وسأهواك حتى أراكِ..
وسأعشقك حتى أندمج فيكِ لنكون جسدا واحدا.. لا جزئين..؟!
أتراكِ أحببتني؟!..
أتراه طيفكِ ذاك الذي كان يطوف بي ويشعرني أنكِ تبادلينني حقيقة الحب ذاته..
والوله ذاته..والهوى نفسه؟..
أم سراب تفجر منه كل ما سبب لي فوضى في هواجسي وشجوني وحتى أفكاري..؟؟
أتراه حسكِ وصدى همساتكِ تلك التي أربكت قلمي واستفزته
ليبوح بما كان جرحا عميقا طواه ألم الذكرى وجراح البعد.. وعيون باكية قاتلة..
أم هو تشوه أصاب جسد حياة لم تكن حياتي.. لكنها كانت ما عشت..!!
يا محبوبة تأسر قلوب العشاق بعينيها.. باسمة باكية ضاحكة ..
احرقيني حبا.. اتحادا.. وهوى.. وأغرقي قلبي بفيض نداكِ..
يا حضن أم .. أسعفيني..
يا حضن ربيعٍ لم يكتمل.. اقتليني هوى واتركيني أتيه جنونا..
فمن ذا الذي يبقى دماغه مكانه حين يسمع همسا من نداءكِ.؟؟!!!
يا من ستهوي بي .. استريني وأخفيني بين ثنايا جراحكِ..
لأستقر أخيرا .. سجينا لجنونكِ وهواكِ.... وذكراكِ......!
أسعفي جراح بعدي بدواء قرب منك أمــاه ....
فلسطين....!
ربيع الخريف(2006)