السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا كتابنا ومبدعينا الأفاضل، أثقلتمونا بإبداعكم البدعي، الأعور الألثغ،
الأشل الكسيح، فكفاكم لنا تقريعا، بلغة جديدة، لغتكم أنتم، وأنتم وحدكم،
حيث لا قواعد إلا قواعدكم، ولا أصول إلا أصولكم.
إنني أشعر بها... أشعر برماح سفهكم، وسهام عبثكم تخترق أذني...
تمزق عقلي وتقتلع جمال لغتي وترسم على وجهها الوضاء المحفور في مخيلتي،
أبشع معاني الإهمال والتفاهة، ورخص الأسلوب ووضاعة العبارة..
ما أكثر ما مر بي اللفظ المنتقى، والمعنى المنتخب، ولكن.... فجأة أرى المرفوع منصوبا،
والمنصوب مجرورا، والمجرور لا أهل له، وما عُرفت ذكورته منذ الأزل خنثتموه،
وما عرفت رقته حجرتموه وذكرتموه، والجموع صارت تحت رعايتكم علوما جديدة،
اصطلاحات طازجة، لم يسبقكم بها من عالم، ولم يجاريكم فيها من ممارس...
ألا بذلك فتتقطع الأفكار، وتتشتت المعاني، وتتهدم صروح اللغة تحت أقدام هؤلاء الغزاة الأعراب العرق الأعاجم اللسان..
فلا أدري ما أردتم وما تبلغون، وبأي لغة تهمهمون، فلست أرى من عروبتي إلا رسم حروفها،
لكن تراكيب الحروف هذه جديدة علي، وإن وفقت إلى تشفير بعضها،
علقت في دوامة الربط بين هذه التراكيب، فتهت في متاهاتكم، وضعت في مستنقعاتكم،
ولولا رجولة ودين للطمت وشققت، حزنا وألما على عروبتي النائمة....
وإني لآمل أن تكون نائمة، لا أن تكون قد دفنت مع أهلها...
فيا أهل الإبداع، الإبداع الجديد.. أستحلفكم بالله كفوا عن إبداعكم..































