• 0
  • مالي خلق
  • أتهاوش
  • متضايق
  • مريض
  • مستانس
  • مستغرب
  • مشتط
  • أسولف
  • مغرم
  • معصب
  • منحرج
  • آكل
  • ابكي
  • ارقص
  • اصلي
  • استهبل
  • اضحك
  • اضحك  2
  • تعجبني
  • بضبطلك
  • رايق
  • زعلان
  • عبقري
  • نايم
  • طبيعي
  • كشخة
  • صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
    النتائج 1 إلى 15 من 22

    الموضوع: مؤتمن بركات

    1. #1
      التسجيل
      09-03-2007
      المشاركات
      25
      المواضيع
      4
      شكر / اعجاب مشاركة

      مؤتمن بركات

      مؤتمن بركات


      الفصل الاول

      المائدة المستديرة وسط الغرفة تكاد تجثو علي قوائمها .. الكتب المتراصة علي ظهرها أكثر ‏من طاقة تحملها.

      نظر مؤتمن بركات بعين نصف مفتوحةالي المائدة المستديرة ثم اشاح عنها بوجهه الي ‏الحائط المقابل لسريره الذي ينام عليه .. عاد بوجهه ينظر الي كم الكتب و فرك عينيه

      فكر مؤتمن قليلا ..

      نعم عليه ان ينتهي من مراجعة كل تلك الكتب الليلة .. قرأها من قبل لكن عليه المراجعة .

      انخفضت أصوات الصبية القادمة من الزقاق المجاور لبيته .. ما زالت أم ميسور بائعة الفجل ‏تنادي علي بضاعتها .

      لم يكن بيت مؤتمن مثل باقي البيوت .. كان بيتا مترامي الاطراف .. متعدد الغرف و تخبرنا ‏الزخارف الموشاة بالذهب علي الجدران و الاسقف المتهالكة أن مؤتمن سليل أثرياء ..

      لا يوجد بالبيت كله من الانس سواه و من الاثاث الا السرير و المائدة المستديرة في غرفة ‏واحدة .. أما باقي الغرف فلا يوجد بها الا أرفف مثقلة بكتب من ألوان و أحجام متنوعة.

      تمرغ في سريره ينزع عنه الكسل .. فرك عينيه مرة أخري .. ثم هب واقفا .. تناول الثقاب من ‏علي المائدة .. ثم تناول قنينة الزيت و سكب بعضا منه في المصباح ثم اشعل المصباح يوم ‏اخر مثل باقي أيام مؤتمن .. ينام نهارا ليقرأ ليلا ..

      ينام نهارا و يقرأ ليلا ..كانت تلك حياته التي اعتادها عندما لم يجد حلا اخر للضجيج المنبعث ‏عليه من الازقة المجاورة لبيته بعدما باع حدائق البيت الذي كان قصرا الي الوافدين الجدد ‏علي المدينة .

      أمسك بقطعة قطنية بالية ليمسح الغبار عن الكتاب الاول ..

      تمني لو استطاع ان يستدعي الجنية التي يشيع جيرانه أنه متزوج بها لترتيب بيته و تمسح ‏الغبار اللزج عن كتبه.

      تناثرات حبات من العرق علي جبهته اثر المجهود الذي بذله لفك الالتصاق بين صفحات ‏الكتاب الاولي و بدأ يقرا في نهم ..

      الحضارة و التحضر و المدنية كلمات تتكرر كثيرا علي صفحات الكتاب .. الكتاب يتكلم عن ‏فلسفة و تاريخ الحضارة ..


      رغم أن عقله يختزن من المعرفة أكثر مما في الكتاب الا أنه ‏استمر يقرأ بتركيز شديد فهو مكلف بذلك تنفيذا لوصية الميراث التي وضعت البيت و ‏المواظبة علي قراء ما به من كتب في سلة واحدة .

      سمع صوت أنين أم ميسور يأتي اليه من النافذة ..


      لا يدري ما نوع مرضها ..

      لا يتناسب ‏نشاطها النهاري مع أنينها الليلي ..

      ألتف برأسه الي النافذة ثم عاد ليغمسها في الكتاب .. ‏

      شعر بوخزة في عنقه .. لم يهتم كثيرا و عاد الي القراءة .

      صباح اليوم التالي استيقظ علي غير العادة نهارا ..

      ليس بسبب أصوات الضجيج العالي خارج غرفته لكن بسبب الم في رقبته ..

      مد يده يتحسس موقع الألم فوجد رقبته ملتهبة ..

      انتفض و هب مسرعا الي الحمام المجاور لغرفته ..

      صدم أنفه رأئحة كريهة ..

      لم يهتم و قصد المراة يستكشف موقع الألم في رقبته .. لم يجد شيئا غير عادي ..

      ربما لسعته حشرة ليلا ..

      عاد مرة أخري ينظر بعمق في المراة الي موضع الألم ..

      رأي بقعة صغيرة علي جلد رقبته طافحة بالاحمرار ..

      استطاع ان ينتصر في معارك كثيرة علي حشرات زاحفة و طائرة و ها هي تعاود غزوها ‏لصومعته ..


      الليلة سوف يقرأ كتب مقاومة الحشرات ..

      حك موضع الاحمرار ثم عاد الي غرفته.

      ---------------------------------------------------------------


      الفصل الثاني


      تمدد مؤتمن بركات علي سريرة يستدعي النوم .. لكن هيهات ..

      كان لأم ميسور النصيب الأكبر في فشل محاولاته جلب النوم .. نعم .. كان صوتها الحهوري ‏الاجش العامل الحاسم في طرد النعاس من عيني مؤتمن .. قرر أن أن يقوم من مرقده .

      خطا نحو المائدة يلملم كتبه .. مع كل خظوة و مع كل حركة كان وخز ألم رقبته يجعله ‏يشرئب كما لو كان يتفاداه .

      جلس علي الكرسي يفكر في العلاج المناسب لحالته ..

      هم بالقيام الي مستودع كتب طب الرقاب ..

      لكن الألم أجلسه مرة أخري علي الكرسي ..

      بسبب الوخز المنتظم و فشله في تشخيص الاصابة الحادثة برقبته و اكتشافه ضبابية ‏ذاكرته المسئولة عن أصابات الحشرات .. شعر بالخو ف فأسرع متحاملا الي المراة بالحمام

      صدمته الرائحة الكريهة .. لم يهتم ..


      قصد المرآة ..

      نظر اليها بتركيز شديد ..

      ازاح الشعيرات ‏النافرة من لحيته الكثة .. لم يلحظ من قبل أن الشيب طال معظم لحيته .


      تحسس مكان الألم و نظر الي المراة يستطلع حجمه و نوعه ..


      أدار رأسه قليلا و هو ينظر ‏الي المرآة عله يحصل علي رؤية أفضل لكن الالم الشديد جعله يتراجع .

      حصل مؤتمن بركات من اللمحة السريعة أثناء محاولته لف رقبته علي أكتشاف زاده حيرة ..


      ‏لم ير من قبل اصابة مثل اصابة رقبته .. لا في أصابات شاهدها علي الطبيعة .. و لا في ‏جميع الكتب التي طالعها ..

      بدلا من تورمها و انتفاخ الجلد الي الخارج كانت اصابة رقبته غائرة الي الداخل كما لو كانت ‏طعنة مسمار صغير بؤرتها سواد و محيطها أحمر .

      عاد الرجل الي فراشه محاولا النوم ..

      الضجيج و صوت أم ميسور تنادي علي سلعتها الوحيدة هزم جميع محاولاته ..

      تلك العجوز حمقاء لا تدري أن حشرجة صوتها الاجش و هي تعلن عن بضاعتها بندائها اليائس ‏كفيل بطرد الراغب بالشراء .

      قام مؤتمن غاضبا قاصدا الشرفة ..

      تعثر في بعض الثياب الملقاة علي الارض علق احداها بقدمه .. انه سرواله الذي لم يلبسه ‏منذ زمن..انحني ليلتقته .. تذكر صديقه بن حكيم ..

      ذاع صيت بن حكيم بالمدينة في الاونة الاخيرة بعدما بدل صنعته من اصلاح الاحذية الي ‏التطبيب ..

      سمع مؤتمن الرجال المجتمعين تحت الشرفة .. يتحدثون أن والي المدينة اختار بن حكيم ‏ليكون وزيره الناصح يعمل بن حكيم عند الوالي ..


      يسامره وقت فراغه .. عمله الرائج ‏كنطاسي المدينة يحتاج كثيرا من وقته.

      وضع مؤتمن رجليه في السروال ثم جذبه لاعلي ..


      انفجر الألم في رقبته لكن من الجهة ‏المقابلة للاصابة السابقة ..

      استكمل شد السروال الي الخاصرة ثم بدل خطواته نحو الحمام ‏‏..

      زكمت أنفه رائحة الحمام ..


      نظر الي المرآة .. اصبح عنده اصابة جديدة .. في كل جانب من ‏رقبته اصابة ..

      اسرع الي غرفته غير عابئ بألم رقبته ..


      فتش في كل الغرفة لم يجد أي حشرة ..

      رفع ‏فراشه .. نفضه بعنف ..

      نظر الي الارض لم يجد أي حشرة ..

      ربما كانت حشرة سوداء بلون ‏سواد الارض .. لكن لا حشرة.

      احتار .. في كل كتب الطب لم يذكر فيها شئ عن مرضه ..

      تذكر أن جميع الحكماء ذكروا في الكتب المخزونة عنده أن المرض أي مرض له اسباب ..


      ‏علاج الامراض يبدأ من معرفة الاسباب ..

      الاسباب تتنوع اما من داخل جسم الانسان أو من ‏خارج جسمه مثلا بسبب حشرة أو ثعبان

      مؤتمن متأكد أن حالته ليست بسبب عضة أفعي ‏أو ثعبان ..

      مرة اخري تذكر مؤتمن صديقه بن حكيم ..


      لماذا لا يقصده ..يطلب منه نصيحة أو حتي دواء ...

      ‏لا لن ينسي بن حكيم مؤتمن و فضله عليه عندما اعاره كتاب المبتدئ في الطب

      بها ‏استطاع بن حكيم ترك النعال واصلاحها ليمتهن الطب..

      سيذهب اليه ليسأله التشخيص و ‏الاسباب ثم التداوي و العلاج .

      من علي المشجب سحب مؤتمن بركات عمامته ..


      وضعها فوق رأسه ....

      غادر بيته الفسيح ‏الي مشفي ابن حكيم .

      ‏ ----------------------------------------------------

      الفصل الثالث

      ساد الهرج و المرج الزقاق بمجرد أن فتح مؤتمن بركات باب بيته ..


      الصبية و الاطفال يهرولون ‏في لا اتجاه ..

      انتشر الفزع بين الجمع ..

      قالت امرأة لجارتها : زوج الجنية خرج من داره .. ماذا يبغي ؟

      هل تتبعه الجنية أم يمشي وحده ؟

      الافضل أن أدخل بيتي و أغلق كل الابواب .

      جذبت احدي الفتيات رفيقتها قائله اذا وقعت عين زوج الجنية في أعيننا لن نتزوج ..


      هيا نهرب ‏‏..

      هيا و الا سيعزف عنا كل شباب الحي ..

      ذلك بالتأكيد هو عمل الجن ..

      نهر رجل زوجته و هو يخفيها خلفه ..


      توجه بحديثه الي مؤتمن قائلا كيف حال بن الشيخ ‏بركات ..

      امنحنا بعضا من علمك..

      لا تبخل ..

      ننتظر خروجك منذ سنين ......

      نظر اليهم مؤتمن و همم ببعض الكلمات ..


      تحسس موضع اصاباته و واصل سيره

      قبل أن يصل مؤتمن مشفي بن حكيم كانت عدد اصابات الرقبة قد زاد الي عدد لا يحصيه ‏بدقة .. كانت الاصابات علي عنقه متجاورة مثل الحلقة ..

      وصل مؤتمن بركات بعد عناء مشفي بن حكيم المجاور قصر الوالي ..


      بناء فخم و حدائق غناء ‏و رجال أشداء مفتولو العضلات يلبس كل منهم خوذة و بيدهم عصي سوداء ...

      عرف مؤتمن ‏أنهم حراس مستشفي بن حكيم ..

      سأل نفسه و هو يتقدم ناحية الباب مما يخاف بن حكيم ..


      هل يخشي المرضي ....

      أشار كبير الحراس لمؤتمن بعصاه و قال توقف .. أين تظن نفسك ذاهبا ؟

      رد مؤتمن أريد مقابلة صديقي مجبور الاسكافي

      دفعه كبير الحراس في صدره و هو يقول لا يوجد هنا شخص بأسم مجبور الاسكافي هيا ‏أذهب أو تدفع ذهبا حتي تدخل ..

      أسقط في يد مؤتمن فهو لا يملك ذهبا و لا فضة يملك فقط معرفة و علما و هي بضاعة غير ‏رائجة مع مثل هؤلاء

      تراجع خطوات و أخرج من جيب سرواله الفضفاض هاتفه المتحرك و ضغط عدة أرقام .. رد ‏عليه بعد ثوان صوت من الطرف الاخر ..

      ‏- مجبور كيف حالك

      ‏- الان اسمي بن حكيم .... لا يعرف الا قلة أن اسمي السابق كان الاسكافي مجبور .. من ‏أنت ؟

      ‏- أنا مؤتمن بركات .. صديقك القديم .. ألا تتذكرني ؟ .. أحتاج اليك .. أنسيت يوم أعرتك كتاب ‏الطب ؟

      ‏- صديقي مؤتمن .. أنا ايضا أحتاج اليك ..لكن اياك أن تذكر كلمة اسكافي .. أنا الان بن حكيم ‏نديم الوالي....
      ‏... الوالي كلفني بمهمة عظمي أحتاج اليك ... هيا اذهب من فورك و ادخل من باب كبار ‏الزوار

      أغلق مجبور أو بن حكيم الهاتف و من ثم تحرك مؤتمن صوب الباب

      جذب كبير الحراس مؤتمن و وضعه فوق محفة ... رفعها رجال ...ساروا به متجاوزين الحدائق ‏نحو المبني .

      عدد من الحسنوات أسرعن للترحيب بمؤتمن ..


      أحداهن تمسك دفا و الباقيات يرقصن في ‏دلال ..

      اندهش مؤتمن فالمشفي كله ليس سوي تلك القاعة و جميع المرضي عميان و ‏بدقة أكثر بشر مخلوعة عيونهم من محاجرها..

      الاسرة مصفوفة في القاعة بغير نظام ..


      عدد كبير من الفتيات يكسوهن القليل من الثياب ‏يرقصن فرادي أو جماعات .. يرقصن دون موسيقي .. فقط يرقصن علي صوت هتاف من لا يراهن من العميان أو مرضي المشفي ‏العميان

      لم يترك بن حكيم مؤتمن في حيرته كثيرا و بادره بالقول ...


      الرقص علاج كل الامراض .... ‏

      نفقأ عين المريض أولا ثم ندع رقص الفتيات ينسيه وجع البدن ..

      صحيح لن يشفي تماما لكن ‏نجعله سعيدا ..

      اذا لم يفلح معه علاج الفتيات نصب في جوفه خمرا فينسي الالم و ‏بالتالي يغدوا سعيدا ....

      ‏- اخبرتني انك تحتاج علاج .. هل أنت مريض ؟

      ‏- نعم .. و مرضي غريب لم أجد له وصفا في كتب الطب ..

      ‏- اذا هيا بنا الي ركن الفحص

      ‏- أكتب يا هذا ...


      المدعو مؤتمن بركات يشكو من ألم بالرقبة ..

      الرقبة عند الحلقة الأولي ‏تتمدد ..تتمدد .. تتمدد .. تزداد نحافة .. تطول في كل دقيقة بوصة أو أكثر ..

      ‏- ماذا؟

      ‏- لا تقلق لست مريضا .... لن نفقأ عينك .. أنت الحالة المثلي ... تجربة بدأناها منذ سنين و ‏ها هي تثمر .. لا تقلق لست مريضا ... رأسك ينفصل عن جسدك .. سيصير جسدك حرا من ‏قيد العقل .... ستتصرف أعضاء الجسد بحرية دون رجوع لاوامر رأسك .. لا تقلق ..

      ستشعر بالمتعة القصوي لكل جزء من جسدك .. جسدك سيصبح حرا من قيد العقل ..

      أتركك الان مع الخمر و بعض الفتيات .. تلك التجربة المدهشة سوف نعممها في كل الارض ‏‏.. الوالي يطلب ذلك. .. و علينا الطاعة ..

      ‏- و ماذا عن رأسي ؟

      ‏- لم تعد لرأسك قيمة تذكر ..حرية جسدك لا تحتاج لرأسك و ما فيها ... لن تعرف تعرف ‏أعضاءك الا الحرية ......

      ‏- و ماذا عن رأسي؟

      ‏- رأسك ربما نقطعها و نحفظها في محلول للذكري و تاريخ ما قبل الحرية

      قبل أن يفقد المخ اتصاله بيد مؤتمن بركات .. أمسك رأسه بكلتا يديه ..يضغطها ناحية جسده ‏‏..

      عاد الاتصال مع بعض أعضاء الجسد .. غض طرفه عن جسد الفتيات .. تقيأ بعض الخمر .. عاد ‏الألم لرقبته بعد غياب ..

      تجمع حوله كثير من الحراس ..يشدون رأسه .. يسحبون يده بعيدا عن رأسه .. استمر مؤتمن ‏يضغط رأسه بقوة ناحية جسده .. خلعت احدي الفتيات ثيابها و هي ترقص ..

      فشل كل الحراس في رفع أيدي مؤتمن عن رأسه ..

      زعق كبيرهم .. هاتو السيف سنقطع رأسه ..

      فاقت قوته قوتهم مجتمعين.. حدث نفسه و يده تضغط رأسه بقوة ناحية جسده .. سأعود ‏الي بيتي و أغلق بابي ..

      سأعود الي كتبي .. لا .. لن أفقد رأسي .....

      -------------------------------------


      الفصل الرابع‏


      ساعد مؤتمن غياب أو غفلة الحراس في تسلله..حقا كانت الكوة صغيرة للغاية لكنه نفذ منها ‏و أصبح خارج المشقي ..

      تلفت حوله فلم يري إلا الظلام الدامس .. يسمع أصوات عالية لطبول و مزامير لكنه لا يري ‏شيئا ..

      تحسس طريقه و هو يزحف ..
      صدمت يديه أحجارا مدببة ..
      أطرافه تتمرد ترفض مساعدته ترفض طاعة أوامر عقله ..

      توقف عن الزحف ..
      رفع يديه إلي رأسه يضغطها إلي جسده ..

      عاد الاتصال مع بعضا من أطرافه ..

      عاود الزحف .. جسده ينزف ..شقت الأحجار المدببة أجزاءا من جسده ..

      لم يتوقف و كذلك لم يتوقف نزيف الدم ..
      رفع رأسه قليلا و نظر أمامه .. أبصر عن بعد نورا أو نارا ..

      عدل من وضعية جسده ليزحف ناحية الضوء ..

      اقترب كثير مما استأنس من ضوء ..

      استمر في زحفه .. لفحت وجهه حرارة النور أو النار .. استمر يقترب ..

      انتصب علي أقدامه سار عدة خطوات ..

      الرؤية تختلط عليه .. أليس هذا قصر الوالي ؟ ..

      إذا كان هذا هو قصر الوالي فلماذا تعلو من داخله أصوات حوار في هذا الوقت من الليل ..

      اشتعل فضولا ..

      رغم المخاطرة اقترب من نافذة القصر ..

      خاف أن يمسكه حراس قصر الوالي ..

      صرخ أحد طيور الليل و هو يفر ..

      أحدث طير الليل ضوضاء أثناء اصتدامه بزجاج شرفة القصر العليا

      خرج حراس القصر في الأبراج الشرقية و الغربية .. نظروا من أعلي الي أسفل ...

      سكن مؤتمن تماما تحت أحدي شجيرات الموز ..

      ارتفع صوت الوالي .. و أصوات أخري ..

      ميز منها مؤتمن صوت أم ميسور .. ثم تلي صوتها صوت مجبور الاسكافي ..

      مجبور معروف عنه أنه نديم الوالي ..

      لكن هل تبيع أم ميسور الفجل في قصر الوالي ..


      الوالي غاضب .. ينهر كل من يتكلم ..

      صمت المجتمعين برهة أعقبها فترة الصمت صوت الوالي يتكلم:
      ‏- أريد أن أعرف أين الخطأ .. بعد أن أتاكم لماذا لم يتم استكمال فصل رأسه.. جسده لا يمثل ‏خطرا ..

      تكلمت أم ميسور :

      أراقبه منذ سنين جعلته لا يقرأ الا ليلا .. أخبرتكم .. يقرأ في الليل الواحد عدة كتب .. لا يكل و ‏لا يتعب .. لا يأكل ... لا يشرب .. لا يعاشر امرأة .. لكنه يقرأ ثم يقرأ ... سيدي أديت واجبي ‏‏.. و سأطيع كل ما تأمر به

      تكلم بن حكيم أو مجبور الاسكافي :

      سيدي الخاقان... لا تغضب .. قبل نهاية ظلمة هذا الليل ستوضع رأسه في المحلول ..

      سأطلق مزيدا من الفتيات خارج أسوار المشقي
      و ستصبح كل بنات مدينتنا فتيات يرقصن كاسيات أو عاريات ...
      لدينا عقار ننثره في الهواء فيجعل جسد الأنثى يتلوى و يعمي الأبصار ...

      سيدي ..
      سيصبح شرب الخمر منتشرا في كل الطرقات ..

      أما مؤتمن فسنحبسه داخل صومعته أو نقطع رأسه الأمر سيان

      انسحب مؤتمن من تحت نافذة الوالي قاصدا بيته قبل أن يفتضح أمرة فطائر الليل عاد مرة ‏أخري يصرخ.

      ------------------------


      الفصل الخامس

      لم تك رحلة العودة بأقل صعوبة من رحلة الذهاب ..

      ساعده في الوصول إلي المدينة أنه يسير بقوة الانحدار ..

      رافقه الألم ذاهبا و أشتد عليه عائدا ..

      أثناء العودة في الدرب المعوج .. بين شعاب الجبل بذل مجهود ليستعيد ذاكرته ..

      هجر عقله الترتيب..

      اختلطت كتب التاريخ مع كل علوم الدنيا و الدين داخل رأسه ..

      فقد الإحساس الزمني .. الرؤيا تشتبه عليه ..

      في الظلمة و قبل بزوغ الفجر شاهد بعينيه تنفيذ وعود المؤتمرين ببيت الوالي ..

      شاهد امرأة تجاوزت السبعين من العمر ترقص رقصة هز الردفين ..

      أمسك حجرا .. رجم امرأة مع رجل في وضع شائن ..

      لا لن تكفي أحجار الجبل لرجم الفاحشة المنتشرة في كل مكان ..

      لاحظ رجالا و نساء لم يصب رقابهم المرض .. رأسهم في مكانه الصحيح ..

      انفصلت رأسه عن جسده برهة ..

      أسرع بيديه ليعيدها إلي جسده ..

      شاهد حراس الوالي ..

      بسرعة فتح الباب ..

      دخل البيت .. نزل القبو .. أخرج قاذفة الصواريخ .. عاد الي غرفته .. نصب سلاحه عند ‏الشرفة استعداد لتدمير بائعة الفجل .

      انتظر بجوار الشرفة ..

      سمع جدالا بين الصبية .. أحدهم يتكلم عن فتوى أطلاق اللحية .. أشتعل جدال الصبية حول ‏فتاوى عدة ...

      جنود الوالي في كل مكان حول البيت ..

      بائعة الفجل ما زالت مختفية

      نفر أخر يتحدث عن سينما الغد و جمود اللغة العربية رد عليه طويل القامة حقا هي عبقرية ‏لهجة قومي العامية ..

      عدد من صبيان الحي يتحدث عن مزايا الهجرة إلي وطن النور و الحرية ..

      شرح أحد الصبية بسلاسة مزايا الهجرة من أرض الأجداد

      قال : أما الجنسية فهي تمنحك حصانة لا يمسسها رجال الأمن القومي ..

      أحيانا تفتح لك أبوابا مغلقة .. و أحيانا يختاروك وزيرا في بلدك فأنت مزدوج الجنسية ..

      تحسس مؤتمن رأسه تأكد باللمس أنها مازالت فوق جسده

      بكم قميصه مسح جسم قاذفة الصواريخ ..

      قرأ المكتوب بلغة عبرية ..

      تلك القطعة .. لا تعمل إلا بإذن خاص من نديم الوالي أو بائعة الفجل الغجرية ..‏



    2. #2
      التسجيل
      09-03-2007
      المشاركات
      25
      المواضيع
      4
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: مؤتمن بركات

      تم الحذف بمعرفتي للتكرار
      التعديل الأخير تم بواسطة تصحيح ; 23-03-2007 الساعة 06:43 PM

    3. #3
      التسجيل
      09-03-2007
      المشاركات
      25
      المواضيع
      4
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: مؤتمن بركات

      الرجل الذي سقط علي ظهره

      كان الجو قائظا مطيرا و السماء صافية ملبدة بالغيوم و علي الطرف الآخر من النهر ‏طفلة تلهو مع بطتين و قرد واحد ‏
      السرعة التي كانت تمرق بها السيارات جعلت بطل قصتنا أكثر حذرا.
      عينا من عينيه ‏لا تستطيع أن تترك مشهد تلك الطفلة الشقراء علي الطرف الآخر من النهر .. و ‏العين الأخرى ترقب الطريق في حذر شديد ‏.
      لم ينتبه بطل القصة إلي انه وصل أخر الرصيف الموازي للنهر
      نظر أمامه مباشرة,
      ‏لمح مؤخرة لأنثى تتراقص ..أطال النظر إليها ..
      سريعا.. تذكر .. كان ‏يقف هنا ما بيني و بين تلك المؤخرة عامود معدني يعلق عليه مصباح الكيروسين ‏‏..
      ابتعدت المؤخرة عن ناظريه..
      الدولة لا تبخل علي مواطنيها بالضوء ليلا .. تجند موظفين لإنارة مصباح ‏الكيروسين ..
      أين ذهب العامود المعدني الكبير ..
      ربما سرقه بعض الأوغاد .. أو ‏الموظفين.. ربما لحقته الخصخصة
      نظر مرة أخري أمامه , كادت تدهسه احدي السيارات ..
      تراجع إلي ‏الخلف , علقت رجله بمسمار كبير بارز من مكان العمود المسروق ..
      اختل توازنه , طوح بيديه في جميع الاتجاهات , صدم بيده اليمني فرع شجرة ,
      اهتزت الشجرة ‏بشدة ,
      نظر إلي أعلى
      لطم فرع الشجرة صدغه أثناء عودته ..
      انفتح فمه رغما عنه ..
      ‏تذكر انه في حالة سقوط .
      عربة يجرها حمارين تتجه نحوه بسرعة مذهلة .
      شاهد ‏بوضوح مؤخرة الأنثى تهتز في دلال , أطال النظر إليها
      صوت مكبر الصوت من المسجد المجاور ‏للنهر يرتفع بآذان الظهر , ‏
      تحرك لسان الرجل داخل فمه المفتوح بالدعاء .
      يا رب لا تجعلي اسقط حتى لا ‏يلتوي كاحلي.
      يا رب لا تجعلني اسقط حتى لا تنكسر ساقي .
      زوجتي لا يعولها ‏غيري ..
      تبعثرت حبات التمر من الكيس الذي كان في يده اليسري .
      استمر في ‏الدعاء
      يا رب لا تجعل سقوطي مؤلما و أجعله بلا إصابات من أجل ذلك الجنين القابع ‏في أحشاء زوجتي.
      رجل طيب الصفات مثلي لا يعلم ابن من هو ذلك الساكن أحشاء ‏زوجته يدعوك أن تنجيه من أجل إعالتهما, فتقبل يا رب الدعاء.
      ما زال فمه ‏مفتوحا ..
      زاد توازنه اختلالا ..
      الحمارين و العربة يتجهان نحوه بسرعة..
      الشجرة ‏التي ضربتها يده تهتز بعنف ..
      وقع علي ظهره ..
      سقطت من الشجرة تفاحة ..
      دخلت التفاحة ‏فمه المفتوح ..
      مرقت الكارو بجواره ..
      تحسس قدمه ..
      لا تؤلمه قدمه و لا ساقه ..
      انتفض ‏واقفا ضاحكا يمضغ التفاحة ..‏
      صرخ لقد نجوت
      شق قميصه ..
      أخرج تمثال بوذا ..
      وضعه ناحية الشمس ..
      سجد أمام التمثال يصلي شاكرا ربه ‏علي نجاته

    4. #4
      التسجيل
      03-01-2005
      المشاركات
      1,964
      المواضيع
      73
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: مؤتمن بركات

      مرحبا سيدي

      مصافحة متأخرة لما كتبت وواعتذر لها !

      استمتعت قليلا بقصة مؤتمن بركات < عل الرغم من أن فكرة الرأس والجسد هذه قد مرت معي في مكان ما ولكن طبعا في معالجة وقالب أخر مختلف تماما عن هذا

      وشيء أخر بالنسبة لقصة
      الرجل الذي سقط علي ظهره

      وكما أعتقد فهي قصة اخرى وبالتالي يجب أن تضعها في موضوع أخر

      تحيتي الخالصة لك

    5. #5
      التسجيل
      17-08-2003
      المشاركات
      38
      المواضيع
      6
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: مؤتمن بركات

      الأخ /الأخت : تصحيح
      المعرف جعلني في حرج كبير فلا أدري إلى أي الجنسين تنتمي

      فعذراً

      لكن قصة (( مؤتمن بركات )) جعلتني أثق تماماً أن الكاتب يحمل فكراً إبداعياً فإلى الأمام

      إن محاولة بعض الولاة أو الطغاة فصل (( الرأس عن الجسد )) أمر في غاية القبح !؟

      ولكن أقبح من ذلك أن يحاول الشخص نفسه فصل رأسه عن باقي جسده !؟

      لقد أفادتني هذه القصة كثيراً

    6. #6
      التسجيل
      09-03-2007
      المشاركات
      25
      المواضيع
      4
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: مؤتمن بركات

      اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رابعة العدوية مشاهدة المشاركة
      مرحبا سيدي

      مصافحة متأخرة لما كتبت وواعتذر لها !

      استمتعت قليلا بقصة مؤتمن بركات < عل الرغم من أن فكرة الرأس والجسد هذه قد مرت معي في مكان ما ولكن طبعا في معالجة وقالب أخر مختلف تماما عن هذا

      وشيء أخر بالنسبة لقصة

      وكما أعتقد فهي قصة اخرى وبالتالي يجب أن تضعها في موضوع أخر

      تحيتي الخالصة لك
      في البداية أود أن تتقبلوا شكري و امتناني علي مروركم الكريم

      بالنسبة لقصة الرجل الذي سقط علي ظهره .. و نصيحتكم بفصلها عن قصة مؤتمن بركات في موضوع مستقل :

      من خبرتي بالكتابة علي النت بالمنتديات وجدت أن الحكايات المنقولة تطغي علي كافة الاعمال و بالتالي يضيع المجهود المبذول في العمل وسط طوفان الحكايات المنقولة

      وجدت أن وضع أعمالي في موضوع واحد له أكثر من فائدة منها ..

      الحفاظ عليها العمل واحدة ...

      يتعرف القارئ علي اسلوب الكاتب من خلال قراءة أكثر من عمل له و بالتالي من خلال اتفاقه أو أختلافه مع افكار الكاتب و أسلوبه يتحفز علي المداخلة و نقد العمل من باب الاتفاق مع الفكرة أو الاختلاف معها

      علي النت نبحث عن ذواقة للأدب .. يسعدني اختلافهم و اتفاقهم مع النص لذا اتمني أن تكون قوانين و أعراف منتداكم الكريم تسمح بنشر المجموعة كاملة في صفحة واحدة

      شكرا رابعة العدوية

      أخوكم

      محمد مصطفي السيد
      التعديل الأخير تم بواسطة تصحيح ; 27-03-2007 الساعة 12:31 PM

    7. #7
      التسجيل
      09-03-2007
      المشاركات
      25
      المواضيع
      4
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: مؤتمن بركات

      اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shs1188 مشاهدة المشاركة
      الأخ /الأخت : تصحيح
      المعرف جعلني في حرج كبير فلا أدري إلى أي الجنسين تنتمي

      فعذراً

      لكن قصة (( مؤتمن بركات )) جعلتني أثق تماماً أن الكاتب يحمل فكراً إبداعياً فإلى الأمام

      إن محاولة بعض الولاة أو الطغاة فصل (( الرأس عن الجسد )) أمر في غاية القبح !؟

      ولكن أقبح من ذلك أن يحاول الشخص نفسه فصل رأسه عن باقي جسده !؟

      لقد أفادتني هذه القصة كثيراً
      الأخ /الأخت : shs1188

      وقعت ايضا في الحرج

      لكن أن يكون انضمامكم للمنتدي 17-08-2003 و لكم 22 مداخلة حظي أحد أعمالي باحداها مداخلتكم فهو شرف لي

      مروركم الكريم .. علي نصي و اعجابكم به يعد وسام و تقدير فوق العادة

      شكــــــــــــــــــــــرا shs1188
      التعديل الأخير تم بواسطة تصحيح ; 27-03-2007 الساعة 01:05 PM

    8. #8
      التسجيل
      09-03-2007
      المشاركات
      25
      المواضيع
      4
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: مؤتمن بركات

      الكلب الذياشتريناه

      ما زلت إلي اليوم و بعد مرور كل تلك السنين أسأل نفسي لماذا فشل مشروع الكلب

      أحداث قصتنا دارت تقريبا في نهايات عام 1981

      كان أخي الأكبر ( رحمه الله ) يملك ذهنا منظما و موهبة فذة في ابتكارالأفكار المدهشة ..

      تجلت تلك الموهبة في سن مبكرة للغاية عندما صاحت بعض الدجاجات في منتصف الليل علي سطح البناء الذي كنا نقطن فيه

      أسرعنا جميعا بالصعود إلي سطح البيت

      اكتشفنا جوالا به بطة واحدة و أرنب واحد بجوار سورالسطح الملاصق لجيراننا....

      الأرنب و البطة هي جزء من الحيوانات الداجنةالمقيمة في عشة فخمة بنيت خصيصا لاحتواء ذلك القطيع الصغير لتدعيم الأمن الغذائي لأسرتنا.

      كان الاستنتاج المنطقي لذلك الحدث هو محاولة أحد اللصوص السطو علي بعض من ممتلكات أسرتنا من رصيدها الغذائي, مستغلا سكون الليل و طبيعة البط والأرانب الصامتة لكن صياح الدجاج فضح محاولة ذلك اللص فقرر الهرب تاركا الغنيمة .

      بعدما هدأت المناقشات حول ذلك اللص التافه ..

      أقترح أخي الأكبر(رحمه الله ) إحضار كلب لحراسة سطح البيت ..

      كان الاقتراح بمثابة قنبلة فجرت خلافا للرأي لم أشهد مثله من قبل في تلك السن المبكرة ..

      بنات الأسرة لم يحرك الاقتراح العبقري لديهن أي مشاعر و لم يهتموا علي الإطلاق بتأييد أو رفضالاقتراح..

      نحن الذكور من أبناء الأسرة لم يسبق أن اتفقنا علي شيء مثلما اجمعنا بحماس علي تأييد اقتراح أخي الأكبر ( رحمه الله ) ...

      كان كل منا لديه أسبابه المختلفة التي تدعوه للتحمس لاقتناء كلب.

      الرفض القاطع شكلا و مضمونا كان من طرف والدتنا ( متعها الله بالصحة و العافية ) و عندها أسباب لا يمكن دفعها أو دحضها .. فنجاسة الكلب ستفسد طهارة البيت ..

      حصلنا علي التصريح بإحضارالكلب بعد مداولات استمرت عدة أيام أو ربما أكثر من أسبوع بشروط صارمة أبسطها أن جلب و رعاية الكلب بالكامل مسئوليتنا نحن الذكور فقط و عند الإخلال بأي شرط من تلك الاتفاقية سيتم طرد الكلب.

      عندما فقدنا الأمل في جلب كلب مجاني من أحدالأصدقاء قررنا في أحد اجتماعاتنا بالإجماع شراء كلب , و حيث أن أسعار الكلاب كانت باهظة بالنسبة لقدرتنا الشرائية فقد قررنا ادخار مصروفنا اليومي لمدة تغطي مصاريف الشراء ..

      أحضرنا لمشروع الادخار صندوقا صغيرا لنضع فيه كل صباح كل المصروف, و في نهاية الأسبوع نحصيه فنكتشف أنه يلزمنا أسبوعا أخر أو أكثر لنستطيع شراء كلبا بوليسيا من النوع الممتاز.

      طالت مدة الحرمان التطوعي من التمتع بالمصروف اليومي و بدأنا نحن الصغار في التململ عندما نتذكر طعم الحلوى.

      بذكاء و فطنة و بهدف استمرار وحدة الصف, اقترح أخي الأكبر ( رحمه الله) شراء الكلب و ليس من الضروري أن يكون بوليسي مدرب ... حيث نستطيع القيام بتدريبه بأنفسنا.

      لم تمنحنا ثروتنا المحدودة أي فرصة للاختيار كما لم يمنحنا احتمال فشل مشروعنا الذي ضحينا من أجله بالكثير من المتع أي فرصة للتراجع.

      عدنا إلي البيت مع كلب نحيف غير مقنع انه يصلح للحراسة, لكنه كلب .

      يوم وصول الكلب أنهيت طعام الغذاء بسرعة و أسرعت إلي سطح البيت , حيث أخفيت في جيب منامتي كل نصيبي من اللحم لإطعام الكلب و فعل أخوتي مثلما فعلت .

      أصبح التسابق إلي سطح البيت و التنافس لتقديم كل نصيبنا من اللحم للكلب منظرا متكررا يوميا و لم يحدث أبدا أن رفض الكلب أي لحوم نقدمها له.

      هو يزداد سمنة و نحن نزداد نحافة.

      كانت مشكلة بحق يوم يكون طعام الأسرة سمكا.
      كانت المشكلة تكمن في انه علينا التطوع بمصروفنا مرة أخري لشراء عظام من الجزار و طهيها لإطعام الكلب.

      بعد مدة ليست بالطويلة أصبح الكلب سمينا و نباحه عالي مزعج كما أصبحت أنيابه مخيفة و اكتشفنا أنه كلب خسيس الأصل, فهو ليس مثل الكلاب الأخرى, يهز ذيله لصاحبه.

      كان يكشر عن أنيابه و يزمجر عندمانتأخر في تقديم كل نصيبنا من اللحم له , ثم أن نهمه ليس له حدود لا شيء يشبعه.

      حدث تطور عدواني في سلوكه حيث حدد لنا مناطق محدودة من سطح البيت الفسيح لنستخدمها في اللعب فقد تهجم علي أخواني مرات عديدة حتى أصبحنا لا نجسر علي تجاوز الحدود التي رسمها لنا.

      فتر حماسنا و كنت السباق في التمرد علي النظام الاقتصادي الذي اتفقنا عليه و امتنعت و أتبعني أخوتي من التبرع بمصرفنا اليومي لإطعام الكلب .

      بعد أقل من أسبوع

      اكتشفنا اختفاء البط و الأرانب و الدجاج , و بقي الكلب وحده , ..علي السطح ينبح
      التعديل الأخير تم بواسطة تصحيح ; 27-03-2007 الساعة 01:03 PM

    9. #9
      التسجيل
      17-08-2003
      المشاركات
      38
      المواضيع
      6
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: مؤتمن بركات

      الأخ الفاضل / محمد مصطفي السيد

      فيه مثل عندنا يقول (( الجمل لا يرى عنقه )) وإن أردتها بلهجتنا فهي (( البعير ما يشوف ارقبته))

      أشوف معرفات الناس ولا أشوف معرفي !!

      أسعدني ما تفضلت به .

      أما بالنسبة لقصة الكلب فأضحك الله سنك

      وأقترح عليكم إحضار طبيباً بيطرياً ببندقيته المخدرة

      وإن كلفكم ذلك مصروف إسبوع أو أكثر فهذا الكلب لا يهز ذيله

      إلى الأمام ونحن في الإنتظار...

      أخوك/shs1188
      التعديل الأخير تم بواسطة shs1188 ; 27-03-2007 الساعة 02:31 PM

    10. #10
      التسجيل
      09-03-2007
      المشاركات
      25
      المواضيع
      4
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: مؤتمن بركات

      الاخ الفاضل shs1188

      شكرا علي ما تفضلتم به ..

      أحداث قصتنا دارت في نهاية عام 1981 ..

      أكل الكلب لحمنا

      سرق غذائنا

      اكتشفنا بعد فوات الاوان أنه كلب خسيس لا و لن يصلحه اي طب ..

      ما زال الكلب الي اليوم ينبح

      شكرا shs1188

    11. #11
      التسجيل
      03-01-2005
      المشاركات
      1,964
      المواضيع
      73
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: مؤتمن بركات

      مرحبا سيدي
      وعذرا لتأخري بالرد
      لن اطالبك بأن تفصل قصصك عن بعضها وساترك لك حرية الأختيار وحرية النشر

      لي عودة سريعة لقراءة أخر ما اضفت

      تحيتي

    12. #12
      التسجيل
      09-03-2007
      المشاركات
      25
      المواضيع
      4
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: مؤتمن بركات

      الاخت الفاضلة رابعة العدوية

      شكرا

    13. #13
      التسجيل
      09-03-2007
      المشاركات
      25
      المواضيع
      4
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: مؤتمن بركات

      التاريخ يكتبه هذيان
      كان يا ما كان في حاضر و مستقبل الزمـــان
      كــان بالغابةالعظيمة أسد هصور مهاب ترتعد لصوته فرائص الكبير و الصغير من حيواناتالحديقة
      كان يمشــي في الغابة مزهوا بقوته
      يأكـــل مــن حشـائشالأرض المزهرة ... دون أدني اهتمام بما حوله من أحداث داخلية أوخارجية
      بينما الأسد يمشي مختالا .. وقف عنــد سوبر ماركت ..
      خلفكومبيوتر البائع ... الفيل أبو زلومة .. واقفا في ثبات و شموخ
      باشمئزاز نظرإليه الأسد من خلف زجاج سيارته وقــال له:
      أعطني ميراندا يا هذا
      قال الفيل : أتريد ميراندا شمام .. أم ميراند عصير قصب .....
      تبسم الأسد وقال : لقد أضحكتي يا هذا
      ألا تعلم أن الميرندامانجو و هي شراب الملوك والعظماء
      ثم ألا تعلم أن عبقرية غابتنا العظيمةهي صناعة المانجو من البرسيم..
      هيا أعطني ميراندا جوافة ثكلتك أم جدتك
      ضحك الفيل ضحكة ارتجت لها حصون حاميات الغابة الغربية , ثم ذهب مسرعالإحضـــار السفن آب,
      اخــذ الأســد البيبسي وغــادر المكــان علــىعجـــل ..
      كان مهموما يبحــث عــن فريسة جميلة الوجـــه.
      ممشــوقة القـــوام.
      لهــا عينــا مها بري ..
      و أنف أشم ..
      و جسد فينوس .
      تجيد استعمال الآلة الكاتبة و تحسن الرقص
      وقعت عيناالأسد علي أرنب صغيـــر ينتشي و هو يلعب بين حشائش الغابة.
      يمرح في سروربين الجداول و الحقول.
      تقدم إليه الأسد بثقة .. كــأنه سفينة تختـــــالفي رمـــال الصحـــراء الحارقة
      تقدم الأسد و قــال للأرنب .. ما رأيك أنأشاركك اللعب يا صغيــري !!!.؟؟
      رد الأرنب بدهــاء يدل على ذكاء مشتعل,
      تريد أن تلعب معي ….. لي الشرف العظيم.
      قال الأسد والشرر يتطاير من عينيه.
      ما رأيك يا صغيري أن نلعب عروســه و عريــس,
      آخــذ أنا دور العسكــري وأنت تأخذ دور اللص الأثيم.
      طلب الأسد من الأرنب الصغير أن يقيد يداه,
      ويعصب عينيه ,
      و يسد أذنيه ,
      و يضع لفافة تبغ في أنفه .
      ثم يختبئ في المكــانالذي يختاره له الأسد , ليبحث عنــــه.
      الأسد الغدار ينوي اصطياد الأرنب.
      أثناء المطاردة, تخفــى الأرنب وراء إحدى السيــارات .
      بحركة سريعةمباغتة رفع الأسد نظاراته الشمسية عن عينيه.
      انه يتجسس حتى يري أين يختفيذلك الأرنب اللعين.
      بدأت اللعبة .
      تحرك الأسد... كأنه يبحث عنالأرنب المكار
      استدار الأسد ملتفا من خلــف الأرنب لكي يلتهمه بغتة ..
      قفــز الأرنب قفزه عظيمة مدوية ارتفعت لها أمواج البحر و سكنت من هولهانسمات الرياح, و سكتت أوراق الأشجار عن الحفيف
      انقض الأرنب علي الأسدفي هجـــوم مضــاد بزاوية منحرفة قليلا عن الدرجات الخمس و الأربعين,
      بداية الهجومكان أن لطم الأرنب الأسد على وجنته برقة.
      هرب الأسد مهرولا , الأرنب يسعيوراءه , الأسد يهرول.
      حبست الحيوانات أنفاسها خوفا علي الأسد,
      ما زال الأرنبيسعي وراءه , يعزف مقطوعته المفضلة .. البحث عن زرقاء اليمامة ...
      وثبالأرنب على الأسد من الأمام ,
      طرحه أرضا ,
      التهم الأرنب الأسد .
      في قضمة واحدة .. خلــص الغابة من شروره ..
      وعاشت الحيوانات .. في فرح وسرور .. يلتهمبعضهم بعضا
      -----------------------------------
      دراسة نقدية للقصة
      http://evda3.com/vb/showthread.php?t=9649

      http://www.dm4lbm.com/forum/showthread.php?t=67080

    14. #14
      التسجيل
      09-03-2007
      المشاركات
      25
      المواضيع
      4
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: مؤتمن بركات

      أحمر شفاه


      وضع رأسه بين كفيها ..


      غمس رأسه أكثر في لحم كفها البض ..


      أدار رأسه نصف دورة .. قبل باطن الكف ..


      شعر بلذة فقلب كفها و قبل ظهر الكف الأكثر دفئا ..


      صعد بشفتيه إلي زراعها ..لحم الذراع شهي ..


      قبله بنهم ثم قبله مرة أخري ..


      رفعت هي يدها الحرة و مسحت علي رأسه ببطء ..


      أعادت الكرة مرة أخري ..


      رفع رأسه و نظر إليها .. تلاقت الأعين ..


      خفض من بصره ثم صعد برأسه إلي صدرها ..


      مرغ رأسه في صدرها ..


      سري دفء صدرها الفياض داخل عمق كيانه..


      مرغها مرات ذات اليسار ومرات ذات اليمين ..


      تناولت من علي الطاولة الموجودة بجوار الكرسي الجالسة عليه .. قلم ذهبي اللون ..


      أدارت قاعدته نصف دورة ثم رفعته إلي شفتيها


      مررت القلم علي الجزء العلوي من شفتيها ثم مررته علي الجزء السفلي ..


      مازالت رأسه يتمرغ في صدرها الدافئ ..


      أطبقت شفتيها ثم فتحتهما مرة أخري


      أمسكت رأسه بكلتا يديها ..


      رفعت رأسه قليلا و انحنت هي قليلا و قبلته بعنف في شفتيه ..


      أنتفض فزعا ..


      قفر من علي ركبتيها ..


      تعثر قليلا .. ثم انتصب واقفا علي أرضية الغرفة ..


      تراجع خطوة إلي الخلف ..


      صدم رأسه الصغير الطاولة الموجودة أمامها ..


      علي الطاولة كؤوس فارغة ..


      اهتزت الكؤوس و صدمتب عضها بعض ...


      مع صوت صليل الزجاج المتصادم و الضحكات الأنثوية العالية للنسوة المجتمعين بالغرفة ..


      صرخ ..


      أمي .. أمي


      أنا لا أحب اللون الأحمر

    15. #15
      التسجيل
      09-03-2007
      المشاركات
      25
      المواضيع
      4
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: مؤتمن بركات

      العشق عند ناصية من التاريخ

      في عصرنا الحالي المتفرع من شارع التاريخ و عند ناصية من نواصي الزمان العديدة وقفت الأرقام في طابور الاختيار..
      ...............أفصح قليلا حتى نفهم.
      ............. في أي شيء سيكون الاختيار

      .....................إذا لم تصبروا و إذا ما قاطعتموني سأطوي ربابتي و ارحل.
      الاختيار يا سادة يا كرام كان من بين الألوان.


      اليوم تنتهي مهلة توزيع الألوان علي الأرقام
      .
      لم يبقي منالألوان سوي اللون الأحمر

      .
      في الطابور يقف الرقمين السادس و السابع دون رفيق

      .
      مخالفة لقانون طابور الأرقام و طمعا في الاستحواذ علي اللون الأحمر, دفع الرقم السابع الرقم السادس و وقف أمامه

      .
      ثار الرقم السادس

      .
      نعق بصوت غراب أسود

      .
      حقي أبد لن أتنازل عنه

      .
      لا يصلح مع هذا الغاصب إلا القوة

      .
      سأقف مكاني أمام الرقم السابع

      .
      جذبه منشعره المسترسل فوق قفاه

      اختل توازن الرقم السابع.

      لم يترك الرقمالسادس شعر الأخر و وقف أمامه


      .
      في نفس اللحظة سكب الجالس في شرفة توزيع الألوان اللون الأحمر

      .
      و أيضا في نفس اللحظة , أمسك الرقم السابع الرقم السادس من أنفه حتى لا يسقط

      .
      احتضنا الرقمان

      .
      تلاصقا

      .
      الرؤية غامت أيهما يقف أمام الآخر.

      اللون الأحمر يغمر ثنايا الرقمين , ما زال اللون الأحمر يسقط منسكبا , لزجا , يغمر جسد الرقمين

      في تلاصق حميم سقط الرقمان.

      تدحرج أحدهما فوق الآخر فوق ترابالأرض.

      أختلط اللون الأحمر بلون غبار الطين


      .
      الرقم السادس يلتف بقوة فوق جسد الرقم السابع و الرقم السابع يفعل مثله

      .
      أشبه بزواج الأفعى كان الرقمين.

      أمام شهود و من بين الأرجل في حجم البطيخة سقطت بيضة.

      هل هي بيضة؟

      لا أنها صفر أبيض.

      بصوت عالي هلل صاحب الرأس الأشيب , صرخ الجمع.

      الابن الشرعي للرقم السادس و الرقم السابع .. صفرأبيض.



      ملحوظة:

      موضوع تعديل المادة 76 من الدستور المصري بطعم هزيمة 67 يحمل رقم القيد الصادر و‏‎ ‎الوارد

      ‎67 ‎‏ تاريخ / 0 / 1967 , تعديل دستور 76 / 0 / 2005‎

      ملحوظة :

      تعديل 34 مادة من الدستور المصري ملحق نتيجته صفر أبيض و يحمل رقم القيد

      قهر أحلام شعب / 0 / 2007


    صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •