هاي التكملة...
صحلت تهزيئة من ساوادا شين <<< خل أقول لهم ^.^"
>.<
..::||الجزء الثاني والأربعون||::..
تعجب الجميع من سؤال سامي (من أنا؟) إنه أصعب سؤال يواجه الإنسان في ظروف كهذه، لم يستطع يوسف تمالك نفسه فهم عليه وأمسكه من كتفيه وبدأ يهزه ويبكي
يوسف بصراخ: أنت سامي!! ما الذي جرى لك؟ أتريد أن تخيفنا أم ماذا؟
أحمد: يوسف دعه!! هذا لن يجدي نفعاً
نظر سامي إلى أحمد وسأله: من هذا؟ ولماذا يبكي؟
زاد بكاء يوسف وخرج من الغرفة جارياً نحو غرفته أما أحمد فبدأ يسأل سامي عمّا جرى له
أحمد: لا شيء؟ لا شيء تماماً؟
سامي: أيهم أفضل أن تموت امرأة عفيفة أم رجال مجرمون؟
انصدمت سارة مما سمعته وخافت أما أحمد فاستمسك بحلمه وسأله: من قال هذه الجملة؟ من أين أتيت بها؟
سامي: كان شاباً وسيماً، أبيض البشرة كبياض الثلج، وعينان فاتحتان زرقاوتان، على الرغم من أن الدماء تغطي جسده إلا أن ابتسامته تقذف الطمأنينة في النفوس
أحمد: إنه قيس، أجل إنه يملك عينين زرقاوتين... ماذا قال لك؟ لماذا قال (أيهم أفضل أن تموت امرأة عفيفة أم رجال مجرمون؟)؟
سامي: سألته (من أنت؟) فأجابني بـ(أتستطيع رؤيتي؟!) ثم اقترب مني وأمسك بوجهي وقال بصوت رقيق (لا تخف، فقد قتلت هؤلاء لأنهم كانوا مدمني مخدرات وقد رأتهم جارتهم مرة وهم يتاجرون بها، كانوا يخططون لقتلها كي لا يفضحوا!! أيهم أفضل أن تموت امرأة عفيفة أم رجال مجرمون؟)
أحمد: *هذا مستحيل!! لا يمكنني تصديق أنهم كانوا مدمني للمخدرات!! إنه يكذب*
سقطت سارة على الأرض تبكي وهي تقول: حمداً لله... حمداً لله...
التفت أحمد نحوها وسألها بتعجب: ما بك؟
سارة: لم أكن أعلم بأنهم كانوا يخططون لقتلي
انبهر أحمد مما سمعه وقال: أأنت جادة؟
أحمد: لماذا لم تخبري رجال الشرطة أو على الأقل تخبريني!!؟
سارة: كنت خائفة، لم استطع فعل أي شيء...
لم يستطع أحمد قول شيء بعد أن سمع ذلك من أقرب الناس إليه، واكتفي فقط بالقول في نفسه: *ما الذي حدث لدولتنا؟!*
أما شيماء فقد وصلت إلى منزل والدها ودقت جرس المنزل، فتح لها الصبي نفسه الذي فتح لها المرة الماضية...
سألته شيماء وهما يسيران: ما اسمك يا صغير؟
حمد: أجل... أتعرفين والدي؟
شيماء: بالتأكيد فأنا ابنته؟
وقف الفتى في مكانه ونظر إليها: ابنته؟ كيف هذا؟ أنا لا أملك أختاً كبرى
ابتسمت شيماء وقالت له: والدك كان متزوجاً امرأة قبل والدتك ولكنه طلقها...
حمد: إذاً فأنت تكرهيننا الآن أليس كذلك؟ بالتأكيد تملكين حقداً نحوي ونحو والدتي لأخذ والدك منكما!
شيماء: بالتأكيد لا... فلا ذنب لكما، أمك تزوجت رجلاً وهذا ليس عيباً وأنت ولدت بعد الذي جرى ولا دخلك لك أيضاً... لماذا ظننت بأنني سأكرهكما؟
حمد: لأن صديقي يكره زوجة والده وأبنائها
شيماء: لأنه صغير ولم يتفهم الأمر حتى الآن، أما أنا فلا أكره سوى شخصاً واحداً منكم...
ضحكت شيماء وقالت: ولماذا تكرهها أنت؟
حمد: إنها عصبية وكثيرة الصراخ وخاصة على أبي... إنها عجوز فلماذا لا تموت وتخلصنا؟
ضحكت شيماء مرة أخرى وقالت: لندخل الآن فأود رؤية والدي...
حمد: حسناً.. ولكن ألن تخبريني باسمك؟
حمد: حسناً... أتمنى لو تداومي على زيارتنا ولا تنقطعي، فكم تمنيت لو أني أملك أخ أو أخت كبرى
شيماء: حسناً... سآتي إلى هنا بين الحين والآخر
دخلا سوياً المنزل وإذا بجدتها جالسة أمامها
فابتسمت لها شيماء بلطف وقالت: السلام عليكِ
نظرت إليها بحقد وكراهية وقالت: لماذا أتيتِ إلى هنا مرة أخرى؟
منيرة: لا مكان لك هنا ولا حاجة، فاغربي عن وجهي واخرجي من منزلي
شيماء بعد أن كشفت عن وجهها الحقيقي وأزالت ملامح اللطف: أنا هنا لمقابلة والدي وليش لرؤية وجهك الأجعد!!
تعجب حمد: *إنها جريئة!! تعجبني حقاً، شيماء... أفتخر بأنها أخت لي*
منيرة: حقاً إنك قليلة التهذيب، أهكذا ربتك والدتك؟ أفضل شيء فعله ابني عندما طلقها وإلا لفسد النسل
شيماء: اصمتي يا عجوز، انظري إلى أخلاقك قبل أن تخاطبيني، وإن كنتِ لا ترحبين بي فغيركِ يرحب بي
أتى والدها في هذه اللحظة ولكنه لم يقل شيئاً وهو ينظر إلى هذا اللقاء الذي لم يتمنى حدوثه مرة أخرى...
فقالت منيرة: اخرجي... ها هو ابني لا يريدك هنا
شيماء: أحقاً هذه رغبته أم رغبتكِ؟
تدخل حمد قائلاً بتردد: ها... ها أنا أرحب بها
تعجب والده مما قاله أما منيرة فغضبت: أيها المتعجرف الصغير أتطيل لسانك على جدتك؟
حمد بخوف: لم أقل شيئاً فقط أبديت رأيي
منيرة: وتراددني أيضاً؟ سترى ماذا سأفعل بك!!
شيماء وبابتسامة سخرية: هيه... وماذا تستطيعين فعله وأنتِ مقعدة هكذا؟ إنه من السهل القول ذلك ولكن من الصعب تنفيذه...
زاد غضب منيرة وبدأت بالصراخ: أخرجي حالاً أيتها الوقحة
خاف حمد واختبأ خلف شيماء قائلاً بصوت خافت: لا تتركيني هنا وحدي بعد الذي قُلتُه لها...
شيماء: لن أتحرك حتى أسمع والدي...
محمد: *ما الذي تريدينني قوله!! في ماذا تفكرين؟*
منيرة: محمد... أخبرها بأنك لست أباها منذ أن تركتهما تلك الليلة...
شيماء: اصمتي ودعي والدي يتحدث، لديه قلب وشعور ولديه عقل يفكر فيما يقوله ولسان ينطق به ولا يحتاج إلى حديثك الفارغ هذا، فهو لم يطلب منك أن تختاري له رداً... ماذا قلت يا أبي هل أغادر أم نجلس ونتحدث؟
قال محمد لوالدته: أنا من اتصلت بها وطلبت رؤيتها
منيرة بتعجب وغضب: ماذا قلت!!؟ هل أنت جاد؟
محمد وتردد في الإجابة: أ...أجل
قاطعتها شيماء: أرأيتِ؟! أنتِ الوحيدة التي لا ترحب بي هنا، فهل لكِ أن تصمتي ولو للحظة؟ فكلامك كثير وفارغ...
ثم أمسكت بيد والدها وسحبته: لندخل إلى المجلس...
ثم تبعهما حمد قائلاً بصوت خافت: انتظراني لا تتركاني وحدي...
دخلوا ثلاثتهم إلى المجلس وجلسوا على المقاعد...
محمد: لماذا أتيتِ؟ لم ألم أقل لك أن لا تأتِ إلى هنا؟ انظري ماذا حدث!!
شيماء: لماذا؟ ما الذي حدث؟
محمد: شيماء، لا أستطيع فهمك!! كل هذه المشاجرات التي حدثت وتقولين لم يحدث شيء؟
شيماء: ولكن ماذا جنينا من وراء هذا الشجار؟
شيماء وحمد: لا أظن ذلك...
نظرت شيماء إلى حمد وقالت: لماذا لا تظن ذلك؟
حمد: لا أعلم ولكن... وجودك كان دافعاً لما قلته، كان لدي الجرأة لا أعرف لماذا، مع أنني خائف الآن ماذا سأفعل بعد مغادرتك؟
شيماء: لا تخف فهي لا تستطيع فعل شيء... أتخاف من نظراتها أم من صوتها؟ إن كان كذلك فسد أذنيك وأغمض عينيك عندما تعبر أمامها...
محمد: لا أعرف ماذا أقول...
شيماء: لا تقل شيئاً ولكن من الآن اتخذ قراراتك بنفسك...
محمد: شيماء!! أهذا ما تريدين التوصل إليه!!؟
شيماء: أجل... ألست قلقاً علي؟ فأنا قلقة عليكِ أيضاً. كونك رجل فيجب أن تكون الآمر هنا وليس المأمور، ولكن ما أراه فيه غير ذلك، وبسبب هذه الخصلة الذميمة التي تتصف بها ضاعت حياة شخصين، وإن تواصلت هكذا ربما تضيع حياة عائلتك الجديدة... هل ترغب بحدوث ذلك الأمر؟ وأيضاً انظر إلى نفسك، تقول وتفعل أمور وقلبك يتقطع من الداخل أهذا شعور رائع؟
محمد: هل أنتِ حقاً تتعالجين لدى طبيب نفسي أم أنت الطبيب نفسه؟
ضحكت شيماء ومن ثم قالت: لا بالتأكيد... أنا المريض وليس الطبيب
ابتسم محمد وقال: يا ليتني لم أطلقها... فقد أحسنت تربيتك
حمد: أتريدني أن أخبرك الحقيقة يا أبي... لا أريد جرح مشارعك ولكنني لم أنظر إليك يوماً نظرة أب ولكن نظرة روبوت لأنك لا تظهر مشاعرك ولا تفعل إلا ما يقال لك...!!!
ثم التفتت نحو والدها وقالت: ولكن والدتي لا دخل لها بتربيتي
شيماء: الفتاة التي تراها أمامك هي الفتاة التي بناها قيس...
محمد: مستحيل... أنتِ تمزحين أليس كذلك؟
شيماء: ولماذا المزاح؟ منذ صغري وأنا وحيدة في المنزل وأمي تعمل طوال الليل والنهار، إما في عملها أو لترميم المنزل أو الطبخ والتنظيف أو للتسوق واشتراء حاجات المنزل... كنت فتاة وحيدة ولا أعرف ماذا يدور حولي وما معنى الصحبة والحنان أو معنى العائلة حتى قابلت قيس... هو الذي رباني وعلمني كل هذه الأمر، الحب والعطف والحنان والأمل... وهو فخور بي الآن كفتاة ترعرعت تحت يديه
محمد: ولكنه رجل غريب ولا يعيش معكما في المنزل فكيف كان له الوقت الكافي للجلوس معك؟ كيف بدأ الأمر؟
شيماء: عبر نافذة غرفتي...
شيماء: أجل... أتاني عبر نافذة غرفتي وكان يزورني كل ليلة
محمد بتعجب: عجيب؟ وما العجيب في الأمر؟
شيماء: هذا وأنت لا تعرف شيء حتى الآن وقلت خيالية، إذاً ماذا ستقول بعد أن أخبرك بالتتمة؟ لن تصدق ما أقوله...
محمد: (أخبركما)؟ ألست أعلم بالأمر أيضاً؟
شيماء: بالتأكيد لا فأنا لا أعني ما تفكر به... إن أخبرتك بهذا الأمر فقد تظنني مجنونة
شيماء: لأنه أمر خيالي ولا يصدق... حسناً أنت من أردت مقابلتي ولم تخبرني بما ترغب قوله
محمد: كنت أريدك أن تنسي قيس ولكن...
محمد: يبدو كذلك... ربما يملك إيجابيات إن كنتِ حقاً ترعرعتِ تحته
شيماء: بل لا يملك سلبيات... حسناً لا أستطيع الجلوس كثيراً فهناك من ينتظرني في المنزل...
ثم ابتسمت له وغادرت المكان...