ما بين الأنظمة وما بين الشعوب .
بسم اللهِ الرحمن الرحيم .
معَ إقتراب موعد القمة العربيَّة ،لم يعُد خافيًا على أحد ما بلغتهُ الأوضاع العربيَّة من سوءٍ وشِقاق بينَ الحكومات أو الأنظمة ما بينَ بعضِها البعض ،ورُبما كانت علاقات أولئكَ المُتخاصمين جيدة في الماضي القريب فَإذا بهم اليوم يتناحرون ويتصارعون ،والمُخجِل في الأمر أنَّ هذهِ الأنظمة هي هي لم تتغير ،وكم نظامًا عربيَّا تغيَّر مُنذ عقود ؟.
ولا يخفى على أحد أنَّ "مصلحة" هذه الأنظمة هي التي تقاربُ ما بينها ،وتُباعِدُ ما بينها ،أمَّا الشعوب فلا ناقةَ لها ولا جمل إنَّما تُساقُ سوقًا ،وترضخ للمواقف التي تتخذها أنظمتها .
فالنصيحة توجَّه للشعوب ،إنَّ ما بينكم وبين إخوانكم ممن اختلف نظامُكم مع نظامهم ،هو أثبتُ وأرسى مِنْ أنْ يتزعزع بِصراع الأنظمة ،فعارٌ عليكم أنْ تُعادوا بعضكم البعض تبعًا لِمواقف حكوماتِكم وأنظِمتِكُم .
إنَّ مصلحتكُم أيَّتُها الشعوب ،ليستْ في "العداء" بين بعضكم البعض ،واللهُ عزَّ وجلَّ يقول : "وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" .
وفي موضعٍ آخر : "وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ " .
إنَّ هذه الأنظمة والحكومات ،التي تحكُم اليوم ،مصيرها إمَّا أن تتغير فيأتي غيرها ،أو تُغيِّر فتُصبح مصالحها مشتركة مع من كانتْ تُعاديهم ،والأيامُ دول ولا شيء يبقى على حاله ،فهل تُعادون بعضكم البعض على مالا ثباتَ لهُ ؟،وأيُّ موقفٍ ثبتت عليه الأنظمة العربية !؟.
إنَّ واجِبَ الشعوب اليوم أن تضغط في إتجاه أن تكونَ المواقِف حسبَ مصلحةِ الأُمة جمعاء ،لا أن تكون المواقِفْ في مصلحةِ نظامٍ أوشعب دونَ الشعوب الأُخرى ،فمصلحتنا كعربْ هي مصلحة مُشتركة ،وإنْ زعمَ البعضُ غير ذلِك .
نسأل الله العليَّ القدير أن يُهيئ لِهذه الأُمة أمرَ رُشد .