هذه الحياة لا ترحم ، وهي مليئة بالوحوش والعفاريت. كانت الثقة ضمن إحدى خصالي الطبيعية. ولكن بعد ما تكسرت الثقة علمت علم اليقين أنه لا يوجد أي شخص جدير بالثقة في هذه الدنيا.

اسمح لي ببعض الفضفضة أنا الأخرى , تخيل فتاة نشأت ولمدة 18 عام في مجتمع أقرب الى الملائكة - والله لا أبالغ - من البشر ..18 سنة وهي تعيش بجو من الطيبة والحب بالله والنقاء والثقة المطلقة بالاخرين ..وفجأه تخرج هذه الفتاه الى مجتمع الجامعة .. وكل ما تحمله من شك ضد الاخرين لا يعدو ان يكون نتاج المسلسلات ..!
لن أعدد لك عدد المرات التي تأذيت فيها نتيجة ثقتي المطلقة بالناس , سواء ماديا او روحيا , ويكفي ان أقول لك اني فقدت بحثي

بأكمله وتم أخذه بأكمله واعطائه للدكتور باسم الي أخدته ..!

عارفة مثال بسيط ولا يرقى الى حالة الوحشية التي تراها , لكن ما بقدر اوصفلك مدى ضيقي فترتها ..
أي كلمة ممكن انها تنقلب ضدك , أي ابتسامة ممكن تتفسر بشكل خطأ , أي اشاره بصالح أحد الاحزاب بتنحسب عهداك الحزب مع انو انت لا ناقة لك ولا جمل ! - مسألة السياسة حساسه عنا - ..
أشخاص تعتقد انهم زملائك واصدقائك ببيعوك بأول بحث او علامه اخدتها اكتر منهم .. كل امثلتي من الجامعة لانو مدى خبرتي بالحياة هو الجامعة ! .. سو سموحة منك ..

بصراحة في تلك الفترة داهمني الاكتئاب لفترات طويلة وتأثرت حياتي جدا , وكان في عوامل أخرى ساهمت باشتداد الاكتئاب النفسي وانغلاقي عذاتي , كتير اوقات كنت اندمج ببكاء بلا سبب وانغلق عذاتي وارفض الخروج للكلية .. من معاملة الناس ..
امم كان حل مشكلتي ببساطة انو اغير كل حياتي واغير من شخصي , وفعلا نقلت من الهندسة للأداب ودرست وعملت شي انا بحبه وهاد شي كتير برفع المعنويات , ونقلت من شخصية متفتحة على الجميع الى شخصية تحصر ثقتها ب8 أشخاص فقط ..وهذا طبعا بمساعدة من الأهل وبالحاح الدعاء بتغيير هذه الحال والحمد لله .. ما بقدر اقلك انا سعيدة 100 % لأانو ما في اشي كامل والكمال لا يتم الا لله , ولكني راضية وسعيدة بانجازاتي حتى الان .. والحمد لله
بدأت لوحدي في هذا العالم وعدت لوحدي كما كنت، لقد عانيت كثيرا منذ صغري ولكني أخفيت الحزن والإحباط لأن ليس هناك إنسان أستطيع الحديث معه عن هذا الموضوع. وأنا في الأصل لا أحب مشاركة مشاعري مع أحد، فهل هذا بحد ذاته يعتبر أحد أسباب الإحباط ؟

الشق ألأول , أيضا اعود الى صفحات المراهقة , مرت فترة شديدة جدا علي لا مجال لتفصيلها , وبهذه الفترة خسرت واحدة من أعز بل الأعز من صديقاتي .. وكنت وحيدة جدا ..

عدد الساعات التي شعرت فيها بالوحدة لا تعد ولا تحصى ..
وزاد هذا الشعور وقتها اجتياج نابلس , وعزلنا ببيوتنا مقطوعين عن الماء والكهرباء وصحبة البشر ! لدرجة انو مرت فترة حسيت حالي فيها مريضة نفسيا
وعندها لزمت المصلى وكانت صلتي بالله وهو من ملأ وحدتي , والحمد لله , وانحلت الاوضاع تدريجيا ..
امم أحيانا الوحدة بتكون دافع للانسان للاختلاء بنفسه بعيدا عن دوشة الاخرين ومراجعتها ..فجرب استغل وحدتك ايجابيا , رتب حياتك وامورك بشكل جديد , جيب ورقة وقلم وحط أهدافك وطموحاتك وشوف شو أنجزت وشو ما انجزت , جرب تقرأ مفاتيح النجاح للدكتور طارق سويدان أظن , وهناك كتاب رائع جدا يدعى جدد حياتك لمحمد قطب - ايضا اظن - حتنتفع منه جدا بحالتك ..
الشق رقم 2 , اممم يا اخي الشكوى لغير الله مذلة , صدقني ولا حدا حيفهم غير ربنا , وان كان لا بد , اظن بل اكاد اجزم انك مخطىء , حاول تقلب نظرك بالوضع حتكتشف انو في ناس ممكن تفتحلهم قلبك ..بس انتا مو قادر تشوفهم .. نظرة أعمق يا صاحبي -صاحبي عشان السياق

-
الشق رقم 3 لا تحب مشاركه احد بمشاعرك , امم مو انا بصراحة ولا بقدر افيدك بشي , لانو طبعي بعكس مشاعري على الاخرين !
كانت هناك أهداف وآمال أردت إنجازها ولكن أصبحت عديم الطموح مؤخرا، فقد شخصيتي وأصبحت مجرد جثة بلا روح موجودة على هامش الأرض. نسيت شعور الفرح وأصبح بإمكاني إعطاء شرح كامل عن الألم والحزن. فالألم معاناة ، والمعاناة تظل في الذاكرة لأجل مسمى.

الى جدد حياتك مرة أخرى ..

ودعني اخذك بنظره اعمق الى الالم , بالتأكيد انت لم تعايش الم الابتعاد عن الاحبة , او الم القلق على من تحب , او الم انك تحت القصف وتحاول ان تفكر بأنه لا سمح الله لو حصل شيء ان يحصل لك وليس لاولئك الذين من حولك ..لم تجرب الم ان ترى الخو في عيون اخوتك الصغار او في عيون اهلك , لا أذاقك الله هذه الصنوف من الألم , لا داعي لكل هذا التشاؤم والألم هناك دوما من يتألم أكثر منك , وعرأي المصريين ما دام الشمس طالعه والنيل بيجري يبقى كل حاجة بخير .
لقد سئمت من الألم. أريد تغيير نفسي وأنا أؤمن بقابلية التغير لأني غيرت نفسي من قبل ، ولكن حاليا لست نفسي. فقدت شخصيتي وفقدت أملي في الحياة. وهذا الفقدان كان سببا في هبوط مستوى دراستي ، فالألم يغمرني. وهذا الفقدان كان سببا في قلة مشاركتي وفعاليتي في المنتدى ، فالإحباط يمنعني. أضف إلى ذلك أني لا أرتاح لأي شخص وأرى نفسي وحيدا في هذا العالم.

مرة اخرى الى جدد حياتك ..
وضيف لا تحزن أكيد عندك لا تحزن ..
كنت في السابق لا أعرف المواجة وكنت لا أدافع عن نفسي لأني بكل بساطة أتيت من بيئة مختلفة و وُضعت في بيئة أخرى، و حينما بدأت بالدفاع والهجوم ثبت نفسي على أقدامي. ولكنني نادم على كل مرة لم أفعل فيها شيئا ، وأشعر بالقهر والغضب كلما أتذكر مواقف من الماضي سمحت فيها للآخرين بالتعدي علي . مرات أتسائل إن كنت الوحيد الذي نشأت هكذا أم هناك آخرون مروا بنفس التجارب. لا يمكنني الآن فعل شيء لأن الوقت تغيير والناس تغيرت والأوضاع كليا تغيرت. لكنني لا أستطيع نسيان تلك المواقف.


سموحة منك , هنا يتوقف مدى تجربتي !
في أمان الله , وأسفة على الاطالة