الليلة سأتخلى عن كل شيء
كل شيء و سأتحدث !
..
فليعذرني الصمت
...
..
هنا رأيت شيئاً من كل شيء أو من لا شيء
...
مفعول به منصوب
و علامة نصبه ... السكون
و ليعذرني أيضاً أهل اللغة !
..
.
ظلت تحدق فيه حتى أصابتها الهستيريا فامتدت يداها لتخطفه و تمزقه بوحشية
...
كانت تقطعه و هو يتلوى بين ذراعيها و يصرخ بضعف رحماكِ رحماكِ
...
هي لم تكن تسمع في تلك اللحظة
كانت عمياء صماء
...
و مجنونة!
و ليس على المجنون حرج ... و إن كان هناك حرج في حالتها بالذات
فلن يجرمها أحد على كل حال
...
يمتلأ ذلك المكان بكل أنواع القهقهات
أو النظرات .. أو الضحكات الصفراء والحمراء و حتى السوداء
..
لكنها حقاً فارغة .. أو ممتلأة بالفراغ
..
لم تكن وحدها بل كانت هي الأخرى كذلك
كانوا جميعاً كذلك !
رحماك ربي بنا و بهم ...
...
حاولت أن تتصنع الدلع والدلال قدر استطاعتها
حتى أنها نسيت في لحظة من اللحظات
..
أن هذا ليس إلا قناعها الذي تلبسه أمام هذا وأمام ذاك
و كانت تتنهد وتتأوه ... ثم ماذا؟
لابد أن يظهر أحدهم في هذه اللحظة ليعتذر للمشاهد عن جرح مشاعره !
و بغض النظر إن كنت ممن قد رأى أو من لم ير قط ...
فإن السبيل و المخرج واحد
...
انتظرت أن يظهر أحدهم ليعتذر لي عن جرح مشاعري
عن هدر كرامتي
و احساسي بمعنى حقيقي لوجودي
لكنني لم أرَ سوى المشهد كاملاً من دون أية فواصل
..
كان المشهد يتكلم بصمت .. بصمت و بوقاحة
و كان لابد علي من باب الحياء أو باب التغاضي أو من أي باب قد أُلزمت يوماً به لسبب مقنعاً كان أو غير ذلك
...
كان لا بد علي أن ألتزم الصمت على كل حال ... فلزمته!
...
و ليس علي ( في ذلك الحين) حرج!
...
..
و مضيت أقلب ناظري
يمكنني أن أرى المزيد .. فأنا لا أعشق في حياتي سوى المزيد
أياً كان نوعه
المزيد من الظلم ... المزيد من الاستهتار
المزيد من الخيانه .. المزيد من الأقنعه و المزيد من الكذب
..
لا جديد!
..
لا بأس ما دمت قادرة على الاستمرار
..
المزيد من اللامبالاة ... المزيد من اللامسؤولية ... المزيد من الجهل
..
و أخيراً ( و قطعاً ليس آخراً )
..
المزيد من جلد الذات ...!!
لا يمكن أن تستمر هذه الاسطوانه ولا يمكنني أن احتمل إعادة كلماتها على خلايا عقلي و ألحانها على أوتار قلبي ... في كل ليلة
...
لكن لا بأس ببعض من المزيد في حين أن أقرر ما سأفعله بهذا الشأن
..
تمتد يدها خلسه لتسرقه على مرأى من الجميع
..
منتهكة بفعلتها تلك حرمة من امتلكه
..
في الحقيقة ولنكن أكثر إنصافاً ... هي لم تسرق
لم بكن ذلك الفعل ليسمى سرقة ... هي لم تسرق
لكنها أخذته لأنه كان معروضاً للسرقة
..
لا بأس .. لن أشغل فكري بذلك كثيراً ... كان سيُسرق على كل حال !
...
و مضيت أتلفت ... بت أرى كل شيء
نظراتها مملوءة بالود والحنان و نسيت أن هناك لغة تسمى لغة الجسد
و أخرى تسمى لغة الحسد ...
..
لكنها وللأمانه أتقنت
فكان جديراً بها أن تلحق بركب المؤهلين لأدوار عظيمة في الحياة
..
و كان الكل من أولئك الذين أتقنوا لغة الحسد و الآخرين ممن أتقنوا لغة الجسد
كان الجميع ينتظر دورها الجديد
..
لكنها ماتت !
و عزائي و عزائنا جميعاً أننا كنا ندرك تماماً تفاصيل الدور الجديد
..
و إن لم نكن قد حزنا لموتها ... فليس علينا حرج !
..
يتكرر السؤال لمَ أصبحت أرى
هل لأنني كنت لا أرى أم لأنني أصبحت أرى الآن حقاً
أم أنه لا علاقة لعيناي بالموضوع كلياً ؟!
..
ليست أهمية الجواب كأهمية النتيجة
المهم الآن أنني أرى و من الممتع أن أراها وهي عارية !
..
أقصد الحقائق بالتأكيد !
..
و يطول الحديث ... فأضطر أن أقطع حباله
..
و لتعذرني بقايا المهزلة !!
...
..
.
ليست هذه سوى فضفضة بعد طووول كتمان !
فليعذرنـــــي الجميــــــــــــــــــــــع !!
...
الآن يمكنني أن أنام بسلام على أمل أن الصمت قد التمس لي عذراً !