بسم الله الرحمن الرحيم
رمضــــــــــان كريــــــــــــــــم!!!
رمضان كريم..هذه عبارة درجت على الألسن وبين كل الناس وبات من الطبيعي أن يبدأ بها المذيعون حديثهم حين يريدون التحدث عن هذا الشهر الكريم..وهذا ما فعله مذيع أحد القنوات الفضائية قبل أن يجري مقابلة مع أحد الإعلاميين أو الذي لا أدري من هو أو ما عمله بالضبط...رمضان كريم.. لكنهم وللأسف فهموا معنى الكرم بغير حقيقته..فهذا الذي لا أعرف من هو بات يتحدث عن كرم السادة المنتجين علينا نحن العامة وذكر المسلسلات التي تم إنتاجها لتعرض في شهر رمضان والتي لا بد أنها كلفت أموالاً طائلة ..وعن كرم الإخوة الممثلين حاملي راية الشعوب و متبني قضيتهم العادلة كي يطالبوا بحقوقهم حسب قولهم عن طريق بعض التمثيل وكي يحاولوا أن ينهضوا- حسب قولهم أيضاً – بمجتمعاتنا المسكينة..وحسب ما ذكر الأخ الكريم الذي أؤكد أنني لم أعرف من هو بأن شركات الإنتاج السورية قد أنتجت أكثر من ثلاثين مسلسلاً منها حوالي ستة مسلسلات من نمط مسلسل باب الحارة الذي عرض السنة الفائتة ونجح كما قالوا نجاحاً كبيراً..فسعى أصحاب الشركات والأموال والراكضين وراء الربح والشهرة إلى إنتاج مسلسلات مماثلة علها تنجح كما نجح...وهناك المسلسلات المضحكة والمبكية والقديم والحديث..الخ..وفي غمرة الحوار الشيق بين المذيع وضيفه يتصل أحد المشاهدين ليسأل بلهفة كما يسأل عن جاره في السكن أو زميله في العمل عن أبي عصام ..ومن هو أبو عصام هذا؟؟..وأي أهمية له لتسأل عنه؟؟.فلم أملك إلا أن أقول في نفسي (الله يثبت علينا العقل والدين!!)..
وهذا الكرم الحاتمي الذي تمتع به هؤلاء الأشخاص في إيجاد تسلية لنا وأشياء تذهب الأوقات بلا حساب وتنسي المدمن عليها كل ما فرضه الله علينا في هذا الشهر الكريم ..وما وجد من أجله لم يقتصر فقط على المسلسلات بل لكل برنامج مسابقة ولكل مسابقة هدية ..فقط اتصل واربح.ويمكن للمرء أن يحصي المجانين الذين يصدقون هذا الهراء الذين يراهن عليه القائمون على هذه المسابقة في تحصيل ربحهم ..فيأتي رمضان ويذهب رمضان وكثيرون لم يحسبوا سوى عدد المسلسلات التي تابعوها والمسابقات التي اشتركوا بها وكم خسروا من مال أملاً في ربح بسيط من هذه المسابقات..ونسوا أن الربح الحقيقي في نهاية الشهر يكون في حساب عدد الحسنات التي حصّلوها من عباداتهم و هل كانوا من الفائزين بالجائزة الكبرى وهي ليست مالاً أو هدية بل عتقاً من النار..و هل يعادلها هدية؟؟...
أردت أن أقول هنا بأن رمضان كريم..كريم من الله كريم على العباد..كريم بكثرة التجليات وكثرة الإعانات التي يمنحها الله لعباده كي يستطيعوا القيام بالعبادات والطاعات التي فرضها الله علينا ..كريم إذ صفد الشياطين و بارك في أوقاتنا..كريم في الثواب إذ جعل مضاعفاً حيث ثواب صلاة السنة بفريضة والفريضة بسبعين فريضة والصدقة لها ثواب مضاعف..وأشياء تعد ولا تحصى..يكفينا قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي الذي يرويه عن لسان ربه عز وجل " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به .." *والجزاء بحسب المجزي...فانظر من هو المجزي ..كريم في كل شيء...لكن كرمه من عند الله وليس من عند العباد...
وفي النهاية رمضان كريم..على الجميع بإذن الله ..وكل عام وأنتم بخير..
__________________________________
*الحديث السابق مأخوذ من حديث قدسي طويل رواه البخاري ومسلم..