هل تعرفون أين هو المجتمع العربي
هل تريدون أن تعرفوا لماذا لا يمكن أن نكون نحن من ننصر غزة وفلسطين؟
اعتاد كتابنا وأنا منهم أن نلقي اللوم على بعض الحكومات في النوم والثبات، بعيداً عن التفاعل الحي والعملي لما يحصل في قضايانا الإسلامية الكبيرة، ليس فقط في غزة، إنما في كل بقاع العالم، ولا نبرؤهم من ذلك ولكنهم ليسم وحدهم المسؤولين بل تشاركهم الشعوب فيما وصلنا إليه من الخزي والعار..
هل تعرفون أين كثير من شعوبنا الحرة؟!.. وبماذا يفكر كثير من رجالنا الأحرار.. الذين نأمل منهم نصرة غزة، وما لذي يشغل بالهم وأوقاتهم؟!.. ونساؤنا المربيات للأجيال.. وأطفالنا الصغار..
أنا أخبركم..
الأطفال في الملاعب والمدارس وأمام برامج الأطفال، وليس عليهم من حرج وهذا مكانهم، ولكن الحرج في جهلهم لما يحصل في فلسطين، وهذا واجب الأهل حتى ننشأ جيل مختلف عن جيلنا الذي أحدثكم عنه.
جيل يأكل ويشرب ويتسوق وتلك مطالب الحياة لا نستطيع لها إنكاراً، فالدنيا لا تقف عند أي أحد ولا عند أي مصاب، وما هذا الذي عنيته، إنما عنيت الضمائر التي ماتت، الفاقدة للإحساس بالمسؤولية، الغير مكترثة بالقضايا الإسلامية، معدومة الرقابة الذاتية.
مقتطفات سريعة أسوقها لكم عن حالنا وحالهم:
عرضت أمس على شاشة التلفاز في متابعة لأحداث الاجتياح على غزة رجل مبتورة لا نعرف هي لرجل مات أم مازال على قيد الحياة.. نقلت بمفردها على سرير الإسعاف، فيما أرجل هنا* تسير إلى المعصية لا تثنيها أخلاق ولا دين.. عن المضي فيما ذهبت إليه.
أشلاء متناثرة، أيدً مقطوعة في غزة، فيما أياد هنا تمتد للحرام وتتعامل بالرشوة والربا.
جثث عرتها القنابل فاكتست الدماء، وهنا أجساد تعرت في احتفالية رأس السنة بين أغان ورقص ومجون.
هناك رجال صامدون أمام الصواريخ والقنابل يقاتلون ويجاهدون، ورجال هنا غير صامدين أمام الصواريخ البشرية لفتيات الدعارة يتابعونها عبر التلفاز أو الانترنت أو رسائل البريد.. تعج بها حواسيبهم الشخصية غير قادرين حتى على جهاد أنفسهم، ولا تعجب إن رأيت في أجهزتهم ملفاً صوتياً لقارئ يرتل القرآن، وفي مجلد آخر ليس ببعيد صورة لفتاة عارية .. !
في غزة رجال لا يعبئون أن تبصر عيناهم الحياة، وما رغبوا بها إلا ليجاهدوا ويصدوا اليهود عن مقدسات المسلمين ورجال هنا ما قدروا أن يغضوا البصر أمام نساء عاريات كاسيات متبرجات يلبسن حللن كاذبة هي حليهم في النار.
هواتف غزة مغلقة لا يجدون قدرة على شحن هواتفهم المحمولة ليطمئنوا على أقاربهم المشردين هنا وهناك.. وهنا هواتف تنتقل منها رسائل الـ sms منها رسائل فاحشة تدعو للرذيلة، ومقاطع "بلوتوث" تعلن الفضيحة.
في غزة عروس كتبت عنها الزميلة المجاهدة ميرفت عوف بعد خطبة دامت خمس سنوات استشهد عريسها، وزواج آخر لم يتم.. زف صاحبه لحور العين.
وهنا رجال ونساء ما قدروا نعمة الاستقرار الأسري وبناء البيت المسلم، يخونون ويظلمون..
في غزة رجال ونساء لا ينامون.. يواصلون الليل بالصباح، مجاهدون مرابطون يصدون العدوان.
وهنا رجال يصلون ليلهم بنهارهم في الاستراحات أو المقاهي أو في مشاهدة القنوات الإباحية أو محادثات "الماسنجر" المشبوهة، أو هم يتسمرون أمام الأفلام الأمريكية التي تستعرض العنجهية الأمريكية وتعرضها بكل غباء القنوات العربية أو أمام ملاعب الكرة تغضبهم تسديدة من الخصم أكثر مما تحرك فيهم قذيفة في غزة!. هؤلاء يضيعون ليلهم هباء ويمضون نهارهم نياماً.. فماذا نرجو أن يقدموا لأنفسهم أو لعائلاتهم حتى نرجو منهم أن يخدموا القضية الإسلامية!
هناك في غزة رجال ونساء يخرجون تحت القصف إلى السوق ليشتروا الخبز لأطفالهم، وهنا يتسكعون في الأسواق باحثين عن فتيات أدمن التسوق.
رجال في غزة لا يسمعون إلا صوت القذائف والقنابل، لا يريدون إلا جهاداً، وهنا رجال مزقت طبول آذانهم الأغاني.. وآخرون يصطنعون الحجة لمهاتفة امرأة وإطالة الحديث معها.. يداعبون آذانهم بصوتها.. وما عرفوا إخواناً لهم صافحت آذانهم القنابل فقهروها.
ما ذكرته هو –للأسف- من صميم واقعنا، مطالعة بسيطة لما ينشر من موضوعات واستشارات تطلعنا على ما هو أعظم مصاباً، نشرنا مسبقاً مادة عن الخيانة الزوجية وصل عدد التعليقات عليها (68 ) والقضية ليست في عدد التعليقات وإنما فيما ورد فيها من قصص مخزية.. أحيلكم لها لتروا حالات الخيانة المستشيرة في مجتمعاتنا ولكم منها بعض المقتطفات:
الاسم : حسن
شكرا على هذا الموضوع الذي يشغل بالي لعلي أجد ما يريحني ويقوي الثقة في داخلي فأنا يكاد الشك يقتلني بسبب ما رأيته من النساء، فإن اغلب اللواتي عرفتهن اكتشف في آخر الأمر أنهم متزوجات وقد كنت لا اعرف من الدنيا شيء وكانت فكرة خيانة الزوجة لزوجها غير موجودة حتى كانت المرأة الأولى التي عرفت عليها واكتشفت انها متزوجة وأم لإبنة فتركتها ولم أكن اعلم أن غيرها الكثير، فإن اغلب من عرفتهم أو من عرفهم أصدقائي هم من المتزوجات ولكن الحمد لله لم أشارك اي زوجا في خيانتها لزوجها وخاصة عندما اعلم أنها متزوجة ولكن للأسف الشك في نفسي يكاد يقتلني فأصبحت أرى النساء جميعهن واحكم عليهن وفق ما رأيته
فحسبي الله ونعم الوكيل....
الاسم: سماح
أريد حلا فبعد سنين زواجي ال11 اكتشفت خيانة زوجي لي " 5 مرات" وفي كل مره يجد لي عذر وأصدقه لكني تعبت والله تعبت فهو دائم الخيانة ولا ينقطع في كل مره امسك هاتفه الخلوي اكتشف سر أرجوكم أريد حلاً.
الاسم: بو أحمد
أنا أب لـ 3 أبناء، زوجتي خانتني بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وأنا غير قادر على التفكر كل همي الأبناء وغير قادر أن أقرر في الاستمرار أو الطلاق .
الاسم:أم عبودي
السلام عليكم أنا زوجي كان دائماً يتركني عند أهلي، بحجة أن عنده دوام عسكري ولما طلبت منه أن أبقى في البيت غضب إذ اكتشفت أنه كان يأتي بالنساء والشباب إلى البيت.
الاسم : ماجدة
ماذا تفعل المرأة بعد زواج عشرين سنة نتج عنه أربعة أبناء إن اكتشفت أن زوجها يخونها مع رجل أليست مصيبة كبيرة.
الاسم: المجروح
الذي جعلني ادخل إلى هذا الموقع ما أمر به من صحة نفسيه صعبه جداً والسبب أنني وجدت زوجتي تخونني مع رجل آخر مع العلم انه يوجد بيننا أطفال، أما إذا سألني أحدهم لماذا خانتني، فانا نفسي لا اعلم مع العلم لو قلتم لي انها العلاقة الزوجية الخاصة أقول الله أعطاني صحة وعافيه والحمد الله، وأما اذا قلتم لي أني لا أحبها أقول يعلم الله كم أحببتها مع العلم انني وجدت زوجتي في أول مره معها هاتف وقالت لي انه لصديقتها وأقنعتني وحلفت على المصحف انه ليس لها وأنا من طيبت قلبي صدقتها مع العلم صار هناك بعض المشاكل وقت الهاتف وبعدها ويشهد ربي على ذلك انه قد رجعت العلاقة أحسن من الأول ونسيت أي شيء وطلبت منها أن نبدأ حياه جديدة شريفه ووافقت على ذلك وبعد ذالك ويااااااااااااا ريت لم يأتي هذا اليوم الذي مزق كل شيء في حياتنا بعد مدة بسيطة من اتفقنا تقريباً حوالي شهر فقط حيث أنني كنت في عملي وغادرت عملي وذهبت إلى البيت وعندما دخلت غرفت نومي التي كانت طاهره وجدت رجلاً في غرفتي وكلن يختبئ في خزانة الملابس، وهنا تمنيت أنني في حلم أو ان أمي لم تلدني بسب ما فعلته زوجتي بي خانتني مع رجل وأين في بيتي يا الله يا الله يا الله انت المنتقم الجبار نسيت هذه المرأة انه يوجد أطفال داست على كل شيء جميل اسودت الدنيا في عيني لا اصدق انه هذا حصل معي أقول الم تخاف من الله الم تحسب انه يوجد موت وعذاب قبر وهناك حساب عند الذي لا ينام يا رب ما أعظم هذا الذنب لكن أقول حسبي الله ونعم الوكيل فيها دمرت البيت الذي كان جميل في نظري والله على ما أقول خير الشاهدين ..........
وأحيلكم إلى قضية أخرى أثارهتا إحدى المواقع وهي "التحرش الجنسي بالأطفال" والتي وصلت التعليقات فيها إلى (45) تعليقاً يئن أغلبها بقصص تقشعر لها الأبدان وهذه مقتطفات لما أوردنا:
الاسم: المحبط اليائس
كان عمري خمس سنوات تعرضت لاغتصاب لا أذكر منه إلا أني خرجت باكياً..
بعدها تعرضت لتحرش في حفل زواج ثم تحرش آخر في المدرسة ثم آخر في الحارة في النهاية أصبح عدد التحرشات التي تعرضت لها 7 كلها، لم أخبر أحدا عنها تباً لكم جميعاً دموعي تسابقني حاولت الانتحار لكن لم يجد الأمر الآن أنا تحت ضغط نفسي ووسواس قهري سحقاً لكم لما لا احد يساعدني
الاسم : sana
قبل 12 عام تعرضت لتحرشات من قبل خالي وكان عمري 18 عام آن ذاك. مرت الأيام بدون إخبار أحد وتزوجت وكان لي أخت أصغر مني تزوجت بعدي وفوجئت برفض زوجها أن يكون لها أي صلة بخالي وبعدها عرفت أن خالي كان يتحرش بها أيضا لكنها أخبرت زوجها بالأمر . وقفت أمي ضدها وكذبتها وعندما أخبرتها بتجربتي مع خالي غضبت علينا و كذبتنا.
الاسم : kaltham
أنا بنت عمري 23 سنة تعرضت للاعتداء الجنسي من أقرب الناس إلي .. إنه أبي وكان ذلك لمدة 3 سنوات، ولم أجد من يساعدني وينقذني مما كنت فيه.
تلك كانت مجرد مقتطفات والواقع يحمل الكثير من القصص التي تشمئز منها النفوس..
والله إني لأخشى أن ينزل بنا سخط من الله بما كسبت أيدينا فيأخذنا أخذ عزيز مقتدر، ألا تخشون معي، ألا تخافون غضب الله، ألا تخجلون من الإله المضطلع على ما نخفي وما نعلن.. ألا تخشون أن تكونوا أولئك القوم الذين يبدلهم الله بقوم آخرين يجاهدون في سبيل الله، كما ذكر في كتابه العزيز}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ{
هل منكم من سأل نفسه هل الله عز وجل راضي عنه ولأي موقع يزف نفسه بعد هذه الحياة الفانية .. إلى الجنة أم إلى النار؟
نحن نحتاج ثورة عارمة على أنفسنا، نحتاج قبل أن نبدأ بجهاد العدو أن نجاهد أنفسنا أن نقدر عليها وأن نطرد الشياطين منها.. أن نقرأ القرآن ونعمل به.. أن نتخلق به..
وأن نطبق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حرف بحرف..
لن نقوى على جهاد عدونا ما لم ننتصر على أنفسنا، ونكبت أهوائنا ونزواتنا.
الشعوب من تصنع الحكومات، فإذا كانت الشعوب غارقة في المعاصي والملاهي فأي من الحكومات نرتجي!
*هنا.. قصدت بها المجتمع العربي بأسره، وهي غير محددة ببلد معين
للكاتب : سلام نجم الدين الشرابي.
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوردة الجريحة
