الحمدُ للهِ وحده،
يعاني كثيرٌ من الناس اليوم من ضعفٍ في الشخصية؛ التي غالباً تكونُ بسببٍ مواقفٍ حصلتْ في الطفولة - كالتوبيخ أما الملا والضرب وغير ذلك - ثم تتطورُ مع مرور الزمن لتصل إلى الرهاب الإجتماعي أو التوحد أو غير ذلك من الأمراض النفسية.
فَتجد ضعيف الشخصية عندما يكونُ في مكانٍ عام = يَتَلعثمُ في كلامهِ وينشفُ ريقهُ و تصتفقُ ركبه و تصتكَ أضراسهُ ويحمرُ وجه و تشتدُ عضلاتهُ و تتشتتُ أفكاره وينعدمُ تركيزه و ما كأنهُ إلا نعجةُ في أحضانِ أسد..!!
و هذا - في نظري - بسببِ تعظيمهِ للناس؛ فهو يَخافُ أنّ يخطىء أمامَ الآخرين فيتعرض لرصاصاتِ ألسنتهم المسمومة فيكونُ أضحوكةً للصغيرِ قبل الكبير، وقد قرأتُ قبلَ فترةٍ مقالاً لأحدِ المختصين قال فيه :
( وهذا الخوف الشديد - أي الخوف من الخطأ أمام الآخرين - يؤدي إلى استثارةٍ قوية للجهاز العصبي غير الإرادي حيث يتم إفراز هرمون يسمى " ادرينالين " بكميات كبيرة تفوق المعتاد مما يؤدي إلى ظهور الأعراض البدنية على الإنسان الخجول في المواقف العصبية )
فالمصابُ بهذا يكونُ ميتاً ليسَ لهُ فائدة و ليستْ لهُ قيمة، فقدارتهُ واحدةٌ لا تتطور وعلاقاتهُ محدودةٌ جداً وحقوقة تؤكلُ وتهضم؛ و غالباً سيضطرُ للعلاج النفسي - أجارنا الله وإياكم -
النظرية:
قرأتُ في أحدِ كتبِ التراث= أنّ شيخاً أوصى تلميذهُ فقال: عامل الناس كأنهم حمير لكن لا تحتقرهم..
قلتُ: للهِ أبوكَ أيها الشيخ فو اللهِ لقد صدقتْ وبررت، فعندما تلبسُ لباساً معينا وتوسوس لك نفسكَ بأنّ الناسَ سيخسرونَ منك ، فقل حمير لن يضرني ضحكهم ولن ينفعني مدحهم ، وكذلكَ عندما تتكلمُ في مجلسٍ عام أو تسألُ سؤالاً معيناً ..... الخ
أجعل هذهِ الجملة قاعدةً لك في الحياة ( الناس حمير لن يضروني ولن ينفعوني، ) اجعل معاملتك مع الله - سبحانهُ وتعالى - فتخافُ منه ومن مخالفةِ أمره أما الناس فهم حمير لن ينفعوك ولن يضروك إلا بشيءٍ قد كتبهُ الله لك..
و أيضاً قم بتدريباتٍ مع المقربينَ لك؛ فعندما تحدثهم حدثهم بصوتٍ جهوري وبثقة وحاول أن تركز نظرك على أعينهم و تتفاعل مع الحديث ثم انتقل إلى دائرةٍ أوسع ثم إلى الجيران ثم هكذا دواليك ، و سيصبحُ الرهاب الإجتماعي مجرد شيء من الماضي الذي لا ولن يعودَ أبداً..هذهِ نظريةٌ نافعةٌ مجربة، بإذن الله شافيةٍ كافية لمن كان يعاني الرهاب الإجتماعي.
و للحديثِ بقية
العم: طريسان باشا