كفالتي![]()
يغمرك كمطر صباحي خفيف , فتأخذك الغِرة وترقُص فرحاً .. تُصْبِحُ كطفل يعدُ خطواته الأولى في عالم يضجُ في المغريات .. تقفُ متعثراً , هاكَ الخطوةَ الأولى , يهمسُ لك صوت ملائكي ما , لا تخف , إن سقطت , هاكَ قلبي , فتثور بك الطفولة و تمضي تركضُ تركضُ تركض!
واذ كنتَ بعيدا , يطوف بك طائف : أكُلُ العصافير يخنقها البُعد , فتزقزق شوقاً ؟ يعللك الهوى والحُلمُ فتغمض عينيك على رائحةِ الوَجْدْ .. و يأخذك الحلُم , الى فيروز ومريمة .. و تجليات أُخَرْ ..ممسكا بأهداب الحلم , تقعُ في لجَةِ النوم وتغفو ..
يهدهدك الصَحوُ على أطراف السما , تلامسها فترتدُ فرحاً , زرقاءَ , و طفلة , وأنت وأجنحتك لها ملاذٌ , ومطرٌ وقوسُ قزح , وحكايا متناثرة تلملم تفاصيلها وتعيد الترتيب .. هاك زهرة برية , هاك طفلاً , هاك أرجوحة تحملك في المدى الواسع و تبعثر خصلات شعرك .. هاك كلماتٍ منسية وصمتا يتفطر هذيانا بين ثنايها ..
لوجعك طعم الشوق , يسائلك عن ثوان كتبتها الساعة خلفك ساعات , و أصررت أنت على كونها ما روت منكَ شيئا , كثيرا ما تقف بك الأرض عن دورانها , و تكف الدنيا عن اهتزازتها , للكلمات سحر كنت تقرأ عنه , وتضحك , و تتخيله وتسأل ذاتك , ويتراءى لك آلاف المرات , دون أن تدركه سوى مرةٍ واحدة , فتبكي فرحا ..
يُصْبِحُ لغيابكَ , طعمُ يُتمٍ غريب , ما اعتدته من قبل , تمسكُ قلماً وترسمُ زهرة , قلباً , أملاً , و يأخذكَ الشوق , والصبوة , فيكفكفان دمعةً .. - لا أدري ما هيَ - .. وإن كنتَ تظنها دمعةَ شوق , فلا تحْزن , قد شُغِفْتَ حُبَاً ..
السجين التالي :خافي الوجد , ان لم يكن هنا , فياسمين الشام , ان لم تكن فأنفاس !![]()