لاأخفي إن مقالاتي عن الثقب الأسود والمادة السوداء هي أمر معقد تستلهم أسئلة عدة من المطالعين لها لأن الوضوح في الإخبار عنهما لازال في بداياته من قبل المهتمين في هذا الأمر من العلماء الغربيين في مؤسسة " ناسا" ، الذي يعتمد الجميع ماتورده من أخبار دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث والتدقيق والإستشفاف ، ربما لأنه علم مجهول من قبل المهتمين به ، ولذا ينتظرون ماتعلنه "ناسا" حتى لايكلفون أنفسهم عناء البحث ، أو لعدم وجود "ملكة " الإستيعاب لديهم في هذا الحقل وهذا أمر مهم جداً لمن يلج هذا الحقل . ولكن لابد من مرجع أو أصول نستند إليها للوصول إلى نتيجة إيجابية .
سأل أحدهم تعقيباً على أحدى مقالاتي من اين مصادرك ؟ الجواب معقد وبسيط في آن لمقال صغير وليس لكتاب . ففي تأليف الكتب نعتمد مع التوسع في الشرح مصدراً مرقماً في حاشية الكتاب عند نهاية الصفحة لكل نص أو كلمة مكتوبة ، ماعدا الهدف والتحليل الشخصي والنتيجة . وإذا لم يكن هناك هدف وتحليل أو رأي ونتيجة ذاتية من المؤلف ، فيضحى الموضوع منقولاً بأكمله ، ويصبح الكتاب غير ذي قيمة . والمقال أكثر صعوبة لقصره إذ يجب أن يكون بأكمله نابعاً عن ذات المؤلف في الهدف والرؤيا ولايحتمل أي نقل إلا في موقع الإستشهاد أو البيان لحديث أو مثل سائر أو لصورة إن اقتضى الأمر .
فمن يكتب عن أي موضوع يجب أن يستوفيه ويحيط به قبل أن يبدأ ليصبح لديه ملكة الفهم وبالتالي المقدرة على الكتابة والإستنباط والإستدلال لينجح الأمر في توصيل فكرته وهدفه .
والكتابة في علوم الفضاء تستوجب الرغبة والإهتمام وحب المعرفة قبل المطالعة في هذا الحقل الواسع اللانهائي . وما من عالم يملك الإحاطة في أي علم إلا بقدر ، إلا أن هذا القدر يجب أن يتقنه لياتي رايه مرضياً ومفيداً . وفوق كل ذي علم عليم .
وفي كل مجالٍ بحثي ، يجب على الكاتب أن يكون جريئاً غير متهيب في عرض رأيه فيما توصل إليه إن كان متمكناً من موضوعه ، ولايخشى الخطأ ، فكلنا نتعرض له وكل بني آدم خطاء ، شرط أن نعترف بالخطأ ونصلح الأمر . ودائماً الحوار هو أفضل مجال لتوسيع المعرفة ففيه إستفادة للتصحيح والتصويب على أقل تقدير . وأنا في مقالاتي المشار إليها أعلاه استفدت من المداخلات بشأنها ، من حيث ضرورة تنويعها بالصور وسأفعل هذا في مرحلة قادمة إن نجحت في ذلك . وسأسأل عن الكيفية فلا خبرة لي في هذا المجال ، إذ قد يأتي ترتيب الصور عشوائياً أوكيفما اتفق من حيث الأناقة أو الترتيب ، لذا أرجو المعذرة سلفاً والمسامحة .
إن علم الفضاء هو علم إستقرائي بحثي يستمد مقوماته من علم المنطق الذي برع به العرب والمسلمون إلى حد التفوق ، الذي انعكس نجاحاً فيما توصلوا إليه في علم الفضاء وحركة الشمس والقمر والنجوم والإستدلال بها في السفر والرحلات واختراع الأدوات المتممة لها كالإسطرلاب وغيره منذ القديم . وهو أيضاً علم إستدلالي إلا أن أدوات بحثه موجودة في الفضاء الواسع المحيط بنا ، لذا فإن استيعاب مايكتب بشأنه يحتاج إلى قليل من حب المعرفة وبالتالي الكثير من المطالعة ، فلا لأحد المقدرة للسياحة في الفضاء أو إحضار كوكب أو نجم منه ليضعه على الطاولة لمن يريد إثباتاً ، فإن مد أحدهم بصره إليه فإنه يرتد إليه خاسئاً وهو حسير . إلا أن الصور التي ارسلتها مراصد " تشاندرا" و" هابل " قد تكون البرهان لكثير من المواضيع المعروضة والتي تنشرها " ناسا " على موقعها كما هي دون تعليق سوى بالإشادة المستمرة بإنجازاتها العظيمة ، وقد يكون هذا حق لها وشعور بالفرح والفخر لكلفة هذه الإنجازات المالية والمثابرة لعمل جبار عظيم . ولا أعتقد أن كاتباً في علوم الفضاء يستطيع أن يتجاوز تلك الصور إن أراد النجاح في أي مقال يكتبه ، فهي كالمصباح في الظلمة لإنارة الطريق نحو الطريق السليم لكشف الغموض لمسائل عدة في علوم الفضاء أولها الثقب الأسود الذي كان لغزاً محيراً حتى العام 2007، حيث كانت تكتب حوله الأقاويل والقصص الخرافية ، حتى العام الماضي حيث كشف مرصد "هابل" عن مكنوناته بصور رائعة .
ولكن المشكلة مع " ناسا " أنها تنشر الصور دون أن تفصح عن مضمونها إلا متأخرة قد تصل لعام أو عامين و أكثر، ربما لمزيد من التأكد والتمحيص . ومن هنا جاءت مقالتي عن "المادة الداكنة السوداء" بالقول ،أننا نسبق علماء الغرب في المعرفة ، بسبب أنهم كانوا يصرون ، حتى العام 2007 ، على أن الثقب الأسود لاحياة فيه وأنه قاتل للنجوم يبتلع أي نجم يقف في طريقه . لقد كان هذا الراي سخيفاً ومسلياً لأنه لاينطبق مع التوسع الكوني وحركة الفضاء وإلا اختل الكون بأكمله وفقد مقوماته . كان رأياً ساذجاً بكل معنى الكلمة فكتبت إليهم على موقعهم بخطل هذا الراي ودعوتهم إلى أن يرسلوا المرصد إلى داخل الثقب الأسود بدلاً من التسرع في التحليل الخاطىء ، لأن "الثقب الأسود" هو بمثابة مصنع للنجوم كما وأنه أشبه ب"كناس للفضاء " ينظفة من الحجارة المتفلتة والغبار الناتج عن عملية التوسع الكوني . إلا أنهم ردوا بالشكر والإهتمام والدعوة إلى مطالعة موقعهم بصورة دائمة والإستفسار عن أي موضوع غامض بشأن الفضاء ، إلا أنهم لم يردوا حتى الآن عن أي سؤال ، وقد ركبوا مركب الغرور وللأسف بما يكتبون على موقعهم . وعندها كتبت مقالاً في صحيفة "الشرق الأوسط" نشر في 6 تشرين الثاني / اكتوبر من العام 2005 بعنوان " صائد الشوارد يلد نجوماً " ، وأصررت على ذلك في كتابات عدة في صحف أخرى . وقد تبين صواب تحليلي بعد عامان من كتابة المقال ، بعد أن عبر مرصد " هابل " داخل احد "الثقوب السوداء" فأرسل من داخله صوراً رائعة عن نجوم في طور التكوين ، وعندها أقروا بأن الثقوب السوداء ليست سوى "مصانع للنجوم" إلا أنهم لم يقروا بأخطائهم السابقة في هذا الأمر. إن سبقي لهم ووصولي إلى تلك النتيجة الإيجابية يعود إلى مطالعاتي المكثفة لموضوع الفضاء لأحيط به ماأمكن من المؤلفات القديمة والحديثة ، ولكن تبين لي أنه لايمكن تفسير لغزه إلا الإحاطة بالآلية الجامعة لتطوره ، التي لم أجدها إلا في القرأن الكريم الذي منه انطلقت ولا أزال ، لأبدي الراي في كثير من الألغاز واكتساب المقدرة على تحليل الصور التي ترسلها المراصد الفضائية لمؤسسة " ناسا" إلتي تختصر قراءتها الكثير من شحن الفكر والتساؤلات بما تقدمه لك من معلومات على صفحة بيضاء .
كما أحب أن أشير إلى موضوع آخر رداً على بعض الإستفسارت الذين يودون برهاناً على متانة مقالاتي ، فأسوق ، ربطاً ، مقالاً كنت قد نشرته في صحيفة " محيط " ، شبكة الإعلام الألكترونية ، منتقداً تجربة معمل "هاردون" التي كانت ستجرى بعد فترة على الحدود الفرنسية ، بإعادة تجربة الإنفجار الكوني من خلال هذا المعمل ، وقد استقطبت التجربة آلاف العلماء من كل أنحاء الأرض . وقد وصفت هذه التجربة وقتذاك وكتبت بأنها فاشلة من قبل إجرائها بفترة ، لأسباب تجدون ربطاً صورة عنها في مقالي أدناه. ولولا معرفتي بآلية الفضاء وحركته وآلية الإنفجار الكوني لما تجرأت على التحدي وآلاف العلماء موجودون هناك يؤكدون نجاحها ، وعندما حان الوقت أعلنوا فشل التجربة وعدم إمكانية إجرائها ، فصدق قولي وأخطأوا ، مما يدل على أنه علم الفضاء هو علم تحليلي واستقرائي لمن يستهويه ويتملك به .
ولن أسترسل في الشرح أكثر من ذلك لأن الأمر يحتاج إلى كتاب كامل فاعذروني ، ولكن أرجو أن تجدوا أجوبة عن تساؤولاتكم في مقالاتي القادمة .
وتجدون في المرفقات صورة عن المقال المشار إليه في صحيفة الشرق الأوسط أخرجته عن الأنترنت تستطيعون التأكد منه ، كما صورة عن مقالتي في "محيط " تستطيعون أيضاً التأكد منها ،على أن تكتبوا في الخانة اللازمة أعلى الصفحة إسمي فقط ليأتيكم المقال الذي كتبته في هذا الشأن.............................................................
صحيفة الشرق الأوسط
الاحـد 05 شـوال 1426 هـ 6 نوفمبر 2005 العدد 9840
صائد الشوارد يلد نجوما
موضوع الثقب الأسود، الذي تحدث عنه الخبر المنشور بتاريخ 3 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، تحت عنوان «دليل جديد على وجود ثقب أسود هائل في مركز المجرة»، شغل العلماء لوقت طويل وأعطيت فيه آراء كثيرة عن كيفية تكونه ومهماته. فالكون عقب الانفجار الكبير، اخذ في التمدد. وينتج عن تمدده هذا تشكل الملايين من الكواكب والمجرات والنجوم. ولكن خلال هذا التمدد والتشكل تنفلت كتل ضخمة من الحجارة وتنطلق إلى ما لا نهاية في الفضاء السحيق بسرعة هائلة، وقد تصدم بالأرض أو بأي كوكب أو نجم آخر لتفجره. غير ان وجود الثقوب السوداء يلعب دور المنظم والضابط لمثل هذه المشاكل الطارئة, إذ إن الثقب الأسود لا يخضع تماماً لنظام الجاذبية المضادة، نظراً لأنه يملك بذاته قوة مغناطيسية هائلة تفوق عدة أضعاف ما للكواكب الأخرى، وهذا عائد لطبيعة تشكله. وهو بحق يستحق عن جدارة لقب «صائد الشوارد»، إذ إنه يوجد بكثرة وبالملايين عند أطراف الكون السحيق, بحيث يستحيل ترصده لالتقاط الكتل الشاردة من تكون النجوم والكواكب. ونظراً لقوة دوران الثقب الأسود، مع استقلالية جاذبيته، فأنه يجمع حتى الغبار بكثافة تلفه وتتداخل به, بحيث يتعذر مشاهدة ما بداخله إلى حين تشكل النجم وولادته منه. محمد السويسي ـ اسبانيا
شبكة الإعلام الألكترونية
محيط
تجربة فاشلة
* محمد السويسي
إن التجربة الحالية لمعمل هاردون التي تجري حالياً في هذا المشروع الجبار تحت الأرض بين الحدود الفرنسية والسويسرية لمعرفة سر الكون ومحاكاة الإنفجار الكبير لن تأتي بالنتيجة المتوخاة لأنها أعدت بطريقة مغايرة للإنفجار الكبير .
فولادة الكون لم تأت عن تصادم ذرات متشابهة بشكل معاكس كما يجري حالياً ، بل جاء نتيجة إندفاع حزمة ضوئية نحو كتلة مائية هائلة كانت بحجم الكون ثم انضغطت على محورها الذاتي بفعل مغناطيسية مضادة مجهولة المصدر ، إلى حد انكماشها إلى كتلة بحجم كرة اليد مما أدى إلى انفجارها عند تصادمها بطريق الصدفة مع حزمة ضوئية مندفعة بسرعة النور بما أدى إلى دوي هائل وولادة الثقوب السوداء التي هي أشبه بشفاط لكناسة الفضاء حفاظاً على توازن الكواكب والنجوم في الكون وحمايتها وفق معادلة مغناطيسية محسوبة .
والثقوب السوداء تلعب دوراً مهماً في ضبط هذا التوازن . . ولذا فإن هذه التجربة المستعرضة حالياً على أهميتها وعظم إنجازها لن تصل إلى النتيجة المتوخاة لعدم صحة استعمال الأسلوب السليم في طريقة الإنفجار الكوني من حيث الشكل والمواد من ماء وضؤ كما أسلفنا .لذا فلن تكون سوى مجرد محاكاة وعملية دعائية للفكر الغربي تعتمد على جهل الناس في مثل هذه الأمور العلمية المعقدة .
هناك آلاف العلماء قد اجتمعوا للإطلاع على التجربة وأرجو أن يكون العرب قد اشتركوا في تلك المشاهدة ليطلعوا عن كثب عليها ليحكموا على صحة أنجازها حتى لايتعرض العالم للتضليل والمباهاة المغايرة للحقيقة . لأن تلك التجربة وفق ماأسلفت مستحيل أن تأتي بالنتائج المتوخاة منها لأنها مغايرة وبعيدة تماماً لما حدث عند الإنفجار الكوني وتشكل الأرض والنجوم لاختلاف المواد المتصادمة .
ولكن لابد من الإشارة على عظمة أعداد هذا المعمل من حيث دوره بتسريع المواد بمغناطيسية مضادة تصل سرعتها إلى 8 ليترا الكرتون فولت ثقريباً أي مايعادل سرعة النور، وهذا حلم كان يعتبر بعيد المنال في المستقبل المنظور .
وأما الآن وقد تحقق فيمكن صب الجهود لصنع مركبات فضائية ، بنفس المعادلة، بحيث تصبح السياحة بين الكواكب والنجوم أمراً ممكناً خلال يوم واحد .
العائق هنا أن هذه القوة المغناطيسية المضادة قد تطلبت نفقاً معملياً بطول 27 كيلومتراً . ولا أعتقد مع تكثيف الجهد أن العلماء عاجزون على تصغيره إلى حجم مكوك فضائي قياساً ببعض الألكترونيات التي كانت بحجم غرفة أو منزل ثم أضحت تُحتوى براحة اليد .
تاريخ التحديث :-
توقيت جرينتش : الاثنين , 15 - 9 - 2008 الساعة : 1:31 مساءً
توقيت مكة المكرمة : الاثنين , 15 - 9 - 2008 الساعة : 4:31 مساءً