معقولة !! ... أصلهم قرود .. ؟؟؟
كثرت في الآونة الأخيرة برامج المسابقات من على بعض فضائياتنا ( المضطهدة ) والتي خصصت جوائز من العيار الثقيل لا يقل الرقم فيها عن ستة أصفار ... تحدث لبعض الفائزين بها نقلة نوعية مادية ومعنوية من حالة الشعور بالأضطهاد والغبن ومرارة العيش ولعن حظهم العاثر بالزواج من بقرة حلوب لا تشبه من بعيد أو قريب مذيعات الأل بي سي أوالأم بي سي أوالكي طي سي أو بعض انحناءات الجسم الأليسي ... أو حالات الكمد والحزن نتيجة مآثر الدكتاتور أو بعض ( راجيتـّات ) الدكتور أو نسيان طعم اللحوم ابتداء من لحم الخروف ومرورا بالكنغر وانتهاء بالثور ... تلك النقلة الجبارة ستقلب أحدهم رأسا على عقب وتجعله سعيدا رغيدا محب للحياة ولكل من أوجدهم القدر في طريق حياته المرسوم ابتداء من سيادة الحاكم وانتهاء بتلك البقرة المسكينة التي أخذ ينظر لها بنظرة عجرمية مباركة وكل ذلك بسبب تلك الأصفار الستة
شدني وصاحبي فوز أحدهم بتلك الجائزة وحسدناه حد الحقد والغيض والتكفير ... على أعتبار أننا تعودنا أن نكفر بعضنا في حالة عدم توافق المصالح والمطالح والحظوظ ... فسألت رفيقي الذي أحمرت أذناه من الغيرة وما زال البرنامج مستمرا وقلت له ... بربك هل تتصور كيف سيكون الوضع ان زادت تلك الأرقام لتصبح خمسة عشر أو أكثر ... قال ويحك تلك أرقام لا تملكها إلا الدول وميزانيات الشعوب ... ضحكت ... فأردف ... أعرفك جيدا ستحول الموضوع الى السياسة والسياسيين ... قلت صدقت
أتعلم يا ( رفيقي ) أن اصحاب الحظوظ من أزلام حكومة الوحدة الوطنية المزعومة في عراقنا الجريح قد لعبوا لعبا بأرقام فلكية لمبالغ وأموال شعبنا المكلوم ... قال كيف ... قلت أجاوبك ... منذ منتصف عام 2005 ولحد الآن قد صرفت حكومتنا الرشيدة ميزانيات متعاقبة بلغت مائتان واثنا عشر ( مليار ) دولار امريكي وهي على التوالي ميزانيات بعضا من 2005 وميزانية 2006 و2007 و2008 و2009 ... ما عدا مبالغ سرقات النفط والغاز والجلود والتمور وتهريب الأغنام ... فهل شاهدت طيلة هذه الأعوام جسرا بني على ضفاف أي نهر عندنا ... أو هل شاهدت مستشفى أو مستوصف تم افتتاحه ... أو هل رأيت محطة لتوليد الكهرباء أو تصفية الماء أضيفت الى مشاريعنا المدمرة ... أو على الأقل هل شعرت بشيء من التحسن أصاب بنانى التحتية المدمرة نتيجة الحروب وغير ذلك ... بل العجيب أن تلك الأموال لم تغير من نظرتهم الحاقدة الباغية على أهلهم وناسهم وبلدهم المستباح ... قال بعد أن أخرجها بصعوبة من فمه ... لا
ثم أكمل ... أعتقد أن حكومتنا الرشيدة انشغلت بصرف تلك المبالغ على مكافحة الأرهاب ... ضحكت من جديد وقلت ... برغم أن الحقيقة تشير الى أنها أفسد حكومة بتاريخ الشعوب والأمم وفق قياسات منظمات الشفافية الدولية ... إلا ان التفجيرات المهولة المتعاقبة الأخيرة والتي تجاوزت بشدتها مآسي بدايات الأحتلال أثبتت أن كل قياداتها منشغلة بالسحت الحرام طيلة الأعوام الخمسة الماضية ولا تقل لي مكافحة أرهاب أو غير ذلك
ولأن السياسة تحتاج الى رجال يفقهون الأقتصاد والأمن والزراعة والصناعة والأعلام والثقافة ... فأني أبصم لك بالعشرة أن سياسيونا الجدد لن تقوم لهم ومن بعدهم نحن قائمة حتى لو مدهم القدر بأموال جبارة ذات خمسين رقما ... بسبب بسيط ... أن الكل سراق وأن أثقف واحد فيهم لا يفقه شيئا إلا في بيع ( المسبحات ) والآخر في بيع الكباب والثالث زرق الأبر في ( العضل ) وهكذا دواليك ... والسياسة تجربة وخبرة وأكتساب علوم وثقافة وأخلاق ... وليس رجالها كالقرود يقلدون غيرهم دون أن يكون لهم أساس انساني وحضاري وأخلاقي ... فشعوبنا حتما ستنبذ القرود وستنجب من رحمها رجالا يصونون المال والعرض
فهل تذكر قصة ذلك الصبي الذي سأل أبوه وأمه عن تاريخ النشء ... قال نسيتها ... قلت ... سأل طفل والده ... بابا ما هو أصل الأنسان ... أجاب الأب ... أبني ... ألله سبحانه وتعالى خلق آدم وحواء ونحن من ذريتهما ... ثم ذهب الأبن لوالدته وسألها ... ماما ما هو أصل الأنسان ... فأجابت ... حبيبي الله خلق الأنسان في البداية على شكل قرد ثم تطورنا الى أن أصبح شكلنا على ما هو عليه الآن ... عاد الطفل منزعجا لوالده وقال بعتب ... لماذا تكذب يا والدي فنحن كنا قرود ... ردّ الوالد بثقة ... ابني آني كنت أتكلم عن أهلي ... أما أهل أمك ففعلا كان أصلهم قرود
ردّ صاحبي القريب من أهل القرار عندنا وقال بغضب ... ماذا تقصد ... أجبت لا شيء ... فالقرد لا يقل ذكاء عن الكثير من البشر ... وعجبي